افتتاحيات الصحف اللبنانية، يوم الخميس 14 أيلول، 2023

افتتاحيات الصحف اللبنانية، يوم الأربعاء 5 كانون الأول، 2018
افتتاحيات الصحف اللبنانية، يوم الإثنين 25 كانون الثاني، 2021
افتتاحيات الصحف اللبنانية، يوم الخميس 24 تشرين الثاني، 2016

اللواء
آلية الجلسات: الخماسية تضمن الانتخاب ودعوات برّي في 20 الجاري
عزام الأحمد يتهم جهات خارجية بتوسيع التصادم.. وتسريبة تهزُّ اتفاق الناقورة
سؤال بسيط، قبل ان يُدلي الموفد الشخصي للرئيس الفرنسي الوزير السابق جان إيف لودريان بدلوه حول حصيلة ما آلت اليه حركة اتصالاته، والتي تمحورت حول نقطة واحدة: تلبية الدعوة التي اطلقها الرئيس نبيه بري الى الحوار، المؤسس لجلسات متتالية لانتخاب رئيس جديد للجمهورية، على ان تكون شاملة لرؤساء الكتل والنواب التغييريين والمستقلين في المجلس النيابي بضمانة فرنسية أنه في حال لبيت دعوة للحوار، فهل الآلية المعلنة ستحترم لغاية صعود الدخان الابيض من ساحة النجمة.
السؤال هو هل لدى الجماعات اللبنانية ذاكرة جمعية: كان لودريان واضحاً: الحوار او الخطر الوجودي، واستطراداً هل الذاكرة الجمعية تستعيد ما قاله ريتشارد مورفي الذي فاوض الرئيس الراحل حافظ الاسد على شخصية الرئيس في لبنان واتفقا على اسم النائب والوزير السابق ميخائيل ضاهر، عندما خيّر اللبنانيين بين: ضاهر والفوضى، فاختار الفريق المسيحي الاقوى آنذاك (1988) الفوضى وهذا الفريق هو القوات اللبنانية برئاسة سمير جعجع..
ما اشبه اليوم بالبارحة: تتسابق القيادات المسيحية الشابة على رفض الحوار كممر الى وصول الرئيس الى قصر بعبدا، وفي مهلة زمنية لا تتعدى هذا الشهر كما بات معروفاً، مع مضي التيار الوطني الحر في التلاعب على خطوط التشاطر والتذاكي، وعدم قطع خطوط الحوار..
في هذا الوقت، كانت الاشتباكات في عين الحلوة تتخذ ابعاداً خطيرة: فمن جهة تشتد المعارك، بعد كل لقاء سياسي رسمي او امني، فتبقى القرارات حبراً على ورق.. ومن جهة ثانية دخلت اسحلة وقذائف لم تستخدم من قبل في المعارك، لا سيما على محور حطين، حيث ثقل المسلحين المحسوبين على «الشباب المسلم» وجند الشام، وغيرها من تنظيمات تقاتل حركة فتح داخل المخيم.
والبارز الموقف الضمني الرافض لاستمرار المعارك، اذ نقل عن المسؤول في حماس موسى ابو مرزوق قوله ان المخيم يدمر بذريعة محاربة الارهاب.. ولا نتائج للمعارك سوى الدمار..
والاخطر نقل ايضاً عن المسؤول البارز عزام الاحمد الذي تحدث عن ان جهات خارجية تقدم اغراءات للمسلحين، وان هناك من يريد توسيع الفوضى والتصادم، مشيراً الى ان لدى «العناصر الارهابية» المسلحة «اتصالات مع جهات اجنبية استخباراتية موثقة لدينا، والكل يعرفها».
وكشف الاحمد عن سقف زمني لتسليم القتلة للقضاء اللبناني، مشيراً الى ان كل الخيارات على الطاولة، موضحاً ان هناك تباينات مع حركة حماس، على قضايا وصفها «بالتفصيلية تتعلق بأزمة عين الحلوة».
وجاءت تلخيصات الاحمد للوضع، بعد اجتماع شارك فيه في السراي الكبير مع الرئيس نجيب ميقاتي، وبحضور قائد الجيش العماد جوزاف عون ومدير عام الامن العام بالإنابة اللواء الياس البيسري، ومدير المخابرات العميد طوني قهوجي.
وفي تطور جنوبي اخر، كاد الاجتماع الثلاثي الذي عقد في الناقورة، برئاسة القائد العام «لليونيفيل» في الجنوب ارولدو لاثارو، وحضره وفد من ضباط الجيش اللبناني برئاسة منسق الحكومة لدى قوات الامم المتحدة العميد منير شحادة، وضباط من الجيش الاسرائيلي في مقر الامم المتحدة في الناقورة.. كاد هذا الاجتماع ان يصل الى اتفاق حول معالجة التنازع على النقاط الـ13 العالقة عند الخط الازرق..
وحسب مصادر مطلعة على اجواء حزب الله «فإن العدو الاسرائيلي وافق على فكرة استعادة لبنان للقسم الشمالي من بلدة الغجر في مقابل ازالة خيمتي الحزب في مزارع شبعا».
واوضح الناطق باسم «اليونيفيل» اندريا تيننتي ان المناقشات تجري بسرية وما صدر من تكهنات لا تعكس بدقة المناقشات التي جرت.
بالمقابل، نفى الجيش اللبناني المعلومات عن التوصل الى اتفاق بشأن النقاط 13 المتحفظ عليها، والتي اعتبرت خرقاً.
وسط هذه المعمعة، يؤكد نواب التقوا لودريان لـ«اللواء» انهم لمسوا جدية مختلفة عن المرات السابقة، وان معادلة جديدة قيد البلورة، بعد ان يرفع لودريان حصيلة لقاءاته وانطباعاته الى اللجنة الخماسية التي ستعقد اجتماعاً تقويمياً لها الثلاثاء المقبل (19 ايلول) في نيويورك.
