اللواء
«تعايش دولي» مع فراغ رئاسي طويل.. والكتل المسيحية تتخبَّط!
موفدة أميركية للاطمئنان على وضع النازحين.. والأسعار تُنافس الدولار بالارتفاع السريع
عشية الجلسة الخامسة لانتخاب رئيس جديد للجمهورية غداً، في اطار «الجلسات الاسبوعية المفتوحة» التي كشف النقاب عن اعتمادها، منعاً للتهم بالتسويف والتأخير، بدا المشهد ضاغطاً على الوضع العام، بين «عجز الكتل النيابية» حتى عن الاتفاق على اي شيء يتصل بهذا الاستحقاق، وانشغال المجتمعين العربي والدولي بتحولات جارية من اوكرانيا الى الشرق الأوسط مروراً بأوروبا، وعودة اليمين الى الامساك بمقررات الامور في غير بلد حيوي، في هذا العالم.
ولئن كان اللقاء بين الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون، على هامش قمة المناخ في مصر، والرئيس ميقاتي، تطرق الى ضرورة اجراء الاستحقاق الرئاسي، مع تأكيد ماكرون على اجراء الانتخابات الرئاسية لانتظام عمل المؤسسات، فإن الكتل النيابية المسيحية، ما تزال تبحث في جنس الملائكة وتقدم الذرائع تلو الذرائع، لتبرير عجزها امام جمهورها ومنتخبيها، في ظل عدم اكتراث كافٍ من الكتل الاخرى.
وفي حين كان الرئيس السابق ميشال عون، يحاول ايهام مؤيديه بأنه حقق انجازاً في الايام العشرة الاخيرة من ولايته لجهة الترسيم البحري، ماضياً في الحملة على ما يسميه «المنظومة الحاكمة» وعلى حاكم مصرف لبنان، والرئيس ميقاتي، مشيراً الى «البقاء في المعركة، لكننا سنخوضها من خارج الرئاسة»، على حدّ تعبيره، أبلغ النائب جبران باسيل السفيرة الفرنسية في لبنان آن غريو ان «صلاحيات الحكومة الحالية لا تتعدى تصريف الاعمال، وأي محاولة لتوسيع هذه الصلاحيات تشكل مخالفة للدستور، واطالة متعمدة للفراغ في رئاسة الجمهورية».
وفي الاطار عينه، كشفت اوساط تكتل لبنان القوي، ان النقاش الذي ساد اجتماع التكتل بالامس، بالنسبة للموقف الذي سيعتمده بجلسة انتخاب رئيس الجمهورية يوم غد الخميس، خلص إلى الاستمرار باعتماد خيار الورقة البيضاء، بالرغم من جنوح العديد من اعضاء التكتل لتسمية مرشح من صفوفه، لانه لا يجوز التشديد على انتخاب رئيس للجمهورية مع اعتماد خيار الورقة البيضاء من تكتل بحجم تكتل لبنان القوي، نيابيا وسياسيا وشعبيا.
واشارت الاوساط الى ان اعتماد التكتل خيار التصويت بورقة بيضاء، اتخذ بعدما تسربت معلومات خلال اليومين عن تخليه عن هذا الخيار، واتجاهه لتسمية مرشح رئاسي محتمل، يعود لثلاثة اسباب، اولها، تجنب رئيس التكتل تسمية اي من اعضائه اومن التيار الوطني الحر، للرئاسة، كي لا يصبح منافسا جديا له، بعدما ظهر اكثر من منافس له وزنه وتاثيره، مثل رئيس لجنة المال النيابية ابراهيم كنعان أو النائب الآن عون، ووجود رغبة حقيقة لدى كل منهما للترشح، ورفضهما تبني ترشيح أي شخصية من خارج التكتل أو التيار، وثاني الاسباب، بقاء التكتل ضمن تحالفه مع حزب الله، وفي اتجاه واحد، وعدم قطع اواصر هذا التحالف باستحقاق مهم على هذا المستوى، باعتبار ان انفراد التكتل بالتصويت لاي مرشح، سيؤدي الى اضعاف مواقف وتاثير التحالف الثنائي بمواجهة الخصوم.
اما السبب الثالث باعتقاد الاوساط المذكورة هو انتظار مزيد من الوقت ريثما تنكشف أوراق كل مرشحي الرئاسة وحظوظ كل منهم، مع ابقاء الامل بترشح رئيس التكتل النائب باسيل، قائما، في ضوء استمرار محاولات اقناع حزب الله بدعم هذا الترشح، في حال لم يحالف الحظ ترشح سليمان فرنجية للرئاسة، وتبدلت الظروف، وزالت العوائق والمحاذير المحلية والخارجية، التي تعيق ترشيح باسيل للرئاسة.
