هناك حوالي 600 مواطن في الولايات المتحدة الأميركية من المعاقين جسدياً أو عقلياً، ما زالوا اليوم على قيد الحياة، لكنهم حرموا من نعمة إنجاب الأطفال، بعدما قامت حكومة ولاية كاليفورنيا قامت بتعقيمهم إما غصباً عنهم أو بدون علمهم. والآن تحاول حكومة الولاية العثور عليهم حتى تتمكن من دفع ما لا يقل عن 15 ألف دولار لكل منهم كتعويضات، وفقًا لما نشرته شبكة “ABC News“.
ولكن بعد عام من البحث، وافقت الولاية على الدفع لـ 51 شخصًا فقط من أصل 310 تقدموا بطلبات، ولم يتبق سوى عام واحد قبل أن يتم إغلاق البرنامج الذي تبلغ تكلفته 4.5 مليون دولار وتظل التحديات شديدة.
رفض مسؤولو الولاية طلبات من 103 أشخاص، وأغلقوا 3 طلبات غير مكتملة، ولا زالوا يقومون بمراجعة 153 آخرين، لكنهم يقولون إنه من الصعب التحقق من الطلبات لأن العديد من السجلات قد فُقدت أو دمرت.
هناك مجموعتان من الأشخاص سيحصلان على المال: أولئك الذين تم تعقيمهم من قبل حكومة الولاية خلال ما يسمى بحركة تحسين النسل التي بلغت ذروتها خلال الثلاثينيات، ومجموعة أخرى أصغر ضحية أثناء وجودهم في سجون الولاية منذ حوالي عقد من الزمان.
قالت ليندا جليدهيل، المديرة التنفيذية لمجلس تعويضات ضحايا كاليفورنيا الذي يشرف على البرنامج: “نحاول العثور على جميع المعلومات التي يمكننا الحصول عليها، وفي بعض الأحيان علينا فقط أن نأمل في أن يتمكن شخص ما من العثور على معلومات أكثر تفصيلاً بمفرده، نحن في بعض الأحيان غير قادرين على التحقق مما حدث”.
كانت كاليفورنيا في عام 2021 هي الولاية الثالثة التي توافق على برنامج تعويضات للتعقيم القسري، حيث انضمت إلى ولايتي نورث كارولينا وفيرجينيا، لكن كاليفورنيا كانت أول ولاية تضم أيضًا ضحايا أحدث من نظام السجون في الولاية.
إقرأ عن : كرونولوجيا التعقيم القسري الذي أجرته الحكومة الأميركية للمواطنين
لقد سعت “حركة تحسين النسل” إلى حرمان بعض المواطنين الأميركيين الذين يعانون من أمراض عقلية أو إعاقات جسدية من القدرة على إنجاب الأطفال، وكان لدى كاليفورنيا أكبر برنامج تعقيم قسري في البلاد، حيث قام بتعقيم حوالي 20 ألف شخص بدءًا من عام 1909، وكان معروفًا جدًا لدرجة أنه ألهم الممارسات في ألمانيا النازية فيما بعد، ولم تلغ الولاية قانون تحسين النسل حتى عام 1979.
من بين 45 شخصًا تمت الموافقة عليهم للتعويضات حتى الآن، تم تعقيم 3 فقط خلال عصر تحسين النسل، ومع الضحايا الناجين من ذلك الوقت في الثمانينيات والتسعينيات من القرن الماضي وما بعدها، أرسل مسؤولو الولاية ملصقات إلى 1000 دار رعاية و500 مكتبة في جميع أنحاء الولاية على أمل الوصول إلى المزيد منهم.
كما وقعت الولاية عقدًا بقيمة 280 ألف دولار في أكتوبر مع “JP Marketing”، ومقرها في فريسنو، لإطلاق حملة على وسائل التواصل الاجتماعي ستستمر حتى نهاية عام 2023، وستبدأ أكبر دفعة هذا الشهر عندما تدفع الولاية مقابل الإعلانات التلفزيونية والإذاعية في لوس أنجلوس وسان فرانسيسكو وساكرامنتو والتي ستستمر حتى تشرين الأول/ أكتوبر المقبل.
نأمل أن يشاهد أصدقاء الضحايا أو أقاربهم الإعلانات وأن يساعدوا أحبائهم في التقدم للبرنامج، يُذكر ان الضحايا فقط مؤهلون للحصول على المال، ولكن إذا ماتت الضحية بعد الموافقة عليها ولكن قبل استلام المبلغ الإجمالي، فيمكنها تعيين مستفيد آخر لتلقي الأموال.
قالت جليدهيل: “إننا نأخذ هذه المهمة على محمل الجد للعثور على هؤلاء الأشخاص، لا شيء يمكننا القيام به يمكن أن يعوض عما حدث لهم”.
يُذكر أن مراجعة حكومية وجدت أن 144 امرأة تم تعقيمهن بين عامي 2005 و2013 مع وجود القليل من الأدلة أو عدم وجود أدلة على أنهن تم تقديم المشورة لهن أو تقديم علاجات بديلة.
استجاب المشرعون بالولاية بإصدار قانون في عام 2014 لحظر التعقيم في السجن لأغراض تحديد النسل مع السماح بإجراءات أخرى ضرورية من الناحية الطبية.
قالت جليدهيل إن “العثور على سجناء تم تعقيمهم لا يزال يمثل تحديًا، إنهم أشخاص قد لا يثقون كثيرًا بالحكومة، بالنظر إلى ما حدث لهم”.
فريق راديو صوت العرب من أمريكا
5 كانون الثاني/ يناير، 2023
ملاحظة محرر موقع الحقول:
العنوان الأساسي للتقرير :
“كاليفورنيا تبدأ عملية بحث عن ضحايا التعقيم القسري وتعويضهم”
COMMENTS