اللواء
برّي يُعاجل خصومه بموعد الجلسة .. و14 حزيران محطة للتباعد
عون يدافع عن اختيار أزعور.. واعتصامات الضمان تكشف مخاطر انهيار الرعاية الصحية
عاجل الرئيس نبيه بري خصومه في كتل ونواب «التقاطع» حول ترشيح الوزير السابق جهاز ازعور، بضربة محكمة، فهو، ووفقاً لما اشارت اليه «اللواء» في عددها امس، وفي اول ايام الاسبوع، وبعد مراجعة مواعيده، والمواقيت المناسبة، حدّد صباح امس يوم الاربعاء 14 حزيران الجاري موعداً جديداً لجلسة انتخاب رئيس جديد للجمهورية، بعد ان حددت الكتل المعارضة وبعض نواب التغيير اسم ازعور مرشحاً لها، وإعلان المرشح السابق النائب ميشال معوض انسحابه..
الهدف من مسارعة رئيس المجلس لتحديد موعد الجلسة 12 نزع الحملات المتوقعة ضده، اذ ما تأخر، فهو رفع المسؤولية عنه، مع علمه المسبق ان الموعد جاء من دون وصول توافق على شخصية الرئيس العتيد، وبالتزامن مع بيان للمكتب السياسي لحركة «أمل» وصف فيه ترشيح ازعور بالامر المريب، وهو ترشيح «للتخريب» تعبير البيان الأملي..
واذ غمز بيان أمل من قناة رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل ووصفه «بالنرجسية»، معتبراً ان «تجمع الاضداد» يهدف فقط الى اسقاط ترشيح الوزير السابق سليمان فرنجية، وأكدت «أمل» التمسك بخيارنا وحقنا الدستوري في التعبير عنه مع الحلفاء».
والواضح، ان العودة الى مجلس النواب، اعادت تحريك المياه الرئاسية الراكدة، فبدأ النواب المستقلون او الحائرون لجهة التموضع مع هذا الفريق او ذاك.
وكشف النائب عن صيدا عبد الرحمن البزري عن اتجاه لتشكيل خيار ثالث بين فرنجية وباسيل، ملمحاً الى أن عشرة نواب يدرسون تشكيل تكتل يطرح خياراً ثالثاً او الورقة البيضاء في جلسة 14 حزيران.
اذاً، تلقف الرئيس بري ترشيح ازعور، ودعا امس أعضاء مجلس النواب إلى جلسة انتخاب رئيس للجمهوريّة يوم الاربعاء في 14 حزيران الحالي، عند السّاعة 11 قبل الظّهر. وسارع بعض نواب المعارضة الى التقليل من حدة طرح اسم ازعور عبر القول انه ليس مرشح معارضة او تحدٍ اومواجهة بل مرشح انقاذي، فيما بقي هذا الترشيح عرضة لحسابات عدد الاصوات التي يمكن ان يحصل عليها، وكذلك الحال بالنسبة لترشيح رئيس تيار المردة سليمان فرنجية، بوجود اكثر من 30 نائباً لم يحسموا موقفهم بعد، وذهب عدد من نواب الكتل المستقلة الى القول انه سيتم درس الموضوع واتخاذ الموقف بعد دعوة بري الى الجلسة. ما يعني ان ضمان فوز احدهما غير متاح بعد. وان الافق قد ينفتح بعد الجلسة التي يُقدّر ان لا تشهد انتخاب رئيس، امام مبادرات واتصالات جديدة منها واهمها حركة موفدي البطريرك بشارة الراعي الساعي الى مرشح توافقي بين أغلبية القوى السياسية.مايعني عودة خيار البحث عن مرشح ثالث واطالة عمر الفراغ الرئاسي.
على هذا ينتظر الاستحقاق الرئاسي مواقف كتلة اللقاء الديموقراطي التي تنعقد الخميس، وإجتماعات كتل: التوافق الوطني (فيصل كرامي وحلفاؤه)، الاعتدال الوطني(الشمالي)، واللقاء النيابي المستقل (يضم النواب عماد الحوت وبلال الحشيمي ونبيل بدر ونعمة فرام وجميل عبود)، ونواب الارمن، ونواب صيدا – جزين الثلاثة اسامة سعد وعبد الرحمن البزري وشربل مسعد، ونحو عشرة من نواب التغيير، وبعض المستقلين الاخرين مثل جهاد الصمد وجميل السيد غير المنتمين لتكتل نيابية.