وحسب معلومات «اللواء» فإن بدءاً من الاربعاء في 20 الجاري، فإن خطوت عملية ستوضع على الطاولة لا سيما لجهة توجيه الدعوات الى الحوار، بعدما انضم اليها اللقاء الديمقراطي بصورة واضحة، بعد تفضيل النائب السابق وليد جنبلاط حوار بري ولودريان على بعض التغريدات من على التلال، في اشارة الى وجهة نظر «القوات اللبنانية» المناهضة للحوار على لسان رئيسها سمير جعجع، الذي اعتبر المشاركة في الحوار مضيعة للوقت، وملهاة، وان الحل بجلسة مفتوحة لانتخاب الرئيس.
في هذا الوقت، ما يزال التيار الوطني الحر يراجع حساباته في ما خص المشاركة في الحوار، تحت وطأة المخاوف من الاتفاق على اسم قائد الجيش العماد جوزاف عون لرئاسة الجمهورية، والذي تقدمت اسهمه وفقاً لما اشارت «اللواء» في عددها امس.
وعلمت «اللواء» ان لودريان ابلغ بعض النواب الذين التقاهم ان موفداً قطرياً سيتابع مهمته، بعد ان ينتهي من الجولة الحالية، والالتحاق بمركز عمله الجديد في الرياض.
وقال مصدر دبلوماسي مطلع بأن الموفد القطري سيحظى بدعم الخماسية، وان الجانب العربي لا سيما المملكة العربية السعودية، التزمت مع الجانب الفرنسي، ووصف ما يجري من تكامل في الادوار، بأنه تأمين «ممر» يحفظ ماء الوجه لفرنسا لجهة دورها في لبنان.
‎وسجلت مصادر سياسية محاولات دؤوبة يقوم بها لودريان لتحقيق اختراق ما في مهمته المكلف بها، لحل ازمة الفراغ الرئاسي وتسهيل انتخاب رئيس جديد للجمهورية، مع استمرار كُلٌّ من الثنائي الشيعي وحلفائهما التمسك بشروطهما اجراء حوار يسبق الدعوة لانتخاب رئيس للجمهورية ودعم ترشيح فرنجية، ورفض المعارضة بمعظم مكوناتها، التجاوب مع مطلب اجراء الحوار، واصرارها على الذهاب لانتخاب رئيس للجمهورية مباشرة.
‎ واشارت المصادر الى ان لودريان يحاول التوصل إلى صيغة وسطية، تجمع بين شرط اجراء الحوار المسبق، ورفض المعارضة القبول به ، في ضوء تشبث كُلٌّ من الجهتين بمواقفه، وترتكز هذه الصيغة على الاخذ بجانب من مطالب كل جهة، فلا يتجاوز شرط اجراء الحوار، ولا يتجاهل رفض الانضمام اليه.
‎واستنادا إلى المصادر السياسية، فإن لودريان، يتجه إلى استبدال صيغة الدعوة للحوار، بدعوة رؤساء الكتل النيابية والعديد من النواب، الى طاولة عشاء في مقر السفارة الفرنسية ببيروت مساء اليوم، في حال وجد الاجواء مؤاتية لذلك، واستحصل على موافقة هؤلاء ولاسيما من المعارضة، على هذه الصيغة الوسطية التي تحيي الآمال باستكمال مهمته، وإلّا لن يجازف بتوجيه اي دعوة من هذا القبيل، تجنبا لوصول مهمته إلى الحائط المسدود
‎وتوقعت المصادر ان تتبلور الخطوة التالية التي يتخذها لودريان ، بعد انتهاء جدول لقاءاته مع جميع الاطراف والنواب المعنيين، ولاسيما بعد لقائه النواب السنّة في دارة السفير السعودي في لبنان ، لتحديد آلية التحرك المقبل.
‎والمفارقة الاهم التي سجلتها المصادر في ثنايا اللقاءات التي عقدها الموفد الرئاسي الفرنسي، مع بعض مكونات المعارضة وفي معرض حديثه عن مواصفات الشخصية التي تشكل نقطة تلاقي بين اكثرية الاطراف المعنيين، تاكيده على استبعاد ترشيح اي شخصية لرئاسة الجمهورية تشكل استفزازا للاطراف الاخرين، وهو ما فسرته هذه المكونات باستبعاد ترشيح فرنجية والوزير السابق جهاد ازعور، والاتجاه الى ترشيح شخصية توافقية، تحظى بتاييد غالبية هذه الاطراف.
جولة لودريان
في جولته على القيادات السياسية باليوم الثاني لزيارته بيروت، زار لودريان قبل ظهر امس في كليمنصو رئيس الحزب الاشتراكي سابقا وليد جنبلاط ورئيس كتلة اللقاء الديموقراطي تيمور جنبلاط في حضور النائب وائل ابو فاعور.
وبعد اللقاء اكد وليد جنبلاط أننا ندعم مبادرة رئيس مجلس النواب نبيه برّي ومبادرة لودريان، المبادرة الفرنسية لا تزال قائمة.
وأضاف جنبلاط: لم نتبلّغ بأي موعد لأي حوار في 21 أيلول، وادعو الكتل النيابية ورئيس الحزب التقدمي الاشتراكي تيمور جنبلاط الى تلبية الدعوة للحوار.
وقال ردًّا عمّا إذا كان لودريان يدعم رئيس تيار المردة سليمان فرنجية: لم ندخل بالأسماء ولا تدخلوني بلعبة الأسماء.
ورداً على سؤال ان كان «اللقاء الديمقراطي» أُبلغ بتوقيت عقد جلسة للحوار قال: لم نُبلغ بشيء، وكل شيء بوقته.
