الأخبار
القطيعة السعودية مستمرة مع العهد… والمصالحة تشمل خصوم حزب الله فقط
البخاري في بيروت: مفتاح انتخابي لا سفير
عملياً، عودة السفير السعودي وليد البخاري إلى بيروت ليست إنهاء للقطيعة الدبلوماسية مع لبنان، رغم البيان الذي دبّجته الخارجية السعودية لتغطية هذه العودة. إنهاء القطيعة يفترض، وفق الحدّ الأدنى من اللياقات الدبلوماسية، أن يكون قصر بعبدا والرئيس ميشال عون الوجهة الأولى للبخاري. فيما المؤشرات الأولى لحركة السفير العائد تشير إلى أن ممثل الرياض في لبنان بات «مفتاحاً انتخابياً» يدعو إلى «موائد الرحمن»، لا سفيراً دبلوماسياً، وإن كان الغموض لا يزال يحيط بالموقف السعودي الذي يحمل إشارات متناقضة حيال الاستحقاق واللوائح والمرشحين، وصولاً إلى المال الانتخابي.
مصادر على صلة وثيقة بالسعوديين أكدت أن «عودة السفير انتخابية بامتياز»، وأن «القطيعة مع العهد ورئيس الجمهورية مستمرة، فيما المصالحة هي مع خصومه وخصوم حزب الله». وقالت المصادر إنه «ليس من الضرورة أن تُعلن المملكة موقفاً من الانتخابات، لكن الشخصيات التي ستحدّد لها مواعيد في السفارة ستشكل مؤشراً للوجهة السعودية».
ويبدو الرئيس فؤاد السنيورة، حتى الآن، في مقدّم هذه الشخصيات. فقد سُجّل بعد عودة البخاري الاتصال الثاني خلال أيام بينه وبين رئيس الحكومة السابق، الذي تشير المصادر إلى أن حراكه الانتخابي «انطلق»، وأنه «بات أكثر أريحية وجرأة في ملاعبة تيار المستقبل، بعدما هالته بدايةً هجمة التخوين المستقبلية ضده باعتباره مُنقلباً على قرار الرئيس سعد الحريري»، فضلاً عن «التحرك المضاد» الذي يقوم به الأمين العام للتيار أحمد الحريري وأحمد هاشمية والماكينة الانتخابية الزرقاء، إن لجهة دعم مرشحين من تحت الطاولة أو الدعوة إلى مقاطعة الانتخابات.
ويحاول السنيورة حالياً الالتفاف على هجمة «المستقبل» من داخله. فبعدما نجح في تحقيق اختراق في العائلات البيروتية التي كانت ترفضه، بدأ باستقطاب مستقبليين سابقين انضموا إلى ماكينته الانتخابية، وإن كان هؤلاء لا يزالون يحاذرون الإعلان عن نشاطهم تحسباً لرد فعل الحريري. وفي هذا السياق، فإن كثراً ممن كانوا مفاتيح انتخابية للتيار، صاروا أكثر ميلاً لدعم لائحة «بيروت تواجه». و«الصيد الأسمن» الذي نجح السنيورة في استقطابه هو النائب السابق سليم دياب الذي بدأ يتحرك بفعالية في الأوساط البيروتية دعماً للائحة «بيروت تواجه»، علماً بأنه لا يزال يحظى بعلاقات متينة مع القواعد الشعبية ويمتلك شبكة علاقات واسعة في بيروت يمكن أن يجيّرها لمصلحة اللائحة. كما بدأ السنيورة التحرك على خط نافذين ورجال أعمال مقربين من الحريري، والتأكيد لهم أن خوضه المعركة في بيروت هو «مشروع مؤقت لئلا يستبيح حزب الله المدينة، في انتظار عودة الحريري». وفي هذا الإطار، علمت «الأخبار» أن مساعي السنيورة استهدفت أخيراً أحد المقاولين الكبار المعروفين بقربهم من الحريري، إلا أن الرجل لم يكُن متحمساً لرئيس الحكومة السابق وطروحاته.
كذلك يعمل السنيورة على فتح خطوط مع معظم المرشحين السنّة، حتى أولئك الذين لن «يهضموا» دوره ويتمسكون بـ«الوفاء» للرئيس الحريري، ولو بالمواقف. قنوات السنيورة المفتوحة من فوق الطاولة وتحتها، هدفها واضح، وفق ما يردّد مطّلعون، مشيرين إلى أنه يطمح إلى رعاية كتلة نيابية تضمّ النواب الذين خرجوا من رحم تيار المستقبل كـ(محمد القرعاوي ومحمد سليمان ووليد البعريني وهادي حبيش) تحفظ نفوذه في حال أفول نجم الحريري تماماً، وتشكّل مع القوات اللبنانية والشخصيات السنّية الأخرى كالنائب فؤاد مخزومي ونبيل بدر في حال فوزه، «بيضة قبان» المجلس الجديد، وتكون مهمتها رفض التسويات التي يمكن أن تعقدها القوى السياسية، بالتماهي مع الموقف السعودي إذا ما قرّر رعاية السنيورة، على أن تكون الخطوة الأولى عدم انتخاب نبيه بري لرئاسة مجلس النواب والامتناع عن إعطاء الثقة للحكومة المقبلة.
البناء
ماكرون يتأهّل ولوبان لجولة حسم بعد أسبوعين تبدو مرجّحة لفوزه بولاية رئاسيّة ثانية
البرلمان الباكستانيّ يعزل عمران خان… وجنين تعلن النفير العام بوجه الاحتلال
نصرالله يجمع فرنجيّة وباسيل: صفحة جديدة بين الحلفاء بعيداً عن المصالح الانتخابيّة
أسفرت الجولة الانتخابية الرئاسية الفرنسية الأولى عن نتائج مشابهة لانتخابات 2017 عندما تأهل كل من الرئيس ايمانويل ماكرون ومرشحة اليمين المتطرف ماري لوبان، لخوض السباق في 24 نيسان الحالي نحو الإليزيه، وفاز ماكرون بـ 28.5% من أصوات المقترعين مع نسبة منخفضة قياساً بكل ما سبقها لم تصل الى ثلثي المقترعين، بينما فازت لوبان بـ 23.3%، وهي نسب قريبة لفوزهما في الانتخابات السابقة في الدورة الأولى، بينما كان تقدّم مرشح اليسار جان لوك ميلانشون الى نيل 21% وتراجع مرشح أقصى اليمين ايريك زمور الى 7%، واندثار الحزبين التقليديين الجمهوري الديغولي والاشتراكي، حيث نال الديغوليّون 4.7% والاشتراكي 1.8%، وبعد إعلان النتائج الأولية دعا كل من ميلانشون والاشتراكي والشيوعي والديغولي لعدم التصويت لصالح لوبان بصفتها مصدر الخطر على الجمهورية، وفقاً لتصريحاتهم، وذهب بعضهم للدعوة الصريحة للتصويت لصالح ماكرون، بينما دعا زمور للتصويت لصالح لوبان، ما دفع المصادر المتابعة الى توقع تكرار فوز ماكرون في الدورة الثانية بنسبة تفوق الـ 60% رغم سيناريوات كانت تقول قبل الدورة الأولى بأن لوبان إذا تخطت الدورة الأولى فستنافس ماكرون في الدورة الثانية على عتبة 49% مقابل 51%، فيما بدا موقف ميلانشون تأسيساً للانتخابات المقبلة حيث لن يكون ماكرون مرشحاً، ليخوض الانتخابات بوجه لوبان.
دولياً، أيضاً تصدّر الحدث الباكستاني مع قرار المحكمة العليا بإبطال قرار حل البرلمان وتحديد موعد لطرح الثقة برئيس الحكومة عمران خان، في جلسة عاصفة شهدت استقالة رئيس المجلس النيابي ونائبه، وانتهت بحجب الثقة عن خان والبدء بمشاورات تسمية رئيس حكومة جديد، والأزمة الحكوميّة في باكستان تجري على خلفية ما وصفه خان بالضغوط والتهديدات الأميركية التي استهدفته بسبب موقفه الرافض للسير بركب الموقف الأميركي من روسيا، مطلقاً معادلة «لسنا عبيداً عندكم»، فيما دخلت باكستان مرحلة التقارب مع الصين وروسيا وإيران باتفاقيات اقتصادية نوعية ساهمت في تخفيف وطأة أزمتها الاقتصادية المتفاقمة، وستكون باكستان أمام أزمة التعامل مع أنابيب الغاز الإيرانية والروسية باتجاه الصين التي توفر لها عائدات كبيرة كما المنطقة التجارية الحرة التي موّلتها الصين في مرفأ كوادرو، فيما تعتمد باكستان في مشتقاتها النفطية والكهرباء على الإمدادات الإيرانية. وقالت مصادر باكستانية إن إسلام أباد قد تكون على موعد مع السيناريو العراقي بعد إقالة رئيس الحكومة السابق عادل عبد المهدي لأسباب مشابهة، متوقعة ظهور بوادر ثورة ملوّنة في ظل أزمة اقتصادية متفاقمة.