ويعقد تكتل التوافق الوطني اجتماعه الأول عند الساعة الخامسة من عصر اليوم الثلاثاء، في مكتب الوزير والنائب السابق عبد الرحيم مراد في بيروت – تلة الخياط برغم سفر ابنه النائب حسن مراد «وذلك من باب التقدير والمحبة والمعزة والقيمة للنائب والوزير السابق عبد الرحيم مراد». للبحث في الاستحقاق الرئاسي وقضايا الساعة الملحة المطروحة وقدلا يتم اتخاذ موقف في هذا الاجتماع.
وقال النائب كرامي لـ «اللواء»: ان البحث في الاستحقاق الرئاسي شيء واتخاذ الموقف شيء آخر، وهذا اول اجتماع للتكتل وسنناقش موقف التكتل ولا ادري كيف سيكون موقف التكتل، لكن موقفي الشخصي اعلنته من سنوات بتأييد ترشيح فرنجية.
وعن تقديره لمسار جلسة الانتخاب وما يتردد عن صعوبة فوز اي من المرشحين؟ قال كرامي: لاحل الا بالعودة الى ما قاله الرئيس بري اي الحوار والتوافق، ونحن منمؤيد التوافق لذلك في الجلسة الاخيرة للمجلس صوتت للتوافق، ولذلك سمينا التكتل عل اسم التوافق.
وبالنسبة لموقف اللقاء النيابي المستقل، قال النائب عماد الحوت لـ «اللواء»: اننا ندرس كل الخيارات سواء انتخاب واحد من المرشحين الاثين، او خيار اسم ثالث، او ربما الورقة البيضاء مع انها لم تعد مستساغة، وموقف اللقاء سيكون محسوماً نهاية الاسبوع.
وعن امكانية فوز احد المرشحين رأى النائب الحوت لو عقدت جلسة فمن الصعب حصول احدهما على 65 صوتاً، وفي حال تطيير النصاب اذا استطاع احدهما الحصول على الاصوات المطلوبة، فهذا يعني لا بد عندها من التوجه نحو خيار ثالث طالما لا حظوظ بالفوز لفرنجية وازعور.
كذلك قالت مصادر تكتل الاعتدال الوطني انه سيتخذ الموقف الذي يناسب مصلحة الوطن، وفيما قالت مصادر نواب التغيير الذين لم يعلنوا تأييد ازعور ان البحث قائم والاتصالات قائمة مع المعارضة وبين بعضهم لتوضبح بعض الامور. وعُلم ان النواب بولا يعقوبيان وملحم خلف ونجاة صليبا عون وابراهيم منيمنة وياسين ياسين يتشاورون سوية لتقرير الموقف ويحاولون استقطاب اكبرعدد من نواب التغيير وربماتفاهموا على ترشيح ازعور، بينما تردد ان النائبين حليمة قعقور وسنتيا زرازير حسما موقفهما سلبا من ازعور. ولم يقرر النائب الياس جرادي موقفه بعد وهو يجري بعض الحسابات والتقييم.
عون في الاجتماعات يدعم خيار أزعور
وعلى صعيد تداعيات سير التيار الوطني الحر بخيار دعم جهاد ازعور ناقش المجلس السياسي في التيار الذي عقد اجتماعاً امس، برئاسة للمرة الاولى، الرئيس السابق للجمهورية ميشال عون ترشيح أزعور، وتميز بتغيب 5 نواب من تكتل لبنان القوي، هم: نائب رئيس المجلس الياس بو صعب، ورئيس لجنة المال النيابية ابراهيم كنعان، والنواب: آلان عون واسعد درغام وسيمون ابو رميا..
واذ تأخر البيان الذي يصدر عن الاجتماع الى اليوم، ذكرت المعلومات ان البحث تناول ترشيح ازعور، ونقل عن الرئيس عون ان وزير المال السابق هو من التكنوقراط، ويعمل في صندوق النقد الدولي، وهو ما يحتاجه لبنان، في حين ان رئيس تيار المردة سيلمان فرنجية، هو جزء لا يتجزأ من المنظومة الحاكمة والتي اوصلت لبنان الى ما وصل اليه.
وكان التوجه دعم خيار رئيس التيار في التقاطع حول ازعور والتصويت له.
اضراب الضمان تحذير من موت هذه المؤسسة
معيشياً، نبه موظفو الضمان الاجتماعي، من المخاطر التي تتهدد هذه المؤسسة وهم كانوا اعلنوا الاضراب الخميس الماضي استنكاراص لعدم التزام مجلس ادارة الضمان باعطائهم زيادات بدلات الرواتب الاربعة التي اقرتها الحكومة لجميع العاملين في القطاع العام.
