البناء
جيش الاحتلال تائه أمام المقاومة… و»كابوس غزة» يصيب خمسمئة من الجنود
جبهة الجنوب تشتعل بعد قصف بنت جبيل واستشهاد مدنيين والردّ 80 صاروخاً
غانتس وغالانت وهاليفي وكوهين يتسابقون في رفع سقف التهديد ضد حزب الله
كثرت التحليلات والتحذيرات الصادرة عن الخبراء العسكريين في كيان الاحتلال، ومنهم رؤساء سابقون لأجهزة المخابرات ورئيس الأركان السابق دان حالوتس، وضباط كبار، ومحورها جميعاً أن هزيمة كبرى قد لحقت بجيش الاحتلال التائه تحت ضربات المقاومة في أحياء مدينة غزة وسائر البلدات والمدن في القطاع، خصوصاً خان يونس، وأن الحديث عن سيطرة الجيش على أي بقعة من غزة محض كذب وأوهام، وأن لا أمل يرتجى من مواصلة الحرب، وكل ما سيحدث هو دفع الجيش نحو الانهيار والتفكك، وكل يوم يمرّ والمكابرة مستمرة لمواصلة الحرب تعني المخاطرة بخسارة الجيش الذي كان يُباهي بأنه لا يُقهَر، وأنه أحد أقوى جيوش العالم. ويكفي ما تحدثت عنه جمعيات الطب النفسي في الكيان عن ظهور أعراض متشابهة لدى الجنود المشاركين في الحرب، تسمح بالحديث عن مرض يُسمّى كابوس غزة، يشبه مرض كابوس فيتنام الذي عانى منه الجنود الأميركيون بعد حرب فيتنام.
في جبهة جنوب لبنان محاولة للهروب إلى الأمام تحكم سلوك جيش الاحتلال، ترجمتها هيستيريا الردّ على عمليات المقاومة، عبر الذهاب الى استهداف المدنيين، الذين استشهد منهم ثلاثة في مدينة بنت جبيل شيّعوا أمس، وكان رد المقاومة إطلاق ثمانين صاروخاً على عدة مواقع حساسة لجيش الاحتلال، بينما كان عضو مجلس الحرب في الكيان بني غانتس ووزير الحرب يوآف غالانت ووزير الخارجية إيلي كوهين ورئيس الأركان هرتسي هليفي، يتسابقون على إطلاق تصريحات التهديد ضد حزب الله، اذا لم تنجح مساعي إبعاد مقاتليه الى ما وراء نهر الليطاني، التي قال حزب الله إنها تفاهات لا تستحق الاهتمام، وإن أولويته هي مواصلة دعم غزة ومقاومتها، وقبل نهاية العدوان على غزة، فالمقاومة غير مستعدّة لسماع ومناقشة أي مقترحات تتصل بالتهدئة على الحدود الجنوبية.
وسجلت الجبهة الجنوبية المزيد من التصعيد أمس، مع توسيع تدريجيّ لقواعد الاشتباك والقصف الصاروخي بين المقاومة في لبنان وبين قوات الاحتلال الإسرائيلي، ما يرفع من احتمالات التدحرج الى حرب واسعة النطاق.
وحذرت مصادر مطلعة من احتمال ارتكاب الاحتلال الإسرائيلي حماقة لنقل الحرب إلى لبنان واستدراج ردات فعل من حزب الله ومحور المقاومة تؤدي الى توريط الأميركيين بحرب إقليمية، وبالتالي يربط رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو مصير الحرب في غزة بمصير الحرب الإقليمية ما يطيل أمد الحرب ويشكل وسيلة لإنقاذ حكومة الحرب من المحاسبة نتيجة الفشل في الحرب على غزة، ما يمكنه من تثبيت نفسه على رأس الحكومة في أي تسوية لإنهاء الحرب. ولفتت المصادر لـ«البناء» الى أن «عملية اغتيال القائد في الحرس الثوري الإيراني بسورية تصبّ في هذا الاتجاه، لأن استدراج رد فعل إيراني ومن حزب الله يخلط أوراق الحرب».
