البناء
جندي مصري يقتل ثلاثة جنود للاحتلال… والمقداد من بغداد لرفض العقوبات وإدانة تركيا
مؤيدو معوض يسحبونه لصالح أزعور والتيار يؤيد… وتريث اشتراكي حرصاً على التوافق
نصرالله أبلغ ممثل بكركي التمسك بدعم فرنجية… والعودة للورقة البيضاء وارد إذا عُقدت جلسة!
إقليمياً فرضت العملية البطولية التي نفّذها جندي مصري على الحدود مع فلسطين المحتلة حضورها على المشهد، بعدما أدّت الى مقتل ثلاثة جنود من جيش الاحتلال، ودفعت قادة الاحتلال إلى الاعتراف بسقوط التطبيع والرهان على اتفاقيات كامب ديفيد، من خلال القول إن ما جرى ليس ناتجاً عن تداخل وسوء فهم، بل عن تخطيط مسبق للعملية، بينما أكد الجيش المصري تبنيه لشهادة الجندي المصري، وترتّب على العملية مناخ من التأييد الشعبي العربي والفلسطيني خصوصاً، وظهور حديث عن ابتكار الجنود المصريين لطريقة مشاركتهم في مفهوم وحدة الساحات.
إقليمياً أيضاً تحدّث وزير الخارجية السورية الدكتور فيصل المقداد من بغداد خلال زيارة تنسيق بين الحكومتين السورية والعراقية، تناولت العلاقات الثنائية والتعاون في ملفات عديدة، وأكد المقداد من بغداد على رفض العقوبات التي تتعرّض لها سورية وعاش العراق مثيلتها ويعرف آثارها، مندداً بالاعتداءات التركية على العراق، داعياً إلى رفع الغطاء الذي تحظى به الجماعات الإرهابيّة مثل جبهة النصرة وتنظيم داعش.
لبنانياً، ظهرت القوى المؤيدة لترشيح النائب ميشال معوض، ما وصفته بالتقاطع على اسم المرشح جهاد أزعور بإعلان كل من رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل عن التقاطع على ترشيح أزعور بينما عقدت القوى المؤيدة لمعوّض انسحاب معوض لصالح أزعور، بمشاركة تمثل 32 نائباً، هم نواب القوات اللبنانية وحزب الكتائب وحركة تجدّد التي ينتمي إليها معوض وثلاثة نواب من كتلة التغيير، وفيما يتحدّث قادة التيار عن ضمان تصويت ستة عشر نائباً لصالح أزعور، تقول مصادر نيابية إن العدد لن يتجاوز الـ 12 نائباً في أحسن الأحوال، ما يجعل ما سيناله أزعور في حال الدعوة الى جلسة انتخابية بين 44 و48 صوتاً، إذا بقي اللقاء الديمقراطي الداعم لترشيح أزعور عند خيار عدم التصويت منعاً للتصادم وفتح الطريق التوافق مع ثنائي حزب الله وحركة أمل، وبقيت كتلة الاعتدال الوطني عند موقفها الداعي لمرشح التوافق الجامع، وبقي نواب التغيير الباقين عند تحفظاتهم على ما يسمّونه بانتماء أزعور إلى ما يسمّونه بالمنظومة.
في الملف الرئاسي ترجم البطريرك بشارة الراعي مبادرته الحوارية بإيفاد المطران بولس عبد الساتر للقاء الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله، وسمع منه تمسك حزب الله بمواصلة دعم ترشيح الوزير السابق سليمان فرنجية، بينما قال النائب حسن فضل الله إن أي مرشح يشبه ترشيح معوض بصفته مرشحاً للتحدّي لن يصل إلى الرئاسة، بينما قالت مصادر نيابية إنها لا تستبعد إذا تمت الدعوة الى جلسة انتخابية عودة ثنائي حركة أمل وحزب الله وحلفائهما إلى التصويت بورقة بيضاء تأكيداً على الدعوة للتوافق والحوار.
تحاول قوى المعارضة والتيار الوطني الحر خلق انقسام عمودي في البلد وسط ذهابهما وبعض نواب التغيير والمستقلين الى الإعلان عن تقاطع حول ترشيح الوزير السابق جهاد ازعور لرئاسة الجمهورية، الا ان مستجدات الساعات الماضية تشير، بحسب معلومات «البناء»، الى ان حزب الله لن ينجر الى استفزاز رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل له ولن يذهب الى النقاش حول مرشح ثالث، وقد تبلغ هذا الأمر كل من التقى قياديي الحزب ومسؤوليه في الإيام والساعات الماضية، حيث تفيد المعلومات أن حزب الله متمسك بدعم فرنجية وليس صحيحاً أنه في وارد البحث في مرشح توافقي.
وبانتظار حراك رئيس المجلس النيابي نبيه بري في الساعات المقبلة، فإن الأخير دعا المعارضة لتُصدر موقفاً واضحاً من مرشحها وعندها سيتصرّف على ضوء ذلك.
