السيسي افتتح مصنعاً لـ”الرمال السوداء” : ما أهميته للإقتصاد المصري ؟

السيسي افتتح مصنعاً لـ”الرمال السوداء” : ما أهميته للإقتصاد المصري ؟

العدد 50..روائع مقتنيات مكتبة الإسكندرية في تذكاري «ذاكرة مصر» احتفالا بـ 20 سنة على الانطلاق الجديد
الثلاثي المؤسس لشعرية فلسطين والمدافع عن هويتها
“الابتكار الفنان في استهداف الأمريكان” أو حرب الإرهاب اللامتوازية asymmetric على أميركا

افتتح الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، اليوم الأربعاء، مصنع الرمال السوداء بمدينة البرلس بمحافظة كفر الشيخ في مصر. وصرح المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية، إن مصنع الرمال السوداء بكفر الشيخ هو الأحدث من نوعه على مستوى العالم باستخدام تكنولوجيا التعدين المتطورة، ويعتبر إضافة جديدة لسلسلة المشروعات القومية الكبرى التي تهدف الى تعظيم الاستفادة والاستغلال الأمثل لموارد مصر الطبيعية، وتحقيق القيمة المضافة للمعادن المستخلصة من الرمال السوداء، التي تستخدم في العديد من الصناعات الدقيقة، مما يفتح الآفاق لاستثمارات جديدة تدعم الاقتصاد الوطني وعملية التنمية الشاملة.

وتعد الشركة المصرية للرمال السوداء إحدى شركات جهاز مشروعات الخدمة الوطنية، برأس مال يقدر بـ 4 مليارات جنيه، وتشارك فيها هيئة المواد النووية، وبنك الاستثمار القومي، ومحافظة كفر الشيخ، والشركة المصرية للثروة المعدنية. قامت فكرة إنشاء الشركة على استخلاص المعادن الاقتصادية من الرمال السوداء سواء من سطح الأرض أو من المياه، وفصلها وتسويق منتجاتها محليًا وعالميًا، وتعظيم القيمة المضافة لخامات المعادن المستخلصة من الرمال السوداء وتحويلها إلى منتجات جاهزة للعمليات الصناعية المختلفة، بدلا من تسويقها كمواد خام، مما يساهم في دفع عجلة الاقتصاد المصري.

خبير مصري يشرح أهمية “الرمال السوداء” للإقتصاد
كشف الخبير الاقتصادي المصري، عمرو يوسف، عن طريقة استغلال مصر للرمال السوداء في تحقيق عائد مادي كبير. وقال الخبير الاقتصادي المصري: “على ما يبدو فإن الطبيعة تتصالح مع مصر باكتشافات عدة لما تذخر به البيئة المصرية من كنوز لم تستغل بعد، بل أو بالأحرى لم تكتشف بعد”. وتابع يوسف: “بعد سنوات طوال من عدم الاهتمام بالرمال السوداء كما يطلق عليها والتي تمتد عبر شواطئ مصر شمالا حيث عانت تلك الثروة الهامة من عدم الاستغلال الجيد، يتم الآن الإعلان عن مشروع ضخم.
وافتتاح مصنع كبير بمثابة حجر الأساس لمشروع قومى يحمل بين طياته الخير الوفير لمصر وهيكل اقتصادها بشكل عام، لما تمثله هذه الرمال من أهمية وما تحتويه من عشرات العناصر المعدنية والتي تعد تلك العناصر المكون الأساسي في صناعة أنابيب البترول والدهانات وهياكل السيارات والطائرات وكذلك في المجال الطبي كونها قد تستخدم للأسنان التعويضية”.

وأشار إلى أن مصر تذخر عبر شواطئها برواسب معدنية داكنة عبر أكثر من عشر مواقع بتركيزات مختلفة، بداية من رشيد وصولا إلى العريش، بساحل يتجاوز 400 كيلومتر موزعة على أربعة مواقع “رشيد وبلطيم ودمياط وشمال سيناء” بواقع يتجاوز مليار متر مكعب، حيث تختلف نسب تواجدها من منطقة لأخرى وفقا لإنخفاض أو ارتفاع المنطقة المعنية، إضافة إلى تأثير بعض العوامل المناخية الأخرى.
وأوضح يوسف أن تنفيذ مشروع الرمال السوداء قائم على ثلاث مراحل، حيث تتمثل المرحلة الأولى في استخلاص المعادن الثقيلة من الرمال السوداء، ثم تأتي مرحلة أخرى وهي مرحلة الفصل كلا على حدة عن طريق عمليات صناعية طبيعية، لتأتي مرحلة القيمة المضافة والتي تؤدي إلى تعظيم القيمة المضافة للمعادن المنتجة، بحيث لا يتم إعادة البيع للمنتج الخام على صورته الأولية، بل في صورة أكثر إفادة وإنتاجا.

ونوه بأن مصر تبدأ بذلك خطة قومية نحو فصل معادن اقتصادية هامة تدخل في العديد من المنتجات الصناعية مثل معدن الروتيل والألمنيت المستخدم في صناعة الدهانات، ومعدن الزركون المستخدم في صناعة السيراميك والأسنان التعويضية وصناعة أغلفة الوقود النووي وفي العديد من الصناعات الاستراتيجية الأخرى، وعنصر الماجنتيت الذي يستخدم في صناعة الحديد الإسفنجي وتغليف أنابيب البترول، بالإضافة إلى معدن المونازيت المشع، وهو مصدر إنتاج العناصر المستخدمة في الصناعات التي تعتمد على الإلكترونيات.
وأكد الخبير المصري أنه بنجاح هذا المشروع سوف يؤكد الاقتصاد المصري على تنوعه وإختلاف مصادره لتتخذ مصر مكانا بين كبريات الدول الصناعية مما يعمل على تحريك دفة الاقتصاد المصري للأمام.

وكالات، ومراسلو مواقع إخبارية مصرية وأجنبية، الأربعاء، 19 تشرين الأول/ أوكتوبر، 2022

Please follow and like us: