افتتاحيات الصحف اللبنانية، يوم الثلاثاء ‏01‏ آذار‏، 2022

افتتاحيات الصحف اللبنانية، يوم الجمعة 17 كانون الثاني، 2020
افتتاحيات الصحف اللبنانية، يوم السبت 18 تشرين الثاني، 2023
افتتاحيات الصحف اللبنانية، يوم الأربعاء 10 أيار، 2023

اللواء
ضغوطات على حكومة ميقاتي.. ووفد الخزانة في السراي الكبير!
المصارف تشكو استدعاءات عون في قضية سلامة وشقيقه.. وتفلّت السلاح يطرح أمن الانتخابات
أخذت موازنة العام 2022 طريقها إلى المجلس النيابي مع توقيع الرئيس ميشال عون على مشروع قانون الموازنة، واحالتها بمرسوم إلى المجلس النيابي لتأخذ طريقها إلى الجنة المال والموازنة، ثم سائر اللجان قبل دعوة مجلس النواب لمناقشتها واقرارها، في وقت لم يتم تحديد موعد جلسة لمجلس الوزراء بعد لإقرار ما يلزم، ومعاودة البحث بمسار خطة الكهرباء التي تحظى بالأولوية، مع الاستعدادات الجارية لاطلاق مفاوضات التمويل مع البنك الدولي مع اكتمال الشروط الخاصة بالحكومة، وبالتزامن كان ملف المساعدات والمشاريع الإنسانية على طاولة البحث في مقر الخارجية الفرنسية بين الوزير جان ايف لودريان، الذي يستعد للمجيء إلى بيروت ونظيره السعودي الأمير فيصل بن فرحان بن عبد الله، إذ شدّد الوزيران على حرص فرنسا والمملكة العربية السعودية على تمويل بعض «انشطة المنظمات الدولية غير الحكومية العاملة في مجال الاغاثة والمساعدة الشعبية في لبنان».
اعربت مصادر سياسية مطلعة لـ«اللواء» عن اعتقادها ان مفاعيل بيان وزارة الخارجية عن الحرب الروسية على أوكرانيا انتهت, وأشارت إلى أن العمل منصب على مواكبة تداعيات ما يجري على الوضع في لبنان سواء لناحية الأمن الغذائي أو غير ذلك.
إلى ذلك بقي موضوع تحديد موعد لجلسة مجلس الوزراء المقبلة غير واضح. وفهم من المصادر نفسها أن تجاوز هذا البيان ضروري لأن من شأن ذلك أن يساعد في ترتيب عمل مجلس الوزراء الذي تجنب خضة في جلسته السابقة جراء ذلك.
ولفتت المصادر إلى أن لبنان الرسمي سينشغل بزيارة عدد من المسؤولين الأجانب هذا الأسبوع فيما لم يتأكد بعد موعد زيارة الوسيط الأميركي في ملف ترسيم الحدود آموس هوكستين، في وقت اثار فيه توقيت زيارة وفد الخزانة الأميركية الذي ضم النائب الأوّل لمساعد وزير الخزانة والمسؤول عن مكافحة الإرهاب بول أهرين، ونائبه أريك ماير إلى بيروت، والاجتماع مع الرئيس ميقاتي بحضور السفيرة الأميركية دورثي شيا، أكثر من سؤال، بالتزامن مع الحرب الروسية – الأوكرانية.
ضغوطات
والثابت ان ضغوطات تمارس في الداخل على حكومة الرئيس نجيب ميقاتي، سواء منها ما هو متعلق بخطة الكهرباء التي أقرّت مبدئياً، ويصر النائب جبران باسيل على ان تتضمن في مرحلة بناء المعامل بناء معمل في سلعاتا، وهو الامر الذي لا يرى الرئيس ميقاتي أولوية له الآن، فضلاً عن محاولة التيار الوطني الحر التهرب من قيمة هيئة ناظمة للكهرباء، مثلما يتمسك بهذا الطلب كل من حركة أمل والحزب التقدمي الاشتراكي.
ومن الضغوطات الداخلية، تداعيات بيان وزير الخارجية عبد الله أبو حبيب، الذي ما يزال «الثنائي الشيعي» يعتبره وكأنه لم يكن.
وما زاد الطين بلة مضي المدعي العام الاستئنافي في جبل لبنان القاضية غادة عون في التحقيقات الخارجة عن الأصول، وكأنها عدلية قائمة بذاتها، في إطار ملاحقة حاكم مصرف لبنان وشقيقه، عبر استدعاءات رؤساء مجالس إدارة المصارف.
وعليه، استبعد مصدر مطلع انعقاد جلسة لمجلس الوزراء هذا الأسبوع، لتفادي حدوث مشكلة بين الرئيس ميقاتي وفريق العهد.
وأشارت قناة «العربية» إلى ان السعودية تتبرع بـ36 مليون دولار للبنان عبر مركز الملك سلمان للاغاثة.
ومع ترقب موعد جلسة جديدة لمجلس الوزراء لا يبدو انها ستنعقد هذا الاسبوع على الارجح، وتحديد جلسات للجنة المال والموازنة لدرس مشروع قانون موزانة 2022، وصل الى بيروت امس وفدا صندوق النقد الدولي ووزارة الخزانة الاميركية وباشرا لقاءاتهما فوراً، بينما ما زالت ارتدادات الحرب الروسية – الاوكرانية الاقتصادية تنعكس معيشياً على لبنان كما على سائر دول العالم لكن بوتيرة اسرع في بيروت نتيجة الاحتكاروالتلاعب بالاسعار عند كل مشكلة محلية أو خارجية.
صندوق النقد والخزانة الاميركية في بيروت
وفي سياق آخر، استقبل الرئيس نبيه بري رئيس بعثة صندوق النقد الدولي الى لبنان إرنستو راميريز الذي وصل الى بيروت عصر امس مع وفد. وتم عرض لمراحل الحوار القائم بين لبنان والصندوق والتشريعات التي أنجزها المجلس النيابي وما هو في صدد إنجازه لاحقا لا سيما قانون الكابيتال كونترول، حيث تم التأكيد على ضرورة أن يحفظ القانون حقوق المودعين كأولوية.
كما وصل الى بيروت وفد من وزارة الخزانة الأميركية ضم النائب الأول لمساعد وزير الخزانة والمسؤول عن مكافحة تمويل الإرهاب والجرائم المالية بول أهرين،ونائبه اريك ماير، وزار فور وصوله الرئيس ميقاتي في السرايا الحكومية، وحضرت اللقاء السفيرة الأميركية دوروثي شيا. وجرى خلال اللقاء بحث التعاون بين لبنان والولايات المتحدة، وغادر الوفد من دون الإدلاء بأي تصريح.
ويزور الوفدان الدولي والاميركي اليوم رئيس الجمهورية ميشال عون، فيما يزور وفد صندوق النقد الرئيس مجلس الوزراء نجيب ميقاتي.
وزيارة وفد صندوق النقد ستكون لمدة ثلاثة أيام فقط «إلا إذا قرّر الوفد تمديدها» بحسب ما كشف لـ«المركزية» مستشار رئيس الحكومة للشؤون الاقتصادية سمير ضاهرالمواكب للمفاوضات الجارية مع الصندوق، وأوضح أن الهدف من تلك الزيارة «أولاً إجراء التعارف بين الفريقين، والاتفاق على متابعة المفاوضات، كون الفريق اللبناني سبق أن قدّم لوفد الصندوق مسودّة عن الخطة وتصوّراته في مواضيع عديدة، فدَرَسَها الوفد خلال الأسبوعين الماضيين، وسيبلغ الوفد اللبناني بملاحظاته عليها.
واضاف: وسيُطلع الفريق اللبناني وفد الصندوق على ملاحظاته وسيطلب منه التعاون في بعض الأمور، كذلك سيفعل وفد الصندوق الذي سيطلب من الجانب اللبناني القيام بخطوات محدّدة.
الحرب الروسية –الاوكرانية تابع
على صعيد انعكاسات الحرب في اوكرانيا، يتم تبشير اللبنانيين بإرتفاع اسعار الزيوت والقمح والحبوب وسواها من منتجات اوكرانية او روسية تصل لبنان، بينما الدولة ووزارة الاقتصاد بشكل خاص غائبة عن المتابعة والملاحقة للمستوردين.
فقد اعتبرت نقابة أصحاب محطات المحروقات أنه «دائمًا ما تدفع المحطات ضريبة إرتفاع سعر برميل النفط عالميًا. إذ، وفي الآونة الآخيرة، تزامنًا مع إرتفاع سعر برميل النفط عالميًا، نلاحظ أن بعض شركات المحروقات تمنعت عن التسليم والبعض الآخر يسلم بكميات قليلة جدًا لا تكفي إحتياجات السوق». وأشارت في بيان إلى أن «شركات النفط تمتنع عن التسليم كي تستفيد أسبوعيًا من الزيادة التي ستلحق بجدول تركيب الأسعار الذي يصدر كل ثلاثاء، مما يخلق شحًا في مادة المحروقات في الأسواق ويخلق أزمة لا وجود لها، لذا نتمنى من وزير الطاقة الذي يتم الإتصال به دائمًا وهو بعيد من السمع، التجاوب مع طلبات النقابة وتأمين مادة المازوت، لا سيما في مصافي النفط الأمر الذي يعمل على حلحلة الأزمة ومنع شركات النفط من إحتكار هذه المادة».
واعتذرت النقابة «من المواطنين على إلغاء خدمة الـVISA CARD لأن هذه الخدمة تكبدنا خسائر كثيرة بحيث لا يخفى على أحد أننا لا نستطيع سحب أموالنا من البنوك ونحن مضطرون على تسديد ثمن المحروقات نقدًا».
لكن عضو نقابة أصحاب محطات المحروقات جورج البراكس اكد ان «لا أزمة بنزين وهناك شركات تُسلّم المادة». واضاف: الجعالة التي نأخذها لا تكفينا فكيف الحال أيضاً مع العمولة التي ندفعها مقابل البطاقات المصرفيّة للدفع في المحطّات؟
على صعيد الخبز والقمح، قال وزير الاقتصاد امين سلام بعد زيارة الرئيس نبيه بري: طمأنت الرئيس بري حول موضوع القمح، والذي هو موضوع أمن غذائي بإمتياز، اننا مواكبون لهذا الموضوع وإن شاء الله لن يكون هناك إنقطاع للخبز ولا للقمح. وأبلغناه أن بعض الاجهزة الامنية وحسب ما ابلغتنا ضبطت (امس) كميات كبيرة من القمح المخزن والمحتكر. وشدد الرئيس بري على وجوب متابعة هذا الأمر وعدم السماح للبعض بإستغلال ظروف الحرب الروسية الأوكرانية للتلاعب بلقمة عيش المواطن. وأبلغناه أيضا، أن الوزارة تعمل وأخذت موافقة بإستيراد كميات قمح من قبل الدولة اللبنانية بشكل مباشر من أجل إقامة نوع من التأمين للأمن الغذائي.
أما سياسياً، فقد استمرت الاتصالات لإحتواء ردود الفعل على بيان وزارة الخارجية الذي أدان ما وصفه «الغزو الروسي لاوكرانيا»، ويبدو أن المساعي التي بذلها الرئيس نجيب ميقاتي اثمرت تهدئة في هذا الصدد، لكن السفير الأوكراني في لبنان إيغور أوستاش قال: أن «العدوان الذي تمارسه روسيا ضدّ بلاده يعتبرُ شاملاً وليس محدوداً»، واصفاً نظام الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بـ«المُجرم»، لافتا إلى أن «ما من أحد توقع الصمود البطولي للجيش الأوكراني ضدّ الهجمة العسكرية التي تتعرض له بلاده من روسيا».
واضاف في مؤتمر صحافي عقده امس: بصفتي ديبلوماسيا، أفتخر بلبنان الذي أدان، برغم ظروفه الصعبة، اجتياح الأراضي الأوكرانية. معرباً عن «شكره للشعب اللبناني الذي يقف إلى جانب أوكرانيا ويدعمها منذ بدء الحرب».
واعتبر أوستاش أنّ «حقبة بوتين شارفت على الانتهاء وأن الأخير سيدفع ثمن كل ما يقوم به في أوكرانيا التي تمكّنت من إزالة أسطورة الجيش الروسيّ العظيم».
وختم: قريباً سيتحقق ما تطمح اليه اوكرانيا بالانضمام إلى الإتحاد الأوروبي، والدول الأوروبية أصبحت تعلم أن اوكرانيا تدافع عن أوروبا بأسرها».
الانتخابات: جهوزية و18 مرشحاً
على صعيدالانتخابات النيابية، علمت «اللواء» ان عدد المرشحين الذين تقدموا بطلبات رسمية للترشيح في وزارة الداخلية بلغ حتى يوم امس 18مرشحاً في عشر دوائر، علماً ان مهلة الترشيح تنتهي في 15 آذار الحالي ومهلة العودة عنها تنتهي في 30 آذار، بينما يفترض الانتهاء من تشكيل اللوائح وتسجيلها رسمياً في 4 نيسان المقبل، فيما اعلن النائب المستقيل نديم الجميل استمراره بالمواجهة للمشروع الايراني
واكدت مصادر وزارة الداخلية ان الوزارة جاهزة من كل النواحي والتحضيرات ماشية على قدم وساق، وكذلك الحال بالنسبة لهيئة الاشراف على الانتخابات بعد تعيين الشغور في ثلاثة مراكز في عضويتها، والتي تعاني بعض النواقص ولكن يجري التعاون مع المنظمات الدولية والدول المانحة لتوفيرها.
وفي هذا المجال، قال وزير الداخلية والبلديات بسام مولوي بعد زيارة تهنئة بالاسراء والمعراج الى مفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان: تناولت مع المفتي ملف الانتخابات، ملف تحضيرات وزارة الداخلية وجهوزها لإنجاز الانتخابات. هذا الاستحقاق الدستوري الذي ينتظره اللبنانيون منذ أكثر من سنتين أو ثلاث سنوات، وقد التزمت الحكومة في بيانها الوزاري إنجازه، وقمت شخصيًا بكل التحضيرات، سواء اللوجيستية أو الإدارية، والمالية، لنستطيع القول: إننا جاهزون لإجراء الانتخابات، ليستطيع كل لبناني أن يدلي بصوته بحرية، ولننجز هذا الاستحقاق لينتقل لبنان إن شاء الله إلى حال أفضل.
سئل: البعض يشكك سياسيا بإجراء الانتخابات النيابية، فماذا تقولون؟
أجاب: الانتخابات النيابية ستجري، وهذا التزام من الحكومة في بيانها الوزاري والتزام مني شخصياً، ومن يتحجج بذرائع لعدم إجراء الانتخابات، فأنا أقول ان هذه الذرائع ستزول الواحدة تلو الأخرى، فلقد تمكَّنا من إنجاز كل التحضيرات في وقتها، وحتى قبل وقتها، ونحن جاهزون لإجراء الانتخابات، ونتابع الوضع الأمني بشكل دقيق ويومي، للوصول إلى انتخابات جيدة وفي أجواء هادئة.
وحول إعادة طرح إنشاء «الميغاسنتر» وهل يمكن ان يكون مقدمة لإلغاء الانتخابات؟
قال: رفعت يوم الجمعة تقريرا لرئاسة الحكومة في ما يتعلق بـ«الميغاسنتر»، وإن كان هذا الموضوع بيد الحكومة، فالحكومة هي ملتزمة في بيانها الوزاري بإجراء الانتخابات، والتخوف من ان الحكومة ستطير الانتخابات بحجة معينة، هذا افتراض ليس في محله. «الميغاسنتر» طرحه رئيس الجمهورية وطلبنا أسبوعا لوضع التقرير، والتقرير موجود عند رئاسة الحكومة وسيعرض على الوزراء، إنما موقف الحكومة هو إجراء الانتخابات وليس تطييرها.
حزب الله والغاز والنفط
وفي اول موقف لحزب الله من موضوع ترسيم الحدود البحرية، اعتبر رئيس كتلة «الوفاء للمقاومة» النائب محمد رعد، من كفرفيلا «أن الاميركي الوسيط في التنقيب عن الغاز في لبنان، جاء الى لبنان في الايام الماضية للعب دور الثعلب في قسمة الجبنة بين المتخاصمين. ولكي نتمكن من التنقيب في مياهنا الاقليمية لاستخراج الغاز ونسدد بثمنه ديوننا، يقول لك انت ستحفر بالماء ومن الممكن ان يكون حقل الغاز مشتركا بينك وبين الاسرائيلي».
اضاف: نحن نقول، اننا سنبقي غازنا مدفونا في مياهنا الى ان نستطيع منع الاسرائيلي من ان يمد يده على قطرة ماء من مياهنا. لسنا قاصرين، وليعلم العدو ومن يتواصل معه، وسيطا وغير وسيط، ان الاسرائيلي لن يتمكن من التنقيب عن الغاز في جوارنا ما لم ننقب نحن عن الغاز ونستثمره كما نريد، و«ليبلطوا البحر». لن نسمح للاسرائيلي ان ينقب عن الغاز من دون ان نستطيع ان ننقب عنه في مياهنا. اذا لم تكن قويا من اجل ان تنقذ حقك فلن ينفعك الدعم من كل الدول.
عون على الخط
ودخلت المدعي العام الاستئنافي في جبل لبنان إلى ملف حاكم مصرف لبنان رياض سلامة وشقيقه رجا من باب المصارف، إذ استمعت أمس إلى بعض رؤساء مجلس الإدارة، ومن بينهم رئيس جمعية المصارف صفير، على ان تستمع للباقين اليوم الثلاثاء وبعد غد الخميس.
وفيما امتنع هؤلاء عن البوح بما دار لوحظ ان سليم صفير زار على رأس وفد من الجمعية الرئيس نجيب ميقاتي في السراي.