وفيما التقى البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي، رئيس تيار المردة سليمان فرنجية، أعلن أنه «سيلتقي الجميع ويجب أن نخرج من المأساة التي يعيشها لبنان ولا مشكلة لدينا مع أحد». وقال البطريرك الراعي «لن أدخل في جدال التوافق على اسم جهاد أزعور وشغلي بعملو ووقت فيه لزوم بعلن عنّو».
وأوفد البطريرك الراعي السبت المطران بولس عبد الساتر رئيس أساقفة بيروت للقاء الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله، في إطار المشاورات والاتصالات التي بدأها مع الأطراف اللبنانية كافة تسهيلاً لإتمام الاستحقاق الرئاسي وإنهاء الفراغ القاتل في سدة الرئاسة الاولى.
وأكد عضو كتلة «الوفاء للمقاومة» النائب حسن فضل الله، أن «حزب الله يرحّب بالدعوة الى الحوار والتلاقي، وإيجاد توافقات لانتخاب رئيس للجمهورية بعيداً عن الفرض والتحدي، وتعاطى مع هذه الدعوة بإيجابية وانفتاح ويد ممدودة لشركائنا من موقع الحرص على الشراكة الوطنية، وعلى تفاهم اللبنانيين على قضاياهم، وفي مقدمها انتخاب الرئيس، وما عدا ذلك إضاعة للوقت وإطالة لأمد الفراغ الرئاسي، وتعطيل للحلول الممكنة، بما يؤدي إلى زيادة معاناة اللبنانيين».
وأضاف فضل الله: «إن دور المجلس النيابي انتخاب رئيس لكل اللبنانيين، وليس رئيساً لفريق سياسي نهجه الفرض والإلغاء، فهم يجيزون لأنفسهم ترشيح من يريدون، وعندما تدعم كتل أخرى صديقاً لنا يسمون ذلك فرضاً، لأن عنوان معركتهم هو رفض الرئيس القادر على التواصل مع الجميع محلياً وخارجياً، وفرض الرئيس الذي يحمل صفة المواجهة، ونقول لهم لا تتعبوا أنفسكم وتهدروا الوقت، فلن يصل مرشح التحدّي والمواجهة إلى بعبدا أياً يكن اسمه».
الى ذلك يفترض ان يعلن اللقاء الديمقراطي موقفه يوم غد او بعده من الاستحقاق الرئاسي وترشيح ازعور بعد ان تبنته المعارضة وبعض نواب التغيير. وتشير مصادر مطلعة لـ«البناء» الى أن الموقف الاشتراكي سوف يتحدّد بناء على ما ستخرج به لقاءات النائب السابق وليد جنبلاط مع المسؤولين الفرنسيين في باريس التي وصلها أمس. مع تشديد المصادر على ان الاشتراكي لا يريد ان يكون جزءاً من مواجهة إسلامية – مسيحية، وبالتالي فإن أي موقف سيصدر عنه سيراعي طبيعة التوازنات في البلد مع تأكيد الاشتراكي على أهمية الحوار من أجل التفاهم للوصول الى انتخاب رئيس بعيداً عن سياسة التحدي. فالموضوع يتعلق بكيفية وصول اي مرشح لا بالتصويت.
واعلن النائب ميشال معوّض سحب ترشّحه للانتخابات الرئاسية، وقال أصبح الخيار الوحيد هو توسيع رقعة التقاطعات والتي أوصلت الى المرشح جهاد أزعور وتؤمن له شبه إجماع مسيحيّ، وهو مرشح مقبول وقادر على حماية لبنان من المزيد من الانهيار والهيمنة.
وأعلنت كتل المعارضة وعدد من النواب المستقلين والتغييريين في مؤتمر صحافي تبني ترشيح اسم جهاد أزعور لرئاسة الجمهورية في بيان تلاه النائب مارك ضو الاستعداد للتصويت لأزعور لإنهاء الفراغ، خصوصاً أن لبنان بحاجة إلى الإنقاذ.
الا ان الأنظار تبقى متجهة أيضاً الى اجتماع تكتل لبنان القوي يوم غد الثلاثاء الذي سيحدد مسار الأمور، خاصة ان هناك انقساماً لا يزال داخل التيار الوطني الحر من ترشيح ازعور، هذا فضلاً عن بعض النواب المحسوبين على تكتل لبنان القوي أيضاً فبعيداً عن نواب حزب الطاشناق الذين سيصوّتون لفرنجية، فإن النائب فريد البستاني لم يحسم موقفه بعد من التصويت لأزعور.
اللواء
برّي لـ«اللواء»: سأدعو لجلسة وأدرس التوقيت
المعارضة تدفع بأزعور لمواجهة فرنجية وموفد للراعي التقى نصرالله.. وجنبلاط مع التوافق أولاً
دفعت قوى المعارضة التي انضم اليها التيار الوطني الحر، مرجحاً الدفَّة العددية لديها بالمرشح المعلن وزير المال السابق جهاد ازعور الى حلبة المسرح الرئاسي الانتخابي، وطالبت الرئيس نبيه بري بالدعوة دون تأخير المجلس النيابي لجلسة انتخاب، وليفز من ينال العدد الكافي من الأصوات (65 نائباً).