ومن بيروت الى صيدا الى النبطية واميون وصور اعتصم الموظفون الذين حضروا الى مراكز عملهم، ومن دون استقبال المعاملات وضمن قرار بالامتناع عن العمل.
وحذر المعتصمون امام مبنى الضمان في وطى المصيطبة من المخاطر المحدقة بهذه المؤسسة الوطنية التي تعنى بصحة واستشفاء المستخدمين والعمال في لبنان، محذرين من انهيارها.
وعلى الارض،قطع العسكريون المتقاعدون الطريق امام مصرف لبنان في طرابلس، واشعلوا الاطارات امام الباب الرئيسي للمطالبة برواتبهم.
البناء
بلينكن يعلن أمام الأيباك التمسك بالمسار الدبلوماسي مع إيران… وإلى الرياض للتشاور حول سورية
بري يدعو لجلسة انتخابية الأربعاء المقبل والكتل تشدّ براغيها وتتسابق على الأصوات الرمادية لا دورة ثانية في الجلسة الانتخابية وفي الدورة الأولى احتمال التصويت بالورقة البيضاء
قائم الحسنية في دورة سناء محيدلي الإعلامية: متمسكون بالمقاومة ورفضنا قاطع للفدرالية
تتحرّك الملفات الإقليمية التي بدأت مسار الحلحلة مع الاتفاق السعودي الإيراني الصيني، حيث يشهد الملف النووي الإيراني مؤشرات جدّية على الحلحلة المتعددة الجوانب، خصوصاً في مجال الإفراج عن الأموال الإيرانية المحتجزة، وتفعيل التعاون بين إيران والوكالة الدولية للطاقة الذرية، بما يوحي بالالتزامات المتبادلة في الاتفاق المفترض بين واشنطن وطهران، حيث التزامات واشنطن هي تسهيل الحركة المالية لإيران بتخفيف نظام العقوبات وتأثيراته السلبية، والتزامات طهران هي نووية بتقديم المزيد من الاطمئنان نحو عدم رغبتها بالمزيد من التخصيب المرتفع ومراكمة المزيد من المخزون المخصّب، بما يؤكد عدم وجود نية لديها بامتلاك شق عسكري لبرنامجها النووي. وفي هذا السياق جاء كلام وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن أمام منظمة الأيباك التي تمثل اللوبي الصهيوني الأميركي، لجهة تأكيد التمسك بالمسار الدبلوماسي في التعامل مع الملف النووي الإيراني، وسط خطاب إسرائيلي تصعيدي يتهم الوكالة الدولية بالاستسلام أمام إيران، وكان بلينكن يجيب على الهواجس الإسرائيلية كما في كل مرة يكون هناك احتجاج إسرائيلي وتوجه أميركي نحو الاتفاق مع إيران، فيعلن عن منح «إسرائيل» المزيد من الأموال والمزيد من تقنيات الأسلحة، ومزيد من الالتزام بحماية الأمن الإسرائيلي، وضمان تفوق «اسرائيل» العسكري.
لبنانياً، بعد اكتمال مشهد «التقاطع» على ترشيح وزير المال في حكومة الرئيس فؤاد السنيورة جهاد أزعور، دعا رئيس مجلس النواب نبيه بري الى جلسة انتخابية في 14 حزيران الحالي، أي قبل يوم من نهاية المهلة التي حددها سابقاً في 15 حزيران لانتخاب رئيس، وبعد ذكرى مجزرة إهدن التي اغتيل فيها والد المرشح سليمان فرنجية الوزير طوني فرنجية وزوجته وابنته، على يد رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع، في مجزرة إهدن الشهيرة.
نحو الأربعاء المقبل حيث السباق الانتخابي الذي لن ينتج رئيساً تشحذ الكتل النيابية أصواتها وتشد براغيها، وتسعى لاكتساب أصوات كتل ونواب يقفون في المنطقة الرمادية، رغم المعرفة المسبقة بأن لا دورة ثانية للانتخاب، وأن النصاب سيتم تعطيله بعد الدورة الأولى، وأنه في الدورة الأولى سوف يكون احتمال الذهاب الى خيار الورقة البيضاء وارداً، كما في دورات الانتخاب السابقة، مع فارق استبدال اسم ميشال معوض باسم جهاد أزعور.
وتواصلت في «قاعة الشهيد خالد علوان» في بيروت، محاضرات ودروس «دورة الاستشهاديّة سناء محيدلي للإعداد الإعلامي» التي تُنظّمها عمدة الإعلام في الحزب السوري القومي الاجتماعي وجريدة «البناء». فقدّم الكاتب والإعلامي شوقي عواضة محاضرة بعنوان: «تجارب إعلاميّة، نموذج محور المقاومة»، وقدّم الصحافي والكاتب حسين مرتضى محاضرة بعنوان: «الإعلام الحربيّ».
