بيان واحد من الوزير عبد الله بو حبيب “ثَقَبَ” جدار السياسة الخارجية وجعلها متسقة مع مطالب “إسرائيل” في أوكرانيا. افتتاحيات صحف اليوم عادت إلى هذا البيان “الحربائي” وتبعاته، بحسب وصف “اللواء”، لـ”الموقف الرسمي في لبنان” من عملية دونباس، واعتبرت “أنه ما يزال يحبو بغير اتجاه، بطريقة حربائية، على الرغم من مخاطر امتداد الحريق الروسي ـ الأوكراني إلى أوروبا، وقارات أخرى”. وقد أيدت “البناء” هذا الإنتقاد، لأن “الموقف” اللبناني بات مبنياً على “السعي لاسترضاء الأميركي، ولا يخضع لحسابات المصالح الوطنية بل للخشية الشخصية للحكام” والمسؤولين اللبنانيين من تهديدات مبعوثي واشنطن وسفارتها. إلا أن “النهار” امتدحت الوزير وهؤلاء “الحكام” والمسؤولين، وقالت أنه “غداة تصويت لبنان في الجمعية العامة للامم المتحدة الى جانب الاوروبيين والولايات المتحدة، ضد روسيا وغزوها لاوكرانيا، بدا واضحا ان هذا الموقف شكل حافزا إيجابيا لدى الدول الغربية حيال لبنان خصوصا في ظل ازماته الخانقة”. واستدلت على ذلك من خبر عن “اجتماع مشترك عقد امس”، وضم “وزير الخارجية والمغتربين عبدالله بوحبيب مع سفراء دول فنلندا والدانمارك والسويد والنروج الذين شكروا (…) للبنان موقفه تجاه الازمة الاوكرانية”. وهذا “الثٌقٌبٌ” الذي يوسعه بو حبيب برعاية “حكام” ومسؤولين، علمت “الجمهورية” أنه سيكون على طاولة مجلس الوزراء، “خصوصا بعد ان قفز [بو حبيب، من] مجرد بيان لوزارة الخارجية الى تصويت في الجمعية العمومية للامم المتحدة ضد روسيا حيث كان يمكن للبنان ان يمتنع عن هذا التصويت على غرار 35 دولة [عربية وأجنبية] وازَنَت بين الشرعية الدولية وبين علاقاتها ومصالحها”. ما زاد الشبهات السياسية على الوزير بو حبيب إلى حد اتهامه ـ برأينا ـ بتعريض مصالح لبنانية عليا للخطر، هو ما نقلته صحيفة “أكسيوس” الأميركية عن مسؤولين “إسرائيليين”، كشفوا عن أن “تل أبيب ضغطت على دولة الإمارات العربية المتحدة، بطلب أميركي، لكي تصوت إلى جانب قرار” دولي “يدين العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا”. وقالت الصحيفة الأميركية إنه “قبل تصويت يوم الأربعاء [في الأمم المتحدة]، اتصل وزير الخارجية الإسرائيلي يائير لابيد بنظيره الإماراتي عبد الله بن زايد، وأخبره بأن إسرائيل تعتقد أن التصويت لإدانة روسيا سيكون الشيء الصحيح الذي يجب فعله”، وفق ما كشف لها مسؤولون “إسرائيليون”. يذكر أن الجمعية العامة للأمم المتحدة اعتمدت في ختام جلستها الطارئة، الأربعاء، قرارا “يدين بأشد العبارات العدوان الروسي على أوكرانيا”، وكانت الإمارات من بين الدول المؤيدة له، مع أنها في مجلس الأمن الدولي، حيث تمثل المجموعة العربية، اختارت الإمتناع عن التصويت.
بو حبيب يضع لبنان و”إسرائيل” في مركب واحد … أميركي. انتبهوا.
هيئة تحرير موقع الحقول
الجمعة، 01 شعبان، 1443 الموافق 04 آذار، 2022
الجمهورية
الاستحقاق النيابي متعثّر لوجستياً… وتداعيات أوكرانيا تولّد صعوبات
بدأ صخب الماكينات الانتخابية يعم أجواء البلاد مع اقتراب موعد اقفال باب الترشيح للإنتخابات النيابية منتصف الشهر الجاري، وذلك على رغم الانشغال بالحرب الروسية ـ الاوكرانية وما يمكن ان تكون لها من انعكاسات على لبنان والمنطقة والعالم، فيما الحكومة تواصل العمل على جبهات عدة لتلمس طريقها الى إنجاز خطة التعافي والوصول الى لاتفاقات المطلوبة مع صندوق النقد الدولي، من دون ان تهمل التطورات السياسية وما يتطلبه انجاز الاستحقاق النيابي من تحضيرات. وفي هذه الاجواء زارت السفيرة الاميركية في لبنان دوروثي شيا مقر جريدة “الجمهورية” في العمارة بعد ظهر أمس حيث استقبلها رئيس مجلس ادارتها السيد ميشال الياس المر في حضور رئيس التحرير جورج سولاج وعدد من الزملاء الاعلاميين، وقد حضر اللقاء ايضاً مدير الاعلام في السفارة الاميركية السيد مايكل كايسي بونفيلد، وأُجريت جولة أفق حول عدد من القضايا والمسائل المهمة المطروحة على الصعد السياسية والاقتصادية والمالية والاجتماعية والاعلامية.
في موازاة ارتفاع منسوب الخطوات الجدية نحو الانتخابات، تحتدم المؤشرات التي تجعل هذا الاستحقاق الدستوري في منتهى الصعوبة، واذا أسقطنا العامل السياسي فإن الامور الادارية واللوجستية اصبحت اخطر بكثير في ظل المشكلة التي تعانيها ادارات الدولة والمؤسسات.
وعلمت “الجمهورية” ان هذا الامر يطرح بقوة خلف الكواليس، وان عددا كبيرا من القضاة ورؤساء الاقلام ولجان القيد يرفضون الالتحاق بهذه المهمة. كما ان المعلمين الذين سيُستعان بهم في اقلام الاقتراع لن يتحركوا من أماكنهم اذا لم يحصلوا على تغطية للنقل وبدل اتعاب، وهذا الامر سيتطرق اليه مجلس الوزراء في جلسته عند الثالثة بعد ظهر اليوم في القصر الجمهوري وعلى جدول اعمالها 26 بندا ابرزها التقرير الذي سيعرضه وزير الداخلية والبلديات بسام المولوي حول اعتماد آلية مراكز الاقتراع الكبرى الـ mega center، والذي سيؤكد فيه استحالة انجاز هذا الامر خلال المدة الفاصلة عن موعد الانتخابات لأنه يحتاج الى فترة زمنية لإانجازه أقلها 5 اشهر، عدا عن الكلفة المالية العالية المقدرة بنحو 6 ملايين دولار وضرورة المرور بمجلس النواب لإجراء التعديلات القانونية اللازمة على القانون 44 / 2017 نظرا لارتباط الامر بالبطاقة الممغنطة، بالاضافة الى الحاجة للعديد البشري والتجهيزات التقنية وتأمين الكهرباء طوال مدة الاقتراع…
وفي سياق متصل يتوقع ان يقر المجلس مشروع قانون معجّل يرمي الى تمديد ولاية المجالس البلدية والاختيارية لمدة سنة بما يؤجّل انتخاباتها المقررة مطلع الصيف المقبل.
على انّ بند الـ mega center ليس الوحيد الذي سيأخذ حيّزاً من النقاش على طاولة المجلس اذ هناك بند آخر مكهرب هو طلب وزارة الطاقة والمياه الموافقة على آلية الـ “spot cargo” لزوم شراء مادتي “الغاز اويل” و”الفيول اويل” لمصلحة مؤسسة كهرباء لبنان، الامر الذي سيعيد النقاش في مصادر التمويل وتوفير الدولارات لشراء الكميات اللازمة.
الموقف من الحرب
وعلمت “الجمهورية” انّ وزراء “الثنائي الشيعي” سيثيرون مجددا موقف لبنان من الحرب الروسية ـ الاوكرانية خصوصا بعد ان قفز من مجرد بيان لوزارة الخارجية الى تصويت في الجمعية العمومية للامم المتحدة ضد روسيا حيث كان يمكن للبنان ان يمتنع عن هذا التصويت على غرار 35 دولة وازَنَت بين الشرعية الدولية وبين علاقاتها ومصالحها.
تسهيلات اميركية
والى ذلك، قالت اوساط سياسية لـ”الجمهورية” ان تصويت لبنان في الجمعية العمومية للأمم المتحدة الى جانب قرار يندّد بروسيا يعكس قرارا رسميا بإرضاء واشنطن في مقابل التعويل على كسب تسهيلات اميركية في مجالي ترسيم الحدود البحرية والحصول على مساعدات من صندوق النقد الدولي.
وكانت السفيرة الأميركية في بيروت دوروثي شيا قد سلّمت رئيس الجمهورية العماد ميشال عون عرضاً مكتوباً من الموفد آموس هوكشتاين حول مقاربته للحدود والتي عرضها خلال زيارته الأخيرة لبيروت، وهي مقاربة أوحت جهات رسمية بأنها “مقبولة ويمكن البناء عليها”.
الموقف الفرنسي
وفي اطار الحراك الديبلوماسي الأوروبي الغربي لمواكبة الحرب الروسية ـ الاوكرانية وتوضيح الموقف الأوروبي مما يجري في أوكرانيا، زارت السفيرة الفرنسية في لبنان آن غريو أمس رئيس الجمهورية ميشال عون وأجريا جولة أفق تناولت مواضيع الساعة، ومنها العلاقات اللبنانية – الفرنسية، والتطورات العسكرية بين روسيا الاتحادية وأوكرانيا وموقف لبنان في الجلسة التي عقدتها الجمعية العامة للأمم المتحدة بعد ظهر أمس في نيويورك وما صدر عنها من قرارات.
الخطة الفرنسية – السعودية
كذلك، أطلعت غريو رئيس الجمهورية على تفاصيل الاتفاق الذي تم بين وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لودريان ونظيره السعودي الأمير فيصل بن فرحان خلال لقائهما قبل أيام في باريس، على تمويل مشاريع إنسانية أولية عدة لمساعدة الشعب اللبناني التي تُعنى خصوصاً بتوفير مساعدة مباشرة لعدد من المستشفيات ومراكز الرعاية الصحية الأولية في لبنان ورفع مستوى الرعاية الصحية الموجهة لمكافحة جائحة “كورونا” وبعض المنشآت التعليمية الأساسية، فضلاً عن المساهمة في تمويل أعمال المنظمات العاملة على توزيع حليب الأطفال والغذاء للفئات الأكثر تضرراً.
صندوق مشترك
وقالت مصادر واسعة الاطلاع لـ”الجمهورية” انّ غريو طرحت على عون بالتفصيل المبالغ التي رصدت في المرحلة الأولى من الخطة السعودية – الفرنسية المشتركة التي تحدثت سابقا عن صندوق مشترك يقدّم العون للبنان. ولفتت الى أن الصندوق المشترك ينطلق من مبلغ كبير نُواته 36 مليون دولار أميركي من السعودية على ان تقرر فرنسا حصتها من المساهمة في المؤسسة في وقت لاحق. وتطرق البحث الى ملف ترسيم الحدود البحرية الجنوبية بعدما أطلعها عون على العناوين الرئيسية في الورقة التي سلمها هوكشتاين الى المسؤولين اللبنانيين أمس الأول، وان البحث جار للوصول الى موقف لبناني موحد بشأن المقترحات الأميركية.
كما جرى استعراض للتحضيرات الجارية لإجراء الانتخابات النيابية في شهر أيار المقبل وقضايا مختلفة تعني البلدين.
صندوق النقد
على صعيد آخر أجرى رئيس الجمهورية تقويما أوليا لنتائج زيارة وفد صندوق النقد الدولي الاخيرة للبنان مع نائب رئيس الحكومة ورئيس لجنة المفاوضات مع الصندوق نائب رئيس الحكومة سعادة الشامي، الذي أوضح الحاجة الى ورشة عمل حكومية برلمانية لتنفيذ بعض الإصلاحات الضرورية للوصول الى اتفاق مع صندوق النقد، خصوصا ان بعض هذه الإصلاحات يحتاج الى تشريعات من مجلس النواب.
وأشار الشامي الى “انّ العجلة في العمل بين الحكومة ومجلس النواب ضرورية للوصول الى اتفاق قبل الانتخابات النيابية، وان اي تأخير في البَت ببعض القوانين الاساسية يُعيق المفاوضات في المراحل المقبلة مع الصندوق”.
التسوية آتية
في غضون ذلك، بَشّر رئيس تيار”المردة” سليمان فرنجيّة بـ”مرحلة جديدة بعد نهاية عهد رئيس الجمهورية ميشال عون لا نعرف ملامحها بعد”، وقال: “على اللبنانيين التفاؤل ففي استطاعتهم تغيير الواقع أو الاستمرار في النهج ذاته”.
وقال فرنجية في حديث الى برنامج “صار الوقت” للزميل مارسيل غانم على قناة “MTV” انّ عون “لم يسمح لأحد بمساعدته لتحقيق إنجازاته، وعلى كل رئيس أن يفكر، خلال عهده، في ما سيتركه من إرثٍ لوطنه”. وأضاف: “لا يمكن تحميل العهد مسؤولية كل ما يجري بل يعود ذلك إلى السياسات الاقتصادية المعتمدة منذ تسعينات القرن الماضي”. ودعا الى “تحويل الأزمات التي نشهدها فرصة لابتكار حلول ومبادرات لإنقاذ لبنان والمواطنين”. وأكد ان “التسوية آتية لا محالة وعلينا استغلالها للنهوض بلبنان ضمن نظام جديد لإدارة الدولة”. وقال: “نتفهّم الناس الذين انتفضوا في 17 تشرين لأنهم انتفضوا على واقع خاطىء”، داعياً الى “الحفاظ على النظام المصرفي وليس المصارف”.
وقال فرنجية :”المسيحيون باقون هنا لأن لبنان بلد الحريات والتنوع”. وأكد “أن أول خسارة للمسيحيين كانت خلال حرب الإلغاء”. وقال: “أنا عربي ومع الوفاق الوطني ومع العيش المشترك مهما تبدلت الظروف وتغيّرت”. وإذ شدّد على أن “الشعبوية ستحول دون رفع الضرائب قبل الانتخابات ورفع الحد الأدنى للأجور أصبح ضرورة ملحّة”، قال: “لن يكون هناك تغيير استراتيجي في الانتخابات، فالنظام الحالي يمنح الطوائف إمكانية ضرب الميثاقية والرئيس عون انتُخِب بالثلث وليس بالنصف”. واضاف: “إذا كان من سيحصل على أكبر كتلة نيابية سيتبوّأ سدة الرئاسة فلا حاجة لإجراء انتخابات رئاسية”. ورأى ان “رئيس الجمهورية يجب ان يكون معروفاً على الأقل وليس بالضرورة صاحب اكبر كتلة مسيحية في المجلس النيابي”. وقال: “أنا بِعمُل قناعتي مع حلفائي واذا وصلنا الى الانتخابات الرئاسية وكان الظرف ظرفنا مِنشوف بِوَقتها”. واضاف: “اذا كانت الانتخابات الرئاسية ستكون معركة كباش فلن تحصل” (…) أنا لا أشحَد الرئاسة ودوماً كرامتي قبل الرئاسة”.
المطارنة الموارنة
أمّا المطارنة الموارنة فقد أعربوا خلال اجتماعهم الشهري أمس في الصرح البطريركي في بكركي، برئاسة البطريرك الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي، عن “ألمهم وحزنهم لفشل جميع المحاولات السياسية والديبلوماسية من أجل تجنّب الحرب الدائرة بين روسيا وأوكرانيا”. واعتبروا أنّ “ما تخلِّفه من ضحايا وخراب، دليل على الاستسلام لمنطق النزاع والعنف”.
وقالوا انهم يترقبون “إقرار المجلس النيابي مشروع الموازنة العامة في مدى قريب. ويرجون أن تأتي مناقشة بنوده في المستوى المطلوب في هذا الظرف العصيب، بحيث تؤكِّد على الصالح العام، وتأخذ في الاعتبار واقع البلاد وقدرة اللبنانيين على الاحتمال والاستجابة لموجباتها، ولا ترضخ للزبائنية، التي طالما أفسدت الدور المطلوب من الدولة”. ودعوا إلى “تعزيز الأجواء السياسية والأمنية الكفيلة بإجراء الانتخابات النيابية على قواعد الحرية والديموقراطية”، وحَضّوا المسؤولين على “عدم العودة إلى ربط الطموحات الانتخابية بالإضرار بالمالية العامة وبالتعيينات الإدارية من خلال تعزيز المصالح الخاصة والفئوية على حساب الخير العام”.
أيام صعبة
إقتصادياً، كأنّ اللبناني لا تكفيه المآسي الناتجة من الانهيار المالي والاقتصادي وحال الفقر المدقِع المنتشرة في المجتمع، حتى تُضاف اليها اليوم تداعيات الحرب الروسية ـ الاوكرانية، التي بدأ يتّضح انها ستكون أقسى وأصعب مما ظَنّه المسؤولون الذين لم يتخذوا اجراءات فعلية، واكتفوا ببيانات اعلامية أشبَه برفع العتب. وما هو واضح حتى اليوم ان اللبنانيين سيواجهون التداعيات الآتية:
اولاً – شح في القمح الذي اذا تأمّن ستكون كلفته اكبر من السابق بنسبة لا تقل عن 50 في المئة. وهذا يعني استنزافاً أسرع لما تبقّى من نقدٍ بالدولار في مصرف لبنان المركزي. واذا أضفنا ارتفاع كلفة الرغيف، فهذا يقود الى القلق حيال أزمة خبز قاسية في الاشهر المقبلة.
ثانيا – ارتفاع اسعار الطاقة في العالم، ووصول سعر البرميل امس الى 120 دولارا، واحتمال استمرار ارتفاعه وصولا الى 150 دولارا أو اكثر وفق تقديرات الخبراء، بما يعني ارتفاع كلفة المعيشة بنسبة كبيرة. واذا كان ذلك صعبا على كل اقتصاديات العالم، فإنّ لبنان صاحب الاقتصاد الهَش والمفلس مالياً سيواجه المواطن فيه كارثة من خلال تراجع قدراته الشرائية بنسبة قد لا تقل عن 30 الى 40 في المئة.
ثالثا – سترتفع فاتورة النقليات، وترتفع اسعار كل السلع، وترتفع الكلفة على دعم الكهرباء، وستزيد فاتورة مولدات الكهرباء بحيث سيصبح المعدل الشهري لفاتورة المولد اكثر من مليوني ليرة، ما يعني حرمان السواد الاعظم من اللبنانيين الكهرباء.
رابعا – سيفقد لبنان بعضاً من الاهتمام الدولي به. ومن البديهي انّ صندوق النقد الدولي ستكون لديه اولويات اخرى تتعلق بدعم اقتصاديات كثير من الدول التي ستتأثر بتداعيات الحرب في اوكرانيا. وبالتالي، سيصبح لبنان مهمّشاً الى حد ما على هذا الصعيد.