وأشار إلى أن «بعض الأفرقاء المحليين لا يريدون حلاً، ولنسأل الذين يغرّدون على التلال وفي الوديان».
ورأى أن لدى القوات اللبنانية وجهة نظر مختلفة عن وجهة نظرنا، ونحن نفضّل وجهة نظر برّي ولودريان والدول الراعية القائمة على الحوار.
وزار لودريان رئيس كتلة «الوفاء للمقاومة» النائب محمد رعد في حضور مسؤول العلاقات الدولية في حزب الله عمار الموسوي والوفد الفرنسي المرافق.‏
وتطرق الحديث إلى «المبادرة الفرنسية الساعية إلى إطلاق الحوار بين اللبنانيين ‏حول الموضوع الرئاسي»، وفق ما افادت العلاقات الاعلامية في «حزب الله».
وإعتبر لودريان أن «طرح الرئيس بري للحوار‎ ‎‏ يصب في ‏السياق نفسه، ويكمل المساعي الفرنسية في هذا الصدد».‏
من جهته، شدد رئيس كتلة «الوفاء للمقاومة» على «أهمية الحوار والتواصل بين اللبنانيين ‏بإعتباره السبيل الوحيد المتاح للخروج من الوضع الحالي في الموضوع الرئاسي. وجرت مناقشة عامة للآليات والخطوات المرتقبة على هذا الصعيد.
وكشفت معلومات أن لودريان لم يحمل الى حزب الله اي جديد يمكن البناء عليه، للخروج من الازمة، واقتصر على الدعوة الى الحوار متقاطعاً مع مبادرة الرئيس نبيه بري. وأفادت أن جولة لودريان في لبنان لن تكون الاخيرة، وسيعود بعد حوالي عشرين يوماً بعد اللقاء الخماسي للدول المعنية بالملف اللبناني، الذي سيعقد الاسبوع المقبل.
بعدها، التقى لودريان ممثلي «النواب التغييريين» بولا يعقوبيان وياسين ياسين ونجاة صليبا وابراهيم منيمنة في قصر الصنوبر وأولم على شرفهم.
وعلمت «اللواء» من مصادر وفد «التغييريين» انه طرح على لودريان اسئلة تتعلق بالمبادرة الفرنسية، ولم يحمل أي جديد إلا أنه يحاول تقريب وجهات النظر وتوضيح أكثر ما يريده الرئيس بري، الذي لم يوجه دعوة رسمية بهذا الاطار ولم يشرح مضمون الحوار وآلياته.
لكن لودريان ابلغ هذا الوفد انه سيشارك (اليوم الخميس) في لقاء السفير السعودي مع النواب السنة والغداء الذي يقيمه، واكد «ان فرنسا متوافقة مع السعودية على كل التفاصيل ومنها ضرورة فتح دورات متتالية للمجلس النيابي لإنتخاب الرئيس، وأنّ السعودية تؤيد الحوار وستطلب من نواب السنة المشاركة في الحوار”.ودحض كل الشائعات عن خلافات في اللجنة الخماسية».
ورداعلى سؤال من احد النواب حول الضمانات بعد تطيير النصاب قال لودريان: ان الرئيس بري اكد له عدم وجود نية وقرار لتطيير نصاب الجلسات على الاقل من جهة كتلته النيابية وسيقى النواب في القاعة، وانه بعد الحوار ستكون هناك جلسات متتالية في دورات مفتوحة.
والمح لودريان، حسب مصادرالوفد» انه لن يكون هناك رئيس من المرشحين المطروحين سليمان فرنجية وجهاد ازعور.
وحذر لودريان امام الوفد «من ان لبنان يواجه خطراً كبيراً نتيجة تحلل الدولة، وان المدخل للحل هوانتخاب رئيس»، مشير الى ان هناك توافقاً دولياً واسعاً حول هذه المبادرة .
لكن الوفد اكد موقفه بعدم ضرورة الحوار بل الذهاب مبشارة الى دورات مفتوحة لأنتخاب رئيس للجمهورية.مبدياخوفه من ان تكون الدعوة الى الحوار تهرباً من انتخاب الرئيس.
وقال النائب ياسين بعد اللقاء: حاول إقناعنا بحوار الرئيس برّي وقلت له شخصياً إن هذا الحوار غير دستوري، وهو أجابنا بألّا حلّ إلّا به فإمّا الحوار أو خطر وجودي على لبنان.
واستقبل لودريان ممثلا كتلة» تجدّد «النائبان ميشال معوض وفؤاد مخزومي في قصر الصنوبر. واعلنت كتلة «تجدد» بعد اللقاء في بيان: أن الحوار لا يعني أبداً تشريع طاولات خارجة عن المؤسسات، لطالما أسست لأعراف هجينة شكلت وتشكل انقلاباً على الدستور. ودعت إلى عقد جلسات ودورات مفتوحة لانتخاب الرئيس، وعلى استمرار اليد الممدودة لاتمام الاستحقاق الرئاسي، وتشكيل حكومة إنقاذ بهدف استعادة السيادة والدولة والمؤسسات وحكم القانون والعدالة، والقيام بالإصلاحات المطلوبة، وباسترجاع أموال المودعين”، مذكّرة بأنّ “التقاطع حول المرشح جهاد أزعور بين قوى المعارضة وقوى سياسية أخرى هو نتاج حوارات قائمة كل يوم بهدف إنقاذ الجمهورية.
ثم انتقل لودريان إلى بيت الكتائب المركزي في الصيفي للقاء رئيس الحزب النائب سامي الجميّل.الذي قال: أن فرنسا غير مسؤولة عما يحصل في لبنان، إنما يجب ان تدرك الواقع والمسار الذي نحن فيه عندما تريد القيام بمبادرة بنية صافية، جازما عدم القبول ببقاء تسليم المؤسسات لحزب الله وأن يكون ثمن انتخاب رئيس الاستسلام لحزب الله.