وكانت مساهمة قدّمها نائب رئيس الحزب السوري القومي الاجتماعي وائل الحسنية أضاء فيها على أهمية دور الإعلام في خدمة القضية. في حين، عقب رئيس تحرير البناء ناصر قنديل على المحاضرات، محدّداً الضوابط والأولويات التي يجب على الإعلامي التقيد بها والعمل في سبيلها.
وأشار نائب رئيس الحزب السوري القومي الاجتماعي وائل الحسنية الى أن بعض الإعلام في لبنان، يمتهن التضليل والتشويه، ليس فقط في التحريض على عناصر قوة لبنان، بل في محاولاته لتجهيل العدو الحقيقي للبنان واللبنانيين، والترويج للفدرلة وصولاً لفرض أمر واقع يقسم البلد الى محميات طائفية ومذهبية.
وأكد الحسنية، أن أولويات الإعلام بالنسبة لنا، أن يكون إعلاماً صادقاً واضحاً وحاسماً في مواجهة التضليل والتحريف والتشويه، وفي حمل مشروع المقاومة، نهجاً وخياراً للدفاع عن لبنان وكل الأمة، وفي حمل مشروع الوحدة وتحصين المجتمع بمواجهة كل مشاريع التقسم والتفتيت.
واستطرد قائلاً: الفدرالية التي يطرحها البعض، هي من ضمن مندرجات المخطط الاستعماري وأجنداته التفتيتية، وهي بالنسبة للبنان وصفة انتحار، ونحن نرفض هذه الوصفة وسنواجهها، وهذه مسؤولية سنتحملها باقتدار وعلى كل المستويات.
وقال الحسنية: المقاومة هي في أساس وجوهر قضيتنا، هي خيارنا في كل ساح وميدان، خيار لم نتخلّ عنه يوماً، ولم نرفعه شعاراً فضفاضاً للكسب الرخيص، لقد كنا ولا زلنا حيث يجب أن نكون، لا كما يُراد لنا أن نكون.
في الملف الرئاسي، وبعد إعلان فريق المعارضة التقاطع على ترشيح وزير المالية في حكومة الرئيس فؤاد السنيورة جهاد زعور، دعا رئيس مجلس النواب نبيه بري إلى جلسة في 14 حزيران لانتخاب رئيس للجمهورية.
وأعاد الرئيس برّي الكرة الى ملعب فريق المعارضة الذي كان يتوقع وفق معلومات «البناء» بأن يتريّث رئيس المجلس بالدعوة لتحميل فريق الثنائي حركة أمل وحزب الله مسؤولية تعطيل انتخاب الرئيس.
لكن دعوة بري أربكت الفريق الداعم لأزعور وستكشف مدى جدّيته في خياره في ظل تشتت قوى المعارضة وتناقض المصالح بينهم وتردّد التيار الوطني الحر بإعلان ترشيح أزعور. وتتجه الأنظار الى اجتماع الهيئة السياسية للتيار اليوم لإعلان الموقف النهائي، والمرجح أن يعلن تأييد ترشيح أزعور وربطه ببرنامج رئاسي وبالحوار مع الكتل النيابية الأخرى وفق معلومات «البناء»، فيما تجتمع كتلة اللقاء الديموقراطي الخميس المقبل لحسم خيارها حيال ترشيح أزعور، وفق ما أشارت مصادر الحزب الاشتراكي لـ»البناء».
وسجلت أوساط سياسيّة جملة ملاحظات على إعلان المعارضة ترشيح أزعور في الشكل والمضمون.
أولاً لم يعلن أزعور حتى الساعة ترشيحه رسمياً، وعلمت «البناء» أن الأخير أبلغ القوى الداعمة له بأنه لن يعلن ترشيحه ولن يستقيل من منصبه في صندوق النقد، قبل أن يضمن فوزه بالرئاسة.
ثانياً التمثيل الهزيل لقوى المعارضة الذين اجتمعوا في منزل النائب ميشال معوّض، وغياب ممثل عن التيار الوطني الحر.
ثالثاً لم يعلنوا بصريح العبارة ترشيح أزعور بل التقاطع على ترشيحه ما فتح الباب أمام التراجع عن هذا الترشيح عندما تنتفي المصلحة المشتركة لأحد الأطراف.
رابعاً استمرار الخلاف بين قوى التغيير، إذ لم يحضر كل نواب تكتل التغيير في ظل انقسامهم بين ثلاثة أطراف.