وكانت لافتة حالة الاستنفار في كافة المستويات السياسية والأمنية والعسكرية وإطلاق سيل من التهديدات ضد لبنان والحديث عن سيناريوهات للحرب على لبنان. إذ أبلغت قيادة جيش الاحتلال المستوى السياسي بأن العام 2024 المقبل سيكون «عام حرب»، بكل ما يعني ذلك من حيث استدعاء قوات الاحتياط والتأثير على المرافق الاقتصادية المدنية، وعلى جهاز التعليم وإعادة سكان «غلاف غزة» والبلدات القريبة من الحدود اللبنانية إلى بيوتهم، حسبما ذكرت صحيفة «يديعوت أحرونوت».
وزعم رئيس أركان جيش الاحتلال، هيرتسي هليفي خلال جولة ميدانيّة على القيادة الشمالية أن «الجيش الإسرائيلي وقيادته الشمالية في حالة جهوزية عالية جداً». وأجرى هليفي تقييماً للأوضاع على جبهة لبنان في ظل تصاعد المواجهات مع حزب الله، بحسب بيان لجيش الاحتلال، كما صادق على خطط خاصة بالقيادة الشمالية، بالتعاون مع قائد القيادة الشمالية، أوري غوردين وقادة آخرين».
ووجّه وزير الخارجية الإسرائيلي إيلي كوهين تهديداً لحزب الله بأنه «يتعين على أمين عام حزب الله السيد حسن نصر الله فهم أنه التالي ما لم يبتعد حزب الله إلى شمال نهر الليطاني»، ولفت وزير الخارجية الإسرائيلي الى ان إبعاد حزب الله عن الحدود إما أن يتم من خلال الدبلوماسية أو الحرب.
بدوره، ادعى وزير الحرب الإسرائيلي بيل غانتس خلال مؤتمر صحافي، أن «الوضع بالحدود الشمالية يلزم بالعمل نحو حل سياسي وإن لم يتم ذلك فالجيش الاسرائيلي جاهز للعمل». وزعم أن «وقت الحل الدبلوماسي بدأ ينفد، إذا لم يتحرك العالم والحكومة اللبنانية من أجل منع إطلاق النار على سكان شمال إسرائيل وإبعاد حزب الله عن الحدود، سيفعل الجيش الإسرائيلي ذلك». فيما زعم المتحدث باسم حكومة الاحتلال أوفير جندلمان، «أننا نجهّز لكل السنياريوهات الممكنة مع حزب الله».
وأدرج خبراء عسكريون عبر «البناء» «هذه التهديدات في إطار استعراض القوة والتعمية على هزيمة جيش الاحتلال في غزة وتراجعه أمام ضربات المقاومة في لبنان، ومحاولة لرفع معنويات الجبهة الداخلية المنهارة، وخطوة فاشلة لتطمين مستوطني شمال فلسطين المحتلة الذين يتظاهرون ضد الحكومة مطالبين بضمانات أمنية لعودتهم الى مستوطناتهم». وأوضح الخبراء أن ملف عجز نتنياهو وحكومته إعادة المستوطنين الى الشمال لا يقلّ أهمية عن الخطر الأمني الذي تشكله حركة حماس في غزة».
وحذر الخبراء من «محاولة إسرائيليّة لاستهداف المناطق السكنية لتهجير المواطنين الجنوبيين كوسيلة ضغط على حزب الله للتراجع وتهدئة الجبهة في الجنوب، وهذا سبب استهداف مدينة بنت جبيل للمرّة الأولى منذ بداية الحرب».
وكانت مدينة بنت جبيل استفاقت ليل الثلاثاء – الأربعاء على مجزرة ارتكبها العدو الإسرائيلي واستشهد بنتيجتها 3 من أبناء المدينة وجرح آخر. وفي التفاصيل أن الطائرات الحربية المعادية الإسرائيلية، أغارت على منزل من آل بزي في حي الدورة وسط مدينة بنت جبيل، ودمرته، فهرعت الى المكان فرق الإسعاف من الدفاع المدني وكشافة الرسالة الاسلامية والهيئة الصحية الاسلامية والصليب الاحمر وعملت على البحث تحت الركام والإغاثة طوال ساعات الليل، حتى تمكنت من انتشال جثامين كل من الشاب علي بزي وشقيقه ابراهيم بزي وزوجة إبراهيم شروق حمود، ونقلوا الى براد مستشفى صلاح غندور عند مثلث صف الهوا – بنت جبيل، بالاضافة الى جريح من آل بزي.
