افتتاحيات الصحف اللبنانية، يوم الأربعاء 10 كانون الثاني، 2024

إفتتاحيات الصحف اللبنانية، يوم الثلاثاء 28 أيار، 2019
افتتاحيات الصحف اللبنانية، يوم الإثنين، 11 نيسان، 2016
الحشيشة تفاقم أزمة الصحة العقلية لدى الشباب : نتائج دراسة أميركية

البناء
المقاومة تقصف بالمسيرات قيادة الاحتلال في صفد رداً على اغتيال الطويل
خسائر الاحتلال في غزة تتفاقم ودبابة تفجِّر خطأ شاحنة متفجرات و36 جندياً
واشنطن ترفض وقف إطلاق النار وتحذر من دعوى جنوب أفريقيا في لاهاي
شيّعت خربة سلم بحشد شعبي مقاوم ضاقت به ساحاتها وشوارعها شهيد المقاومة والجنوب وسام الطويل الذي اغتالته قوات الاحتلال بطائرة مسيرة أول أمس، وكانت المقاومة قد ردت باكراً على العملية باستهداف قاعدة صفد التي تضمّ قيادة الجبهة الشمالية، بطائرات مسيرة اقتحامية قالت المقاومة إنها حققت إصابات مؤكدة، ولاحقاً اعترف جيش الاحتلال بالهجوم، ويأتي الرد بعد استهداف قاعدة ميرون للرقابة والسيطرة على العمليات الجوية والتجسس والإدارة الالكترونية، ليثبت اضافة لقدرة المقاومة الاستخبارية في معرفة مواقع جيش الاحتلال ووظائفها، وما تُخفيه من أسرار، قدرة المقاومة على إيصال صواريخها بالعشرات الى قاعدة شديدة الحساسية، كما وصفها وزير حرب كيان الاحتلال يوآف غالانت، دون أن تنجح القبب الحديدية بالتصدي لها، ثم القدرة في يوم لاحق على اختراق الدفاعات الجوية بطائرات مسيّرة تستهدف مقر قيادة كل الوحدات العاملة في الجبهة الشمالية.
في غزة مزيد من الخسائر في صفوف جيش الاحتلال وعمليات المقاومة تزداد فعالية واقتداراً وتنوعاً، بينما الارتباك والتشتت والضعف علامات واضحة على أداء جيش الاحتلال، كان آخر نتائجها ما اعترف به جيش الاحتلال من سقوط 36 من جنوده بين قتيل وجريح نتيجة قذيفة مصدرها إحدى دباباته استهدفت شاحنة متفجرات يرافقها 36 جندياً بهدف تفجير أحد الأنفاق. والاعتراف يلي اعترافاً سبقه بأعداد ضخمة بلغوا تسعة آلاف من الضباط والجنود يعانون من اضطرابات عصبية ونفسية، ربعهم غير صالح للخدمة.
سياسياً وصل وزير الخارجية الأميركية أنتوني بلينكن الى تل أبيب وعقد اجتماعات مع قادة الكيان، وأطلق مواقف سياسية، تضمنت كلاماً قابلاً للتأويل حول حل الدولتين وحول وقف الحرب ضمن التمنيات، لكنه اكد بصورة حازمة الوقوف مع جيش الاحتلال حتى تحقيق أهداف الحرب، ليلاقيه المسؤول في مجلس الأمن القومي جون كيربي بالإعلان عن رفض البيت الأبيض لدعوات وقف إطلاق النار، وكان البارز في كلام بلينكن تحذيره من دعوى جنوب أفريقيا امام محكمة العدل الدولية في لاهاي التي تتهم كيان الاحتلال بارتكاب جرائم إبادة بحق الفلسطينيين في غزة، والتي تنظر فيها المحكمة غداً للبتّ بما إذا كانت تقبل الدعوى، وما اذا كانت ستصدر قراراً إجرائياً بوقف العمليات الحربية الاسرائيلية في غزة.
