افتتاحيات الصحف اللبنانية، يوم الجمعة 29 كانون الأول، 2023

افتتاحيات الصحف اللبنانية، يوم الثلاثاء 19 آذار ، 2024
إفتتاحيات الصحف اللبنانية، يوم الثلاثاء 8 آب، 2017
افتتاحيات الصحف اللبنانية، يوم السبت 2 تموز، 2016

اللواء
ميقاتي من لندن يتخوَّف من توسُّع الحرب
مسيَّرات من الجنوب فوق حيفا وعكا.. وتوتُّر بين الأهالي و«اليونيفيل»
دخل الوضع في الجنوب، على بُعد أيام قليلة من إسدال الستار عن الشهر الثالث «لطوفان الأقصى»، واعلان اسرائيل الحرب على قطاع غزة والتدمير للبشر والحجر، على مرأى العالم وصمته المريب، في سباق بين الاشتعال وامتداد الحريق او التوصل الى ضبط قواعد المواجهات، اذا ما استمرت الحرب على غزة، عبر المفاوضات التي يرعاها من بعيد المستشار الاميركي الرفيع لأمن الطاقة آموس هوكشتاين، الذي تتوقع مصادر دبلوماسية عودته الى المنطقة في الاسبوعين الاولين من العام المقبل.. ومعه مشروع نزع فتيل التأزم على الجبهة الجنوبية عبر ترسيم الحدود البرية ضمن تسوية تضمن تنفيذ مندرجات القرار 1701.
في المعطيات المتوافرة، فإن ظروف نقلّت المواجهات الى حرب واسعة تدفع بالوضع الى سلوك الحرب وليس التوجه باتجاه التهدئة.
وربطاً بما يجري في غزة، تتحدث التقديرات عن ان ذهاب الحرب في غزة الى حرب طويلة من شأنه ان ينتج حربا واسعة في اي لحظة في الجنوب.
وحسب قيادي بارز في «الثنائي الشيعي» فإن الستاتيكو العسكري لا يمكن ان يبقى على ما هو عليه مع استمرار العدو الاسرائيلي باستهداف المدنيين، والحزب وضع قراره بالرد بالمثل موضع التنفيذ العملي في الميدان.
والوضع المتفاقم جنوباً، حضر خلال اللقاء بين رئيس الحكومة نجيب ميقاتي، في مقر اقامته في لندن، مع وزير الخارجية البريطاني ديفيد كاميرون، من زاوية ان استمرار الاستفزازات الاسرائيلية قد يؤدي الى تدهور الاوضاع وحرب شاملة في المنطقة.
والموضوع نفسه، بحثه الرئيس ميقاتي في اتصال هاتفي مع وزيرة الخارجية الفرنسية كاترين كولونا، محذرا من ان عدم لجم التمادي الاسرائيلي سيذهب بالمنطقة الى انفجار واسع.
ومجمل الوضع، سواء في مجريات الاشتباك الجنوبي او الحرب على غزة سيكون على جدول الكلمة التي سيلقيها الامين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله الاسبوع المقبل.
يشار الى ان نائب الامين العام للحزب الشيخ نعيم قاسم، دعا الى مواجهة «اجتماع الشر» ممثلا بأميركا واسرائيل وفرنسا وبريطانيا وايطاليا والمانيا وغيرها من الدول باجتماع الخير المتمثل بالمقاومة ومحور الدول الداعمة، واصفاً تضحيات الحزب والشعب اللبناني بأنها لنصرة غزة في حركة كبيرة لصد خطر كبير، معلنا عن الاستعداد للأكثر الى نهاية المطاف مهما بلغت التضحيات.
لا انفراجات
سياسياً، رأت أوساط سياسية مطلعة لـ «اللواء» أن الملفات المتراكمة التي تُرحَّل إلى العام الجديد متوزعة بين السياسي والاقتصادي ولاسيما على صعيد الانتخابات الرئاسية والموازنة وغيرها في ظل غياب أي معطى عن السيناريو الذي يُعتمد، واوضحت هذه الأوساط أنه من الصعوبة بمكان توقع أية انفراجات في توقيت محدد لاسيما أن ما من مؤشرات فعلية حول تبدل النظرة للملف الرئاسي، لاسيما أن تطورات غزة تطغى على المشهد الخارجي، في حين أن احداث جبهة الجنوب محور ترقب وليس صحيحا ربطها بتأخير إنجاز ملف الرئاسة.