لم يسقط هؤلاء من حساباتهم مصير الدعوة، توجه أم لا، بسرعة ام تتأخر، ينعقد نصاب الـ86 نائباً للدورة الثانية، وكان في نيتهم أن المهم «ربط نزاع» مع «الثنائي الشيعي» الذي خرج من محوره النائب جبران باسيل، ولكنه لم ينتقل تماماً الى الضفة الأخرى، بانتظار المزاج الاقليمي.
وعلى خط الاتصالات، مع الثنائي، تولت بكركي المهمة، فأوفد البطريرك مار بشارة بطرس الراعي المطران بولس عبد الساتر للقاء الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله، في اطار الحوار حول ما يتعين فعله لإنهاء الشغور الرئاسي.
على ان يزور عبد الساتر عين التينة للقاء الرئيس نبيه بري، بصفته رئيساً لحركة «امل» ورئيساً للمجلس النيابي.
وفي ما خص الدعوة الى عقد جلسة لمجلس النواب، بعد تسمية الوزير ازعور، فإن المعلومات تتحدث عن موعد جلسة قد يتقرر، هذا الاسبوع، فالجلسة تعقد الخميس أو الاسبوع المقبل.
وفي المعلومات ايضاً ان فريق الثنائي يستعد للجلسة على مستوى الورقة البيضاء، بدءاً من 42 ورقة بيضاء، وهي الثلث القانوني المعطل للنصاب، ثم تطيير النصاب على نحو ما يحصل في الجلسات 11 الماضية.
وفي سؤال عن الخطوة المقبلة بعد توافق القوى المعارضة على اسم جهاد أزعور، قال الرئيس بري لـ «اللواء»: سأدعو الى جلسة للمجلس، لكن سأحدد الموعد بعد الاطلاع على ما قاله النائبان ميشال معوض ومارك ضو وفي ضوء اجندة المواعيد لدي. موضحاً انه يدرس التوقيت بعناية.
وحول تقييمه لمواقف النائبين وهل ستطول عملية انتخاب الرئيس؟ قال بري: لا يوجد في البلد توافق للأسف وعندما يحصل التوافق تنجلي الامور.
وعلى هذا، بات المشهد السياسي امام حالة استعصاء جديدة في حال تيقّن احد طرفي المنازلة من عدم حصول مرشحه على عدد الاصوات المطلوبة للفوز وقام بفرط نصاب جلسة الانتخاب، إذ ان طبيعة المعركة اتخذت شكل التحدي ومحاولة كسر الآخر، بعد المواقف عالية السقف من هذا الفريق وذاك، واخيرا موقف النائب ميشال معوض امس خلال اعلان انسحابه من المعركة والتزام التقاطع على اسم ازعور وبيان نائب التغيير مارك ضو بإسم 32 نائباً معارضا بالتزام التصويت لأزعور، واللذين تضمنا عبارات تتهم الفريق الاخر «بالهيمنة والفرض والتهديد».
وقد عبّرت اوساط نيابية محايدة عن خوفها من تعذر اجراء الانتخابات وتقول: في الخارج لا اتفاق بين الدول المعنية بالوضع اللبناني ولكل دولة ضمنياً مرشحها المفضل واولوياتها بالنسبة للوضع اللبناني السياسي والامني والاقتصادي، والموقف السعودي تغير من حالة الى حالة تزيد ارباك القوى السياسية نتيجة قرار عدم التدخل بأسماء المرشحين، وحظوظ ازعور في الخارج غير معروفة، فالفرنسيين لازالوا بأجواء ترشيح فرنجية لو انهم يدعون الى عقد جلسة انتخابية وليفز من يفز فيها. والبطريرك بشارة الراعي لم يعد من فرنسا والفاتيكان بتثبيت اسم ازعور. كذلك لا اتفاق داخلياً يمكن ان يوفر 65 صوتاً لأي مرشح عدا إحتمال فرط النصاب اذا توافر العدد الكافي للمرشح!
وتشير المصادر الى ان حسابات اطراف الداخل باتت تطال مرحلة ما بعد انتخاب الرئيس، فلو جرى انتخاب رئيس للجمهورية تبقى المشكلة في تشكيل الحكومة وحصص الاطراف فيها، وهل يمكن انتخاب رئيس للجمهورية وتسمية رئيس حكومة بغياب الميثاقية اذا قاطع فريق طائفي وزان الاجراءات الدستورية؟
لذلك يبقى المهم بإنتظار موقف التيار الحر الداعي الى التوافق على مرشح آخر: هل تستسلم القوى السياسية للأمر الواقع بوجود مرشحين اثنين وتذهب لجلسة انتخابية ديموقراطية عادية، ام تبقى الحسابات السياسية الداخلية حول الربح والخسارة وتحسين المواقع وتسجيل النقاط على الآخر هي السائدة، فيضطر الخارج بقوة الضغط والتهديد والترهيب والترغيب من فرض مرشحه او على الاقل فرض الذهاب لمعركة مجهولة المصير؟ ام ينجح المسعى الجديد للبطريرك بشارة الراعي في تدوير الزوايا وتحقيق التوافق على مرشح واحد؟
ورأت مصادر سياسية مطلعة لـ«اللواء» أنه بعد تبني المعارضة دعم الوزير السابق جهاد ازعور في السباق الرئاسي وقبلها التيار الوطني الحر يفترض أن تنطلق مرحلة ترقب لجلسة الانتخاب في مجلس النواب.