خامساً تشتت النواب المستقلين بين عدة خيارات وعدم حسم خياراتهم.
سادساً تردّد التيار الوطني الحر بدعم ترشيح أزعور في ظل الخلاف داخل التكتل في اجتماعه الأخير ما دفع النائب جبران باسيل الى نقل اتخاذ القرار من التكتل الى الهيئة السياسية للتيار.
ولفت عضو التكتل النائب جورج عطالله في حديث تلفزيوني، الى أننا «قطعنا شوطًا في الاتفاق على اسم، ولكن يجب أن نتحدث بالخطوط الأساسية للمرشح، الطموح ليس الوصول إلى رئيس وحسب، وخاصةً في ظل هذه الأزمة الكبيرة على كل المستويات، والأكيد اليوم أن كل هذه الأطراف جلست معًا وهي أصلاً متباعدة، والموضوع الأساسي في الجلسات كان كسر الجليد وإعادة بناء الثقة».
واوضح بأننا «الفريق الوحيد الذي تجرأ على الجلوس مع حزب الله والمناقشة بنقاط خلافية في اتفاق مار مخايل، هذا التفاهم حمى بجزء منه لبنان، أما في جزء مكافحة الفساد وبناء المؤسسات لم ينجح، ونحن اليوم نتخاصم مع حزب الله في الملفين الحكومي والرئاسي ولا نتقاطع معه في الوقت الحالي على أي شيء».
سابعاً عدم ضمان أكثرية الـ 65 نائباً في ظل غموض موقف اللقاء الديمقراطي ورفض تكتل الاعتدال الوطني التصويت لأزعور وغياب الميثاقية الشيعية والدعم السني لأزعور، والتوافق الخارجي حوله.
وتخلص الأوساط الى أن ترشيح أزعور مناورة لتعطيل انتخابات الرئاسة وقطع الطريق على رئيس تيار المردة سليمان فرنجية وتضييع الوقت والرهان على الخارج.
وعكس كلام النائب مارك ضو رسالة الى زملائه في تكتل التغيير المترددين والرافضين لخيار أزعور، إذ قال: «جلسة انتخاب الرئيس في ١٤ حزيران مسؤولية كل كتلة ونائب إبلاغ ناخبيهما، لمن سيصوّتون. حق الناس معرفة قرار ممثليهم وأسباب اختيارهم. نحن أعلنا أمس: بين سليمان وجهاد نختار جهاد».
وعُلِم أن عدداً من المستقلين يتباحثون لعدم التصويت بورقة بيضاء خوفاً من احتساب أصواتهم لصالح فريق سياسي معين، ومن بين الأفكار التصويت لاسم ثالث للتمايز عن فرنجية وأزعور.
بدوره، أشار النّائب عبدالرحمن البزري الى أنّ الاصطفاف الحالي الذي بات طائفياً لا يحقّق آمال وطموحات اللبنانيين. وأضاف في حديث إذاعي عن موقفه من الترشيحات، أنّه والنائبين أسامة سعد وشربل مسعد وعددًا من النواب التغييريين لا زالوا يدرسون الوضع لاتخاذ الموقف الصحيح من انتخاب رئيس للجمهورية، وقال «نحن لا نريد معركة مرشح مدعوم من «الثنائي الشيعي» ضدّ مرشّح مدعوم من الأكثرية المسيحية». واعتبر البزري أن الخروج من هذه الدوامة، هناك خيارات متعددة منها الذهاب إلى الانتخابات وليفز من يفز ونحن ندرس ترشيح شخصيّة ثالثة تتلاقى مع الطرفين.
بدوره، أوحى تصريح أمين سر كتلة اللقاء الديمقراطي النائب هادي أبو الحسن بالتمهيد لعدم إعلان أزعور والبقاء في المنطقة الرمادية والوسطية، وكشف أبو الحسن أن «اجتماع الكتلة سيكون هذا الأسبوع فور عودة وليد جنبلاط وتيمور جنبلاط من الخارج».
وفي حديث تلفزيوني، اعتبر أن «أزعور ليس مرشح تحدٍ، ونحن لم نبدّل رأينا به، ولكن الموضوع لا يتعلق بالتسمية أو التصويت، بل بكيفية تحضير الأجواء كي يصل أزعور إلى سدّة الرئاسة، والاصطفاف الحاد قد يخلق نوعاً من الاستقطاب الذي يُفسر وكأنه ترشيح تحدٍ». ودعا إلى «توسيع مروحة التأييد لأزعور وألا نذهب إلى جلسات تُشبه الجلسات السابقة، حتى نخرج برئيس يستطيع أن يؤمن توافقاً واسعاً، ونحن نحتاج إلى نصاب الـ86 والنصاب الثاني 65، وفي حال غاب التوافق، ثمة عائقان يعترضان مسار أزعور إلى الرئاسة، الأول تعطيل النصاب والثاني هو الميثاقية».