إلى ذلك، أفادت هذه الأوساط أن إعادة طرح موضوع الحوار في الاستحقاق الرئاسي ليست دقيقة وهناك تكهنات انما ما من شيء نهائي بعد.
وكشفت مصادر سياسية ان اكثر من مشكلة مهمة وحيوية، تواجه الحكومة والطبقة السياسية عموما مطلع السنة الجديدة، وجميعها مؤجل مقاربتها، اما لعجز السلطة وفشلها في إيجاد الحلول لها، وفي مقدمتها كيفية التعامل مع حرب الاستنزاف التي يخوضها حزب الله مع قوات الاحتلال الاسرائيلي على الحدود اللبنانية الجنوبية،انطلاقا من سياسة التضامن مع الفلسطينين بمواجهة الحرب الإسرائيلية على قطاع غزّة، ومدى صوابية هذه السياسية في تحقيق اهدافها وتامين مصلحة اللبنانيين، وابعاد مخاطر الانزلاق الى الحرب الواسعة التي تهدد لبنان كله.وهناك المشاكل والقضايا المرتبطة بالاوضاع الاقتصادية والمالية،كمشكلة انجاز مشروع قانون الكابيتال كونترول، الذي يحدد للمودعين المبالغ الممكن سحبها من ودائعهم في المصارف شهريا، وقانون هيكلة المصارف والإصلاح المالي، وهي قوانين في حال اقرارها، بالرغم من اعتراض بعض المصارف والمتضررين منها، ستضع لبنان على بداية مرحلة جديدة من التعافي الاقتصادي والانطلاق قدما الى الامام،لأنه لم يعد امام الحكومة الحالية والمجلس النيابي اي حجة لترحيل هذه القوانين الى وقت لاحق ، بعد المماطلة والتعطيل الممنهج لاقرارها في المرحلة الماضية.
واضافت المصادر هناك ايضا مشكلة التعيينات وملء الشغور في المراكز والمواقع الوظيفية الاساسية، في الدولة ،وفي مقدمتها مركز رئيس الأركان في الجيش اللبناني، الذي مايزال يخضع للتباينات والخلافات السياسية التي تقف عائقا امام تعيين من يشغله،بالرغم من حركة الاتصالات والمشاورات التي جرت مؤخرا بهذا الخصوص.
وتوقعت المصادر ان تقوى حركة الاتصالات مطلع العام المقبل لاستكمال مساعي تعيين رئيس للاركان،نظرا لاهميته ودوره في تسيير امور المؤسسة العسكرية والابقاء على تماسكها ودورها الاساس بالحفاظ على الأمن والاستقرار العام في البلاد، واشارت إلى ان الحكومة تنتظر ان يبادر وزير الدفاع الى تقديم اسماء الضباط المؤهلين لملىء المراكز الشاغرة في الجيش وفي مقدمتها منصب رئيس الأركان، بموجب الكتاب المرسل من رئاسة الحكومة للوزير قبل الخامس عشر من الشهر المقبل، لتعرض على أول جلسة للحكومة وتتخذ القرارات اللازمة للتعيين استناد لصلاحيات الوزيرالدستورية، ولتجنب الطعن بقرارات التعيين. ولفتت الى انه في حال رفض وزير الدفاع تسمية الضباط المرشحين وامتنع عن التجاوب انطلاقا من مقاطعته جلسات الحكومة، بايعاز من التيار الوطني الحر،قد تعمد الحكومة إلى إجراء التعيينات المطلوبة في رئاسة الأركان أو غيرها،لانتظام حسن سير العمل والاستمرارية،برغم محاذير الطعن في قرارتها بهذه الحالة وامكانية فسخ هذه القرارات من المجلس الدستوري.
لجنة.. بعد لجنة
تربوياً، عقدت اللجنة المنبثقة عن لقاء بكركي الموسع اجتماعا في وزارة التربية برئاسة الوزير عباس حلبي، وشارك فيه النائبان سليم الصايغ وادغار طرابلسي. واعتبر حلبي ان القانون سيصبح بحكم النافذ والعمل ينصب على آلية منسجمة مع نص القانون واللجنة.
واتفق على لجنة جديدة تضم مدير عام التربية عماد الاشقر والمستشار القانوني في الوزارة سميح مداح ومدير صندوق التعويضات جورج صقر بهدف اعداد آلية تطبيقية للتعاون تحفظ حق المتقاعدين من ملاك المدارس الخاصة والمحالين الى التقاعد.