وانتقل الموفد الفرنسي، الى معراب حيث استقبله الدكتورسميرجعجع، في حضور النائبين بيار بو عاصي وجورج عقيص، ورئيس جهاز العلاقات الخارجية في حزب القوات اللبنانية الوزير السابق ريشار قيومجيان.
وقال جعجع بعد اللقاء: بإسم الحوار يعطّلون الانتخابات الرئاسية، ولو نظريتهم صحيحة لماذا ينسحبون من الجلسات؟ من يسمعهم يظن أنهم ملائكة، فلا تنتظروا منا مساعدتكم في تضييع الوقت. والحوارات قائمة كل يوم، ولكن الدعوات الحالية للحوار «سمّ في الدسم».
الودائع محور مناقشات الصندوق
مالياً، بقي ملف الودائع العائدة للبنانيين في المصارف في مقدمة المواضيع التي بحثت بين رئيس لجنة المال والموازنة النائب ابراهيم كنعان ورئيس لجنة الادارة والعدل النائب جورج عدوان مع رئيس بعثة صندوق النقد الدولي في لبنان أينستو راميريز ريغو. واعتبر عدوان ان اموال المودعين ليست خسائر بل ديون، وهي حق على الدولة ومصرف لبنان والمصارف.
ورفض كنعان السير بفكرة شطب الودائع، كاشفاً ان قانون اعادة هيكلة المصارف لم يصل الى المجلس النيابي بعد.
إتصال بو حبيب والمقداد
في طور ملف النازحين السويين، وعطفا على قرار مجلس الوزراء القاضي بتكليف وزير الخارجية والمغتربين في حكومة تصريف الأعمال عبدالله بوحبيب بترؤس وفد رسمي لينتقل الى سوريا ويبحث قضية النازحين، أجرى بوحبيب إتّصالا بنظيره السوري فيصل المقداد وإتّفقا على عقد لقاء بينهما فور عودته من نيويورك حيث سيشارك الى جانب الرئيس نجيب ميقاتي بأعمال الجمعية العامة للامم المتحدة اواخر الشهر الحالي، على أن يلتقي هناك بنائب وزير الخارجية السوري الذي سيمثّل بلاده في الاجتماعات الاممية.
وقد رحّب وزير الخارجية السوري بزيارة بوحبيب والوفد المرافق الى دمشق مبديا استعداده لكل تعاون يصبّ في مصلحة البلدين.

 

البناء
بوتين يأمر بوضع تكنولوجيا الصواريخ الحاملة للأقمار الصناعية بتصرف كوريا الشمالية
لودريان: مبادرة بري أو الخطر الوجودي… وجنبلاط يؤيّد… وارتباك جعجع والجميل
عين الحلوة ينفجر: عزام الأحمد: أياد خارجية… وأبو مرزوق: تدمير المخيم بذريعة الإرهاب
أنهى زعيم كوريا الشمالية كيم جونغ أون زيارته إلى روسيا بعشاء رسمي أقامه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين على شرفه ضمّ الوفدين القياديين، تحدّث خلاله كل من بوتين وكيم عن العلاقات الاستراتيجية بين البلدين، وعن الظلم اللاحق بكوريا جراء نظام العقوبات الأممي، الذي تلقت روسيا نسخة أميركية وغربية منه. وبحصيلة الزيارة حصلت كوريا الشمالية على تقنيات إطلاق الصواريخ الحاملة للأقمار الصناعية، في تحدٍّ روسيّ علنيّ للعقوبات المفروضة من مجلس الأمن الدولي على تزويد كوريا الشمالية بأي تقنيات ذات طابع عسكري، والمعلوم أن تقنية الصواريخ الحاملة للأقمار الصناعية هي ذاتها التي تستخدم في الصواريخ العابرة للقارات الحاملة للرؤوس النووية.
في لبنان تظهّرت ملامح المبادرة التي يحملها المبعوث الرئاسي الفرنسي جان ايف لودريان، مع تأكيده أمام من التقاهم، أنه يتبنى باسم اللجنة الخماسيّة مبادرة رئيس مجلس النواب نبيه بري، وأن هذا التبني هو تفاهم فرنسي سعودي بصورة خاصة، وأن لا أسماء لمرشحين يحظون بالدعم، بل آليّة يجب أن تنتج رئيساً، تمثل مبادرة الرئيس بري أساسها، ونقل عدد من نواب التغيير عنه تأكيده أن لا تعطيل للنصاب في الجلسات المتتابعة وفقاً لمبادرة بري، وأن لا بديل عن المبادرة إلا الخطر الوجودي. وكانت أولى علامات التبدّل الذي أنتجه موقف لودريان في إعلان النائب السابق وليد جنبلاط بوضوح أنه يفضل وجهة نظر بري ولودريان على وجهة نظر القوات اللبنانية، وأن النائب تيمور جنبلاط كرئيس للقاء الديمقراطي سوف يشارك في تلبية دعوة بري، بينما افتقدت مواقف رئيسي حزبي القوات اللبنانية والكتائب سمير جعجع وسامي الجميل الرافضة لمبادرة بري نبرة التحدي، وبدت أقرب للتريث، مغلفة ارتباطها بنظرية ننتظر ونرى، وصولاً الى ما وصفه مصدر نيابي تابع لقاءات لودريان، بمعادلة «ببكي وبروح».
