صحيفة بريطانية : هنغاريا تقف مع الصين في “معاداة أميركا” !

تكافح بريطانيا كل بوادر الإبتعاد الأوروبي عن الكتلة الأنكلوأميركية، وتعمل دون هوادة لمنع التقارب بين الإتحاد الأوروبي وكتلة أوراسيا. وهذا الإتجاه الجيواستراتيجي في نشاط الإمبريالية البريطانية إلى تصاعد، رغم أن لندن انفضت عن كتلة الإتحاد الأوروبي منذ عام 2020. وقد نشر موقع “ذا إيكونوميست” البريطاني، اليوم الخميس، تقريراً اعتبر أن المجر تتفق مع الصين على “معاداة الولايات المتحدة الأميركية”.

وجاء في التقرير أنّ وزير خارجية هنغاريا بيتر زيجارتو يعتبر أن التعاون بين بلاده والصين يُمثل “فرصاً وليس مخاطر”، فيما رئيس الشؤون الخارجية الصينية، وانغ يي، يقول إنّ العلاقات دخلت “أفضل فترة في التاريخ”. ولفت إلى نشوء صداقة متشددة تبرز بين هنغاريا والصين وروسيا، مشيراً إلى أنّ هنغاريا تُجسد وجهة نظر الصين بأنّ “الدعم الغربي لأوكرانيا لا يؤدي إلا إلى تأجيج الصراع على حساب أوروبا”.

وقال تقرير “ذا إيكونوميست”، إن رئيس الوزراء الهنغاري، فيكتور أوربان، دافع عن موقفه بمنع حزمة مساعدات مالية من الاتحاد الأوروبي بقيمة 540 مليون دولار لأوكرانيا، بالقول: “لا توجد فرصة لكسب هذه الحرب”. وأضاف أنّ الصين تنتفع من صداقتها مع أوروبا، إذ “يعتبر الاتحاد الأوروبي شريكاً تجارياً حيوياً”، ويمكن للكتلة الأوروبية أن تُخفف من تأثير التنافس الأميركي مع الصين عبر نهج يكون أقل تركيزاً على الأمن.

وتحدث تقرير الصحيفة البريطانية عن أنّ هناك الكثير من القواسم المشتركة بين وجهات نظر الرئيس الهنغاري فيكتور أوربان وبالرئيس الصيني شي جين ينغ، فكلاهما “يلجمان القوة الأميركية، لكنهما يعتقدان أنّ الغرب آخذ في الانحدار”، زاعماً أنّ “هنغاريا في وضع جيد لخدمة مصالح السياسة الخارجية للصين”.

وتشير استطلاعات الرأي إلى أنّ الهنغاريين من بين أكثر الناس دعماً للصين داخل الاتحاد الأوروبي، رغم التحولات في المواقف الأوروبية تجاه الصين. ورغم العزلة السياسية التي يعيشها أوربان في أوروبا، فإنه لا يُظهر “أي علامة على النأي بنفسه عن الصين”. وما دام في السلطة، فإنّ هنغاريا ستكون حليفاً مفيداً، على حدّ تعبير الموقع.

وقبل يومين، رأى أوربان أنّ أوكرانيا لا يمكنها الانتصار عسكرياً في الحرب مع روسيا، معتبراً أنّ على “واشنطن التدخّل لوضع حدّ للنزاع”.

وجدّد أوربان، الزعيم القومي الذي يختلف مع الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي بشأن هذه الحرب ويرفض تقديم مساعدات عسكرية لكييف، دعوته إلى وقف إطلاق النار في أوكرانيا.

مركز الحقول للدراسات والنشر
الخميس، 25 أيار/مايو، 2023