البناء
حكومة الاحتلال تنقسم حول صفقة الهدنة والتبادل قبل إقرارها بتأييد الجيش والأمن
هدنة لخمسة أيام مفتوحة للتمديد… ومعادلة 3 مقابل 1 للتبادل… ودخول المساعدات
الاحتلال يستهدف «الميادين» والإعلام: فرح وربيع وحسين شهداء… وحملة تضامن
فشلت الحملة الحربية التي أطلقها الرئيس الأميركي جو بايدن ورئيس حكومة الكيان بنيامين نتنياهو قبل خمسة وأربعين يوماً لمعاقبة غزة واجتثاث حماس، رداً على عملية طوفان الأقصى التي هزّت الكيان وداعميه في الغرب، وقد فشلت الحملة الإعلامية التي أرادت تشويه الطوفان وتصويره عملاً إجرامياً إرهابياً، وكما حكم الشارع الغربي بالفشل على الحملة الإعلامية، فخرج ملايين المتظاهرين تنديداً بالجرائم التي يرتكبها جيش الاحتلال على مدار الساعة بحق الآمنين من النساء والأطفال، وبهدف المدارس والمستشفيات في غزة، نجحت المقاومة بإفشال الحملة الحربية ومنعها من تحقيق أهدافها وحوّلتها إلى حرب استنزاف لجيش الاحتلال بالتوازي مع حرب استنزاف سمعته وسمعة الحكومات التي قامت بدعمه في خوض حربه الإجرامية.
إشارة الفشل التي لا تقبل التأويل والاجتهاد هي قبول القيادة السياسية والعسكرية والأمنية للكيان بدعم وتشجيع من واشنطن، على صفقة مع حركة حماس وقوى المقاومة، تتضمن إقرار هدنة ممتدة لخمسة أيام قابلة للتمديد طلباً للمزيد من تبادل المزيد من الرهائن والأسرى، ما يعني الإقرار بأن التفاوض لا الحرب طريق تحرير الرهائن، وما يعني الاعتراف بأن القبول بشروط تظهر أن يد المقاومة كانت العليا، من خلال القبول بمعادلة أسير من المستوطنين مقابل ثلاثة أسرى فلسطينيين، بعدما سقطت صيغة واحد مقابل واحد، تعبيراً عن موازين القوى التي أظهرها ميدان المواجهة، وما نتج عنه من خسائر في الأرواح والمعدّات في جيش الاحتلال، ينتظر أن تكشف أيام الهدنة حجمها الحقيقيّ.
القبول بالطابع المذلّ للصفقة بالنسبة للكيان، الذي يسميه نتنياهو بالواقعية، تسبّب باعتراض ثنائي التطرف الديني ايتمار بن غفير وبتسلائيل سموتريتش والتلويح باحتمال مغادرة الائتلاف الحكومي، وتهديد الحكومة بخطر السقوط، بالرغم من مطالعة قادة الجيش وأجهزة الأمن حول أهمية الصفقة وفوائدها، خصوصاً في ضوء انعدام فرص إعادة الرهائن بالقوة من جهة، وحجم ضغط قضيتهم على المستوى السياسي والإعلامي والاجتماعي في الداخل من جهة موازية.
الخميس يبدأ التنفيذ ويتم وقف إطلاق النار لخمسة أيام وبدء الإفراج عن الأسرى كل يوم بيوم، عشرة من المستوطنين النساء والأطفال مقابل ثلاثين من الأسيرات الفلسطينيات وعدد من الأسرى من القصَّر، وتدخل مئات الشاحنات الى غزة بما فيها شاحنات الوقود.
بالتوازي حمل يوم أمس، المزيد من التصعيد في جبهات القتال في غزة ولبنان، وسجلت المقاومة مزيداً من عمليات الاستهداف المؤلمة لجيش الاحتلال، بينما واصل الاحتلال ارتكاب المزيد من الجرائم بحق المدنيين، وكان للإعلاميين نصيبهم، وفي لبنان تعمّدت مواقف قناة «الميادين» بدماء شهدائها فرح عمر وربيع معماري وحسين عقيل، وأكد الاستهداف مواصلة جيش الاحتلال تصفية حساب العداء مع «الميادين» كقناة إعلامية ملتزمة بالحق والحقيقة، معترفاً لها بحجم تأثيرها وخشيته من فعالية خطابها الإعلامي، ولاقت الجريمة استنكاراً واسعاً، وأطلقت حملة تضامن واسعة مع الميادين والإعلام وحق الإعلاميين بالحصانة والحماية.
وشهدت الجبهة الجنوبية سخونة لافتة أمس، بعد توسيع كيان الإحتلال الإسرائيلي جرائمه لتطال المدنيين والصحافيين، ما يعد تجاوزاً جديداً لقواعد الاشتباك الحاكمة على طول الحدود بعد الثامن من الشهر الماضي بعد تجاوزها مرات عدة كان آخرها جريمة عيناتا، ما يعكس وفق مصادر مطلعة لـ»البناء» عمق الأزمة التي يواجهها كيان الاحتلال ورئيس حكومة العدو بعد فشل جيشه في تحقيق إنجازات ميدانية في غزة وسقوط كل الأهداف العسكرية والسياسية التي وضعها بنيامين نتانياهو ورضوخه وخضوعه لوقف إطلاق النار والهدنة وتبادل الأسرى التي باتت قاب قوسين أو أدنى، وفق ما تشير التصريحات الأميركية والقطرية وحتى الإعلام الإسرائيلي.
