اللواء
أخطر كلام شيعي عن باسيل: أظهر أسوأ ما عنده في لحظة تاريخية صعبة!
برّي وجنبلاط: لا ورقة بيضاء ونعم للتوافق… وتقلبات جديدة للدولار والأسعار
… مع حلول شهر شباط، وبالتزامن مع ترقب الاجتماع الدبلوماسي الاميركي – الفرنسي العربي في باريس اوائل الاسبوع المقبل، ونتائج محادثات الوفد النيابي، الذي يمثل توجهات نيابية متعددة، ابرزها ما يمثله نائب رئيس المجلس النيابي مع ممثلي صندوق النقد الدولي في واشنطن، اخذ الحراك الداخلي وجهة جديدة، ابرزها اظهار التعاون او الاتفاق بين الرئيس نبيه بري والنائب السابق وليد جنبلاط الى العلن، عبر «التوافق» على انتخاب رئيس لانه من غير الممكن البقاء في «دوامة الورقة البيضاء» على حد تعبير رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي بعد لقاء رئيس المجلس في عين التينة.
ما قاله جنبلاط متفق عليه مع الرئيس بري، بما في ذلك ضرورة عدم المكوث في دائرة الانتظار، وعلى وقع استمرار النزف المالي والمعيشي امام «عداد» انهيار الليرة وعجز هندسات مصرف لبنان عن وقف ارتفاع سعر صرف الدولار في السوق السوداء، فضلاً عن الحاجة الى جلسة لمجلس الوزراء لاقرار مطالب الاساتذة في القطاع العام، والذي ينضم الى اضرابهم الذي يدخل اليوم شهره الثاني، مع انضمام اساتذة التعليم الخاص اليه اليوم، مما يهدد جدياً العام الدراسي والذي يتعين انقاذه، وهو الاولى بالدعم من «البئر المثقوب» في الكهرباء كما قال جنبلاط.
بالتزامن، كان وفد من اللقاء الديمقراطي برئاسة النائب تيمور جنبلاط يكشف من بكركي بعد لقاء الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي عن اسماء ثلاثة يقترحها الفريق الجنبلاطي، وهم: قائد الجيش العماد جوزاف عون والوزير السابق جهاد ازعور والنائب السابق صلاح حنين، مع الانفتاح على بحث اسماء اخرى، وتعديل الدستور لمصلحة قائد الجيش اذا اقتضى الامر، بعد التوافق عليه.
ويأتي الحراك الجنبلاطي مع دعوة بكركي الى قمة روحية مسيحية تضم الى البطريرك الراعي البطاركة الكاثوليك والارثوذكس للبحث في سبل الخروج من الازمة الرئاسية وتقصير امد الفراغ في الرئاسة الاولى.
وقالت مصادر سياسية مطلعة لـ«اللواء» أن ما سجل من تحرك سياسي لجنبلاط ونجله وبعض نواب كتلته لا يعد مبادرة جاهزة إنما مسعى لكسر الجمود الحاصل في الملف الرئاسي.
وتوقعت هذه المصادر بأن يفتح نقاشاً حول الأسماء التي رشحها جنبلاط في محاولة لمعرفة الأصداء، على أن المعطيات أشارت إلى أن رئيس الأشتراكي لم يحدد اسما معينا إنما دعا إلى فتح باب التشاور الفعلي.
ورأت هذه المصادر أن هناك لقاءات يقوم بها جنبلاط نفسه أو يوفد إليها نواب من اللقاء الديمقراطي في إطار البحث بنقاط مشتركة، لافتة إلى أن هناك ترقبا لخطوة ما تقوم بها المعارضة.
وفي مجال آخر، أكدت أوساط مراقبة أن زيارة جنبلاط إلى رئيس مجلس النواب اندرجت أيضا في إطار الاستفسار عن خطوات بري المقبلة.
وعلى جبهة «تفاهم مار مخايل» المتصدعة، وفيما خفض النائب جبران باسيل من سقف «عنترياته» واشتراطاته، غامزاً من قناة الرئيسين بري ونجيب ميقاتي وحاكم مصرف لبنان، في الموقف المعلن لتكتل لبنان القوي، الذي اعطى الاولوية لانتخاب الرئيس وربط جلسات التشريع تبرير تشريعي من قبل رئيس المجلس لانعقادها، واتهم الحكومة بالتواطؤ مع الحاكم رياض سلامة، لجهة التمنع عن التدخل في المشهد الكارثي لتحلل الليرة اللبنانية. كشفت مصادر قيادية في «الثنائي الشيعي» ان حزب الله يقترب من درس خيارات، تعتبر ان التفاهم مع التيار الوطني الحر كأنه لم يكن.
وقال قيادي بارز لـ«اللواء» (راجع ص 3) ان باسيل شخصية نرجسية، فهو انقلب على الجميع حلفاء وخصوماً، وحاول ابتزاز حزب الله بالمباشر وكشف ان العلاقة معه قد تصبح على القطعة، فالرجل اظهر أسوأ ما عنده في لحظة صعبة من تاريخ لبنان، في وقت نحن بأمس الحاجة الى الحوار والتلاقي للخروج من الازمة».