وأعلن حزب الله في بيان أنه و»في إطار الردّ على جريمة اغتيال القائد الكبير الشهيد الشيخ صالح العاروري ‏وإخوانه ‏المجاهدين الشهداء في الضاحية الجنوبية لبيروت وجريمة ‏اغتيال القائد الشهيد الأخ ‏المجاهد وسام الطويل (الحاج جواد)، قامت المقاومة الإسلامية في ‏لبنان باستهداف ‏مقر قيادة المنطقة الشمالية التابع لجيش العدو في مدينة صفد ‏المحتلة (قاعدة دادو) ‏بعدد من المُسيّرات الهجومية الانقضاضية».‌‏ وأيضاً أعلن الحزب استهدافه «موقع البغدادي بالأسلحة الصاروخية وإصابته إصابة مباشرة». واعلن استهداف «ثكنة يفتاح ‏بالأسلحة الصاروخية وأصيبت إصابة مباشرة».‏ ‏واستهدف أيضاً «موقع حانيتا بالأسلحة المناسبة ‏وأصيب اصابة مباشرة».
واعترفت القناة 14 العبرية بعدما سمحت الرقابة العسكرية بالنشر، بأنّ «مُسيّرة أطلقت من لبنان سقطت داخل مقر قيادة الجبهة الشمالية».
وإذ أقرّ وزير الخارجية في حكومة الاحتلال الإسرائيلي يسرائيل كاتس بمسؤولية «إسرائيل» عن اغتيال القيادي في حزب الله وسام حسن طويل. أعرب المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية ناصر كنعاني، عن إدانته بشدّة، «العمل المتهوّر الّذي أقدم عليه الكيان الصّهيوني، عبر اغتياله أحد قياديّي المقاومة الإسلاميّة في لبنان المجاهد وسام حسن طويل».
ولفت في تصريح إلى أنّه «لا شكّ أنّ الكيان الصّهيوني المجرم وداعميه، يتحمّلون المسؤوليّة كاملة عن تبعات سلوك إرهابي ومتهوّر كهذا»، مثنياً على «مواقف لبنان المشرّفة والدّاعمة للشعب الفلسطيني في مواجهة الكيان الإسرائيلي المجرم».
وأعلنت العلاقات الإعلامية في حزب الله في بيان أن «هيئة البث في الكيان الصهيوني والمتحدث العسكري باسم جيش الاحتلال الاسرائيلي ادّعت أنّ العدو قام باغتيال من أسماه تارة مسؤول وحدة المُسيّرات في حزب الله او مسؤول القوة الجوية تارة أخرى، وانّ العلاقات الإعلامية في حزب الله تنفي نفياً قاطعاً هذا الادّعاء الكاذب الذي لا صحة له على الإطلاق، وتؤكد انّ الاخ المجاهد مسؤول وحدة المُسيّرات في حزب الله لم يتعرّض بتاتاً الى ايّ محاولة اغتيال كما ادّعى العدو».
وواصل العدو الإسرائيلي اعتداءاته للقرى الجنوبية ملاحقاً السيارات، فقد استهدف سيارة في بلدة الغندوريّة في قضاء النبطية بصاروخ موجه، والسيارة التي استهدفت كانت تبعد عن المدارس حوالي الـ300 متر ما سبّب حالة من الهلع عند الطلاب والأهالي. وأثناء محاولة سيارات الإسعاف الوصول إلى السيارة التي استهدفها جيش الاحتلال أطلقت إحدى المُسيّرات صاروخاً لقطع الطريق على سيارات الإسعاف، ما أدى الى إصابة مسعف بجروح طفيفة. ونعى حزب الله كلّ من عيسى علي نور الدين من بلدة برج قلاويه ومحمد شريف السيد ناصر من بلدة حي الفيكاني في البقاع وحسن عبد الحسين اسماعيل من بلدة عيتا الشعب. واستهدفت غارة جوية معادية تلة العويضة بين كفركلا والعديسة. كما استهدفت غارة من مُسيّرة أطراف بلدة الغندورية.
وكان العدو استهدف سارتين بشكل متتالي في خربة سلم قبيل تشييع الشهيد وسام طويل.
وشيّع حزب الله وجمهور المقاومة الإسلامية بموكب مهيب الشهيد القائد وسام حسن طويل (الحاج جواد) الذي ارتقى شهيداً على طريق القدس، في بلدته خربة سلم.