على الأرض، ومنذ الصباح الباكر، بدأ قدامى متقاعدي قوى الأمن الداخلي، تحركاتهم باتجاه المصارف لحملها على دفع كامل رواتبهم.
وفي مدينة صور، حاول عنصر امني حرق نفسه أمام أحد المصارف في محلّة جل البحر – صور، احتجاجا على السياسة التي يتعمدها المصرف المذكور وعدم تسهيله قبض راتبه الشهري مقفلين الأبواب في وجهه.
وقام بسكب مادة البنزين على نفسه محاولاً إحراق نفسه، ولكن عناصر الجيش وقوى الأمن الداخلي وزملاءه حالوا بينه وبين إشعال النار وسحبوا منه «الولاعة».
ويُذكر أن تجمع المتقاعدين في قوى الأمن نظمّ تحركات احتجاجية أمام المصارف في طرابلس وصيدا، وطالبوا بعدم تقسيط الراتب ودفعه كاملاً ودفع الأموال المحتجزة في حسابات التوطين كاملة ونقداً لأصحابها.
أمنياً، تحول إشكال فردي بين آشخاص من آل ز. في منطقة الليلكي بالضاحية الجنوبية، الى انتشار مسلح وحرب شوارع.
وذكرت المعلومات أن الخلاف وقع بين بعض الافراد بسبب «محل خضار» فيما لم تُعرف الاسباب الحقيقية بانتظار التحقيقات.
وحسب مصدر متابع فإن الخلاف وقع على خلفية إعارة أركيلة من دون إذن، تطور إلى إطلاق نار، وما لبث كل طرف ان استدعى مسلحيه الى الشارع.
وفي السياق، تساءلت مصادر أمنية عن كيفية حفظ أمن الانتخابات في ظل هذا السلاح المتفلت.
1065710 إصابة
صحياً، سجلت وزارة الصحة 1870 إصابة جديدة بفايروس كورونا ليرتفع العدد التراكمي للاصابات منذ بدء انتشار المرض إلى 1068710.
كما سجل لبنان 12 حالة وفاة مما رفع العدد التراكمي إلى 10091 وفاة.