تحرك كثيف
وفي السياق الرئاسي، تكثف الحراك السياسي في العلن وفي السر حول الاستحقاق الرئاسي، بعدما بات الجميع امام مأزق الازمات المعيشية والاجتماعية والتحركات في الشارع، وعلمت «اللواء» من مصادر سياسية بارزة ومطلعة، ان «ثنائي امل وحزب» وحلفاءه قرروا طرح ترشيح رئيس تيار المردة سليمان فرنجية لرئاسة الجمهورية خلال شهر شباط، لكن لم يتحدد بالضبط مسار هذه العملية وتوقيتها ربطاً بظروف إنضاجها.
وقالت المصادر: ان شهر شباط سيشهد حراكاً رئاسياً داخلياً مكثفاً لملء الشغور الرئاسي، لأن الخارج مشغول بأمور كثيرة اخرى ولا يمكن ان يحل محلنا في اختيار الرئيس.
واكدت المصادر انه بعد 12جلسة انتخابية عبثية، اصبح لا بد من طرح اسماء المرشحين من كل الاطراف، وربما يحصل توافق على تبني اسم او اسمين ليتم انتخاب احدهما.
وفي هذا المجال، استقبل رئيس مجلس النواب نبيه بري رئيس الحزب التقدّمي الإشتراكي وليد جنبلاط يرافقه الوزيرالاسبق غازي العريضي، وقال جنبلاط بعد اللقاء: ايا كانت التقلبات والتوقعات،ويقال انه سوف يجري لقاء رباعي وربما خماسي في باريس، هذا جيد، لكن هذا لا يمنع ان نحاول ان نقوم،لا أسميها مبادرة، انما بمحاولة إختراق بعض الحواجز السياسية والنفسية وغيرها من اجل الوصول الى توافق، فالتوافق هو الذي يعطينا املاً بانتخاب رئيس للجمهورية، لأننا لا نستطيع ان نبقى في هذه الدوامة في كل اسبوع،وهذا كلام مشترك بيني وبين الرئيس بري، ونصوت بورقه بيضاء وغير ورقة بيضاء الى آخره. لقد استنفذ الموضوع.
كما استقبل بري وفداً من تكتل «الإعتدال الوطني». وبعد اللقاء تحدث النائب وليد البعريني قائلاً: زيارتنا الى الرئيس برّي تتضمن أمورا إنمائية، إجتماعية عدة، وبلا شك سياسية وأهمها موضوع رئاسة الجمهورية، هذا الموضوع اخذ حيزاً كبيراً من الحوار أهمه انه مهما «شرقت الامور أو غربت» فان الحوار سيد الموقف، وإن حصل تنافس سيكون تنافساً ضمن البلد وضمن كل المكونات وكل الذين يرغبون بالترشح على رئاسة الجمهورية.
وفي السياق، استقبل البطريرك الراعي بعد وفد اللقاء الديمقراطي النائب فيصل كرامي، الذي قال بعد اللقاء: تباحثنا في كل الامور، وكانت هناك مقاربات وطنية والمقياس فيها، ما ينفع الناس وما يضر بها. اضاف: من هنا نؤكد ان رئاسة الجمهورية هي بداية الحل لكل الازمات التي تعصف بالبلاد، لانه بدون رئيس لن ينتظم عمل المؤسسات الدستورية، وبالتالي اتفاق الطائف هو المدخل الاساسي لحل كل الازمات، واتفاق الطائف يؤكد اولاً الشراكة، التي نشعراليوم بانها بدأت تهتز، الشراكة الاسلامية – المسيحية، وهذا هو الميثاق. اتفاق الطائف يحدد كل الامور والمخارج من كل المشاكل التي نعيشها لذلك علينا جميعا ان نذهب باتجاه حقيقي وبنيات صافية لتطبيق اتفاق الطائف.
وعن قراءته لكلام النائب جبران باسيل وامكانية ترشحه للرئاسة، قال كرامي: اولا لم يعد هناك في لبنان فريق سياسي واحد بل افرقاء سياسيون. نحن نؤكد ان الخلاف اليوم ليس خلافا دستوريا ولا ميثاقيا، الخلاف اليوم هو سياسي، ولكل له الحق في الترشح. والمهم تأمين النصاب. وانا اصوت للتوافق لانه السبيل والمخرج الوحيد للخروج من كل هذه الازمات.
ولا نص نائب
اما عضو تكتل لبنان القوي النائب غسان عطالله فأجاب رداً على سؤال عن إنتخاب رئيس بـ 65 صوتاً: ان الثنائي الشيعي لا يمكنه فرض رئيس للجمهورية «متل ما هو بدو» وهذا الموضوع مشكل كبير بالبلد.
وعن إمكانية إنتخاب نواب تكتل لبنان القوي سليمان فرنجية أجاب عطالله: «ولا نص نائب».
ميقاتي: جلسة للحكومة
على الصعيد الحكومي، أكد الرئيس ميقاتي «اننا في صدد اعداد الملف التربوي المتعلق بإضراب المدارس الرسمية وملف الجامعة اللبنانية، وتسلم الاقتراحات المطلوبة من معالي وزير التربية تمهيدا للدعوة الى جلسة حكومية ثالثة هذا الاسبوع او مطلع الاسبوع المقبل باقصى حد. كما ستناقش الجلسة أيضاً العديد من الملفات الطارئة التي تشكل أولوية ملحة ولا إمكانية لبتها خارج مجلس الوزراء».
