افتتاحيات الصحف اللبنانية، يوم الثلاثاء 21 تشرين الثاني، 2023

النائب جميل السيد : “أردت استنهاض الرئيس بري”، و”الناس هم الذين يسألون لماذا لا يساوى الجنوب بالبقاع من ناحية الخدمات”
افتتاحيات الصحف اللبنانية، يوم الخميس 20 كانون الأول، 2018
افتتاحيات الصحف اللبنانية، يوم الإثنين 25 أيلول، 2023

الأخبار
قيادة الجيش: التمديد أو التعيين مؤجّلان في انتظار حزب الله
عاد بتّ مصير قيادة الجيش قبل تقاعد العماد جوزف عون إلى النقطة الصفر. كان مقدّراً إنجازه الأسبوع المنصرم، فطار هذا الأسبوع أيضاً. يستعجله الأقل تأثيراً، ويبطئه الأكثر تقريراً فيه. بدأت المشكلة في تفادي وقوع الشغور وآلت إلى تحوّل القائد الحالي إلى مشكلة في ذاته
لا جلسة مقرّرة لمجلس الوزراء هذا الأسبوع حتى الآن على الأقل. في الجلسة الأخيرة أسرّ رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي إلى الوزراء أن أي جلسة مقبلة تنظر في تمديد ولاية قائد الجيش العماد جوزف عون أو تعيين خلف له سيحدّد موعدها عشيتها، آملاً أن لا تؤخذ في الاعتبار الساعات الثماني والأربعون أو الساعات الاثنتان والسبعون السابقة لموعدها على جاري العادة للاطّلاع على جدول الأعمال. خلص إلى أن انعقاد الجلسة رهن بسرعة الاتفاق على أحد هذين المخرجيْن أو تباطئه.
مؤشر عبارة ميقاتي، فضلاً عن اتصالات الأيام الأخيرة، كلّ ذلك أفضى إلى بضعة معطيات منها:
1 – لم تعد العجلة سيدة الموقف في بتّ مصير قيادة الجيش بعد إحالة قائدها على التقاعد في 10 كانون الثاني المقبل. لا يزال الوقت كافياً في غضون الشهر المتبقّي حتى ذلك النهار والخيارات مفتوحة. تعلو وتهبط بلا جزم نهائي لأي من احتمالَي التمديد والتعيين. ذلك ما يقود إلى الاعتقاد بأن الحل ربما يظهر في دقيقة أخيرة ما، لا أحد يعرف متى تجيء. وحدها تكون اللحظة الأخيرة في توقيتها.
– لأن ليست ثمة عجلة بل أفرقاء مستعجلون، ارتُئِي التمهل. فحوى الاشتباك الدائر حالياً من حول عون، وليس حيال مَن سيخلفه. بكركي وحزب القوات اللبنانية وكتل مسيحية مستقلة إلى حزب الكتائب يقولون بتأخير تسريحه إلى ما بعد انتخاب رئيس للجمهورية، والتيار الوطني الحر يرفض استمراره في منصبه. قبالة الانقسام المسيحي، الماروني خصوصاً، يتصرّف الفريق السنّي كأنه غير معنيّ بالاشتباك وغير مبالٍ به، لكنه يريد حصة للطائفة موازية في حال الإقدام على تمديد سن تقاعد عون بقانون في مجلس النواب، مع أن المعني بالحصة وهو المدير العام لقوى الأمن الداخلي اللواء عماد عثمان لا تزال أمامه ستة أشهر لإحالته هو الآخر على التقاعد. الفريق الدرزي لا يسأل إلا عن تسوية ترضي المسيحيين أولاً تمديداً أو تعييناً لحل المشكلة يكون تعيين رئيس جديد للأركان أحد بنودها، لا في معزل عنها.
توزّع هذا الاصطفاف يجعل المعضلة في القائد الحالي لا في المنصب ما دام تعيين خلف له يملأ الشغور للتوّ. لأنه أصل المشكلة وعلّتها على نحو لم يعد يُعرف هل الخلاف عليه ومن حوله حقيقة أو كذبة، ليس ثمة أي تصويب على القائد الذي يخلفه أو التشكيك فيه.
3 – سرّ مستقبل قيادة الجيش، شأن سرّ الاستحقاق الرئاسي، يقيم في الثنائي الشيعي. الرئيس نبيه برّي كشف عن نصف موقفه، وهو أنه ليس في وارد الذهاب إلى تعديل سن تقاعد قائد الجيش المنصوص عليه في قانون الدفاع الوطني بقانون في مجلس النواب، ويقول إن القرار عند حكومة تصريف الأعمال. ما لم يقله برّي بعد هو تأييده التمديد لعون أو معارضته.