في عين الحلوة تحوّل دراماتيكي لجهة فشل خيار التعاون بين حركتي فتح وحماس في توفير آلية للسيطرة على الوضع المتفجّر، ومع عودة الاشتباكات بقوة، صدرت مواقف توحي بأن كلاً من فتح وحماس يقف على ضفة مختلفة عن الآخر، حيث أعلن القيادي في حركة فتح عزام الأحمد أن الاشتباكات تتجدّد بفعل أياد خارجية، بينما قال القيادي في حركة حماس، إن ما يجري هو تدمير المخيم تحت شعار مكافحة الإرهاب.
ولليوم الثاني على التوالي واصل الموفد الفرنسي الرئاسي جان إيف لودريان لقاءاته مع المسؤولين اللبنانيين عارضاً الاستحقاق الرئاسي وجدّد التأكيد على أهمية الحوار لإنجازه.
والتقى لودريان النائب السابق وليد جنبلاط في منزله في كليمنصو، بحضور رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي النائب تيمور جنبلاط وعضو كتلة اللقاء النائب وائل أبو فاعور، وجرى البحث في المستجدات السياسية. ووجّه جنبلاط انتقاداً لاذعاً للقوات اللبنانية بقوله إنها «تغرّد على التلال». وقال جنبلاط بعد اللقاء: «دائماً لدى حزب «القوات» وجهة نظر مختلفة عن وجهة نظرنا ونحن نفضّل وجهة نظر الرئيس نبيه برّي ولودريان القائمة على الحوار». ورداً على سؤال إن كان «اللقاء الديمقراطي» أُبلغ بتوقيت عقد جلسة للحوار، قال: «لم نُبلغ بشيء، وكل شيء بوقته». وعمّا إذا كان لودريان يدعم رئيس تيار المردة سليمان فرنجية، قال جنبلاط: «لم ندخل بالأسماء ولا تدخلوني بلعبة الأسماء». وأشار إلى أن «بعض الأفرقاء المحليين لا يريدون حلاً ولنسأل الذين يغرّدون على التلال».
وحطّ لودريان في الضاحية الجنوبية حيث التقى رئيس كتلة «الوفاء للمقاومة» النائب محمد رعد، بحضور مسؤول العلاقات الدولية في حزب الله عمار الموسوي والوفد الفرنسي المرافق.‏
وتطرّق الحديث إلى «المبادرة الفرنسية الساعية إلى إطلاق الحوار بين اللبنانيين ‏حول الموضوع الرئاسي»، وفق ما أفادت العلاقات الإعلامية في «حزب الله». واعتبر لودريان أن «طرح الرئيس بري للحوار‎ ‎‏يصبّ في ‏السياق نفسه، ويكمل المساعي الفرنسية في هذا الصدد».‏ من جهته، شدد رعد على «أهمية الحوار والتواصل بين اللبنانيين ‏باعتباره السبيل الوحيد المتاح للخروج من الوضع الحالي في الموضوع الرئاسي». وجرت مناقشة عامة للآليات والخطوات المرتقبة على هذا الصعيد.
كما استكمل الديبلوماسي الفرنسي جولته بزيارة معراب حيث بحث الملف الرئاسي مع رئيس حزب القوات سمير جعجع الذي لفت الى أن «الوقت الحالي هو لانتخاب رئيس للجمهورية وليس لتضييع الوقت بالحوارات التي هي قائمة كل اليوم بطريقة مباشرة أو غير مباشرة». ولفت جعجع، الى أن «من عطل انتخاب الرئيس حتى اليوم هو محور الممانعة». وأكد بانه «ليس لدينا فيتو على اسم قائد الجيش جوزيف عون وكل شيء في وقته».
ووفق معلومات «البناء» فإن لودريان لم يأت بجديد بل كان واضحاً بتبني مبادرة الرئيس بري وأكد لودريان لكل من التقاهم أهمية المبادرة كفرصة ثمينة لإنهاء الشغور الرئاسي، كما شدّد لرؤساء الكتل لا سيما تلك المعارضة على «أهمية المشاركة بالحوار ومناقشة كافة الاقتراحات».
وعلمت «البناء» أن جعجع أبلغ لودريان عدم اقتناعه بجدوى الحوار وأنه مناورة من فريق الممانعة شارحاً الأسباب التي أملت عليه موقفه.
كما التقى لودريان عدداً من النواب التغييريين (بولا يعقوبيان، نجاة صليبا، ياسين ياسين وابراهيم منيمنة) في قصر الصنوبر وأولم على شرفهم. وقال ياسين: «حاول إقناعنا بحوار برّي وقلت له شخصياً إن هذا الحوار غير دستوري وهو أجابنا بألّا حلّ إلّا به فإمّا الحوار أو خطر وجودي على لبنان».
كما التقى لودريان ممثلاً عن تكتل الاعتدال الوطني النائب وليد البعريني في قصر الصنوبر.
وأشارت أوساط التكتل لـ»البناء» الى أن التكتل سيشارك في الحوار.
وكشفت مصادر إعلامية أن «السعودية تؤيد الحوار وستطلب من نواب السنة المشاركة في الحوار». وأشارت الى أن «لودريان دحض كل الشائعات حول أي خلاف بين فرنسا واللجنة الخماسية او بين فرنسا والسعودية، كما تم التأكيد من لودريان للنواب أن الحوار ستليه دورات متتالية بجلسات مفتوحة وان الموفد الفرنسي لديه ضمانات الا يكون هناك تطيير للنصاب حتى انتخاب رئيس للجمهورية». ونقل لودريان للنواب الأربعة أجواء أن الرئيس المقبل لن يكون من بين الأسماء التي يطرحها الأفرقاء أو من بين المرشحين رئيس تيار المردة سليمان فرنجية والوزير السابق جهاد أزعور من دون أن يدركوا ما هي معطياته».