وقال ميقاتي، خلال اطلاق «الاستراتيجية الوطنية للقطاع الصحي» في السراي: «لقد وضعنا في الجلستين الحكوميتين اللتين عقدناهما الحلول الخاصة بالقطاع الصحي وملف الكهرباء على سكة المعالجة، رغم كل الاعتراضات غير المنطقية التي سمعناها، والتي حاولت ادخال ملفات الناس الملحة في البازارات السياسية والمناكفات والمزايدات التي ارتدى بعضها، وللأسف، طابعاً طائفياً مقيتاً».
وأضاف: ندائي الى الجميع مراراً وتكراراً، الظرف الراهن لا يسمح بترف التساجل أو التخاصم. فلنرحم الوطن والعباد من نقاش عقيم، لا يمت الى الدستور وروحيته بصلة، بل يندرج في سياق مناكفات سياسية يهواها البعض.
الداخلية: جهوز القوائم الانتخابية
أعلنت وزارة الداخلية والبلديات – المديرية العامة للاحوال الشخصية، في بيان، جهوز القوائم الانتخابية الاولية، عملا بالمواد 32 و33 و34 من القانون رقم 44 تاريخ 17/6/2017، حيث تم ارسال اقراص مدمجة تحتوي نسخا عنها الى البلديات والى المختارين والى مراكز المحافظات والاقضية والى وزارة الخارجية والمغتربين بهدف نشرها وتعميمها تسهيلا للتنقيح النهائي. وقالت: لذلك، يدعى الناخبون المقيمون وغير المقيمين الى الاطلاع عليها اعتبارا من الاول من شباط 2022 على الموقع الرسمي الالكتروني الخاص بالمديرية العامة للاحوال الشخصية www.dgcs.gov.lb او على نسخ القوائم الانتخابية الاولية الموجودة في مراكز المحافظات والاقضية ولدى البلديات والمخاتير وفي مختلف السفارات والقنصليات اللبنانية في الخارج، وكذلك على الخط الساخن في وزارة الداخلية والبلديات رقم 1766، وبالتالي يطلب من كل ذي مصلحة ان يتقدم اعتبارا من الاول من شباط 2022 ولغاية الاول من اذار 2023 ضمنا الى لجنة القيد المختصة مباشرة بالنسبة للمقيمين او الى السفارة او القنصلية المعنية بالنسبة لغير المقيمين، بطلب يرمي الى تصحيح اي خلل بقيده في القوائم الانتخابية، كأن يكون سقط قيده او وقع خطأ في اسمه او لأي سبب اخر، علما ان المديرية العامة للاحوال الشخصية قد اصدرت اقراصا مدمجة تحتوي القوائم الانتخابية الاولية لكل دائرة انتخابية ويحق لاي شخص ان يستحصل على نسخ عنها لقاء بدل يساوي 300,00 ل.ل فقط.
النواب وصندوق النقد
وسط هذه الاجواء، عُقد في واشنطن اجتماع بين الوفد النيابي اللبناني الذي يضم النواب الياس بو صعب، نعمه افرام، مارك ضو وياسين ياسين، ومسؤولين في صندوق النقد الدولي، حيث شرح الوفد اللبناني تفاصيل القوانين التي اقرت وتلك التي لم تقر من ضمن الشروط المطلوبة من الصندوق .
وقال بوصعب: اوضحنا بعض النقاط، منها ان في لبنان بعض الخصوصية التي يجب اخذها في الاعتبار، في المقابل هناك بعض الامور التي تفاجأت بها ولا أعرف مدى دقتها، وهي ان قانون خطة التعافي المالي التي يُفترض أنها تناقَش في المجلس النيابي وتقدمت من بعض الزملاء النواب لأن الحكومة لم تتمكن من تقديمها ضمن المهلة، تبين أن صندوق النقد غير مطلع على تفاصيل هذا القانون ولا يعرفون ما اذا كان يفي بالغرض ام لا. لهذا سنتأكد مجددا ان لديهم نسخة عنه، وسنعرض الامر على المجلس النيابي.
تقلبات جديدة للدولار والاسعار
وعلى الصعيدين النقدي والمصرفي يدخل التحول من السعر القديم البالغ 1507 الى 15000 ل.ل. للدولار الاميركي حيز التنفيذ.
وحسب حاكم مصرف لبنان رياض سلامة، فإن هذا التغيير سيطبق على البنوك، مما يؤدي الى انخفاض في حقوق ملكية المؤسسات بعد التحول الى الدولار الى 15 الفاً بدل من 1500 ل.ل.
وقال إنه من أجل تخفيف أثر هذا التحول، ستمنح البنوك خمس سنوات «لإعادة تعويض الخسائر الناجمة عن تخفيض قيمة العملة».
وقال سلامة إن التغيير إلى 15 ألفا كان خطوة نحو توحيد أسعار الصرف المتعددة، تماشيا مع مسودة اتفاق توصل إليه لبنان مع صندوق النقد الدولي العام الماضي، والذي حدد شروطا لإطلاق خطة إنقاذ بقيمة 3 مليارات دولار.