في النتيجة، تبدو الايام المقبلة اكثر سواداً من المرحلة السابقة، ولا يبدو انّ الفرج الذي كان ينتظره اللبناني من خلال بدء تنفيذ خطةٍ للتعافي وَشيك، وعليه أن يتحضّر لظروف أقسى قد يواجهها، خصوصاً عندما يصبح متعذراً على مصرف لبنان الاستمرار في تنفيذ خطة دعم الليرة التي بدأها في كانون الاول الماضي، ومستمر فيها بكلفة مرتفعة لا يمكن ان تستمر لوقت طويل.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
اللواء
مواجهة تداعيات الأزمات المعيشية بين النصائح والشحايح!
الميغا سنتر مدار تجاذب اليوم.. وإرسلان يكشف عن لقاءات مع الأسد
على الرغم من مخاطر امتداد الحريق الروسي- الأوكراني أوروبا، ويمتد إلى قارات أخرى، فإن الموقف الرسمي في لبنان ما يزال يحبو بغير اتجاه، بطريقة حربائية، فإن الأزمات تقفز بسرعة إلى الواجهة: الدولار يتحضر للارتفاع، إذ غادر في آخر العمليات في السوق السوداء أمس سقف 20500 أو 20700 إلى 21000، وربما أكثر، والقمح الموجود في الاهراءات يخضع لرقابة لئلا تستهكه السوق، مع استمرار البواخر المحملة بالقمح في عرض البحر.. والزيوت، بما تشهد اختفاء من السوبر ماركات والمحلات التجارية بعد، في وقت سجلت منذ الصباح أسعار المحروقات قفزة غير مسبوقة منذ أيلول الماضي، عندما بدأت تتوفر في الأسواق، بعد هبوب أسعار برميل برنت (الخام) ووصولها إلى 117 دولاراً لكل برميل، مما حمل أصحاب المولدات إلى اتخاذ إجراءات تخفيض ساعات التغذية أو زيادة سعر الكيلوواط ساعة حيث العدادات، وهكذا بدا ان مواجهة الأزمات المعيشية على مستوى الدولة، موزعة بين إطلاق النصائح، والابتعاد عن الهلع، وقلة الحيلة، في ضوء الشحايح من توفير المال والدولار، والاعتمادات لاستيراد السلع الغذائية الضرورية.
واستمرت انعكاسات الحرب الروسية الاوكرانية على لبنان، فأعلن الأمين العام للهيئة العليا للاغاثة اللواء محمد خير في بيان، «وصول 58 شخصا من لبنانيي أوكرانيا فجر اليوم الجمعة إلى مطار رفيق الحريري الدولي – بيروت، آتين من رومانيا، بعد أن قامت السفارة اللبنانية هناك بتسهيل أمورهم، بالتنسيق مع الهيئة». وقال: وهناك 70 شخصا آخرين سيصلون على الطائرة نفسها على نفقة أحد رجال الاعمال اللبنانيين في رومانيا (محمد مراد)، الذي قام ويقوم مشكورا بمبادرته.
وأضاف: إن مجموع اللبنانيين العائدين فجرا على الطائرة نفسها يبلغ 128 شخصا. وتحدث عن «دفعة جديدة سيتم إحضارها قريبا من بولندا، فور انتهاء التسهيلات لعودتهم».
وارتفعت اسعار المحروقات بشكل كبير، بحيث ارتفع سعر صفيحة البنزين 95 و98 أوكتان 28000 ليرة، كما ارتفع سعر المازوت 41000 ليرة وسعر الغاز 15000 ليرة.وذلك بعد ارتفاع سعر برميل النفط فوق 116 دولاراً أميركيّاً.
وعلى الصعيد المعيشي، اجتمع الرئيس نجيب ميقاتي مع وزير الاقتصاد والتجارة أمين سلام الذي قال: اجتمعنا مع الرئيس ميقاتي لنطمئنه بشأن ثلاث نقاط: بالنسبة لمادة القمح لدينا مخزون يكفي لمدة شهر أو شهر ونصف الشهر، ونحن حريصون كل الحرص على توافرها ونتواصل مع عدة دول بما فيها الولايات المتحدة ودول أخرى أبدت الاستعداد لمساعدتنا في حال أضطررنا لاستيراد كميات كبيرة منها.
تابع : نحن مقبلون على شهر رمضان المبارك حيث سيصار الى استهلاك اكبر للمواد الغذائية، وسمعنا عن تخوف من حصول نقص في بعض المواد الغذائية، من زيوت وسكر وغيرها، فعقدت بالامس اجتماعاً موسعاً في الوزارة مع كافة الجهات المعنية من القطاع الخاص وتحديدا المستوردين، واصحاب السوبرماركات والمطاحن والافران وتجار المواشي والدواجن والالبان والاجبان، وتوصلنا الى إتفاق بأنهم سيستمرون بتزويدنا بالكميات الموجودة لديهم، وسنستمر بالتعاون معهم لكي لا يحصل انقطاع في الاسواق.
وتوجه الى المواطنين قائلا: «أتمنى الا تحصل حالات هلع، فلقد سجل إقبال كبير جدا على السوبرماركات لشراء كميات كبيرة من المواد الاستهلاكية للتخزين. ومن يشتري اكثر من حاجته يأخذ هذه المواد من امام غيره، فرجاء الا يحدث هلع .الامور مضبوطة، والكميات التي نستهلكها في لبنان ليست بكبيرة مقارنة بدول الجوار، فالمساعدة موجودة والدعم الدولي موجود والعمل من خلال الحكومة ووزارة الاقتصاد قائم».
كما توجه سلام الى التجار وأصحاب المصالح «بأن يكونوا حذرين في هذه الفترة لأنه لن يكون هناك تساهل أبدا في موضوع رفع الاسعار، واي مخالفات قد تحصل، وستكون الملاحقة اكبر لموضوع الاحتكار. بدأت تصلنا معلومات بأن بعض التجار بدأ باحتكار مواد الزيت والطحين والسكر، وانا اقول الآن رجاء لا تجبرونا على اتخاذ اجراءات أقسى من السابقة، لأن حرمان الشعب اللبناني من المواد الغذائية وتخزينها في هذه الفترة واعتماد منطق الاستغلال سيواجهان بأشد العقوبات، وانا على تواصل مع كافة الأجهزة القضائية وسنعتبر هذا الموضوع بمثابة جرم جنائي. قطع الطعام عن الناس هو جريمة، ووزارة الاقتصاد ستكون بالمرصاد لهذا الامر.
وعلى الصعيد السياسي، توجه مستشار رئيس الجمهورية للشؤون الروسية امل ابوزيد الى موسكو ، موفدا من الرئيس عون، ناقلا رسالة شفهية للمسؤولين الروس لتوضيح الموقف بعد بيان وزارة الخارجية في شأن موقف لبنان من غزو موسكو لأوكرانيا.
مجلس الوزراء
وعند الثالثة من بعد ظهر اليوم، يعقد مجلس الوزراء جلسة برئاسة الرئيس ميشال عون، دعا اليها الرئيس ميقاتي، وعلى جدول اعمالها 26 بندا، ابرزها مشروع قانون معجل يرمي الى تمديد ولاية المجالس البلدية والاختيارية، وعرض وزير الداخلية والبلديات القاضي بسام مولوي لدراسة أعدتها الوزارة حول آلية اعتماد مراكز الاقتراع الكبرى «MEGA CENTER» في الانتخابات النيابية العامة للعام 2022، فضلا عن مشروعي قانون الأول لحفظ الطاقة والثاني لانتاج الطاقة المتجددة الموزعة إضافة الى بنود أخرى تتناول مواضيع مختلفة.
ومع بدء جلسةالمال والموازنة، مناقشة مشروع المازنة، وما تتضمنه من إصلاحات أو مطالب يُشدّد عليها صندوق النقد الدولي، بحث نائب رئيس الحكومة سعادة الشامي مع الرئيس عون إطلاق التعاون بين المجلس والحكومة في سبيل إنجاز اتفاق مع الصندوق قبل الانتخابات النيابية.
المساعدات السعودية- الفرنسية
وشرحت السفيرة الفرنسية في بيروت آن غريو للرئيس عون، في قصر بعبدا أمس، تفاصيل الاتفاق بين فرنسا والمملكة العربية السعودي والذي تمّ بين وزيري البلدين جان ايف لودريان والامير فيصل بن فرحان، على تمويل مشاريع إنسانية اولية لمساعدة الشعب اللبناني وتوفير المساعدة للمستشفيات وكذلك لمراكز الرعاية الصحية، وبعض المنشآت التعليمية، فضلا عن المساهمة في تمويل، أعمال المنظمات العاملة على توزيع حليب الاطفال والغذاء للفئات الأكثر تضررا، وتطرق البحث إلى الترسيم البحري.
وكشفت مصادر دبلوماسية أن الرسالة التي سلمتها سفيرة الولايات المتحدة الأمريكية دورثي شيا الى رئيس الجمهورية ميشال عون من الوسيط الاميركي اموس هوكشتاين حول ملف ترسيم الحدود البحرية، تضمنت نصوص المقترحات الشفهية التي طرحها هوكشتاين على عون والمسؤولين اللبنانيين الذين التقاهم خلال زيارته الاخيرة الى لبنان.
واشارت المصادر الى ان الرسالة احتوت على خريطة سطحية لخطوط الترسيم، الا انها استندت الى خط متعرج تحت الماء، مع تحديد لمواقع معينة، لامكانية وجود كميات الغاز والنفط فيها المتوقعة. وبالرغم من التكتم عما اذا ارتكزت المقترحات الأميركية الى الخط ٢٣ او ٢٩، او اي خط وسطي، لارضاء لبنان وإسرائيل، اكتفت المصادر بالقول ان المقترحات مهمة وجديرة بالبحث، ولفتت إلى ان الجانب الاميركي، شدد على ضرورة الحصول على جواب موحد وجامع من كل المسؤولين اللبنانيين، وضمن مهلة لا تتجاوز الثلاثة اسابيع.