وشدّد عضو كتلة الوفاء للمقاومة النائب حسن فضل الله، على أنّ الاعتداءات الإسرائيلية على المدنيين ستُقابل بمجابهة من قبل المقاومة.
وخلال مقابلة إعلاميّة، أشار النائب فضل الله إلى أنّ العدو لم يحقق أي إنجاز، ويستهدف المدنيين ويرتكب الجرائم ولا يمكن أن يجابَه إلا بالمقاومة، وأوضح أنّ المقاومة هي التي تحدّد الردّ وتتعاطى مع التصعيد الإسرائيلي بما يتلاءم، وتدرس الأمر بعناية. وذكّر عضو كتلة الوفاء للمقاومة بالفرق بين الماضي والحاضر، وقال إن اليوم هناك مقاومة تواجه وتردّ وتصنع المعادلات، موضحًا أنّ ما يؤدي إلى ارتباك العدو هو أن المقاومة تصيبه في مواقعه وهو يرى تطوّر المقاومة. وشدّد فضل الله على أن للمقاومة دوراً كبيراً في هذه المعركة، والعدو يعرف هذا الدور، ولفت إلى المأزق الإسرائيلي الـ «كبير جدًا» في قطاع غزة، موضحًا أنّ العدو الإسرائيلي يخشى من ردة الفعل التي تصنعها المقاومة، مؤكدًا أن المقاومة في لبنان مستعدّة لكل السيناريوهات وكل مرحلة لها خططها.
ومضت المقاومة في دك مواقع الاحتلال الإسرائيلي ومستوطناته بمختلف أنواع الأسلحة الصاروخية. واستهدف حزب الله «خيمة لقوة خاصة في جيش العدو الإسرائيلي جنوب موقع الضهيرة بالصواريخ الموجّهة، وحقّق فيها إصابات مباشرة وأوقع أفرادها بين قتيل وجريح». كما استهدف موقع حدب البستان بالأسلحة المناسبة وموقع خربة ماعر ومرابض المدفعية فيه وتموضع القوات الإسرائيلية حوله بصواريخ بركان وحقّق فيهم إصابات مؤكدة. كما نفذ هجوماً مشتركاً بالمسيّرات الهجومية الانقضاضية والأسلحة الصاروخية والمدفعية على تجمعات جنود العدو الإسرائيلي المستحدثة وآلياته خلف مواقعه في مزارع شبعا اللبنانية المحتلة أوقعت فيها إصابات مؤكدة. واستهدفت المقاومة أيضاً تموضعًا قياديًا مستحدثًا للعدو الإسرائيلي في محيط الموقع البحري بالأسلحة المناسبة.
ونشر إعلام المقاومة مشاهد من استهداف نقطة مستحدثة لجنود جيش العدو قرب ثكنة «شوميرا».
واستهدف مجاهدو المقاومة الإسلامية مستعمرة «كريات شمونة» (بلدة الخالصة المحتلّة) بثلاثين صاروخ كاتيوشا، وذلك ردًا على استهداف العدو لمنازل المدنيّين في بنت جبيل.
في المقابل واصل العدو الإسرائيلي عدوانه على قرى الجنوب، وزعمت إذاعة جيش الاحتلال، أنه «تمّ اعتراض مسيرة إيرانيّة الصنع أطلقت من العراق فوق البحر المتوسط قبالة سواحل بيروت».
وسُجّل تحليق معاد للطيران الحربي المعادي على علو متوسط فوق بيروت وجبل لبنان وعدد من المناطق اللبنانية وعلى علو منخفض في أجواء صيدا والزهراني.