وبانتظار بدء التطبيق ستتوضح اكثر فأكثر مجريات عمليات التسعيرة بالدولار وحجم الانهيار المالي لجهة عمليات الشراء بالليرة اللبنانية.
دوكان: العقوبات تحول دول الكهرباء
وعلى صعيد الكهرباء، كشف المبعوث الفرنسي لشؤون الدعم الدولي، بيار دوكان، أن مصر لا تزال تسعى للحصول على تأكيدات بأنه سيتم استثناؤها من العقوبات الأميركية المفروضة على سوريا لتبدأ في تصدير الغاز إلى لبنان عبر ذلك البلد بموجب خطة أُعلنت أول مرة في عام 2021 للمساعدة في تخفيف أزمة الكهرباء في لبنان.
وقال إن الخطة لم تُرفع بعد إلى مجلس إدارة البنك الدولي الذي سيقيّم إصلاحات قطاع الكهرباء في لبنان التي تعتبر شروطاً مسبقة للإفراج عن قرض بقيمة 300 مليون دولار لتمويل صادرات الغاز إلى لبنان على مدى 18 شهراً.
وأضاف دوكان للصحافيين في القاهرة إنه يزور مصر قبل أن يتوجه إلى الأردن ولبنان هذا الأسبوع، ثم إلى الولايات المتحدة في وقت لاحق في شباط، «لمحاولة المساعدة قدر الإمكان وتجاوز التصريحات السياسية» لبدء التنفيذ العملي.
وقال دوكان إنه تم حل عقبات خط الأنابيب الفنية أمام تصدير الغاز المصري ولا توجد أي معوقات بشأن تسعير الغاز أو كميته، لكن لم تتم تسوية المخاوف بشأن التعرض للعقوبات الأميركية المفروضة على حكومة الرئيس السوري بشار الأسد.
وقال «نظرائي المصريون قالوا لي اليوم «نريد أن يكون الأمر محدداً»… توجد مشكلة في الإعفاء من العقوبات… وهذا القلق يجب التعامل معه ليس فقط على أساس سياسي ولكن على أساس قانوني».
وقال دوكين إن هذه الإصلاحات يمكن تنفيذها في غضون عامين لكنها ستواجه مقاومة سياسية في بلد تديره منذ أشهر حكومة تصريف أعمال وبدون رئيس.
كورونا: 192
كوليرا: صفر
صحياً، اعلنت وزارة الصحة العامة في تقرير نشرته مساء أمس، عن حالات كورونا تسجيل «192 إصابة جديدة رفعت العدد التراكمي للحالات المثبتة الى 1228639، كما تم تسجيل حالتي وفاة».
كذلك نشرت الصحة تقريرا عن حالات الكوليرا في لبنان، اذ لم يسجل اي إصابة جديدة، وعليه استقر العدد التراكمي للحالات المثبتة على 671، كما لم يتم تسجيل اي حالة وفاة وسجل العدد التراكمي للوفيات23.
البناء
إيران تنضم الى الثلاثية الروسية التركية السورية تمهيدا لحل أمني سياسي يشمل إدلب والفرات
جنبلاط بين بكركي وعين التينة لاستكشاف الفرص الرئاسية والسير بين نقاط التوافق
الدولار رسميا ب 15000 ليرة من اليوم …ما يستدعي زيادة الأجور 10 مرات
تخطو الأوضاع في سورية بثبات نحو مرحلة جديدة ترسمها معادلة الرباعية التي تكرست أمس مع انضمام إيران الى الثلاثية الروسية التركية السورية المخصصة لبحث الوضع شمال سورية ومستقبل العلاقات التركية السورية، ومع انضمام إيران يتم تثبيت الدمج بين المبادرتين الروسية والإيرانية، بتفاهم موسكو وطهران من جهة ، وقبول سورية وتركيا من جهة أخرى، ومع دمج المبادرتين يصبح البرنامج المطروح على الرباعية هو إطار لحل سياسي وأمني يشمل منطقتي ادلب والفرات، سواء لجهة التعاون العسكري والأمني بين الأطراف الأربعة لإنهاء الجماعات الإرهابية في منطقة ادلب والتمهيد لإنتشار الجيش السوري فيها، وبرمجة الانسحاب التركي منها، وفتح الطرق الدولية، وإعادة النازحين إليها، وفتح الباب للجماعات السياسية التي ترغب بالتمايز عن الجماعات الإرهابية للمشاركة في العملية السياسية وفقا لمسار جنيف، وبالتوازي وضع خطة سياسية أمنية لمنطقة الفرات تقوم على رفض الإحتلال الأميركي وتفكيك الكانتون الكردي وفتح الطريق للجماعات الكردية الراغبة بالمشاركة في العملية السياسية للانضمام إليها.
التحول الكبير في سورية يعني مرحلة جديدة إقليميا بما له من تداعيات على الموقف الأميركي، وعلى التعامل العربي والسعودي خصوصا مع سورية و تغيير زاوية النظر للعلاقة مع الدولة السورية، وهو ما تؤكد مصادر دبلوماسية أنه يسير بتسارع مختلف عن المراحل السابقة نحو انفراجات لم تعد بعيدة، ستكون إعادة فتح السفارة السعودية في دمشق أولى تجلياتها.