وسط ذلك، قالت مصادر سياسية أن لبنان يذهب الى شغور رئاسي طويل كما توحي مواقف الاطراف المحلية والتطورات الدولية الساخنة التي تنعكس عدم استقرار في الشرق الاوسط، في ظل احتدام صراع الجبارين الاميركي والروسي على ارض اوروبا والخلافات المستمرة بين اميركا والغرب وايران، وبين الاخيرة والسعودية وبعض دول الخليج، وعلى هذا ستكون جلسة مجلس النواب لإنتخاب رئيس للجمهورية غداً الخميس بلا نتيجة ما لم تحصل تطورات جدية تتمثل بطرح تكتلات نيابية مرشحاً رئاسياً جديداً، ما يعيد خلط الاوراق وتغيير الاصطفافات بحيث تتجمع كتل عديدة للتصويت لمرشح قد ينال 50 صوتاً واكثر. بينما اكد تكتل لبنان القوي استمراره بوضع الورقة البيضاء وكذلك مصادر كتلة الرئيس نبيه بري وكتحصيل حاصل كتلة حزب الله، فيما اكدت مصادر كتلة القوات اللبنانية وكتلة الحزب التقدمي الاشتراكي تمسكها حتى اللحظة على الاقل بترشيح النائب ميشال معوض.
وفي كل الاحوال، ما زالت بعض الكتل تنتظر التوافق، وهي بدأت تقتنع بإجراء الحوار الذي دعا اليه الرئيس نبيه بري، ما قد يشجعه على عادة طرح الفكرة.
في المواقف الرئاسية، رأى وزير الاعلام في حكومة تصريف الاعمال زياد المكاري ان رئيس تيار المردة سليمان فرنجية «مرشح طبيعي لرئاسة الجمهورية، وهو قادر على محاورة الجميع بكل حرية وشفافية، وقال : «فرنجية ليس مرشح «حزب الله»، بل هو مرشح لبناني يؤيده «حزب الله»، معتبرا ان للنائب ميشال معوض «مواقفه السياسية الواضحة وفريقه رشحه».
وقال النائب المستقل الدكتور اسامة سعد: أنه مستمر بترشيح الدكتور عصام خليفة لرئاسة الجمهورية في حال بقي الأخير راغبا بذلك. مشيراً إلى أن الحوار يجب أن يجري في المؤسسات الدستورية، اي في مجلس النواب.
واعلن تكتل لبنان القوي بعد اجتماعه امس، ان «التكتل انه يقوم بكل ما يلزم لتسهيل انتخاب رئيس للجمهورية وفقاً للمعايير الميثاقية، واذا كان البحث عن اسم المرشح الأفضل لهذه المرحلة يتطلّب حواراً وتواصلاً ونقاشاً جدياً بين الكتل، فإن التكتل غير مستعد ان يشارك في اي محاولة لإضاعة الوقت خدمة لحسابات اي طرف لأهداف شعبوية».
وقال: التكتل ان التصويت بالورقة البيضاء كان هدفه ولا يزال افساح المجال امام التوافق وليس تكريس العجز، كما ان التكتل ليس من هواة الدخول في بازار حرق الأسماء، وبالتالي فإن الكتل النيابية مدعوة لملاقاتنا في منتصف الطريق والاجابة على ورقة الأولويّات الرئاسية التي حملناها اليها وتحديد اسماء المرشحين الذين يمكن يجسّدوا بشخصهم وسلوكهم وتاريخهم ما ننتظره ممّن نريدهم ان يتبّوأوا المركز الأوّل في الدولة.
وفي سياق التباين والتخبط، أعلن عضو تكتل الجمهورية القوية النائب جورج عدوان أن قائد الجيش العماد جوزاف عون يملك المقومات التي تؤهله ليكون مرشحاً لرئاسة الجمهورية.
وأوضح عدوان، أن «صيغة الحوار التي نقبل بها، هي في حال انعقاد جلسات انتخاب مفتوحة وخروج ممثلين عن الكتل للتشاور في صالات المجلس».
ولفت عدوان الى «أننا والحزب التقدمي الاشتراكي «سنمضي بخيار النائب ميشال معوّض». وشدد على أن رئيس «الاشتراكي» وليد جنبلاط، «لم يفتح باب التفاوض على أسماء أخرى»، مشيراً إلى أنه «على المعارضة تحمّل مسؤوليتها».
