البناء
إنجاز صفقة التبادل بين واشنطن وطهران بشراكة مسقط والدوحة… و6 مليارات $ عادت لإيران
قائد الجيش لنقابة الصحافة عن رئاسة الجمهورية: لا تهمّني ولا تعنيني ولم تكن موضوع بحث مع أحد
الخماسية تجتمع اليوم في نيويورك… ميقاتي وأبو حبيب بحثا تعقيدات ملف النازحين مع نولاند
في خطوة يصعب تصديق حصرها في الإطار التقني المتصل بتحرير السجناء بين واشنطن وطهران، تبادلت حكومتا أميركا وإيران بعد مفاوضات امتدت لسنتين، بشراكة سلطنة عمان وقطر، خمسة سجناء من كل من البلدين، بينما حصلت إيران على تحرير ستة مليارات دولار من الأموال الإيرانية التي كانت مجمّدة في كوريا الجنوبية بفعل العقوبات الأميركية، وصعوبة تصديق الإطار التقني الذي يتحدث عنه الأميركيون، يعود الى أن الصفقة تجعل كل نظام العقوبات مجرد مسرحية، حيث تؤدي العقوبات إلى تجميع الأموال الإيرانية بالمفرق وتحويلها لإيران بالجملة، أما الحديث عن حصر استخدامها بالشؤون الإنسانية، فيكفي للرد عليها معرفة أن انفاق إيران على الصحة وحدها يزيد عن عشرين مليار دولار، وبدلاً من إنفاقها من الداخل الايراني، تستطيع طهران بما حصلت عليه وما يمكن أن تحصل عليه من أموال مشابهة مجمّدة لدى اليابان والعراق، بحيث يصل المجموع الى 20 مليار دولار تغطية موازنتها الصحية الإجمالية من الأموال المحررة، وتحويل الأموال التي كانت سوف تنفق من موارد الاقتصاد الإيراني، ومداخيل الخزينة العامة للدولة إلى مجالات أخرى، لا يوجد ما يمنع تحويلها للنشاط النووي او العسكري او دعم قوى المقاومة، وهي المجالات التي تحاول واشنطن القول إن الإفراج عن الأموال الإيرانية لن يغذّيها، بينما تتوقع مصادر متابعة للملف نقلاً عن شركاء التفاوض إن هناك ملفات أخرى قيد البحث والتفاوض، وإن الإيجابية الإيرانية والأميركية تجاه المسألة المينية، في ظل الاتفاق السعودي الإيراني، قد مهدت للقاءات التفاوض التي تجري في السعودية مع وفد من أنصار الله يزورها بدعوة من الحكومة السعودية.
لبنانياً، بينما تجتمع اللجنة الخماسية التي تتابع الملف الرئاسي في نيويورك اليوم، وتستمع الى المبعوث الفرنسي الرئاسي جان ايف لودريان وتجدد تفويضه ليعود مطلع الشهر المقبل ويواكب دعوة رئيس مجلس النواب نبيه بري للحوار، أعلن قائد الجيش العماد جوزف عون أمام وفد من نقابة الصحافة برئاسة النقيب عوني الكعكي، أن رئاسة الجمهورية لا تهمّه ولا تعنيه وأنه لم يتحدث عنها مع أحد ولم يحدثه عنها أحد.
في نيويورك، اجتمع رئيس الحكومة نجيب ميقاتي بحضور وزير الخارجية عبد الله بوحبيب إلى معاونة وزير الخارجية الأميركية فكتوريا نولاند التي تدير ملفات العقوبات والحرب الناعمة في وزارة الخارجية الأميركية من النيجر الى السودان وصولاً إلى أوكرانيا وروسيا والصين، وتقف وراء استخدام ملف النازحين للضغط على لبنان، وبدا من التصريحات أن مناخاً إيجابياً انتهى إليه الاجتماع، دون أن يعلم هل أن الإيجابية تعبير عن ضعف لبناني في التخاطب مع نولاند، أم نجاح لبناني في تظهير خطورة الوضع واحتمال اضطرار لجوء لبنان الى خيار فتح البحر امام النازحين الوافدين إليه ما لم تؤخذ مصالحه وموافقة بعين الاعتبار، لجهة دعم خططه لإعادة النازحين بالتنسيق مع الدولة السورية.
تتجه الأنظار إلى نيويورك حيث تجتمع اليوم اللجنة الخماسية المعنية بالملف اللبناني على هامش انعقاد الدورة السنوية لاجتماعات الامم المتحدة، وسط ترقب لما ستخرج به اللجنة الخماسية من بيان أو توصيات حيال الأزمة اللبنانية والاستحقاق الرئاسي، وذلك غداة الجولة التي قام بها مبعوث الرئاسة الفرنسية جان ايف لودريان على المسؤولين اللبنانيين، على أن يعود الى لبنان أوائل الشهر المقبل لاستكمال مشاوراته النهائية قبل الخطوة المقبلة والتي ستكون بحسب مصادر «البناء» طاولة حوار يدعو إليها رئيس مجلس النواب نبيه بري في مجلس النواب، وقد تكون برعاية فرنسية وعربية ودولية متجسّدة باللجنة الخماسية.
وأكد الرئيس بري أنه في أعقاب الحوار سيدعو الى جلسة انتخابية تشبه جلسات انتخاب البابا في روما.