الانتخابات
وبدأت الاستعدادت العملية للإنتخابات النيابية تأخذ مسارها الحاسم بإطلاق الماكينات الانتخابية للقوى السياسية وقوى المجتمع المدني وتزايد اعداد الترشيح رسمياً واعلان البرامج الانتخابية وبدء تحضير المرشحين مستنداتهم الرسمية لتقديمها الى وزارة الداخلية. فيما أعدّت وزارة الداخلية دراسة حول اعتماد آلية مراكز الاقتراع الكبرى (Mega Centers) في الانتخابات النيابية للعام 2022، ليعرضها الوزير بسام المولوي اليوم في جلسة مجلس الوزراء، وشملت هذه الدراسة النواحي القانونية، الاجرائية واللوجستية، والموارد البشرية المطلوبة.
وخلُصت الوزارة إلى أنه يتعذّر اعتماد مراكز الاقتراع الكبرى ضمن المهل المفروضة في قانون الانتخاب الحالي في ظل الحاجة لإجراء تعديلات عديدة على قانون الانتخابات، إضافة إلى العقبات اللوجستية والاجرائية وإنشاء بطاقة التعريف الممغنطة واعتماد التسجيل المسبق للناخبين وربط كل مركزاقتراع مركزي بـ 26 قضاء، والحاجات على صعيد الموارد البشرية والمادية، كتخصيص 3 الاف قلم اقتراع اضافي، و600 لجنة قيد و6 الاف موظف اضافي. عدا تخصيص القوى العسكرية والامنية الاضافية. مشيرة إلى أن الوقت المطلوب لإنجاز التحضيرات لا يقلّ عن خمسة أشهر تبدأ من تاريخ نشر القانون وإصدار المراسيم التطبيقية عند الحاجة، وأنّ الكلفة الاجمالية للمشروع تبلغ حوالي 5،872،500 دولار أميركي.
وسيكون هذا الموضوع مدار نقاش وربما تفصيلي بين الوزراء وقالت مصادر وزارية مسيحية لـ«اللواء»: اذا كان تقرير الوزير مولوي مبني على اسس علمية وإجرائية دقيقة وصحيحة لتأجيل العمل بالميغا سنتر واخذ الامر على عاتقه ومسؤوليته واكد عدم جهوزية الوزارة لإنشاء مراكزالاقتراع الكبرى، فنحن معه.
وعرض رئيس المجلس نبيه بري المستجدات السياسية وشؤونا متصلة بوزارتي الشباب والرياضة والسياحة خلال استقباله الوزيرين جورج كلاس ووليد نصار الذي قال: تطرقنا لمواضيع وطنية وجدول اعمال جلسة جلس الوزراء، وكنت أود أن أقف على رأي الرئيس بري في موضوع «الميغاسنتر»، وإن شاء الله في جلسة مجلس الوزراء أقدم رأيي، لأنني شخصيا في موضوع «الميغاسنتر» وبعيدا من رأي البعض الذي يقول انه موضوع قد يعرقل أو يؤخر العملية الإنتخابية، وهذا ما لا نقبل به، لكن ايضا نريد إنتخابات نزيهة وشفافة وموضوع «الميغاسنتر» أمر أساسي، والتقرير الذي أعده وزير الداخلية مشكوراً وضعنا عليه ملاحظات، وهناك أمور يمكن ترتيبها بأقل كلفة وبطريقة عملية للناخب بحيث يستطيع الإقتراع بمكان سكنه وهذا يسهل ولا يصعب.
واوضح الوزير نصار موقفه اكثر لـ«اللواء» بالقول: انا مع إنشاء الميغا سنتر واكثرالوزراء إن لم يكن كلهم معها والشعب اللبناني كله معها لأن صفيحة البنزين اصبحت باربعمائة الف ليرة تقريباً، ولكننا سنقف الى جانب وزير الداخلية نساعده كي يتمكن من إنشاء مراكز الاقتراع الكبرى بالسرعة الممكنة حتى لا تتأخر الانتخابات، ولأنها ضرورة للعملية الانتخابية وللناخبين. وعلى صعيد الترشيحات برز من المتقدمين رسميا للترشيح امس نائبا بشري ستريدا جعجع وجوزيف اسحق، والأمين القطري لحزب البعث العربي الإشتراكي علي يوسف حجازي في بعلبك الهرمل.
واطلق نائب الأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم امس، الماكينة الإنتخابية لحزب الله في دوائر بيروت الاولى والثانية وجبل لبنان الثالثة والرابعة (بعبدا وعاليه– الشوف) وقال: نعمل من أجل أن تكون هذه الانتخابات فعالة وحيوية. وأنّه بلغ عدد المندوبين الذين سيعملون في دوائر جبل لبنان وبيروت 5000 آلاف مندوب ويعملون منذ فترة من الزمن.
اضاف: نحن حريصون على إجراء الانتخابات في موعدها ونعتبر أنها محطة ضرورية لتجديد الثقة والمحاسبة من خلال الاختيار.
وأعلن قاسم أنّه «لا يوجد أي مؤشر يدل على عدم اجراء الانتخابات في موعدها، بل كل المؤشرات تدل بأنها حاصلة في 15 أيار 2022».
وختم قاسم: نحن نعتمد على صناديق الاقتراع وليس على كثرة الكلام والادعاءات.
وكشف رئيس الحزب الديمقراطي اللبناني الأمير طلال أرسلان ان التحالف لم يبت مع ا لتيار الوطني الحر، وقال: زرت سوريا، والتقيت الرئيس بشار الأسد، وكذلك التقاه النائب السابق فرنجية، من موقع «العلاقة الشخصية».
فرنجية: لا تغيير استراتيجي
ولاحظ النائب السابق فرنجية: لن يكون هناك تغيير استراتيجي في الانتخابات النيابية المقبلة والتغييرات الجذرية في البلد لن تحصل والثورة لم تخلق نظما بديلا، ومن تظهره الإحصاءات انه سيربح هم سياسيون لبسوا «طربوش الثورة» كسامي الجميل وميشال معوض ونعمة افرام وغيرهم، هؤلاء من الطبقة السياسية.
وقال: لا يهمني ان احمي جبران باسيل ولا انه ألغيه، ونحن منذ 2006 طرحنا اقتراع اللبنانيين لرئيس الجمهورية، مشيرا «شرذمة» مسيحية في الانتخابات مقابل كتل متماسكة للشيعة والسنّة والدروز.
1074372 إصابة
صحياً، اعلنت وزارة الصحة في تقريرها اليومي عن تسجيل 1835 إصابة جديدة بفايروس كورونا و10 حالات وفاة خلال الساعات الـ24 الماضية، ليرتفع العدد التراكمي إلى 1074372 إصابة مثبتة مخبرياً منذ 21 شباط 2020.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الأخبار
عرض مكتوب من هوكشتين: البلوك 8 لإسرائيل… وقطر للحقول المشتركة
انتخابات إقليم الخروب: «الجماعة» حسمت وجنبلاط مربك و«الثوار» متفائلون
ليس صدفة، في خضمّ الغليان الذي يعيشه العالم في ضوء الحرب الروسية ــــ الأوكرانية، أن تُعطي الولايات المتحدة إشارات على استمرار اهتمامها بملف ترسيم الحدود البحرية بين لبنان وفلسطين المحتلة. فالضجّة المثارة حول الملف سياسياً وإعلامياً في العلن، و«التخبيص» في إدارته سراً لأسباب لا يُستطاع التستّر عليها وانشغال الجميع بمخاطر الحرب شرق القارة الأوروبية، أوحى بإمكانية تجميد الملف في الوقت الراهن. إلا أن الرسالة التي حملتها السفيرة الأميركية دورثي شيا إلى رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، أول من أمس، وتضمّنت عرضاً مكتوباً ترجمة للعرض الشفهي الذي حمله كبير المفاوضين في وزارة الطاقة الأميركية غاموس هوكشتين، بناءً على طلب لبنان، بدّد التساؤلات مؤقتاً (تقرير ميسم رزق).
هذه الخطوة، بحسب مصادر معنية بالملف، هي «رسالة تؤكّد في الشكل قبل المضمون أن الأميركيين مستمرون في عملية التفاوض»، ويؤكد ذلك، تطرق مساعدة وزير الخارجية الأميركي للشؤون السياسية فكتوريا نولاند إلى الملف في اتصال مع عون أخيراً، علماً بأن الأميركيين استعاضوا بهذه الرسالة عن الزيارة التي كانت مقررة لهوكشتين إلى بيروت قريباً. إذ أكدت المصادر أن «التصعيد الذي حصلَ أخيراً في ما خص ملف الترسيم والخطين 23 و29، والكلام عن صفقات مشبوهة ستؤدي الى تخلّي لبنان عن جزء من ثروته النفطية»، فضلاً عن الموقف الأخير لرئيس كتلة «الوفاء للمقاومة» النائب محمد رعد، كلها دفعت إلى تأجيل الزيارة وتسليم الرسالة كنوع من «جس النبض»، وإذا تعامل لبنان معها بإيجابية فسيحدد الوسيط الأميركي موعداً جديداً للزيارة، وإلا فإنه «لن يُضيّع وقته».
وتؤكد المصادر أن ما يريده هوكشتين هو «جواب نهائي على العرض الذي يقترح حصول لبنان على الخط 23 مشوّهاً». ماذا يعني ذلك؟ يعني أن تكون حصة لبنان الخط 23، ينحرف صعوداً عند البلوكين 8 و10، فيكونان هما والجزء الخارجي من حقل قانا مع العدو الإسرائيلي»، إضافة إلى عرض آخر يتضمّن أن تقوم شركة «توتال» من الجانب اللبناني وشركة «هاليبرتون» من الجانب الآخر بإدارة الحقول المشتركة، على أن يتم العمل على الحدود برعاية قطرية.