وفي اطار التحضير للخطة الامنية لقضاء سهرة رأس السنة من قبل القوى الامنية، اعلنت قوى الامن الداخلي،انها ستقيم حواجز مرورية لمراقبة السائقين، وستجري فحص الكحول في الدم، وتنظيم محاضر ضبط بالمخالفين.
ووزت قوى الامن caders وPostersA3 على المطاعم والحانات لرفع الثقافة المرورية لدى سائقين حول مخاطر القيادة تحت تأثير الكحول.
مسيرات باتجاه حيفا وعكا
ميدانياً، كشفت النقاب عن ان حزب اطلق 100 صاروخ وسيَّر عشر طائرات مسيرة في يوم نوعي من المواجهات، وطالت القذائف حيفا وعكا.
وشنّ العدو الاسرائيلي عدوانا جويا مزدوجا  مساء أمس على الوادي الواقعة بين بلدتي حومين التحتا وصربا بالطيران الحربي والمسيَّر معا.
فقد تعرض الوادي الواقع بين بلدتي حومين التحتا وصربا ومزرعة الخريبة قرابة السادسة من مساء أمس لسلسلة غارات جوية نفذتها مقاتلات حربية ومسيرات ألقت عددا من الصواريخ الثقيلة التي احدث انفجارها دويا هائلا تردد اصداؤه في مناطق اقليم التفاح والنبطية والزهراني، وتحطم جراءه زجاج عشرات المنازل في الحي الفوقاني في بلدة حومين التحتا والمقابل لمكان الغارات.
وأعلن الجيش الإسرائيلي أنه في حالة تأهب قصوى في شمال البلاد، في ضوء تزايد الهجمات التي يشنها حزب الله انطلاقاً من لبنان.
وقال رئيس الأركان العامة للجيش الإسرائيلي هرتسي هاليفي، خلال زيارة لقيادة الجيش في مدينة صفد شمال إسرائيل: «صادقنا على خطط لمجموعة متنوعة من الحالات الطارئة، ونحن بحاجة إلى أن نكون مستعدين للضرب إذا لزم الأمر».
واعلنت المقاومة الاسلامية استهداف انتشار لجنود الاحتلال قرب ثكنة ميتات بالاسلحة المناسبة، كما استهدفت مدفعية المقاومة مرابض مدفعية العدو في قرنة ماعر بالاسلحة المناسبة، كما استهدفت ثكنة رايم بالاسلحة المناسبة محققة اصابات حسب بيان المقاومة.
في جانب آخر، تركز الاهتمام امس على المواجهات التي جرت بين «الاهالي» وقوات اليونيفيل في كل من كفركلا والطيبة، واعتبرت اليونيفيل ان ما حصل غير مقبول واليونيفيل تعمل في خدمة السلام، وستواصل عملها في المراقبة ووقف التصعيد.

 

الأخبار
نشاط «مفاجئ» لعناصر القوات الدولية: هل تعيد اليونيفيل انتشارها؟
اعتاد الجنوبيون، مع كل عدوان اسرائيلي، أن يلجأ عناصر قوات اليونيفيل إلى مراكزهم وإقفالها على أنفسهم ريثما ينجلي غبار المعارك. لذلك، كان لافتاً، في الأيام الأخيرة، النشاط المتزايد لقوات اليونيفيل وزيادة عدد دورياتها على الخط الأزرق وفي البلدات الخلفية في منطقة جنوبيّ الليطاني، في ظلّ تصاعد الاعتداءات الإسرائيلية، وبالتزامن مع تصاعد التهديدات الإسرائيلية بتوسيع الحرب على لبنان في حال عدم تطبيق القرار 1701. وقد ربطته مصادر بـ«الضغط الدولي الذي تمارسه بعض الدول، ولا سيما فرنسا وألمانيا وبريطانيا، لفرض منطقة عازلة في جنوبيّ الليطاني».وكالعادة، أثار الظهور المفاجئ للقوات الدولية وتحرّكها المشبوه حفيظة أهالي تلك القرى، كما حدث في بلدة الطيبة ليل الأربعاء، عندما تعرضت دورية تابعة للقوة الإندونيسية للرشق بالحجارة أثناء مرورها في ساحة البلدة في طريقها إلى مركزها في عدشيت القصير. وأكد شهود أن الجنود كانوا يلتقطون صوراً عندما تعرّض لهم شبان بالرشق بالحجارة، ما أدى إلى تحطم زجاج إحدى الآليات وجرح جندي بقطعة زجاج. وبعد الحادثة، جرت اتصالات بين فعاليات المنطقة وقائد الكتيبة الإندونيسية، الذي زعم أن الدورية تعرضت للرشق بالحجارة من دون أن يشير إلى قيام أفرادها بالتصوير، واعتبر أن «الحادثة انتهت بعد استنكار رئيس بلدية الطيبة عباس دياب التعرض للدورية». غير أن قيادة اليونيفيل في الناقورة كان لها رأي آخر. فقد أصدرت صباح أمس بياناً تصعيدياً، وطالبت السلطات اللبنانية «بالتحقيق في الحادث وتقديم الجناة إلى العدالة».