على صعيد «الثنائي» لم يؤثر ترشيح المعارضة لأزعور ولا الحملة السياسية والإعلامية على رئيس المجلس على موقف حركة أمل وحزب الله، وأكد مصدر رفيع في الثنائي لـ»البناء» أن ترشيح أزعور خطة تصعيدية لن تؤدي إلا لمزيد من التأزيم وعرقلة انتخاب الرئيس وإطالة أمد الفراغ»، وحذرت من أن اللجوء الى خيار التصعيد ضد شريك أساسي في الوطن، سيؤدي الى تخريب البلد والعبث بالأمن والاستقرار السياسي والشراكة الحقيقة. وتساءلت: ما الذي يميز أزعور عن فرنجية لكي يجمعوا على ترشيحه، وما الذي يجمعهم على هذا المرشح سوى العداء لفرنجية وقطع الطريق على وصوله الى بعبدا؟ وماذا بعد التوحّد خلف ترشيحه؟ هل اتفقوا على البرنامج الرئاسي وتقاسم الحصص الوزارية ورئيس للحكومة وطبيعة الحكومة وسياساتها؟ وأكد المصدر بأن الثنائي والحلفاء لن يقفوا مكتوفي الأيدي بل سيواجهون مشروع الفوضى الجديد الذي أطلّ برأسه من بوابة ترشيح أزعور. مشدداً على أن الثنائي لن يسمح بفوز أزعور وسيسقطه في المجلس النيابي، وكل سيناريو في جلسة 14 حزيران سيقابله بسيناريو مضادّ وفق ظروف الجلسة ومسارها.
وإذ استبعد المصدر إعلان فرنجية ترشّحه رسمياً، رجحت أن يلجأ الثنائي الى خيار الورقة البيضاء إلا إذا حصلت مستجدات ربطاً بالحراك الفرنسيّ المستمر والجهد السعودي المرتقب باتجاه لبنان بناء على حصيلة اللقاء الخماسي الذي سيُعقد في قطر بعد أيام.
وأشارت أجواء عين التينة لـ»البناء» الى أن الرئيس بري يقوم بواجبه الدستوري بالدعوة الى جلسة وسيديرها وفق الأصول والنظام الداخلي لمجلس النواب وسيراقب الوضع ومواقف الأطراف والحراك الخارجي للبناء على الشيء مقتضاه، ونفت المصادر الربط بين التلويح بالعقوبات الأميركية على مقرّبين من الرئيس بري وبين الدعوة الى جلسة، مؤكدة أنها مرتبطة بإعلان المعارضة ترشيح أزعور وهذا ما سبق لبري أن صرّح به. وأكدت بأن الرئيس بري لم يعِر أي اهتمام للكلام عن عقوبات ولم يخضع في السابق ولا يخضع الآن ولا في المستقبل، وتاريخه يشهد بمواجهة الضغوط وكل أنواع التهديد.
ووفق مصادر مطلعة لـ»البناء» فإن الخيار المرجح في جلسة 14 حزيران هو توفر نصاب انعقاد الجلسة والتصويت في الدورة الأولى وفرط النصاب في الدورة الثانية، علماً أن لا فرنجية ولا أزعور يملكان أكثرية الـ 65 صوتاً حتى الساعة، في ظل تريث كتلتي اللقاء الديمقراطي والاعتدال في حسم الموقف، وفي المقابل هناك 40 نائباً من قوى التغيير والمستقلين وتكتل لبنان القوي لم يحسموا أمرهم ويرفضوا التصويت لأزعور.
على صعيد آخر، التقى وزير الزراعة في حكومة تصريف الأعمال عباس الحاج حسن في مكتبه في بيروت، نظيره السوري محمد حسان قطنا على رأس وفد من وزارة الزراعة السورية والسفارة السورية في لبنان، وتركز البحث حول أهمية توحيد الدول العربية إجراءاتها وسياساتها الزراعية لتتمكن من الحفاظ على أمنها الغذائي من خلال توحيد الإجراءات الحدودية وتخفيف الرسوم الجمركية وحل المشاكل التي تواجه تبادل المواد الغذائية.