ولفت عضو المجلس المركزي في حزب الله الشيخ قاووق في كلمة له خلال التشييع، إلى أنّ «العدو ظنّ باغتيال القادة سينال من عزم المقاومة، لكن غاب عنه أننا حزب الشهداء نكبر ونقوى بهم وشعارنا على الدوام «القتل لنا عادة وكرامتنا من الله الشهادة». وتوجه إلى رئيس حكومة العدو بنيامين نتنياهو بالقول: «لو لم تكن «إسرائيل» أوهن من بيت العنكبوت، لما توسّلت أميركا والدول الغربية من أجل عودة المستوطنين إلى الشمال». وقال قاووق: «سننصر غزة بسلاحنا، وليس هناك لغة بيننا وبين العدو سوى الصواريخ والمُسيّرات، حتى نصنع النكبة الكبرى لـ»إسرائيل» ونرفع راية النصر».
بدوره، أكّد نائب الأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم أنّ «ما يجري في فلسطين لن يقتصر على فلسطين؛ بل سيمتدّ إلى كل ّالمنطقة»، وأضاف: «خيرٌ لشباب منطقتنا أن يقفوا بوجه العدو بالمرصاد من الآن ليوقفوا هذا المدّ السرطاني في مكانه ويستأصلوه بالتعاون مع الشعب الفلسطيني ومقاومته المجاهدة».
وشدّد قاسم في احتفال في بيروت على أنّ «الحلّ هو بالمقاومة، والتي أثبتت أنها تجاوزت القرارات الدولية وأعادت الحق إلى أصحابه سواء بتحرير لبنان أو بتحرير غزة أو بكلّ الأعمال»، مؤكداً «سنواصل المقاومة وسنجعلها أقوى وسنسلِّحها أكثر وستبقى على جهوزية دائمة، وسنكون مقاومة ممتدة في المحور تتعاون مع بعضها ولا تخشى من أن يواجهها البعض لأنَّها تتجاوز حدود الجغرافيا، ولأنَّ الظلم قد تجاوز حدود الجغرافيا وتجاوز حدود الإنسانية». وقال: «لا يمكننا أن نُحرِّر منطقتنا إلَّا إذا كنَّا تحت قاعدة المقاومة القوية الصلبة التي تقف في وجه العالم ولا يخيفها شيء»، متوجهاً إلى الأعداء بالقول «لا تهدّدوننا لأننا عندما نسمع تهديداتكم نشعر بسخفكم، احترموا أنفسكم على الأقلّ وما لديكم افعلوه، وما لدينا سنفعله».
وفي إطار الإعتداءات الإسرائيلية أفادت قناة «المنار» مساء أمس بأنه «بعد فشل العدو الصهيوني بإحراق حرج «الراهب» في الأطراف الغربية لبلدة عيتا الشعب الحدودية بالقذائف الحارقة والقذائف الضوئية وشنّ غارات عنيفة لاقتلاع الأشجار قام حامية الموقع الصهيوني في «الراهب» بتمديد «أنابيب» بلاستيكية بطول 200 م من الموقع باتجاه الحرج بمساعدة «درون» كبيرة ورميه على أغصان الأشجار ويحتوي بداخله على مادة البنزين بعد إحداث فتحات في الأنبوب (كلّ متر فتحة) لتنقيط البنزين تمهيداً لإحراق «الحرج»، قبل أن تسارع قوةٌ من الجيش اللبناني لتفكيك هذه الانابيب وتعطيل مفعولها».
في غضون ذلك، وعشية وصول المبعوث الأميركي آموس هوكشتاين الى بيروت، جال وكيل الأمين العام للأمم المتحدة لعمليات السلام، جان بيار لاكروا على المسؤولين واستعرض التطورات الجارية على الحدود.
واستقبل رئيس مجلس النواب نبيه بري في عين التينة لاكروا في حضور المنسقة الخاصة للامم المتحدة في لبنان يوانا فرونتسكا، وقائد قوات اليونيفيل اللواء ارولدو لاثارو. وجرى عرض للأوضاع العامة في لبنان والمنطقة والمستجدات الميدانية في ضوء مواصلة «إسرائيل» حربها العدوانية على قطاع غزة ولبنان.
وأكد لاكروا التزام الأمين العام والأمم المتحدة تجاه لبنان واستمرارهما في بذل الجهود مع المجتمع الدولي لخفض التصعيد وصولاً الى وقف دائم لإطلاق النار.
وأثار الموفد الأممي تخوّفه من استمرار التصعيد القائم في المنطقة ولبنان.