وقبل أن تنجلي ملابسات حادثة الطيبة، وقع إشكال بين شبان ودورية تابعة للكتيبة الفرنسية حاولت دخول الشوارع الداخلية في بلدة كفركلا المجاورة، قبل أن يسمحوا للجنود الفرنسيين بالمرور «إثر اتصالات من مسؤولين في حزب الله تمنّوا عليهم عدم التعرّض للعناصر الدوليين» وفق مصادر في البلدة استغربت «الظهور المفاجئ للدوريات، فيما تغيب تماماً لدى تعرّض البلدة للقصف يومياً». ولفتت المصادر إلى أن «عناصر من وحدة أوروبية أخرى كانوا قد أجروا دورية في أحياء البلدة قبل أيام وتوقفوا طويلاً عند ثلاثة منازل جرى استهدافها بالقصف لاحقاً». غير أنه لم يتم التأكد من ذلك من مصادر أخرى.
وتعليقاً على الحادثة، اعتمدت نائبة المسؤول الإعلامي في اليونيفيل كانديس آرديل لهجة هادئة، مشيرة إلى «اعتراض طريق جنود حفظ السلام لمدة أربع دقائق تقريباً خلال مرورهم في كفركلا. وبعد مناقشة قصيرة مع سكان المنطقة، واصلوا طريقهم».
مصادر متابعة نبّهت إلى أن القوات الدولية قد تعمد في المرحلة المقبلة إلى «استفزاز الأهالي عمداً لافتعال إشكالات تبرر استيلاد ضغوط لتمرير مخطط إقامة منطقة عازلة جنوبيّ الليطاني لإبعاد حزب الله إلى خارج المنطقة». وأشارت إلى إعداد قيادة اليونيفيل خطة إعادة انتشار تحت مسمّى «إعادة تجميع القوات وتأمين حمايتها»، تقوم على «إعادة نشر جزء من الجنود بعيداً عن الحدود كمراقبين دوليين تحت تصنيف قوات فصل أو عناصر ارتباط لضمان تطبيق القرار 1701 لناحية سحب سلاح الميليشيات ووقف الأعمال العدائية».

 

البناء
بلينكن في تل أبيب للتشاور حول المأزق الأميركي الإسرائيلي… والمرحلة الثالثة
القسام تحسم النقاش حول الوساطات: لا تبادل دون إنهاء العدوان وفك الحصار
حردان يستقبل دغمان: الأميركي شريك في جرائم العدوان… والرد بالمقاومة
لم تعد عنتريات بنيامين نتنياهو تنفع في إخفاء المأزق الذي دخلته الحرب الأميركية الإسرائيلية على الشعب الفلسطيني والمقاومة في غزة، ولم تعد ثمة قيمة لتصريحات فريق حربه الذي يضمّ عضو مجلس الحرب بني غانتس ووزير الحرب يوآف غالنت ورئيس الأركان هرتسي هليفي، عن المضي قدماً تحت شعار القضاء على المقاومة، بينما جيش الاحتلال ينهار ويتفكك، ولا بات بمستطاع واشنطن تجاهل تحديات تآكل قوة ردعها أمام تنامي دور الجبهات المساندة بعكس دعواتها المرفقة بالتهديدات لعدم فتح جبهات داعمة لغزة ومقاومتها، وقد تحوّل البحر الأحمر الى عبء استراتيجي فرض أنصار الله حضورهم في معادلاته مع حق الفيتو يمارسونه على السماح والمنع بحق السفن العابرة، وفق معادلة لا سفن إسرائيلية او متجهة إلى موانئ الكيان تعبر من مضيق باب المندب، فيما جبهة لبنان تستنزف كيان الاحتلال عسكرياً بصورة متصاعدة بلغت مراحل نوعية أمس وأول أمس، بينما أعداد مهجَّري مستوطنات الشمال تتحوّل إلى صداع لقادة الكيان يكاد يعادل صداع الأسرى لدى المقاومة في غزة، بينما تواصل المقاومة العراقية ضرباتها للقواعد الأميركية في سورية والعراق، وتستعدّ لمرحلة تصعيد أعلى مع خريطة أهداف في البحر المتوسط بدأت من مسيّراتها نحو حقول الغاز الإسرائيلية.