ميقاتي في قمة المناخ
من جهة ثانية، أكد الرئيس ميقاتي» ان لبنان من البلدان الشديدة التأثر بتأثيرات تغير المناخ، وقدرت دراسات اعدتها وزارة البيئة اللبنانية أن التغير المناخي سيسبب انخفاضًا في الناتج المحلي الإجمالي للبنان وسيضاعف من حدة المآزق والازمات الحالية، وهو أمر يتطلب اتخاذ إجراءات حازمة من قبل الجميع على المديين القصير والمستقبلي.
وفي كلمته أمام «مؤتمر أطراف اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية لتغير المناخ COP27»، في مدينة شرم الشيخ بمصر قال: يعد لبنان من البلدان الشديدة التأثر بتأثيرات تغير المناخ، وقدرت دراسات اعدتها وزارة البيئة اللبنانية أن التغير المناخي سيسبب انخفاضًا بنسبة 14٪ في الناتج المحلي الإجمالي للبنان بحلول عام 2040، وانخفاضا أكثر إلى 32٪ بحلول عام 2080. وهذا الخطر في التغير المناخي سيضاعف من حدة المآزق والازمات الحالية، وهو أمر يتطلب اتخاذ إجراءات حازمة من قبل الجميع على المديين القصير والمستقبلي. ولا بد هنا من ان اشير الى انه، على الرغم من كل التحديات التي تواجهنا، خطت الحكومة اللبنانية خطوات كبيرة في استجابتها لمكافحة التغير المناخي، كجزء من التزاماتنا الوطنية بالتعاون مع الدول الاخرى.
تابع: إن لبنان ملتزم اعطاء الأولوية لتدابير التكيف، مثل مكافحة التصحر وإدارة الموارد المائية ومساعدة المزارعين على زيادة قدرتهم على الصمود في وجه تأثيرات المناخ خلال العقد المقبل.ووضعنا ضمن اولوياتنا زراعة القمح وتوسيع المساحات المزروعة وكذلك زيادة البرك لتجميع امطار الشتاء او ما يعرف بالسداد بعيدًا عن السدود التي لا تتلاءم والواقع الجغرافي اللبناني، واثبت معظمها عدم جدواه.
وكان الرئيس ميقاتي واصل خلال المؤتمر لقاءاته واجتماعاته مع رؤساء الدول والحكومات.وفي هذا الاطار إستقبل الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون الرئيس ميقاتي، وتم البحث في المساعي الفرنسية لمعالجة الاوضاع اللبنانية، وأكد الرئيس الفرنسي أولوية اجراء الانتخابات الرئاسية اللبنانية لانتطام عمل المؤسسات.
والتقى رئيس الحكومة رئيسة وزراء تونس نجلاء بودن في حضور وزير البيئة ناصر ياسين.وفي خلال اللقاء جددت بودن دعوة الرئيس ميقاتي الى المشاركة في الدورة الثامنة عشرة للقمة الفرنكفونية التي ستعقد في 19 و 20 الجاري في جزيرة جربة بعد أن تم تأجيلها في مناسبتين بسبب جائحة كورونا.
واجتمع الرئيس ميقاتي مع رئيس وزراء مصر مصطفى مدبولي، حيث تم بحث العلاقات بين البلدين. وشكر الرئيس ميقاتي لمصر وقوفها الدائم الى جانب لبنان ودعمه في كل المجالات.
واستقبل الرئيس ميقاتي وزير خارجية بريطانيا جيمس كليفرلي وتم البحث في العلاقات بين البلدين.
والتقى الرئيس ميقاتي الامين العام للامم المتحدة انطونيو غوتيريس وجرى البحث في ما اذا كانت الامم المتحدة يمكنها القيام بمسعى لدفع عملية انتخاب رئيس جديد للبنان.
مسؤولة اميركية في بيروت للدعم
الى ذلك، صدر عن السفارة الأميركيّة في لبنان بيان اعلنت فيه وصول مديرة الوكالة الاميركية للتنمية الدولية سامنثا پاور، «في زيارة تمتد لثلاثة أيام تتمحور حول تقديم الدعم للشعب اللبناني، ولا سيما الذين تأثّروا جرّاء أزمة لبنان الاقتصادية والإنسانية».
وقالت السفارة: ان أكثر من نصف الأسر اللبنانية هم بحاجة إلى المساعدة الغذائية، وهو وضع قد تفاقم بسبب حرب بوتين ضد أوكرانيا، وهذا أيضًا له تأثير سلبي على ملايين اللاجئين الذين يواصل لبنان استضافتهم بكرم.