بدوره أثنى الرئيس بري على الجهود التي تبذلها قوات الطوارئ الدولية في هذه المرحلة وشهادتها على التصعيد الإسرائيلي اليومي الذي يطاول عمق المناطق السكنية والمدنيين وحتى سيارات الإسعاف والإعلاميين منتهكة ليس فقط القرار الاممي 1701 إنما كلّ قواعد الإشتباك. وقدّم رئيس المجلس للموفد الأممي دراسة أعدّها المجلس الوطني للبحوث العلمية تتضمّن مسحاً شاملاً للاعتداءات الاسرائيلية وأمكنتها والأضرار الناجمة عنها وعدد الشهداء في صفوف المدنيين والمساحات الزراعية والحرجية التي طالتها الحرائق جراء إستهدافها بالقنابل الفسفورية المحرمة دولياً.
كما زار لاكروا رئيس الحكومة نجيب ميقاتي في السراي الحكومي، في حضور فرونتسكا، ولاثارو، والمستشار السياسي هيرفيه لو كوك ومستشاري رئيس الحكومة السفير بطرس عساكر وزياد ميقاتي. وجرى عرض التطورات في الجنوب والمساعي الجارية لوقف الحرب في غزة. وفي خلال الاجتماع طالب رئيس الحكومة «المجتمع الدولي بوقف العدوان الإسرائيلي». وكرّر «استعداد لبنان للدخول في مفاوضات لتحقيق عملية استقرار طويلة الأمد في جنوب لبنان وعند الحدود الشمالية لفلسطين المحتلة، والالتزام بالقرارات الدولية وباتفاق الهدنة والقرار1701». بدوره دعا لاكروا كلّ الاطراف الى التهدئة، والى دعم الجيش في جنوب لبنان واستمرار التعاون بينه وبين اليونيفيل بشكل وثيق».
وعلى وقع اشتعال الجبهة الجنوبية والإقتراب من حافة الحرب الواسعة، تترقب الساحة المحلية الزيارة المرتقبة للموفد الأميركي آموس هوكشتاين الى بيروت وما يحمله في جعبته من طروحات جديدة.
ولفتت أوساط سياسية لـ»البناء» إلى «أن لا معطيات جديدة تستوجب زيارة هوكشتاين الى لبنان، إذ أنّ الحرب في غزة مستمرة وقنوات التفاوض الغير مباشرة بين حركة حماس والحكومة الإسرائيلية أقفلت بعد اغتيال الشيخ صالح العاروري في الضاحية الجنوبية، كما أكد الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله في خطابه الأخير بأن لا حديث عن الوضع الحدودي قبل توقف العدوان الإسرائيلي على غزة.
ووضعت المصادر زيارة هوكشتاين في إطار المحاولة الأميركية لاحتواء التصعيد بين لبنان و»إسرائيل» وتمدّده الى المنطقة تهدّد المصالح الأميركية في البحر الأحمر والخليج والبحر المتوسط، لذلك يوفد الرئيس الأميركي جو بايدن مستشاريه ومعاونيه الى المنطقة التي يزورها حالياً وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن لاحتواء العمل العسكري الإسرائيلي في غزة وتهدئة الجبهة في جنوب لبنان والحؤول دون تدحرج الوضع الى حرب واسعة النطاق. وأشارت الأوساط الى أنّ «الوسيط الأميركي سينقل الى الحكومة اللبنانية اقتراحات وعروضاً لحلّ الصراع الحدودي بين لبنان و»إسرائيل»، أيّ تراجع قوات الرضوان في حزب الله الى شمال الليطاني ووقف إطلاق الصواريخ على المواقع الإسرائيلية، مقابل انسحاب قوات الإحتلال الإسرائيلي من الأراضي المحتلة لا سيما الغجر والنقاط الـ13 المتحفظ عليهم وكفرشوبا مع وضع مزارع شبعا في عهدة الأمم المتحدة. إلا أنّ أجواءً رسمية تشير لـ»البناء» الى أنّ هوكشتاين يحمل طرحاً متكاملاً وجدياً ضمن سلة كاملة لحلّ الصراع على الحدود بين لبنان وإسرائيل بما فيه مزارع شبعا وسيناقشه مع المسؤولين اللبنانيين خلال لقاءاته المقبلة في بيروت».
وكان نائب رئيس مجلس النواب الياس بوصعب، التقى الموفد الأميركي آموس هوكشتاين الاثنين الماضي، في روما قبيل زيارة الأخير الى بيروت المرتقبة الخميس أو الجمعة.