حزب الله في المقلب المكمّل لم يقل كلمته بعد. بالتأكيد لا يضيره أو يزعجه تأخير التقاعد ستة أشهر أو سنة. لا ضرر له فيه ولا حتماً مكسب ذو مغزى أو مفيد. ما يعنيه في المسألة أمران ملتصقان بالخيار المطلوب منه:
أولهما أنه لا يريد أعداءً جدداً في مواجهته ولا فقدانه حلفاء. لا يريد خلافاً مستجداً مع البطريرك الماروني ولا خسارته مرة أخرى تحالفه مع التيار الوطني الحر ورئيسه النائب جبران باسيل الذي سينظر إلى تأييد الحزب بقاء عون على أنه عمل عدائي له. في حسابات حزب الله أن باسيل، لا البطريرك، هو الحليف الذي يحتاج إليه.
أما ثانيهما فاهتمامه بالمسار الذي أضحت عليه حرب غزة وموقعه في المرحلة المقبلة وخصوصاً في الإقليم، بعد الانتقال من إطلاق النار إلى الجلوس إلى الطاولة. هو الآن جزء لا يتجزأ من حرب غزة دونما توريط لبنان فيها، بيد أنه سيكون معنياً في ما بعد بالتسوية التي ستفضي إليها كشريك في النزاع المسلح، وبصفته القوة الأفعل في المحور الداعم لحماس.
للمرة الثانية، بعد الاستحقاق الرئاسي ومن دون أن يكون في المعضلة الحالية طرفاً مباشراً ومؤثّراً فيها كذاك، يجد الحزب نفسه عند تقاطع تناحر مسيحي – مسيحي لا يتوقف، مشكلة بعد أخرى واستحقاقاً يلي آخر. مع ذلك، لا يملك أن يقف على الحياد ولا أن ينأى بنفسه عنه وهو يُقاسِم الجيش، سراً وعلناً وأحياناً إن لم يكن في الغالب يستقل عنه، ممارسة دور شرطي الاستقرار.
4 – كثرت في الأيام الأخيرة آراء لدى أكثر من فريق تنبّه من خطأ جسيم هو تعيين قائد جديد للجيش قبل انتخاب رئيس للجمهورية، أو من دون أن يكون هو مَن اختاره. للآراء هذه حجج سياسية أكثر منها قانونية. منذ اتفاق الطائف، في الحقبة السورية وبعدها، لم يخترْ أيّ من الرؤساء المتعاقبين قائداً للجيش يرافقه في ولايته: لا الرئيس الياس هراوي سمّى العميد إميل لحود، لا الرئيس إميل لحود سمّى العميد ميشال سليمان، ولا الرئيس ميشال سليمان سمّى العميد جان قهوجي. الأخير وحده، في سابقة في تاريخ الجيش، صار إلى تعيينه في مجلس الوزراء بالتصويت وليس بالإجماع على غرار أسلافه منذ عام 1945. في جلسة 28 آب 2008 عيّنه مجلس الوزراء بالأكثرية بعد معارضة ثلاثة وزراء هم غازي العريضي ووائل بو فاعور وإبراهيم شمس الدين، وامتناع وزيرين عن اتخاذ موقف هما وزيرا القوات اللبنانية إبراهيم نجار وأنطوان كرم، وغياب ثلاثة وزراء. وحده الرئيس ميشال عون من بين أسلافه عيّن بمفرده القائد الحالي في منصبه وسط معارضة ابن البيت صهره باسيل والحليف الرئيسي المدين له آنذاك بانتخابه حزب الله.