واستهدف جيش العدو الإسرائيلي بغارة من مسيّرة فريقاً صحافياً عند مثلث طيرحرفا ما أدى الى استشهاد المراسلة فرح عمر والمصوّر ربيع المعماري في قناة الميادين خلال القيام بواجبهما المهني. كما استهدفت مسيّرة إسرائيلية سيارة من نوع رابيد على طريق فرعية بين الشعيتية والقليلة ما أدى الى استشهاد 4 أشخاص.
وأفادت مصادر ميدانية لـ«البناء» الى أن استهداف الصحافيين في قناة الميادين كان مباشراً ومتعمّداً ولم يكن على سبيل الخطأ، علماً أن فريق عمل الميادين كان موجوداً في المكان نفسه منذ بداية الحرب على الحدود وليس أمس فقط، ما يعكس حجم التأثير للإعلام وبخاصة إعلام المقاومة بفضح جرائم الاحتلال الإسرائيلي ونقل عمليات المقاومة والأضرار الكبيرة التي تلحقها بمواقع العدو وضباطه وجنوده وآلياته وتحصيناته، ما يسبّب الإحراج للحكومة الإسرائيلية أمام المستوطنين في شمال فلسطين المحتلة والرأي العام عموماً. ولاحظت المصادر أن الاستهداف أمس جاء عقب أيام من حظر كيان الإحتلال لقناة «الميادين».
ولم يتأخّر ردّ المقاومة، فأعلن حزب الله في بيان أنه «رداً على استهداف العدو للصحافيين فرح عمر وربيع المعماري وسائر الشهداء المدنيين هاجمنا قوة من الجمع الحربي التابع للاستخبارات العسكرية الإسرائيلية أثناء وجودها في منزل عند أطراف مستعمرة بصاروخين موجّهين ما أدى الى سقوط عناصرها بين قتيل وجريح».
وكان حزب الله باشر عملياته العسكرية ضد أهداف للاحتلال الإسرائيلي. فقد أعلن استهداف منزل في مستعمرة المطلة يتمركز فيه جنود للعدو الإسرائيلي بالأسلحة المناسبة وتمّت إصابته إصابة مباشرة. وأعلن استهداف مواقع حدب البستان والراهب قبالة عيتا الشعب وجل العلام وكذلك تجمعًا لجنود العدو الصهيوني داخل منزل في مستوطنة أفيفيم مما أدى الى سقوط عناصره بين قتيل وجريح.
كما قصف قاعدة بيت هلل العسكرية بصواريخ غراد (كاتيوشا) مما أدّى إلى إصابتها اصابة مباشرة.
كما ردّت المقاومة الإسلامية على قصف العدو الصهيوني لمصنع الألمنيوم في منطقة الكفور شمال مدينة النبطية، بمهاجمة مصنع تابع لشركة «رافايل» للصناعات العسكرية «الاسرائيلية» في منطقة «شلومي» بالصواريخ، وأصيب إصابة مباشرة وشوهدت النيران تندلع فيه.
وتواصلت الاعتداءات الإسرائيلية حيث استهدف محيط طيرحرفا والجبين، كما ألقى قنابل مضيئة فوق القطاعين الغربي والأوسط.
وأعلن جيش الاحتلال اعتراض مسيرات عدة اخترقت الحدود من لبنان في الجليل الغربي.
وكما يتفاقم الإرباك في المستويات العسرية والأمنية والسياسية في كيان الإحتلال من ارتفاع وتيرة عمليات المقاومة وحجم التهديد التي تشكله جبهة الشمال وتأثيرها على مسار الحرب في غزة، يتزايد حجم الرعب لدى المستوطنين في الشمال، وقد عبّر رئيس المجلس المحلي لمستوطنة المطلة ديفيد أزولاي، في شمال فلسطين المحتلة والمحاذية للحدود مع لبنان، عن واقع المستوطنات الشمالية في ظل العمليات التي تنفذها المقاومة الإسلامية وتستهدف بها مواقع الاحتلال الصهيوني دعمًا وتأييدًا للشعب الفلسطيني ومقاومة وردًا على اعتداءاته، وبرأيه أن هذه المستوطنات باتت في حال حرب فعلية.
ونقل موقع «والاه» العبري، في تقرير له، عن رئيس المجلس المحلي في المطلة ديفيد أزولاي قوله: «للأسف الشديد إطلاق النار على المستوطنة أصبح يوميًا، لا يتعلق الأمر بصباح استثنائي». ورأى الموقع الصهيوني أن أزولاي: «يعبّر عن الشعور العام في المستوطنة: روتين حرب قاتم، ليس واضحًا متى ينتهي». وأضاف الموقع: «في ضوء الهجوم الذي لا يتوقف على الشمال، والذي وصل بالأمس (أمس الأول) الى الذروة مع إطلاق صواريخ على قاعدة برانيت، دعا أزولاي إلى إنشاء حزام أمني بطول أربعة – خمسة كيلومترات شمال خط الحدود، «لكن عمليًا، ما تفعله «إسرائيل» هو إنشاء حزام أمني بطول خمسة كيلومترات، جنوب خط الحدود. هذه حرب.. «إسرائيل» تحّذر نصر الله (الأمين العام لحزب الله سماحة السيد حسن) أن لا يشنّ حربًا، لكننا في داخلها».