في المنطقة العيون شاخصة نحو فلسطين، حيث أثبت مخيم جنين قدرته على صد الهجمات الإسرائيلية التي باءت بالفشل وعجزت عن كسر إرادة المقاومة فيه، بينما أعلنت كل من حركة حماس وحركة الجهاد الإسلامي في غزة عن الجهوزية للتدخل على غرار معركة سيف القدس إذا تمادى جيش الاحتلال بالتورط في حملة لإخضاع جنين وتجريده من السلاح تستعيد أجواء حملة السور الواقي عام 2002، واستمرّت لأسابيع انتهت بتدمير المخيم. ولليوم الثالث استمرت المناوشات بين مجموعات المقاومة في جنين وجوارها وجيش الاحتلال. وأعلنت فصائل المقاومة التي تضم في جنين الى كتائب القسام وسرايا القدس كتائب الأقصى التي تضم مقاتلي حركة فتح والتي لعبت دوراً بارزاً في مواجهات 2002، النفير العام ونشر وحداتها للدفاع عن المخيم والتصدّي لأي محاولة لاقتحامه. وقالت مصادر فلسطينيّة مع سقوط المزيد من الشهداء على حواجز الاحتلال، واستعداد المزيد من المقاومين لمواصلة خط العمليات التي شهدها الشهر الماضي، أن خط التصعيد يبدو حتمياً وأن المشهد الفلسطيني ذاهب نحو الانفجار الحتميّ.
لبنانياً، طغى الإفطار الذي أقامه الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله وجمع كلاً من رئيس تيار المردة الوزير السابق سليمان فرنجية ورئيس التيار الوطني الحر الوزير السابق جبران باسيل، على سواه من الأحداث بما فيها الأنشطة التي نظمت إعلامياً بصورة مبرمجة للاحتفال بعودة السفير السعودي. وجاءت تعليقات فرنجية وباسيل على لقائهما تعد بفتح صفحة جديدة قائمة على المصارحة والسعي للتعاون بعيداً عن المصالح الانتخابية، بينما قالت مصادر قيادية في قوى الثامن من آذار، إن مبادرة السيد نصرالله أزالت لغماً كبيراً من طريق توحيد صف القوى الحليفة للمقاومة، متوقعة المزيد من المبادرات المشابهة لتنقية العلاقات بين الحلفاء من الشوائب، خصوصاً أن احتمالات فوز حلفاء المقاومة معها بالأغلبية النيابية، وسيكون معيباً بحق هؤلاء الحلفاء أن يعجزوا عن التصرف مرة أخرى كأغلبية، بعدما قالت السنوات الثلاث الماضية ما يكفي عن حجم الفشل الذي يحمله التفكك والتشتت، وحجم الضرر الذي سيقع على كاهل المواطنين نتيجة غياب خطة عمل حكوميّة تحملها الأغلبية لأي حكومة مقبلة بعد الانتخابات.
غداة عودة سفراء الدول الخليجية الى بيروت في ظل أجواء دبلوماسية تشير الى صيغة لبنانية – خليجية حيال كيفية إعادة العلاقات الى طبيعتها، يقيم السفير السعودي وليد البخاري مأدبة إفطار اليوم على شرف رئيس الحكومة نجيب ميقاتي ورؤساء الحكومات السابقين. وكان ميقاتي تلقى اتصالاً من البخاري، العائد الى بيروت، هنأه فيه بحلول شهر رمضان وثمّن السفير السعودي «جهود رئيس الحكومة في سبيل حماية لبنان في هذا الظرف الصعب واعادة العلاقات اللبنانية -السعودية الى طبيعتها». وكان الاتصال مناسبة «لتأكيد عمق علاقات لبنان العربية وتقدير الرئيس ميقاتي للخطوة الخليجية والسعودية بشكل خاص بعودة السفراء الى لبنان كمقدمة لاستعادة هذه العلاقات عافيتها كاملة». كما تم «الاتفاق على استكمال العمل الأخوي الإيجابي لأجل لبنان وعروبته».
واستقبل ميقاتي سفير الكويت عبد العال القناعي في دارته. وجرى عرض العلاقات اللبنانية – الكويتية والعلاقات اللبنانية – الخليجية. وتلقى الرئيس ميقاتي اتصالاً من وزير خارجية الكويت الشيخ أحمد ناصر المحمد الصباح جرى خلاله عرض للأوضاع اللبنانية والعلاقات بين لبنان ودول الخليج العربي، في ضوء التطورات الإيجابية التي سجلت أخيرًا.