اضافت: سوف تنخرط مديرة الوكالة پاور خلال رحلتها مع القيادات في الحكومة اللبنانية ورجال الأعمال للضغط لتنفيذ إصلاحات وسياسات ملحّة، كما وستلتقي پاور بالذين يعملون على مكافحة الفساد وتعزيز دور القطاع الخاص، والطلاب اللبنانيين والسوريين. بالإضافة إلى ذلك، ستلتقي باللاجئين السوريين والمقيمين من المجتمعات المضيفة اللبنانية لتأكيد دعم الولايات المتحدة المستمر.
واوضحت انها سوف تقوم بزيارة مشاريع الوكالة الأميركية للتنمية الدولية «التي تهدف إلى بناء أنظمة غذائية مستدامة ومشاريع تستخدم الطاقة المتجددة لتوفير مياه الشرب للمجتمعات المحتاجة، مما سيسلط الضوء على جهود الوكالة الأميركية للتنمية الدولية للتصدي لآثار التغير المناخي قبل سفرها إلى شرم الشيخ في مصر من أجل حضور «مؤتمر أطراف اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية لتغير المناخ».
واجرت باوراتصالاً بوزير الخارجية والمغتربين الدكتور عبدالله بوحبيب لتعذر لقائه بسبب وجوده خارج لبنان، أعربت له فيه «عن حماستها لزيارتها الأولى «للتعرف على لبنان والتحديات التي يواجهها ومساعدته في هذه الظروف التي يمر بها خصوصا المساعدة في مجال الطاقة وخلال الاتصال شكرت باور لبنان على مواقفه المبدئية من الأزمة الاوكرانية».
معيشياً، ومع تفاقم الازمة المالية والاقتصادية في لبنان وفي ظل تعدد أسعار سعر الصرف من دون اي رقابة عليها من قبل الجهات الوزارية المعنية، انضم سعر صرف الدولار في السوبر ماركت الى اسعار الصرف المتعددة والتي تحددها مصالح ومطاعم التجار وجشعهم.
في جولة اللبناني على السوبر ماركت، يلحظ أن اسعار السلع لا تزال تشهد المزيد من الارتفاع، انخفض دولار السوق السوداء أو ارتفع، فهو لم يعد مؤشرا يمكن البناء عليه من قبل التجار لتحديد الاسعار، فقالب الجبنة أو علبة اللبنة وغيرها من السلع الاساسية وذات الاستعمال اليومي في بيوت اللبنانيين أصبحت من الكماليات نسبة لسعرها الذي يتخطى قدرة عائلة متوسطة الدخل، الامر الذي يطرح علامات استفهام حول دور الاجهزة الرقابية على الاسعار ويشكك بدورها الفاعل في منع الاحتكار والتلاعب من قبل التجار.
في حديثه لـ»المركزية»، يؤكد رئيس جمعية المستهلك زهير برو أننا امام وضع فوضى شاملة في البلاد في ظل غياب المعايير التي تحدد الآليات الواجب اعتمادها بالنسبة للأسعار، لافتا الى أن في غياب الاستقرار السياسي والاقتصادي وبغياب سلطة جديدة تحكم فان الوضع سيبقى على حاله.
وسط هذه الاجواء، ومخافة اي توتر امني في ظل التعقيدات السياسية والمعيشية، حيث تحلّق اسعار المحروقات والدولار والسلع في السوبرماركت، عقد وزير الداخلية في حكومة تصريف الاعمال بسام مولوي، اجتماعا لمجلس الامن الداخلي المركزي، في الداخلية. وقال مولوي بعده ان «من واجب الاجهزة الامنية كافة حفظ الامن بواسطة كل الوسائل المتاحة»، مشيرا الى انه «في فترة الفراغ سنقوم كوزارة وأجهزة أمنية بكل ما يلزم لحفظ الأمن والنظام لأنه مطلب جميع اللبنانيين».
ملاحقة سلوم
قضائياً، وبعدما أصدر قاضي التّحقيق الأوّل في جبل لبنان نقولا منصور9 مذكرات توقيف وجاهية بجرائم رشوة وقبض مبالغ ماليّة من معقّبي معاملات، في ملف النافعة، أعطى وزير الدّاخليّة والبلديّات في حكومة تصريف الأعمال، بسام مولوي، المحامية العامّة في جبل لبنان القاضية نازك الخطيب الإذن بملاحقة رئيسة هيئة إدارة السّير هدى سلوم، في الملفّ.