ووفقَ مطّلعين على جو الاتصالات، فإن «الأميركيين مصرّون على أن يكون البلوك الرقم 8 من حصة العدو الإسرائيلي من دون توضيح الأسباب»، مرجحة أن «يكون العدو قد أجرى مسوحات أظهرت وجود كمية كبيرة من الثروة فيه، أو أنه يريد أن يضمن عدم المس بحقل كاريش، وأن يكون هذا البلوك ممراً لخط الغاز الممتدّ من إسرائيل إلى قبرص، وصولاً إلى تركيا».
مصادر بعبدا قالت إن «الرسالة هي مرحلة من مراحل التفاوض، وهي وثّقت فقط محاضر الاجتماعات التي عقدها الوسيط الأميركي في زيارته الأخيرة»، مشيرة إلى أن «لا خلاصات نهائية لدى الجانب اللبناني وأن العرض لا يزال يخضع للدراسة عند الرؤساء الثلاثة».
انتخابات إقليم الخروب: «الجماعة» حسمت وجنبلاط مربك و«الثوار» متفائلون
ليس كافياً إقفال باب الترشيحات لحسم مصير المقعدين السنيين في دائرة الشوف – عاليه. منذ سبعة عقود، يتحكم الجنبلاطيون بأحد المقعدين، فيما تحكم الحريريون بالآخر في العقدين الأخيرين. تشتت المستقبليين بعد عزوف رئيسهم، شتّت البعض وفتح شهية آخرين لوراثة مقعد المستقبل. لكن وحده فرز الأصوات يحدد مزاج إقليم الخروب الجديد (تقرير آمال خليل).
الإسفلت الأسود المحفّر وآثار الإطارات المشتعلة يقود إلى مفرق برجا على أوتوستراد الجنوب. لا تزال شعارات «ثوار برجا والإقليم» صامدة على الجدران، بالقرب من نقاط قطع الطرق التي شهدتها المنطقة، من تظاهرات «طلعت ريحتكم» عام 2015 إلى «انتفاضة 17 تشرين» عام 2019. منذ أشهر، انسحب «الثوار» إلى بيوتهم قبل أن يخرجوا مجدداً إلى نزالهم الجديد؛ ليس على طريق الجنوب هذه المرة، بل على طريق إقليم الخروب – المختارة – بيت الوسط – الرابية – معراب… وعائشة بكار.
لطالما كانت معركة المقعدين السنيين في إقليم الخروب استثنائية، سواء عندما كان قضاء الشوف دائرة انتخابية مستقلة، أو بعدما أُلحق بقضاء عاليه في قانون الانتخاب الحالي. عقب الاستقلال، طوّبت شحيم وبرجا والوردانية وجدرا وجاراتها، قرارها لكل من كمال جنبلاط وكميل شمعون. تنافس الزعيمان اللدودان على استمالة العائلات. أعطوهما خدمات ودعماً (لا سيما شمعون خلال رئاسته للجمهورية) حتى أدخلوهما إلى الدولة من أبواب الوظائف والمناصب، ما أنتج ظاهرة العدد الهائل من الموظفين الرسميين والقضاة والضباط والمديرين بين أبناء الإقليم… في المقابل، استحوذت المختارة ودير القمر على قرار اختيار نائبي القضاء اللذين استحال وصول أحدهما إلا من تحت عباءة جنبلاط وشمعون. يستذكر القيادي الشيوعي السابق حسان الحجار كيف أزال جنبلاط ابن بلدته شحيم، عصام الحجار، من لائحته في انتخابات 1964 بعد خلافه معه، ولم يستعد الأخير مقعده إلا بعد تحالفه مع شمعون في انتخابات 1968. الحرب الأهلية التي قلّصت شعبية الشمعونية من القرى السنية والشيعية والدرزية، مدّدت شعبية الحزب التقدمي الاشتراكي بعد صعود الأحزاب الوطنية واليسار. في انتخابات 1992، كان وليد جنبلاط يختال بتطويبه «شيخ عقل» سنة الإقليم وشيعته. حفظ حصته من أحد المقعدين السنيين، فيما ورث آل الخطيب المقعد الشمعوني الآخر حتى عام 2000، وجمعوا من حوله الناصريين والعروبيين عبر زاهر الخطيب. يقر كثر بأن جنبلاط يستحق زعامته في الإقليم. فهو أدرك أهمية برجا وشحيم، عاصمتي القرار في الإقليم بسبب قوتهما الناخبة (تضم كل منهما حالياً حوالي 16 ألف ناخب). فاسترضى برجا باختيار علاء الدين ترو قبل أن يسترضي شحيم ببلال عبدالله.
عام 2000، دخل رفيق الحريري إلى إقليم الخروب على حصان المرجعية السنية. تنبّه لخصوصية برجا وشحيم، فاختار من الثانية محمد الحجار، المدير السابق في أوجيه لبنان، الذي تملك عائلته وحدها أكثر من 3 آلاف صوت. طوال أربع دورات انتخابية (حتى عام 2018)، صمد تحالف جنبلاط – الحريري الأب والابن. لكن حصة جنبلاط السنية لم تتزعزع بقرار تيار المستقبل العزوف عن الترشح لانتخابات 2022. فالكثيرون لا يزالون يحتفظون ببطاقتهم الاشتراكية ويورثون ولاءهم للمختارة إلى أبنائهم حباً أو كراهية «بسبب تحكمها بمفاصل الحياة الخدماتية والتوظيفية». لذلك، ينصرف جنبلاط لتأمين حصته المسيحية والدرزية في الإقليم مطمئناً إلى حصّته السنية، وإن كان لا يزال يستمهل في حسم مرشحه. فيما علمت «الأخبار» أن حظوظ النائب الحالي، ابن شحيم، بلال عبدالله، عالية لاعتبارات عدة، منها انتماؤه إلى أكبر عائلة سنية في إقليم الخروب تملك علاقات وثيقة مع عائلات كبرى أخرى كآل شعبان في شحيم. إلا أن حظوظ علاء الدين ترو، ابن برجا، عالية أيضاً. وبحسب مصادر مواكبة، «قد يلجأ جنبلاط لجمع البلدتين في لائحة واحدة لتجيير قوتهما الناخبة لرفع حاصل لائحته في الشوف – عاليه».
ماذا عن المقعد الآخر؟ يؤكد قيادي سابق في تيار المستقبل في إقليم الخروب لـ«الأخبار» أن المعركة ليست على المقعد السني الثاني فقط، بل على تقاسم إرث «المستقبل». إذ يرى كثيرون في ذلك مهمة سهلة بسبب تراجع شعبية التيار نفسه في السنوات الأخيرة، لأسباب عدة منها «إدارة أمينه العام أحمد الحريري الذي كثرت وعوده وقلّت أفعاله»، ما أجبر سعد الحريري على القيام بجولة انتخابية قبيل انتخابات 2018 على قرى الإقليم، خصّ خلالها برجا وجاراتها بمهرجان انتخابي أقيم في سبلين، وهتف فيه قائلاً: «أنا نائب عن برجا». غير أن التراجع يومها لم يؤثر كثيراً في القوة الناخبة، لا سيما بسبب تحالفه مع جنبلاط في لائحة واحدة. أما النائبة بهية الحريري، فلم يسجل لها تدخل مباشر في ساحة الإقليم. فضلاً عما يشاع عنها قولها «يكفيهم أولاد الإقليم وظائف ومناصب».
فور اعتكاف الحريري، شحذت قوى سنية عدة جهودها للفوز بالمقعد الثاني، من شخصيات مستقبلية إلى ناشطي المجتمع المدني. وفي هذا الإطار، علمت «الأخبار» بأن النائب الحالي عن «المستقبل» محمد الحجار اتصل بالرئيس فؤاد السنيورة، بعد المؤتمر الصحافي للأخير الذي دعا فيه السنة للمشاركة في الانتخابات، طالباً دعم ترشيحه. لكن الأخير «لم يحسم موقفه بعد». على خط مواز، «طلب الحجار دعم الحريري نفسه، محذراً إياه من فوز ابن برجا، اللواء المتقاعد علي الحاج، المدعوم من قوى 8 آذار. إلا أن الحريري لم يكترث». وفي حال لم يوفق الحجار بغطاء من السنيورة أو دار الفتوى، قد يتوجه لتشكيل لائحة مستقلة. وهنا، تردد بأنه «تواصل للغاية مع رئيس بلدية برجا السابق نشأت حمية، إلا أن الأخير رفض أيضاً».
ومن الطامحين لوراثة المقعد المستقبلي، علي الجوزو نجل مفتي جبل لبنان الشيخ محمد علي الجوزو. الابن ركب موجة انتفاضة 17 تشرين، وهو فاعل في إحدى منظمات المجتمع المدني. وتردد بأن الحجار اقترح على الجوزو تشكيل لائحة، مستفيداً من تأثير والده على المشايخ وأئمة المنابر. انطفاء نجم الحجار قابله صعود نجم ابن برجا المرشح المحامي سعد الدين الخطيب الذي أقام أمس حفل غداء في منزله حضره مقربون من المستقبل والقوات اللبنانية وناشطون في المجتمع المدني. علماً بأنه كان قد فاز بعضوية نقابة المحامين على لائحة ملحم خلف. مصادر «الأخبار» قالت إن الخطيب «يحظى بدعم القوات وجنبلاط وبعض أيتام المستقبل».