كما استقبل لودريان كتلة «تجدّد» ممثلة بالنائبين ميشال معوض وفؤاد مخزومي في قصر الصنوبر، وأشارت أجواء الكتلة الى أن «اللقاء مع لودريان إيجابي وبناء والحوار المطلوب لا يعني تشريع «الطاولات» المصادرة لدور المؤسسات».
كما اجتمع لودريان في الصيفي الى رئيس حزب الكتائب النائب سامي الجميّل الذي لفت الى أن «حزب الله يستخدم منطق الفرض ويستحيل الجلوس على طاولة واحدة بالتساوي».
وإذ يعقد السفير السعودي وليد بخاري اليوم لقاء مع النواب السنة في السفارة، يزور لودريان الديمان حيث يلتقي البطريرك الماروني بشارة الراعي، وفق ما علمت «البناء» كما يلتقي الراعي السفيرة الأميركية في لبنان.
وأشارت مصادر سياسية لـ»البناء» الى أن «المشهد الرئاسي لن يتضح قبل انتهاء زيارة لودريان ولقاء الختام الذي سيعقده مع الرئيس بري للتشاور وتقييم نتيجة الجولة وآراء الكتل النيابية لكي يقرّر بري بالتشاور مع لودريان الخطوة التالية»، كما يترقب الرئيس بري وفق المصادر اجتماع مجموعة الدول الخماسية على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة في 22 الحالي.
وأفيد أن الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون لن يشارك في الاجتماع الأممي وستتمثل فرنسا بوزيرة خارجيتها كاترين كولونا، علماً أن لودريان سيتسلم مهامه الفرنسية – السعودية مطلع تشرين الأول المقبل، من دون أن يتحدد حتى الآن ما اذا كانت تلك المهام ستنهي وظيفته اللبنانية.
ووفق مصادر «البناء» فإن الرئيس برّي وبعد تقييم الوضع سيدعو خلال الأسبوع المقبل كافة الكتل النيابية للحوار بعدما تأكد من مشاركة أغلب الكتل النيابية وتأييد دولي لمبادرته لا سيما من فرنسا والسعودية واللجنة الخماسية عموماً.
وأمل بري أن «تستجيب كافة القوى والكتل البرلمانية للمبادرة التي أطلقها في الذكرى الـ45 لإخفاء سماحة الامام السيد موسى الصدر»، لافتاً الى انه «وبالرغم من الاصوات الرافضة للحوار وان اسباب ومبررات الرفض غير مقنعة على الإطلاق وهي لا تفسر الا على وجه واحد أن أحداً في لبنان لا يريد انتخاب رئيس للجمهورية»، وأشار الى أن «غالبية الكتل تنظر الى المبادرة بإيحابية ومرحبة بها»، قائلاً: «أعود وأكرر ننتظر صحوة الضمير الوطني لدى بعض المكابرين، لكن بصراحة لن ننتظرهم الى ما لا نهاية وسنبني على الشيء مقتضاه الوطني، ولن نيأس. كلنا ثقة أن لبنان في نهاية المطاف سوف ينجز هذا الاستحقاق عاجلاً وليس آجلا».
وأكد بري في حديث لصحيفة «الوفاق» الإيرانية، أن «الواقع البرلماني القائم حالياً لا يعطي لأي طرف القدرة لحسم هذا الاستحقاق بمفرده ولا يمكن إنجازه الا بالحوار والتوافق وأي كلام آخر هو عبث وإطالة لأمد الفراغ لأهم موقع دستوري»، واعتبر أن «الاتفاق بين المملكة العربية السعودية والجمهورية الإسلامية الايرانية بقدر ما هو مهم على أكثر من مستوى لا سيما سياسياً واقتصادياً وأمنياً بالنسبة للبلدين هو أيضاً بالقدر نفسه من الأهمية لكل دول المنطقة، وأن هذا الاتفاق اذا ما نفذت كل مندرجاته ويجب ان تنفذ ولا خيار أمامنا كدول وشعوب في المنطقة الا العمل بصدق من أجل تنفيذه وإنجاحه هو سوف يغير إيجاباً وجه المنطقة على مختلف الصعد لا سيما في التقدم والاستقرار»، مشيراً الى ان «إيران والسعودية دولتان مركزيتان في جغرافية المنطقة وديموغرافيتها وهما حجر الزاوية في مستقبلها. فالاتفاق والتلاقي بينهما هو القاعدة وهو القضاء والقدر والخلاف والاختلاف الذي كان وانقضى هو الاستثناء».
في غضون ذلك، وبعدما سيطر الهدوء الحذر على عين الحلوة قبل ظهر أمس، غداة اجتماع عقد بين ممثلي حماس وفتح، سرعان ما تبخّر مع تجدد الاشتباكات العنيفة بعد الظهر في حي حطين والرأس الأحمر واستخدمت القذائف الصاروخية والأسلحة الخفيفة والمتوسطة.
وارتفع عدد القتلى في اشتباكات عين الحلوة إلى 7، وقد نقل 6 منهم إلى مستشفى الهمشري في صيدا، بينما نقل القتيل السابع إلى مستشفى الراعي وارتفع عدد الجرحى الى 24 جريحاً إصابة احدهم خطرة.
وتعرّض خالد أبو النعاج المسؤول العسكري في «تيار الإصلاح» برئاسة «اللينو»، الى كمين أدى الى مقتله، كما قتل المرافق الشخصي للعميد الفتحاوي خالد الشايب جلال عبدالله. كما تعرّضت مجموعة من فتح الى كمين آخر، ما أسفر عن سقوط قتيلين وجدا و4 جرحى على سطح أحد المباني في حي حطين في المخيم لم تستطع عناصر فتح سحبهما بسبب كثافة النيران. وعلمت «البناء» أن القتيلين هما إبن أبو حسام قائد كتيبة شاتيلا في فتح والثاني من عرب غوير.