وكان القاضي منصور، استجوب أمس الإثنين، 9 موقوفين في ملفّ «النّافعة» المُحال أمامه من النّيابة العامّة في جبل لبنان، أمس الأول، استنادًا إلى التّحقيقات التي أجرتها شعبة المعلومات في قوى الأمن الداخلي.وبعد أن استجوابهم كمدّعى عليهم بجرائم رشوة وقبض مبالغ ماليّة من معقّبي معاملات، على مدى أكثر من 5 ساعات، أصدر القاضي منصور مذكّرات توقيف وجاهيّة بحقّهم جميعًا، على أن يستجوب باقي الموقوفين في الملفّ تباعًا، تمهيدًا لاتّخاذ الإجراءت اللّازمة بحقّهم.
تمارين للجيش للتعامل مع حدث أمني
شاركت وحدات من الجيش اللبناني، في تمارين «SOFEX 2022»، الذي يقام سنوياً بالتعاون مع فرق تدريب أميركية وبريطانية.
وقالت قيادة الجيش اللبناني – مديرية التوجيه في بيان لها إنه « في إطار التمارين السنوية التي تنفذها المؤسسة العسكرية بهدف الحفاظ على الجهوزية ورفع احتراف عناصرها، شاركت الوحدات بهذا الحدث.
ويشمل التمرين محاكاة لعمليات مكافحة الإرهاب ودهم مطلوبين والتعامل مع مخلين بالأمن ومرتكبي أعمال شغب وحماية مؤسسات عامة وخاصة ومنشآت ومَرافق حيوية في مناطق لبنانية مختلفة، وذلك لمدة خمسة أيام حتى تاريخ 11/11/2022 ضمناً.
البناء
حملات استباقية للتشكيك بالنتائج من الديمقراطيين والجمهوريين… ومخاوف من أحداث عنف
الخارجية الأميركية: يجب أن تسوء الأوضاع أكثر في لبنان حتى يتحرك الشارع
هآرتس: ترتيب مصري قبرصي للقاء مغلق ضمّ ميقاتي… ومكتبه ينفي أي لقاء مباشر
الانتخابات النصفية الأميركية لن تنتظر النتائج فقط، بل كيفية التعامل مع هذه النتائج، فحملات التشكيك الاستباقية المتبادلة بين الحزبين بنزاهة الانتخابات والطعن المسبق بنتائجها طغتا على الخطاب الانتخابي، حيث تدار الانتخابات في كل ولاية أميركية وفقا لقانون الولاية وتحت إشراف الحكومة المحلية، وطبقا لهوية الحكومة ديمقراطية أم جمهورية، خرج الفريق المنافس مشككا بلجوء خصمه إلى أعمال تزوير أو تعطيل للتأثير على النتائج، وتسود حالة من القلق من ظهور احتجاجات على النتائج تتحوّل الى أحداث عنف تعيد الى الذاكرة مشهد اقتحام مبنى الكونغرس من قبل أنصار الرئيس السابق دونالد ترامب رفضاً للاعتراف بنتائج الانتخابات الرئاسية التي حملت منافسه الرئيس جو بايدن إلى البيت الأبيض، وتستعدّ القوى الأمنية المحلية لمثل هذه الفرضية بتأمين استعدادات لخطط طوارئ مع إعلان نتائج الانتخابات، حيث الخشية من تعرض مراكز المجالس والحكومات المحلية واللجان الانتخابية لهجمات تنظمها الجهات الخاسرة، فيما تؤكد التعليقات والتحليلات الإعلامية أن الانقسام الحزبي الذي يظلل انقساماً عرقياً في العديد من الولايات، يواكبه حضور السلاح لدى ميليشيات على الضفتين باتت تمثل التطور الأبرز الذي حملته السنوات الماضية.
لبنانياً وأميركياً شغلت تداعيات الكلام الصادر عن نائبة وزير الخارجية الأميركية بربارا ليف حول الوضع في لبنان الأوساط السياسية والإعلامية في لبنان، حيث قالت ليف إن الفشل السياسي في انتخاب رئيس جديد للجمهورية يعني دخول لبنان في فراغ طويل، مضيفة أن الحل هو بضغط الشارع، وقالت، يجب أن تسوء الأوضاع أكثر حتى يتحرك الشارع، متحدثة عما سيرافق هذا المزيد من السوء، من تفكك الأجهزة الأمنية وحدوث فوضى، والهجرات المكثفة، وأبدت مصادر سياسية مخاوفها من أن يكون الكلام الصادر عن ليف بصفتها في موقع مسؤولية كبير في المؤسسة الحاكمة في واشنطن، تعبيراً عن خطة أميركية لأخذ لبنان نحو الفوضى، والعنف والاضطرابات في الشارع، خاصة أنها ليست مجرد محلل سياسي يتحدث، وأن حديثها كان في حوار يديره الدبلوماسي الأميركي السابق الذي يعرف لبنان جيداً ديفيد هيل، وتضمّن توجيهاً واضحاً نحو العداء لحزب الله، من جهة، ودعوة لمزيد من التمويل لجمعيات المجتمع المدني من جهة موازية.
