شيّعت جماهير الشعب الفلسطيني ظهر الخميس، جثماني الشهيدين نعيم جمال الزبيدي (27 عاما)، ومحمد ايمن السعدي (26 عاما) الذين استشهدا صباحاً برصاص الاحتلال. وانطلق موكب التشييع في مخيم جنين، في وسط فلسطين المحتلة من أمام مستشفى ابن سينا باتجاه منزلي ذوي الشهيدين لالقاء نظرة الوداع عليهما قبل مواراتهما الثرى في مقبرة الشهداء بالمخيم. وجاب موكب التشييع شوارع المدينة ومخيمها، إذ ردد المشاركون الهتافات المنددة بجرائم الاحتلال الصهيوني، مطالبين “بتوفير الحماية الدولية لشعبنا”، مؤكدين ضرورة تعزيز الوحدة الوطنية.
وخلال مراسم التشييع ألقيت عدة كلمات نددت بجرائم الاحتلال الصهيوني واستهدافه مدينة جنين ومخيمها وقراها وبلداتها، مؤكدة أن “جرائم وعدوان الاحتلال لن ترهب شعبنا، وسيستمر في النضال والمقاومة”.
واستشهد فجر الخميس القائدان في “كتيبة جنين- سرايا القدس” محمد السعدي ونعيم الزبيدي، إثر تصديهما للعدو الاسرائيلي خلال اقتحام مدينة ومخيم جنين شمال الضفة المحتلة. وأفادت مصادر طبية في مستشفى ابن سينا، باستشهاد المقاومين نعيم جمال الزبيدي (27 عاما)، ومحمد ايمن السعدي (26 عاما)، برصاص الاحتلال، وإصابة آخر بشظايا بالوجه، وحالته مستقرة.
وأعلنت مصادر فلسطينية أن “مواجهات مسلحة عنيفة اندلعت في المخيم، أدّت إلى إصابة عدد من المواطنين”.
بدورها، أعلنت سرايا القدس – كتيبة جنين أن “مجاهديها استهدفوا قوة لجيش الاحتلال في منطقة الهدف بصليات كثيفة من الرصاص وحققوا إصابات مباشرة، واستهدفوا آليات الاحتلال على بوابة المخيم بعدد من العبوات المتفجرة”.
وكانت قوات كبيرة من جيش الاحتلال اقتحمت مخيم جنين ومنطقة الهدف، ونشرت قناصة على أسطح عدد من المنازل والبنايات، ودارت مواجهات واشتباكات عنيفة.
الجهاد الإسلامي: العدو سيدفع ثمن جريمته
ونعت حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين وذراعها العسكري سرايا القدس الخميس “قائد كتيبة جنين، الأسير المحرر القائد: محمد أيمن السعدي (26 عاماً)، والأسير المحرر البطل والقائد الكبير: نعيم جمال الزبيدي (27 عاماً) اللذين ارتقيا خلال معركة التصدي لاقتحام قوات الاحتلال مخيم جنين فجر اليوم”.
وقال بيان النعي “إننا في حركة الجهاد الإسلامي، إذ نزف شهداءنا القادة الأبطال الذين التحقوا برفاق دربهم في كتيبة جنين، وأحيوا الواجب على طريق القدس، لنؤكد أن هذه الدماء الطاهرة ستكون وقوداً لاستمرار المقاومة وضرب العدو بقوة ليعلم حجم جريمته النكراء“.
وأكدت الحركة في بيانها، أنها “لا تزال تجود بدماء أبنائها على طريق الحرية، فقد ترجل الشهيدان محمد السعدي ونعيم الزبيدي، بعد مسيرة مباركة في مقاومة الاحتلال والتصدي له، امتداداً لأهلنا في مخيم جنين المشهود لهم بالتضحية والفداء”.
كما أكد على أن “هذه الجريمة النكراء لن تمر مرور الكرام، ولن تكسر إرادتنا وسيدفع العدو ثمن جريمته على يد مقاومينا، وكتيبة جنين تستمر ببركة هذه الدماء الزكية في واجبها المقدس بالدفاع عن أرضنا ومقدساتنا، مهما بلغت التضحيات”.
العدو يكشف تفاصيل عملية جنين
هذا وكشفت سلطات الاحتلال تفاصيل عملية جنين، فبحسب موقع “واي نت” العربي، فإن العملية كانت تستهدف وسام الفايد المشتبه به بالوقوف خلف عملية تفجير مركبة قبل أسبوع ونصف.
وأشار الموقع الى أن “قوة خاصة من وحدة دوفدفان دخلت متخفية إلى أطراف مخيم جنين، واقتحمت منزل الفايد واعتقلته بدون مقاومة، قبل أن تدور اشتباكات مسلحة أسفرت عن استشهاد الشابين محمد السعدي ونعيم الزبيدي”، الذين تتهمهما سلطات الاحتلال بالوقوف خلف عمليات اطلاق نار وتسليح مقاومين.