وعلمت «البناء» أنّ ممثل الاتحاد الأوروبي للشؤون الخارجية والسياسة الأمنية جوزيب بوريل طرح مع المسؤولين اللبنانيين خلال زيارته الى لبنان اقتراحات للحلّ للوضع على الحدود شبيهة للاقتراح الذي يحمله هوكشتاين، ونقل بوريل للمسؤولين اللبنانيين استعداد «إسرائيل» للموافقة على وضع مزارع شبعا في عهدة الأمم المتحدة بشكلٍ مؤقت مقابل ضمانات بانسحاب حزب الله الى شمال الليطاني. مع الإشارة إلى أنّ هوكشتاين سبق وزار الأراضي الفلسطينية المحتلة منذ أيام وناقش مع حكومة الإحتلال اقتراحات ضبط الحدود مع لبنان وعدم الانزلاق الى الحرب.
ولفتت معلومات «البناء» الى أنّ بوريل أبدى خلال لقائه مع حزب الله الاستعداد لمناقشة الوضع على الحدود لمرحلة ما بعد الحرب وأكد أنّ بحوزته أفكاراً واقتراحات للحلّ لكنه لم يدخل في تفاصيلها. إلا أنّ حزب الله أكد لبوريل ولكلّ الرسائل الغير مباشرة التي تلقاها من جهات عدة بأنه غير معني بأيّ نقاش وبحث في تسويات لملف الحدود قبل توقف العدوان على غزة كونه الممر الأساسي لتهدئة الجبهة في الجنوب وتجنب تمدد الحرب الى كلّ المنطقة.
ولفتت مصادر رسمية لـ «البناء» الى أنّ «هوكشتاين سيسمع من المسؤولين اللبنانيين ما سبق وسمعه غيره من الموفدين، ولا جديد يقال في هذا الصدد، سوى ضرورة أن تضغط واشنطن على حكومة الحرب في «إسرائيل» لوقف العدوان على غزة ووقف العدوان ومسلسل الاغتيالات في لبنان، وعلى «إسرائيل» أن تحترم القرار 1701 وتطبّق بقية القرارات التي تتحدث عن انسحاب قوات الإحتلال الإسرائيلي من الأراضي المحتلة، مع الإنفتاح على أيّ عرض أو اقتراح دبلوماسي للحلّ يساهم في ضبط الحدود ولجم الإعتداءات الإسرائيلية وتطبيق القرارات الدولية التي تحمي الجنوب والجنوبيين.
الى ذلك، يطلّ رئيس التيار الوطني الحر الوزير جبران باسيل في مقابلة على OTV مساء الأربعاء.
وعلمت «البناء» أنّ باسيل سيقدّم قراءة شاملة لأبعاد الحرب على غزة وجنوب لبنان، وفي تداعياتها الإستراتيجية على المنطقة ولبنان خصوصاً، كما سيطلق مواقف من الحلول المطروحة دولياً وكيفية الحفاظ على الحقوق اللبنانية والسيادية. ويتطرق باسيل وفق المعلومات إلى واقع النظام السياسي والدور اللبناني في المشهد الجديد الذي يرتسم في المنطقة، وستكون له مواقف واضحة إزاء كيفية الخروج من المأزق الرئاسي، وتجاه العلاقات السياسية مع القوى الداخلية، فضلاً عن فتح آفاق في إيجاد المعالجات والحلول للملفات المالية والاقتصادية. كما سيتحدث باسيل عن رؤيته تجاه واقع التيار الوطني الحر ودوره في المرحلة المقبلة والعلاقات السياسية مع القوى الأخرى. كما سيتطرق الى ملف الطعن في قانون التمديد لقائد الجيش وقادة الأجهزة الأمنية.
وأكد المجلس السياسي للتيار الوطني الحر انفتاح «التيار» على كلّ ما يسهّل انتخاب الرئيس على قاعدة احترام الشراكة والتوازن، ويعتبر التكتل أنّ الحلّ الثابت يقتضي البحث في تطوير النظام من ضمن وثيقة الوفاق الوطني والدستور المنبثق من إتفاق الطائف».