 

 

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

 

 

البناء
مصدر روسيّ: التفاوض لمواكبة الميدان… وتركيا تقفل المضائق… موسكو شرقاً والناتو غرباً
بوتين يمنع التحويلات… وصادرات الغاز والنفط إلى أوروبا مستمرة‪.‬. وجنون أسعار
القوميّون يحيون ميلاد المؤسس … وحردان: سيبقى هتافنا تحيا سورية ويحيا سعاده
مرّ اليوم الخامس من حرب القرم الثالثة، وفقا لتوصيف مصدر روسي لـ«البناء»، وموسكو تتقدّم بجيوشها في مناطق شرق أوكرانيا وتركز قواتها بهدوء تتّسم به خطوات الدبّ الروسي، سواء بالدفع بمئات الكتائب العسكرية المدرعة نحو جوار العاصمة كييف أو بربط مناطق الجنوب والشرق والشمال، سواء في مدينة ماريوبل أو مدينة خاركيف اللتين يشكل ربطهما من الشمال الى الجنوب قطعاً لمناطق شرق أوكرانيا عن غربها، وعزلاً للجيوش الأوكرانية المقاتلة التي كانت مستنفرة على جبهة دونباس عن العاصمة كييف، وسط تشكيك انفعالي للناتو الذي يورد الأسلحة بسرعة وكثافة ويضخ الأموال ويفتح الباب لتجنيد المتطوعين من مرتزقة ومتطرفين كجيش رديف، بديل لجيوش الناتو التي تخشى التورط في حرب أعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، استعداده لجعلها حرباً نووية اذا استدعى الأمر، ووفقاً للمصدر فقد اتخذ الغرب بالمقابل، بقيادة أميركيّة وحضور فرنسي بريطاني مشترك من بولندا قاعدة خلفية لقيادة الحرب ومدينة لفيف الأوكرانية كمركز متقدم للقيادة، بعدما تم نقل عدد من السفارات الغربية في مقدمتها السفارة الفرنسية من العاصمة كييف إلى هذه المدينة الواقعة على الحدود البولندية غرب أوكرانيا.
يضيف المصدر أن حرب القرم الأولى كانت في القرن التاسع عشر وتشاركت فيها ضد روسيا كل من فرنسا وبريطانيا وتركيا العثمانية، والثانية كانت محدودة في 2014 انتهت بضم شبه جزيرة القرم الى روسيا وإعلان انفصال جمهوريتي دونباس شرق أوكرانيا، ويقول إنه في الثالثة يبدو التطور الأول على الصعيد الاستراتيجي بإعلان تركيا تموضعاً ملتبساً لجهة إغلاق المضائق في الدردنيل والبوسفور أمام السفن الحربيّة، وهو ما يعني بصورة خاصة الأساطيل الروسية التي تربط حضورها في البحر المتوسط بالبحر الأسود كقاعدة لتمركزها الخلفيّ بواسطة المضائق التي تسيطر عليها تركيا، بما بدا إعادة تشكيل للأحلاف التي رسمتها الحرب على سورية وفرضت تموضعاً تركياً على تقاطع الطرق بين موسكو ودول الحرب على سورية بعدما كانت القاعدة الرئيسيّة لهذه الحرب، بصورة تبدو قريبة لحلف حرب القرم الأولى التي كانت فيها تركيا الى جانب فرنسا وبريطانيا والنمسا، وهو ما يتم تدقيق أبعاده بحذر شديد في موسكو بانتظار توضيح المشهد.
على خلفيّة هذه التطورات، كان المشهد السياسي الأبرز برأي المصدر الروسي، هو انطلاق منصة التفاوض على الحدود البيلاروسية الأوكرانية بين وفدين أوكراني وروسي، دون سقوف توقعات مع إدراك مسبق من الطرفين والدول المعنية بالحرب، أنه من المبكر الحديث عن حلول تفاوضية والحرب في بداياتها، وفيما لم يكن بعيداً عن النظر ارتباط التبدلات في الموقف الأوكراني من المفاوضات بإيحاءات غربية واضحة، كان واضحاً أن الهدف هو اقامة منصة التفاوض لتكون جاهزة لتلقي نتائج الميدان عندما يحين أوان ترسيم التوازنات وتسييلها في صيغة تفاوضيّة قابلة للتطور، وهذا ما يعتقد المصدر أنه يتحقق عبر الدور الذي يلعبه الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون الذي يحافظ على قناة اتصال منتظمة بالرئيس الروسي فلاديمير بوتين.
المشهد الموازي كان الجبهة الأخرى للحرب التي اشتعلت على الصعيد المالي والاقتصادي، بعدما شكلت الإجراءات التي استهدفت روسيا عنوان المقاربة الأميركية الأوروبية، باعتقاد المصدر الروسي، والشكل الأبرز لمساهمتها في هذه الحرب كما يقول، وجاءت المقاربة الروسية باردة أيضاً برأيه، فخفف الخبراء الروس من حجم تأثير الخطوات العقابية طالما لم تشمل التحويلات عبر سويفت لمبيعات النفط والغاز التي تشكل مصدر ضخ العملات الصعبة الأهم بالنسبة للخزينة الروسية والاقتصاد الروسي، ومع إشارات عن نوايا فرض الرقابة القضائية المالية الروسية على كل الاستثمارات والموجودات العائدة لملكية أجنبية داخل روسيا، وجعلها مخزوناً احتياطياً لتعويض الأضرار الفردية والجماعية العامة والخاصة من تجميد الأصول الروسية الذي قرّرته دول الغرب. وجاء قرار الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بمنع التحويلات المالية الى الخارج لحماية الشركات الروسية من أية مطالبات بسداد ديونها للمصارف الغربية، بينما انطلق البنك المركزي في سياسة مزدوجة مالياً، من جهة برفع الفائدة على الروبل الى 20% لمنع انخفاض سعر العملة الوطنية بطريقة جنونيّة، فامتص الصدمة الأولى بعدما أقفلت سوق الأسهم، وبقيت خسارة الروبل من قيمته لما دون الـ 20% قابلة للاستيعاب، ومن جهة موازية أطلق البنك المركزي حملة شراء للذهب بأسعار تشجيعيّة لزيادة مخزون الخزينة من الذهب كقاعدة أصول لحماية العملة.
ويلفت المصدر الى المشهد على المستوى العالمي حيث كانت الترددات بنظره أشدّ قوة من الداخل الروسي، مع اشتعال حرب أسعار في سوق الطاقة الذي سجل زيادة تراوحت بين 30% للنفط و50% للغاز، في أسواق الطلب الفوريّ، وفي أسواق المشتقات، خصوصاً داخل أوروبا، بينما حافظت روسيا على مبيعاتها التي تشكل ما قيمته 160 مليار دولار سنوياً، والتي يحار الغرب وفي المقدمة واشنطن بكيفية تقييدها دون التسبب بآثار جانبية ينهار معها الاقتصاد الأوروبي أو تندلع معها أزمة موارد الطاقة عالمياً.
في لبنان والمنطقة أحيا القوميون عيد ميلاد مؤسس النهضة وزعيم الحزب السوري القومي الاجتماعي أنطون سعاده، كما في كل أول من آذار كل عام، وبالمناسبة كتب رئيس الحزب النائب أسعد حردان مقالاً تنشره البناء على يمين صفحتها الأولى أكد فيه على معاني المناسبة، وعقيدة سعاده ومبادئه، والتزام الحزب بالسير على خطاه في ظل عهد الوفاء للمبادئ، مختتماً مقاله بالقول، سيبقى هتافنا، تحيا سورية ويحيا سعاده.
وبقيت الساحة السياسية تحت تأثير الأخبار التي تتناقلها وسائل الإعلام العالمية حول الحرب الروسية – الأوكرانية، وسط تزايد نسبة الخطر على الرعايا اللبنانيين في الخارج الذين لم تتمكن وزارة الخارجية من إجلائهم حتى الساعة في ظل صعوبة ذلك نتيجة اشتداد حدة المعارك والقتال في أوكرانيا، فيما أشارت مصادر على اتصال بالجالية اللبنانية في أوكرانيا لـ «البناء» الى أن «عملية الإجلاء تواجه صعوبات عدة بسبب الأوضاع الأمنية وسوء الاتصال بعد انقطاع الكثير من محطات الهاتف والأنترنت»، كاشفة أن عدداً كبيراً من الطلاب تمكنوا من الوصول الى الحدود مع بولندا سيراً على الأقدام»، ولفتت الى أن الهيئة العليا للإغاثة ستبدأ عملية اجلاء الرعايا اللبنانيين في أوكرانيا من بولندا بالطيران على نفقة الدولة بدءاً من 4 آذار المقبل.
كما كشفت المصادر عن ظروف صعبة يعانيها اللبنانيون في أوكرانيا في ظل انتشار الفوضى والتفلت الأمني في الشوارع وتزايد الحوادث الأمنية من سرقة وتعدٍّ بسبب غياب أجهزة الدولة والشرطة الأوكرانية وانشغالها في الحرب العسكرية الدائرة مع روسيا، ما يضع الرعايا اللبنانيين بين خيارين أحلاهما مرّ: البقاء في الملاجئ التي يختبئون بها حتى تهدأ الأوضاع ويجري الاتفاق على هدنة مؤقتة وتفتح ممرات آمنة للمدنيين فيصار الى إخراجهم ونقلهم الى دولة أخرى، ومنها الى لبنان، وإما الهرب الى الحدود البولندية سيراً على الاقدام كما فعل الكثير من المدنيين وتعريض أنفسهم للخطر. وعوّلت المصادر على الاتصالات التي تجريها الدولة ووزارة الخارجية اللبنانية مع السلطات في روسيا وأوكرانيا وبولندا لتنفيذ عملية الإجلاء نهاية الأسبوع الحالي».
وإضافة الى الأزمات المالية والاقتصادية التي تجتاح لبنان، ينتظر اللبنانيون مزيداً من التأزم نتيجة التداعيات الاقتصادية المحتملة للحرب في أوكرانيا والتي بدأت بالظهور تدريجياً عبر ارتفاع أسعار المحروقات والقمح والزيت والمواد الغذائية، ولهذه الغاية بدأت وزارة الاقتصاد الاتصالات مع الدول المصدّرة للقمح لتأمين مصادر استيراد بديلة عن روسيا، لتجنّب حصول أزمة قمح في لبنان.
