أورد موقع النشرة الإخباري تقريراً خاصاً مفصلاً عن خلفيات وبنود المصالحة التي عقدت بين حركة فتح وخركة حماس في لبنان. ويعيد موقع الحقول نشر التقرير لأهميته. وقد جاء فيه :
أرخت المصالحة الوطنية بين حركتي “فتح” و”حماس” في لبنان بظلال ايجابية في الاوساط الفلسطينية السياسية والشعبية وداخل المخيمات، بعد القطيعة التي دامت اشهرا مع تجميد أطر العمل المشترك، على خلفية الحادثة في مخيم البرج الشمالي في منطقة صور التي أدت في 10 و11 كانون الاول 2019 الى سقوط أربعة ضحايا من حركة “حماس”.
والمصالحة التي انفردت “النشرة” في الكشف عنها، جرت في مقر حركة “أمل” في بيروت يوم الاحد في 17 نيسان الجاري، برعاية رئيس مجلس النواب نبيه بري ممثلا برئيس المكتب السياسي جميل الحايك، الشيخ حسن المصري وعضوي المكتب السياسي محمد الجباوي وبسام كجك، بمشاركة رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المقاومة الشيخ ماهر حمود ومصطفى اللداوي، ممثل حركة الجهاد الاسلامي في لبنان احسان عطايا، ومسؤول الملف الفلسطيني في “حزب الله” حسن حب الله”.
وكشفت مصادر فلسطينية لـ”النشرة”، ان المصالحة تضمنت اتفاقا بين قيادتي “فتح” و”حماس” على:
-طي صفحة الخلافات ومعالجة آثار احداث برج الشمالي في منطقة صور وتداعياتها بما يحفظ أمن المخيمات واستقرارها، وخاصة اننا نعيش في رحاب شهر رمضان المبارك وانتفاضة الدفاع عن المسجد الاقصى ما يستوجب توحيد الموقف الفلسطيني.
-التوافق على حقوق القتلى والجرحى، بحيث تتحمل “حركة” فتح المسؤولية المعنوية عن الحادثة بحكم حصولها قرب مقرها المحاذي لمقبرة المخيم، على أن تدفع التعويضات المالية لذوي القتلى والجرحى بالشراكة بين حركتي “فتح وحماس”.
-التوافق على تشكيل لجنة متابعة ثلاثية من “فتح” و”حماس” و”أمل”،.
-بناء جدار يفصل بين المقبرة وموقع “فتح” الملاصق في البرج الشمالي منعا لاي احتكاك مستقبلا.
-اعادة العمل بالاطر المشتركة في لبنان وفروعها في المخيمات، التي جمدت اثر الخلافات على قاعدة الاحترام والالتزام واعتبار الساحة اللبنانية استثنائية.
تحديات واصرار
وقد واجهت المصالحةتحدّيات كثيرة ووصلت الى طريق مسدود أكثر من مرة وكادت تفشل، لكن اصرار بري مع وسطاء سياسيين لبنانيين وفلسطينيين آخرين وابرزهم رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المقاومة الشيخ ماهر حمود، و”حزب الله” واربع فصائل فلسطينية هم “حركة الجهاد الاسلامي والديمقراطية والشعبية والقيادة العامة” والقوى الاسلامية في عين الحلوة، حال دون ذلك بعدما تابع عضوا المكتب السياسي لحركة أمل محمد الجباوي وبسام كجك التفاصيلوقاما بجهود مضنية وجولات مكوكية ولقاءات ثنائية اثمرت هذاالاتفاق.
التحدي الاول في انجاز المصالحة لم يكن فقط بتطويق ذيول الحادثة في مخيم البرج الشمالي في منطقة صور التي تعتبر الاخطر بين الطرفين في المخيمات بل في سياق التعامل مع الحادثة، اذاتهمت “حماس” رسميا قوات الامن الوطني بالوقوف ورائها حتى قبل انتهاء التحقيقات، الامر الذي رفضته “فتح” وأعربت عن استعدادها للتعاون في كشف الحقيقة وتسليم اي متهم بالتورط، ما ادى الى تجميد العمل المشترك حيث اعلنت حركة “فتح” وقف كل اشكال التواصل والاتصال مع “حماس” وعلى كافة المستويات وفي كل المناطق في الساحة اللبنانية وتبعها فصائل “المنظمة”، بينما قررت حماس” تعليق عضويتها في القوة المشتركة في مخيم عين الحلوة وعدم المشاركة في اي لقاء او اجتماع يشارك فيه مسؤولون عن “الأمن الوطني”.
والتحدي الاخر، جاء في سياق العلاقةالثنائية غير المستقرة بين الطرفين والتي تمر بمراحل من المد والجزر، امتدادا للتوافق او الاختلاف بين القيادتين المركزيتين، رغم الاتفاق على جعل الساحة الفلسطينية في لبنان استثنائية لا تتأثر بتداعياتهما نظرا لخصوصيتها، وقد وصل الامر قبل سنوات الى حل “القيادة السياسية الموحدة”، قبل ان ينجح بري باعادة تشكيل “هيئة العمل المشترك الفلسطيني” (3 ايلول 2018) كاطار يجمع الكل الفلسطيني.
والتحدي الثالث امتداد التوتر السياسي بين القيادتين وتبادل الاتهامات والروايات الى الاصطفاف العامودي بين فصائل منظمة التحرير مع “فتح” و”تحالف القوى الفلسطينية” مع “حماس”، ثم بالاحتقان الشعبي في مختلف المخيمات وعلى مواقع التواصل الاجتماعي كافة وخاصة مجموعات “الواتس آب”، ما فتح الابواب على مخاوف من توترات امنية متنقلة داخل المخيمات، اذ ان للحركتين نفوذ قوية فيها، مع الخشية من دخول “طابور خامس” لاشعال نار الفتنة وهي محاولات دائمة ولم تتوقف.
نجاح واجتماع
واليوم، نجح بري في وصل ما انقطع وباعادة المياه الى مجاريها، حيث بدأت المصالحة تطوي صفحة الخلافات وتعيد الحرارة الى العلاقة بين الطرفين،حيث عقدت “هيئة العمل الفلسطيني المشترك”، اولى اجتماعاتها في سفارة دولة فلسطين في بيروت اجتماعا برعاية موفد الرئيس بري جباوي، أمين سر حركة “فتح” في لبنان فتحي ابو العردات وممثل حركة “حماس” احمد عبد الهادي، وبمشاركة كافة القوى الوطنية والاسلامية. ووصف الاجتماع بانه ايجابي وكسر الجليد بين الطرفين.
واعلنت الهيئة التأكيد على تحييد المخيمات في لبنان عن التجاذبات والصراعات الفصائلية وعن الانقسام الفلسطيني الداخلي ايضا وعلى تفعيل الهيئة في لبنان، وفروعها في المخيمات، على قاعدة الاحترام والالتزام بما يتم التوافق عليه بين الفصائل والقوى الوطنية والاسلامية الفلسطينية في لبنان، استناداً للمبادئ والقواعد التي تضمنتها الوثيقة التي وقعت عليها جميع الفصائل والقوى الوطنية والاسلامية الفلسطينية برعاية بري”.
نقلاً عن موقع النشرة الإخباري، يوم الإثنين، 25 نيسان / أبريل، 2022