وكشف الحاج حسن أن العلاقات اللبنانية السورية على المستوى الزراعي تمرّ بمرحلة مميزة جداً، متمنياً أن تنعكس على جميع القطاعات الأخرى مما ينعكس إيجاباً على عمليات الاستيراد والتصدير وعمليات الترانزيت، معتبراً ان سورية هي معبر لبنان الوحيد نحو العالم العربي ودول الخليج.
الأخبار
انتظار لجنبلاط وانقسام التيار مستمر ومعركة على النواب السنة
جلسة 14 حزيران: الفراغ يتمدد
قبل ثمانية أيام من جلسة 14 الجاري. تبدو المعركة أكثر احتداماً، إذ تقف غالبية نيابية مسيحية مقابل غالبية إسلامية، ما يشي بأن جلسة انتخاب رئيس الجمهورية قد تتحوّل إلى مشكلة كبيرة على الصعيد الوطني. فيما يمتنع تشكيل نيابي من كل الطوائف عن إعلان موقف حاسم، ويربط بعض المترددين موقفهم بالقرار الذي سيصدر عن رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط.
وفي حال قرر جنبلاط الدخول في المعركة دعماً لمرشح «تقاطع» المعارضة والتيار الوطني الحر، جهاد أزعور، سيكون الفريق الداعم لترشيح رئيس تيار المردة سليمان فرنجية أمام «نظرة استراتيجية» جديدة إلى العلاقة مع جنبلاط وفريقه السياسي والنيابي. وسط استمرار رهان الرئيس نبيه بري على أن جنبلاط «وإن بدا مختلفاً عما عهدته منه، إلا أنني لا أعتقد أنه سيدخل في مشكلة معي ومع حزب الله كرمى لعينَي مرشح اختاره جبران باسيل» على ما نقل أحد زوار عين التينة. كذلك نُقل عن مصادر على تواصل مع بري وجنبلاط أن الأخير كان حتى مساء أول من أمس أكثر ميلاً إلى التصويت بالورقة البيضاء، بعكس ما سُرب أمس عن أنه سمع تشجيعاً سعودياً على التصويت لأزعور.
وسيعقد جنبلاط بعد عودته إلى بيروت جلسة مطوّلة مع كتلة «اللقاء الديمقراطي» التي لفتت مصادر سياسية إلى «وجود تخبط وانقسام داخلها حول تأييد أزعور»، موضحة أن «الموقف من أزعور لا يتعلق فقط بتوافق الكتل المسيحية حوله، بل بالأجواء التي ستحيط بجلسة الانتخابات، والاصطفاف الحاد الذي ولّده الترشيح»، مؤكدة أن «تسمية الكتلة له مرتبط بسير الجلسة، خصوصاً أن هناك عائقين يعترضان مسار أزعور إلى الرئاسة: الأول تعطيل النصاب، والثاني هو الميثاقية التي لا يمكن لجنبلاط أن يتخطاها لاعتبارات كثيرة»، من دون أن تستبعد خيار التصويت بالورقة البيضاء.
الأمر نفسه ينسحب على عدد غير قليل من النواب السنة الذين لم يتخذوا بعد قرارهم النهائي. وأكّد أحد النواب السُّنة البارزين أنه حتى بعد ظهر أمس، لم يكن أحد منهم قد تلقّى أي اتصال أو إشارة سعودية لتوجيه الموقف، وأن بعض هؤلاء سمعوا إشارات من الرئيس سعد الحريري تدعو إلى «عدم السير بأي تحالف مع خصمين أساسيين له هما جبران باسيل وسمير جعجع».
الاهتمام بجمع الأصوات لم يغير في التقديرات حيال مصير الجلسة المقبلة ربطاً بالصدام السياسي، إذ إن هناك شبه إجماع على أن التعداد ليس كافياً لترجيح كفة مرشح على آخر، وأن القوى المتصارعة ستلجأ إلى الأسلحة الأفضل لديها لتحقيق النقاط، خصوصاً أن الفريق الداعم لأزعور يعمل على هدف أولي بتحقيق عدد من الأصوات يفوق الأصوات التي ينالها فرنجية لتثبيت أزعور مرشحاً قوياً، ولكن ليس لإيصاله، بل لدفع الطرف الآخر إلى الدخول في مفاوضات على تسوية تقوم على إطاحة الاثنين معاً.