وكشف وزير الاقتصاد أمين سلام، أن «المخزون الحالي من القمح يكفي لشهر واحد». ولفت في تصريح تلفزيوني، الى أننا «نتابع التواصل مع كل الجهات التي تواصلت معنا منذ ما قبل الأزمة الأوكرانية من أجل تأمين القمح في حال عانى لبنان شحاً في المخزون»، معتبرا أن «هناك إيجابية مع الولايات المتحدة في موضوع استيراد القمح منذ 3 أشهر ودرسنا أن تقدم الولايات المتحدة هبات من القمح عن طريق منظمة الغذاء العالمي». وأضاف: «لدينا شحنات من القمح تم شراؤها من روسيا وأوكرانيا لا تزال في بواخر راسية في المياه الإقليمية وستصل تباعاً الى لبنان ولن تتأثر بالنزاع الروسي الأوكراني، وموضوع تشديد العقوبات على روسيا سيصعّب استيراد القمح من روسيا ونبحث عن البدائل وقد تكون من رومانيا وبلغاريا».
وأكّد مدير مكتب الحبوب والشمندر السكري جريس برباري أن «روسيا ورومانيا واوكرانيا كانت المصادر الأساسية لاستيراد القمح لأن كلفة النقل منها أقل»، مطمئناً الى أن «لبنان بصدد ايجاد مصادر أخرى للقمح مثل الهند وأن مكتب الحبوب والشمندر السكري سينهي اليوم تحضير دفتر الشروط الذي يتضمن مواصفات القمح المناسب لإعداد الخبز العربي».
وأوضح نقيب مستوردي المواد الغذائية هاني بحصلي أن «المشكلة الأساسية في القمح وبعده الزيت، إلا أن أسعار الحبوب (عدس، ذرة، حمص، جوز، لوز…) على اختلافها ارتفعت أيضاً لكون أوكرانياً تعدّ مخزناً لهذه السلع والمصدّر الأساسي لها. والاختلال في توريد البترول والقمح والزيوت يعني مباشرةً أن المشكلة العالمية كبيرة وتنعكس على كلّ السلع والحاجيات الأخرى».
بدورها، اعتبرت نقابة أصحاب محطات المحروقات أنه «بعد ارتفاع سعر برميل النفط عالميًا، تمنّعت بعض شركات المحروقات عن التسليم والبعض الآخر يسلّم بكميات قليلة جدًا لا تكفي احتياجات السوق». وأشارت في بيان إلى أن «شركات النفط تمتنع عن التسليم كي تستفيد أسبوعيًا من الزيادة التي ستلحق بجدول تركيب الأسعار الذي يصدر كل ثلاثاء، مما يخلق شحًا في مادة المحروقات في الأسواق ويخلق أزمة لا وجود لها». واعتذرت النقابة «من المواطنين على إلغاء خدمة الـVISA CARD لأن هذه الخدمة تكبّدنا خسائر كثيرة بحيث لا يخفى على أحد أننا لا نستطيع سحب أموالنا من البنوك ونحن مضطرون على تسديد ثمن المحروقات نقدًا».
وأعلن وزير الطاقة وليد فياض أن «سوق استيراد النفط في لبنان متنوع المصادر، ويتم تأمين مصادر اخرى بالنسبة لموضوع المازوت، الذي كان يأتي جزء منه من روسيا، ومن غير المتوقع أننا سنعاني من أزمة». وأشار، في حديث لقناة «المنار»، إلى أنه «بالنسبة للبنزين، هو بالأصل لا يتوفر من روسيا، لكن يتأثر بالتقلّب».
أما في التداعيات السياسية، فتمكن رئيس الجمهورية العماد ميشال عون عبر موقفه الأخير من تخفيف حدة بيان وزارة الخارجية واحتواء الغضب الروسي. وأكد عون خلاله استقباله، وزير الثقافة والإرشاد الإسلامي الإيراني محمد مهدي اسماعيلي الذي يزور لبنان على رأس وفد من الوزارة لافتتاح «الأسبوع الثقافي الإيراني في لبنان»، على «أهمية السلام بين الشعوب الذي يكفل لها راحتها وحياتها الهنيئة»، معرباً عن أمله في نجاح مفاوضات فيينا «باعتبارها مؤشر سلام ليس لإيران فحسب بل لكل المنطقة».
ونقل الوزير الإيراني الذي زار السراي ايضاً، الى الرئيس عون تحيات الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي. واكد ان بلاده «تنظر بكثير من التقدير الى مواقف رئيس الجمهورية المبدئية والمحورية والراسخة التي اعطت الجمهورية اللبنانية هذه المكانة الفريدة التي تتمتع بها». وقال: «انكم من خلال فترة عملكم السياسي بذلتم كل ما اوتيتم من قوة من اجل المحافظة على وحدة لبنان حكومة وشعبا واستطعتم ان تكللوا مسيرتكم بنجاح». وأكد إسماعيلي ان «الحكومة الإيرانية الجديدة تضع نصب عينيها سياسة خارجية منفتحة بناءة تقوم على إقامة افضل جسور الثقة والتلاقي والحوار مع دول المنطقة بشكل عام والدول الصديقة والشقيقة بشكل خاص». وقال: «ان محادثات فيينا تسير بشكل إيجابي ما يمكن أن يساعد في التوصل الى اتفاق إيجابي وبناء». وأضاف: «ان الجمهورية الإسلامية تصر على ان يكون الاتفاق منصفاً ونهائياً».
في موازاة ذلك، أشارت وسائل اعلام خليجية إلى أن «وزيري خارجية فرنسا والسعودية جان ايف لودريان وفيصل بن فرحان، بحثا الأوضاع في لبنان وكيفية دعم الشعب اللبناني، وكان توافق على تمويل مشاريع إنسانية أولية لمساعدة الشعب اللبناني». وبحسب هذه الوسائل فإن «الدعم السعودي الفرنسي سيساهم في تمويل المنظمات لتوزيع حليب الأطفال والغذاء في لبنان، وسيتجه إلى بعض المنشآت التعليمية في لبنان، وسيهتم بالمساعدة المباشرة لمستشفيات ومراكز رعاية، وسيأتي على شكل مشاريع خيرية وإنسانية». واشارت الى أن السعودية تتبرّع بـ 36 مليون دولار للبنان عبر مركز الملك سلمان للإغاثة».
وتوقفت أوساط سياسية عند هذا الإعلان المفاجئ «والخيرات» الدافقة على لبنان ممن يتصدرون قائمة الدول التي تحاصر لبنان وتخضعه لقوانين عقوباتها المالية، متسائلة عبر «البناء» لماذا لا تقوم هذه الدول بوقف عقوباتها وحصارها على لبنان والسماح للشركات العالمية بالاستثمار في لبنان في القطاعات الحيوية والإنتاجية كالاتصالات والمرفأ وسكك الحديد والنفط وغيرها؟ ولماذا تستمر بمنع شركات النفط من استكمال أعمال التنقيب في البلوكات اللبنانية؟ وشددت على أن هذه «المساعدات الوهمية» تأتي لذر الرماد في عيون اللبنانيين والرأي العام العالمي للتغطية على الحصار الذي تفرضه على لبنان منذ سنوات. وربطت المصادر بين الإعلان عن هذه المساعدات وبين الانتخابات النيابية، متسائلة هل ستتحول هذه المساعدات الى رشى انتخابية في اطار المشروع الأميركي لإدخال كتلة نيابية كبيرة الى المجلس النيابي تتبع للحلف الأميركي الخليجي الغربي ووضعها في مواجهة مع حزب الله وحلفائه؟ وتوقعت المصادر أن تفرض واشنطن عقوبات جديدة على مقرّبين من حزب الله وعلى سياسيين ورجال أعمال لبنانيين آخرين. وكشفت معلومات «البناء» عن تهديدات تلقاها عدد من المرشحين من السفارة الأميركية لثنيهم عن الترشح للانتخابات تحت طائلة العقوبات المالية.
وأمس، استقبل رئيس مجلس الوزراء نجيب ميقاتي، وفدًا من وزارة الخزانة الأميركية، ضم النائب الأول لمساعد وزير الخزانة والمسؤول عن مكافحة تمويل الإرهاب والجرائم المالية بول أهرين، ونائبه اريك ماير، في السراي الحكومي.
وحضرت اللقاء السفيرة الأميركية دوروثي شيا، وجرى خلال اللقاء بحث التعاون بين لبنان والولايات المتحدة، وغادر الوفد من دون الإدلاء بأي تصريح.
كما وصل الى لبنان مساء أمس، وفد صندوق النقد الدولي.
على صعيد آخر، وقّع رئيس الجمهورية مرسوم إحالة قانون الموازنة العامة والموازنات الملحقة للعام 2022 الى مجلس النواب.
في غضون ذلك، برز تصعيد من حزب الله في ملف ترسيم الحدود البحرية. فقد لفت رئيس كتلة «الوفاء للمقاومة» النائب محمد رعد «أن الأميركي الوسيط في التنقيب عن الغاز في لبنان، جاء الى لبنان في الايام الماضية للعب دور الثعلب في قسمة الجبنة بين المتخاصمين. ولكي نتمكن من التنقيب في مياهنا الإقليمية لاستخراج الغاز ونسدد بثمنه ديوننا، يقول لك أنت ستحفر بالماء ومن الممكن ان يكون حقل الغاز مشتركاً بينك وبين الاسرائيلي». اضاف «نحن نقول، اننا سنبقي غازناً مدفوناً في مياهنا الى ان نستطيع منع الاسرائيلي من ان يمد يده على قطرة ماء من مياهنا. لسنا قاصرين، وليعلم العدو ومَن يتواصل معه، وسيطاَ وغير وسيط، ان الاسرائيلي لن يتمكن من التنقيب عن الغاز في جوارنا ما لم ننقب نحن عن الغاز ونستثمره كما نريد، و»ليبلطوا البحر». لن نسمح للإسرائيلي ان ينقب عن الغاز من دون أن نستطيع ان ننقب عنه في مياهنا. اذا لم تكن قوياً من أجل ان تنقذ حقك فلن ينفعك الدعم من كل الدول». ولفتت مصادر مطلعة على ملف الترسيم لـ«البناء» أن موقف حزب الله سيُعيد تصحيح مسار التفاوض في الملف وسيعزّز موقع لبنان التفاوضي وسيجبر «إسرائيل» على العودة الى طاولة التفاوض لأنها تدرك أن أي تنقيب في المنطقة المتنازع عليها سيؤدي الى توتر عسكري سيدفع بالشركات الأجنبية التي ستبدأ التنقيب في آذار الحالي الى المغادرة.