اللبنانيون ربما يكونون المعني الأول بمستقبل المشهد السوري والعلاقة السورية السعودية، خصوصا في ظل الاستعصاء الرئاسي، و ضآلة الآمال المعقودة على اجتماعات رفع العتب التي سوف تشهدها باريس قريبا، والاستحقاق الرئاسي كان محور الحركة السياسية للحزب التقدمي الاشتراكي الذي زار رئيسه النائب السابق وليد جنبلاط عين التينة والتقى برئيس مجلس النواب نبيه بري، بينما زار رئيس اللقاء الديمقراطي النائب تيمور جنبلاط بكركي، في مهمتين متكاملتين، لاستكشاف الفرص الرئاسية ورسم آلية السير بين نقاط التوافق التي يحرص الاشتراكي على عدم الوقوع في أي من محظوراتها لحساسية العلاقة المسيحية الدرزية في الجبل.
اقتصاديا وماليا أعلن المصرف المركزي البدء بتطبيق سعر ال 15000 ليرة للدولار كسعر رسمي بدءا من اليوم، ما يعني تخفيضا رسميا لقيمة العملة عشر مرات، وهذا يعني أن تسعير الودائع بالليرة اللبنانية عند احتساب قيمتها على الدولار وفق هذا السعر ومثلها الديون، ومثلهما مستحقات المصارف، و يفتح الباب لتعديل الرسوم والضرائب بذات النسبة ، ما يدعو برأي مصادر مالية إلى زيادة الرواتب والأجور بذات النسبة أي مضاعفتها عشر مرات، باعتبار أن أقل نسبة تضخم تصيب القيمة الشرائية لليرة اللبنانية ستكون عشرة مرات، بينما أعلاها تصل الى 40 مرة مع سعر ال60 ألف ليرة للدولار، والمنطقي أن تبنى الرواتب على الحد الوسطي بين السعرين، وفي أسوأ الأحوال على أدناها.
وشهد مثلث عين التينة – كليمنصو – بكركي حركة سياسية لافتة لتزخيم الملف الرئاسي في إطار الجهود التي يقوم بها رئيس مجلس النواب نبيه بري ورئيس الحزب الاشتراكي وليد جنبلاط مع كافة الأطراف، للتوصل الى توافق حول انتخاب رئيس للجمهورية.
وقد زار جنبلاط أمس مقر الرئاسة الثانية والتقى رئيس المجلس، ولفت في تصريح بعد اللقاء إلى أن «ما نقوم به هو محاولة اختراق بعض الحواجز السياسية من أجل الوصول إلى توافق يعطينا آمالًا بانتخاب رئيس للجمهورية». وأشار جنبلاط، إلى أننا «لا نستطيع أن نبقى في هذه الدوامة بأن نذهب كل أسبوع، ونُصوّت بورقة بيضاء وسواها وفي الوقت نفسه ربما البعض له حسابات جيواستراتيجية».
وأوضح أن «هناك شيئاً مخيفاً وهو العداد أي الليرة اللبنانية التي تنهار في كل لحظة ومهما حاول البعض كالبنك المركزي القيام بهندسات مالية إلا أن هذه الهندسات لا تنفع إذا لم يجر إصلاحاً حقيقياً من خلال انتخاب رئيس للجمهورية ومن خلال تبني مشروع البنك الدولي، أو قسم منه على الاقل ولم أقل أن كل المشروع هو مفيد».
وأضاف: «اليوم تطرقنا أيضاً الى موضوع مهم جداً مع بري وهو التربية، فمن جهة وضعوا 60 او 70 مليون دولار (لست أدري كيف اتوا بها) في هذا البئر المثقوب بئر الكهرباء من جهة أخرى توقفوا عند التربية التي تحتاج فقط الى 25 مليون دولار وهي أهم بكثير من الكهرباء، لأن الكهرباء من دون إصلاح لا معنى لها».
ووفق ما تقول مصادر مطلعة على لقاء بري – جنبلاط لــ»االبناء» فهناك تقاطع بين الطرفين الى أن التوافق هو الممر الإلزامي لانتخاب رئيس للجمهورية، ووضع حد للجلسات التي لا تفضي الى انتخاب رئيس ومسلسل التصويت بالورقة البيضاء». وكشفت المصادر بأن البحث بين بري وجنبلاط لم يتم الدخول بأسماء المرشحين خلال اللقاء، لكن تم التفاهم على أن «المطلوب هو الذهاب الى جلسات نيابية تؤدي الى انتخاب رئيس»، مشيرة إلى أننا «سلكنا مساراً يهدف الى إيجاد خرق بجدار التعطيل والفراغ». ونفت المصادر ما يجري ترويجه عن وجود بحث جدي بترشيح قائد الجيش، وقد سُئِل جنبلاط بأنه يؤيد انتخاب قائد الجيش وبري يمانع فرفض جنبلاط الإجابة». ولم تنفِ المصادر تمسك الرئيس بري وحزب الله بفرنجية على الرغم من عدم إعلان ذلك رسمياً، وبالتالي من الطبيعي أن يفتح بري حواراً مع الكتل النيابية لتجميع أغلبية لفرنجية، كما أوضحت أنه صحيح تأييد الرئيس بري للانتخاب بالنصف زائداً واحداً لكن بشرط توافر نصاب الانعقاد 86 بكل دورات الاقتراع.
