أعلنت عائلة مظلوم في بلدة بريتال أنه "على أثر مقتل الشاب ياسين مظلوم على يد عناصر الأجهزة الأمنية، مساء الجمعة، أثناء قيامها بعملية أمنية محددة، تعتبر عائلة آل مظلوم هذا الفعل الذي استهدف من خلاله شابا بريئا من خيرة شبابها، وبطريقة بشعة وفظيعة، من الأفعال الجرمية الخطيرة التي تطال كرامة البلدة وعائلاتها وقيمها، علاوة على خروجها عن كل الأعراف والقواعد القانونية والشرعية، ما يوجب الإستنكار بأشد عبارات الإدانة والاستهجان".
وفي بيان لها، طالبت العائلة وزير الداخلية نهاد المشنوق عبر الأجهزة المختصة، بـ "وجوب إجراء تحقيق شفاف ومسؤول، بعيدا عن الإستنسابية والتضليل، ومطالبة الأجهزة الأمنية بالإسراع في تحديد مسؤولياتها عبر تحديد الفاعل، وسوقه الى القضاء، لانزال بحقه أقصى العقوبات، لا سيما وأن الفعل المشكو منه أصبح من الجرائم المتكررة بحق البلدة وشبابها".
وأشارت الى أنها "تطالب الدولة، بمختلف مؤسساتها وأجهزتها، التفرغ لهذه القضية، لأنها ذات أبعاد اجتماعية ومناطقية، كونها طالت ، وتطال في معظم الاحيان، الابرياء دون التمييز بين فئة قليلة جدا تتجاوز القوانين، وغالبية ساحقة تطالب باستمرار حضور الدولة القادرة والقوية والعادلة قوامها الإنماء او الأمن المسؤول لا الإنتقام والاعتداء على الحريات العامة والفردية".
وأعربت العائلة عن "شكرها وامتنانها لكل من وقف الى جانبها في هذه المصيبة، اعتقادا منها أن هناك وحدة مصير في السراء والضراء، سواء على مستوى البلدة، أو على مستوى منطقة بعلبك-الهرمل، وتؤكد مواظبتها في الإستمرار، على غرار عائلات البلدة، بمتابعة هذا الملف، منعا لوقوع أفعال متهورة وتعسفية".
بريتال وآل مظلوم غاضبون
وكان حال من الغضب عم بلدة بريتال اثر مقتل ابنها ياسين محمد مظلوم (25 عاما) اثر تعرضه لطلق ناري من قبل احد افراد دورية تابعة لقوى امن الداخلي فرع السرقات الدولية. وعمد الاهالي الى قطع الطريق الدولية بعلبك – رياق بالاتجاهين من خلال السواتر الترابية معتبرين ان الامر مهزلة بحق أبناء البلدة رافضين أن يكونوا صندوق بريد انتخابي أو مطية لمشاريع قذرة وصفقات حقيرة.
وتحدث رئيس بلدية بريتال احمد اسماعيل محذرا من تحويل بريتال الى هدف دائم لهذه الاجهزة الارهابية التي لا تغادر البلدة في كل مداهمة الا وبرقبتها دم بريء مظلوم مراق ظلما وعدوانا حيث يفر المطلوب ويقتل البريء ليسجل قائد الدورية وعناصرها ترقية مجبولة بدماء شهداء الظلم والعدوان. واضاف :" اننا امام جريمة موصوفة بكل معايير الجريمة وامام اعتداء بكل اوصاف الاعتداء، اليوم نحن امام حلقة من مسلسل اجرامي بحق بلدتنا بريتال ، لا تريد له السلطة الفالتة ان ينتهي، ولا تريد الاجهزة الامنية ان يكون له حلقة اخيرة". وطالب اسماعيل بأن تتحول جريمة قتل الشاب ياسين مظلوم الى المجلس العدلي فورا وينال مرتكبوها اشد العقوبات.