 

 

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

 

 

الأخبار
«الجنوب معاً» ضد الثنائي… فقط!
أطلق عدد من المجموعات المعارضة في الجنوب ائتلاف «الجنوب معاً» لتشكيل لوائح موحدة لخوض الانتخابات النيابية في دوائر الجنوب الثلاث.
في صيدا، وبحضور النائب أسامة سعد، تنادى عدد من الناشطين والمرشحين للإعلان عن «الإطار السياسي الانتخابي الموحد في الدوائر الثلاث الذي يتّسع لكل لبنانية ولبناني يسعى إلى التغيير وبناء المعارضة».
في كلمته التعريفية الموسعة لـ«الجنوب معاً»، أكّد ممثل مجموعة «نبض الجنوب» حسان الزين «كلّن يعني كلّن»، مبتدئاً بحزب الله ومختتماً بحركة أمل، مشيراً إلى أن «الجنوبي يعرف مسؤولية حزب الله وتعليقه الدولة ومصالح اللبنانيين واللبنانيات على حبل مصالحه المطاط ويعرف مسؤولية حركة أمل في السلطة وتناقضها مع تعاليم مؤسسها». واستكمل الخطباء الآخرون (علي إبراهيم عن دائرة الجنوب الثالثة والمرشحة سارة سويدان عن دائرة الجنوب الثانية)، التصويب على «ارتكابات الثنائي في الفساد وضرب المؤسسات والبطالة واتخاذ قرارات مسّت بالوحدة الوطنية الجامعة». لكن لم يكن جميع الحضور «معاً». فخلال الحفل، اقتحم المسرح عدد من الشباب الصيداويين واعتلوا المنبر وعرّفوا عن أنفسهم بأنهم «من ثوار ساحة إيليا». وانتقدوا الحضور الذين «قطفوا حراكنا في الشارع ليصلوا إلى الكراسي» كما قال أحدهم. فيما انتقد آخر التصويب على الثنائي فقط، وقال متوجهاً للخطباء: «ذكرتم الحزب وأمل ولم تذكروا القوات وتيار المستقبل والكتائب»، مذكّراً الحضور بأن من بينهم «من يدّعي الثورة وقد ترشح سابقاً مع (النائبة) بهية الحريري والكتائب».
في بيانه التأسيسي، عرّف «الجنوب معاً» عن نفسه بأنه «مظلة سياسية وأداة تنسيقية للدوائر الانتخابية الجنوبية الثلاث على أن تقوم كل دائرة بتنظيم معركتها الانتخابية بما يتناسب مع الواقع المحلي والسياسي، على أن يسهم في الربط بين الدوائر مع القوى الأخرى على المستوى الوطني». ولفت إلى أنه «مساحة عمل مشترك لقوى التغيير المتعددة والأفراد غير الحزبيين جنباً إلى جنب في الأعمال كلها، بدءاً بإعداد البرنامج السياسي الانتخابي وآلية اختيار المرشحات والمرشحين وقواعد هذه العملية ومعاييرها، مروراً بتوفير التمويل ومصادره بشفافية واستقلالية وبناء الماكينة الانتخابية».

 

 

 

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

 