وتابع الموقع الصهيوني: «فُرّغت المطلة من السكان، ولم يبق سوى أعضاء مجموعات الجهوزية والعمال الأساسيين، وحُدّدت المنطقة بأكملها منطقة عسكرية مغلقة، فلا يستطيع المزارعون الوصول إلى البساتين.. في الأيام العادية، يكون هذا هو موسم قطف تفاح «السيدة الوردية»، لكن على خلفية القتال، الفاكهة تنتظر على الأشجار»…. ويقول أزولاي بأسف: «نحن نرى عبر الكاميرات هذه التفاحات الجميلات، ولا يمكننا الوصول إلى الأشجار».
وأشار موقع «والاه»، إلى أن المشكلة الأخرى التي كان على المستوطنين في المطلة التعامل معها، منذ بداية الحرب، هي أعطال العديد من البنية التحتية في المستوطنة، مثل انقطاع الكهرباء والمياه ونظام الهاتف الخلوي.
وبحسب أزولاي: «أصبح من الضروري دخول المنازل التي أخلاها سكانها وإفراغ الثلاجات التي بدأ الطعام داخلها يفسد وتفوح منه روائح كريهة… شركة الكهرباء فقط هي التي جاءت لإصلاح الأعطال التي حُدّدت، كما جاء معهم الرئيس التنفيذي للشركة مئير شبيغلر. وبحسب رئيس المجلس، فإنّ موظفي بيليفون وسيلكوم ومكوروت لا يأتون إلى المطلّة بدعوى أنّهم يتصرفون وفقًا لتعليمات الجيش».
الى ذلك، لاقت جرائم العدو الإسرائيلي أمس لا سيما استهداف الصحافيين والمدنيين حملة استنكار واسعة.
وأشار رئيس مجلس النواب نبيه بري في بيان لمناسبة الاستقلال وتعليقاً على استهداف الإعلاميين، الى انه «بعد الشهيد عصام العبد الله فرح عمر اليوم وربيع معماري وحسين عقيل يعمّدون الاستقلال والارادة الوطنية بدمهم دفاعاً عن الحقيقة التي هي الاستقلال الحقيقي والذي لا يستعاد ولا يحمى الا بالتضحية». وتابع: «في ذكرى الاستقلال هذا العام دقائق لا بل دهور من الصمت لا تكفي حداداً على الشهداء وعلى الإنسانية التي تنحرها آلة القتل والإبادة الإسرائيلية من غزة وكل فلسطين الى جنوب لبنان وآخرهم شهداء الإعلام اللبناني».
وتوجّه رئيس الحزب السوري القومي الاجتماعي أسعد حردان، بأحر التعازي باستشهاد الصحافيين في قناة الميادين، وأكد في بيان أن «العدو الذي أوغل في حرب الإبادة التي يخوضها ضد أهلنا في فلسطين، وسّع دائرة حقده لتشمل الإعلاميين الذين يتولون إظهار جرائمه العدوانية، ضارباً عرض الحائط بكل القوانين والمواثيق الدولية». ورأى أن «استهداف العدو الصهيوني لفريق قناة «الميادين» في جنوب لبنان، جاء بعد قرار العدو بمنع القناة من أداء رسالتها الإعلامية في فلسطين المحتلة، وهذا إن دلّ على شيء فعلى صلافة العدو وغطرسته وانتهاكه لكل القوانين الدولية والإنسانية».
بدورها، رأت العلاقات الإعلامية في حزب الله في بيان أن «مواصلة استهداف العدو للإعلاميين بشكل مباشر وعمليات القتل للصحافيين، تظهر مدى انزعاج العدو البالغ من الدور الهام والأساسي والمركزي الذي تضطلع به وسائل الإعلام والتي استطاعت بجهودها وتضحياتها الكبيرة أن تُحدِث تحولاً في الرأي العام لصالح الشعب الفلسطيني المظلوم ضد العدو الإسرائيلي القاتل والمجرم».
وأكد وزير الخارجية والمغتربين في حكومة تصريف الأعمال عبد الله بوحبيب، خلال اجتماعه بـ ٢٧ سفيراً من اللجنة السياسية والأمنية للاتحاد الأوروبي في بروكسل، أن «لبنان يسعى جاهداً إلى تجنب الحرب». ودعا إلى «العمل سوياً ومواجهة التحديات المشتركة لحل المشاكل»، متمنياً «أن تلعب دول الاتحاد الأوروبي دوراً سياسياً بناء في النزاع الدائر في المنطقة»، وقال: «إن أحداث غزة لم تأت من فراغ، بل سببها رفض «إسرائيل» تطبيق قرارات الأمم المتحدة الصادرة منذ عقود، لا سيما القرارات ١٩٤، ٢٤٢ و٣٣٨».
وإذ أشار إلى أن «لبنان يسعى جاهداً إلى تجنب الحرب»، قال: «إن التهديدات والاستفزازات الإسرائيلية من خلال استهداف المدنيين والصحافيين تغذي حال عدم الاستقرار التي قد تتدحرج إلى مواجهات شاملة».