الحدث الثاني الذي شغل اللبنانيين كان اللقاء الذي حضره رئيس الحكومة نجيب ميقاتي على هامش مشاركته في قمة المناخ في القاهرة وشاركت فيه وزيرة البيئة في كيان الاحتلال، وتحدّثت عنه صحيفة هآرتس كلقاء تم ترتيبه مسبقاً ليجمع رئيس الحكومة اللبنانية بمسؤول إسرائيلي، بالتنسيق مع المسؤولين في مصر وقبرص، ولاحقاً صدر بيان عن مكتب الرئيس ميقاتي نفى أي ترتيب مسبق للقاء ورفض اي محاولة لوضعه في إطار علاقات ولقاءات مباشرة مع مسؤولين في كيان الاحتلال، بينما رأت مصادر سياسية أن الحساسية التي يمليها السعي الإسرائيلي لتصوير اتفاق تقاسم المناطق الاقتصادية كعلامة على تغير صيغة العلاقة بين لبنان وكيان الاحتلال، كان يفترض أن تجعل الرئيس ميقاتي أشد حذراً من تقديم هذه الجائزة المجانية التي يريدها الكيان ومسؤولوه.
لم تتغير مواقف الكتل النيابية من الاستحقاق الرئاسي قبيل ٤٨ ساعة من موعد جلسة مجلس النواب الخامسة لانتخاب رئيس للجمهورية. إذ حسم تكتل لبنان القوي موقفه بعد اجتماعه الأسبوعي أمس، برئاسة رئيس التكتل النائب جبران باسيل التصويت بالورقة البيضاء على غرار الجلسات السابقة وذلك بعدما أشيع بأنه سيصوّت لمرشح مقرّب منه.
وأما حزب الله فلم يحسم موقفه النهائي بعد بانتظار نتيجة المشاورات مع كل من حركة أمل والتيار الوطني الحر وإن رجّحت مصادر ثنائي امل وحزب الله لـ»البناء»، بأن كتلتي الوفاء للمقاومة والتنمية والتحرير ستصوّتان مجدداً بالورقة البيضاء لعدم توافر ظروف التوافق وملازمة سياسة عدم التحدّي بمرشح مقابل.
وأكد تكتل لبنان القوي أن «التصويت بالورقة البيضاء كان هدفه ولا يزال إفساح المجال أمام التوافق وليس تكريس العجز، كما أن التكتل ليس من هواة الدخول في بازار حرق الأسماء، وبالتالي فإن الكتل النيابية مدعوة لملاقاتنا في منتصف الطريق والإجابة على ورقة الأولويات الرئاسية التي حملناها إليها، وبالتالي تحديد أسماء المرشحين الذين يمكن أن يجسدوا بشخصهم وسلوكهم وتاريخهم ما ننتظره ممّن نريدهم أن يتبّوأوا المركز الأوّل في الدولة».
وشدّد التكتل على «ضرورة أن تلتزم حكومة تصريف الأعمال التزاماً تاماً بالدستور لجهة حصر صلاحياتها بتصريف الأعمال بالمعنى الضيّق للكلمة، أي الامتناع عن عقد جلسة لمجلس الوزراء وعن اتخاذ أي إجراء آخر غير دستوري».
وحذّر من «أي اتجاه لاعتبار سير أعمال الدولة ممكناً في غياب رئيس للجمهورية»، معتبراً «ذلك في حال حصوله، نوعا من تطبيع الشواذ وإطالة الفراغ في المقام الدستوري الأول»، وجدد التكتل رفضه «لأي محاولة لمنح حكومة تصريف الأعمال صلاحيات رئيس الجمهورية بالوكالة».
ولفت الى أن «مجلس النواب في جلسته التشريعية الأخيرة أكد أن حكومة تصريف الأعمال لا يمكنها ان تمارس صلاحيات رئيس الجمهورية وكالة، وقد اعلن رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي التزامه بذلك خلال الجلسة المذكورة».
وأما كتل حزب القوات اللبنانية فستصوّت للمرشح النائب ميشال معوض لكن النائب جورج عدوان طرح قائد الجيش العماد جوزيف عون كمرشح توافقي يمتلك مواصفات جيدة. كما ستصوّت لمعوض كتل حزب الكتائب وتجدّد. اما قوى التغيير فعلمت «البناء» أن الاجتماعات التي عقدت خلال الاسبوع الماضي لم تفض الى اتفاق على مرشح واحد فتم طرح عدة اسماء كمرشحين توافقيين وهم العماد جوزاف عون والوزير السابق زياد بارود والنائب نعمت افرام وزياد حايك.