يصل وزير الخارجية الأميركية أنتوني بلينكن الى تل أبيب اليوم للتشاور حول المأزق المشترك، وفشل محاولات التوصل إلى قبول المقاومة في غزة لمعادلة هدنة جديدة تتضمّن تجديداً لصيغة تبادل الأسرى. وقد حسمت بالأمس كتائب القسام بلسان الناطق باسمها أبو عبيدة، مصير كل الوساطات، بالإعلان الواضح الصريح عن رفض أي مسعى لا يضمن نهاية العدوان وفك الحصار قبل أي تبادل للأسرى، وفق معادلة الكل مقابل الكل.
في مواكبة التطورات في المنطقة وجبهات المواجهة مع العدوان الإسرائيلي الأميركي، استقبل رئيس الحزب السوري القومي الاجتماعي أسعد حردان القائم بأعمال السفارة السورية في لبنان الدكتور علي دغمان، وكان تأكيد على أن أميركا شريك كامل لكيان الاحتلال بجرائم الإبادة الوحشية بحق الشعب الفلسطيني، وأن الرد هو بالمقاومة التي ثبت أنها الوصفة الناجعة لمواجهة عدوانية الكيان ووحشيته، والتعبير عن إرادة الشعوب وحقها في تحرير أرضها وتحقيق طموحاتها وتطلعاتها بالاستقلال وتحرير الأرض.
استقبل رئيس الحزب السوري القومي الاجتماعي أسعد حردان، القائم بأعمال سفارة الجمهورية العربية السورية في لبنان، علي دغمان، بحضور نائب رئيس «القومي» وائل الحسنية.
وجرى خلال اللقاء عرض للأوضاع العامة، والتوقف عند تصاعد جرائم الإبادة التي ينفذها العدو الصهيوني بحقّ أهلنا في غزة وعموم المناطق الفلسطينية، وعدوانه المتواصل على مناطق جنوب لبنان ومناطق سورية عدة.
وأكد المجتمعون أنّ العدوانية «الإسرائيلية» هي تعبير عن الطبيعة العنصرية والغريزة الإرهابية لكلّ أنظمة الفصل العنصري، التي تهاوت واندثرت أمام إرادة الشعوب الحرة، ولم يبقَ منها إلا نظام الفصل العنصري الصهيوني الذي يلقى كلّ الدعم والتأييد من الولايات المتحدة الأميركية والغرب الاستعماري ومن يدور في فلك هذه القوى الاستعمارية. ولفت المجتمعون إلى أنّ ما يحصل في غزة، من قتل للأطفال والنساء والشيوخ والأطقم الصحافية والإسعافية، ومن تدمير للبيوت والمستشفيات والمدارس ومراكز الإيواء، هو جريمة ضدّ الإنسانية، ونسف لكلّ الأعراف والمواثيق والقوانين الدولية والإنسانية، وهذا الإجرام المتمادي بحقّ الفلسطينيين، وانتهاك سيادة لبنان وسورية يشكل تهديداً للسلم والأمن الدوليين.
ورأى المجتمعون أنّ خضوع المؤسسات الدولية للهيمنة الأميركية ـ الغربية، جوّف دورها، لدرجة عجزها عن اتخاذ قرار بوقف حرب الإبادة «الإسرائيلية»، وهذا له تداعيات خطيرة على مستقبل العالم وشعوبه.
وشدّد المجتمعون على تعزيز العلاقة القومية بين لبنان وسورية والتساند بين دول المشرق على الصعد كافة. كما كان تأكيد على حقّ مقاومة الاحتلال والعدوان، وبأنّ هذا الحقّ تؤيّده شعوب العالم قاطبة التي ترفع الصوت تنديداً بجرائم «إسرائيل» وعدوانها.