ويرتفع خطر انزلاق الأوضاع على الحدود مع فلسطين المحتلة الى حرب واسعة بين حزب الله و»إسرائيل» مقابل ضغوط تمارسها الولايات المتحدة الأميركية على حكومة الاحتلال لعدم التورط بحرب مع لبنان قد تتسع رقعتها لتطال المنطقة، لا سيما بعد المستوى الذي بلغته عمليات محور المقاومة بجميع جبهاته الاثنين الماضي لا سيما سيطرة حركة أنصار الله على باخرة تجارية اسرائيلية في البحر الأحمر مقابل اليمن. إلا أن خبراء عسكريين يستبعدون «تطور الأمور بعد تصعيد أمس الى حرب موسّعة مع لبنان بغياب قرار لدى الإدارة الأميركية بإشعال حرب في المنطقة تهدد مصالحها الحيوية في المنطقة وقد تنهي الكيان الصهيوني بحال اشتعلت كافة الجبهات». ولفت الخبراء لـ«البناء» الى أن «محور المقاومة لديه الكثير من الأوراق التي سيستخدمها بشكل تدريجي وفق تطور مسار الحرب على الجبهات وفي غزة تحديداً قد تغير مجرى الحرب لصالح محور المقاومة رغم حجم الدمار الهائل الذي ستتعرّض له دول محور المقاومة وكيان الاحتلال أيضاً».
وأكد نائب الامين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم خلال الاحتفال المركزي لـ«تكريم الشهداء الجامعيين على طريق القدس» في كلية الآداب في صيدا، أن «ما دام العدوان على قطاع غزة مستمراً فاحتمال تدحرج الحرب قائم وكل الاحتمالات رهن تطورات الميدان»، مشدداً على أن «حزب الله جزء لا يتجزأ من هذه المقاومة على طريق فلسطين».
ولفت قاسم الى أن «الكيان الصهيوني سينكسر ومن معه وسنرى ذلك قريباً»، كاشفاً أن «لدى حزب الله معلومات من غزة أن المقاومة الفلسطينية قادرة على الصمود لفترة طويلةٍ من الزمن».
الى ذلك، أشار نائب المندوبة الأميركية لدى الأمم المتحدة في تصريح له، الى ان «الوضع على الحدود اللبنانية الإسرائيلية صعب وخطير للغاية». ولفت نائب المندوبة الأميركية لدى الأمم المتحدة، الى اننا «نعمل جاهدين لمنع انتشار الحرب في غزة إلى لبنان».
وفي الإطار عينه، أكد الرئيس الأميركي جو بايدن «ان الولايات المتحدة الأميركية ستواصل العمل مع لبنان ومع الشركاء في منطقة الشرق الأوسط بشكل وثيق للحفاظ على السلام ومنع توسّع رقعة الصراع». وقال في برقية وجّهها الى رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي لمناسبة عيد الاستقلال «اسمحوا لي أن أرسل لكم، بالنيابة عن الشعب الاميركي، أطيب التمنيات في الذكرى الثمانين للاستقلال. من خلال التزامنا المشترك بالاستقرار والازدهار في المنطقة، تتسم العلاقة الطويلة الأمد بين لبنان والولايات المتحدة الأميركية بأهمية بالغة لناحية بناء مستقبل أفضل لشعبينا ولجميع الشعوب حول العالم». مشدداً على أن «الولايات المتحدة الأميركية ستواصل العمل مع لبنان والشركاء في منطقة الشرق الأوسط بشكل وثيق للحفاظ على السلام ومنع توسّع رقعة الصراع. كما اتطلع للعمل معكم في العام المقبل لصياغة مستقبل أكثر أماناً وازدهاراً وتكاملاً لشعوب المنطقة».
وفيما لم تسجل أزمة ملء الفراغ في قيادة الجيش بعد نهاية ولاية القائد الحالي، أي جديد، توجه قائد الجيش جوزيف عون بـ»أمر اليوم» الى العسكريين في عيد الاستقلال قائلاً: «يواصلُ العدوُّ الإسرائيليُّ ارتكابَ أفظعِ المجازرِ وأشدِّها دمويّةً على نحوٍ غيرِ مسبوقٍ في حقِّ الشعبِ الفلسطيني، ويكرّرُ اعتداءاتِهِ على سيادةِ وطنِنا وأهلِنا في القرى والبلداتِ الحدوديةِ الجنوبية، مستخدِمًا ذخائرَ محرمةً دوليًّا، إلى جانبِ استمرارِ احتلالِهِ لأراضٍ لبنانية. في الوقتِ نفسه، يواجهُ لبنانُ تحدياتٍ جسيمةً على مختلفِ الصعد، تنعكسُ سلبًا على مؤسساتِ الدولة، ومِن بينِها المؤسسةُ العسكرية، التي تقفُ اليومَ أمامَ مرحلةٍ مفصليةٍ وحساسةٍ في ظلِّ التجاذباتِ السياسية، في حينِ تقتضي المصلحةُ الوطنيةُ العليا عدمَ المساسِ بها، وضمانَ استمراريتِها وتماسُكِها والحفاظَ على معنوياتِ عسكرييها».