ما أضحى مألوفاً في حقبة ما بعد اتفاق الطائف، الوقوف على خاطر الرئيس ليس إلا. قائد الجيش يُعيّن في القانون باقتراح وزير الدفاع، شأن تعيين حاكم مصرف لبنان باقتراح وزير المال شأن تعيين المدير العام لرئاسة الجمهورية وهو أول الموظفين وأول المستشارين إلى جانب الرئيس وأعلاهم منزلة في قصر بعبدا باقتراح رئيس مجلس الوزراء بالذات. أما الواقع فهو أن الخيار المعنوي للرئيس. ذلك ما سيحمل أكثر من فريق لبناني على مقاربة منصب قيادة الجيش، المحسوب أنه لا يقل أهمية عن منصب رئيس الدولة، على أنه معنيّ به.لأنه الفريق الأقوى تأثيراً والأكثر إحكام سيطرة على موازين القوى في الشارع وداخل السلطة، لا يسع الثنائي الشيعي وخصوصاً حزب الله النظر إلى موقع قائد الجيش على أنه منصب ماروني فحسب، بل جزء لا يتجزأ من تقييمه لمقدرته على حماية المقاومة، على نحو مطابق لموقفه نفسه من مرشحه لانتخاب رئيس للجمهورية. وهو ما يُفسّر في المقابل التقييم السلبي – إن لم يكن العدائي – للحزب من المدير العام الحالي لقوى الأمن الداخلي، ومن اعتقاده أن رئيس الحكومة، أي رئيس للحكومة تعاقب منذ اتفاق الطائف إلى الآن، ليس سوى أحد وجوه الحضور الغربي في المعادلة الداخلية يقف على طرف نقيض منه.
سوى هذا وذاك، ما لا يُعتدّ به هو ذاته الوارد في المادة 49 في الدستور أن رئيس الدولة هو «القائد الأعلى للقوات المسلحة». الواقع أن المادة نفسها تستدرك الصفة المعنوية هذه بإبراز الواقع الفعلي ومرجعية إمرة الجيش بالقول إنه «يخضع لسلطة مجلس الوزراء».

 

اللواء
تدخل أميركي مباشر لاحتواء انزلاق إسرائيل إلى حرب مع لبنان
«القوات» في بكركي لفرض التمديد لعون..وقرار بتعويم صفقة الفيول معدّلة
قررت الادارة الاميركية التحرُّك على وجه السرعة، بعد يوم عاصف على صعيد المواجهات الجارية في الجنوب، بالتزامن مع اختطاف سفينة تعود ملكيتها لإسرائيلي في البحر الاحمر، والضغوطات لإحتواء جبهة العراق.
فقد وصل الى اسرائيل على عجل الموفد الرئاسي الاميركي آموس هوكشتاين، لثني تل ابيب عن الانزلاق الى حرب مع لبنان.
وحسب ما نقل عن هوكشتاين ان ما يجري في غزة لا يجب ان يؤثر على الحدود مع لبنان، يتضمن اشارة واضحة الى استمرار الاتفاق البحري بين لبنان واسرائيل، فضلاً عن رفض توسيع «نموذج غزة» التدميري باتجاه لبنان.
وحسب مصادر دبلوماسية مطلعة فإن عودة هوكشتاين على وجه السرعة تعكس قلقاً اميركيا من انهيار الجبهة مع لبنان.
واشارت مصادر اخرى ان هوكشتاين، الذي بات على دراية الى حدّ ما بالملفات ما بين لبنان واسرائيل، يسعى للحؤول دون اي تدهور متوقع على جبهة لبنان.
وفي معلومات تسربت مع بدء هوكشتاين مهمته ان الجانب الاسرائيلي يشترط للتهدئة انصراف واشنطن لممارسة الضغوطات على حزب الله، لسحب «فرقة الرضوان» من الجبهة، وهي قوة النخبة لدى المقاومة الاسلامية.
قيادة الجيش
وعشية عيد الاستقلال الـ80، بقي موضوع حسم قيادة الجيش في الواجهة.. ومن المتوقع ان تتكثف الاتصالات بعد العيد، على ان تواصل كتلة الجمهورية القوية لقاءاتها من اجل العمل لهذه الغاية.
و‎رأت مصادر سياسية مطلعة لـ«اللواء» أن تحريك ملف تأجيل تسريح قائد الجيش من قبل المعارضة ولاسيما كتلة الجمهورية القوية ينتظر أن يخرج بنتيجة تصب في هذا السياق، بعدما حظي موقف الكتلة بتأييد من البطريرك الماروني الذي أعاد رفضه المساس بقيادة الجيش قبل انتخاب رئيس الجمهورية، وفي اجتماعهما أمس تقاطعا على هذه النقطة بالتحديد. ورأت مصادر في كتلة الجمهورية القوية ل «اللواء» أنه لا يمكن لأحد أن يملي على سيد بكركي أية توجيهات وإن موقفه من قيادة الجيش والتمديد للعماد جوزف عون ثابت وإن الالتقاء معه جاء لهدف المصلحة الوطنية.