وحافظت الجبهة الجنوبية على حماوتها مع تصعيد إسرائيلي غير مسبوق في استهداف القرى والمدن في الجنوب، مستخدمة أسلوب القصف المركز والمركب أي عبر عدة غارات على مكان واحد لتدمير حي سكني بكامله وإحداث أضرار مادية هائلة، بهدف إرهاب المدنيين وتهجيرهم من جنوب الليطاني وفق ما يشير خبراء عسكريون وسياسيون لـ»البناء»، «لتحقيق أمرين: الأول هو الضغط على المقاومة بأهلها وبيئتها الحاضنة لدفعها للتراجع عن شنّ هجمات على شمال فلسطين أو تدفيعها ثمن ذلك بتهجير أكبر عدد من أهالي الجنوب، والثاني إحداث توازن ردع ديموغرافي – تهجيري مع حزب الله الذي نجح عبر عملياته العسكرية الى تهجير 150 ألف مستوطن من الشمال، ما خلق أزمة كبيرة لحكومة الحرب في إسرائيل، لا سيما أن المستوطنين يضغطون على الحكومة الإسرائيلية ويحمّلونها مسؤولية العجز عن توفير الأمن والحماية لهم لعودتهم الى مستوطناتهم، فيما غالبيّة أهالي الجنوب لا يزالون في قراهم».
ونفذت المقاومة في لبنان سلسلة عمليّات نوعية ضد مواقع للعدو وتجمّعات جنود العدو وحققت إصابات مباشرة.
وأعلنت المقاومة في بيانات متلاحقة استهداف موقع السماقة في مزارع شبعا اللبنانية المحتلة،‏ ثكنة راميم، ثكنة هونين، خربة ماعر، محيط ثكنة ميتات، وثكنة راموت نفتالي بالأسلحة المناسبة محققة إصابات مباشرة.
وذكر الإعلام الحربي في «حزب الله»، أنّه «بعد عمليات المقاومة الإسلامية التي استهدفت معظم كاميرات وتجهيزات الجمع الحربي للعدو الإسرائيلي عند الحافة الأمامية على الحدود اللبنانية الفلسطينية، خسر العدو الكثير من إمكانية الرؤية والتنصت لاستهداف المقاومين ومراقبة تحركاتهم، تعويضاً عن هذه الخسارة، عمد العدو في الآونة الأخيرة إلى اختراق الكاميرات المدنية المثبّتة أمام المنازل والمتاجر والمؤسسات في القرى الأمامية، الموصولة إلى شبكة الإنترنت، للاستفادة من المادة البصريّة التي تؤمنها في جمع معلومات تتعلق بالمقاومة وحركة الإخوة المجاهدين لاستهدافهم».
ولفت إلى «أننا نهيب بأهلنا الأعزاء خصوصاً في القرى الأمامية التي تجري في محيطها أعمال للمقاومة، فصل الكاميرات الخاصة أمام منازلهم ومتاجرهم ومؤسساتهم عن شبكة الإنترنت، والمساهمة في إعماء العدو أكثر عن بعض ما تقوم به المقاومة ومجاهديها من أنشطة أو تحركات في المنطقة».
في المقابل واصل العدو الإسرائيلي اعتداءاته على الجنوب، واستهدف عدداً من القرى والبلدات، وشنّت الطائرات الحربية والمُسيَّرات غارة مزدوجة على منطقة وادي حومين التحتا، مع تحليق مكثف لطائرات الاستطلاع على علو منخفض جدًا في أجواء رومين، حومين، اركي، والعرب.
وزعمت إذاعة جيش الاحتلال أن «سلاح الجو يشنّ هجوماً استباقياً في جنوب لبنان ويستهدف بنية تحتية لحزب الله».