وقال وزير خارجية الكويت خلال اتّصال، إن «دول الخليج تتطلع إلى استقرار لبنان الشقيق وأمنه واستعادة عافيته»، مؤكداً أن «الكويت لن تدخر أي جهد لدعم لبنان ومساعدته على النهوض من جديد». وتابع: «إن عزم رئيس الحكومة اللبنانية نجيب ميقاتي على استعادة العلاقات اللبنانية – الخليجية عافيتها ومثابرته على تبديد ما اعتراها من شوائب هو أمر مقدّر ويعبّر عن ايمان وطيد بعمق لبنان العربي».
ومساء أمس، لبى مفتي الجمهورية عبد اللطيف دريان دعوة البخاري إلى مأدبة الإفطار الأولى بعد عودته الى لبنان. وقال دريان بعد لقاء البخاري: «نتمنى بقاء العلاقات اللبنانية العربية في أعلى مستوى وكلنا نحافظ على العلاقة الطيبة مع الدول العربية والسعودية بشكل خاص وبفضل جهود البخاري أعتقد أننا لن نمر بأزمة ثانية».
وفي وقت سابق بحث البخاري في مقر إقامته في اليرزة مع وكيل الأمين العام المنسِّقة الخاصة للأمم المتحدة في لبنان يوانَّا فرونتسكا في مجمل التطورات السياسية وسبل التنسيق والتعاون المشترك.
واعتبرت اوساط سياسية لـ«البناء» ان عودة البخاري من شأنها ان تعيد خلط الاوراق الانتخابية لا سيما في دائرة بيروت الثانية، مرجحة ان يدفع البخاري الى دعم لائحة الرئيس السنيورة في وجه لائحة الثنائي الشيعي والتيار الوطني الحر، ومردّ ذلك عدم إخلاء الساحة البيروتيّة للحزب. واعتبرت المصادر أن السفارة السعودية سوف تبدأ بتقديم ما يُعرف بالمساعدات الانسانية الى اللبنانيين.
وفي خطوة يعتبرها الحزب بالغة الأهمية عشية الانتخابات النيابية على صعيد تهدئة الأجواء بين الحلفاء جمع الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله رئيس تيار المردة سليمان فرنجية ورئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل على مائدة إفطار. وأكد فرنجية، أن اللقاء مع باسيل «جاء في سياقه الطبيعي وبمعزل عن أي تحالف انتخابي كما بات واضحاً وأردناه علنياً، لأننا نعتمد معكم الشفافية والوضوح. وكان هناك حديث عن فتح صفحة جديدة وإمكانية استتباع اللقاء بجلسات تنسيقية». وأكد أنه «لا بديل للحوار ولتوحيد الجهود في مرحلة دقيقة وحساسة دولياً وإقليمياً وداخلياً». ويزور فرنجية في 15 الحالي روسيا، حيث يلتقي نائب وزير الخارجية ميخائيل بوغدانوف وعدداً من المسؤولين الروس ويتناول معهم ملفات المنطقة والأزمات اللبنانية عشية الاستحقاق الانتخابي، مع الاشارة الى ان فرنجية زار في الأسابيع الماضية فرنسا والتقى الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون.
وبحسب مصادر مطلعة لـ«البناء» فإن لقاء حارة حريك هو لقاء كسر الجديد بين باسيل وفرنجية من دون أن يعني صفاء النيات، مشيرة الى ان الاجتماع تطرّق الى ملفات إقليمية ودولية ومحلية ولم يتطرّق الى ملف الانتخابات الرئاسية، معتبرة أن الحزب يهدف الى اعادة وصل ما انقطع بين حلفائه خاصة أن مرحلة ما بعد الانتخابات تفرض عليه ذلك لا سيما في ما خصّ الحكومة والرئاسة والاتفاق على الملفات العالقة بعيداً عن المناكفات.
واعتبر البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي في قداس أحد الشعانين أن «الانتخابات النيابيّة مسؤولية وطنية في ظروف تحتاج إلى تجديد الحياة السياسية والجماعة السياسية وتغيير الأداء والخيارات. فلتكن هذه الانتخابات وسيلة ديمقراطية لمحاسبة المخطئين والفاشلين والفاسدين، وانتخاب أصحاب المواقف الثابتة والطروحات الإنقاذية والخيارات الوطنية التي شكلت علة وجود لبنان ونجاحه في ما مضى، وفي طليعتها معالجة الوضع المعيشي والاجتماعي والتربوي، والعودة إلى الحياد، وتحقيق اللامركزية الموسّعة، والمطالبة بمؤتمر دولي إصلاحي، وتعزيز الانتماء العربي والانفتاح العالمي.