وفهم ان التوجه لدى فريق «القوات» هو لفرض التمديد مهما كلف الامر.
وعلى صعيد حسم مصير الخيارات في ما خص قيادة الجيش، عندما يُحال العماد جوزاف عون الى التقاعد، بقيت الامور تتحرك بين اتجاهات متعددة، بين تأجيل التسريح الذي يحتاج الى موافقة وزير الدفاع، على الرغم من الاجتهاد بأن مجلس الوزراء بإمكانه حسم الموقف كهيئة مجتمعة، او التمديد سنة لكل من رتبة عماد ولواء، او السير بما يجهد التيار الوطني الحر الى وضعه موضع التنفيذ، كتعيين الضابط الاعلى رتبة كمخرج قانوني، وهو العميد صليبا..
ولهذه الغاية زار وفد نيابي من كتلة الجمهورية القوية (القوات اللبنانية) بكركي، وبحث مع البطريرك الماروني في الوضع الداخلي، وما يجري في الجنوب، كما تطرق الى احتمالات الشغور في القيادة العسكرية.
واعلن النائب بيار ابي عاصي باسم الوفد انه في ظل الوضع المتفجر في لبنان لا يجوز تغيير قيادة الجيش، كذلك لا يجوز تعيين قائد جديد للجيش في غياب رئيس للجمهورية، مطالباً بقائد للجيش غير مسيَّس ولديه خبرة.
رفض الضرائب الجديدة على الرواتب
مالياً، تابعت لجنة المال والموازنة برئاسة النائب ابراهيم كنعان، وحضور اعضاء اللجة ووزير المال في حكومة تصريف الاعمال يوسف خليل البحث على الضرائب المستجدة، وتقدير الارقام كما هي، وفقاً للايرادات الصحيحة، وليس الارقام الوهمية.
وكشف كنعان: «لقد اتفقنا على رفض الزيادات بالنسب والشطور على الضريبة على الرواتب ولكن هذا لا يعني الغاء الضرائب القائمة والنافذة بمعزل عن الموازنة. وهناك من يقول إن الضرائب على الرواتب والأجور انخفضت من 4000 مليار بالسنة الى 1000 مليار، فالحل بزيادة النسب على الضرائب على الناس. فالتهريب مفتوح وأموال الناس في المصارف والنمو صفر وليقل لنا من ينظّر لهذه الزيادات على خلفية الحاجة الى ايرادات من اين ستدفع الناس بظل الوضع الاقتصادي المنهار وحجز ودائعها حتى اليوم في المصارف».
واعتبر الوزير السابق نقولا نحاس ان موازنة الـ2024 هي لتصحيح بعض الامور، وهي متواضعة، والاصلاح لا يحصل بالموازنات بل بالقوانين.
مناقصة الكهرباء: قرار بالسير وتقصير المدة الزمنية
كهربائياً، وفي محاولة لاحتواء اي تقنين اضافي، او تسجيل اية خطوة الى الوراء في ما خص الكهرباء، ترأس الرئيس نجيب ميقاتي عصر امس في السراي الكبير اجتماع «اللجنة الوزارية المخصصة لقطاع الكهرباء»، وشارك في اللقاء وزير الطاقة والمياه وليد فياض، الذي كشف ان اللجنة قررت ان يصار الى السير بهذه المناقصة مع الاخذ بعين الاعتبار ملاحظات هيئة الشراء العام، والبحث في تقصير المدة الزمنية للمناقصة.
الوضع الميداني
ميدانياً، كان التطور الابرز امس اعلان المقاومة الاسلامية عن ادخال صاروخ بركان في قلب المواجهة..
وحسب بيانات المقاومة، فقاعدة برانيت العسكرية تعرضت للقصف بأربعة صواريخ من نوع بركان الشديد الانفجار والاصابات، ثم انقضت 3 مسيرات للمقاومة على تجمعات للجيش الاسرائيلي في كريات شمونة.
واستهدفت مدفعية الاحتلال منزل النائب قبلان قبلان في ميس الجبل، ضمن استهداف الاماكن السكنية والمنازل المأهولة.
وفي تطور خطير، استهدف طيران الاحتلال منزلين في بلدة الخيام الجنوبية، وادى القصف الى استشهاد عدد من الأشخاص كانوا في داخله.