ولفتت مصادر ثنائي حركة أمل وحزب الله لـ”البناء” إلى أن الثنائي “منفتح على الحوار بكافة أشكاله ومستعد لأن يبحث كل الخيارات ومخارج الحلول على طاولة الحوار أو النقاش أو التشاور، فليسمّوها ما يشاؤون، لكن التواصل المباشر هو طريق الخلاص الوحيد وهو المعبر الأساسي لانتخاب رئيس للجمهورية، لأن المعارضة ترفض المرشح الذين ندعمه من دون سبب مقنع وكذلك ترفض منطق الحوار والتشاور وتتلطّى خلف شعارها: نؤيد الحوار الثنائي ولا نتحاور الا على الاستراتيجية الدفاعية وسلاح حزب الله، وهي في حقيقة الأمر تريد إطالة أمد الفراغ خدمة لمصالح خارجية ولتحقيق أهداف شخصية وسياسية، وتريد المعارضة استمرار الأزمة اللبنانية لأنها تعتاش على الأزمات والدعم الخارجي لمواجهة المقاومة”. وتساءلت المصادر: “هل سلاح المقاومة هو الأولوية أم انتخاب رئيس للجمهورية ومعالجة الأزمة الاقتصادية والمالية؟ هل يريدون نزع سلاح حزب الله بالقوة؟ وهل يستطيعون ذلك طالما “اسرائيل” لم تستطع؟ وكيف سنحل مسألة السلاح والاستراتيجية الدفاعية من دون انتخاب رئيس للجمهورية؟ وكيف ننتخب رئيس للجمهورية من دون حوار؟ ما يعني أنهم لا يريدون حواراً ولا رئاسة، ولا استراتيجية دفاعية، بل يريدون استخدام الفراغ للتصويب على المقاومة وخدمة المشروع الأميركي الاسرائيلي».
وشددت المصادر على أن الثنائي “لا يعطل انتخاب الرئيس بل من حقه الطبيعي دعم ترشيح أي مرشح، ومستعدون خوض أي معركة رئاسية به، لكن مستعدون بالوقت ذاته للحوار على كافة الخيارات، من ضمنها خيار سليمان فرنجية أو غيره إذا كان يحقق الأهداف نفسها التي نسعى الى تحقيقها وأهمها الحفاظ على سيادة لبنان وحماية أرضه وجوه ومياهه وثروته النفطية والغازية ووضع خريطة طريق للخلاص الاقتصادي ومواجهة الحصار الأميركي المالي والاقتصادي ووضع حد لسياسة إفقار الشعب والدولة، لكن لا أحد يتوقع أن نتنازل عن مرشحنا كرمى لأعين الأميركي وحلفائه في لبنان. ولذلك لا نبحث الآن بمرشح غير فرنجية ومرحلة قائد الجيش لم تحن بعد ولم نناقشها حتى الساعة”.
ونصح نائب رئيس مجلس النواب الياس بو صعب في تصريح تلفزيوني، من يعمل في الخارج لمرشّحين رئاسيّين ألا يدعموا مرشّحاً يخالف وصوله الدستور مثل قائد الجيش جوزيف عون.
وفي سياق ذلك، أكد النائب طوني فرنجيّة بأن “رئيس تيار “المردة” سليمان فرنجيّة لم يكن يوماً عائقاً أمام الحلّ، ولكنّ انسحابه ليس مطروحاً حاليّاً، وحين تطرح الحلول على الطاولة نبحث في الأمر”. وأوضح فرنجيّة في حديث تلفزيوني، بأن “قائد الجيش جوزيف عون كان مطروحاً كمرشّح منذ البداية ولكنّ اسمه ظهر أخيراً إلى الضوء، وزيارة رئيس كتلة “الوفاء للمقاومة” النائب محمد رعد إلى بنشعي غير مرتبطة بلقائه مع العماد عون».
واكد فرنجيّة بأننا “مع الحوار من دون شروط مسبقة، والوضع الاقتصادي لا يحتمل المزيد من الانتظار”.
ولفت قائد الجيش العماد جوزف عون أمام وفد نقابة الصحافة برئاسة عن ملف رئاسة الجمهورية “ما بيهمّني وما بيعنيني ولم يبحثه أحد معي ولم أبحثه مع أحد”.
الى ذلك، كما سيحضر الملف اللبناني في مشاورات سيعقدها الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون مع البابا فرنسيس في مارسيليا، وفي اجتماع لسفراء أعضاء الخماسي مقرّرة هذا الاسبوع في الفاتيكان لبحث خريطة طريق عمليّة إنقاذّية. وأفيد أنّ الموفد القطري الذي كان سيصل إلى بيروت هذا الأسبوع أرجأ زيارته إلى مطلع الشهر المقبل، أي في أعقاب مباحثات بين دول المجموعة الخماسية في نيويورك. وأشارت المعلومات الى أنّ زيارة وزير الدولة القطري للشؤون الخارجية محمد الخليفي ستكون في 5 تشرين الأول المقبل.
ووصل الى نيويورك، رئيس الحكومة نجيب ميقاتي لتمثيل لبنان في اجتماعات الدورة السنوية الثامنة والسبعين للجمعية العامة للأمم المتحدة. ويضم الوفد اللبناني الى الاجتماعات وزير الخارجية والمغتربين عبدالله بو حبيب والقائمة بأعمال بعثة لبنان لدى الأمم المتحدة بالإنابة جان مراد. ووفق البرنامج سيلقي الرئيس ميقاتي كلمة لبنان أمام الجمعية وسيعقد سلسلة اجتماعات ولقاءات مع رؤساء الوفود المشاركة. كذلك سيشارك رئيس الحكومة في الجلسة الافتتاحية لـ”منتدى الأمم المتحدة للتنمية المستدامة” وسيلقي كلمة في المنتدى عند الرابعة والنصف بتوقيت نيويورك (الحادية عشرة والنصف ليلاً بتوقيت بيروت) ومن ثم يجتمع مع الامين العام للامم المتحدة انطونيو غوتيريس في مقر الامم المتحدة.