اللواء
الإستقلال الدامي جنوباً: جرائم ضد الصحافيِّين والمدنيِّين وحشود معادية
عون لضمان تماسك المؤسسة العسكرية وعدم المسّ بها.. وباسيل لتكليف الأعلى رتبة
اليوم عيد استقلال لبنان الـ80، بعضٌ من الاكاليل على اضرحة رجال الاستقلال، وأمر اليوم لقائد الجيش العماد جوزاف عون، وبرقيات تهنئة من رؤساء دول وحكومات للرئيس نجيب ميقاتي التي تقوم حكومته المستقيلة مقام رئيس الجمهورية بالوكالة.
هذا على مستوى الشكل والبروتوكول. أمّا على مستوى الشارع وآراء المواطنين، فالاستقلال فاقد لمعانيه، حيث تتعرض حياة الناس لاهمال الدولار والاسعار والضغط المعيشي وانقطاع الكهرباء وندرة المياه، وارتفاع الاقساط وضغط النازحين، وتبدل أوجه العاصمة والمدن الكبرى وكل مناحي الحياة في هذا البلد.
ومع ذلك، ينخرط جنوب لبنان مجدداً في تحمل أعباء الاحتلال الاسرائيلي لفلسطين، وضياع وطن الفلسطينيين الذين يقاتلون بكل شجاعة وعنفوان لاستعادة حقهم في ارضهم، وبناء دولة مستقلة، لها كل مقومات الحياة على غرار كل دول العالم.
ومن هذه الوجهة، ارتفعت المخاوف من تمكن اسرائيل، التي حشدت إلى الحدود الجنوبية ما لا يقل عن 100 ألف جندي وضابط للمشاركة في المواجهة الجارية هناك منذ الثامن من شهر ت1 (اكتوبر) الماضي، أي قبل 46 يوماً.
الاستقلال الدامي – جنوباً، تمثل بتصعيد الاحتلال الاسرائيلي، الذي ركز بقصفه وغارات مسيرته على الاعلاميين الذين يغطون الاحداث على خط النار ، ومنازل الآمنين.
فقد استهدف الجيش الاسرائيلي موفدة الميادين إلى القطاع الغربي فرح عمر، والمصور ربيع معماري، والمواطن حسين عقيل على نحو مباشر ومقصود.
وكشفت مصادر سياسية النقاب عن حركة اتصالات ديبلوماسية خارجية بالمسؤولين اللبنانيين ، ومن خلالهم حزب الله، تناولت تصاعد وتيرة المواجهات بين الحزب وقوات الاحتلال الإسرائيلي على الحدود اللبنانية الجنوبية مع فلسطين المحتلة، واستهداف إسرائيل مناطق لبنانية بعيدة نسبيا عن خط المواجهة، ما يخشى معه من توسع هذه الاشتباكات باتجاه اخرى،اذا لم يتم خفض حدة التوتر ولجم التصعيد من طرفي النزاع.
ونقلت هذه المصادر تحذيرات من هذه الدول،تضمنت التنبه ،وعدم اعطاء اي ذريعة للجانب الإسرائيلي، لتوسيع رقعة الاشتباكات ،او القيام بعمليات عسكرية واسعة النطاق داخل الاراضي اللبنانية، مستغلة اتفاق وقف النار مع حركة حماس وتبادل الاسرى الإسرائيليين والمعتقلين الفلسطينين داخل السجون الإسرائيلية ،اليوم اوغدا، بعدما رصدت في الايام الاخيرة،حشد وحدات عسكرية كبيرة من قوات الاحتلال مقابل الحدود اللبنانية الجنوبية.
واشارت المصادر الى ان التحذيرات الخارجية للبنان من توسع الاشتباكات بين حزب الله وقوات الاحتلال الإسرائيلي ،مردها كذلك من تنامي الاعتراضات الخارجية ضد العدوان الإسرائيلي على الفلسطينين في قطاع غزّة، وفاعلية التحرك الذي قامت به اللجنة الوزارية المنبثقة عن مؤتمر القمة العربية والإسلامية الاخير،انطلاقا من الصين لتنفيذ مقررات القمة بخصوص وقف الحرب الإسرائيلية ضد قطاع غزة والمباشرة بالمفاوضات بين الفلسطينين والاسرائيليين لتنفيذ مشروع الدولتين، لحل النزاع بين الجهتين، وهو التحرك الذي يضيق هامش الاستمرار بالحرب الإسرائيلية ضد الفلسطينيين، ويؤدي الى انقلاب الرأي العام في معظم الدول الداعمة لإسرائيل.
ولاحظت المصادر نقلا عن ديبلوماسيين عرب استياء اميريكيا واضحا من انطلاق مهمة اللجنة الوزارية العربية والإسلامية في مهماتها من الصين اولا،واعتبرت ان هذه الخطوة هي بمثابة نقطة تحول من هذه الدول في تعاطيها مع الصين ، وازدياد الثقة بدورها في السياسية الدولية وازمة الشرق الأوسط تحديدا،مقابل تراجع ثقتها وعلاقاتها مع الادارة الاميركية.
واستعداداً لتدارك الخلل في ما يخص الوضع في الجنوب، كشف الرئيس ميقاتي أن القرار الاممي 1701 ينص على وجوب نشر 12 الف جندي لبناني في منطقة عمليات اليونيفيل.. وما هو حاصل الآن نشر أربعة آلاف عسكري.
وقال ميقاتي لزواره: قررت الحكومة تطويع 8000 عسكري، وتم تأمين التمويل من مصادر خارجية، كذلك كلفة التطويع والتدريب وما يلزم.