وقالت إن الكرة في ملعب الرئيس بري الذي أكد أن أبواب المجلس لم ولن تغلق في هذا الملف ولفتت إلى أن هناك خطوة ما قد تتخذ من قِبل «الثنائي الشيعي» في وجه هذا الترشيح مع العلم أن هناك مواقف صدرت وقد تصدر بشكل متلاحق بهدف التشكيك بهذا الترشيح.
وأوضحت المصادر أنه في كل الأحوال يمر الاستحقاق الرئاسي بواقع جديد يفترض أن بخلص إلى نتيجة ما ليست بالضرورة أن تنهي الشغور فورا إنما تمهد لذلك لاحقا.
كيف قدم فريق المعارضة، الذي انسحب النائب ميشال معوض لمصلحته عبر المرشح ازعور؟
مرشح وسطي، غير استفزازي، قادر على جمع 65 نائباً للفوز، وقادر على انقاذ لبنان عن الدرك الذي وصل اليه.
وقال النائب التغييري مارك ضو: ازعور ليس مرشح المعارضة فقط، وهو ليس مرشح مناورة، بل مرشح جدي، مؤكدا حصوله على عدد الاصوات المطلوب، قائلاً: لدينا الثقة أن لجهاد ازعور 65 صوتاً.
انسحاب معوض وترشيح أزعور
وعقد النائبان ميشال معوض ومارك ضو مؤتمراً صحافياً غروب امس في دارة الاول، بحضور ممثلين عن كتل القوات اللبنانية والكتائب و«تجدد» والتغيير والمستقلين، قال فيه معوض: كان يمكننا أن نبقى كقوى المعارضة مكتوفي الأيدي ولكن أصبح الخيار الوحيد هو توسيع رقعة التقاطعات والتي أوصلت الى المرشح جهاد أزعور وتؤمن له شبه إجماع مسيحي وهو ليس مرشح المعارضة بل مرشح مقبول وقادر على حماية لبنان من المزيد من الانهيار والهيمنة.
واوضح معوض: أزعور هو مرشح تقاطع، ونحن وجبران باسيل بحثنا اكثر من اسم، ولكن تقاطعنا على أزعور، وصار يحظى بشبه إجماع مسيحية وبأكثرية وطنية وهو تجاوز الاصطفافات التقليدية.
كما أشار معوض إلى أنه أمام واقع تخيير اللبنانيين بين الفرض والتعطيل أصبح الحل الوحيد أمامنا أن نوسع رقعة التقاطعات نصل عبرها إلى ترشيح جهاد أزعور الذي حصل على شبه إجماع مسيحي حتى ولو لم يكن مرشحنا المفضل.
وتابع قائلا: منذ البداية قلت القضية هي المشروع لا الشخص وكنت أعي حقيقة الصعوبات فقوى الممانعة أصرت على رفض اليد الممدودة والاستمرار بمشروع الهيمنة.
وختم: عندما أعلنت ترشيحي لرئاسة الجمهورية قدمت مشروع حل لجميع اللبنانيين من دون تمييز بينهم على أسس استرجاع الثقة بلبنان واسترجاع الدولة والسيادة ومقاربة جريئة لموضوع السلاح..
وبدوره، أعلن النائب مارك ضو، في مؤتمر صحافي، ترشيح المعارضة للوزير السابق جهاد أزعور لرئاسة الجمهورية بإسم 32 نائبا اما باقي الكتل المعارضة فتعلن موقفها تباعاً، وقال: ازعور هو المرشح القادر على حماية لبنان من الانهيار والهيمنة.
ودعا رئيس مجلس النواب الى الدعوة الى جلسة فورا لانتخاب رئيس بدورات متتالية.
وأكد ضو على «التوصّل إلى التقاطع على اسم أزعور كمرشح وسطي غير استفزازي لأي فريق ويمتلك مواصفات مهنية وسياسية، ويتمتع بفرصة لمساعدة لبنان»، واكد التقاطع مع تكتل «لبنان القوي» على الترشيح. وأُعلن أن «أزعور يمتلك 65 صوتاً.
وشدد على ان أن «ترشيح أزعور ليس مناورة ولا تكتيكاً بل محاولة جدّية من أجل إطلاق مسيرة الانقاذ». كما دعا المزيد من الكتل إلى الانضمام لدعم ترشيح أزعور.
وكان النواب مارك ضو، وضاح الصادق، ميشال الدويهي، النائب السابق رامي فنج، الكتلة الوطنية، «تقدم»، «خط احمر»، «لقاء الشمال ٣»، «تيار التغيير في الجنوب»، «إئتلاف انتفض– طرابلس»، قد اعلنوا في بيان «تأييدهم للتقاطع مع جميع القوى والكتل السياسية، حتى تلك التي لديهم اختلافات معها، على اسم مرشح رئاسي يمكنه أن يقطع الطريق على قوى الممانعة التي لم تحترم الاستحقاق الرئاسي ويمنع فرض مرشح الانهيار على الشعب اللبناني».