نريد أن يخرج من انتظر من الحكومة ومجلس النواب الإسراع في إقرار القوانين التطبيقية لهذا الاتفاق ولإجراء الإصلاحات المتفق عليها كأساس وشرط للحصول على المال اللازم. وفيما نتطلع إلى إصلاحات تضمن مصلحة اللبنانيين لا سيما المودعين، وتحمي خصوصيات النظام الاقتصادي اللبناني الحر، صناديق الاقتراع لا أسماء النواب فقط، بل هوية لبنان».
الى ذلك يحضر مشروع قانون الرامي الى وضع ضوابط استثنائية وموقتة على التحاويل المصرفية والسحوبات النقدية (الكابيتال كونترول) على طاولة اللجان النيابية المشتركة الأربعاء، قبل إحالته على الهيئة العامة للتصويت عليه.
اللواء
عودة العرب تعزّز الإنفراج.. وتعثّر في ترميم التحالفات الإنتخابية
الكابيتال كونترول في الطريق إلى الإقرار.. وفرنجية إلى موسكو خلال أيام
تحفل الأيام القليلة في بحر الأسبوع الطالع، الفاصلة عن عطلة عيد الفصح المجيد لدى الطوائف المسيحية التي تتبع التقويم الغربي، بتكثيف الحراك الانتخابي، مع بلورة اللوائح وتعزيز التحالفات، نظراً لما يتوقع أن تسفر عنه الانتخابات المقبلة بعد شهر وأيام خمسة فقط، لجهة تحديد وضعية لبنان بين سائر وضعيات تتغير في الشرق الأوسط، بصرف النظر عن حجم التغيرات المرتقبة، والأجندات المرتبطة بتلك النتائج، التي من الممكن بعد الاتفاق المبدئي مع صندوق النقد الدولي أن تنقل البلد من ضفة الانهيار إلى ضفة التعافي والاستقرار، ضمن خطة انتقالية، بدءاً من حزيران المقبل.
وعلمت «اللواء» ان ثمة تعثراً في ترميم التحالفات سواء في جبهة 8 آذار، عبر وساطة الامين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله بين حليفيه المسيحيين، سليمان فرنجية وجبران باسيل، من دون التوصل إلى تفاهم على المجريات الراهنة والمقبلة (راجع ص3).
وفي ما خص التحالف الانتخابي بين «القوات اللبنانية» والحزب التقدمي الاشتراكي في البقاع الغربي، فقد كشف النائب وائل ابو فاعور انه لم يتم التوصل إلى تفاهم، وتقرر فصل هذا الملف عن سائر ملفات التحالف في جبل لبنان.
ويتوجه النائب فرنجية إلى موسكو في الايام القليلة المقبلة، بناء لدعوة تلقاها من القيادة الروسية، في اطار الاتصالات الدولية الجارية، وانطلاقاً من أن روسيا هي لاعب اساسي في المنطقة، انطلاقاً من وجودها الفاعل في سوريا، وتأثيرها في الانتخابات الرئاسية المقبلة.
وفي ما خص متابعة التفاهمات التي جرت مع صندوق النقد الدولي، وضع مشروع قانون الكابيتال كونترول على طاولة اللجان النيابية المشتركة في جلستها بعد غد الاربعاء قبل احالته على الهيئة العامة للتصويت عليه، وإقراره.
وكانت عطلة نهاية الاسبوع حافلة بالتطورات التي شغلت الساحة لا سيما عودة السفيرين السعودي والكويتي الى لبنان، واعلان قوى اساسية كالتيار الوطني الحر وتحالف الحزب الاشتراكي والقوات اللبنانية عن لوائحهم الانتخابية في مهرجانات تخللتها خطابات عالية السقف السياسي. إضافة الى اللقاء المفاجيء بين رئيسي التيار الوطني الحر جبران باسيل وتيار المردة سليمان فرنجية الى مائدة افطار الامين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله، والذي كرّس حسب معلومات «اللواء» المصالحة بين الطرفين والتوافق على التعاون والتنسيق لمواجهة المرحلة المقبلة.
وعلى الصعيد الرسمي، يعقد مجلس الوزراء جلسة عادية الخميس المقبل، لكن لم يتحدد بعد ما اذا كانت ستعقد في القصر الجمهوري او السراي الكبير، وفي أي ساعة.
حراك سعودي كويتي
فقد تلقى الرئيس نجيب ميقاتي إتصالا امس، من وزير خارجية الكويت الشيخ أحمد ناصر المحمد الصباح، جرى في خلاله عرض الاوضاع اللبنانية والعلاقات بين لبنان ودول الخليج العربي، في ضوء التطورات الايجابية التي سجلت أخيرا.