على صعيد آخر وفي متابعة لعملية القرصنة التي شهدها المطار الأحد الماضي، أكد وزير الداخلية والبلديات في حكومة تصريف الأعمال بسام مولوي خلال جولة قام بها أمس في المطار «على الأرجح الخرق خارجي ولكن التحقيقات ستظهر الحقيقة وكل التفاصيل».
ويعقد مجلس الوزراء الجمعة المقبل، وعلى جدول أعمالها 34 بنداً إضافة الى 10 مقترحات لمعالجة أزمة النفايات.

 

اللواء
لبنان يسأل الموفدين قبل وصول هوكشتاين: ماذا فعلتم لردع العدوان؟
باسيل يمضي بالتمايز عن حزب الله.. وزيادة الرواتب غير مدرجة على جدول مجلس الوزراء
في الوقت الذي كان فيه وزير الخارجية الاميركي انطوني بلينكن يذرف دموع التماسيح على الضحايا المدنيين في قطاع غزة من جراء القصف الجنوني والهستيري التدميري على المنازل والمدارس والمستشفيات، مما ادى الى اكثر من 23 الف شهيد، جلُّهم من الاطفال والنساء، بعد محادثات مع اعضاء مجلس الحرب في اسرائيل (الكابينت)، كانت المواجهات تحتدم في محاور غزة، فضلاً عن جبهة الجنوب (او جبهة الشمال بالتعبير الاسرائيلي)، حيث استمرت عمليات استهداف مواقع الاحتلال ومراكز قيادته في الشمال، ودك مواقعه بالمسيَّرات الانقضاضية وصواريخ بركان، على وقع التشييع الحاشد للقائد الميداني وسام الطويل في مسقط رأسه خربة سلم.
ولم توفر طائرات العدوان المشيعين قبل انطلاق المسيرة، اذ استهدفت سيارة كانت متوقفة على جانب الطريق بمسافة قصيرة من موكب التشييع، واعلنت وسائل اعلام معادية ان الضربة استهدفت مسؤول العمليات الجوية في الحزب جنوب لبنان.
لكن حزب الله سارع الى نفي الخبر «الكاذب»، وأن مسؤول وحدة المسيرات في الحزب لم يتعرض بتاتاً لأية محاولة اغتيال.
وحسب معلومات جرى تداولها فإن وزير الخارجية الاميركي كشف ان الجانب الاسرائيلي طلب منه قبل وصوله الى تل ابيب ان يساعد في التوصل الى تسوية دبلوماسية مع حزب الله، لان توسيع الحرب ليس لمصلحة اسرائيل ولبنان وحزب الله.
ونقل عن وزير الدفاع الاسرائيلي يوهان غالانت ان «اولويتنا على الجبهة الشمالية هي اعادة السكان الى بيوتهم بعد تغيير الوضع الامني في الشمال ووقف هجمات حزب الله».
وقبل وصوله الى بيروت، المتوقع اليوم او غداً التقى المستشار الرئاسي الاميركي آموس هوكشتاين في روما النائب الياس بو صعب، في اطار التداول في ما يمكن فعله في ما خص استعادة الهدوء في الجنوب، والحؤول دون اتساع دائرة النيران.
وحسب المعلومات التي رشحت فإن هوكشتاين سيبدأ محادثاته من زاوية التوجيهات التي تلقاها قبل وصوله، في ضوء ما تجمع لدى وزير الخارجية بلينكن، سواء في تل ابيب او قبل وصوله اليها، عبر المحادثات التي اجراها في العواصم الفاعلة في المنطقة.
وذكرت المعلومات انه لم يتطرق في محادثاته سواء في بيروت او تل ابيب الى مزارع شبعا، التي هي مسألة سورية – لبنانية ولا تدخل ضمن مهمة استعاد الهدوء في الجنوب، من زاوية تطبيق القرار 1701، او مناقشة الطلب الاسرائيلي بإبعاد حزب الله عن منطقة جنوبي الليطاني.
وقالت ‎مصادر سياسية مطلعة لـ«اللواء» أنه مع الزيارة المرتقبة للموفد الأميركي هوكشتين إلى بيروت يتظهر أكثر فأكثر مضمون المسعى الذي يعمل عليه في ما خص إنهاء التوتر في جبهة الجنوب والتفاوض، وأشارت إلى أن ما من تفاصيل بشأن أي طرح جديد لاسيما أن الوقائع الميدانية في جبهة الجنوب تشهد تطورات متسارعة، خرجت عن الضوابط المرسومة لها.