وصدر نداء دولي جديد الى الإسراع في انتخاب رئيس. فقد استقبل الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي، في شرم الشيخ على هامش قمة المناخ، وتمّ البحث في المساعي الفرنسية لمعالجة الأوضاع اللبنانية، وأكد الرئيس الفرنسي أولوية إجراء الانتخابات الرئاسية اللبنانية لانتظام عمل المؤسسات.
وكان ميقاتي التقى صباحاً الأمينَ العام للأمم المتحدة انطونيو غوتيريش وجرى البحث في ما إذا كانت الأمم المتحدة يمكنها القيام بمسعى لدفع عملية انتخاب رئيس جديد للبنان.
وانتشرت على وسائل التواصل الاجتماعي صورة تظهر ميقاتي وهو يجلس مقابل ممثلة العدو الإسرائيلي، على طاولة واحدة خلال مشاركته في قمة مؤتمر المناخ الذي ينعقد في شرم الشيخ في مصر.
وقد أظهرت الصورة ميقاتي وجهاً لوجه مع ممثلة الكيان وبجانبها العلم الإسرائيلي.
صحيفة «هآرتس» العبرية نشرت الصورة وقالت «وزيرة حماية البيئة الإسرائيلية تمار زاندبرغ، شاركت في اجتماع مغلق في مؤتمر الأمم المتحدة للمناخ، مع ممثلين عن عدة دول لا تعترف بـ»إسرائيل»، بما في ذلك لبنان والعراق».
وأضافت «التقت زاندبرغ برئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي والرئيس المصري عبد الفتاح السيسي ورئيس الوزراء الفلسطيني محمد اشتية ورئيس الوزراء اليوناني كيرياكوس ميتسوتاكيس والرئيس القبرصي نيكوس أناستاسيادس بالإضافة إلى مسؤولين من العراق وعمان والأردن».
وتابعت الصحيفة العبرية، أنّ «اللقاء بين مسؤول في الحكومة الإسرائيلية ومسؤولين من لبنان وفلسطين، نادر للغاية. تم ترتيب الاجتماع من قبل المسؤولين القبارصة والمصريين. هذا هو أول اجتماع إقليمي رفيع المستوى بمشاركة إسرائيلية بشأن تغيّر المناخ».
ويأتي انتشار هذه الصورة بعد إنجاز التفاهم حول ترسيم الحدود الاقتصادية بين لبنان والعدو الاسرائيلي أواخر الشهر الماضي وفي ظل التسويق الإعلامي الإسرائيلي للتطبيع الاقتصادي، ما يعطيها بعداً خطيراً، لا سيما أن الدستور والقانون اللبناني يمنعان ويجرّمان التواصل مع العدو الإسرائيلي.
في المقابل اوضح المكتب الإعلامي لميقاتي إن «الاجتماع لم يتخلله على الإطلاق أي تواصل مع أي مسؤول اسرائيلي. والضجة التي يفتعلها الإعلام الاسرائيلي في هكذا مؤتمرات باتت معروفة الأهداف، فاقتضى التوضيح».
على صعيد آخر سجل سعر صرف الدولار ارتفاعاً مفاجئاً تجاوز عتبة الـ ٤٠ الف ليرة للدولار الواحد.
ووضع الخبراء الاقتصاديون هذا الارتفاع في إطار الكباش السياسي حول استحقاق رئاسة الجمهورية حيث عودة استخدام الدولار كسلاح سياسي للضغط وأيضاً استخدام الشارع في افتعال فوضى اجتماعية وأمنية.
وكشفت أوساط اقتصادية لـ»البناء» أن مصرف لبنان والحكومة لن يقرّا رفع الدولار الرسمي على المعاملات الى 15 ألف ليرة إلا بدءاً من السنة الجديدة، على أن تستمر على هذا المعدل الى 4 – 5 شهور ليصار الى تثبيتها بعد ذلك على سعر صيرفة الذي قد يرتفع مع ارتفاع سعر صرف الدولار في السوق السوداء، وقد يبلغ المئة ألف ليرة إذا لم نصل الى حلول للأزمة السياسية وتم انتخاب رئيس للجمهورية وتشكيل حكومة جديدة، ولم يتمّ التوصل الى اتفاق مع صندوق النقد الدولي.