وفي خلال الاتصال قال وزير خارجية الكويت: إن دول الخليج تتطلع إلى استقرار لبنان الشقيق الحبيب وأمنه واستعادة عافيته» . وشدد على «ان الروابط التي تجمع الكويت ولبنان بشكل خاص هي روابط متينة جدا تزداد رسوخا مع الايام». وأكد « ان الكويت لن تدخر اي جهد لدعم لبنان ومساعدته على النهوض من جديد» . وقال: إن عزم رئيس الحكومة اللبنانية نجيب ميقاتي على استعادة العلاقات اللبنانية- الخليجية عافيتها ومثابرته على تبديد ما اعتراها من شوائب هو أمر مقدّر ويعبّر عن ايمان وطيد بعمق لبنان العربي.
وشكر ميقاتي الكويت،أميرا وحكومة على وقوفها الدائم الى جانب لبنان، ومساعيها وجهودها لعودة العلاقات اللبنانية – الخليجية الى صفائها وحيويتها» . وقال: إن هذه الجهود يقدرها جميع اللبنانيين، وهي ستبقى على الدوام محطة مضيئة في تاريخ علاقات لبنان والكويت. وزار السفير الكويتي عبد العال القناعي عصر امس، الرئيس ميقاتي في دارته، وجرى عرض العلاقات اللبنانية – الكويتية والعلاقات اللبنانية- الخليجية.
وكان السفير الكويتي قد أعلن في أول موقف له بعد وصوله الى بيروت، وعلى هامش زيارته مركز سرطان الأطفال، أنّ «جلّ ما تريده الكويت من لبنان ان يكون لبنانياً في عروبته وسياسته»، مشيراً الى «وضع تصور بين القيادات في الخليج ولبنان حول كيفية اعادة العلاقات الى طبيعتها»، مشدداً على أنّ «الانتخابات شأن لبناني، والكويت تثق بما سمعته من وعود» .
وكان ميقاتي قد تلقّى اتصالاً من سفير المملكة العربية السعودية وليد البخاري، العائد الى بيروت، هنأه فيه بحلول شهر رمضان المبارك، ووجه اليه الدعوة الى حفل افطار يقيمه في دار السفارة.
وحسب المعلومات الرسمية، فقد «ثمّن السفير جهود رئيس الحكومة في سبيل حماية لبنان في هذا الظرف الصعب واعادة العلاقات اللبنانية – السعودية الى طبيعتها. وكان الاتصال مناسبة لتأكيد عمق علاقات لبنان العربية وتقدير الرئيس ميقاتي للخطوة الخليجية والسعودية بشكل خاص بعودة السفراء الى لبنان كمقدمة لاستعادة هذه العلاقات عافيتها كاملة . كما تم الاتفاق على استكمال العمل الاخوي الايجابي لاجل لبنان وعروبته».
إفطارات السفير بخاري
وبدأت الافطارات الرمضانية التي يقيمها سفير المملكة العربية السعودية في لبنان وليد بخاري، باستضافة مفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان على مأدبة إفطار في دارته في اليرزة، على ان تليها افطارات اخرى باستضافة الرئيس نجيب ميقاتي ورؤساء الجمهورية والحكومات السابقين وسفراء عرب وأجانب في اطار تأكيد طي صفحة المرحلة العابرة التي كانت اشبه بغيمة ضيف عابرة.
وفي اول نشاط له بعد عودته اقام بخاري مأدبة افطار حضرها إلى جانب المفتي مفتو المناطق وعدد من رجال الدين. واعرب دريان عن امله في بقاء العلاقات اللبنانية العربية في اعلى المستويات، مؤكداً انه بفضل السفير بخاري «لن نمر بأزمة ثانية»، مشدداً على العلاقات الطيبة مع الدول العربية والسعودية بشكل خاص.
والتقى السفير بخاري في اليرزة وكيل الامين العام المنسقة الخاصة للأمم المتحدة يوانا فرونتسكا، واعلنت السفارة السعودية عبر «تويتر» انه جرى خلال اللقاء البحث في مجمل التطورات السياسية وسبل التنسيق والتعاون المشترك.
وحسب معلومات «اللواء» فان السفير البخاري سيقيم افطارات عدة بدءا من اليوم الاثنين، وقد وجهت الدعوة لافطار اليوم اضافة إلى ميقاتي، إلى الرئيس تمام سلام وشخصيات اخرى ورؤساء الجمهوريات والحكومة ومجلس النواب السابقين.