الضبابية تكتنف مصير الصوت المستقبلي بين احتمال المقاطعة أو «الانتخاب انتقامياً»، بحسب الشيخ إياد عبدالله عضو اللقاء الروحي، مشيراً إلى أنه «رغم الضياع والغضب، فإن قاعدة سعد الحريري لن تقاطع وستبحث لها عن صوت بديل، وقد تجيّر أصواتها لمرشحي المجتمع المدني انتقاماً من قوى السلطة، لا سيما التي خذلت الحريري». رسمياً، يؤكد منسق «المستقبل» في جبل لبنان الجنوبي وليد سرحال لـ«الأخبار» أن القيادة «لا تزال تتمسك برفض ترشيح أي كان باسم التيار للانتخابات بقرار من الحريري. أما عن مصير المشاركة في الانتخابات، اقتراعاً أو مقاطعة، فهو ليس محسوماً وينتظر قراراً من الحريري أيضاً».
على الضفة الأخرى، تنتظر الجماعة الإسلامية. تجد بأن هذا الزمن هو زمانها لنيل حصتها المؤجلة. فور اعتكاف الحريري، حظيت الجماعة بوعد من جنبلاط بالتحالف معها، إلا أنه تراجع سريعاً. ما دفعها للبحث عن تحالفات جديدة بين قوى السلطة والمعارضة على السواء. مسؤول الجماعة في جبل لبنان الشيخ أحمد فواز أكد لـ«الأخبار» أن الجماعة قررت ترشيح عمار الشمعة من برجا، عن أحد المقعدين السنيين في الشوف – عاليه. وبهدف الترويج للمرشح العشريني، لا تزال الجماعة «تقوم بمروحة اتصالات وتشاور مع أكثر القوى السياسية على الساحة في الشوف، من الاشتراكي والرئيس فؤاد السنيورة ومحمد الحجار إلى فصائل الحراك المدني»، لافتاً إلى أن «الخيارات مفتوحة لتنسيق الموقف السني بغياب الحريري». فواز أقر بأن عزوف المستقبل هو «عامل مسهّل لحصول الجماعة على المقعد»، لكنه يستحضر دورها في الإقليم عبر مؤسساتها. علماً بأن ماكينتها الانتخابية تحصي أكثر من ستة آلاف صوت ستقترع لمرشحها.
«شوف للتغيير»؟
تطلق مجموعات المعارضة غداً حملة «شوف للتغيير» في دائرة الشوف ــــ عاليه، من بلدة برجا في ساحل الشوف. بحسب الناشط في حراك «ثوار الإقليم» محمد عويدات، تجمع الحملة «غالبية المجموعات التي تنشط في إطار الثورة ضمن الحراك الانتخابي في دائرة الشوف ــــ عاليه، منها ثوار برجا وثوار الإقليم ولحقّي وحزبا لنا وسبعة والزعرورية تنتفض (…)». ويشكل إطلاق «شوف للتغيير» تدشين الماكينة الداخلية التي «ستغربل المرشحين المستقلين وفق معايير ومناظرات علنية». يتفاءل ابن شحيم بإحداث خرق في المقاعد التي صادرتها الزعامات المحلية. ورغم انتمائه إلى عائلة ناصرت الشمعونية وحظيت بمناصب عليا في الدولة بسبب علاقاتها مع قوى السلطة، يؤكد أن «الناس وعيت». ويقرّ بأنه عانى مع عائلته نفسها «من انضمامه الى الثوار ومشاركته في قطع الطريق على أوتوستراد الجنوب»، إلا أنه يجد أن انتفاضة 17 تشرين «كسرت الزعامات والقيود العائلية». يحوم المستقلون حول أحد المقعدَين السنيّين في الدائرة الذي شغر بعد عزوف تيار المستقبل عن المشاركة في الانتخابات. يسعون إلى اختيار مرشح يملأ الفراغ. وفي هذا السياق، ترتفع حظوظ رئيس بلدية برجا السابق نشأت حمية. لكن جمال ترو الناشط في «ثوار برجا» يرفض حصر الحراك بوراثة مقعد الحريري. «نحن نسعى لكي يقوم جمهور كل الأحزاب، ومن ضمنها المستقبل، بمراجعة نقدية ودعم لوائح المعارضة»، إذ إن أسباب المراجعة كثيرة في الإقليم الذي «دفع حياته ثمناً لفساد أهل السلطة وجشعهم من معمل سبلين إلى معمل الجية».
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
البناء
مفاوضات بريست لممرات إنسانيّة… وبوتين: الحرب مستمرّة حتى تحقيق الأهداف
هوكشتاين خطياً: ما بين الخطين هوف والـ 23… فاتحاً الباب لضمّ حقل قانا
فرنجيّة رئاسياً: كل شيء بأوانه… خطّي واضح وتحالفاتي ثابتة… لرئيس يتحدّث مع الجميع
الحرب الأوكرانيّة تنهي الأسبوع الأول على اتفاق تفاوضي عنوانه ممرات إنسانية في مناطق النزاع، لكن الحرب ستستمرّ، كما قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين حتى تتحقق الأهداف، ففي مقابل إصرار أميركي على تحويلها الى حرب لإسقاط الرئيس الروسي عبر حشد أوسع حلف دولي في مواجهة روسيا، وإخضاع كل عناوين السياسات والعلاقات الأميركية بدول العالم لأجندة واحدة عنوانها، تأمين أسواق الطاقة من تداعيات المواجهة المفتوحة التي تخوضها واشنطن ضد الرئيس الروسي، بعدما ضمنت استعداد الرئيس الأوكراني لوضع بلده كبش فداء لهذه الحرب، وضمنت عنصرية أوروبية انتحارية مستعدة لحرق الأسواق في حرب أسعار تدفع ثمنها أوروبا قبل سواها، لتحجيم روسيا خلف الأسوار، خشية أن تحرك واشنطن أصابعها داخل المجتمعات السياسية الأوروبية وتفتح باب التغيير في الحكومات والزعامات.
حكومات الخليج ولبنان ليست أحسن حالاً من حال أوروبا وأوكرانيا، حيث السعي لاسترضاء الأميركي لا يخضع لحسابات المصالح الوطنية بل الخشية الشخصية للحكام، وحتى في كيان الاحتلال حيث النقاش الدائر بقوة حول خطر التورط في الحرب على موسكو إعادة تموضع خشية اليد الأميركية في اللعبة السياسية الإسرائيلية الداخلية، وجاء التصويت في الجمعية العامة للأمم المتحدة لصالح مشروع القرار الأميركي ضد روسيا، ليكشف حجم الضغوط التي أعادت تموضع الامتناع عن التصويت الى التصويت مع، بمثل ما ضمنت التصويت اللبناني واعادة نظر خليجية و”إسرائيلية” بالامتناع والتصويت الى جانب الموقف الأميركي، بينما بقيت دول عربية على مواقفها كحال سورية التي صوتت الى جانب روسيا، والعراق والجزائر وسواهما التي امتنعت عن التصويت.
لبنانياً، بين مواقف حكومية تثير الإشكالات والالتباسات حول وجهة المصلحة الوطنية فيها، تمعن واشنطن في سياسات الإخضاع والاستتباع عبر ما تسرّب من انضباط لبناني في العقوبات الأميركية على روسيا، ويخشى أن يخضع ملف ترسيم الحدود البحرية للمعايير ذاتها في عدم التجرؤ على رفض الإملاءات الأميركية.
ما تتداوله مصادر متابعة لملف ترسيم الحدود البحرية كشفت عن تبلغ الرؤساء رسالة أميركية خطية من المبعوث الخاص بالترسيم آموس هوكشتاين، تقوم على رسم خط جديد متعرج ما بين خط هوف والخط 23، مفتوح على فرضية ضم حقل قانا الى الحصة اللبنانية. وهنا قالت المصادر إن موازين القوى والاعتبارات القانونية والسيادية تفرضان تمسكاً لبنانياً بالاثنتين، الخط 23 وحقل قانا، كحد أدنى للمصلحة الوطنية التي تحميها موازين قوى حقيقية.
في الشأن السياسي الداخلي، بعدما أعلن حزب الله مرشحيه وتقدم رئيس مجلس النواب بترشيحه، ينتظر أن تعلن حركة أمل ترشيحاتها اليوم، حاملة تغييرات ستطال بين 3 و5 نواب، منهم محمد نصرالله وياسين جابر وعلي بزي، واحتمال أن تطال علي عسيران وعلي خريس أيضاً.
الانتخابات النيابية والرئاسية كانت في إطلالة للنائب السابق والمرشح الرئاسي الطبيعي سليمان فرنجية، تخللتها مواقف واضحة من الملف الرئاسي قال فيها فرنجية إن الوقت لم يحن بعد للبدء بالتحدث جدياً عن الاستحقاق الرئاسي وأن الأمور بأوقاتها، وأن الظروف هي التي تقرر المعايير التي يتم تحديد مواصفات الرئيس وشخصه، لكن سليمان فرنجية صاحب خط سياسي واضح وتحالفات ثابتة، وانفتاح على الجميع واستعداد للتحاور مع الجميع، وحول مواصفات الرئيس المقبل قال فرنجية، المطلوب رئيس صاحب حيثية مسيحية مقبول من غير المسيحيين، وقادر على التحدث مع الجميع.
وفيما بدأت المرحلة الأولى من معركة الانتخابات النيابية المقررة في 15 أيار المقبل، وافتتحها ثنائيّ أمل وحزب الله بإعلان رئيس مجلس النواب نبيه بري ترشيحه والأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله مرشحي حزب الله، لا يزال المشهد الداخلي متأثراً بتداعيات الحرب الروسيّة – الأوكرانية على المستويين السياسي والاقتصادي.