الجمهورية
الانتخابات: تساؤلات.. ومطالبة بخطة تصدّ “التداعيات”.. و”الصندوق”: تعاون بشروط
المشهد الدولي مليء بالأحداث المفصلية، وكل المؤشرات تؤكّد بما لا يحتمل أدنى شك، انّ ما يجري في اوكرانيا، ليس مجرّد حرب عملية عسكرية عابرة، بل مأزق حقيقي ذروة في الخطورة، يشرّع الباب الدولي على شتّى الاحتمالات والعواصف، والسيناريوهات الكارثية.
لا يختلف إثنان على انّ خريطة جديدة ترسمها الوقائع الأوكرانية، من الصعب تحديد معالمها، وخصوصاً انّ هذه الحرب ما زالت في بداياتها وأفقها مفتوح على مدى زمني غير محدّد، والعالم بأسره يقف متهيّباً من نار الحرب الدائرة في اوكرانيا، وتداعياتها المفتوحة، وخصوصاً مع تزايد الخشية من أن تخلق هذه الحرب وقائع دراماتيكية خطيرة غير تقليدية تعبر كل الحدود.
ما هو جلي، هو أنّ هذه الحرب فرضت استنفاراً على طول الرقعة الدولية وعرضها، تحسباً من تأثيراتها، وهو الأمر الذي عدّل في أجندات الدول وحصر أولوياتها، في كيفية احتواء هذه التأثيرات والحدّ من أضرارها وسلبياتها. الّا انّ الصورة في لبنان افتقدت أي إجراء ولو خجول، في الاتجاه التحصيني للداخل، والإدارة السياسية للبلد في قمّة استرخائها، في الوقت الذي يقع فيه لبنان بما يعتريه من هشاشة وضعف، في صدارة الدول المرشّحة لتلقّي الصدمات.
خطة طوارئ
هذا الأمر يوجب بالحدّ الأدنى، كما يقول مرجع مسؤول لـ»الجمهورية»، بلورة خطّة طوارئ عاجلة. فلبنان وإن كان بعيداً من حيث المسافة عن مسرح الأحداث الحربية في اوكرانيا، فإنّه في عين العاصفة، ولا ينفعه تكتيك الإنحناء أمام الرياح الأوكرانية التي تهبّ بتداعيات على كل العالم، بل يتوجب مسارعة الحكومة إلى اتّخاذ خطوات احترازية استباقية لأيّ طارئ، أقله لناحية توفير المواد الأساسية، ولاسيما الطبية والغذائية والتموينية ومضاعفتها، وخصوصاً مع احتمالات تفاقم الزلزال الذي بدأ يتحرّك في أوكرانيا، والذي، وفق مؤشرات التصعيد القائمة، قد لا يبقى محصوراً ضمن حدوده الحالية.
دعم فرنسي- سعودي
في هذه الأجواء، وعشية زيارة محتملة لوزير الخارجية الفرنسية جان ايف لودريان الى بيروت منتصف الاسبوع الجاري، كان الملف اللبناني محور بحث بينه وبين وزير الخارجية السعودية فيصل بن فرحان، وكيفية دعم الشعب اللبناني. وكان توافق على تمويل مشاريع إنسانية أولية لمساعدة الشعب اللبناني.
وبحسب قناة «العربية»، فإنّ «الدعم السعودي- الفرنسي سيساهم في تمويل المنظمات لتوزيع حليب الأطفال والغذاء في لبنان، وسيتجّه إلى بعض المنشآت التعليمية في لبنان، وسيهتم بالمساعدة المباشرة لمستشفيات ومراكز رعاية، وسيأتي على شكل مشاريع خيرية وإنسانية»، مشيرة الى «أنّ السعودية تتبرّع بـ 36 مليون دولار للبنان عبر مركز الملك سلمان للإغاثة.
قلق ديبلوماسي
على أنّ هذه الصورة القاتمة التي ترسمها المراجع المسؤولة حول مستقبل الوضع على مستوى العالم وصولاً الى لبنان، تتقاطع مع جواب ديبلوماسي قلق، أبداه سفير دولة كبرى في بيروت أمام أحد كبار المسؤولين اللبنانيين، حينما سأله الأخير عن مآل الاحداث في اوكرانيا، حيث قال ما حرفيته: «نشهد حرباً هي الأسوأ والأشدّ خطورة منذ الحرب العالمية الثانية، وباتت تهدّد الأمن والسلام العالميين، وجواباً على سؤالك، لا أحد يعرف مآل الأمور، ومن السابق لأوانه تحديد قراءة معيّنة، ولكن نحن قلقون جداً، هناك دمار كبير، وأعداد هائلة من النازحين، والأفق مفتوح على تداعيات واسعة، ولذلك من الطبيعي مع هذه التطوّرات ألّا نلغي من حساباتنا كلّ الإحتمالات الصعبة».
الداخل: ترقّب
وربطاً بذلك، تبدو الصورة الداخلية في ذروة الارتباك. فمفاعيل بيان وزارة الخارجية الذي أدانت فيه ما سمّته الإجتياح الرّوسي لأوكرانيا، لم تنتهِ بعد، حيث انّه ما زال في دائرة التجاذب والاشتباك الداخلي، بالتوازي مع محاولات متواصلة للبحث عمّن هو «والد» هذا البيان والغاية منه في هذا الظرف وهذا التوقيت. فيما برزت إشادة أوكرانية ببيان الخارجية عبّر عنها السفير الأوكراني في لبنان ايغور اوستاش في مؤتمر صحافي عقده امس، حيث قال: «بصفتي ديبلوماسياً، أفتخر بلبنان الذي دان (برغم ظروفه الصعبة) اجتياح الأراضي الأوكرانية وأصدر بياناً قال فيه: «نظراً لما شهده تاريخ لبنان الحديث من اجتياحات عسكرية لأراضيه ألحقت به وبشعبه أفدح الخسائر التي إمتد أثرها البالغ لسنوات طويلة على إستقراره وإزدهاره، فإنّ لبنان يدين اجتياح الأراضي الأوكرانية، ويدعو روسيا إلى وقف العمليات العسكرية فوراً وسحب قواتها منها والعودة إلى منطق الحوار والتفاوض كوسيلة أمثل لحل النزاع القائم».
.. وتساؤلات
اما في المقلب الآخر للصورة الداخلية، فإنّ الأجواء السياسية باتت محكومة لتساؤلات بدأت تتراكم منذ بدء الحرب في اوكرانيا يوم الخميس الماضي، وتحيط مصير الاستحقاقات الداخلية بعلامات استفهام، وأقربها الاستحقاق الانتخابي الذي بات على بعد 76 يوماً من موعده في 15 أيار المقبل.
وإذا كانت هذه الاسئلة مشروعة، على ما تقول مصادر حكومية معنيّة بالملف الانتخابي، الّا انّها أكّدت لـ»الجمهورية»، انّ الانتخابات النيابية حاصلة في موعدها مهما كانت الظروف.
ورداً على سؤال عمّا إذا كانت التداعيات المحتملة قد فرضت وقائع صعبة هدّدت الاستحقاق الانتخابي، وادّت الى الوقوع في المحظور، قالت المصادر الحكومية: «أي كلام عن تعطيل الاستحقاق الانتخابي هو من باب التشويش ومحاولة إعاقته. دعونا لا ندخل في التكهنات ورسم سيناريوهات غير واقعية، فالأكيد أنّ الإنتخابات ستجري في الموعد المحدّد لها، وكل الإستعدادات والتحضيرات اللوجستية باتت جاهزة لإجرائها».
الزحف الى الداخلية!
ما يجدر ذكره في السياق الانتخابي، الوقت بات ضاغطاً على الراغبين في تقديم ترشيحاتهم لخوض الانتخابات النيابية، وخصوصاً انّ مهلة تقديم الترشيحات رسمياً الى وزارة الداخلية تنتهي في 15 آذار الجاري، ما يعني انّ البطء في تقديم الترشيحات الذي ساد منذ صدور بيان وزارة الداخلية ذي الصلة بهذا الامر، سيتحوّل خلال الاسبوعين المقبلين الى ما يشبه الزحف إلى وزارة الداخلية لتقديم الترشيحات رسمياً لانتخابات 15 ايار.
«أمل» لإنجاز الاستحقاق
الى ذلك، اكّدت «حركة «امل» حرصها على «إنجاز إستحقاق الانتخابات النيابية بكل مسؤولية وشفافية، وأن تتابع الجهات المختصة القيام بكل ما يلزم للوصول إلى النتيجة المرجوة. وفي هذا الصدد، تتوجّه الحركة إلى جماهيرها ومناصريها لتهيئة كل الأجواء الضرورية للمشاركة الواسعة في لبنان والخارج».
وفي بيان لمكتبها السياسي أمس، توقّفت الحركة عند الأحداث التي تجري على الساحة الروسية – الاوكرانية»، مبدية أسفها «للإهمال الذي يتمادى في تصرّف الحكومة اللبنانية إزاء أبنائها المغتربين والطلاب المنتشرين في العالم، والمحنة التي يعانونها في أوكرانيا، والإستفاقة المتأخّرة على إجلائهم ورعايتهم للعودة إلى حضن الوطن»، مطالبة بـ»أقصى الإجراءات اللازمة والاتصالات الضرورية لضمان سلامتهم».
وفي جانب آخر، اعتبرت الحركة، «أنّ إقرار خطة الكهرباء المبدئية لا تستقيم من دون التنفيذ الجدّي والالتزام بمندرجات قرار مجلس الوزراء وفي الإسراع في تعيين الهيئة الناظمة للقطاع، وتطبيق القانون 462، كأساس لمعالجة وضع الكهرباء بكل عناوينها».