نصر الله والحليفان
وبعدما جمع الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله كلاً من رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل ورئيس تيار المردة النائب السابق سليمان فرنجية إلى مأدبة افطار غروب الجمعة الماضي، يتحدث اليوم نصر الله في مقابلة تلفزيونية حول الشأنين الانتخابي والعام.
وعلمت «اللواء» من مصادر قيادية اطلعت على تفاصيل لقاء المصالحة ان نصر الله تحدث عن ظروف البلد ووضع حلفاء الحزب المسيحيين غير المريح، وعن المطلوب للمرحلة المقبلة، وعرض استحقاقات مهمة وخطيرة مصيرية مقبلة، اولها خوض الانتخابات النيابية بتفاهم كامل وتنافس هاديء في الساحة المسيحية خلال الانتخابات، لمواجهة الاستحقاقات التي تليها بموقف واحد، من انتخاب رئيس للمجلس النيابي ومن ثم تشكيل حكومة جديدة وصولا الى انتخابات رئاسة الجمهورية، وهوما يتطلب مواجهة هذه الاستحقاقات بوحدة الصف لا سيما المسيحي الحليف للحزب.وقد وافق فرنجية وباسيل نصر الله في مقاربته، وطرح كلٌّ منهما ما لديه.
وانتهى النقاش بتوافق بين الحليفين على وقف الحملات والتصعيد وفتح قنوات التواصل المباشر بينهما، سواء هاتفيا او بلقاءات دورية، والتنسيق بين قيادتي الطرفين، وخرج باسيل وفرنجية من اللقاء بإمتنان لنصر الله على ترتيب المصالحة التي كانت مطلوبة قبل الانتخابات. على ان تأخذ المصالحة مفاعيلها الاولية بخوض الانتخابات بهدوء وتنسيق وتعاون في الدوائر حيث يمكن، ثم بعد الانتخابات يتم التعامل مع كل استحقاق في وقته «وعلى القطعة» وفي قضايا اخرى حسب الموضوع والظروف.
وقال فرنجية خلال لقاء مع مجموعة من «أساتذة المردة» في القطاع التعليمي الخاص في بنشعي، أن اللقاء مع باسيل «جاء في سياقه الطبيعي وبمعزل عن اي تحالف انتخابي كما بات واضحا وأردناه علنيا، لأننا نعتمد معكم الشفافية والوضوح. وكان هناك حديث عن فتح صفحة جديدة وامكانية استتباع اللقاء بجلسات تنسيقية.
وردا على سؤال اكد ان السيد حسن نصرالله، الذي هو ضمانة لأي لقاء، وكنا لنلبي أيضا لو وجهت الينا الدعوة من البطريرك أو من رئيس الجمهورية. وختم بالتأكيد أنه «لا بديل للحوار ولتوحيد الجهود في مرحلة دقيقة وحساسة دوليا واقليميا وداخليا».
وكشف باسيل، أنّ «البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي، لم يحاول ان يجمعني مع رئيس تيار «المرده»، سليمان فرنجية». ولفت، إلى أنّه «حصل زعل من جانب فرنجية منذ الانتخابات الرئاسية، فيما كنت دائمًا اقول ان لا مشكلة لدي مع فرنجية، وحين سئلت من أمين عام «حزب الله» السيد حسن نصرالله، ان كان لدي مشكلة في لقاء، كان جوابي ان لا مشكلة لدي وكنت مستعدا لاجري هذا اللقاء في أي مكان».وأوضح باسيل، أنّ «بالنسبة لي اللقاء مع فرنجية كان طبيعيا أن يحصل، وقد حصل بشكل طبيعي، وليس لدي عقدة في ان التقي مع احد وبالسياسة لا آخذ شيئا بالشخصي»، مشيرًا إلى أنّه «لا عنوان ولا اجندة للقاء مع فرنجية، وانا كنت منفتحا لأي صيغة بما خصّ اللقاء سواء في الجانب الاعلامي او غيره»، لافتًا ان لا سبب للحدّية ولا النفور، وعلى المستوى الشخصي اكنّ المحبّة لفرنجية».
وأوضح انه «لم يتمّ البحث معنا لا من جانب حزب الله ولا المردة، في مسألة اعادة انتخاب رئيس مجلس النواب نبيه بري، وفي المرّة السابقة لم اصوت له والآن لا أجد موجبا»، مؤكدًا أنه لم يتم البحث بشأن موضوع الرئاسة.
أحد الشعانين
الى ذلك احتفل لبنان امس بأحد الشعانين لدى الطوائف المسيحية الغربية، والسابق لعيد الفصح المبارك الاحد المقبل، وأقيمت القداديس والزياحات في مختلف كنائس لبنان.