وتوقعت أوساط سياسية لـ”البناء” أن تنعكس التطورات الإيجابية على خط طهران – واشنطن لجهة تبادل السجناء والإفراج عن أموال إيرانية في مصارف أجنبية، على الملف اللبناني، فضلاً عن المستجدات الايجابية في الملف اليمني لجهة استضافة السعودية الوفد السياسي من أنصار الله لإجراء مفاوضات لتثبيت وقف النار وايجاد حل سياسي للحرب في اليمن. لافتة الى الترابط بين الساحتين اللبنانية واليمنية، مسجلة ملاحظة أنه عندما تقدمت المفاوضات في اليمن رفعت السعودية نسبة تأثيرها الإيجابي في لبنان عبر جمع النواب السنة في السفارة السعودية حتى السنة المنضوون في فريق المقاومة، وتغطية زيارة لودريان الى لبنان”، متوقعة انفراجاً مفاجئاً في لبنان فور انفراج الملف اليمني لارتباطه مباشرة بالأمن القومي في السعودية.
واعتبر السفير الروسي في لبنان ألكسندر روداكوف، في بيان، أن “لبنان ينتظر حواراً سياسياً صريحاً”، لافتاً الى أن “المبادئ الأساسية لهيكلية الدولة اللبنانية، تتضمن التعايش السلمي بين جميع فئات المجتمع المتنوع”.
ولفت روداكوف، الى أنه “منذ إبرام الميثاق الوطني، اتسم هذا التعايش بروح حسن الجوار وتحقق بفضل التوافق والتفاهم المتبادل بين القوى السياسية والدينية الرائدة في البلاد”.
على صعيد آخر، أكد قائد الجيش في موضوع تهريب النازحين عبر الحدود، أن التهريب مضبوط الآن بنسبة تصل الى 85 في المئة، وقال الحدود شاسعة ومفتوحة ومتداخلة، ولا نملك العديد الكافي ولا الإمكانات اللوجستية لضبطها بالكامل، واكد أن ضبط التهريب مسؤولية مشتركة تبدأ بالمواطن مروراً بالبلديات والادارات الرسمية وصولا الى الجيش.
وقال قائد الجيش ألا نية ولا سعي لدى الجيش لدخول مخيم عين الحلوة، وأضاف: اتخذنا كل الإجراءات ونشرنا قوة عسكرية حول المخيم لمنع تمدد القتال الى خارجه.
وركز قائد الجيش خلال لقائه نقابة الصحافة على موضوع الأمن، فقال أولويتنا الأمن، ونعمل ليل نهار على ضبطه، فالسلاح منتشر ومتفلت، والقضاء لا يساعدنا في ضبط المتفلتين والمرتكبين والمخلين. أما في مسألة الحدود البرية، فتحدث عما وصفه باهتمام اميركي لترسيم الحدود البرية.
وكان مخيم عين الحلوة شهد هدوءًا حذراً خلال الأيام القليلة الماضية، مع تسجيل خروقات لاتفاق وقف اطلاق النار الذي لا يزال ساري المفعول، لكن الجمر تحت الرماد وفق ما تشير أوساط فلسطينية مطلعة لـ”البناء”، مشيرة الى أن عدم تسليم قتلة الهرموشي وإخلاء المجموعات المتطرفة المدارس سيدفع حركة فتح الى فرض هذا الأمر بالقوة العسكرية. متهمة أطرافاً خارجية بالاستمرار بتمويل المجموعات المتطرفة في المخيم لأهداف أكبر من لبنان تتعلق بإنهاء حق عودة اللاجئين في المخيمات. ورجحت الأوساط تكرار الاشتباكات في أي وقت طالما بنود اتفاق وقف اطلاق النار لم تطبق.
وعلمت “البناء” أن موفد الرئيس الفلسطيني عزام الأحمد لا يزال في لبنان وسيبقى خلال الأسبوع المقبل لمتابعة مفاوضات تطبيق بنود الاتفاق وتثبيت وقف اطلاق النار، وسيجري مروحة اتصالات ولقاءات مع قيادة فتح والسفير الفلسطيني في لبنان أشرف لبنان ومع المرجعيات اللبنانية وهيئة العمل المشتركة.
على صعيد آخر، اجتمع مجلس القضاء الأعلى تزامناً مع بدء السنة القضائية مع القضاة العدليين في قاعة محكمة التمييز في قصر العدل في بيروت، حيث جرى عرض الجهود المبذولة في سبيل تحسين ظروف العمل القضائي وضرورة تسييره وتفعيله، وقرر المجلس إبقاء جلساته مفتوحة مواكبة للظروف كافة. وعلمت “البناء” أن مئة قاض قرروا الاستمرار باعتكافهم حتى تحقيق مطالبهم بتحسين رواتبهم ومخصصاتهم، وتعهد رئيس المجلس القاضي سهيل عبود بالعمل لحل الملف.
ودخل مفتي الجمهورية عبداللطيف دريان على خط الخلاف الحاد بين وزارة الداخلية ومديرية قوى الأمن الداخلي، لترطيب المناخات ورأب الصدع. في السياق أكد وزير الداخلية في حكومة تصريف الأعمال بسام مولوي أن “لا خلاف شخصياً مع مدير عام قوى الأمن الداخلي اللواء عماد عثمان ونقوم بمهمتنا بكل الأطر المحددة، وهذه العلاقة تحكمها القوانين”.
وبعد زيارته مفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان في دار الفتوى قال الوزير مولوي “المدير العام يقوم بمهامه ووزير الداخلية يقوم بمهامه وفق الدستور والمادة 66 التي تجعله على رأس إدارته وتجعل من وزير الداخلية وزير سلطة على المديرية العامة لقوى الأمن الداخلي وليس وزير وصاية، ونحن نتابع حماية مؤسساتنا وحقوق الأجهزة الأمنية. هذه المؤسسات الأمنية العريقة والمؤسسات الإدارية وقادتها ومتابعة عملها الحثيث في سبيل تأمين الأمن للبنانيين الذي هو أولوية في هذه الظروف”.