كما رفضت والدة الشاب التي شاركت في الاعتصام تسلم جثمان ولدها قبل يتم تسليم قاتله. وامهل حسن مظلوم باسم العائلة 6 ساعات منذ بدء الاعتصام لتسليم القاتل والا لن تستلم العائلة جثة ابنها ووسيتم تصعيد تحركهم حتى معرفة هادر دم ياسين. وقال :"ان ما جرى بالامس يخالف كل القوانين والعدالة فان تدخل سيارة غير عسكرية ولا تحمل اي اشارة امنية هذا بالامر الغير مقبول بعد اليوم والاعدامات الميدانية المخالفة لكل الشرائع القانونية والانسانية حصدت في بلدتنا الضخية العاشرة وهذا من فعل الاجهزة الامنية". وتوجه الى نواب بعلبك الهرمل في حال ارادوا التعزية بابننا ننصحهم ان يضعوا القاتل خلف القضبان اولا وعليهم توجيه السؤال عما حصل ل مفوض الحكومة لدى المحكمة العسكرية ووزير الداخلية .
وكان صدر بيان باسم آل مظلوم واهالي بلدة بريتال اكد رفض إستلام جثمان الشاب ياسين مظلوم إلى حين توقيف العميد والعقيد وآمر الدورية ومطلق النار ومحاسبتهم وإلا فإن الدولة تقول لنا " خذو حقكم بيدكم ونحن لا نريد أن نصل إلى ذالك فلا تجبروننا على ما لا نريده فنحن لا نبتغي غير الحق والعدل وان لا تذهب هذه الدماء البريئة دون عقاب".
واعتبر البيان ان " استشهاد الشاب ياسين مظلوم على يد عناصر القوة الضاربة التابعة لمكتب السرقات الدولية في الشرطة القضائية بطريقة تدل عن مدى استهتار الدولة بدماء ابنائنا خصوصا أنها ليست المرة الأولى ، ولَم نجد أي محاسبة لأي مسؤول أو عنصر عن هذه الجرائم ، مع العلم أننا مع بسط العدالة على كامل الاراضي اللبنانية".
من جهته، اصدر تكتل نواب بعلبك الهرمل البيان الاتي: "يتوجه التكتل الى اهلنا آل مظلوم والى اهالي بريتال والى اهالي بعلبك الهرمل بالتعزية بالفقيد المأسوف على شبابه ياسين مظلوم، والذي قتل في ظروف تحتاج الى توضيح وشرح من واجب السلطات الامنية والقضائية المعنية ان تتقدم به إلينا والى أهلنا آل مظلوم والى أهل بريتال والى اهالي منطقة بعلبك الهرمل من خلال الاسراع في إجراء تحقيق شفاف وعاجل وعادل يبين الحقائق والمسؤوليات ويعلنها أمام الرأي العام".
وكان أهالي بلدة بريتال وعائلة مظلوم قد اجتمعوا في منزل المغدور ياسين مظلوم الذي قضى مساء الجمعة الماضي خلال مداهمة لاحد المطلوبين في بريتال، ليعم بعدها البلدة والجوار موجة غضب قضت باقفال الطريق الدولي عند مدخل البلدة يوم السبت الماضي وقد تم فتح الطريق بناء على وعود باجراء تحقيق شفاف وهذا ما لم يحصل حتى الان.
وقد رفضت العائلة تسلم الجثة افساحا في المجال باجراء تحقيق شفاف وتوقيف المرتكبين الى أنه لم يصدر اي بيان حول التحقيقات. وأعلن بعد الإجتماع أن أهالي بريتال وعائلة مظلوم لهم ملء الثقة بالقضاء وبالمجلس الاسلامي الشيعي الاعلى الذي وعد بمتابعة مجريات الجريمة, والا الامور في المنطقة متجهة نحو التصعيد.
وكالات، 12 أذار، 2018 / 23:15