وتوقعت الأوساط ارتفاعاً صاروخياً لسعر صرف الدولار الى مستويات لا حدود لها إذا بقي الوضع السياسي والاقتصادي على حاله.
وأوضحت أن لبنان لم يكن جاهزاً لكي يوضع على جدول أعمال الاجتماعات الدورية التي يعقدها مجلس إدارة صندوق النقد للدول التي تعاني أزمات مالية، وكان من المفترض أن تكون الحكومة والمجلس النيابي أنجزا أواخر الشهر الماضي ما يتوجب من قوانين وتشريعات إصلاحية يطلبها الصندوق، ما سيؤجل الاستحقاق الى العام المقبل حيث سيأتي وفد الصندوق الى لبنان وسيرى مدى إقرار القوانين الإصلاحية كالموازنة والسرية المصرفية والكابيتال كونترول وخطة التعافي المالي والاقتصادي، وإذا أنجزت سيطرح الصندوق ملف مساعدة لبنان في الاجتماع المقبل في الربيع.
ونقلت الأوساط عن آخر اجتماعات مع الصندوق في لبنان قول ادارة الصندوق للمسؤولين: «روحوا اشتغلوا شغلكم وسنرى».
وكشفت أن قانون الموازنة سيمر منتصف الشهر الحالي أما إعادة هيكلة المصارف فلم ينجز بعد، وكذلك لم تقدّم الحكومة خطة واضحة للتعافي المالي والاقتصادي فيما قانون السرية المصرفية أقرّ، لكن لم يبد صندوق النقد رأيه فيه بعد، أما الكابيتال كونترول فلم يمرّ بسبب رفض أغلب الكتل تمريره ضد مصالحها السياسية والمالية، لكي يستمرّ تهريب الأموال للخارج والسحوبات الاستنسابية ولإبقاء حاكم مصرف لبنان رياض سلامة متحكماً باللعبة المالية والنقدية والاقتصادية، طالما أنه يملك مفاتيح التحويلات المالية من والى الخارج والسحوبات المصرفية عبر التعاميم وتسعير الدولار على المنصة والسوق السوداء، وبالتالي أي إقرار للقانون سيحدّ من صلاحيات مصرف لبنان ويقيده الى حد كبير.
وتكمن نقطة الخلاف الجوهرية حول مشروع «الكابيتال كونترول» في أن المصارف تربط موافقتها عليه بخطة التعافي المالي التي توزع الخسائر المالية على جهات ثلاث: الدولة والمصارف والبنك المركزي، وتريد إدخال فئة المودعين شريكاً رابعاً بالخسائر، وتقليص حجم الخسائر التي ستتحملها المصارف وتحديد آليات وآجال تسديدها، علاوة على التحكم بالتحويلات المالية الى الخارج والأموال التي تحول من الخارج الى لبنان (الفريش دولار)، وأيضاً الخلاف على مرجعية حل أي نزاع حالي ومستقبلي بين المصارف والمودعين. فهل هو القضاء العادي أم المالي أم المجلس المركزي لمصرف لبنان أم هيئة الرقابة على المصارف أو لجنة التحقيق الخاصة في المركزي؟
أما الخطير في مشروع القانون الذي قد يفجّره في الهيئة العامة فهو دس «حزب المصارف» بنداً يتضمن منع المودعين من مقاضاة المصارف مع مفعول رجعي يقضي بإسقاط كافة الدعاوى المرفوعة ضدها في الخارج والداخل. ما يمنحها صك براءة مؤبداً، وبالتالي تشريع احتجازها لودائع الناس إلى أبد الآبدين.
وعقد وزير الداخلية في حكومة تصريف الأعمال بسام مولوي، اجتماعاً لمجلس الامن الداخلي المركزي، في الداخلية، وأكد أنه «في فترة الفراغ سنقوم كوزارة وأجهزة أمنية بكل ما يلزم لحفظ الأمن والنظام لأنه مطلب جميع اللبنانيين». وأعلن «ان شعبة المعلومات تمكنت خلال العام 2022 من توقيف 8 خلايا إرهابية، ونحن نتقيّد بمهنية التحقيق وسريته، وما نكشف عنه هو فقط لطمأنة اللبنانيين والأجهزة الأمنية ساهرة على تأمين حمايتهم». كما شدد مولوي على «حرية الإعلام وحماية الممتلكات الإعلامية»، موضحاً ان «ما حصل في mtv بات في عهدة القضاء». وأعلن ان «أعداد الجرائم ليست بازدياد مقارنة مع الفترة نفسها من العام الماضي والوضع الأمني في طرابلس أفضل بكثير».