إصرار الاحتلال الاسرائيلي على
تصفية “قادة كتيبة جنين”
يضعهُ في مأزق …!
وباتت “كتيبة جنين” التابعة لسرايا القدس الذراع العسكري لحركة الجهاد الإسلامي تمثل نموذجاً للاقتداء، بعدما تبنت العمل المقاوم في شمال الضفة المحتلة، وأخدت تنشره وتوسع رقعته، وهو ما أرّق جيش الاحتلال “الإسرائيلي” الذي أضحى يتلقى خسائر مادية وبشرية كبيرة، جراء الكمائن التي يتعرض لها من المقاتلين، ما دفعه للتفكير جدياً بالقضاء على قادتها و مشروعها المتنامي في الضفة.
“كتيبة جنين” التي تركت إرثا قتالياً ونموذجاً يسعى الكثير من نشطاء المقاومة كأفراد وجماعات في أماكن مختلفة في الضفة الغربية الاقتداء به، والمضي على دربه، وباتت تهديداً للاحتلال “الإسرائيلي”، جعلت الأخير يضع نصب عينيه إضعاف تلك الظاهرة أو القضاء عليها، من خلال اغتيال مقاتليها وقادتها، كما أكدت على المضيّ في تدفيع الاحتلال ثمن جرائمه واغتياله لقادتها الشهداء.
وفي العودة إلى الوراء قليلاً، أقدم جيش الاحتلال على اغتيال الشاب فاروق سلامة، أحد مقاتلي كتيبة جنين، والذي كان يجهز لحفل زواجه، قبل أن يغتال قائد كتيبة جنين محمد السعدي، ومساعده نعيم الزبيدي، إثر عملية اغتيال نفذتها قوات الاحتلال في مخيم جنين فجر اليوم.
هل يستطيع الاحتلال الاسرائيلي القضاء على مشروع “كتيبة جنين”؟
الكاتب والمحلل السياسي د. هاني العقاد، يرى أن محاولات الاحتلال للقضاء على مشروع المقاومة المتنامي في جنين سيبوء بالفشل، وستتصاعد وتتوسع تشكيلات الكتيبة في تلك المنطقة، مستذكراً أن الاحتلال لم يتمكن من انهاء الحالة المقاومة منذ احتلال فلسطين، وبالتالي لن يستطيع انهاء مشروع الكتيبة السمراء التي تتعملق وتتعاظم في مواجهة المحتل شمال الضفة.
وأشار العقاد إلى أنه على الرغم من اغتيال قادة كتيبة جنين تباعاً، وآخرهم قائدها العام محمد السعدي، ومساعده نعيم الزبيدي فجر اليوم، إلى أن مقاتليها سيبقون على العهد ويستبسلون في مجابهة المحلتين، وينصبون الكمائن لهم، يكبدونهم خسائر مادية وبشرية فادحة، قائلا: “هناك صفوف من القادة تحل محل السعدي والزبيدي، وتستمر وتنتشر مسيرتهم النضالية حتى دحر الاحتلال”.
وأضاف “الاحتلال واهم إذا كان يعتقد أنه بإمكانه انهاء مشروع كتيبة جنين بعد اغتيال قادتها؛ لأن القائد يخلفه قائد، وهناك الكثيرون ينتظرون دورهم في قيادة الكتيبة السمراء، والسير على درب القادة الشهداء الذي سطروا أسمى آيات الجهاد والمقاومة في مجابهة العدو ومعاونيه”، متابعاً: “كتيبة جنين باتت نموذجاً يحتذى به لآلاف الشبان الغيورين على بلدهم، وهو يدفعهم للانضمام إلى الكتيبة المقاومة، لذلك لن تنتهي ظاهر “كتيبة جنين ومشروعها المتنامي، بل ستمتد من أجيال إلى أخرى”.
ويرى الكاتب والمحلل السياسي المختص في الشأن “الإسرائيلي” أحمد عبد الرحمن، أن الاحتلال يسعى لتصفية وانهاء كل كتائب المقاومة في الضفة المحتلة، لاسيما كتيبة جنين، باعتبارها المُلهمة للمخيمات والمدن الأخرى لتشكيل كتائب مقاتلة تجابه الاحتلال بشكل يومي وتوقع به خسائر فادحة.
وأوضح عبد الرحمن أنه بالرغم من اعداد خطط محكمة للقضاء على مشروع كتيبة جنين، من خلال اعتقال مقاتليها واغتيالهم وملاحقتهم، إلا إنه سيفشل في ذلك، لأن مشروع كتيبة جنين والعمل المقاوم بشكل عام سيتنامى وتتسع رقعته في الضفة.