ووفق مصادر أخرى، فإن بري وجنبلاط أكّدا بأن لا حظوظ للنائب ميشال معوّض وأنهما متفقان على ضرورة الذّهاب بأسماء أخرى في الاستحقاق الرئاسي.
ولفتت الى أن «تحديد موعد جلسة انتخاب رئيس الجمهورية المقبلة ينتظر انتهاء عملية استطلاع الآراء التي يجريها بري، واتجاه الثنائي الشيعي هذه المرة بعدم النزول الى الجلسة بورقة بيضاء». وأوضحت بأن «مبادرة بري ترتكز على الذهاب الى المجلس والتصويت للمرشحين، فإذا لم ينسحب أي مرشح لصالح آخر تستمرّ الجلسات الى حين انتخاب رئيس بـ 65 صوتًا».
في المقابل تؤكد أوساط على صلة بحزب الله لـ»البناء» أن «الحزب ليس لديه خطة ب حتى الساعة ولا يتحدث بأي مرشحين غير فرنجية وهو متمسك بترشيحه، وبالتالي لا يؤيد قائد الجيش طالما هناك مشهد تصعيد واشتباك في المنطقة وغياب التسويات». وأضافت بأن حزب الله لم يخترع ترشيح فرنجية بل كان الأخير مرشحاً جدياً لفرنسا والسعودية والكنيسة المارونية وللرئيس سعد الحريري مع عدم ممانعة أميركية، وبالتالي يُعدّ مرشحاً توافقياً حقيقياً، وهو يجمع المواصفات والعناوين التي تتطلبها المرحلة المقبلة والتي تطرحها كافة الأطراف، لا سيما تحسين العلاقات مع السعودية ودول الخليج والدول العربية لإعادة فتح باب الدعم الخليجي المالي للبنان بالتوازي مع إصلاح العلاقات اللبنانية مع سورية نظراً لأهميتها في حلّ الكثير من الملفات الخلافية العالقة والأزمة السياسية بين لبنان وسورية، وبالتالي فرنجية يجسّد معادلة الـ س– س».
وكان وفد من اللقاء الديمقراطي برئاسة النائب تيمور جنبلاط، زار بكركي والتقى البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي، وأشار النائب راجي السعد باسم الوفد بعد اللقاء الى أن «اسم قائد الجيش هو في الصدارة رئاسياً وأن لا مانع من تعديل الدستور لانتخابه». وأضاف: «لا اتفاق على اسم معيّن للرئاسة ولكن هناك تراتبية بالأسماء واسم قائد الجيش العماد جوزاف عون في الصّدارة، وهذا الأمر نتيجة الاجتماعات التي جرت بين الكتل». كما أكد أن «البطريرك الراعي لم يتّخذ موقفاً ولم يُعطِ أولويّة لأيّ اسم، وما من مرشّح يحظى بتأييد 65 نائباً حتى الآن». وتابع «إذا هناك اتفاق على قائد الجيش سنسعى الى تعديل الدستور».
ومن بكركي أيضاً شدد النائب فيصل كرامي على «أننا حريصون على أن يكون منصب الرئاسة الاولى منصباً وطنياً، معتبراً أن الرئاسات هي لكل اللبنانيين وليست حكراً على أحد. ورأى كرامي، بعد لقائه البطريرك الراعي «أن اتفاق الطائف هو المدخل الاساسي لحل كل الازمات». وأكد على الشراكة الاسلامية المسيحية التي نشعر أنها بدأت تهتز، لافتاً إلى أن علينا اتخاذ طريق حقيقية بنيات صافية لتطبيق اتفاق الطائف. وقال «أنا مع تعديل الدستور إذا كان مخرجًا لحلحلة الأمور».
وكانت لافتة زيارة عضو كتلة القوات اللبنانية زياد الحواط الى بكركي بعد زيارة الوفد الاشتراكي، حيث جدد التأكيد بعد لقائه الراعي بأن «مرشحنا هو ميشال معوّض الذي يتمتع بنهج سيادي إصلاحي ونحن متمسكون به إلى النهاية».
وعلمت «البناء» أن هناك خلافاً بين القوات اللبنانية والاشتراكي حول جدوى الاستمرار بتأييد ترشيح معوض الذي لم يعد يملك الحظوظ، وهذا ما دفع بكتلة اللقاء الديمقراطي بتعليق مشاركتها بالجلسات إذا لم يحصل توافق.
وتعقد في بكركي قمة روحية مسيحية اليوم تضمّ البطاركة الكاثوليك والأرثوذكس للبحث في وسائل للخروج من الأزمة الرئاسية.
في المقابل لفت عضو تكتل لبنان القوي النائب غسان عطاالله في حديث تلفزيوني الى »أن التيار الوطني الحر لمس الحرص الأكبر على الوضع الحالي من الحزب التقدمي الاشتراكي واللقاء بين الوزير باسيل والوزير جنبلاط بحث في الخطر الآتي إلى لبنان وجنبلاط رجل سياسي من الطراز الأول».