وأشارت مصادر مطلعة على الوضع الميداني والسياسي لـ»البناء» الى أن «الوضع في الجنوب يشهد تطورات دراماتيكية ومرحلة جديدة من القصف المتبادل بين حزب الله وجيش الاحتلال الإسرائيلي، ما يعكس مساراً تصعيدياً بشكل تدريجي قد يصل الى مرحلة الحرب المفتوحة إذا ما استمرّ على هذا النحو وإذا طال أمد الحرب في غزة»، ملاحظة أن جيش الاحتلال وسع قواعد الاشتباك لجهة استهداف جسر الخردلي وجبل الريحان وجبشيت الواقع ضمن منطقة شمال الليطاني، ولجهة ضرب أهداف مدنية في مدينة بنت جبيل، ما دفع المقاومة الى الرد بشكل حازم بقصف مستوطنات الشمال بعشرات الصواريخ وتكريس معادلة الردع، وهذا القصف الإسرائيلي يعكس حالة الإرباك والأفق المسدود لحكومة الحرب في مواجهة الأمر الواقع في غزة وشمال فلسطين المحتلة»، لكن المصادر شدّدت على أن «رغم توسيع قواعد الاشتباك إلى أن جيش الاحتلال لا يزال ضمن سقف تفادي الذهاب الى حرب مفتوحة، لأسباب داخلية تتعلق بهزيمة الجيش الإسرائيلي في غزة وانهيار الجبهة الداخلية الإسرائيلية، وخارجية ترتبط برفض أميركي للحرب على لبنان لأنها ستؤدي الى حرب في المنطقة تهدّد المصالح الأميركية في المنطقة برمتها، ما ينعكس على الوضع الانتخابي للرئيس جو بايدن الذي سيبدأ حملته الانتخابية في شباط المقبل». ولفتت المصادر الى أن حكومة الحرب لم تأخذ الضوء الأخضر الأميركي لتوسيع الحرب ضد لبنان حتى الآن.
في سياق ذلك، كشفت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون)، أنّ «وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن ونظيره الإسرائيلي يوآف غالانت ناقشا تهديدات الأمن الإقليمي بما فيها أنشطة حزب الله في جنوب لبنان».
وأشارت أوساط مطلعة على موقف حزب الله لـ»البناء» الى أن المقاومة لا تلتفت الى الرسائل والتهديدات الخارجية الأميركية والأوروبية ولا إلى التهديدات الإسرائيلية، فالمقاومة ماضية في دورها العسكري على الجبهة الجنوبيّة كجبهة إسناد لغزة والمقاومة والشعب في فلسطين، ولن تتراجع قيد أنملة عن الحدود لا الآن ولا في المستقبل، ومن يجب أن يبتعد عن الحدود هم جنود وضباط العدو الإسرائيلي والمستوطنين، والمقاومة تحتفظ لنفسها بحق الرد على أي عدوان إسرائيلي وفق قواعد الاشتباك القائمة ومعادلات الردع المعروفة، لكن أي عدوان إسرائيلي كبير على لبنان سيلقى رداً عنيفاً وقاسياً لم يعهده العدو من قبل، وسيتفاجأ بما تملكه المقاومة من مفاجآت على كافة الصعد».
وشيّع حزب الله وأهالي البقاع فقيد الجهاد والمقاومة المعاون التنفيذي للأمين العام لحزب الله النائب السابق الحاج محمد حسن ياغي، في موكب حاشد في بعلبك بحضور رئيس المجلس التنفيذي في حزب الله السيد هاشم صفي الدين ممثلاً الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله، النائب غازي زعيتر ممثلًا رئيس مجلس النواب نبيه بري.
وقال صفي الدين في كلمة له: «عهدنا إليك، وعهدنا لكل من سبقك من الشهداء والأحبة والأعزاء أن تبقى هذه المقاومة كما هي، كما أحببت، كما عملت، كما ضحّيت من أجلها، أن تبقى المقاومة القوية والقادرة والمخلصة والصادقة والحاضرة، ولن تتمكّن أي قوة في العالم أن تفرض على المقاومة ومنطقها أيّ شيء من خارج مصلحة لبنان، ومن خارج مصلحة القضية الأساس قضية فلسطين، ومن خارج مصلحة الأمة. هكذا كانت المقاومة، وهكذا بقيت، وهذا هو عهدها معك ومع بقيّة الشهداء».
وفي توقيت مريب، شهدت بعض قرى الجنوب إشكالات بين الأهالي وقوات اليونيفيل التي أعلنت في بيان أن «جندي حفظ سلام أصيب الليلة الماضية أمس الأول)، بعد أن تعرّضت دورية تابعة لها لهجوم من قبل مجموعة من الشباب في بلدة الطيبة في جنوب لبنان، كما تضررت آلية في الحادث». واعتبرت أن «الاعتداءات على الرجال والنساء الذين يخدمون قضية السلام ليست فقط مدانة، ولكنها تشكل أيضاً انتهاكاً لقرار مجلس الأمن الدولي 1701 والقانون اللبناني. إن حرية حركة قوات حفظ السلام أمر حيوي خلال عملنا على استعادة الأمن والاستقرار على طول الخط الأزرق». ودعت «السلطات اللبنانية إلى تحقيق كامل وسريع وتقديم جميع الجناة إلى العدالة». وختمت «ما زال حفظة السلام التابعون لليونيفيل يتابعون مهامهم، وسنواصل عملنا الأساسي في المراقبة ووقف التصعيد».