وأدّت الاشتباكات العنيفة على مختلف محاور القتال الى موجة نزوح كثيفة من المخيم، وقد شملت مناطق للمرة الأولى نتيجة اشتداد وتيرتها والقصف العشوائي الذي طال أحياء عديدة من المخيم، فيما طال الرصاص الطائش مدينة صيدا، بدءاً من دوار العربي، سيروب، المية ومية، التعمير، الفيلات، حي الجامعة اللبنانية، حي البراد وصولا إلى دوار مرجان كما بلدة حارة صيدا وثكنة الجيش. وقطعت القوى الأمنية الطريق للقادمين من الجنوب باتجاه بيروت وجرى تحويل السير في منطقة الزهراني باتجاه الخط البحري.
سياسياً، رأس رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي في السراي، اجتماعاً لبحث الوضع في المخيم، شارك فيه عن الجانب الفلسطيني عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية عزام الأحمد والسفير الفلسطيني لدى لبنان أشرف دبور، أمين سر حركة فتح فتحي أبو العردات، وعن الجانب اللبناني قائد الجيش العماد جوزف عون، المدير العام للأمن العام بالإنابة اللواء الياس البيسري ومدير المخابرات في الجيش العميد طوني قهوجي ورئيس لجنة الحوار اللبناني – الفلسطيني باسل الحسن. وقال بعده الأحمد إنه «تقرر وقف إطلاق النار في عين الحلوة وتسليم المطلوبين باغتيال مسؤول قوات الأمن الوطني الفلسطيني العميد أبو شرف العرموشي»، وأضاف: «جهات خارجية تقدم إغراءات للأطراف المسلحة في عين الحلوة لتعم الفوضى في لبنان».
وأشارت مصادر فتح لـ»البناء» الى أن الحركة مستمرة في التقدم لاستعادة المراكز والأحياء التي احتلتها المجموعات الإرهابية ولمنع هذه المجموعات الخارجة عن القانون من السيطرة على المخيم وتحويله الى تجمع ومعقل لتنظيم داعش. مجدّدة الربط بين وقف النار وبين تسليم قتلة العرموشي. في المقابل انتشرت تسجيلات لقادة التنظيمات المتطرفة في المخيم يؤكدون خلالها أنهم لن يسلموا أنفسهم ومستمرون في القتال ولديهم القدرة على ذلك.
وكشفت أوساط فلسطينية مطلعة على الاجتماعات المكثفة التي تحصل لوقف إطلاق النار، لـ»البناء» أن لا توجه لفرض اتفاق لوقف إطلاق النار في ظل رفض المجموعات المتطرفة تسليم قتلة العرموشي، وبالتالي الوضع في المخيم فلت من أيدي القيادات وسيتجه نحو مزيد من التأزم والسخونة وقد يمتد الى بقية المخيمات في لبنان. متوقفة عند الأعداد الكبيرة من المسلحين في ظل وجود مخازن كبيرة من الأسلحة والعتاد تكفي لجولات اضافية من القتال ولوقت طويل.
ولفتت مصادر سياسية لـ»البناء» الى أن «قراراً خارجياً وبالتحديد قرار أميركي بتنفيذ جهة عربية بإشعال المخيم لاستخدامه ورقة أمنية في المعركة السياسية على الاستحقاق الرئاسي في لبنان، مع وصول موفد قطري الى بيروت الأسبوع المقبل بعد مغادرة لودريان لإجراء مشاورات مع القوى السياسية واقتراح مرشحين وسطيين بهدف التشويش على مبادرة الرئيس بري وبالتالي على الدور الفرنسي والسعودي».
على صعيد آخر، وبعد قرار مجلس الوزراء القاضي بتكليف وزير الخارجية والمغتربين في حكومة تصريف الأعمال عبدالله بوحبيب بترؤس وفد رسمي لينتقل الى سورية ويبحث قضية النازحين، أجرى بوحبيب اتّصالا بنظيره السوري فيصل المقداد واتّفقا على عقد لقاء بينهما فور عودته من نيويورك، حيث سيشارك الى جانب الرئيس نجيب ميقاتي بأعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة، على أن يلتقي هناك بنائب وزير الخارجية السوري الذي سيمثّل بلاده في الاجتماعات الأممية. وأكد وزير الخارجية السوري ترحيب بلاده بعودة جميع أبنائها النازحين إلى وطنهم وتقديمها التسهيلات اللازمة لذلك، مشيراً إلى أن ما يعيق هذه العودة هي العواقب الناجمة عن استمرار الاحتلالين التركي والأميركي لأجزاء من سورية. وجدّد المقداد التأكيد أن سورية ترحّب بعودة جميع اللاجئين السوريين إلى وطنهم، وتقدّم كلّ ما بوسعها لتسهيل عودتهم. ولفت إلى أن ما يعيق عودتهم هي العواقب الناجمة عن استمرار الاحتلال التركي والأميركي لمناطق في سورية، إضافة إلى الآثار الكارثية لاستمرار تطبيق الإجراءات الاقتصادية غير الشرعية المفروضة على سورية من قبل الدول الغربية المعادية.

 

الأخبار
حركة لودريان بلا بركة… والسعودية تواصل حصار «الصوت السني»
مساعٍ سعودية لضمان «صوت النواب السُّنّة»
فرنسا تقترح حواراً بديلاً إذا فشلت مبادرة بري
الاشتباك الداخلي حول الحوار الذي دعا إليه الرئيس نبيه بري تحوّل إلى اشتباك مع الفرنسيين أنفسهم، إذ سمع الموفد الرئاسي جان إيف لودريان اعتراضات من قوى وشخصيات معارضة لدعوة بري، طالبته بعدم التماهي مع موقف رئيس المجلس. وتردّد أن باريس، في حال لم تحصل استجابة من الأطراف المحلية لدعوة بري، قد تفكّر في دعوة توجّهها إلى القوى اللبنانية للتحاور أو التشاور حول آلية تتيح انعقاد المجلس النيابي سريعاً لأجل انتخاب رئيس جديد للبلاد.