وعشية عيد الاستقلال الـ 80 بعث الرئيس الاميركي جو بايدن ببرقية إلى الرئيس نجيب ميقاتي لمناسبة عيد الاستقلال، شدد فيها أن الولايات المتحدة «ستواصل العمل مع لبنان والشركاء في منطقة الشرق الاوسط بشكل وثيق للحفاظ على السلام ومنع توسع رقعة الصراع».
عون لعدم المس بالمؤسسة العسكرية
ورأى قائد الجيش العماد جوزاف عون في امر اليوم لمناسبة عيد الاستقلال ان لبنان يواجه «تحديات جسيمة على مختلف الصعد». وهي «تنعكس سلباً على مؤسسات الدولة» ومن بينها المؤسسة العسكرية التي تقف اليوم أمام مرحلة مفصلية وحساسة في ظل التجاذبات السياسية، في حين تقتضي المصلحة الوطنية العليا عدم المساس بها، وضمان استمراريتها وتماسكها والحفاظ على معنويات عسكريِّيها».
وخاطب عون العسكريين قائلاً: تقفون اليوم في مواجهة العدو الاسرائيلي في الجنوب حيث تعملون بالتنسيق مع قوة الامم المتحدة المؤقتة في لبنان، وتبذلون اقصى طاقاتكم لمنع الوضع من التدهور، وما قد ينجم عنه من تداعيات على أهالي المناطق الحدودية، فضلاً عن مكافحة «التسلل غير الشرعي للنازحين، الذي يشكل خطراً وجودياً على الكيان اللبناني.
وفي السياق السياسي قالت مصادر سياسية مطلعة لـ «اللواء» أن اللقاء بين البطريرك الماروني ووفد من التبار الوطني الحر جاء تحضيريا للقاء آخر قد يجمع البطريرك الراعي مع وفد من نواب تكتل لبنان القوي أو مع رئيس التكتل النائب جبران باسيل في وقت لاحق للبحث في ملف الشغور في قيادة الجيش، بعدما قال كل فريق كلمته .
ورأت هذه المصادر أن خيار تكليف الضابط الاعلى قيادة الجيش تفاديا للشغور من قبل وزير الدفاع سيعمل التيار على التسويق له ، معلنة أن المسألة برمتها قد تدخل في استراحة في ظل التباين الكبير في المقاربة.
إلى ذلك من استبعدت عقد جلسة لمجلس الوزراء هذا الأسبوع وأشارت إلى أن ملف الشغور في القيادة لن يطرح في أي جلسة تعقد الأسبوع المقبل وإن الملف سيحضر مجددا في نهاية الشهر الجاري إذ أن هناك ضرورة لتهدئة النفوس فضلا عن طرح الدراسات الدستورية والقانونية الخاصة به.
وحول ايجاد حل لمسألة الشغور في قيادة الجيش عند إحالة قائد الجيش الحالي إلى التقاعد، أعلن تكتل لبنان القوي رفضه لأي محاولة لتجاوز الوزير المختص الذي يبقى صاحب الصلاحية في الاقتراح والتقرير.
واعتبر أن هناك حلولاً عدة، من بينها حلول الضابط الاعلى رتبة بالقيادة، ومنها إمكانية تكليف وزير الدفاع لضابط يختاره هو بعد التشاور للتعيين بالوكالة، محذراً من إجراء غير دستوري أو قانوني يهدد وحدة المؤسسة العسكرية.
الموازنة بلا أهداف اقتصادية
مالياً، جرى نقاش مباشر بين رئيس لجنة المال والموازنة النائب ابراهيم كنعان ورؤساء الهيئات الاقتصادية والعمالية حول الضرائب في مشروع قانون موازنة العام 2024 أو مشاريع قوانين ضرائبية محالة إلى المجلس النيابي، وتأثيرها على الاوضاع الاقتصادية والاجتماعية.
وأوضح كنعان ان موازنة الـ 2024 بلا رؤية اقتصادية واجتماعية وبلا أهداف اقتصادية.
واشار كنعان الى ان «الجميع يعلم أن ما من دولة تقوم بلا ايرادات، ولكننا في وضع اقتصادي سيء جدا، وفي ظل انهيار نقدي ومالي واصلاحات يجب ان تكون ممارسة اكثر من مجرد قوانين، لأن نسبة عدم تطبيق القوانين في لبنان تصل الى ٨٠٪».
اضاف «لم يتم احترام مواد الدستور في مشروع موازنة ٢٠٢٤، لذلك، لا نريد التكاذب، فنحن أمام مشكلة خطيرة وهي ان التركيز في موازنة ٢٠٢٤ هو فقط على جمع الايرادات، وحتى ولو كانت دفترية غير قابلة للتحصيل».
واورد كنعان بعض الامثلة ومنها «رفع رسم تسجيل شركة من ١٠ الاف ليرة الى ٣٠٠ مليون ليرة، اي من ٤ دولار الى ٣٠٠٠ دولار، سائلاً أين القدرة التنافسية مع الدول المحيطة بنا؟ اضافة الى فرض ٥٠ ألف ليرة على كل طالب، وزيادة الغرامات ٤٠ ضعفاً، وضرائب على الشطور والنسب للرواتب، «تدوبل» الضريبة على الموظف. وهي كلها اجراءات غير مقبولة».