وترأس البطريرك الماروني الكاردينال بشارة بطرس الراعي قداس أحد الشعانين على مذبح كنيسة الباحة الخارجية للصرح البطريركي في بكركي، والقى عظة مما قال فيها: ظهرت في هذا الأسبوع تباشير ثلاثة هي: إعلان زيارة البابا فرنسيس لبنان في حزيران المقبل؛ الاتفاق المبدئي مع خبراء صندوق النقد الدولي؛ عودة سفراء الدول الخليجية إلى لبنان. وإذ تأتي هذه الخطوات الإيجابية بينما تحصل تطورات مهمة على الصعيدين الإقليمي والدولي، نأمل أن تستفيد منها الدولة اللبنانية وتوظفها في الإطار الوطني دون سواه.
أضاف: إن زيارة البابا فرنسيس، تأتي في سياق سعي الكرسي الرسولي إلى مساعدة لبنان للخروج من أزمته العميقة، وإبقائه بين منظومة الأمم الديموقراطية. وتشكل زيارة البابا فرنسيس بركة للشعب وأملا للوطن ومنبها للمسؤولين. فالبابا حريصٌ على أن يتمتع لبنان بحوكمة رشيدة وبجماعة سياسية تضع الصالح العام فوق كل اعتبار. وهو مدرك للتقصير الحاصل في التصدي بجرأة وجدية لقضايا الشعب، وبالتردد في تجاوب الدولة مع المساعي الدولية.
وعن عودة سفراء دول الخليج، وفي مقدمها المملكة العربية السعودية ودولة الكويت، قال: إنها تعود لتشد عرى الصداقة والتعاون بين هذه الدول ولبنان. فلبنان صديق مخلص لها، وعشرات الألوف من اللبنانيين يعملون فيها، ويسهمون في نموها وازدهارها بخبرتهم وإنجازاتهم، والسلطات المحلية من جهتها تقدر نشاطهم وإخلاصهم. وإن هذه العودة تشعر لبنان بأنه عضو فاعل في الأسرة العربية وجامعتها.
واضاف: نزيد على هذه التباشير، السير الجدي في إعداد الإنتخابات النيابية في 15 أيار المقبل، فإنها وسيلة لإحداث الفرق بين الحاضر والمستقبل، بتكوين مجلس نيابي يحقق حلم التغيير وإرادة الشعب. ولا يحصل ذلك من دون كثافة الاقتراع. واجب اللبنانيين أن يمارسوا حقهم، بل دورهم في نهضة الوطن.
كثافة لبنانية بالانتخابات الفرنسية
انتخابياً، توجه اللبنانيون المقيمون في لبنان من حاملي الجنسية الفرنسية بكثافة الى صناديق الاقتراع التي بلغت 12 مركزاً في كل لبنان.
وتعقيباً، أشار القنصل العام لفرنسا جوليان بوشار إلى أن «الدورة الأولى من الانتخابات الفرنسية تحصل في لبنان للمواطنين الفرنسيين المسجلين هنا، وأن تنظيم هذه الانتخابات للفرنسيين المقيمين في لبنان هو انتصار للديموقراطية»، لافتا إلى أن «هناك زهاء 18742 ناخبا مسجلين، ينتخبون من الثامنة صباحا حتى السابعة مساء».
ولفت إلى أن «نسبة حاملي الجنسيتين اللبنانية والفرنسية مرتفعة جدا في لبنان حوالى 80 في المئة من الفرنسيين المسجلين في لبنان، ويبقى المبدأ الأساسي للانتخابات هو تأمين سرية الاقتراع، وعمل السفارة والقنصلية هو تنظيم الانتخابات لتسير بطريقة هادئة وشفافة وآمنة، مع احترام الأنظمة والقوانين الفرنسية كما تطبق في فرنسا».
أبو فاعور: الانتخابات تحسم صورة لبنان
ووصف النائب وائل ابو فاعور التيار الوطني الحر انه من أسوأ التجارب السياسية التي مرت على لبنان، مشيراً الى اننا لن ننتخب جبران باسيل لرئاسة الجمهورية، مستبعداً ان تكون هناك مقاطعة سنية للانتخابات النيابية، مؤكداً ان نتيجة الانتخابات ستحسم صورة لبنان المقبلة.
169 إصابة جديدة
صحياً، سجلت وزارة الصحة 169 اصابة جديدة بفايروس كورونا، و3 حالات وفاة، ليرتفع العدد التراكمي الى 1094672 إصابة مثبتة مخبرياً منذ 21 شباط 2020.