زوار العاصمة الفرنسية الذين تحدّثوا عن توافق فرنسي – سعودي حول الملف اللبناني، أشاروا إلى أن الأميركيين يضغطون للتوصل إلى اتفاق سريع، وأن هذا يصبّ في خانة الاستقرار الذي يراد أن يحصل في لبنان استعداداً لمرحلة جديدة يكون فيها الغاز والنفط المادة الرئيسية على جدول الأعمال.
لكنّ الرغبات الغربية، وسعي فرنسا إلى تحقيق نجاح واضح في لبنان، يعوّض عن خيباتها المتتالية في أفريقيا، لم ينعكسا تفاهمات واضحة في لبنان، سيّما أن الطرف السعودي حافظ على وتيرة تدخّله التي تهدف إلى إبلاغ الجميع في لبنان بأن اللجنة الخماسية فوّضت فرنسا على قاعدة الإتيان برئيس توافق عليه غالبية القوى السياسية. وهو ما فسّره البعض بأنه دعوة إلى تجاوز الترشيحات القائمة، وخصوصاً سليمان فرنجية وجهاد أزعور.
وبناءً عليه، كان الجميع مهتماً بالوقوف على نتائج الاجتماعات التي عُقدت في باريس قبل وصول لودريان، وشارك فيها المستشار السعودي نزار العلولا والسفير السعودي في لبنان وليد البخاري، وحضر جانباً منها ممثلون عن حلفاء السعودية في لبنان، أبرزهم النواب وائل أبو فاعور وملحم رياشي وفؤاد مخزومي. وقال هؤلاء إن «الرياض وباريس أصبحتا تتشاركان الموقف نفسه من الملف الرئاسي على عكس ما كان عليه الوضع سابقاً». علماً أن السفير السعودي دعا النواب السُّنّة إلى اجتماع اليوم يحضره لودريان.
وكان الموفد الفرنسي التقى أمس النائب محمد رعد، النائب السابق وليد جنبلاط ونجله النائب تيمور جنبلاط، النائب سامي الجميل ورئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع. وأشارت مصادر لبنانية إلى أن لودريان «لم يحمِل جديداً، بل ظهرَ وسيطاً مسوّقاً لمبادرة الرئيس بري»، وشدّد على أن «لا بديل عن الحوار»، وحاول لودريان إقناع الرافضين بالمشاركة في الحوار الذي ستليه دورات متتالية بجلسات مفتوحة، وتحدّث عن «ضمانات لديه بأنه لن يتم تطيير للنصاب حتى انتخاب رئيس للجمهورية».
الجميل وجعجع أصرّا على رفض الحوار رغم الضمانات التي قدّمها لودريان
وبدا من التسريبات أن كلام لودريان لم يكن موحّداً مع الجميع، إذ كشفت معلومات أخرى أنه «تطرّق إلى دور فرنسي، وأشار إلى حوار برعاية فرنسية من دون تحديد ما إذا كانَ هذا الحوار سيُعقد في قصر الصنوبر». واستشفّ بعض النواب من هذا الكلام أن «الحوار برعاية فرنسية قد يكون بديلاً من الحوار الذي دعا إليه بري في حال لم يحصل، ولا سيما أن كل الوقائع تؤكد صعوبة انعقاده، خصوصاً في حال رفض التيار الوطني الحر المشاركة، وأصرّ حزبا القوات والكتائب على مقاطعته». وفي السياق، لفتت مصادر سياسية إلى أن «لقاء لودريان مع الكتائب كانَ سيئاً للغاية»، وأن «الجميل أكّد موقف حزبه بمقاطعة أي حوار إن كانَ برعاية بري أو الفرنسيين، وأصرّ على الذهاب إلى جلسات انتخاب مفتوحة، حيث لا مجال للحوار مع حزب الله». واعتبرت المصادر أن «موقف الجميل وجعجع يوجِب الانتباه وهو خطير. فهما أصرّا على رفض الحوار رغم الضمانات التي قدّمها لودريان بعقد جلسات وعدم تطيير النصاب، وإشارته إلى أن الرئيس لن يكون من أي فريق»، ما يعني أنهما «يريدان الفراغ والذهاب إلى الانهيار وصيغة جديدة مهما كلّف الأمر».
من جهة أخرى، تركّزت الأنظار على الحركة السعودية، حيث تقصّدت الرياض أن تكون في الواجهة، بعدَ أن تصدّرت سابقاً باريس في العلن والدوحة في السر مهمة «التوصل إلى حل» للأزمة، فضلاً عن إيصال الرسائل من الخارج، ومردّ ذلك إلى «ما لمسه المسؤولون السعوديون خلال اجتماعاتهم في باريس التي لم تقتصر على لودريان، بل شملت أيضاً المستشار الرئاسي الفرنسي لشؤون الشرق الأدنى باتريك دوريل». وكشف مطّلعون أن «الإرباك ظهر واضحاً على المسؤولين الفرنسيين، وأن كلام دوريل كانَ مختلفاً عن كلام لودريان. فالأول لا يزال يطرح تسوية فرنجية واختيار رئيس حكومة محسوب على الطرف الآخر، بينما الثاني يؤكد أن ذلك غير وارد بسبب التعقيدات الداخلية، وكلاهما يقول بأنه هو الموكل بمتابعة الملف»!

Please follow and like us:

COMMENTS