‎وكشفت مصادر ديبلوماسية ان عاملا مهما طرأ على مهمة المستشار الرئاسي الاميركي في لبنان هذه المرة إلى جانب مشروع ترسيم الحدود الجنوبية اللبنانية، وهو كيفية إنهاء وضعية الاشتباكات الدائرة بين حزب الله وقوات الاحتلال الإسرائيلي، كي يتمكن من مقاربة موضوع الترسيم الذي حمل في المرة الماضية خلال زيارته لبنان افكارا طرحها، تتضمن حل مشكلة النقاط الثلاثة عشر على طول الحدود، بينما بقيت النقطة b2 المطلة على رأس الناقورة، موضع خلاف ومعلقة بسبب رفض الجانب الاسرائيلي مناقشتها وضمها إلى باقي نقاط الخلاف.
‎واستبعدت المصادر ان يتمكن هوكشتاين وبالرغم من مرونته وديبلوماسيته، ونجاحه في ملف ترسيم الحدود البحرية بين لبنان وإسرائيل سابقا، من فصل الوضع المتفجر على الحدود اللبنانية بمعزل عن التوصل لوقف اطلاق النار في قطاع غزّة، وهو غير متاح حتى الساعة بالرغم من الديبلوماسية الاميركية النشطة للبحث عن حلول لنقاط الخلاف بينهما.
‎ورجحت المصادر ان تبقى مهمة هوكشتاين لترسيم الحدود اللبنانية الجنوبية، تدور حول نفسها، في انتظار التوصل الى اتفاق لوقف اطلاق النار في غزة وإنهاء حال الحرب القائمة، الا اذا تم التفاهم بين كل الاطراف الموجودة هناك على الالتزام بتطبيق القرار ١٧٠١ وتسليم الجيش اللبناني مهام الحفاظ على الامن، مقابل انسحاب عناصر حزب الله وحلفائه من المناطق المتواجدين فيها حاليا، باتجاه المناطق التي كانوا متواجدين فيها قبل عملية طوفان الأقصى.
الا ان وزير الخارجية والمغتربين ابلغ وكيل الامين العام للامم المتحدة لعمليات السلام جان بيار لاكروا بأن مزارع شبعا ركن اساس في الحل الشامل، ووقف التوتر ولا يمكن القفز فوقها، معتبرا ان استهداف اسرائيل الجيش اللبناني بـ34 اعتداء منذ بدء الحرب في غزة يقوّض جهود حفظ السلام والامن.
ومن السراي، بعد لقاء الرئيس نجيب ميقاتي دعا لاكروا الى التهدئة، ودعم التعاون بين قوات اليونيفيل والجيش اللبناني.
وأكد له ميقاتي: اننا طلاب استقرار، وكشف عن تحذيرات عبر موفدين دوليين من حرب على لبنان، الموقف الذي اكرره لهؤلاء، هل انتم تدعمون فكرة التدمير؟ وهل ما يحصل في غزة امر مقبول، «لبنان مستعد للدخول في مفاوضات لتحقيق عملية استقرار طويلة الامد في جنوب لبنان، وعند الحدود الشمالية لفلسطين المحتلة، والالتزام بالقرارات الدولية وباتفاق الهدنة والقرار 1701».
وتنضم وزيرة الخارجية الالمانية الى الشخصيات التي تزور بيروت بهدف معلن هو المساعدة على منع اتساع الحرب، وتحوُّل بيروت الىغزة جديدة.
وبسبب تأخر وصولها من مصر الغى موعد الوزيرة الالمانية، لكن الموعد قبل ظهر اليوم، ما يزال قائماً مع الرئيس ميقاتي.
مجلس الوزراء
حكومياً، وزّع جدول اعمال جلسة لمجلس الوزراء، يحضّر للدعوة اليها الرئيس نجيب ميقاتي، ويتضمن 43 بنداً، بعضها يتعلق بمشاريع لوزارة الطاقة والمياه، والتربية والخارجية، واتفاقية بين وزارة المال والبنك الدولي، ومشروع مرسوم لتنظيم الهيئة الوطنية لادارة النفايات الصلبة، فضلاً عن اقتراحات وزارة البيئة ومجلس الانماء والاعمار حول هذا الموضوع.