الموازنة وبعثة الصندوق
وفي جانب داخلي آخر، وفي الوقت الذي سلك فيه مشروع موازنة السنة الحالية طريقه الى مجلس النواب أمس، مع توقيع رئيس الجمهورية العماد ميشال عون على مرسوم الإحالة، حيث يُنتظر ان تبدأ اللجنة النيابية للمال والموازنة رحلتها في دراسة المشروع ضمن فترة حدودها نهاية آذار الحالي وفق ما أكّدت أوساط اللجنة لـ»الجمهورية»، بدأ وفد صندوق النقد الدولي برئاسة رئيس بعثة الصندوق الى لبنان ارنستو راميريز، محادثاته في بيروت، حيث التقى رئيس المجلس النيابي نبيه بري. وذكرت معلومات عين التينة، انّه «تمّ عرض لمراحل الحوار القائم بين لبنان والصندوق والتشريعات التي أنجزها المجلس النيابي وما هو في صدد إنجازه لاحقاً، لا سيما قانون «الكابيتال كونترول»، حيث تمّ التأكيد على ضرورة أن يحفظ القانون حقوق المودعين كأولوية».
في هذا الوقت، أكّدت مصادر مواكبة لزيارة وفد صندوق النقد لـ»الجمهورية»، انّ زيارة الوفد حاسمة هذه المرة، حيث جاء للاستطلاع بشكل مباشر لما بلغته تحضيرات الحكومة للدخول في مفاوضات مع الصندوق، تفضي الى اتفاق تعاون يمكن لبنان من الحصول على مساعدات يحتاجها لتخطّي أزمته الاقتصادية والمالية.
وبحسب المصادر، عينها فإنّ وفد الصندوق ما زال ينتظر لبنان، وفي موازاة ما سمعه سابقاً من تأكيدات علنية من الجانب اللبناني على إنجاز ما هو مطلوب منه في هذا المجال، ولاسيما لجهة إنجاز الحكومة لبرنامجها وخطة التعافي وتحديد الخسائر وتوزيعها بشكل موضوعي، خلافاً للعشوائية التي سادت في السابق، فإنّ الضرورة باتت تحتّم على الجانب اللبناني الدخول إلى مرحلة التطبيق الحقيقي لما يلتزم به، وخصوصاً انّ الصندوق ما زال يؤكّد استعداده للتعاون مع لبنان، انما ضمن الشروط التي تسهّل عقد المفاوضات مع الحكومة اللبنانية وصولاً الى الاتفاق على برنامج تعاون، وهو ما ينبغي على الجانب اللبناني توفيره بالشكل الذي يوصل الى مفاوضات منتجة، وتَوفّر هذه الشروط الموضوعية من شأنه أن يطلق هذه المفاوضات في غضون فترة قصيرة، ويؤدي الى بلوغ اتفاق تعاون ضمن فترة قصيرة ايضاً، وفي ذلك مصلحة أكيدة للبنان.
وبحسب المصادر، فإنّ ملاحظات الصندوق ما زالت تتمحور حول موجبات تأخّر الحكومة اللبنانية في إنجاز ملف التفاوض والموجبات الإصلاحية، اضافة الى مقاربة سلبية لمشروع موازنة العام 2022، وخصوصاً انّ مضمونه جاء رقمياً، من دون ان يقارب المتطلبات الإصلاحية التي يحتاجها لبنان، وتضعه على سكّة التعافي. فالموازنة قد تكون عاملاً سلبياً ومعيقاً، وخصوصاً انّها لا تفي بالمطلوب.
تقدير إيراني لعون
في هذا الوقت، اكّد رئيس الجمهورية العماد ميشال عون أهمية السلام بين الشعوب الذي يكفل لها راحتها وحياتها الهنيئة.
وأمل عون، خلال استقباله وزير الثقافة الايراني محمد مهدي اسماعيلي في نجاح مفاوضات فيينا، «باعتبارها مؤشر سلام ليس لإيران فحسب بل لكل المنطقة».
اما الوزير الايراني فقال انّ بلاده «تنظر بكثير من التقدير الى مواقف رئيس الجمهورية المبدئية والمحورية والراسخة، التي أعطت الجمهورية اللبنانية هذه المكانة الفريدة التي تتمتع بها، وانكم من خلال فترة عملكم السياسي بذلتم كل ما أوتيتم من قوة من اجل المحافظة على وحدة لبنان حكومة وشعباً واستطعتم ان تكلّلوا مسيرتكم بنجاح».
واكّد الوزير الإيراني»انّ الحكومة الإيرانية الجديدة تضع نصب عينيها سياسة خارجية منفتحة بنّاءة، تقوم على إقامة افضل جسور الثقة والتلاقي والحوار مع دول المنطقة بشكل عام والدول الصديقة والشقيقة بشكل خاص». وقال انّ «محادثات فيينا تسير بشكل إيجابي ما يمكن ان يساعد في التوصل الى اتفاق إيجابي وبنّاء. والجمهورية الإسلامية تصرّ على ان يكون الاتفاق منصفاً ونهائيا».
سنبقي غازنا مدفوناً!
وفي موقف لافت، قال رئيس «كتلة الوفاء للمقاومة» النائب محمد رعد في احتفال في كفرفيلا: «إنّ الاميركي الوسيط في التنقيب عن الغاز في لبنان، جاء الى لبنان في الايام الماضية للعب دور الثعلب في قسمة الجبنة بين المتخاصمين. ولكي نتمكن من التنقيب في مياهنا الإقليمية لاستخراج الغاز ونسدّد بثمنه ديوننا، يقول لك أنت ستحفر بالماء ومن الممكن ان يكون حقل الغاز مشتركاً بينك وبين الاسرائيلي».
اضاف: «نحن نقول، إننا سنُبقي غازنا مدفوناً في مياهنا الى ان نستطيع منع الاسرائيلي من ان يمدّ يده على قطرة ماء من مياهنا. لسنا قاصرين، وليعلم العدو ومن يتواصل معه، وسيطاً وغير وسيط، انّ الاسرائيلي لن يتمكن من التنقيب عن الغاز في جوارنا ما لم ننقب نحن عن الغاز ونستثمره كما نريد، و»ليبلطّوا البحر». لن نسمح للاسرائيلي ان ينقب عن الغاز من دون ان نستطيع ان ننقب عنه في مياهنا. إذا لم تكن قوياً من اجل ان تنقذ حقك فلن ينفعك الدعم من كل الدول».
وتطرّق رعد الى بيان وزارة الخارجية اللبنانية عن الأزمة بين روسيا واوكرانيا، فقال: «انّه يستجيب لمزاج بعض اللبنانيين الذين يحبون الغرب، لكن لبنان ليس له علاقة بأوكرانيا ولا بروسيا. المسألة، انّ السفيرة الاميركية كانت تتصل طيلة الليل بكل العالم لإصدار بيان لا يكون الموقف فيه ضد اميركا».
بدوره، اكّد رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع، انّ «الهجوم الطاحن من البعض على كل الأحزاب وعلى مفهوم العمل الحزبي، والذي ادّى الى محاولة لتقسيم المجتمع بين مؤيّد للأحزاب او معارض لها، هو بعيد كل البعد عن الواقع، ويعدّ اكبر عملية تزوير في تاريخ المجتمعات وفي تاريخ لبنان».
ولفت جعجع في كلمة له خلال احتفال نظّمته مصلحة المعالجين الفيزيائيين في «القوات»، الى انّ «دور الأحزاب بالمطلق ضرورة قصوى في المجتمعات»، وأسف اننا «رأينا في السنتين الاخيرتين هجوماً على مفهوم العمل الحزبي، ما هو خطير جداً، بسبب خنفشارية البعض وسوء نية البعض الآخر بحجة انّ لبنان وصل الى هذا الوضع بسبب الأحزاب، لكن تناسى هؤلاء انّه كما مسؤولية ما وصلنا اليه تتحمّله بعض الاحزاب كذلك بعض الشخصيات المستقلة».
ولفت الى «خنفشاريين ووصوليين ومتنطحين وفوضويين يظهرون في الأزمات، ونراهم اليوم في كل المناطق من بيروت الى بشري، يسوّقون لفكرة انّ كل الاحزاب «ما بتسوا»، متجاهلين انّه «على الأقل يوجد حزب واحد لا ينتمي الى المجموعة التي «ما بتسوا» وهو حزب «القوات اللبنانية».
وإذ أسف انّ «الحملة التي شُنّت على الأحزاب تحت راية «كلن يعني كلن»، ضربت مبدأ اساسياً في المجتمع وهو العمل الحزبي»، شدّد على انّه «ما من مجتمع ينجح بالنهوض من دون الأحزاب».
واشار الى انّ «العمل داخل الحكومة صعب جداً، خصوصاً إذا كانوا اقلية فيها»، لافتاً الى ان «ملف الكهرباء خير دليل على ذلك، فـ»القوات اللبنانية» منذ عام 2016 حاولت استدراك ما حصل في هذا الملف لكنها لم تفلح رغم كل الدراسات التي عمل عليها نوابها ووزراؤها». وقال: «نخوض الانتخابات النيابية كي ننجح بتحقيق امور اكبر واكثر في السنوات المقبلة. إذ انّ النتيجة التي وصل اليها اللبنانيون اليوم سببها خيارهم في الإنتخابات عام 2018، بمنح الثنائي الشيعي والمقرّبين منه اكثر من 40 نائباً و»التيار الوطني الحر» 27 نائباً أي أكثرية المجلس النيابي».