على صعيد آخر، تقدّمت هيئة «ممثلي الأسرى والمحرّرين»، بإخبار ضد كل من المطران موسى الحاج، والمطران كميل سمعان، وذلك بسبب تواصلهما مع جيش الاحتلال، مؤكدةً أنها ستلاحق كل مطبّع ومتعامل مع العدو أمام المراجع القضائية المختصة. وفي بيان لها، قالت هيئة «ممثلي الأسرى والمحررين»: «القانون اللبناني ينصُّ على تجريم التطبيع والتواصل مع الجيش الإسرائيلي بشكل واضح وصريح وبكل أشكاله».
اللواء
الجنوب على حافة الانفجار الواسع.. والاحتلال يعلن الجهوزية للهجوم!
ميقاتي يحتوي الخلاف التشريعي مع الكنيسة.. والكهرباء لرأس السنة تنتظر الفيول
هل يقترب الوضع الجنوبي، عشية اكتمال الشهر الثالث لحرب غزة التي بدأت مع عملية «طوفان الاقصى» في 7 ت1 الماضي، من الانفجار على نطاق واسع بعد ان تجاوزت التطورات والاعتداءات من جانب اسرائيل الخطوط الحمر، والتمادي باستهداف المدنيين، وإلحاق الخسائر بالمنازل والحقول والآمنين في مسافة تخطت شمال الليطاني من جبشيت الى حومين التحتا وغيرهما؟..
وفيما ارتفعت وتيرة التهديدات الاسرائيلية للهجوم على جنوب لبنان، سواء على لسان وزير الخارجية ايلي كوهين، الذي اعتبر ان إبعاد حزب الله عن جنوب الليطاني سيتم بالدبلوماسية او بالحرب، او ما نقل عن لسان غانتس ان الوضع على الحدود الشمالية يجب ان يتغير، وان وقت الدبلوماسية بدأ ينفد، وصولاً الى كلام رئيس الاركان الاسرائيلي من ان قواته «على جهوزية عالية بالشمال، وتمت الموافقة على خطط، ومستعدون للهجوم اذا تطلَّب الامر»، لوّح رئيس المجلس التنفيذي لحزب الله السيد هاشم صفي الدين عن ان منازل المستوطنين في المستوطنات المحاذية للحدود الجنوبية ستهدم كلها، والآن يهدم نصفها، إن «تمادى العدو بغيِّه» على حد تعبيره.
وسط هذا الاحتدام، ومنذ الاعلان عن زيارة رابعة لوزير الخارجية الاميركي انطونطو بلينكن الى الشرق الاوسط، منذ ما بعد 7 ت1 الماضي، تخوفت مصادر متابعة من انفجار الوضع على نطاق واسع، يتخطى منطق العمليات الجارية تحت عنوان قواعد الاشتباك.
وتساءلت المصادر عما اذا كان الموقف الاميركي ما يزال على حاله لجهة الدعوة لتجنب توسيع الحرب ام ان الموقف تغيّر.
وفي اليوميات المحلية الجامدة، افادت اوساط مراقبة لـ«اللواء» أن التعويل على حراك محلي قريب في الملف الرئاسي ينتظر تفاصيل تتعلق بماهية الطرح أو المبادرة، وما إذا كان ذلك قائما على تبدل الترشيحات أو الخوض في بحث المرشح الثالث انطلاقا مما تقوم عليه المبادرة القطرية.
وقالت هذه الأوساط أن القوى السياسية لا تزال منقسمة في ما بينها بشأن امكانية الإفساح في المجال أمام المسعى المحلي أو ترك الأمور للخارج الذي ما زال منشغلا بأحداث غزة، ورأت أن الصورة لا تزال غير واضحة بالنسبة إلى المبادرات الجديدة والتفاؤل بنتيجتها مع العلم أن لا شيء جديدا بعد والمسألة لا تزال في سياق الكلام الاعلامي. إلى ذلك توقعت أن تنشط الأتصالات في الأسبوع المقبل بشأن تحديد جلسة للحكومة حول ملف تعيينات المجلس العسكري وملف التربية، بعد ان احتوى الرئيس نجيب ميقاتي الخلاف التشريعي حول القوانين التنظيمية مع الكنيسة الكاثوليكية.