وقالوا في بيان: أنه بعد المحاولات الجدية من جهتنا كقوى تغييرية لإيجاد مقاربات تتسع لاراء الجميع، من خلال المبادرة الرئاسية التي حملناها بكل انفتاح على مختلف الكتل النيابية، وبعد قطع الطريق على المبادرة، وأمام التعطيل المستمر الذي يمارسه حزب الله وحلفاؤه لانتخاب رئيس للجمهورية، وسياسة الفرض التي يمارسها نؤمن بضرورة استمرار اخذ المبادرة للوصول الى ارضية مشتركة مع قوى ممكن التقاطع معها للتغلب على هذه الأزمة.
وتابع البيان: إننا ندرك تمامًا أن الثنائي التعطيلي يحاول تمديد الأزمة وفرض مرشحه، ويعتمد في ذلك على اضاعة الوقت على البلد والشعب لايصالنا الى افق غير منظور للضغط داخلياً وخارجياً. والتزاماً بأهدافنا الأساسية وعلى رأسها حماية السيادة والانقاذ الاقتصادي والمالي وتحملا للمسؤولية الوطنية، ندعو جميع القوى التي تعارض مرشح فريق الممانعة الى المشاركة في تعديل ميزان القوى السياسي والنيابي في هذه اللحظة الحاسمة. ان غايتنا كسر ثنائية الهيمنة والتعطيل ولبننة الاستحقاق من خلال العودة الى الدستور وفتح ابواب المجلس النيابي المغلقة بحجج النصاب والميثاقية، فيكون لنا رئيس ينتخب ضمن الاليات الديمقراطية بأغلبية نيابية بعيدا عن التسويات الاقليمية والدولية.
حركة الراعي
على الضفة الاخرى، ذكرت المعلومات أن رئيس تيار المردة سليمان فرنجية التقى البطريرك الماروني الكاردينال بشارة بطرس الراعي بعد عودته من فرنسا، وأن الراعي أبلغه «أن الأحزاب المسيحية الكبرى توافقت على ترشيح جهاد ازعور. وأشار الراعي إلى أن بكركي التي لا تفضل مرشحا على آخر، لن تقف في مواجهة الكتل المسيحية الكبرى، وهو ما قاله البطريرك الراعي للرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون الذي تفهّم موقفه».
وأفاد المكتب الاعلامي لبكركي امس ان البطريرك الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي أوفد يوم السبت المطران بولس عبد الساتر رئيس اساقفة بيروت للقاء الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله، «في إطار المشاورات والاتصالات مع كافة الاطراف اللبنانية تسهيلاً لاتمام الاستحقاق الرئاسي وانهاء الفراغ القاتل في سدة الرئاسة الاولى». ولم تعطِ مصادر بكركي اي معلومات عن اجواء اللقاء بإنتظار لقاء الراعي بعبدا لساتر لوضعه في تفاصيل اللقاء.
ووفق المعلومات يستكمل عبد الساتر جولته اليوم «حاملاً تكليفاً من بكركي وبركةً من الفاتيكان التي أوصت بأن يقوم بهذه المهمّة». وستشمل هذه الجولة رئيس مجلس النواب نبيه بري، حيث سيطرح مطر جديّاً إمكانيّة التوافق على اسمٍ مرضيٍّ عليه من «الثنائي» ويحظى بتأييدٍ مسيحيّ عريض.
وقال البطريرك الراعي:التقيت رئيس تيار المردة سليمان فرنجية وسألتقي الجميع، ويجب أن نخرج من المأساة التي يعيشها لبنان ولا مشكلة لدينا مع أحد.
وأضاف: لن أدخل في جدال التوافق على إسم جهاد أزعور «وشغلي بعملو ووقت فيه لزوم بعلن عنّو».
وكان الراعي قد قال في عظة قداس الاحد امس مخاطباً السياسيين: إستحضار الله، قبل عملهم وأقوالهم ومواقفهم، يُخرجهم من أنانيّاتهم ومصالحهم الخاصّة، ويغلّبهم على الخلافات، ويزيّنهم بالأخلاقيّة. إنّ استحضار الله يضعهم أمام الشعور بمسؤوليّتهم عن هدم أوصال الدولة، وتعطيل المؤسّسات الدستوريّة، وتعثّر عمل الإدارات العامّة، وإفقار الشعب وإذلاله وكفره بوطنه وتهجيره. أجل، لو استحضر المسؤولون السياسيّون الله، بحسب رتبهم، لكانوا انتخبوا رئيسًا للجمهوريّة ضمن فترة الشهرين السابقة لنهاية عهد الرئيس العماد ميشال عون وفقًا للمادّة 73 من الدستور.
اضاف: ولو يستحضرون الله اليوم بعد مضيّ ثمانية أشهر على فراغ سدّة الرئاسة، وأمام الإنهيار الكامل سياسيًّا واقتصاديًّا وماليًّا واجتماعيًّا، لسارعوا إلى التفاهم والتوافق على انتخاب رئيس يحتاجه لبنان في الظروف الراهنة. فإنّا نبارك كلّ خطوة في هذا الإتجاه بعيدًا عن المقولة البغيضة: «غالب ومغلوب» بين أشخاص أو بين مكوّنات البلاد. فهذا أمرٌ يؤدّي إلى شرخ خطير في حياة الوطن، فيما المطلوب وحدة لبنان وشعبه وخيرهما.