 

البناء
مؤشرات أميركية «اسرائيلية» فلسطينية قطرية على قرب اعلان الهدنة والتبادل
المقاومة تلهب شمال غزة بوجه الاحتلال وعشرات الصواريخ تسقط على تل أبيب
4 صواريخ بركان تدمّر موقع برانيت… وهوكشتاين في تل أبيب لمنع توسع الحرب
بعد العملية النوعية لأنصار الله بحجز سفينة «إسرائيلية» في البحر الأحمر، بدا أن محور المقاومة يفتتح مرحلة جديدة من المواجهة، على قاعدة أن استنزاف جيش الاحتلال والدعم الغربي الذي يحظى به قد أنجز خلال خمسة وأربعين يوماً ما يكفي للانتقال من الدفاع إلى الهجوم، وقد أظهرت عمليات أمس، أن المقاومة على كل الجبهات تحاكي في خطط التصعيد ما قام به أنصار الله، فيما بدا الأميركي عاجزاً عن تقديم جواب على عملية أنصار الله يتناسب مع لغة التهديدات التي أطلقها رغم أن الإسرائيلي أحال عليه هذه المسؤولية. وكان الردّ الوحيد على تصعيد قوى المقاومة وحجم الخسائر التي لحقت بجيش الاحتلال على جبهتي لبنان وغزة، هو تسريع مفاوضات الهدنة وتبادل الأسرى، التي كانت حكومة بنيامين نتنياهو تريدها مجرد غطاء مطاطي للمضي بالعملية البرية أملاً بتحقيق نصر عسكري في الميدان يشبه بعض الكلام عن سحق حركة حماس وحركات المقاومة.
ألهبت المقاومة في غزة الأرض تحت أقدام الاحتلال، فتوسّعت العمليات من الشمال في بيت لهيا الى الوسط في الزيتون والثوم، والغرب في مخيم الشاطئ ونشرت قوات القسام تسجيلات لعمليات ظهرت فيها دبابات الاحتلال تحترق بضربات المقاومين، بينما كانت عشرات الصواريخ تتساقط في أحياء تل ابيب وضواحيها، في أوسع عملية قصف منذ يوم السابع من تشرين الأول الماضي. وكانت المقاومة اللبنانية تشن هجمات نوعية بالصواريخ الثقيلة والطائرات المسيّرة على مواقع الاحتلال في الجليل، وتستهدف تجمعات جنوده، وكانت عملية استهداف مقر قيادة الفرقة 91 في ثكنة برانيت بصواريخ بركان برؤوس متفجرة بمئات كيلوغرامات المتفجرات، قد نقلت عبر التسجيلات المصورة مشهد دمار شامل في القاعدة يحاكي مشهد ساحات الحرب.
القلق الأميركي من توسع نطاق الحرب، والخشية الإسرائيلية من المزيد من الخسائر بعد استنفاد ما يمكن فعله في الميدان، عبّرت عنهما مشاورات أميركية إسرائيلية أجراها عاموس هوكشتاين مستشار الرئيس الأميركي في تل أبيب، قبل أن تخرج هيئة البث الإسرائيلية بالإعلان عن موافقة حكومة الاحتلال على صفقة الهدنة والتبادل، فيتقاطع الإعلان مع كلام الرئيس الأميركي جو بايدن عن قرب التوصل لاتفاق هدنة وتبادل، وكلام مسؤول الإعلام في مجلس الأمن القومي الأميركي جون كيربي عن أن الاتفاق أقرب من أي وقت مضى. وهو ما قاله رئيس الحكومة القطرية محمد بن عبدالرحمن بن جاسم آل ثاني الذي يلعب دور الوساطة. فيما نقلت مصادر فلسطينية معلومات عن اتصال بين رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية والأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي زياد نخالة تناول المفاوضات حول صفقة التبادل.
ورفع حزب الله وتيرة العمليات العسكرية التي كانت الأقسى منذ بداية العدوان الإسرائيلي على غزة تخللها إطلاق صواريخ بركان على مواقع في عمق الكيان خلفت دماراً هائلاً، ما أحدث حالة من الهلع والرعب في صفوف جيش الاحتلال والمستوطنين وصفها مسؤولون إسرائيليون بأنها تجاوزت الخط الأحمر، جاءت في إطار هجمة مرتدّة تصعيدية لمحور المقاومة في ساحات متعددة في اليمن وجنوب لبنان وغزة والعراق ومفتوحة على مستويات أكبر من المفاجآت في الميدان في المرحلة المقبلة ارتباطاً بتطورات الوضع في غزة، وفق ما أفادت مصادر مطلعة على الوضع الميداني لـ»البناء». وتحمل رسالة مزدوجة بالنار للإسرائيليين أولاً بأن استمرار حرب الإبادة على غزة فإن الجبهات ستتسع وتشتعل تدريجياً ضد أهداف داخل كيان الاحتلال وفي المنطقة، وللأميركيين ثانياً بأن محور المقاومة بصدد الرفع التصاعدي لوتيرة العمليات العسكرية الى مستوى لا يتوقعه الأميركيون والإسرائيليون ما يعكس استعداداً لمحور المقاومة لتدحرج المنطقة الى حرب موسعة بحال استمرار العدوان على غزة والتوتر في المنطقة.