وعن انتخاب رئيس بـ65 صوتاً لفت عطاالله الى ان الثنائي الشيعي لا يمكنه فرض رئيس للجمهورية «متل ما هو بدو» وهذا الموضوع »مشكل كبير بالبلد».
وعن إمكانية انتخاب نواب تكتل لبنان القوي سليمان فرنجية أجاب عطاالله: «ولا نص نائب».
واشارت مصادر «البناء» الى أن النائب باسيل يقوم بجهود مع جنبلاط وحزب الله للبحث عن توافق على عدة أسماء لكي يصار الى انتخاب أحدها، وهو طرح 3 خيارات منها التوافق على المشروع بمعزل عن الاسم مقابل الاتفاق على عناوين المرحلة المقبلة وعلى رأسها اللامركزية الادارية. لكن المصادر تتوقع أن يطول أمد الفراغ الرئاسي حتى الصيف المقبل، وبالتالي نحن في مرحلة رفع السقوف وتعزيز مواقع التفاوض واختبار فرص المرشحين تمهيداً للبدء بالتفاوض الجديد لاحقاً.
وبرزت زيارة السفير الروسي في لبنان ألكسندر روداكوف، الى بنشعي في توقيت سياسي والتقى رئيس تيار المردة سليمان فرنجية، مشيراً الى أن أنه «رغم كل الصعوبات والمشاكل التي نعيشها في أوروبا وفي روسيا، نحن جاهزون لمساعدة لبنان من أجل حلّ الازمة السياسية عبر انتخاب رئيس للجمهورية في أسرع وقت وتشكيل حكومة شرعية».
وشدّد على أن «روسيا جاهزة لمساعدة لبنان في المجال الاقتصادي والصحي والتعليم العالي، ولهذه الأسباب كلها، نحن زرنا اليوم فرنجية وفرحون بالحوار الموجود بيننا».
واضاف :»نحن دائماً نزور زغرتا وهذا البيت الكريم وفرنجية صديق قديم لروسيا الاتحادية التي تحاول ان تساعد اللبنانيين في إيجاد الحلول للأزمتين المالية والسياسية».
في غضون ذلك، يبدو أن الوضع الحكومي أمام اشتباك حكومي جديد بين التيار الوطني الحر والرئيس نجيب ميقاتي الذي كشف «أننا في صدد اعداد الملف التربوي المتعلق بإضراب المدارس الرسمية وملف الجامعة اللبنانية، وتسلم الاقتراحات المطلوبة من معالي وزير التربية تمهيداً للدعوة الى جلسة حكومية ثالثة هذا الاسبوع او مطلع الاسبوع المقبل بأقصى حد، كما ستناقش الجلسة أيضاً العديد من الملفات الطارئة التي تشكل أولوية ملحة ولا إمكانية لبتها خارج مجلس الوزراء». وقال خلال إطلاق «الاستراتيجية الوطنية للقطاع الصحي» في السراي: «نحن نعمل وفق الواجب والدستور بانتظار أن يتم انتخاب رئيس جديد للبلاد، إيذاناً ببدء مرحلة جديدة دستورياً وسياسياً. سنستمر في العمل براحة ضمير وأولويتنا مصلحة الناس وانتظام عمل المؤسسات ولا شيء سوى ذلك».
الى ذلك، أعلن حاكم مصرف لبنان رياض سلامة في حديث الى وكالة «رويترز»، بأن «لبنان سيرفع سعر صرف الدولار من 1507 إلى 15000 ليرة في الأول من شباط».
وأوضح سلامة أن «هذا التغيير سيُطبّق على البنوك، مما سيؤدي إلى انخفاض رؤوس أموال المؤسسات الواقعة في قلب الأزمة المالية للبلاد منذ عام 2019». ولفت الى أن البنوك التجارية في البلاد «ستشهد انخفاض جزء من رؤوس أموالها، الذي هو بالليرة، بمجرد تحويله مقابل الدولار بسعر 15 ألفاً بدلاً من 1500».
وأوضح أنه من أجل تخفيف أثر هذا التحوّل، ستُمنح البنوك خمس سنوات «لتعويض الخسائر الناجمة عن خفض قيمة العملة». ولفت الى «أن تغيير سعر الصرف إلى 15 ألف ليرة خطوة نحو توحيد أسعار الصرف المتعدّدة في البلاد، ويأتي تماشياً مع مسودة اتفاق توصل إليه لبنان مع صندوق النقد الدولي العام الماضي وحدّد شروطاً لتقديم خطة إنقاذ بقيمة ثلاثة مليارات دولار».
على صعيد آخر، عقد اجتماع ثلاثي استثنائي في رأس الناقورة برئاسة قائد قوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان ورئيس البعثة اللواء أرولدو لاثارو، وحضور وفد من ضباط الجيش اللبنانيّ برئاسة منسق الحكومة اللبنانية لدى قوّة الأمم المتحدة العميد منير شحاده، وذلك ضمن إجراءات مشدّدة من وباء الكورونا.
وتطرّق الجانب اللبناني في بداية الاجتماع إلى الاعتداءات الإسرائيلية المتكرّرة والتي تحصل يومياً، وحمّل العدو مسؤولية النتائج التي تترتّب عن هذه الاعتداءات، كما دعا الأمم المتحدة إلى ممارسة أقصى قدر من الضغط على العدو الإسرائيلي من أجل كبح ممارساته العدائية.