أمّا كيف استقبل حزب الله هذا الترشيح، فالرد جاء بالتناوب بين النائب حسن فضل لله ورئيس المجلس التنفيذي في الحزب السيد هاشم صفي الدين.
فضل الله قال: «لا تتعبوا انفسكم وتهدروا الوقت فلن يصل مرشح التحدي والمواجهة الى بعبدا ايا يكن اسمه، وهذه المشاركة في الجلسة او المقاطعة فلكل النائب التعبير عن موقفه حضوراً او امتناعاً.. مؤكداً: سنمارس هذه الصلاحية بعيداً عن الضجيج الداخلي والخارجي.
واكد السيد صفي الدين، ان «الطريق الوحيد المتاح لإنجاز استحقاق انتخاب رئيس للجمهورية هو التفاهم والتوافق، فطبيعة لبنان ونظامه والمعادلة الموجودة داخل المجلس النيابي بعد الانتخابات النيابية التي حصلت، تفرض على الجميع، أن أي انتخاب لرئيس للجمهورية في لبنان، يجب أن يكون محل توافق».وشدد في احتفال تأبيني على أن «ليس من جهة لوحدها قادرة أن توصل رئيسا للجمهورية في لبنان أيا كان هذا المرشح، بغض النظر عن اسمه وطبيعته وانتمائه ولونه وخياراته السياسية، وبالتالي، ما لم تتوافق الجهات مع بعضها البعض، فلا يمكن أن ننجز الاستحقاق الرئاسي».
أما بالنسبة لتكتل لبنان القوي، فإن الهيئة السياسية للتيار الوطني الحر ستعقد اجتماعاً اليوم، لاعلان موقف، وسط ما يشبه «الخضة النيابية» على صعيد التكتل النيابي للتيار.
وعلى صعيد اللقاء الديمقراطي، توجه النائب السابق وليد جنبلاط برفقة نجله تيمور رئيس اللقاء الديمقراطي الى باريس، وبالتالي فلا اجتماع قريب لاتخاذ موقف قبل يوم الخميس المقبل.
واكد عضو اللقاء هادي ابو الحسن تأييد ترشيح ازعور، موضحا ان الموضوع لا يتعلق بالتسمية او التصويت، ولا بدّ من تهيئة الاجواء، داعياً الى توسيع التأييد لازعور، مطالبا بعدم تكرار ما حدث في الجلسات 11 السابة، مؤكداً ان الانتخابات تتعلق بتهيئة التوافق على اسم ازعور.
وفي السياق، اكد النائب غسان سكاف انه من الصعب في الدورة الأولى أن نصل إلى أكثر من 65 صوتاً في ظلّ التجاذبات. وقال : أعمل للجوء إلى تسوية لمحاولة الوصول إلى تزكية إسم من أجل عدم الوصول إلى معركة كسر عضم بين الثنائي الشيعي والثلاثي المسيحي لأنّ البلد لا يحتمل أيّ انقسام عمودي.
وفد لبناني رسمي إلى دمشق
على صعيد آخر، أعلن وزير المهجرين في حكومة تصريف الأعمال عصام شرف الدين: انه سيقوم بزيارة شخصية إلى سوريا بعد 10 أيام والسوريون تبلّغوا بزيارة وفد لبناني رسمي لدمشق.
وتابع في حديث اعلامي: تعاوننا قائم مع 7 وزراء في لجنة العودة وسيتم التنسيق اللازم خلال جلسة مجلس الوزراء أو اللقاء التشاوري الذي سيدعو إليه الرئيس نجيب ميقاتي الأسبوع المقبل.
واضاف: على جامعة الدول العربية أن تؤدّي دوراً مهمًّا في إعادة الإعمار في سوريا وفي المساعدة بإعادة النازحين بغض النظر عن موقف الدول المانحة ونحاول إقناع المنظمات الدولية بتأمين المساعدات للسوريين داخل أراضيهم لكنها ترفض ذلك.
شرف الدين ختم قائلا: الدولة اللبنانية تلتزم بالقوانين الدولية ولا يمكن أن تُرحّل أيّ سوري بحقّه دعوى قضائيّة أو مدنيّة أو خدمة علم أو أيّ سوري يريد الإستمرار برحلته السياسية المعارضة للنظام.