وصعّد حزب الله من عملياته العسكرية واستهدف ثكنة زبدين وأعلن أنه حقق فيها إصابات مباشرة ثم أعلن “مهاجمته موقع ثكنة برانيت مركز قيادة الفرقة 91 بصاروخي بركان”، ما تسبّب بأضرار كبيرة فيها. كما أعلنت “المقاومة الإسلامية استهدافها بالأسلحة ‏المناسبة قوة مشاة إسرائيلية في تلة الكرنتينا قرب موقع حدب يارون”. وأعلن الحزب أيضاً انه استهدف تجمع مشاة إسرائيلياً في محيط موقع الضهيرة بالقذائف المدفعية وحقق فيه إصابات مباشرة.
واستهدف أيضاً بالصواريخ ‏و‏القذائف المدفعية تجمع مشاة إسرائيلياً في مثلث الطيحات وحقق فيه إصابات مباشرة. كما أعلنت المقاومة الاسلامية في بيان أن مجاهديها استهدفوا “بواسطة ثلاث مسيرات هجومية مراكز تجمع جنود الاحتلال ‏الاسرائيلي غرب كريات شمونة وحققوا فيها إصابات مباشرة”.
ونشر الإعلام الحربي في حزب الله، مشاهد استهدافه لمقر فرقة الجليل (91) التابعة للجيش الإسرائيلي في ثكنة بيرانيت عند الحدود اللبنانية بصواريخ “بركان” من العيار الثقيل.
وأفادت وسائل إعلام إسرائيلية بأن صفارات الإنذار دوت في الجليل الأعلى خشية تسلل طائرات مسيّرة من لبنان.
وذكرت قناة 12 الإسرائيلية، أن “حزب الله أطلق منذ صباح اليوم (أمس) 40 صاروخًا و3 طائرات انتحارية تجاه مواقع الجيش الإسرائيلي في الجليل، أعنفها كان إطلاق صاروخ بركان على قاعدة برانيت والتي أُلحقت بها أضراراً ضخمة”.
وزعم المتحدّث باسم جيش الاحتلال، أفيخاي أدرعي، أنّ “الجيش أغار على مسلّحين حاولوا إطلاق قذائف مضادّة للدّروع في منطقة مروحين. كما أغار من خلال مقاتلات حربيّة ومروحيّة حربيّة ودبّابات، على بنى تحتيّة لـ”حزب الله” داخل لبنان، ردًّا على إطلاق قذائف من لبنان نحو الأراضي الإسرائيليّة”.
في المقابل واصل الاحتلال الإسرائيلي اعتداءاته على القرى الحدودية، وتعرّضت أطراف بلدات يارين، الضهيرة وطيرحرفا ورب الثلاثين ومحيبيب والجبين ويارين لقصف مدفعي. كما قصفت مدفعية الاحتلال أطراف بلدة حولا ووادي السلوقي وحرش هورة بين ديرميماس وكفركلا. وسجل قصف على تلة العزية خراج ديرميماس، وحاصرت نيران القذائف راعياً في الوادي بين حولا ومركبا. وتعرضت المنطقة الواقعة بين بلدتي رميش وعيتا الشعب لقصف مدفعي مركز. واستهدفت مدفعية الاحتلال منزل عضو هيئة الرئاسة في حركة” أمل” النائب قبلان قبلان في منطقة الجبل في ميس الجبل. وقصفت مروحيّات معادية أطراف بلدة مارون الراس.