تمنُّع ميقاتي
وتمنَّع الرئيس نجيب ميقاتي عن التوقيع على 3 قوانين اقرها مجلس النواب، وهي القانون المتعلق بتعديل بعض احكام قوانين تتعلق بالهيئة التعليمية في المدارس الخاصة وبتنظيم الموازنة المدرسية، والقانون الرامي الى اعطاء مساعدة مالية لحساب صندوق التعويضات لافراد الهيئة التعليمية في المدارس الخاصة، والقانون المتعلق بتعديل قانون الايجارات للاماكن غير السكنية على ان تعرض في اول جلسة لمجلس الوزراء.. للتشاور في الصياغات الدستورية والقانونية للقوانين غير الموقعة، والتي لم تسلك طريقها الى النشر في الجريدة الرسمية.
وفي السياق، عقد اجتماع انتقد مجلس الاهل تغييبه عن حضوره، برئاسة البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي، شارك فيه وزير التربية في حكومة تصريف الاعمال عباس حلبي، وعدد من المديرين في الوزارة والمدارس الكاثوليكية، بالاضافة الى الامين العام للمدارس الاب يوسف نصر، ونقيب المعلمين نعمة محفوظ، درس ثغرات القانون الذي ادى الى اضراب المدارس الكاثوليكية والمتعلق بموازنات المدارس الخاصة.
واتفق خلال الاجتماع على تأليف لجنة، برئاسة الوزير الحلبي، على ان تجتمع عند العاشرة من صباح اليوم في مكتبه في الوزارة، ولديها مهلة 8 ايام لاقتراح آليات وسد الثغرات، من دون ان يجزم الحلبي ما اذا كانت المدارس الكاثلويكية ستستأنف الدراسة في 8 ك2، وهو اول يوم عمل بعد العطلة المدرسية ام ستمضي في الاضراب.
وحسب مصدر شارك في الاجتماع، فالموقف رهن التعديلات التي سيتم التوصل اليها واقرارها لاحقاً في قانون جديد معدَّل.
الموازنة نهاية ك2
نيابياً، كشف رئيس لجنة المال النيابية النائب ابراهيم كنعان ان اللجنة مصممة على الانتهاء من نقاش الموازنة قبل نهاية المهلة الدستورية في آخر ك2، متوقعاً، انه في حال التزام النواب والوزراء بمواعيد الجلسات ان يتم الاتهاء من دراسة موازنة الوزارات في الاسبوع الاول من الشهر المقبل.. مشيراً الى عقد اجتماعات يومية قبل الظهر وبعده لهذه الغاية.
وكانت اللجنة انجزت موازنات الشؤون الاجتماعية والزراعة والثقافة والاعلام في جلستها امس.
على صعيد الكهرباء، وفي ظل الانزعاج الشعبي، سواء من حجم فواتير الكهرباء المرتفعة او انعدام الكهرباء في عز ايام الشتاء، وبين العيدين (الميلاد ورأس السنة) توقع وزير الطاقة في حكومة تصريف الاعمال وليد فياض وصول باخرة الفيول من العراق بين 28 (اليوم) و29 (اي غداً) ونقل عن فياض قوله: نسعى جاهدين بالتعاون مع شركة «إنفكشن كومباني» وشركة «فيريتاس» اللتين تفحصان الحمولة، إلى الإسراع قدر الإمكان في إنجاز جدولة نوعية البضاعة وإتمام الفحوصات اللازمة لتبيان مدى مطابقتها للشروط الموضوعة، والتي تستغرق عادةً نحو يومين اثنين، لكن طلبنا إنجازها خلال يوم واحد إن أمكن، وذلك لتأمين التيار الكهربائي من «مؤسسة كهرباء لبنان» قبل رأس السنة.