ولاقى تصويت لبنان في الجمعية العامة للأمم المتحدة الى جانب الأوروبيين والولايات المتحدة الاميركية ضد روسيا أمس الأول، استغراب الأوساط السياسية وترك استياءً لدى مراجع سياسية وقوى حزبية عدة. فقد لفتت مصادر مطلعة لـ”البناء” الى أن “موقف لبنان من الحرب في أوكرانيا من بيان وزارة الخارجية الى التأكيد على البيان في الاجتماع الحكومي الأخير في بعبدا، ثم موقف لبنان في الامم المتحدة، هو إعلان رسمي بالانضمام الى المحور الغربي – الاميركي الاوروبي ضد المحور الروسي، من دون أي مقابل من الاميركيين ولا من الاوروبيين الذين يستمرون بحصار لبنان على كافة المستويات، فيما روسيا وقفت مع لبنان في مختلف المراحل والظروف، ولا زالت، فضلاً عن أن هذا الموقف يُشكل تفرداً بالقرار لدى ثلاثي رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة ووزير الخارجية وتهميش مؤسسة مجلس الوزراء الذي هو مصنع القرار السياسي وتحديداً في السياسة الخارجية والذي يمثل المكونات السياسية كافة”.
وتشير المصادر الى أن “هذا الموقف الاستنسابي والانتقائي لا يخدم المصلحة الوطنية، بل يخدم المصالح السياسية والمالية لدى البعض، وبالتالي سيرتب تداعيات خارجية على لبنان وعلى الموقف اللبناني الداخلي بسبب استبعاد وتهميش مكونات أساسية عن القرار بما يخالف الميثاقية والشراكة في اتخاذ القرار”، محذرة من أن رضوخ لبنان الى الضغوط الأميركية – الأوروبية في أكثر من ملف من ترسيم الحدود الى موقف لبنان من الحرب في أوكرانيا وقبلها في موضوع استقالة الوزير السابق جورج قرداحي استرضاء للسعودية، ما سيرتب تنازلات إضافية من دون أية مكاسب او أثمان تمكن لبنان من الخروج من أزماته والانهيار الذي يواجهه”. وتساءلت المصادر: هل اتخذ لبنان هذا الموقف في الحرب السعودية على اليمن؟ كاشفة عن ضغوط خارجية على لبنان لجرّه لاتخاذ موقف ضد روسيا والانخراط في الصراع القائم، ما يسقط مبدأ الحياد والنأي بالنفس الذي نادى به رئيس الحكومة والقوى التابعة للحلف الأميركي الأوروبي في لبنان”.
وفي سياق ذلك، عقد وزير الخارجية والمغتربين عبدالله بوحبيب أمس، اجتماعاً مشتركاً مع سفراء دول فنلندا تارجا فرنانديز، الدنمارك ميريت جول، السويد آن ديسمور والنروج مارتن إيترفيك، الذين شكروا للبنان موقفه تجاه الأزمة الأوكرانية – الروسية، كما تم البحث في إمكانية تقديمهم للمساعدة لإعادة اللبنانيين من أوكرانيا.
وتواصلت عملية إجلاء اللبنانيين من اوكرانيا، وتصل اليوم دفعة جديدة يبلغ عددهم 70 شخصاً تم إجلاؤهم من اوكرانيا على ان تليهم دفعات اخرى.
وكان السفير اللبناني في روسيا شوقي بو نصار أعلن عن بدء التواصل مع الجانب الروسي من أجل اللبنانيين العالقين في أوكرانيا.
بدوره التقى رئيس الجمهورية ميشال عون سفيرة فرنسا آن غريو وأجرى معها جولة افق تناولت مواضيع الساعة، ومنها، العلاقات اللبنانية – الفرنسية والتطورات العسكرية بين روسيا الاتحادية وأوكرانيا وموقف لبنان في الجلسة التي عقدتها الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك وما صدر عنها من قرارات.
ووضعت السفيرة غريو الرئيس عون في تفاصيل الاتفاق الذي تم بين وزيري الخارجية الفرنسي جان ايف لودريان والسعودي الأمير فيصل بن فرحان خلال لقائهما قبل أيام في باريس، على تمويل مشاريع إنسانية أولية عدة لمساعدة الشعب اللبناني تعنى خصوصاً بتوفير مساعدة مباشرة لعدد من المستشفيات ومراكز الرعاية الصحية الأولية في لبنان ورفع مستوى الرعاية الصحية الموجّهة لمكافحة جائحة “كورونا” وبعض المنشآت التعليمية الأساسية، فضلاً عن المساهمة في تمويل اعمال المنظمات العاملة على توزيع حليب الأطفال والغذاء للفئات الأكثر تضرراً. وتطرّق البحث أيضاً الى ملف ترسيم الحدود البحرية الجنوبية والتحضيرات الجارية لإجراء الانتخابات النيابية في شهر أيار المقبل وغيرها من المواضيع التي تهم البلدين.
على الصعيد الاقتصادي، ارتفع سعر المازوت 41000 ليرة وسعر الغاز 15000 ليرة. وأشار عضو نقابة أصحاب محطات المحروقات جورج البراكس إلى أنّ “انعكاس ارتفاع أسعار النفط في الأسواق العالمية نتيجة الأزمة الروسية الأوكرانية، وتخطّي سعر برميل النفط الـ 116 دولاراً أميركيًّا، أدّى إلى ارتفاع أسعار المحروقات في لبنان في ظل ثبات واستقرار في سعري صرف الدولار”.
وحضرت التداعيات الاقتصادية للحرب في أوكرانيا في لقاءات رئيس الحكومة في السراي الحكومي، حيث اجتمع ميقاتي مع وزير الاقتصاد والتجارة أمين سلام الذي طمأن ميقاتي بشأن ثلاث نقاط: “بالنسبة لمادة القمح لدينا مخزون يكفي لمدة شهر أو شهر ونصف الشهر، ونحن حريصون كل الحرص على توافرها ونتواصل مع عدة دول بما فيها الولايات المتحدة ودول أخرى أبدت الاستعداد لمساعدتنا في حال اضطررنا لاستيراد كميات كبيرة منها”.
وتابع “نحن مقبلون على شهر رمضان المبارك، حيث سيصار الى استهلاك أكبر للمواد الغذائية، وسمعنا عن تخوف من حصول نقص في بعض المواد الغذائية، من زيوت وسكر وغيرها، عقدت بالأمس (امس الاول) اجتماعاً موسعاً في الوزارة مع كافة الجهات المعنية من القطاع الخاص وتحديداً المستوردين، واصحاب السوبرماركت والمطاحن والأفران وتجار المواشي والدواجن والالبان والاجبان، وتوصلنا الى اتفاق بأنهم سيستمرون بتزويدنا بالكميات الموجودة لديهم، وسنستمر بالتعاون معهم لكي لا يحصل انقطاع في الأسواق”.
وتوجه الى المواطنين قائلاً “أتمنى الا تحصل حالات هلع، فلقد سجل إقبال كبير جداً على السوبرماركت لشراء كميات كبيرة من المواد الاستهلاكية للتخزين. ومن يشتري اكثر من حاجته يأخذ هذه المواد من امام غيره، فرجاء الا يحدث هلع، الأمور مضبوطة، والكميات التي نستهلكها في لبنان ليست بكبيرة مقارنة بدول الجوار، فالمساعدة موجودة والدعم الدولي موجود والعمل من خلال الحكومة ووزارة الاقتصاد قائم”.
وفيما يترقب المواطنون بخوف وقلق تداعيات الحرب في اوكرانيا على بلدهم، لا سيما على صعيد فقدان مادة القمح والزيت وارتفاع أسعار المحروقات والمواد الغذائية، فاجأهم ميقاتي بتعميم يحمل الرقم 4/2022، يتوجه خلاله عبر رئاسة مجلس الوزراء الى “الإدارات والمؤسسات العامة والبلديات والمجالس والهيئات والصناديق والمصالح، طلبت فيه من العاملين في القطاع العام الذين يرغبون بالاستفادة من المساعدة الاجتماعية الموقتة التزام الدوام الرسمي العادي، وعلى أن لا تشمل هذه المساعدة الذين يتبعون نظام المداورة”.
وأثار هذا التعميم سخط الموظفين في مختلف القطاعات، وأعلنت رابطة موظفي الإدارة العامة رفض المساعدة الاجتماعية من الحكومة وأعلنت استمرارها بالإضراب. فيما رأى رئيس “الاتحاد العمالي العام في لبنان” بشارة الأسمر، أنّ “التّعميم رقم 4/2022 يؤكد عدم اكتراث رئيس مجلس الوزراء بأوضاع هذه الإدارات والعاملين فيها وتعبهم، خصوصًا أنّ الأكثريّة السّاحقة منهم لم تتقاضَ حتّى اليوم ما يُسمّى بالمساعدة، الّتي هي “فتات المائدة”.
وحذر في بيان، أنّ “هذا التّعميم سيؤدّي إلى مزيد من عدم الحضور ومزيد من الاهتراء في الإدارة والمؤسّسات ذات الطّابع الاستثماري والخدمي”، وأعلن أنّ “بداية الأسبوع سيكون التحرّك شاملًا، ليشمل كلّ المعنيّين بتعميم رئيس مجلس الوزراء، وصولًا إلى الإضراب التام في كلّ المؤسسات. وفي النهاية، لا نريد مساعدة اجتماعيّة، نريد أجرنا مقابل عملنا وتعبنا، نريد حقّنا بعيش كريم ولائق في دولة القانون والمؤسّسات”.
على صعيد الانتخابات النيابية، وبعد إعلان الرئيس بري ترشيحه والسيد نصرالله مرشحي حزب الله في مختلف الدوائر، أعلن النائب قاسم هاشم ترشحه عن دائرة الجنوب الثالثة، وعضو هيئة الرئاسة في حركة أمل قبلان قبلان عن دائرة البقاع الغربي – راشيا، على أن تكتمل صورة مرشحي الحركة خلال ٧٢ ساعة وفي مدة اقصاها مطلع الاسبوع المقبل، بحسب مصادر “البناء».