ويشير خبراء عسكريون لـ”البناء” الى أن “الضربات التي تلقاها جيش الاحتلال خلال الـ 48 ساعة الماضية لا سيما في غزة وشمال فلسطين وفي البحر الأحمر، كانت الأشد منذ بداية العدوان على غزة في 7 الشهر الماضي، وألحقت خسائر فادحة ستترك تداعياتها الكارثية على كافة المستويات العسكرية والأمنية والاقتصادية والمعنوية لا سيما على معنويات جيش الاحتلال والجبهة الداخلية وستغير الكثير من مشاريع وتوجهات حكومة الحرب في “إسرائيل” والقرار الأميركي بدعم كيان الإحتلال، لا سيما قرار القضاء على حركة حماس وتهجير سكان شمال غزة الفلسطينيين الى جنوبها وإحداث تغييرات ديموغرافية وجغرافية في غزة”، لكن الخبراء يلفتون الى أن “الضربات التي تلقاها الكيان قد لا يستطيع رئيس حكومة الاحتلال بنيمين نتانياهو السكوت عنها في ظل الضغط الذي يأتيه من الجناح المتطرف في الحكومة الذي يدعو إلى اللجوء الى خيارات قاسية وتصعيدية في غزة وشمال فلسطين، وقد تقوم قوات الاحتلال بردة فعل قد تجرّ الى حرب موسعة بين حزب الله و”إسرائيل””. إلا أن الأميركيين وفق الخبراء لا يريدون توسّع الحرب لأسباب عدة.
وفي سياق ذلك، أشار مراسل موقع “واللا” الصهيوني إيلي أشكنازي، أن “العاصفة الشتوية التي وصلت بالأمس، جاءت بالتزامن مع تصعيد في المواجهة على الحدود الشمالية”، ولفت إلى أن “حزب الله أطلق بالأمس لساعات طويلة صليات أكبر من الأيام التي سبقته، كما بدأ صباح اليوم بصلية كثيفة حيث سقطت عدة قذائف صاروخية من جنوب لبنان في منطقة مفترق “هغوما” على بعد حوالي كيلومترين اثنين من جنوب “كريات شمونة”.
وبحسب الموقع المذكور، قال المتحدث باسم طاقم الطوارئ في مستوطنة “كفر بلوم” كوبي روزنبرغ إنه “منذ أمس نشعر بتفاقم الوضع، القذائف تقترب منّا”.
وتابع الموقع: “روزنبرغ” بقي ثلاثة أسابيع خارج منزله، لكنه قرر مؤخرًا العودة إلى “كفر بلوم”. إنه ليس الشخص الوحيد، هناك آخرون (الذين غادروا من تلقاء أنفسهم وبتوصية من “المجلس الإقليمي في الجليل الأعلى”) كانوا قد توجّهوا إلى “الجنوب”، إلى منطقة الأعماق وإلى وسط “البلاد”، بدؤوا بالعودة إلى منازلهم”. وأردف موقع “واللا” “بذلك، فإن من بقي ومن غادر وعاد يعيشون في واقع حربي مستمر”.
وأوضح روزنبرغ “لقد بدأنا ندرك الفرق بين “صخب” سقوط الصواريخ وبين “صخب” قذائف مدفعيتنا. عندما يكون هناك إطلاق من عندنا، “نتنفس الصعداء”، وعندما تسقط صواريخ من نيران حزب الله، تهتز الأرض تحت أقدامنا”، وفق تعبيره.
بدوره، رئيس ما يُسمّى “المجلس الإقليمي في الجليل الأعلى” غيورا زلتس، يثير هذه “الضائقة” منذ بداية الحرب ويُعرب عن غضبه من أنّه “منذ بداية الحرب، لا تزال مجموعات الجهوزية تعاني من نقص في المعدات والذخيرة”، وفق تعبيره.
الى ذلك، أعلن مسؤولون إسرائيليون وأميركيون كبار أن آموس هوكشتاين، كبير مستشاري الرئيس الأميركي جو بايدن، وصل إلى “إسرائيل”، لبحث الجهود المبذولة لمنع نشوب حرب مع لبنان.
نقل موقع “والا” الإسرائيلي عن المسؤولين أن “هناك قلقاً متزايداً في الإدارة الأميركية من أن يؤدي التصعيد على الحدود الشمالية إلى تطور الحرب في غزة إلى حرب إقليمية، الأمر الذي سيتطلب تدخلاً عسكرياً أميركياً أكبر”.
وذكر الموقع أنه “من المتوقع أن يلتقي هوكشتاين بوزير الدفاع يوآف غالانت ورئيس الأركان هرتسي هاليفي، ووزير الشؤون الاستراتيجية رون ديرمر، ومستشار الأمن القومي تساحي هنغبي، ويناقش معهم الوضع على الحدود الشمالية، بحسب مسؤولين إسرائيليين وأميركيين كبار”.