الأخبار
دريان يعاقب خصومه: الأمر لي في انتخابات المجلس الشرعي
طلبات المفتي تهدّد بسقوط لائحة المستقبل
جلسة التمديد لمفتي الجمهوريّة الشيخ عبد اللطيف دريان حوّلته إلى «الآمر الناهي» في تشكيل اللائحة التي ستخوض انتخابات «المجلس الشرعي الإسلامي الأعلى» في بيروت، وأدّت إلى اتهامه بإشهار سيف العقوبات ضد القوى والشخصيّات التي رفضت التمديد له واستبعادها عن اللائحة، إلى حدّ تهديدها بالسقوط الحتمي
خلط التمديد لمفتي الجمهوريّة الشيخ عبد اللطيف دريان الأوراق في انتخابات «المجلس الشرعي الإسلامي الأعلى» المقرّرة مطلع الشهر المقبل. لائحة بيروت التي كانت ستُعلن منذ أكثر من 10 أيّام «فرطت»، والمرشّحون الذين كانوا «يحجّون» إلى مكاتب المسؤولين في تيّار المستقبل سُرعان ما قطعوا زياراتهم.
في البداية، خسر «الحريريون» عنوان المعركة التي تمكّنوا من تسويقها: ضرب الرئيس فؤاد السنيورة. ما لم يكن في الحُسبان أنّ السنيورة «احترق» أصلاً، ولم تعد المعركة ضدّه «وجودية»، تماماً كما لم يحسبوا جيّداً أنّ التحالف مع دريان لن يكون «نديّاً» بعد اليوم.
«همّة» العاملين على تشكيل اللائحة بدأت تبرد مع افتقاد «المجلس الشرعي»، سلفاً، أهم الأدوار التي كان يسعى المستقبل إلى القبض عليها: انتخاب المفتي الجديد. أكثر من ذلك، لوّح بعض المرشحين بالانسحاب من اللائحة، فيما أبرزهم انسحب فعلاً. فالأمين العام لوزارة الخارجيّة هاني شميطلي الذي كان يُعوَّل على اسمه وحيثيّته داخل الهيئة الناخبة لـ«حمل» اللائحة وترؤسها، فضّل الاستمرار في منصبه وأبلغ المعنيين أنّه حسم قرار انسحابه.
وقد تكرّ السبحة مع ترجيح انسحاب محافظ جبل لبنان القاضي محمّد مكاوي من اللائحة بسبب «الانقسام الحاصل في طريقة التشكيل». وهو شدّد في لقاءٍ الأسبوع الماضي على أنّ «خياراته مفتوحة تحت عباءة الدار». وأكّد أنّه «مستمر في الترشح حتّى اللحظة الأخيرة»، لكنّه لن يكون في لائحة طرف ضد آخر لأنّ «أولويتي وواجبي هما العمل على لائحة جامعة تُرمّم الجروح التي فُتحت خلال الأيام الماضية»، في إشارة إلى جلسة التمديد.
انسحاب شميطلي وإمكان أن يترشّح مكاوي منفرداً أو الانضمام إلى لائحة أخرى، «خربطا» الحسابات بعدما كان معوّلاً على أن يجمع الاثنان حول اللائحة أصوات القضاة والإداريين الذين يشكّلون نحو نصف أعضاء الهيئة الناخبة.
دريان «يشطب» خصومه
بالتوازي، بدأت أسماء المرشحين المتّفق عليها مسبقاً بين دريان والمستقبل تُشطب. في السابق، كان التحالف بينهما قائماً على قاعدة ترشيح المفتي اسمين يملك المستقبل حق الفيتو عليهما، مقابل دعمه للائحة من 7 أو 8 أعضاء، وتمكّن الحريريون من «ضبط» رغبة دريان في زيادة عدد الأسماء التي يُريد ترشيحها، ورفع حصّته في اللائحة.
أمّا اليوم، فقد انقلبت الآية؛ لم يعد المستقبل الآمر الناهي، وباتت لدريان لائحة يعمل على تشكيلها. وتشير المصادر إلى أنّ المفتي سلّم المفاوضين نهاية الأسبوع الماضي لائحة من 10 أسماء ليختار «المستقبل» 8 منها! وتضم اللائحة: شميطلي (قبل انسحابه)، مكاوي، عبدالله شاهين، محمد دندن، القاضيين الشرعيين وائل شبارو ووسيم فلاح، القاضي المدني المتقاعد محمد طلال بيضون، الشيخ زياد الصاحب، وسيم مغربل ومازن شربجي.
الرغبة العربيّة وتحديداً التوافق السعودي – المصري على رفع سن التقاعد القانونية لدريان جعلت الأخير هو الأقوى على السّاحة. وهو يُدرك تماماً أنّ المستقبل لم يُهندس التمديد، بل ساير «الهواء السعودي»، وبالتالي، لا يُريد «كسر الجرّة» مع الحريريين، وبحسب المعلومات لا يزال التواصل قائماً بينهما. لكنه قد لا يؤدي إلى نتيجة مثمرة، مع إصرار المفتي على «معاقبة» كلّ المرشّحين الذين لم يحضروا جلسة التمديد. هي بورصة يوميّة، بحسب ما يقول المتابعون الذين يلفتون إلى أنّ اللائحة صارت تتغيّر يومياً. فرئيس «جمعيّة الفتوة الإسلامية» الشيخ زياد الصّاحب، مثلاً، كان الأسبوع الماضي مرضيّاً عنه بعدما شارك في جلسة التمديد، ووافق دريان على ضمّه إلى اللائحة بعد رفضه سابقاًَ، قبل أن يعود المفتي منذ يومين إلى رفضه. الأمر نفسه ينطبق على ممثل جمعية «الإرشاد والإصلاح» في «المجلس الشرعي» وسيم مغربل الذي تغيّب عن جلسة التمديد بداعي السفر.
الوضع مع «الجماعة الإسلاميّة» مشابه أيضاً. فبعدما تمكّن رئيس جمعيّة بيروت للتنمية الاجتماعيّة أحمد هاشميّة من الاتفاق على تحالفٍ مع «الجماعة» بترشيح عبد الحميد التقي على لائحة المستقبل، شطب دريان الأخير من اللائحة بعد تغيّب ممثل «الجماعة» في «المجلس الشرعي» مصطفى خير عن الجلسة ورفضه التمديد. فيما يتردد أن قناة غير رسميّة فُتحت بين «الجماعة» و«الدّار» لتسوية العلاقات ومهّدت للزيارة التي قام بها أمس الأمين العام الشيخ محمّد طقوش يُرافقه النائب عماد الحوت وخير الذي «هنّأ دريان بالتمديد» بحسب البيان الصادر عن دار الفتوى!
وإذا كانت عودة التقي إلى «لائحة دريان» باتت ممكنة بعد زيارة طقوش، فإنّ أبرز «الرؤوس المطلوبة» لـ«عائشة بكّار»، هو حتماً المستشار الديني لرئاسة الحكومة الشيخ فؤاد زرّاد. في البداية، «لم يبلع» دريان اسم زرّاد وحاول إقصاءه عن اللائحة من دون أن يتمكّن من ذلك بسبب إصرار هاشمية عليه، أمّا اليوم، فقد باتت للمفتي قدرة على رفضه نهائياً. وتردّد أن زرّاد تبلّغ رسمياً من المستقبل خروجه من اللائحة.
إذاً، يُريد المفتي «تقليم أظْفار» كلّ الذين لم يُشاركوا في جلسة التمديد، فيما المستقبل لم يعد قادراً على «كمش» الملف كما كان يفعل سابقاً، خصوصاً بعد الحديث عن عودة الخلاف بين هاشمية والأمين العام أحمد الحريري، وما يتردّد عن أنّ دريان نفسه هو من زكّى الخلاف بينهما، بعدما أصرّ على التواصل المباشر مع الحريري، من دون الأخذ في الاعتبار التوافق بينهما على أن يُتابع هاشميّة الملف. علماً أن أوساط المستقبل تؤكد أن ممثلي الحريري وهاشمية، جلال كبريت وصالح فروخ، يُتابعان الملف معاً.
هزيمة المستقبل
في الخلاصة، توحي «معركة الإقصاء» التي يخوضها دريان ضد خصومه بخسارة مدويّة للائحة أو حتّى عدم قدرتها على «التقليع»، وفتح الباب أمام «غير المرغوبين» فيها لتشكيل لائحة منافسة أو على الأقل خرق عدد كبير منهم اللائحة الأساسيّة، خصوصاً أنّ دريان أبلغ البعض رفضه ضم ممثلين عن الجمعيات الإسلاميّة إلى اللائحة والاستعاضة عنهم بترشيح القاضيين الشرعيين وائل شبارو ووسيم فلاح، ما يتيح له الحصول على أصوات علماء الدين.
مع ذلك، يؤكّد متابعون أنّ ضمّ القاضيين الشرعيين واستبعاد المشايخ عن اللائحة لن يُفلحا في التعويض من «زخم المشايخ»، خصوصاً أنّ البعض ينتظر قرار أمين دار الفتوى الشيخ أمين الكردي القريب من أئمة مساجد بيروت. والأخير الذي سبق أن أبلغ المفاوضين بأنّه لن يتدخّل في انتخابات «الشرعي» يتوقّع البعض أن يعدل عن رأيه بعد تلقيه سلسلة «ضربات» من دريان؛ الأولى أن المفتي أبلغه قبل أيّام بأنه لن يوافق على رغبة البعض بالتمديد له، والثانية تورّط دريان في قصّة سحب الصلاحيّات من أمين دار الفتوى، والثالثة أنه وصلت إلى مسامع الكردي أنّ دريان ينوي تعيين أحد المحسوبين على رئيس «جمعيّة المقاصد» فيصل سنو من ضمن الأعضاء الـ8 الذين يُعيّنهم (2 من بيروت) في «المجلس الشرعي». وهذا يعني أنّ دريان قرّر ترجيح كفّة سنو على الكردي بعدما خاض الثاني ضد الأول معركة إعلاميّة لتغييره اسم إحدى مدارس «المقاصد» وشطب آية قرآنيّة عن لافتتها. ويُروى أن سنو كان أحد المُحرّضين على التسويق لفكرة سحب الصلاحيات من الكردي والتي لم يتمكّن دريان من تنفيذها في جلسة التمديد.
انقلبت الأدوار بعدما وضع المفتي لائحة من 10 أسماء ليختار «المستقبل» 8 منها
وفي حال أصرّ المفتي على استبعاد علماء الدين وخروج مكاوي منها، فهذا يعني خسارة اللائحة الجزء الأكبر من أصوات رجال الدين والقضاة المدنيين والموظفين الإداريين، وبالتالي تعرّضها لخسارة حتميّة. لذلك، يُشكّك متابعون في أن يكون دريان الذي يخوض انتخابات «المجلس الشرعي» للمرّة الثالثة في عهده «مش فاهم اللعبة»، بل يذهب هؤلاء إلى «سيناريو جهنمي» يعدّه المفتي ينتهي بخسارة اللائحة فيتحمل التيّار الأزرق عبء ذلك، خصوصاً أنّ المفتي يؤكّد لمتّصليه أنّه «لا يتدخّل» في الانتخابات، وهو لم يقم بأي اتصال علني مباشر مع المرشّحين لحثّهم على الترشّح (باستثناء شميطلي) أو ثنيهم عن ذلك. وهو في العلن يوحي بأنّ المستقبل هو من يُشكّل اللوائح ويتواصل مع المرشّحين. وبالتالي أي خسارة للائحة ستُحسب حتماً على الحريريين ومن «كيسهم».
اللواء
«الخماسية» اليوم: تقاطع على عون يرفع من استنفار باسيل ضده
واشنطن لا تمانع من حوار رئاسي.. والصعوبات المالية تهدِّد القضاء والتعليم
بصرف النظر عن مدى جدية حركة الوسيط الفرنسي الرئاسي جان ايف لودريان، وإمكانية بلوغها الهدف المطروح امامها، عاد الرهان على التطور الايجابي في العلاقات بين دول عربية خليجية وايران، عبر «الممر الأميركي» الذي تزداد القناعة حول إلزاميته لإنضاج الممر الرئاسي اللبناني.
وعشية اجتماع الخماسية في نيويورك اليوم لتقييم ما آلت اليه مهمة لودريان، اشارت نائبة وزير الخارجية الاميركي للشؤون السياسية فيكتور رانولاند الى ضرورة اسراع الاطراف اللبنانية الى انتخاب رئيس جديد للجمهورية مؤكدة دعم بلادها لأي حوار لبناني – لبناني.
ولئن كانت الخماسية، بتشجيع قوي من قطر، باتت اقرب من اي وقت مضى للتقاطع على ترشيح قائد الجيش جوزاف عون، وصولاً الى بلورة اجماع على انتخابه، فإن المصادر النيابية المتابعة لاحظت استنفاراً جدياً من قبل التيار الوطني الحر ورئيسه لمواجهة هذا التوجُّه، عبر تسكير الأبواب بوجه دعوة الرئيس نبيه بري للحوار، في ضوء ما اعلنه لـ«اللواء» في عددها أمس الاول لجهة استمرارية الجلسات لظهور الدخان الرئاسي الابيض، مع حرصه على ان تشارك معظم الكتل ذات التأثير في الجلسات التي سيديرهابنفسه وبمشاركة من نائبه الياس ابو صعب، او لجهة رفض اي تدخل عربي او دولي في تسمية الرئيس او السعي للمساعدة، كما حصل في الدوحة في العام 2008، والتي ادت الى الاتفاق على انتخاب قائد الجيش آنذاك العماد ميشال سليمان.
وأعربت مصادر سياسية مطلعة لـ«اللواء» عن اعتقادها ان البيان الذي يصدر عن اللجنة الخماسية من شأنه أن يعطي مؤشرا عن التوجُّه المقبل في الإستحقاق الرئاسي وسألت عما إذا كان الموقف نفسه سيتكرر لجهة التأكيد على إتمام هذا الاستحقاق ودعوة المسؤولين إلى القيام بواجباتهم في هذا المجال ام ان هناك موقفا جديدا يصدر عنها.
وقالت هذه المصادر أن أية إشارة من فريق الممانعة بشأن استعداده للبحث في الخيار الثالث لم تعلن عنها وذلك في انتظار بعض التفاصيل وملف الحوار، في حين أن فريق المعارضة بدوره لم يقرر خطوته المقبلة، وفي كل الأحوال الجميع ينتظر المعطيات الخارجية، مشيرة إلى أن حركة الموفد القطري من جهتها تحرك الملف الرئاسي على أن يتبلور المسعى الذي يمكن أن تعمل عليه دولة قطر بشكل جديد.
ووصفت مصادر سياسية ما يروِّج له كلا الاطراف السياسيين من مواقف، لها علاقة بانتخابات رئاسة الجمهورية، بأنه يعبر عن الاستمرار بتقطيع الوقت الضائع، بانتظار انضاج التفاهمات الخارجية بخصوص لبنان وتحديدا بين الولايات المتحدة الأميركية ودول اللقاء الخماسي وايران، بعدما ثبت عدم جدوى الوساطة الفرنسية التي يتولاها الموفد الرئاسي لودريان.
وقالت المصادر انه بعد زيارة لودريان الاخيرة للبنان، يروج كل طرف بأنه استطاع اقناع الموفد الفرنسي بوجهة نظره ومواقفه، مايؤشر إلى الاستمرار بالدوران في الحلقه المفرغة، وعدم تحقيق اي تقدم ملموس باتجاه حل ازمة الفراغ الرئاسي، واعتبرت ما يحصل حاليا هو ان «كل طرف يغني على ليلاه»، وتبقى مصلحة البلد ومواطنيه في آخر اهتماماته.
ولاحظت المصادر تعمُّد مرشح الثنائي الشيعي سليمان فرنجية، بعد زيارة لودريان بالاكثار من اطلالات المؤيدين له، يتقدمهم نجله النائب طوني فرنجية وقبله وزير الإعلام، للتأكيد باستمرار فرنجية بالترشح للرئاسة، ونفي كل مايتردد من مواقف صادرة عن المعارضة، تؤشر الى اخراج فرنجية من المعادلة، وتبنِّي خيار المرشح التوافقي الذي يحظى بموافقة الاكثرية النيابية.
وحسب المصادر، فإنه من الممكن تبدل موقف الثنائي لجهة تأييد المرشح التوافقي على حسابه، بعدما تردد ان قائد الجيش العماد جوزيف عون يتقدم على كل المرشحين التوافقيين. ولذلك لوحظ بوضوح الاعتراضات التي صدرت باطلالات مؤيدي فرنجية التلفزيونية، ضد ترشيح العماد عون لرئاسة الجمهورية.
وفي وقت ما تزال فيه القوى السياسية تدور في الحلقة المفرغة ذاتها من دون ان يتقدم احد بطرح مقبول او قابل للنقاش الجدي حول الاستحقاق الرئاسي، انتقل الاهتمام السياسي الى نيويورك مع وصول الرئيس نجيب ميقاتي أمس في نيويورك آتيا من لندن التي مكث فيها بضعة ايام.وحيث كانت له لقاءات امس، مع الامين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس، ومع ممثلين عن منظمات دولية ومؤسسات مالية دولية كالبنك الدولي وصندوق النقد.
وشارك ميقاتي امس، في أعمال المنتدى السياسي الرفيع المستوى للتنمية المستدامة تحت رعاية الجمعية العامة، عشية انطلاق اعمال الجمعية العامة للامم المتحدة في نيويورك. والذي شاركت فيه ايضاً مع الوفد الرسمي النائبة عناية عزالدين بصفتها رئيسة لجنة المرأة والطفل النيابية.
وفي السياق، افادت المعلومات عن تأجيل زيارة الموفد القطري محمد الخليفي الذي كان من المقرر ان يزور بيروت هذا الاسبوع، الى مطلع الشهر المقبل، بإنتظار جلاء محادثات بين مندوبي دول مجموعة الخمس في نيويورك.
لقاءات ميقاتي
استهل ميقاتي لقاءاته في نيويورك صباح امس باجتماع عقده مع نائبة وزير الخارجية الاميركية للشؤون السياسية فيكتوريا نولاند، في مقر اقامته في حضور وزير الخارجية والمغتربين عبدالله بو حبيب،ونائب مساعد وزير الخارجية الاميركية إيثان غولدريتش.
وتم خلال الاجتماع بحث العلاقات اللبنانية – الاميركية والملفات التي يواجهها لبنان. وطالب الرئيس ميقاتي المجتمع الدولي «بدعم لبنان لمعالجة ازمة النازحين السوريين، التي بات تعاظمها يشكل خطرا على لبنان ونسيجه الاجتماعي».وقال: ان الحكومة انجزت المشاريع الاصلاحية المطلوبة من صندوق النقد الدولي، والملف بات في عهدة مجلس النواب ليقرر ما يراه مناسباً.
ودعت المسؤولة الاميركية «الاطراف اللبنانية الى الاسراع في انتخاب رئيس جديد للجمهورية، مشددة على ان واشنطن تدعم اي حوار لبناني- لبناني في هذا الصدد».
ودعت لبنان «الى تفعيل التعاون مع المنظمات الدولية وخاصة مفوضية الامم المتحدة لشؤون اللاجئين، لمعالجة ملف النزوح السوري المستجد وكل جوانب ملف النزوح».
وشددت «على ان واشنطن تدعم الجيش اللبناني، وأن من الضروري استكمال الاصلاحات الاقتصادية والمالية».
والتقى ميقاتي رئيسة جمهورية كوسوفو فيوسا عثماني، ورئيسة وزراء الدانمارك ميته فريدريكسن في حضور وزير الخارجية والمغتربين عبدالله بو حبيب.
عون: الرئاسة ما بتهمني
وقد تناول العماد عون خلال لقائه وفد نقابة الصحافة برئاسة النقيب عوني الكعكي الاوضاع الراهنة وملفات الساعة.
في موضوع رئاسة الجمهورية قال قائد الجيش: ما بيهمني وما بيعنيني، ولم يبحثه احد معي ولم ابحثه مع احد.
أما في موضوع تهريب النازحين عبر الحدود، فاعتبر أن التهريب مضبوط الآن بنسبة تصل الى 85 في المئة، وقال: الحدود شاسعة ومفتوحة ومتداخلة، ولا نملك العديد الكافي ولا الامكانات اللوجستية لضبطها بالكامل، واكد أن ضبط التهريب مسؤولية مشتركة تبدأ بالمواطن مرورا بالبلديات والادارات الرسمية وصولا الى الجيش.
وردا على سؤال، قال قائد الجيش: ألّا نية ولا سعي لدى الجيش لدخول مخيم عين الحلوة، لكن اتخذنا كل الاجراءات ونشرنا قوة عسكرية حول المخيم لمنع تمدد القتال الى خارجه.
وركز قائد الجيش خلال اللقاء على موضوع الامن، فقال: اولويتنا الامن، ونعمل ليل نهار على ضبطه، فالسلاح منتشر ومتفلِّت، والقضاء لا يساعدنا في ضبط المتفلتين والمرتكبين والمخلين.
اما في مسألة الحدود البرية، فتحدث قائد الجيش عما وصفه بإهتمام اميركي لترسيم الحدود البرية.
وفي الحراك الرئاسي، زار رئيس حزب «التوحيد العربي» وئام وهاب رئيس «التيار الوطني الحر» النائب جبران باسيل، وجرى خلال اللقاء البحث في «الموضوع الرئاسي وما يمكن ان يحصل من تطورات في ضوء التحرك الفرنسي في لبنان».
وقال النائب طوني فرنجيه: في حديث تلفزيوني مساء امس: سليمان فرنجيه لم يقف يوما بوجه المصلحة العليا للبلاد، وانسحابه من السباق الرئاسي غير وارد
اضاف: لم نسمع من الموفد القطري اي شيء عن ترشيح قائد الجيش، اما في ما يتعلق بحزب الله فزيارة النائب محمد رعد روتينية ومقرّرة قبل زيارته لقائد الجيش.
واكد « نحن مع الحوار من دون شروط مسبقة والوضع الاقتصادي لا يحتمل المزيد من الانتظار».
نصيحة السفير الروسي
وفي تعليق من السفير الروسي في لبنان ألكسندر روداكوف على الاوضاع في لبنان، قال: ان لبنان ينتظر حوارا سياسيا صريحا، وإن المبادئ الأساسية لهيكلية الدولة اللبنانية، تتضمن التعايش السلمي بين جميع فئات المجتمع المتنوع. ومنذ إبرام الميثاق الوطني، اتسم هذا التعايش بروح حسن الجوار وتحقق بفضل التوافق والتفاهم المتبادل بين القوى السياسية والدينية الرائدة في البلاد.
وختم السفير روداكوف: وباعتبارها أحد مراكز النظام العالمي الجديد، تدعم روسيا باستمرار وبإخلاص، كل جهود التي تهدف إلى الحفاظ على الأداء الفعَّال لآليات الدولة اللبنانية، دون أي تدخل أجنبي.
مولوي: لا خلاف شخصياً مع عثمان
في مجال آخر، أكد وزير الداخلية في حكومة تصريف الأعمال بسام مولوي بعد لقائه المفتي الشيخ عبد اللطيف دريان في دار الفتوى، أن الزيارة كانت مقررة سابقاً والموعد كان في منتصف الأسبوع الماضي، ولا علاقة لها بأي ظروف استجدّت في الإعلام .
وقال: أكدت للمفتي دريان أننا لا نقبل أي خلل في الإدارة أو في أي مديرية تابعة لوزارة الداخلية، وشعبنا وديننا وإيماننا ورغبة اللبنانيين والتربية والدول كافة، تريد إدارة ومديريات لبنانية سليمة تصل فيها للمواطن حقوقه، وتكون خالية من أي نوع من أنواع الشوائب أو الفساد.
وأوضح مولوي: اننا نتابع عملنا في وزارة الداخلية وفي كل المديريات المتعلقة بالوزارة للقيام بعملنا، ولن نقبل بأن يعود شخص مرتكب أو ثبتت عليه ارتكابات بالفساد إلى الإدارة اللبنانية. مشدداً على أنه لا خلاف شخصياً مع مدير عام قوى الأمن الداخلي اللواء عماد عثمان ونقوم بمهمتنا بكل الأطر المحددة وهذه العلاقة تحكمها القوانين.
وأفاد المكتب الإعلامي في دار الفتوى، «أن المفتي دريان اكد خلال اللقاء ان أمن لبنان من أمن المنطقة، والقوى الأمنية اللبنانية لها دور مهم ومميز في المحافظة على أمن الوطن والمواطن»، وقال: هذا يستدعي مزيدا من التعاون والتكامل بين كافة الأجهزة الأمنية، وفي مقدمها الجيش وقوى الأمن الداخلي، لاسيما وأن قوى الأمن الداخلي وقيادتها تقومان بدور مهم على الصعيد الداخلي خصوصا في هذه الظروف الصعبة التي يمر بها لبنان واللبنانيون، حتى بدا أن القوى الأمنية ما زالت وحدها صامدة ومتماسكة في خدمة لبنان الدولة والمؤسسات، وينبغي على الجميع مساندتها قيادة وضباطا وأفرادا، بتوجيه ومتابعة من السلطة السياسية المرتبطة بها، التي عليها أن تحفظ وتدعم وتحتضن هذه المؤسسات بقياداتها المشهود لها بالصبر والعمل الدؤوب والوطنية في كل المراحل والتحديات التي تواجهها بين الحين والآخر.
وذكرت معلومات ان اللواء عثمان سيزور دار الفتوى اليوم في اطار المساعي التي يجريها المفتي لمعالجة الازمة.
مالياً، انتهى اجتماع لجنة المال والموازنة بحضور وزير المال يوسف خليل الى اعتبار ان موازنة العام 2023 غير دستورية وهي لزوم ما يلزم، وهي احيلت في نهاية السنة كما اعلن رئيس اللجنة النائب ابراهيم كنعان.
وأشار الى أن « اي بند أو مادة تعتبرها الحكومة اساسية من ضمن مشروع موازنة 2023 أو من خارجها، يمكن أن تطرحه علينا من خلال مشروع موازنة ٢٠٢٤ ، ووزارة المال لم تعترض على ذلك، مبدية استعداد الحكومة للقيام بذلك».
وقال:«نحن لا نقفل الباب على أي مادة قانونية ضرورية بنظر الحكومة ويوافق عليها مجلس النواب. ولكن لا يمكن أن نستمر في مسلسل اقرار الموازنات في نهاية السنة المالية، لأن ذلك سيكون بمثابة التشريع لمخالفات، والكل يعلم بتجاوزات الـ11 مليار دولار ما بعد الـ2005، وبالتدقيق البرلماني الذي قامت به لجنة المال والموازنة من الـ2010 الى الـ2019 والذي اظهر 27 مليار دولار صرفت من دون اثباتات قانونية، والملف لا يزال في ديوان المحاسبة حتى اليوم».
اعتكاف القضاة
قضائياً، ومع بدء السنة القضائية بقي الاتجاه العام لدى القضاة عدم التوجُّه الى قصور العدل، والسير في منحى الاعتكاف، من اجل تحسين ظروف حياتهم المادية.
.. والمدارس أيضاً
ولم يكن وضع المدارس بأحسن حالاً، على الرغم من اصدار مرسوم بتعديلات على اجر الساعة للمتعاقدين في التعليم ما قبل الجامعي.
وكانت ورشة العمل التي نظمتها لجنة التربية والتعليم العالي في المجلس النيابي توقفت عند عمق الازمة التي طالت الجميع، وليس التعليم فقط.
واشار الوزير عباس الحلبي الى ان العام الماضي كان عصيباً على التربية والتعليم.
وتابع: دعونا الروابط إلى اجتماع وحددنا وإياهم تاريخ بدء العام الدراسي في 9/10/2023 على أن يصدر عن وزير التربية قبل هذا التاريخ قرار يحدد آلية دفع بدلات الإنتاجية وقيمتها وتواريخ دفعها ومعايير حسابها».
تابع: «أما بشأن رصيد السلفة البالغ حوالى عشرة آلاف مليار ليرة لبنانية فقد تمَّ الإتفاق بحضور دولة رئيس الحكومة وحاكم مصرف لبنان ووزير المالية ووزير التربية على أن تُدفَع ثاني دفعة بقيمة خمسة آلاف مليار في الفصل الثاني والدفعة الأخيرة بقيمة مماثلة في الفصل الثالث».
بالتزامن، تحت عنوان «أنقذوا التعليم الرسميّ في لبنان» وبدعوة من اللجنة الفاعلة للأساتذة المتعاقدين في التعليم الرسميّ، إعتصم عدد من الاساتذة المتعاقدين بدعوة من اللجنة الفاعلة للمتعاقدين في التعليم الرسمي أمام مدخل المجلس النيابيّ، للمطالبة بحقوقهم.
وتضامنًا مع الأساتذة، ترك رئيس لجنة التربية النيابيّة النائب حسن مراد ورشة العمل التربويّة في مجلس النواب، لمشاركة الأساتذة المتعاقدين اعتصامهم خارج المجلس، متسلّمًا منهم لائحة بمطالبهم التي وصفها بالمحقّة.
COMMENTS