كما اعترضت مجموعة من الشبان من بلدة كفركلا طريق دورية تابعة لـ»اليونيفيل» من الكتيبة الفرنسية أثناء مرورها في البلدة وأجبرتها على التراجع بعد ضرب آليتها بعصا حديديّة. وحلّ الموضوع بعد التواصل مع المعنيين من دون وقوع إصابات في الحادثة. وأعلنت نائبة مدير مكتب «اليونيفيل» الإعلامية كانديس ارديل في بيان أنه «تم اعتراض طريق جنود حفظ سلام لمدة أربع دقائق تقريباً خلال مرورهم في كفركلا، وذلك بينما كانوا في طريقهم إلى مقرّنا في القطاع الشرقي». وأضافت «بعد مناقشة قصيرة مع سكان المنطقة، واصل حفظة السلام طريقهم. إننا نواصل تأكيد أهمية حرية حركة اليونيفيل بينما نعمل على استعادة الأمن والاستقرار في جنوب لبنان».
وتوقفت مصادر سياسية عند توقيت حصول الحادثتين، مشيرة لـ»البناء» الى أن وجود أيدٍ خفية تدفع الى مثل هذه الحوادث لتسليط الضوء على أن هناك مَن يعيق عمل قوات اليونفيل لتطبيق القرار 1701 وتوجيه الاتهام الى حزب الله، لاستدراج ضغوط دولية وحثّ مجلس الأمن الدولي على طرح ملف الحدود الجنوبية وتعديل القرار 1701 وتوسيع صلاحيات قوات اليونفيل في جنوب الليطاني لإعاقة عمل المقاومة وحركتها في جبهة الإسناد لغزة، ما يخدم توجهات ومصلحة كيان الاحتلال الذي يطالب ويعمل لإبعاد حزب الله عن الحدود».
على المستوى الرسمي، استقبل رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي وزير خارجية بريطانيا ديفيد كاميرون في دارته وجرى عرض للعلاقات بين البلدين والوضع في جنوب لبنان وغزة. وخلال الاجتماع جدد رئيس الحكومة «المطالبة بوقف العدوان الإسرائيلي على غزة وجنوب لبنان»، معتبراً «أن استمرار الاستفزازات الإسرائيلية في جنوب لبنان قد يؤدي الى تدهور الأوضاع واندلاع حرب شاملة في المنطقة ككل».
ودعا «إلى ممارسة أقصى الضغوط لوقف الاعتداءات الاسرائيلية على جنوب لبنان». وكرر التأكيد «ان المدخل الى وقف الحرب في غزة يبدأ بوقف إطلاق النار ومن ثم الانتقال الى التفاوض على حل على اساس الدولتين واعطاء الفلسطينيين حقوقهم». وأكد «أن من شأن استمرار المساعدات البريطانية للجيش أن تدعم جهود المؤسسة العسكريّة وعملها في هذا الظرف الصعب». بدوره اعتبر كاميرون «أن تصعيد الصراع من غزة إلى لبنان أو البحر الأحمر أو عبر المنطقة ككل، من شأنه أن يرفع مستوى المخاطر وانعدام الأمن في العالم». وقال: «أنا ممتنّ لرئيس الوزراء اللبناني لمناقشة هذه القضايا الحاسمة معي اليوم ولجهود لبنان لمنع مثل هذا التصعيد».
كما جرى اتصال بين رئيس الحكومة ووزيرة خارجية فرنسا كاترين كولونا عبّر خلاله رئيس الحكومة عن قلقه «لتصاعد العدوان الاسرائيلي على جنوب لبنان واستهداف المدنيين على نطاق واسع». واعتبر أن «من شأن هذا التمادي في الاعتداءات ان يدخل لبنان في مواجهة شاملة قد تطال كل دول المنطقة». وطلب «الضغط على «اسرائيل» لوقف انتهاكاتها المتمادية».

Please follow and like us:

COMMENTS