التقط نواب سنة إشارات من الحريري بعدم السير في أي تحالف مع باسيل وجعجع
غير أن موقف القوى البارزة الداعمة لفرنجية لم يُحسم بعد حيال كيفية التعامل مع الجلسة المقبلة، وسط مؤشرات إلى أن الموقف قد يتطور إلى مقاطعة الجلسة «لمنع تكريس الانقسام والصدام» في البلاد على ما قال أحد المعنيين، لافتاً إلى مشاورات مستمرة بين قيادتي حزب الله وحركة أمل وتيار المردة وعدد من النواب المستقلين للوصول إلى قرار موحّد بشأن الجلسة، وأن من بين الأفكار عدم المشاركة في الجلسة أو التصويت بورقة بيضاء في الدورة الأولى، وتطيير النصاب في الدورة الثانية، لتأجيل الجلسة إلى وقت لاحق إفساحاً في المجال أمام الحوار.
وقال مصدر بارز في الفريق الداعم لفرنجية إن «أبرز خلاصات الجلسة سيكون تكريس التوازن السلبي الذي أفرزته الانتخابات النيابية الأخيرة، وتأكيد عدم القدرة على إحداث اختراق من دون تسوية». وأضاف أن ما يجري «ليس أول قطوع، وندرس كل الخيارات التي يُمكن اتخاذها وتداعيات كل خيار». وكرر أن «أزعور لن يمُر مع علمنا بأن من رشّحوه ليسوا متمسكين به، بل إن عدداً منهم طرحوه كمناورة لإسقاط فرنجية، وهذا العدد الذي يملك مرشحاً ضمنياً هو قائد الجيش جوزيف عون لن يسير في دعم أزعور لإيصاله وهذا ما ستكشفه الجلسة».
وقال المصدر إن بري «دعا إلى الجلسة، رداً منه على سيل الاتهامات التي توجه إليه من الخارج والداخل بتعطيل مجلس النواب والتسبب بالفراغ الرئاسي»، ولـ«كشف نوايا قوى المعارضة والتأكيد أن ترشيح أزعور هدفه فقط تطيير فرنجية، وهذا ما لن يحدث». وأضاف المصدر: «ندرك جيداً أننا لم ندخل بعد المعركة الجدية والحاسمة، وهذا يحصل حين يكشف كل طرف عن مرشحه الحقيقي»، متسائلاً: «هل سيتقاطع التيار الوطني الحر مع قوى في المعارضة في حال أعلنت هذه القوى لاحقاً ترشيح قائد الجيش؟».
وفيما يصر بعض مؤيدي أزعور على ضرورة أن يبادر الأخير إلى إطلاق موقف من الترشيح، قال مصدر في التيار الوطني الحر إن أزعور ليس بصدد إعلان موقف الآن، وسينتظر حتى موعد الجلسة ليقرر ما إذا كان معنياً بإعلان موقف أو لا. ولفت إلى أن طبيعة القانون تسمح لأزعور بعدم إعلان ترشيحه، وتسمح له برفض الترشيح أو الاعتذار حتى عن عدم قبول النتيجة ولو كانت لمصلحته.
لكن هذا النقاش، لا يخفي الانقسامات الكبيرة التي تواجه كتلاً بارزة، ولا سيما كتلة التيار الوطني الحر. وتشير مصادر إلى أنه رغم الضغوط التي مارسها باسيل خلال الأسبوعين الماضيين، في لقاءات ثنائية مع النواب المعترضين وخلال اجتماع التكتل ولاحقاً عبر خطاب جبيل، فإن ذلك كله لم يغير في موقف نحو ستة نواب على الأقل يرفضون السير بأزعور، ولو أنهم لن يصوّتوا لفرنجية. وقال هؤلاء إن المواجهة القائمة قد تفجّر التيار وليس كتلته النيابية فقط.
وبالمثل، لا تبدو الأمور أفضل حالاً بين النواب التغييريين، إذ إن الخلافات بدأت بالظهور إلى العلن، مع مبادرة النائبة حليمة القعقور إلى مغادرة مجموعة «واتساب» تجمعها مع زملائها من الكتلة، بعد خلافاتٍ وتبايناتٍ متكرّرة حول الخيارات والمواقف السياسية بينها وبين عدد من النواب، خصوصاً مارك ضو ووضاح الصادق. وبحسب المعلومات، فإن تبنّي الصادق وضو ترشيح أزعور كان بمثابة «القشة التي قصمت ظهر البعير».
وفي السياق نفسه، توافق النواب التغييريون: بولا يعقوبيان، نجاة عون، إبراهيم منيمنة، ياسين ياسين، فراس حمدان وشربل مسعد، على الذهاب إلى المجلس النيابي باسم واحد للاقتراع له. وينتظر هؤلاء أن يعلن الحزب الاشتراكي بشكل واضح عن موقفه تجاه ترشيح أزعور قبل اتخاذ قرارهم النهائي.
COMMENTS