صباح بنت جبيل وهمجية الاحتلال
وانبلج صباح بنت جبيل عن مجزرة رهيبة ارتكبتها قوات الاحتلال ليلاً، واستشهد بنتيجتها 3 من ابناء المدينة وجرح آخر. وفي التفاصيل أن الطائرات الحربية الإسرائيلية، أغارت قبيل منتصف الليل على منزل من آل بزي في حي الدورة وسط مدينة بنت جبيل، ودمرته، فهرعت الى المكان فرق الإسعاف من الدفاع المدني وكشافة الرسالة الاسلامية والهيئة الصحية الاسلامية والصليب الاحمر وعملت على البحث تحت الركام والإغاثة طوال ساعات الليل، حتى تمكنت من انتشال جثامين كل من الشاب علي بزي وشقيقه ابراهيم بزي وزوجة ابراهيم شروق حمود، ونقلوا الى براد مستشفى صلاح غندور عند مثلث صف الهوا- بنت جبيل، بالاضافة الى جريح من آل بزي.
وردّ حزب الله على جريمة بنت جبيل باستهداف كريات شمونة بـ30 صاروخاً.
وكشفت هيئة البث الاسرائيلية ان حزب الله اطلق صواريخ على رأس الناقورة خلال وجود وزير الخارجية وعدد من السفراء هناك.
الأخبار
بنت جبيل تشيّع شهداءها والمقاومة تردّ: شبح توسّع المعركة يحوم فوق الجنوبيين
تظلّلت ساحة بنت جبيل، أمس، بالأعلام الفلسطينية في مراسم تشييع الشهداء الثلاثة الذين قضوا في الغارة التي نفّذها العدو الإسرائيلي ليل الثلاثاء – الأربعاء على منزل سعيد بزي في وسط المدينة. لم يكن غريباً أن تثأر إسرائيل من هذا البيت المقاوم وتقتل نجلَي سعيد الوحيدين، علي (37 عاماً) وإبراهيم (26 عاماً) وزوجة الأخير، شروق حمود. وبحسب أقرباء الشهداء، فإن إبراهيم وزوجته كانا متواجدَين في الطبقة العلوية، فيما الوالد سعيد ونجله علي وصديقه كانوا متواجدين في الطبقة الأرضية. سقط الصاروخ على المبنى، فقذف عصف الصاروخ بسعيد إلى الخارج. فيما أطبق الردم على الثلاثة الباقين، وأصيب الرابع بجروح بليغة. لم يتمالك الوالد نفسه خلال العزاء. تكراراً، كان ينتحب كلّما رأى أحداً من أصدقاء ومحبّي نجله الأكبر علي. ينهض من كرسيّه ويركض باتجاه الركام، يبحث عن أغراض ابنيه وثيابهما. من حول سعيد، اصطفّ شقيقاه حسن ونعمة يواسيانه، وهما الأكثر تجربة في عدوانية إسرائيل وغدرها. فالأول أمضى في معتقل الخيام 11 عاماً حتى تحرّر في عام 2000، والثاني كان أمضى 13 عاماً حتى حرّرته صفقة تبادل للأسرى عام 1997. بينما حاول العم الثالث للشهيدين، محمد بزي، أن يواسي شقيقه المفجوع، بأن أحضر من منزله المجاور المتضرر، مجموعة صور لشقيقه سعيد وأولاده.حاز الشهيدان علي وإبراهيم من والدتهما الجنسية الأسترالية. اختار علي الاستقرار في بنت جبيل. أما إبراهيم، فغادر إلى أستراليا قبل أربع سنوات، قبل أن يعود ليتزوّج من شروق، ويستحصل لها على تأشيرة دخول تمكّنها من الاستقرار معه هناك. أخيراً، أُنجزت المعاملات، لكنّ الزوجَين انتظرا لتمضية رأس السنة مع العائلة قبل أن يسافرا. لم يبقَ من العريسين سوى «ألبوم» صور حمله وائل قصير الذي صوّر زفافهما في 22 كانون الأول من العام الماضي، إلى التشييع. وفي حديث إلى «الأخبار»، أكّد رئيس بلدية بنت جبيل عفيف بزي، أن «استهداف المدينة لم يكن وارداً منذ اندلاع العدوان الإسرائيلي قبل ثلاثة أشهر. وكانت تشكّل واحة اطمئنان لأهالي يارون وعيترون ومارون الرأس. حتى إن البلدية والدوائر الرسمية ظلّت تعمل من دون انقطاع، وكانت الحركة عادية نسبياً»، مستدركاً بأن «العدو الذي نعرفه منذ ما قبل عام 1948، غدّارٌ ولا يؤمن جانبه، ولذا لا يفهم إلا بلغة القوة».