العودة الى الشارع
معيشياً، أكد حراك العسكريين المتقاعدين، أنه «لا مفر من خيار العودة إلى الشارع بقوة في القريب العاجل ومهما كان الثمن»، وقال في بيان: «في الوقت الذي ارتفعت فيه الرسوم والضرائب على المواطنين عشرات الأضعاف ومعها أسعار السلع والخدمات بشكل لا يطاق، وأمام حالة الفقر المدقع الذي يعانيه موظفو القطاع العام ومتقاعدوه، بعدما باتت رواتبهم ومعاشاتهم التقاعدية لا تكفي لتأمين فاتورة الكهرباء أو فاتورة الهاتف الخلوي أو فاتورة المياه، أو أبسط الاحتياجات المعيشية الأساسية للإستمرار على قيد الحياة، لا تزال الحكومة ومعها المجلس النيابي يتخبطان في تنفيذ المرسوم رقم 11227 تاريخ 18/4/2023، والمتعلق بزيادة الأجور لموظفي القطاع العام ومتقاعديه، والتي كان من المقرر أن تدفع كاملة في أول شهر حزيران، فإذا بالسلطة تنكث بوعودها، تحت ذريعة عدم وجود اعتمادات لهذه الزيادة، وكأن مهلة الشهرين لا تكفي لإقرارها، ما ينم عن استهتار فاضح بحياة هذه الشريحة الواسعة من المواطنين التي قامت على أكتافها مؤسسات الدولة، وعن انعدام المسؤولية الوطنية والإنسانية في هذه الظروف العصيبة التي تمر بها البلاد».
الأخبار
سفر جنبلاط يزعج بري… ونصرالله أبلغ الراعي التمسك بفرنجية
اكتمال ترشيح أزعور… والمعركة على أصوات المترددين
بين السبت والأحد، اكتمل ترشيح النائب جبران باسيل وبقية قوى المعارضة لجهاد أزعور إلى رئاسة الجمهورية. ومع دخول البلاد مرحلة جديدة من المواجهة السياسية، أطلق البطريرك الماروني بشارة الراعي جولة من الاتصالات السياسية، بدأها بإرسال موفد عنه للقاء الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله. فيما لا يزال أزعور يجري مشاورات داخلية وخارجية قبل إعلان موقفه، خصوصاً أنه يؤثر على ما يبدو موقعه الوظيفي الحالي في صندوق النقد الدولي. ولم يعرف ما إذا كان في صدد الحضور إلى لبنان سريعاً، أم أنه سيستكمل لقاءاته مع النواب من خلال التواصل الهاتفي.
ومع اكتمال المرحلة الأولى من الترشيحات الداخلية، عادت الأنظار لتتجه إلى الخارج، إذ تتحدث مصادر مطلعة عن احتمال حصول تبدلات في مواقف أطراف اللقاء الخماسي الخاص بلبنان، مع التركيز على الموقف الأميركي الذي يقول داعمو أزعور إنه يصب في جانبهم، وإن واشنطن ستجد طريقة مع الرياض للتدخل لمصلحته، وهي معطيات عبّر الرئيس نبيه بري عن خشيته منها أمام زواره أمس، مشيراً إلى تلقيه معطيات عن نية أطراف إقليمية ودولية التدخل لدى النواب المتردّدين لإقناعهم بالتصويت لمصلحة أزعور.
ومع ذلك، يراهن الطرفان على الموقف الفرنسي الذي لم يشهد تغيراً نوعياً. وقالت مصادر مطلعة إن باريس لا تزال عند موقفها، وإنها بعد إعلان كتل نيابية ترشيحها لأزعور، «تدعو الجميع إلى تهدئة الجبهات».
مؤيدو فرنجية: سيناريو معوض في مجلس النواب سيتكرر ولن يكون هناك نصاب
وكان باسيل أعلن السبت الماضي تقاطعه مع كتل نيابية على ترشيح أزعور. ومرة جديدة، استعان بحضور الرئيس ميشال عون الاحتفال ليوجّه رسالة حادّة إلى معارضي ترشيح أزعور من نواب التيار بالقول: «لا أحد أكبر من المؤسسة، وعندما يخرج عن قراراتها ويعتقد أنه أكبر منها، تعيده إلى حجمه وتؤكد له أنها أكبر منه». وأضاف: «مستمرون في التحاور، لكن عندما يُتخذ القرار، يصبح القرار أكبر من الجميع والجميع يلتزم به، والالتزام بالقرار مقدّس». وفيما خرجت الحركة الاعتراضية أو الرد عليها من خلفَ الجدران، تبقى التساؤلات حول قدرة باسيل على تأمين ما تعهّد به لقوى المعارضة التي تقول مصادرها إن «رئيس التيار أكد بأنه يفاوض باسم كل التيار وأن النواب جميعاً سيلتزمون بالقرار»، وهو أمر لا يؤكده المعترضون.
من جهتهم، اتخذ نواب قوى المعارضة بقيادة القوات اللبنانية مِن منزل النائب ميشال معوض، منصة لإعلان ترشيح أزعور. وتلا النائب مارك ضو بياناً باسم 32 نائباً يعلن فيه «التوصّل إلى التقاطع على اسم أزعور كمرشح وسطي غير استفزازي لأي فريق ويمتلك مواصفات مهنية وسياسية ويتمتع بفرصة لمساعدة لبنان»، وتم الكشف عن التقاطع مع تكتل «لبنان القوي» على الترشيح. وأُعلن أن «أزعور يمتلك 65 صوتاً، وأن ترشيحه ليس مناورة ولا تكتيكاً بل محاولة جدّية لإطلاق مسيرة الإنقاذ».