 

 

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

 

النهار
انطلاق الآلية الفرنسية السعودية للمشاريع الإنسانية
التزم “حزب الله” الصمت المطبق زهاء عشرين يوماً منذ زيارة الوسيط الأميركي في المفاوضات غير المباشرة بين لبنان وإسرائيل لترسيم الحدود البحرية اموس هوكشتاين لبيروت، وما أعقبها من هبوب لعاصفة الردود التي اثارها ما اعتبر تنازلا من جانب رئيس الجمهورية ميشال عون في اعتماد الخط 23 منطلقا للترسيم بدلا من الخط 29 ليخرج فجأة امس، وبلا مقدمات، بموقف تصعيدي موجه ظاهرا ضد الوسيط الأميركي ولكنه يستبطن الكثير من الريبة والشكوك في مقصده الحقيقي. والواقع ان ما صدر على لسان رئيس “كتلة الوفاء للمقاومة” النائب محمد رعد منذراً بمنع أي عمليات للحفر واستخراج الغاز، وان بدا عنوانه الأميركي والإسرائيلي ظاهرا، الا انه يصعب عزله عن الأجواء الداخلية وتحديدا عن توجيه سهامه نحو حليفه الأساسي رئيس الجمهورية لكونه المعني الأول والمفاوض الواقعي راهنا مع الوسيط الأميركي بما يوجب البحث عن أسباب “الهجوم المتأخر” وتوقيته في هذه اللحظة الدولية والإقليمية والداخلية. وإذا كان بعض الأوساط يرتبط هذا التطور بالغضب الكبير الذي عبر عنه “حزب الله ” بسبب بيان وزارة الخارجية الذي دان الغزو الروسي لأوكرانيا، وتوجس الحزب من دور حليفه العهد، في صدور البيان، فان ذلك يرتب توقعات حيال مرحلة مقبلة شديدة الاضطراب وحبلى بمزيد من التخبط بين الحلفاء كما بين هؤلاء وخصومهم مع اقتراب دخول البلاد من مرحلة ساخنة انتخابيا.
وجاء تصعيد “حزب الله” حيال ملف ترسيم الحدود البحرية عبر اعلان النائب محمد رعد “أن الاميركي الوسيط في التنقيب عن الغاز في لبنان، جاء الى لبنان في الايام الماضية للعب دور الثعلب في قسمة الجبنة بين المتخاصمين. ولكي نتمكن من التنقيب في مياهنا الاقليمية لاستخراج الغاز ونسدد بثمنه ديوننا، يقول لك انت ستحفر بالماء ومن الممكن ان يكون حقل الغاز مشتركا بينك وبين الاسرائيلي”. اضاف “نحن نقول، اننا سنبقي غازنا مدفونا في مياهنا الى ان نستطيع منع الاسرائيلي من ان يمد يده على قطرة ماء من مياهنا. لسنا قاصرين، وليعلم العدو ومن يتواصل معه، وسيطا وغير وسيط، ان الاسرائيلي لن يتمكن من التنقيب عن الغاز في جوارنا ما لم ننقب نحن عن الغاز ونستثمره كما نريد، و”ليبلطوا البحر”. لن نسمح للاسرائيلي ان ينقب عن الغاز من دون ان نستطيع ان ننقب عنه في مياهنا”.
الدعم الفرنسي السعودي
غير ان التطور البارز المقابل تمثل امس في انطلاق الآلية المالية المشتركة الفرنسية – #السعودية التي تم الاتفاق عليها بين الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون وولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، والخاصة بلبنان. وأفادت مراسلة “النهار” في باريس رندة تقي الدين ان انطلاق الالية جاء اثر لقاء وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان ووزير الخارجية الفرنسي جان – ايف لودريان، وبعد متابعة التنسيق الذي جرى بين البلدين عقب زيارة ماكرون لبن سلمان. وتم الاتفاق على المشاريع الأولى بتمويل مشترك، وهي: تقديم مساعدة مباشرة لمراكز الرعاية الصحية الأولية في كل لبنان، دعم مستشفى طرابلس من خلال الوكالة الفرنسية للتنمية، ودعم الرعاية الصحية الطارئة للشعب اللبناني في تعزيز خدمات الطوارئ لكوفيد 19، وتمويل المساعدة الغذائية في كل انحاء لبنان وتقديم المساعدة المعيشية للبنانيين الأكثر حاجة، ودعم الأطفال اللبنانيين بتوزيع حليب الرضّع، وتركيب الواح شمسية في المدارس لضمان حاجاتها من الطاقة. وقد انشأ الوزيران آلية لتوفير الدعم المشترك بين #فرنسا والمملكة للمنظمات غير الدولية اللبنانية لتلبية الحاجات اليومية للبنانيين. وسبق ذلك عقد اجتماعات عدة للجانب الفرنسي للإعداد لذلك، إضافة الى اجتماعين فرنسي – سعودي لانشاء الآلية واختيار المشاريع. ولم يعلن حتى الآن عن المبالغ التي جرى إقرارها. وتجدر الإشارة الى ان الجانب الفرنسي يراقب عن كثب التطورات في لبنان رغم انشغال ماكرون بالحرب الروسية على أوكرانيا.
على صعيد آخر، قال مصدر ديبلوماسي غربي لـ “النهار” انه سبق لوزير الخارجية الاميركي انطوني بلينكن ونظيره الفرنسي ان اثارا موضوع الدعم الاقتصادي والسياسي للبنان، وان الإدارة الاميركية، كما الفرنسية، تحاول باستمرار اقناع السعودية بعدم التخلي عن الاهتمام بلبنان وتركه لهيمنة “حزب الله” وايران. واعتبر المصدر ان هناك خطرا نشأ من الفراغ السياسي الذي تركه الرئيس سعد الحريري على الساحة السنية، خصوصا ان ليس هناك حاليا أي بديل على هذه الساحة التي أصبحت مشتتة والتي قد يستفيد منها “حزب الله”. وأكد المصدر انه “صحيح ينبغي تجديد الطبقة السياسية بوجوه جديدة، ولكن طالما ان هذا الامرغير متوافر على الساحة السنية وليست هناك شخصية بارزة توحّد هذه الساحة، فان الفراغ فيها يشكل خطرا كبيرا”.
الانتخابات
ومع دخول البلاد مهلة الأسبوعين الأخيرين لإقفال باب الترشيحات للانتخابات النيابية في منتصف آذار، جدد وزير الداخلية بسام مولوي التأكيد امس من دار الفتوى “أنّ #الانتخابات النيابية ستحصل، وهذا التزام من الحكومة في بيانها الوزاري، والتزام منه شخصياً والذرائع لعدم اجرائها تتلاشى يوماً بعد يوم”.
اما في المواقف السياسية المتصلة بالانتخابات فشن رئيس حزب “القوات اللبنانية” سمير جعجع هجوما مضادا على مهاجمي الأحزاب من دون تمييز بينها. وقال ان “الهجوم الطاحن من البعض على كل الأحزاب وعلى مفهوم العمل الحزبي والذي ادى الى محاولة لتقسيم المجتمع بين مؤيد للاحزاب او معارض لها، هو بعيد كل البعد عن الواقع ويعد اكبر عملية تزوير في تاريخ المجتمعات وفي تاريخ لبنان”.
واذ لفت الى ان “دور الاحزاب بالمطلق ضرورة قصوى في المجتمعات”، آسف “اننا رأينا في السنتين الاخيرتين هجوما على مفهوم العمل الحزبي، ما هو خطير جدا، بسبب خنفشارية البعض وسوء نية البعض الآخر بحجة ان لبنان وصل الى هذا الوضع بسبب الأحزاب، لكن تناسى هؤلاء انه كما مسؤولية ما وصلنا اليه تتحمله بعض الاحزاب كذلك بعض الشخصيات المستقلة” .واضاف: “الكلام بهذا الاسلوب ينمّ اما عن جهل مطلق ام عن سوء نية، وهذا على الأغلب، ويعود ذلك لانهم اما من الطامحين او المتنطحين. فواحدة من مشاكلنا في المجتمع هي التنطح بهدف الرغبة لتحمل مسؤولية، لا مقومات لديهم اصلا لاستلامها، لم ينجحوا بالوصول اليها على خلفية تواجد احزاب كبيرة، فاستغلوا الوضع الذي يمر به لبنان والتي تتحمل نتيجته بعض الاحزاب لتحميل المسؤولية الى كل الاحزاب عن سابق تصور وتصميم، محاولين بذلك ازاحة الاحزاب وايجاد مكان لهم على الساحة السياسية”.
وفدان
في السياق المتصل بالازمة المالية في لبنان، بدا لافتا وصول وفدين من وزارة الخزانة الأميركية وصندوق النقد الدولي الى لبنان بتوقيت متزامن. والتقى رئيس الوزراء نجيب ميقاتي بعد ظهر أمس وفداً من وزارة الخزانة الأميركية ضم النائب الأول لمساعد وزير الخزانة والمسؤول عن مكافحة تمويل الإرهاب والجرائم المالية بول أهرين، ونائبه اريك ماير في حضور السفيرة الأميركية دوروثي شيا، وجرى خلال اللقاء بحث التعاون بين لبنان و#الولايات المتحدة.
كما بدأ رئيس بعثة صندوق النقد الدولي الى لبنان إرنستو راميريز زيارة لبيروت مع وفد. وفي لقاء الوفد مع رئيس مجلس النواب نبيه بري جرى عرض لمراحل الحوار القائم بين لبنان والصندوق والتشريعات التي أنجزها المجلس النيابي وما هو في صدد إنجازه لاحقا لا سيما قانون الكابيتال كونترول حيث تم التأكيد على ضرورة أن يحفظ القانون حقوق المودعين كأولوية.
اعربت مصادر سياسية مطلعة لـ«اللواء» عن اعتقادها ان مفاعيل بيان وزارة الخارجية عن الحرب الروسية على أوكرانيا انتهت, وأشارت إلى أن العمل منصب على مواكبة تداعيات ما يجري على الوضع في لبنان سواء لناحية الأمن الغذائي أو غير ذلك. / كلا لم تنته / ومن الضغوطات الداخلية على الحكومة، تداعيات بيان وزير الخارجية عبد الله أبو حبيب، الذي ما يزال «الثنائي الشيعي» يعتبره وكأنه لم يكن.

 

 

Please follow and like us: