افتتاحيات الصحف اللبنانية، يوم السبت 11 تشرين الثاني، 2023

افتتاحيات الصحف اللبنانية، يوم الإثنين 21 تشرين الأول، 2017
إفتتاحيات الصحف اللبنانية، يوم الجمعة 16 شباط، 2018
افتتاحيات الصحف اللبنانية، يوم الخميس، 30 حزيران 2022

اللواء
ورقة لبنان إلى القمة: ضبط الحدود بـ1701!
حزب الله ينعى 7 شهداء.. وباسيل يستبق مجلس الوزراء بمحاولات العرقلة!
عشية دخول حرب غزة الأسبوع السادس، يشهد اليوم، بدءًا من القمة العربية الطارئة في الرياض، الى ما ستؤول إليه المفاوضات الجارية من أجل تبادل معتقلين فلسطينيين لدى سلطات الاحتلال، بأسيرات وأسرى من الأطفال الاسرائيليين لدى حماس وباقي حركات المقاومة الفلسطينية.. وصولاً الى ما سيكشف عنه الأمين العام لحزب الله عن مسار التطورات المستقبلية، في ما خصَّ جبهة الجنوب، وربما ارتباطات سائر الجهات الأخرى، في ظل نشاط متصاعد للتوتر بين قصف اسرائيلي يتوسع خارج الحدود باتجاه الداخل اللبناني، ورد متقدم للمقاومة الاسلامية ضد المواقع العسكرية الاسرائيلية، مع سقوط قتلى في الجانب الاسرائيلي، و7 شهداء جدد لحزب الله، إذ نعى الحزب يوم امس 7 من الشهداء سقطوا على طريق القدس، من الجنوب والبقاعين الشمالي والغربي، ليرفع العدد الاجمالي الى 68 شهيداً.
ومن المقرر ان يمثّل الرئيس نجيب ميقاتي مع وزير الخارجية والمغتربين لبنان في القمة الاستثنائية التي تبدأ أعمالها وتنهيها اليوم، مع موقف رسمي واضح، يتعلق بطلب دعم لبنان في مواجهة الاعتداءات الاسرائيلية، وسيشدد لبنان على انه ملتزم بالقرارات الدولية ولا سيما القرار 1701.
ويتباين الموقف اللبناني الرسمي مع مذكرات أرسلت للقمة، ابرزها من منتدى بيروت ونواب المعارضة، يطالب العرب بعزل لبنان عن المعركة المقبلة، واعلان الرفض لمعادلة «قواعد الاشتباك» التي لا تتفق مع الدستور اللبناني.
مجلس الوزراء وعرقلة باسيل
وأعلنت الامانة العامة لمجلس الوزراء عن عقد جلسة وزارية قبل ظهر الثلثاء 14 ت2 عند الساعة التاسعة والنصف صباحا في السراي الكبير.
ولم يعرف ما اذا كان مجلس الوزراء سيتطرق الى موضوع الفراغ المحدق في المؤسسة العسكرية، لكن الواضح ان تكتل لبنان القوي برئاسة النائب جبران باسيل ما يزال على موقفه المناوئ للتمديد التقني لقائد الجيش العماد جوزاف عون، ويعتبر ان الحل يكون بإحدى خطوتين: إما ان تؤول القيادة الى الضابط الاعلى رتبة، او تعيين مجلس عسكري جديد، بما فيه قائد للجيش ورئيس للأركان بتوقيع جميع الوزراء.
وفي اطار متابعة ما يجري داخلياً والوضع الامني في البلاد، استقبل الرئيس نبيه بري في مقر الرئاسة الثانية في عين التينة المدير العام للامن العام بالإنابة اللواء الياس البيسري حيث جرى عرض لتطورات الاوضاع والمستجدات السياسية والامنية والميدانية في ضوء تصاعد العدوان الاسرائيلي على قطاع غزة والقصف المتبادل في الجنوب.
الوضع الميداني
وفي اليوم الخامس والثلاثين للحرب، استهدف القصف الاسرائيلي المعادي أطراف بلدة ميس الجبل، وصلت قذائف العدو الاسرائيلي بالقرب من مستشفى ميس الجبل الحكومي. واشار مدير مستشفى ميس الجبل حسين ياسين الى تضرر قسم الطوارئ في مستشفى ميس الجبل جراء القصف الإسرائيلي وإصابة طبيب الطوارئ بجروح طفيفة.
وعملت كشافة الرسالة على إخلاء عائلة في ميس الجبل بعد تعرض المنزل للقصف وسط معلومات عن إصابة طفيفة.
كما نفذت طائرة مسيَّرة إسرائيلية معادية غارتين على منزلين في حي الرجم في عيتا الشعب من دون وقوع خسائر بشرية.
و استهدف العدو أطراف ميس الجبل الشرقية وتلة المحامص بالقذائف المدفعية، ومحيطَ موقع العاصي بالقذائف المدفعية والقذائف الفسفورية.
وسجل قصف مدفعي معادي على الأطراف بين مروحين وأم التوت ودوت صافرات الإنذار في مركز اليونيفيل في الناقورة.
واذ افيد ان الجيش اللبناني قام بإخلاء الموقع الخاص به في منطقة بئر شعيب في بلدة بليدا في القطاع الأوسط. اوضح مصدر عسكري ان لا مركز للجيش في منطقة بئر شعيب في بلدة بليدا في القطاع الأوسط بل نقطة غير ثابتة يتواجد فيها العناصر أحياناً وبالتالي لا صحّة لإخلاء الموقع.
وليلاً، أطلقت اليونيفيل سفارات الإنذار في الناقورة، بعد استهدف محيط عيتا الشعب ومروحين.
واعلن الجيش الاسرائيلي انه يهاجم أهدافاً لحزب الله في جنوب لبنان رداً على إطلاق مسيّرات وصواريخ مضادة للدروع والدبابات.
واعترف، في بيان، بإصابة ثلاثة جنود إسرائيليين بجروح خطيرة جراء إطلاق صاروخ مضاد للدبابات على موقع عسكري في منطقة المنارة، كما اعترف بإصابة جندي بجروح خطيرة وجندي اخر بجروح متوسطة نتيجة سقوط طائرة بدون طيار.

 

الأخبار
استبعاد لبنان عن اجتماع باريس: قصاصٌ فرنسي
مع أنّ السفير الفرنسي الجديد في بيروت، هيرفيه ماغرو، يُوصَف بالدماثة والهدوء على طرف نقيض من السفيرة السلف، آن غريو، الكثيرة الانفعال والمستعجلة في ردود الفعل، إلّا أنّ ثمّة غيوماً في العلاقات اللبنانية ـ الفرنسية بدأت علاماتها تظهر على مهل وتدريجياً
من دون أن يفضي إلى أي نتائج عملية وبتمثيل كان يؤمل أن يكون أفضل وأكثر فاعلية، اِلتأم الخميس في باريس مؤتمر «العمل من أجل وقف النار» بين إسرائيل وحماس. غاب عنه لبنان بعدما كان قد غاب عن «مؤتمر القاهرة للسلام» في 21 تشرين الأول بحضور 31 دولة عربية وغربية، والأمم المتحدة والجامعة العربية. أُعطيت لتغييبه عن اجتماع القاهرة ذرائع شتى، أبرزها استبعاده بالتساوي مع سوريا وإسرائيل وإيران على أنها أطراف في النزاع الدائر مباشرة أو بالواسطة. مرت الحجة تلك وغصّ لبنان باستبعاده عمّا يُفترض أنه في صلبه.
البارحة غُيِّب مجدداً عن «مؤتمر باريس» رغم حضور ما يقرب من أقل من مئة مشارك، بينهم دول الاتحاد الأوروبي ودول مجموعة العشرين ودول مجلس التعاون الخليجي ودول الجوار العربي والجامعة العربية ودول مانحة ومنظمات أوروبية ودولية وهيئات مجتمع مدني. على غرار «مؤتمر القاهرة»، أُبعدت إسرائيل وإيران وسوريا ولبنان.
في مرحلة التحضير لـ «مؤتمر باريس»، سُئلت الديبلوماسية الفرنسية عن سبب عدم توجيه الدعوة إلى لبنان للحضور. الجواب الأول أنه سيُدعى لاحقاً. سُئلت مجدداً في ما بعد عن تأخّر توجيه الدعوة على أبواب انعقاده، كان الجواب القاطع أنه غير مدعوّ، قبل أن تُفصح عشية التئامه معلوماتٌ مستقاة من مصادر ديبلوماسية غربية أن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون هو صاحب قرار الاستبعاد، وأنّ له دوراً في عدم انضمام لبنان إلى اجتماع القاهرة أيضاً. الذريعة المُعلنة المنطوية في الموقف السلبيّ الفرنسيّ هي امتناع الأفرقاء اللبنانيين النافذين عن انتخاب رئيس لجمهوريتهم، وإحجامهم في الوقت نفسه عن إدخال إصلاحات أساسية بنيوية في نظامهم الاقتصادي والنقدي رغم النصائح الدولية المتكررة بالإقدام على هاتين الخطوتين. يخلص الموقف الفرنسي إلى ضرورة معاقبة هؤلاء واستبعادهم عن أي دور أو اجتماع وحضور دوليّ.
أما الجانب الآخر غير المُعلن في الموقف السلبيّ الفرنسي تبعاً لما أبرزته المعلومات الديبلوماسية الغربية، فهو غضبُ باريس من عرقلة جهود طويلة بذلتها منذ ما قبل شغور رئاسة الجمهورية، والاستخفاف بمبادراتها حيال لبنان والتلاعب بأعصاب موفديها المتوالين. بعض الجهود تلك يعود إلى عام 2017 ودور فرنسا في انعقاد «مؤتمر سيدر» لتعويم الاقتصاد اللبناني المتخبّط مذّاك في مشكلاته، عبر الحضّ على إصلاحات التزمتها حكومة الرئيس سعد الحريري ثم تخلّت عنها، مروراً بغداة انفجار مرفأ بيروت وزيارة ماكرون لبنان مرتين في آب وأيلول 2020، وممارسته ضغوطاً على القادة اللبنانيين تحت هول الكارثة بمباشرة الإصلاحات المطلوبة. لم يكن الاستحقاق الرئاسي قد آن أوانه بعد، وفي ظنّ باريس أنّ فرصة الإنجاد لما تزل ممكنة.
ما راح يقصّه الديبلوماسيّون الفرنسيون في بيروت كما لدى إدارتهم، وخصوصاً في الكي دورسيه وفي فريق العمل في الإليزيه، أن لبنان غدا حينذاك في قلب أجندة ماكرون، إذ ذهب وقابل مسؤولين أجانب وعرباً، حاضّاً إياهم على الالتفات إلى المشكلات التي يعجز اللبنانيون عن حلّها.
تضيف الرواية الفرنسية المبرّرة للامتعاض، أنّ الرئيس ناط بثلاثة من المسؤولين المؤثّرين في إدارته الاهتمام بوضع هذا البلد، وأوفدهم تباعاً مرات عدة إلى بيروت للعمل على إيجاد سبل تسهم في إيجاد حلول. بدأت قبل الشغور ثم تضاعفت بعده إلى خريف السنة الحالية: أتى مستشار الرئيس باتريك دوريل إلى بيروت مرتين على الأقل بين تشرين الثاني 2020 وتموز 2021، ومنسّق الدعم الدولي للبنان المنبثق من «مؤتمر سيدر»، بيار دوكان، خمس مرات على الأقل بين كانون الثاني 2021 وكانون الثاني 2023، وجان ايف لودريان كوزير للخارجية مرتين في تموز 2020 قبل انفجار مرفأ بيروت وفي أيار 2021، وبعدذاك كموفد خاصّ للرئيس بُعيد تعيينه في 8 حزيران 2023 ثلاث مرات في حزيران وتموز وأيلول من العام نفسه.
باريس أخرجت نفسها من لبنان أم أُخرجت منه؟
في كلٍّ من الرحلات تلك للشخصيات الرسمية الفرنسية الزائرة الثلاث، بصفتها موفدةً من الرئيس الفرنسي، عادت خالية الوفاض سوى من الوعود ممن فقدت الإدارة الفرنسية وفريق العمل المعني بلبنان ثقتهما بهم من الزعماء والسياسيين اللبنانيين المتناحرين. أكبّت باريس، والكلام للرواية الفرنسية أيضاً، على العمل من ضمن الخماسية الدولية مع الولايات المتحدة والسعودية ومصر وقطر في ثلاثة اجتماعات في سنة واحدة عام 2023، أولها في العاصمة الفرنسية في شباط، ثم في الدوحة في تموز، ففي نيويورك في أيلول، دونما أن تحرز تقدّماً في حضّها الأفرقاء اللبنانيين على انتخاب رئيس لهم. تقدّم انتخاب الرئيس أولويات عمل الخماسية الدولية على بند الإصلاح الضروري بغية انتظام مؤسسات الدولة.
تُختم الرواية الفرنسية بالعثور على وسيلة لمعاقبة الأفرقاء اللبنانيين على إخلالهم بوعودهم وعدم استجابتهم للنصائح الفرنسية، كي تقول إنهم وضعوا بلدهم في مهبّ الريح، وأضحى غير ذي جدوى في أي منصّة أو اجتماع إقليمي ودولي، قبل أن تنتهي إلى تقاطع مع المعلومات المستقاة من مصادر ديبلوماسية غربية أنّ باريس أدارت ظهرها للبنان. أولى الخطوات، الانضمام إلى المشاركين في عزل الدولة اللبنانية. اجتماع باريس لوقف النار في غزة وتقديم المساعدات الإنسانية إلى فلسطينيي القطاع، أعطى الإشارة السلبية الأولى، بالاستبعاد، إلى معاقبة لبنان.
ما يُضاف إلى هذه الخلاصة عند رواة دوافع الاقتصاص، أمران: أولهما وهو الأهم، الانزلاق التدريجيّ للبنان عبر حزب الله ـ وإن إلى الآن تحت ضبط قواعد الاشتباك الموشكة على التخلخل ـ في الحرب الدائرة بين إسرائيل وحماس. ثانيهما خواؤه من أي دور يسعه الاضطلاع به في اجتماع باريس، بلا رئيس للدولة وحكومة منقسمة على نفسها ومؤسسات وإدارات متهالكة. لا يملك أن يؤثّر في وقف النار، فيما هو شريك في ما يحدث رغم النصائح الدولية بتهدئة حدوده الدولية مع إسرائيل، ولا يملك بالتأكيد تقديم مساعدات هو أحوج إليها.
أمّا ما لا يُقصّ في الرواية تلك، فإقرار فرنسا بفشل دورها في المساعدة على انتخاب رئيس للبنان راهنت عليه ولعبت في أثناء سنة منصرمة على شغور المنصب أدواراً مضطربة، متفاوتة التأثير وأحياناً متناقضة: في اجتماع الخماسية الدولية في باريس، وافقت بلا بيان نهائيّ على القاسم المشترك بين الدول الأربع الأخرى، وهو الاكتفاء بالطلب من اللبنانيين انتخاب رئيس لهم. في الاجتماع التالي في الدوحة، وافقت على بيان مواصفات الرئيس. بينهما خرجت باقتراح صفقة تبدأ بانتخاب النائب السابق سليمان فرنجيه رئيساً للجمهورية وتنتهي بتعيين السفير نواف سلام رئيساً للحكومة، فسقط في بيروت وداخل الخماسية الدولية لتعارضه مع المتّفق عليه بين بلدانها، وهو أن لا مرشَّح لها. أتى بيان الدوحة كي يتجاوز الصفقة تلك ويعطبَها نهائياً. في الاجتماع الثالث في نيويورك بالكاد نصف ساعة تكرّس الانقسام والتنافر، بالتزامن مع دوريْن في بيروت، كان محسوباً أنه منسّق بين السفيرتين الأميركية دورثي شيا والفرنسية آن غريو، إذ بالثانية تنفرد بآراء واقتراحات غير متفاهم عليها، ما أوجد سوء تفاهم بين السيّدتين. بدوره، لودريان في آخر زيارة له كان ينتظر أجوبة عن أسئلة يعرف أنّ أحداً لن يجيبه عنها في ظل الانقسام الحادّ على انتخاب الرئيس.
في مرات شتى قالت باريس ـ هذا ما لمّح إليه اجتماع الخماسية الدولية في الدوحة ـ إنها ستعاقب المتسبّبين في عرقلة انتخاب الرئيس. في نهاية المطاف، انتهت إلى تسليمها بفشل دورها في لبنان، وأقرب ما تكون إلى إخراج نفسها من المعضلة اللبنانية. بعض المطّلعين على الموقف الفرنسي يتحدّثون عن أكثر من خيبة، يقولون إن مرارتها عميقة، إلى أن وصلت أخيراً إلى خيار العقاب.

 

البناء
الاحتلال يقصف مجمع الشفاء في غزة تمهيداً لاقتحامه بحثاً عن صورة نصر
القمّتان العربية والإسلامية أمام تحدّي الخروج من البيانات اللفظية لخطوات عملية
السيد نصرالله اليوم بين حاصل مفاوضات التهدئة ومسار التصعيد لإعلان الموقف
تؤكد العمليات العسكرية المحمومة لجيش الاحتلال في غزة أن اليومين المقبلين حاسمان، في رسم صورة المشهد الميداني، حيث الحكومات الغربية، وفي طليعتها إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن، تستشعر حجم الخسائر التي تصيب شعبيتها بسبب الدعم الأعمى الذي تقدّمه لتغطية جرائم جيش الاحتلال ووحشيّته، ما يعني أن الوقت ينفد والحاجة لإظهار صورة نصر واضحة تبرر لحكومة بنيامين نتنياهو القبول بمسارات التهدئة وتبادل الأسرى والرهائن. وقد شهدت ساعات الليل تصعيداً استثنائياً في محيط مستشفى الشفاء الذي أعلنته حكومة نتنياهو وقيادة جيش الاحتلال هدفاً للحملة العسكرية على قطاع غزة، وقالت إنه مقر القيادة الخفي لقوات القسام، ورفضت الاستجابة لنداءات إدارة المستشفى بدخول فرق تحقيق دولية من الصليب الأحمر الدولي ومنظمة الصحة العالمية للتحقق من اتهامات جيش الاحتلال. وقد جمع الهجوم على مجمع الشفاء بين القصف الوحشيّ الذي يستهدف النازحين الذين تجمّعوا فيه ويقدرون بخمسين ألف نازح، وبين تقدّم الدبابات والمشاة في محاولة لتطويق المستشفى والتقرّب منه، بينما قالت مصادر قوات القسام مع بدء الهجوم إن وحداتها قامت بنصب الكمائن وتحريك التشكيلات القتالية للتعامل مع قوات الاحتلال بالأسلحة والطرق المناسبة. وفي منتصف الليل أكدت قوات القسام أنها تكبّد الاحتلال خسائر فادحة، وأن جثث جنوده تملأ المكان، من حي النصر إلى مخيم الشاطئ؛ بينما تقول مصادر تتابع مجريات الوضع الميداني إن الليلة حاسمة في معركة غزة، وإن المقاومة سوف تكتب صفحة جديدة لانتصاراتها، وإلحاق المزيد من الخسائر بجيش الاحتلال.
سياسياً، مساران يتحرّكان بالتوازي، مسار التفاوض حول إعلان هدنة لثلاثة أيام يرافقها تبادل الأسرى والرهائن، بدأ في الدوحة بلقاء رئيس الحكومة القطرية مع رئيسي جهازي المخابرات الأميركي والإسرائيلي، ويتابعه في القاهرة رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية. والمسار الثاني هو انعقاد القمة العربية تليها القمة الإسلامية في الرياض، حيث التحدّي باتخاذ مواقف ذات جدوى بعيداً عن البيانات اللفظية التي لا تقدم شيئاً، وفيما تسعى دول مثل الجزائر والعراق وسورية ولبنان لرفع سقف موقف القمة، يبدو رهان دول أخرى على تقدّم مسار التفاوض لإعفاء القمة من مواجهة خيار الخيبة والفشل أو قبول تبني مواقف واضحة لمواجهة خطر العدوان على غزة والدعم الأميركي المفتوح للعدوان. بينما في القمة الإسلامية فهناك تحدٍّ من نوع آخر، خصوصاً مع وجود إيران التي يمثلها رئيسها السيد إبراهيم رئيسي، وقد عبر وزير خارجيتها حسين أمير عبد اللهيان عن موقفها باعتبار أن تفادي توسّع الحرب لم يعُد ممكناً.
الوضعان الميداني والسياسي سوف يحضران في خلفية الكلمة المنتظرة للأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله اليوم، في إحياء يوم الشهيد، في ذكرى تفجير مقرّ الحاكم العسكري الإسرائيلي، قبل 41 عاماً، حيث ستكون الكلمة محطة فاصلة لرسم الخيارات في ضوء معادلة الاحتمالات المفتوحة، وفق مراقبة أداء جيش الاحتلال ومسار العدوان على غزة من جهة، والسلوك تجاه الجبهة اللبنانية، خصوصاً الاعتداءات على المدنيين من جهة أخرى، وفقاً للمعادلة التي وضعها السيد نصرالله في كلمته يوم الجمعة الماضي.
تتجه الأنظار إلى خطاب الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله وما سيطلقه من معادلات جديدة ومستوى التصعيد الذي سيبلغه، في ظل سخونة الجبهة الجنوبية التي أقرّ كيان الاحتلال الإسرائيلي بقسوتها، حيث يتكبّد العدو خسائر فادحة بشرية وفي الآليات العسكرية، في مقابل كثّف العدو اعتداءاته على لبنان مع توسيع منطقة الاشتباك ما دفع بالمقاومة إلى تنفيذ عمليات نوعية في عمق الأراضي المحتلة.
وأشارت مصادر ميدانية لـ»البناء» الى أن «مستوى عمليات المقاومة في الجنوب يتحرّك وفق مجريات الوضع الميداني في غزة ووفق مستوى الاعتداءات الإسرائيلية على لبنان»، موضحة أن «عمليات المقاومة ترتفع وتيرتها تدريجياً وستتطور خلال الأيام المقبلة بحال لم يتمّ التوصل الى هدنة إنسانية في غزة».
ونشر الإعلام الحربي في «حزب الله» مقطع فيديو، تحت عنوان «بعض من بأسنا.. ولن يتمّ الاكتفاء بذلك»، تضمّن مشاهد انتشار عناصر «حزب الله» عند الحدود اللبنانية الجنوبية وتنفيذ العمليات ضد الجيش الإسرائيلي، إضافة إلى مشاهد من الأسلحة والعدّة والعتاد وعمليات المراقبة.
الى ذلك، أكّد ضابط في «حزب الله» أنّ «العمليات بدأت في منطقة مزارع شبعا وامتدّت لتشمل كل المواقع بمسافة تتجاوز 100 كلم»، وذلك في مقابلة مع قناة «الميادين» في تقرير مصوّر من الحدود الجنوبية.
ولفت الضابط إلى الانتشار الإسرائيلي، حيث أوضح أنّ «على الجبهة الجنوبية منتشِر بمنطقتين، منطقة الجولان ومنطقة الجليل فرقتين، فرقة الجليل 91 وفرقة الجولان، فيها مجموعة من الألوية المقسومة لكتائب والمنتشرة سرايا على الخط. بعد عملية طوفان الأقصى بالسابع من تشرين الأول الإسرائيلي زاد من استعداداته على الجبهة بشكل كبير جداً، عزّز بفرقة 146 على الخط الثاني وأيضًا بمجموعات كبيرة من الاستخبارات ومن وسائط الدفاع الجوي والوسائط النارية المدفعية والصاروخية على الجبهة، يعني الاسرائيلي يوم سبعة تشرين الأول كان بجهوزية عالية جداً وبتعزيز كبير جداً على الجبهة اللبنانية».
وشدد على أنّ «الإنجاز الأكبر كان جذب جزء كبير من القوات الإسرائيلية من الداخل إلى الجبهة اللبنانية»، معتبرًا أنّ «جذب القوات الإسرائيلية خفّف الضغط على إخواننا في غزة».
وكشف الضابط أنّ «الإنجاز الأساسي هو إعماء عيني العدو ومنعه من الرؤية»، كما أفاد عن إصابة عدد كبير من دبابات الميركافا وإعطابها بالصواريخ الموجّهة، كما أنّ من «الإنجازات الأساسية تدمير جزء كبير من المواقع الإسرائيلية».
وأكّد «استهداف الداخل الإسرائيلي وتعطيل عمل القبّة الحديدية في كثير من الأماكن»، موضحًا أنّ «المقاومة ردت على العدو الذي اعتدى على منطقة إقليم التفاح بتوسيع شعاع النار ونوعيّة الرد».
ولفت الضابط في رسالة إلى السيد حسن نصرالله إلى أنّ «ما راكمته المقاومة من عدّةٍ وعتادٍ وعتيد وجهوزيةٍ واستعداد منذ العام 2006 سينفجر غضبًا وحممًا على العدو الغاصب الذي لم يرَ منه سوى القليل القليل حتى الآن، والآتي أعظم وتحت الأمر».
وكانت المقاومة الإسلامية واصلت عملياتها أمس، وأشارت في بيان إلى أن «مجاهديها استهدفوا تجمعًا لجنود العدو الصهيوني قرب موقع العاصي (مقابل ميس الجبل) بالصواريخ الموجهة وحقّقوا فيه إصابات مباشرة». كما استهدفت موقعي الضهيرة وبركة ريشة الإسرائيليين بالصواريخ الموجهة، وكذلك مستعمرة المطلة بصاروخ موجّه. ونفذت المقاومة هجوماً ضد قوات ‏الاحتلال الإسرائيلي بواسطة ثلاث مسيرات هجومية، فاستهدفت الأولى ثكنة يفتاح قديش (قرية ‏قدس اللبنانية المحتلة) فيما استهدفت الطائرتان الأخريان تجمعًا مستحدثًا في شرق مستعمرة ‏حتسودت يوشع (قرية النبي يوشع اللبنانية المحتلة) وحققوا فيهما إصابات مؤكدة، كما استهدفت موقع الجرداح.‏
ونشر الإعلام الحربي في «حزب الله»، مشاهد عملية استهداف ثكنة يفتاح قديش (قرية ‏قدس اللبنانية) التابعة للجيش الإسرائيلي ونقطة تجمع آليات إسرائيلية قرب مستوطنة راموت نفتالي (قرية النبي يوشع اللبنانية) بالمسيرات الانقضاضية.
واعترف، جيش الاحتلال في بيان، بإصابة ثلاثة جنود إسرائيليين بجروح خطيرة جراء إطلاق صاروخ مضاد للدبابات على موقع عسكري في منطقة المنارة، كما اعترف بإصابة جندي بجروح خطيرة وجندي آخر بجروح متوسطة نتيجة سقوط طائرة بدون طيار. كما أعلن المتحدث باسم جيش الإحتلال دانيال هاغاري، أن «3 طائرات بدون طيار اخترقت أجواء الجليل الأعلى قادمة من لبنان».
وواصلت قوات الإحتلال الإسرائيلي اعتداءاتها على جنوب لبنان، واستهدفت بالطيران الحربي المعادي المنطقة المفتوحة بين الهبارية والفرديس في العرقوب، وأطراف عيتا الشعب وكفرحمام وياطر وقصف مدفعي طاول أيضاً أطراف عيتا الشعب ويارون. كما أغارت على محيط بلدة كفرشوبا. فيما استهدف قصف مدفعي خراج بلدتي العديسة وكفركلا حيث استخدم العدو القنابل الحارقة. وفي صور سجل قصف مدفعي على منطقة اللبونة، الناقورة. كما استهدفت قوات العدو مستشفى ميس الجبل.
وشدّد رئيس كتلة الوفاء للمقاومة النائب محمد رعد على «أننا نعرف مصلحة أمتنا وطريقة تحقيق أهدافها، ونؤدي تكليفنا كما ينبغي ان يؤدى هذا التكليف، انتصاراً لغزة وشعبها ووقفاً للعدوان الصهيوني الغاشم والمتوحش، وإحباطاً لكل أهدافه، وستنتصر غزة وشعبها في نهاية المطاف».
وأكّد «أننا في الموقع الذي إن غادرناه نسهم في ترك العدو يفعل ما يشاء وهو يستقوي بحماة دوليين يشجعونه، ويبرمجون عدوانه، ويدفعون عنه كل ضغط دولي، ويحيدون من يحيدون عن إدانته وعن مواجهته وحتى عن استنكار عدوانه على غزة وشعبها وأهلها».
ولفت رعد الى أنّ «المقاومة لن تترك هذا الشعب ولن تترك أهل غزة وستستمر في الضغط من اجل وقف العدوان على طريقتنا، نتحرّك حيث يجب ان نتحرك ونقف حيث يجب أن نقف، ونضغط حيث يجب أن نضغط».
على صعيد آخر، وبعدما سرَت معلومات عن إنزال جوي أميركي بطائرات تحمل أسلحة وذخائر وعتاد عسكرية أفرغتها في مطار حالات في الشمال مساء أمس الأول، أوضحت قيادة الجيش، أن «بعض وسائل التواصل الاجتماعي تناقلت معلومات عن هبوط طائرات عسكرية أجنبية في أحد المطارات التابعة للجيش اللبناني»، موضحةً أن «جزءًا من حركة الطيران في المطار هو حركة روتينية لنقل المساعدات العسكرية إلى الجيش اللبناني، ويضاف إلى ذلك نقل جميع التدريبات النهارية والليلية الخاصة بالقوات الجوية في الجيش إلى حامات».
على صعيد آخر، كشفت وزارة الخارجية الفرنسية أننا «مررنا رسائل لإيران وللبنان حتى لا ينزلق الأخير نحو الصراع».
وعشيّة توجّه رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي الى المملكة العربية السعودية للمشاركة في القمة العربية، أعلنت رئاسة المجلس الوزراء أنّ ميقاتي بصدد الدّعوة إلى جلسة حكوميّة، مُعمّمةً جدول الأعمال.

Please follow and like us:

COMMENTS