إلا أن ما حصل ليس كافياً، والجميع يراقب موقف نواب وليد جنبلاط الذين يعقدون غداً اجتماعاً. وإلى جانب بند دعم أزعور، يناقش النواب فكرة تأخير إعلان الموقف، لترك الأبواب مفتوحة أمام توافق وطني. وكان لافتاً إعلان النائب هادي أبو الحسن مساء أمس أن الكتلة ستصوّت لمصلحة أزعور، كما أعلن النائب ميشال ضاهر الموقف نفسه. إما بقية النواب المستقلين، وخصوصاً نواب «كتلة التغيير»، فقد انقسموا بين مؤيدين (حضروا في منزل معوض) ورافضين (حليمة القعقور وسينتيا زرازير وفراس حمدان)، وبين من يدرسون الموقف (بولا يعقوبيان وملحم خلف ونجاة صليبا والياس جرادة وإبراهيم منيمنة).
إلى ذلك، واصلت القوى الداعمة لترشيح فرنجية اتصالاتها لاحتواء الموجة الجديدة. وبدا أن الكل ينتظر قرار رئيس مجلس النواب من دعوة مجلس النواب إلى الانعقاد سريعاً. وهو أعلن أنه ينتظر اكتمال الكتل لمواقفها قبل الدعوة. لكنّ المعارضين أبدوا خشية من لجوء بري إلى «حيل» تجعله يؤخر موعد الجلسة من أجل العمل على تحصيل عدد إضافي من النواب المؤيدين لفرنجية.
أياً يكن الأمر، فإن بري وحزب الله وآخرين باتوا ينظرون إلى أزعور على أنه مرشح مواجهة وتحدّ، وأن هدف داعميه ينحصر بإطاحة بفرنجية. وأكدت مصادر هذا الفريق أن «المعارضة مخطئة في حساباتها، فلا تراجع عن فرنجية بأي شكل من الأشكال، وسنخوض معركته كما خضنا معركة ميشال عون حتى النهاية، ولن نقبل بأن يمر أزعور الذي أتى إلينا بداية وعرض نفسه كرئيس جمهورية توافقي وها هو اليوم تحوّل إلى مرشح تحد». وقالت المصادر إن «سيناريو معوض في مجلس النواب سيتكرر، وحتى إن عُقِدت الجلسة لن يكون هناك نصاب، مرة واثنتين وثلاثاً، وستعود الأمور إلى الستاتيكو السلبي». واعتبرت المصادر أن «باسيل صارَ في المقلب الآخر، وكل محاولاته للعب على الألفاظ لم تعد تجدي نفعاً، فليفعل ما يريد أما نحن فلن نتراجع».
لكنّ الخشية المستجدة لدى الرئيس بري تتمثل في تبلّغه بقرار جنبلاط السفر إلى فرنسا لتمضية إجازة قد تمتد نحو عشرة أيام، وأنه سيترك الأمر لإدارة نجله النائب تيمور. وفسّر بري الخطوة بأنها «هروب من الإحراج تجاهه شخصياً».
أما حزب الله، فقد تولى أمينه العام السيد حسن نصرالله إبلاغ موقفه للموفد البطريركي المطران بولس عبد الساتر، فأكد له التمسك بترشيح فرنجية وعدم الاستعداد للبحث في سحب ترشيحه، مجدداً عرضه لهواجس الفريق الذي يمثل إزاء مواصفات الرئيس المقبل. وسمع نصرالله من عبد الساتر عرضاً لنتائج زيارة الراعي لروما وباريس، وعرضه فتح الحوار من جديد للتفاهم على توافق، لا أن يكون الرئيس المقبل عنوان صدام مع فئة من اللبنانيين ضد أخرى.
تباين أم مناورات جديدة؟
لفتت مصادر قريبة من التيار الوطني الحر إلى وجود تباين جدي مع بقية القوى التي رشّحت جهاد أزعور على طريقة إدارة المرحلة المقبلة من المعركة. وقالت المصادر إن النائب جبران باسيل والبطريرك الماروني بشارة الراعي يخالفان موقف القوات اللبنانية وبعض النواب المستقلين بالضغط المباشر لعقد جلسة نيابية، من دون إفساح المجال أمام محاولة توفير توافق وطني مع الثنائي (أمل وحزب الله).
وتتابع المصادر أن اقتراح ترشيح أزعور بدأ بين الراعي وباسيل قبل انضمام الكتائب ومستقلين، وأنه يُخشى من محاولات تقوم بها قوى داخلية (تحديداً القوات اللبنانية) وجهات خارجية (تحديداً الولايات المتحدة) لاستخدام الترشيح لأغراض أخرى.
وأشارت المصادر إلى أن «الهدف الفعلي» هو التوصل إلى اتفاق، وأن على الجميع المحاولة، وفي حال فشل المقترح، يذهب الجميع إلى انتخابات مفتوحة في المجلس النيابي. وحذّرت المصادر نفسها من «سعي البعض إلى حرق أزعور من أجل إعادة تسويق قائد الجيش العماد جوزيف عون كمرشح تسوية في حال حصول تسوية جديدة تقوم على إطاحة المرشحيْن أزعور وفرنجية».
COMMENTS