كذلك أعرب الجانب اللبناني، عن إدانته «لانتهاكات العدو المستمرّة للسيادة اللبنانية براً وبحراً وجواً، مؤكداً على «التزام لبنان بالقرارات الأممية لا سيما القرار 1701 وكافة مندرجاته».
وشدّد الجانب اللبناني على «ضرورة انسحاب العدو الإسرائيلي من كافة الأراضي اللبنانية المحتلة، مزارع شبعا وتلال كفرشوبا، وخراج بلدة الماري التي تشمل بجزء منها التمدد العمراني لبلدة الغجر، والمناطق التي يتحفظ فيها لبنان على الخط الأزرق (13 منطقة)، والمناطق التي يوجد فيها خرق دائم للخط الأزرق (17 منطقة)».
الأخبار
جنبلاط يقترح اليرزة بدلاً من ثنائي زغرتا
بدأ رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط، أمس، حراكاً رئاسياً أطلقه من عين التينة بلقاء مع رئيس مجلس النواب نبيه بري، صرّح بعدها بأن «التوافق يعطي أملاً بانتخاب رئيس»، وأنه «لا يمكن البقاء في دوامة الورقة البيضاء». لقاء أمس جاء بعدَ سلسلة لقاءات لجنبلاط مع عدد من القوى السياسية من بينها حزب الله والتيار الوطني الحر والكتائب، وقرّر تكثيفها باتجاه عدد من القوى من بينها بكركي. وعلمت «الأخبار» أن هذه الحركة تتركّز على محوريْن: الأول، إقناع ثنائي حزب الله وحركة أمل باستحالة انتخاب رئيس تيار «المردة» سليمان فرنجية وفرضه على القوى المسيحية ما يوجب «سحب اليد منه» والانتقال إلى مرحلة جديدة. وهو يتقاطع في ذلك مع التيار الوطني الحر الذي يُصر رئيسه النائب جبران باسيل على شطب فرنجية من لائحة المرشحين قبل الدخول في نقاش حول أي اسم آخر. أما المحور الثاني في حركة جنبلاط، فهو الترويج لأسماء باتت معروفة، من بينها قائد الجيش جوزيف عون.
وفيما قالت أوساط مطلعة إن «جنبلاط يراهن على أن إقناع برّي بالتخلي عن دعم فرنجية قد يكون أسهل من إقناع الحزب كون الأول أكثر براغماتية ولا يمانع انتخاب عون في حال لم تعُد تحتمل ظروف البلد»، فضلاً عن أنه «بذلك يقطع الطريق على باسيل لتحقيق فوز سياسي بإطاحة عون وفرنجية معاً». وأضافت المصادر أن أحد أسباب حراك جنبلاط «تخوفه الجدي من الخطاب التقسيمي الذي انطلق في البلد وعرابه رئيس حزب القوات سمير جعجع الذي يروج لدى السعوديين فكرة ترك البلد ينهار بالكامل وتقسيم مناطقه بحيث يسيطر هو على المنطقة الشرقية».
في المقابل، أشارت مصادر مطلعة على أجواء عين التينة أن بري لم يتلقّ بارتياح دعوة زعيم المختارة إلى ترشيح قائد الجيش والتخلي عن ترشيح فرنجية. وجرى تداول معلومات أمس عن أن رئيس المجلس بدأ بالفعل عملية استطلاع آراء الكتل النيابية وتثبيت «البوانتاج» لفرنجيةوإمكان الذهاب إلى مجلس النواب بأكثرية الـ 65 صوتاً مع نصاب الثلثين. وأشارت المعلومات إلى أن تحديد موعد الجلسة المقبلة لانتخاب رئيس ينتظر انتهاء عملية الاستطلاع التي يجريها بري حول إمكان الذهاب إلى المجلس والتصويت للمرشحين، فإذا لم ينسحب أي مرشح لمصلحة آخر تستمر الجلسات إلى حين انتخاب رئيس بـ 65 صوتاً.
وفي موضوع الحكومة، أكد رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي «أننا في صدد إعداد الملف التربوي المتعلق بإضراب المدارس الرسمية وملف الجامعة اللبنانية، وتسلم الاقتراحات المطلوبة من معالي وزير التربية تمهيداً للدعوة إلى جلسة حكومية ثالثة هذا الأسبوع أو مطلع الأسبوع المقبل في أقصى حد»، فيما أكدت المصادر أن «جنبلاط طلب من بري التدخل لدى حزب الله للمشاركة في الجلسة».
وصباحاً، حمل وفد اللقاء الديموقراطي إلى البطريرك الماروني بشارة الراعي، في بكركي، مجموعة من الثوابت التي يتمسك بها، وفي طليعتها الطائف والوحدة الوطنية. وشدد على «ضرورة فتح كوة محلية في موضوع رئاسة الجمهورية تتيح انتخاب رئيس في أسرع وقت. وقد ناقش الوفد الذي ضم إلى رئيسه النائب تيمور جنبلاط، كلاً من النائبين وائل أبو فاعور وراجي السّعد، التداعيات السلبية الكثيرة لتعذر انتخاب رئيس»، من دون الدخول في تسميات.
COMMENTS