الى ذلك، أعلن رئيس المجلس السياسي في حزب الله السيد ابراهيم أمين السيد في كلمة له خلال احتفال تأبيني في بلدة البزالية، الى أنّ “حجم الخسائر قد بلغ أسس وجود وبقاء هذا الكيان، فلا الأساطيل الأميركيّة والأوروبيّة، ولا المواقف السّياسيّة الدّاعمة لـ”إسرائيل”، ولا المواقف المخزية في العالم، وخصوصًا في منطقتنا، تمكّنهم من استعادة ذلك. الموضوع انتهى والمسألة أصبحت مسألة وقت، بعد 45 يومًا من الدّعم العالمي الأميركي والأوروبي بالسلاح”.
وأشار أمين السيّد إلى أنّه “عندما أُعطي العدو الفرصة ليأخذ وقته، دمّر ودمّر، ووصل الرّقم إلى أكثر من 12 ألف ضحيّة، بينهم 8 آلاف طفل وامرأة، فهل بقتل الأطفال والنّساء يُستعاد دور الكيان؟ ما يفعلونه، لا يساوي حذاء مقاوم واحد”.
وركّز على أنّ “الأميركيّين والأوروبيّين كذّابون ولا يتحدّثون الحقيقة. هم لا يتحدّثون عن مصير الكيان وما حصل في هذا اليوم، إنّما يتحدّثون عن دمار، ما هو المستقبل؟ لم يعد من مجال أن يواصل المجتمع الدولي دعمه لـ”إسرائيل” كما كان قبل 7 تشرين الأوّل”، مبيّنًا أنّهم “يرون أنّ لا عرب ولا مسلمين أو فلسطينيّين أو شعوب، يرون “إسرائيل” فقط، هي الّتي تحلّ لهم مشاكلهم في المنطقة”.
على صعيد آخر، وغداة مواقف البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي الصارمة الرافضة أي تعديل في قيادة المؤسسة العسكرية، حط وفد من تكتل الجمهورية القوية في بكركي بتكليف من رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع. وبعد لقائه الراعي، طلب الوفد “عدم المخاطرة بأمن لبنان وسلامة اللبنانيين وتطبيق القرار 1701”، مشيراً الى “اننا عبّرنا لسيد الصرح عن إرادتنا التمديد لقائد الجيش الحالي العماد جوزف عون. ففي ظل الوضع المتفجّر وفي هذا الظرف لا يجوز تغيير قيادة الجيش كما أن لا يجوز تعيين قائد في غياب رئيس الجمهورية”، مؤكداً “أننا نريد قائداً للجيش غير مسيّس وأي قائد جيش سيتم تعيينه اليوم سيكون مسيّساً من قبل الجهة التي ستعيّنه”.
في المقابل، سأل عضو تكتل لبنان القوي النائب جيمي جبور في حديث تلفزيوني: هل نص قانون الدفاع على التمديد لقائد الجيش؟ هناك أعراف طبقناها في قيادة الدرك ويمكن أن نطبقها اليوم في قيادة الجيش.
وأشارت مصادر مطلعة على الملف لـ”البناء” الى أن “المفاوضات على هذا الصعيد عادت إلى نقطة الصفر، ولم يحسم الملف حتى اللحظة، وبعد تعثّر خيار التمديد لقائد الجيش العماد جوزاف عون خلال اليومين الماضيين، عاد الى الواجهة أمس غداة موقف الراعي وفي ظل العقد الدستورية أمام خيار تعيين قائد جديد للجيش بسبب الخلاف على الآلية القانونية للتعيين”، كاشفة أن حزب الله لم يعطِ موقفه النهائي وطلب التريث لمزيد من التشاور، لكنه لن يتخذ أي قرار يضر بالعلاقة مع التيار الوطني الحر”. وعلمت “البناء” أن المشاورات تتركز على تعيين قائد جديد للجيش لكن من دون الصيغة التي يريدها رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل وهي توقيع الـ24 وزيراً مكان توقيع رئيس الجمهورية، بل فقط توقيع مرسوم التعيين من وزيري الدفاع والمالية ورئيس الحكومة. ومن الاقتراحات وفق المعلومات التمديد لقائد الجيش لمدة ستة أشهر أو سنة وبحال تمّ انتخاب رئيس للجمهورية يصار الى تعيين قائد جديد.

Please follow and like us:

COMMENTS