واكد ان «المطلوب ليس وقف ايرادات الدولة، فلا احد يريد الدولة أن تنهار، ولكن الدولة لا تقوم إلاّ على اقتصاد صحيح ونظرة اقتصادية ورؤيوية سليمة تجسدها الموارنة».
الوضع الميداني
انتهج العدو الاسرائيلي التصعيد يوم امس الاول فطالت قذائفه الآمنين في منازلهم ولم يسلم الجسم الاعلامي من ضرباته مع استشهاد مراسلة ومصور من قناة الميادين اضافة الى 6 شهداء ىخرين في ضربات متفرقة.
ورداً على هذا العدوان أعلن حزب الله عصر امس الثلثاء أنه استهدف قاعدة بيت هلل العسكرية بصواريخ غراد وأصابها إصابة مباشرة، مشيرا في بيان إلى استهدافه أيضا بالصواريخ “تجمعا لجنود إسرائيليين في مستوطنة أفيفيم ما أدى لسقوط قتلى وجرحى”.
كما استهدف دبابة قرب مستوطنة “نطوعا” بما وصفها بالأسلحة المناسبة.
وقال حزب الله إنه استهدف بالصواريخ مصنعاً تابعاً لشركة رافايل للصناعات العسكرية الاسرائيلية في منطقة شلومي واصيب اصابة مباشرة وشوهدت النيران تندلع فيه.
واستهدفت مسيَّرة اسرائيلية سيارة من نوع «رابيد على طريق فرعية بين الشعيتية والقليلة، واستشهاد من كان في داخلها.
ونعت المقاومة الاسلامية الشهيد ابراهيم بديع حمزة.
ووسط سيل من المواقف المدينة للاستهداف الاسرائيلي للاعلاميين، أكد وزير الخارجية والمغتربين في حكومة تصريف الأعمال عبدالله بوحبيب بعد لقائه وزيرة خارجية بلجيكا حدجة لحبيب فور وصوله الى بروكسل «اسرائيل تتعمد استهداف الصحافيين في انتهاك صارخ للقانون الدولي الانساني ولقمع حرية الرأي والصحافة». أضاف «سنتقدم بشكوى لمجلس الامن الدولي ونطالب بإدانة هذه الجريمة البشعة»، مشيراً إلى أن «حريق غزة قد يتمدد الى منطقة الشرق الاوسط في حال عدم تضافر الجهود لاطفائه». وختم «نثمن موقف بلجيكا المتوازن والداعم لوقف اطلاق النار ونرحب برغبتها المساعدة على خفض التوتر في المنطقة وصولا الى حل سياسي مستدام تسعى اليه بلجيكا عند ترأسها بداية العام القادم لمجلس الاتحاد الاوروبي».
الأخبار
ثمانية شهداء بعد توسيع العدوّ دائرة الاستهداف
حرب مصغّرة على «الجبهة الشمالية»
شهدت الجبهة الجنوبية ارتقاءً متبادلاً في الساعات الـ 48 الماضية مع توسيع العدو الإسرائيلي دائرة استهدافاته في القرى الحدودية لتطاول المدنيين، ما أدّى إلى سقوط أربعة شهداء، من بينهم الزميلان في «الميادين» فرح عمر وربيع معماري، إضافة إلى استهداف أربعة كوادر من حركة «حماس» في قصف استهدف سيارة مدنية كانت تقلّهم جنوب صور.وبدا أمس بوضوح أن «حرب الاستنزاف» التي يخوضها حزب الله مساندة لغزة بدأت تترك تداعيات ضخمة وإرباكاً في كيان العدو الذي حذّر من انزلاق الوضع إلى «حرب إقليمية، وليس أقل من ذلك». فقد كُشف في إسرائيل أمس أن وزير خارجية العدو إيلي كوهين، وجّه «رسالة تحذير» إلى مجلس الأمن من «أن ينتهي الأمر إلى حرب إقليمية إذا لم يتم تنفيذ القرار 1701 بشكل تام، ولم تفعّل اليونيفل قدراتها لمنع الوجود العسكري لقوة الرضوان جنوب الليطاني». وأشارت الرسالة إلى أن «من مصلحة الاستقرار الإقليمي ومن أجل منع التصعيد، ينبغي أن يتبنّى النقاش في مجلس الأمن منهجاً مختلفاً تماماً لإنهاء الخروقات الخطيرة لحزب الله». ووصف نائب المندوبة الأميركية لدى الأمم المتحدة، روبرت وود، الوضع على الحدود اللبنانية مع فلسطين المحتلة بأنه «صعب وخطير للغاية»، و«نعمل جاهدين لمنع انتقال الحرب في غزة إلى لبنان».
ووصف معهد أبحاث الأمن القومي في تل أبيب، وهو من المراكز الأساسية التي ترفد حكومة العدو بتوصيات تؤخذ في الاعتبار في عملية صنع القرار، ما يجري على «الجبهة الشمالية» بأنه «حرب مصغّرة»، مشيراً إلى أنه «منذ بداية الأحداث، بعد يوم من السبت الأسود (7 تشرين الأول)، نرى مساراً تصاعدياً من جهتهم (المقاومة) ومن جهتنا، ونتدحرج إلى تصعيد»، لافتاً إلى أن «الأمور في الشمال مرتبطة بتطورات المعركة في غزة، إضافة إلى كيفية رد إسرائيل على تبادل النيران مع حزب الله».