وقال “على مدار التاريخ، تخسر المقاومة قادتها، ولكنها لا تنكسر، واعتقد أن كتيبة جنين لن يكسرها اغتيال قادتها، بل ستطور من عملها المقاوم، وتدريب كوادرها والتقليل من خسائرها البشرية”.
وكانت “كتيبة جنين” قد نعت في بيان سابق الشهيدين “السعدي” و”زبيدي”، لافتةً إلى أنهما ارتقيا في عملية اغتيال نفذتها قوات الاحتلال في مخيم جنين، فجر اليوم الخميس، مؤكدة على المضيّ في تدفيع الاحتلال ثمن جرائمه، مشيدةً ببسالة مقاتلي مختلف الفصائل الذين تصدوا لاقتحام اليوم.
كتيبة بلاطة: اغتيال القادة السعدي و الزبيدي عملية إجرامية جبانة لن نقف مكتوفي الأيدي حيالها
أكدت سرايا القدس – كتيبة بلاطة، مساء اليوم الخميس، أن اغتيال المقاتلين الاشاوس ابو الايمن ونعيم هي عملية إجرامية جبانة لن نقف مكتوفي الأيدي حيالها، وأن المقاتلين لن يصمتوا عن هذه الجريمة طويلاً.
وقالت السرايا في تصريح صحفي ان “الشهداء القادة ابو الايمن والزبيدي هم من أبرز مجاهدي كتيبة جنين، ومن المقاتلين الأشداء الذين شهدت لهم شوارع المخيم، ومعارك الدفاع والتصدي لقوات الاحتلال الصهيوني، ومن عائلات مجاهدة قدمت العديد من أبنائها شهداء وأسرى وجرحى في سبيل الله والوطن، كما أن الشهيد نعيم أمضى سنوات عديدة في الأسر وكان رفيق درب الشهيد حمزة ابو الهيجا”.
وشددت الكتيبة على أن ارتقاء قادتنا العظام، لن يفت من عزيمة وإرادة مقاتلينا، وأننا سنمضي في هذا النهج الجهادي المبارك أكثر عزيمة وإصرارآ مهما عظمت التضحيات.
وحيت السرايا كافة السواعد المقاتلة التي تصدت لقوات الاحتلال وواجهته بكل قوة وبسالة، وأظهرت لهذا العدو الصهيوني أنها لن تتركه يستبيح ارض الضفة وسنبقى له بالمرصاد.
وفيما يلي نص التصريح كاملاً:
بسم الله الرحمن الرحيم
(وَلَا تَقُولُواْ لِمَن يُقْتَلُ في سَبِيلِ ٱللَّهِ أَمْوَٰتٌۢ ۚ بَلْ أَحْيَآءٌ وَلَٰكِن لَّا تَشْعُرُون)
صدق الله العظيم
بكل آيات الفخر والاعتزاز تزف كتيبة بلاطة
الشهداء محمد السعدي ابو الايمن القائد الميداني لسرايا القدس
والشهيد نعيم الزبيدي القائد في كتائب شهداء الاقصى
ابناء مخيم جنين البطولة والذين ارتقوا شهداء في عملية اغتيال جبانة نفذتها قوات الاحتلال في مخيم جنين.
إن الشهداء القادة ابو الايمن والزبيدي هم من أبرز مجاهدي كتيبة جنين، ومن المقاتلين الأشداء الذين شهدت لهم شوارع المخيم، ومعارك الدفاع والتصدي لقوات الاحتلال الصهيوني، ومن عائلات مجاهدة قدمت العديد من أبنائها شهداء وأسرى وجرحى في سبيل الله والوطن. كما أن الشهيد نعيم أمضى سنوات عديدة في الأسر وكان رفيق درب الشهيد حمزة ابو الهيجا
إننا وأمام هذا الحدث العظيم والأليم، نؤكد على ما يلي:-
أولاً: نعلن في كتيبة بلاطة ، أن اغتيال المقاتلين الاشاوس ابو الايمن ونعيم هي عملية إجرامية جبانة لن نقف مكتوفي الأيدي حيالها، وأن المقاتلين لن يصمتوا عن هذه الجريمة طويلاً.
ثانياً: نؤكد مرة أخرى أن ارتقاء قادتنا العظام، لن يفت من عزيمة وإرادة مقاتلينا، وأننا سنمضي في هذا النهج الجهادي المبارك أكثر عزيمة وإصرارآ مهما عظمت التضحيات.
ثالثا: نحيي كل السواعد المقاتلة التي تصدت لقوات الاحتلال وواجهته بكل قوة وبسالة، وأظهرت لهذا العدو الصهيوني أنها لن تتركه يستبيح ارض الضفة وسنبقى له بالمرصاد.
الرحمة للشهداء الأبرار والشفاء للجرحى والحرية للاسرى
وإنه لجهاد نصر أو استشهاد
كتيبة بلاطة
الخميس 1 كانون اول/ ديسمبر 2022م
المصدر: فلسطين اليوم+وكالة معاً