وافادت معلومات “البناء” بأن التغيير سيشمل عدة نواب في حركة أمل وكتلة التنمية والتحرير، فبالإضافة الى النائب محمد نصرالله الذي تم ترشيح قبلان قبلان مكانه، سيُستبدل النائب ياسين جابر الذي أعلن عدم ترشحه أمس الاول بالمرشح ناصر جابر، والنائب علي بزي بمرشح آخر من آل بيضون، وآخرون سيتم الإعلان عنهم قريباً، فيما بقي مصير النائبين علي خريس وعلي عسيران قيد الدرس على ان يحسم أمرهما خلال أيام. وذلك في إطار قرار لدى قيادة الحركة بإحداث تغيير ملحوظ ومقبول وإدخال وجوه جديدة لضخ دم جديد في العمل النيابي والتشريعي. وتُعلن اليوم دفعة جديدة من مرشحي الحركة منهم عناية عز الدين.
وفيما أكد مصدر سياسي لـ”البناء” أن الانتخابات النيابية ستحصل في موعدها، كشف عن اتفاق داخلي تزامن مع إرادة خارجية لإجراء هذا الاستحقاق، ولفت الى أنه لن يجري أي تعديلات على قانون الانتخاب في ظل ضيق المهل والوقت المتبقي للانتخابات والظروف المالية والاقتصادية في لبنان.
وفي سياق ذلك، أعدّت وزارة الداخلية دراسة حول اعتماد آلية مراكز الاقتراع الكبرى (Mega Centers) في الانتخابات النيابية للعام 2022، وشملت هذه الدراسة النواحي القانونية، الإجرائية واللوجستية، والموارد البشرية المطلوبة. وخلُصت الوزارة إلى أنه “يتعذّر اعتماد مراكز الاقتراع الكبرى ضمن المهل المفروضة في قانون الانتخاب الحالي في ظل الحاجة لإجراء تعديلات قانونية، إضافة إلى العقبات اللوجستية والإجرائية، والحاجات على صعيد الموارد البشرية والمادية، مشيرة إلى أن الوقت المطلوب لإنجاز التحضيرات لا يقلّ عن خمسة أشهر تبدأ من تاريخ نشر القانون وإصدار المراسيم التطبيقية عند الحاجة، وأنّ الكلفة الإجمالية للمشروع تبلغ حوالي 5،872،500 دولار أميركي”.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
النهار
“الانتخابات الثالثة” إلى تأجيل ولا “ميغاسنتر” نيابية
خرج استحقاق الانتخابات البلدية والاختيارية الذي كان يفترض ان يجري في الربيع المقبل من سياق “السنة الانتخابية” الحالية ذات الثلاثة استحقاقات متعاقبة بلدية ونيابية ورئاسية نظرا الى عجز الدولة عن الإيفاء بمتطلبات هذه الاستحقاقات الثلاثة في ظروف الانهيار المالي والاقتصادي والإداري الذي كاد يجهز على قدراتها كافة . ويتوقع ان تتخذ الحكومة اليوم قرار ارجاء الانتخابات البلدية والاختيارية والتمديد سنة للمجالس البلدية والاختيارية القائمة في جلسة يعقدها مجلس الوزراء بعد الظهر في قصر بعبدا برئاسة رئيس الجمهورية العماد ميشال عون وعلى جدول اعمالها 26 بندا، ابرزها مشروع قانون معجل يرمي الى تمديد ولاية المجالس البلدية والاختيارية، وعرض وزير الداخلية والبلديات القاضي بسام مولوي لدراسة أعدتها الوزارة حول الية اعتماد مراكز الاقتراع الكبرى “ميغاسنتر” في الانتخابات النيابية العامة للسنة 2022، فضلا عن مشروعي قانون الأول لحفظ الطاقة والثاني لانتاج الطاقة المتجددة الموزعة إضافة الى بنود أخرى تتناول مواضيع مختلفة.
وإذ يسلط التمديد للمجلس البلدية والاختيارية الضوء على عجز الحكومة عن انجاز هذا الاستحقاق الثالث فان من شأن هذا الاجراء ان يضيء أيضا على أوجه العجز الكثيرة المحتملة والتي بدأت تطل برأسها من الان في إدارة عملية الانتخابات النيابية بكل مراحلها التنفيذية لناحية توفير الإجراءات اللوجستية الكافية لتأمين انتخابات لا تشوبها ثغرات وشوائب وانتهاكات تعرض صدقيتها للسقوط . ذلك ان الواقع المالي والخدماتي والإداري في البلاد ينذر بتفاقم خطير لجهة انعكاس الارتفاعات المطردة في أسعار المحروقات كما في واقع الكهرباء والخدمات الحيوية الأخرى على سلامة العملية الانتخابية وإتمام مراحلها بالحد الأدنى من المعايير التي تكفل شفافيتها . وقد تفاقمت المخاوف لهذه الجهة في ظل القفزات الطارئة على أسعار المحروقات متأثرة بالحرب الروسية على أوكرانيا بما ينذر بالمزيد لمدة طويلة مقبلة . وقد سُجّلت امس مثلا قفزة كبيرة في اسعار المحروقات ارتفع عبرها سعر صفيحة البنزين 95 و98 أوكتان 28000 ليرة، كما ارتفع سعر المازوت 41000 ليرة وسعر الغاز 15000 ليرة. وعزي ذلك الى ارتفاع أسعار النفط في الأسواق العالمية نتيجة الحرب الروسية الأوكرانية، وتخطّي سعر برميل النفط الـ 116 دولاراً أميركيًّا . واعلن رئيس تجمّع الشركات المستوردة للنفط مارون شماس “أننا في حالة استثنائية منذ بدء الحرب بين روسيا وأوكرانيا وما نراه اليوم أمر غير مسبوق”، معتبراً “أن أحداً لا يمكن أن يتوقّع إلى أي مستوى يمكن أن تصل أسعار المحروقات فهي قد تتراجع أو ترتفع”.
“الميغاسنتر”
وفي السياق الانتخابي أعدّت وزارة الداخلية دراسة حول اعتماد آلية مراكز الاقتراع الكبرى “ميغاسنتر”في الانتخابات النيابية للعام 2022، وشملت هذه الدراسة النواحي القانونية، الاجرائية واللوجستية ، والموارد البشرية المطلوبة. وخلُصت الوزارة إلى أنه يتعذّر اعتماد مراكز الاقتراع الكبرى ضمن المهل المفروضة في قانون الانتخاب الحالي في ظل الحاجة لاجراء تعديلات قانونية، إضافة إلى العقبات اللوجستية والاجرائية، والحاجات على صعيد الموارد البشرية والمادية، مشيرة إلى أن الوقت المطلوب لانجاز التحضيرات لا يقلّ عن خمسة أشهر تبدأ من تاريخ نشر القانون وإصدار المراسيم التطبيقية عند الحاجة، وأنّ الكلفة الاجمالية للمشروع تبلغ حوالي 5،872،500 دولار أميركي.
يشار في هذا السياق الى ان رئيس الجمهورية العماد ميشال عون كان طالب باعتماد “الميغاسنتر” في احدى جلسات مجلس الوزراء قبل فترة قصيرة عقب اثارة “التيار الوطني الحر” مجددا هذا المطلب رغم معرفة الجميع ان الوقت لم يعد يسمح بإعداد البلاد لهذا الاجراء . ولكن رئيس الحكومة طلب من وزير الداخلية اعداد دراسة حول هذا الامر ليتخذ القرار المناسب في ظلها.
لبنان واوروبا
اما على الصعيد الديبلوماسي فغداة تصويت لبنان في الجمعية العامة للامم المتحدة الى جانب الاوروبيين والولايات المتحدة، ضد روسيا وغزوها لاوكرانيا بدا واضحا ان هذا الموقف شكل حافزا إيجابيا لدى الدول الغربية حيال لبنان خصوصا في ظل ازماته الخانقة . وفي هذا الاطار عقد امس وزير الخارجية والمغتربين عبدالله بوحبيب اجتماعا مشتركا مع سفراء دول فنلندا والدانمارك والسويد والنروج الذين شكروا للبنان موقفه تجاه الازمة الاوكرانية- الروسية، كما تم البحث في إمكانية تقديمهم هذه الدول المساعدة لإعادة اللبنانيين من أوكرانيا الى لبنان.
وفي السياق، علم ان دفعة جديدة من اللبنانيين يبلغ عددهم 70 شخصا تم اجلاؤهم من اوكرانيا سيصلون الى مطار بيروت فجر اليوم الجمعة، على ان تليهم دفعات اخرى.
اما في بعبدا، فالتقى رئيس الجمهورية العماد ميشال عون سفيرة فرنسا آن غريو واجرى معها جولة افق تناولت مواضيع الساعة، ومنها، العلاقات اللبنانية -الفرنسية والتطورات العسكرية بين روسيا الاتحادية وأوكرانيا وموقف لبنان في الجلسة التي عقدتها الجمعية العامة للأمم المتحدة بعد ظهر امس في نيويورك وما صدر عنها من قرارات. ووضعت السفيرة غريو الرئيس عون في تفاصيل الاتفاق الذي تم بين وزيري الخارجية الفرنسي جان ايف لودريان والسعودي الأمير فيصل بن فرحان خلال لقائهما قبل أيام في باريس، على تمويل مشاريع إنسانية أولية عدة لمساعدة الشعب اللبناني تعنى خصوصا بتوفير مساعدة مباشرة لعدد من المستشفيات ومراكز الرعاية الصحية الأولية في لبنان ورفع مستوى الرعاية الصحية الموجهة لمكافحة جائحة كورونا وبعض المنشآت التعليمية الأساسية، فضلا عن المساهمة في تمويل اعمال المنظمات العاملة على توزيع حليب الأطفال والغذاء للفئات الأكثر تضررا. وتطرق البحث أيضا الى ملف ترسيم الحدود البحرية الجنوبية والتحضيرات الجارية لاجراء الانتخابات النيابية في شهر أيار المقبل وغيرها من المواضيع التي تهم البلدين.