وكتبت صحيفة «إسرائيل اليوم» أن «إسرائيل وحزب الله يرفعان مستوى المقامرة، والترقب بقلق لما يدور في الشمال أمر مطلوب أكثر من أيّ وقت مضى». وأشارت في مقال آخر إلى أن «المسار القائم يحتّم حصول حرب مع لبنان، وهذه الطريقة الوحيدة لإبعاد قوات الرضوان عن السياج». فيما كتبت صحيفة «معاريف» أن حزب الله «بانتظار خطأ جسيم تقدم عليه إسرائيل (…) ولا ريب في أن الحدود الشمالية تشهد عملياً جبهة قتال ثانية».
وكانت مدفعية العدو استهدفت صباحاً منزلاً في بلدة كفركلا، ما أدّى إلى استشهاد لائقة سرحان (80 عاماً) وإصابة حفيدتها بجروح. وظهراً، استهدف صاروخ موجّه من مُسيّرة إسرائيلية مراسلة قناة «الميادين» فرح عمر (مواليد 1998 – مشغرة) ومصوّر القناة ربيع معماري (مواليد 1979 – طرابلس) ومرافقهما حسين عقيل (بلدة الجبّين) رغم ارتدائهم الزيّ الصحافي، بعد بثٍّ مباشر من بلدة طيرحرفا (صور).
رسالة من إسرائيل إلى مجلس الأمن: الوضع قد ينزلق إلى حرب إقليمية
وباستشهاد عمر ومعماري، ارتفع عدد شهداء الجسم الصحافي إلى ثلاثة، بعد استشهاد مصوّر وكالة «رويترز» الزميل عصام العبدالله بقذيفة دبابة إسرائيلية أُطلقت على تجمّع للصحافيين في بلدة علما الشعب، في 13 تشرين الأول الماضي. وفي 13 الجاري، استهدف صاروخان إسرائيليان قافلة صحافيين في بلدة يارون الحدودية.
وعبّر الناطق باسم قوات «اليونيفل» أندريا تيننتي عن «الصدمة والحزن»، ووصف «الاستهداف المتعمّد للصحافيين والمدنيين» بأنه «انتهاك للقانون الدولي، ويرقى إلى مستوى جرائم حرب».
ونعت حركة حماس وكتائب الشهيد عز الدين القسام «القائد خليل حامد الخراز (أبو خالد) الذي استشهد مع مجموعة من إخوانه إثر غارة صهيونية استهدفته أثناء قيامه بواجبه الجهادي في جنوب لبنان». وكان الشهداء قضوا في غارة نفّذتها مُسيّرة إسرائيلية استهدفت بثلاثة صواريخ سيارة CRV على طريق فرعية بين الشعيتية والمعاينة (جنوب صور). وبحسب معطيات أولية، فإن «المُسيّرة لاحقت السيارة منذ خروجها من مخيم الرشيدية حيث يقيم الخراز». وإلى الخراز الذي وُصف بأنه يشغل «منصباً عسكرياً بارزاً في كتائب القسام»، استشهد أيضاً خلدون ميناوي والإمام المساعد في مسجد التقوى في طرابلس أبو بكر عوض
والشيخ سعيد الضناوي، وهم جميعاً من طرابلس التي اشتعلت بالرصاص لدى إعلان نبأ استشهادهم.
في المقابل، نفّذ حزب الله أمس 13 عملية استهدفت ثكنات ومواقع وتجمّعات جيش الاحتلال الإسرائيلي على الحدود الفلسطينية مع لبنان، أبرزها قاعدة بيت هلل العسكرية، ومصنع تابع لشركة رافاييل للصناعات العسكرية الإسرائيلية في منطقة شلومي، رداً على العدوان الإسرائيلي الذي طاول المدنيين وطاقم «الميادين» وقصف العدو مصنعاً للألمنيوم في منطقة النبطية قبل يومين.
واشنطن: «فاغنر» ستسلّم «حزب الله» نظاماً للدفاع الجوي
قال المتحدّث باسم مجلس الأمن القومي في البيت الأبيض جون كيربي إن مجموعة «فاغنر» الروسية «تستعدّ لتسليم حزب الله أو إيران نظاماً للدفاع الجوي»، موضحاً للصحافيين «أننا مستعدون لاستخدام نظامنا للعقوبات المناهضة للإرهاب ضد أفراد أو كيانات روسية» رداً على ذلك. وأكّد المتحدث أن إيران «قد تستعد لاتخاذ خطوة إضافية» في مساعدتها العسكرية لروسيا، مشيراً إلى أنه إضافة إلى الطائرات المُسيّرة ومعدّات أخرى تقول واشنطن إن الجيش الروسي تسلّمها من طهران، «تعتزم إيران تسليم صواريخ باليستية بغرض أن تستخدمها روسيا في أوكرانيا». واعتبر أن هذا التعاون «يضر بالتأكيد أوكرانيا وجيران إيران والنظام الدولي». وكانت تقارير صحافية أميركية قد أوردت قبل أسابيع أن محادثات تجري بين مجموعة «فاغنر» و«حزب الله» لتزويده بنظام «بانتسير» الروسي للدفاع الجوي، إلا أن الكرملين نفى رسمياً الأمر في حينه.
COMMENTS