شنّ المقاومون هجوماً بالمُسيّرات الانقضاضية والأسلحة الصاروخية والمدفعية
ميدانياً، واصل حزب الله استهداف المواقع والتحصينات الإسرائيلية وتجمّعات جنود العدو على طول الحدود اللبنانية مع فلسطين المحتلة، حيث استهدف تموضعاً قيادياً مستحدثاً في محيط الموقع البحري في الناقورة، وخيمة تابعة لقوة خاصة جنوب موقع الضهيرة وموقع حدب البستان. كما استهدف موقع خربة ماعر ومرابض المدفعية فيه، وتموضع القوات الإسرائيلية حوله، بصواريخ «بركان». ولاحقاً، شنّ المقاومون هجوماً بالمُسيّرات الهجومية الانقضاضية والأسلحة الصاروخية والمدفعية على تجمّعات جنود العدو المستحدثة وآلياته خلف مواقعه في مزارع شبعا اللبنانية المحتلة. ورداً على جرائم العدو المتكرّرة واستهدافه لمنازل المدنيّين في بنت جبيل، استهدفت المقاومة مستوطنة كريات شمونة (بلدة الخالصة المحتلّة) بثلاثين صاروخ «كاتيوشا».
في المقابل، قال عضو «مجلس الحرب» في الحكومة الإسرائيلية، بيني غانتس، إن «الوضع عند الحدود الشمالية يلزم بالعمل نحو حلّ سياسي، وإن لم يتمّ ذلك فالجيش الإسرائيلي جاهز للعمل». وأكّد أن «الوضع على الحدود الشمالية مع لبنان يجب أن يتغيّر»، مشدّداً على أن «وقت الحلّ الدبلوماسي بدأ ينفد، وإذا لم يتحرّك العالم والحكومة اللبنانية من أجل منع إطلاق النار على سكان شمال إسرائيل وإبعاد حزب الله عن الحدود، فسيفعل الجيش الإسرائيلي ذلك». كما نقلت صحيفة «إسرائيل اليوم» عن وزير الخارجية الإسرائيلي، إيلي كوهين، قوله إن «إبعاد حزب الله عن الحدود إما أن يتمّ من خلال الدبلوماسية أو الحرب (…) ويتعيّن على (السيد حسن) نصرالله فهم أنه التالي ما لم يبتعد حزب الله إلى شمال نهر الليطاني»، معتبراً أن «كل الخيارات مفتوحة لإعادة سكان الشمال إلى بيوتهم آمنين». فيما أفادت وسائل إعلام إسرائيلية لاحقاً، بأن المقاومة اللبنانية أطلقت الصواريخ باتجاه منطقة رأس الناقورة المحتلة، عندما كان وزير الخارجية الإسرائيلي ومجموعة من السفراء يقومون بجولة في المنطقة.
وبعد أن أعلن رئيس هيئة الأركان في الجيش الإسرائيلي، هرتسي هاليفي، أنه وافق على خطط في القيادة الشمالية، مضيفاً أن الجيش الإسرائيلي في «مستوى عالٍ جداً من الاستعداد»، قال رئيس «المجلس الإقليمي للجليل الأعلى»، غيورا زالتس، رداً على ذلك أن «صورة انتهاء القتال في الشمال دون أن تُلحق إسرائيل ضرراً كبيراً بالقدرات التشغيلية والعسكرية لحزب الله وإيران، ستكون خطأ استراتيجياً أمام العالم بشكل عام والعالم العربي بشكل خاص، وسوف يشكّل ذلك تحدياً كبيراً للاستيطان على طول الحدود وللفكرة الصهيونية». وبحسب زالتس، «هذا يعني أننا سنستمرّ في العيش تحت تهديد أمني، وأننا سننتظر 7 أكتوبر في الشمال».
COMMENTS