ونفت مصادر وزارية ان تمر اية تعيينات في الجلسة المرتقبة هذا الاسبوع (غداً).
والواضح ان مسألة الزيادة على الرواتب ومعاشات التقاعد ليست مدرجة على جدول الاعمال.
سياسياً، تتحكم قواعد الفرملة في الملف الرئاسي، ولم تخرقه اية محاولات، لا سيما محاولات اللجنة الخماسية.
وفي الاطار المحلي، يتحدث مساء اليوم رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل، عبر محطة الـO.T.V ويتطرق فيها الى الافكار العامة حول السياسة التي سينتهجها التيار الوطني الحر في السنة الجديدة، اضافة الى السياسات التنظيمية والاعلامية في ما خص التيار في المرحلة المقبلة، مبرزاً مزيداً من التمايز عن حزب الله.
وكان المجلس السياسي، الذي اجتمع برئاسة باسيل، اعلن الانفتاح على كل ما يسهّل انتخاب الرئيس على قاعدة احترام الشراكة والتوازن، داعياً الى تطوير النظام من ضمن اتفاق الطائف والدستور المنبثق عنه.
وحسب اوساط مطلعة، فإنه ستكون للنائب باسيل قراءة شاملة في ابعاد الحرب عى غزة والجنوب، وتداعياتها الاستراتيجية على المنطقة ولبنان، فضلاً عن الحلول الممكنة، وتلك المطروحة دولياً للحفاظ على الحقوق اللبنانية.
اما محلياً، فيتناول باسيل واقع النظام السياسي، ودور لبنان في المشهد الجديد الذي يُرسم في المنطقة، وستكون له مواقف واضحة ازاء كيفية الخروج من المأزق الرئاسي، وتجاه العلاقات بين الاطراف السياسية في الداخل فضلاً عن مقاربة الملفات المختلف عليها في المال والاقتصاد وسوى ذلك.
تكتل جديد
ومن اجل الاستحقاق الرئاسي، جرى البحث في تشكيل لقاء نيابي مستقل، يشكل قوة ضاغطة في المجالات المطروحة، وقد اجتمع امس 10 نواب ابرزهم النواب نعمة افرام وعبد الرحمن البزري ونبيل بدر وحليمة قعقور، وهم يمثلون 16 نائباً من كتلتي التجدد والاعتدال وبعض النواب التغييريين، وجرى البحث بتشكيل لجنة، تقدم ترشيحات واقتراحات في المجال المتعلق بملء الشغور الرئاسي.
المطار وخطة السلامة
وتواصلت الترتيبات لمعالجة القرصنة التي تعرض لها مطار رفيق الحريري الدولي، على ان لا تعاد هذه المحاولة.
وتفقد وزير الداخلية والبلديات بسام مولوي المطار، مرجحاً بأن يكون الخرق الذي اصاب الشاشات بأنه خارجي، بانتظار التحقيقات، معتبراً ان الطيران بحاجة لنظام امن سيبراني، بعد جولة للاطلاع على عمل انظمة التفتيش، كاشفاً ان مجلس الوزراء جاهز لخطة ضرورية للمطار وسلامته.
الوضع الميداني
ميدانياً، قصفت المقاومة الاسلامية مقر قيادة الجيش الاسرائيلي في الشمال الكائن في مدينة صفد والمعروفة بقاعدة «دادو» بمسيَّرات انقضاضية، وهي تبعد 10 كلم عن الحدود مع لبنان.
واعترف الناطق باسم الجيش الاسرائيلي بالعملية، وتحدث عن اغتيال المسؤول عن المسيرات في المقاومة الاسلامية جنوباً.
كما استهدفت صواريخ المقاومة ثكنة يفتاح وموقع حايت بالاسلحة المناسبة وموقع بياض بليدا والمطلة.

 

الأخبار
الأشغال الشاقّة 65 عاماً لـ «أبو طاقية»: حكاية «الرجل الثاني» في «جبهة النصرة»
أكثر من 10 سنوات مضت على «القبض» على عرسال والاستيلاء على أراضيها واحتلال جرودها، واحتجاز العسكريين الذين كانوا يسهرون على أمنها وإعدامهم بدمٍ بارد أمام الكاميرات، قبل أن يصدر أخيراً الحكم في أربعة ملفات فقط، على أول من شرّع أبواب البلدة أمام التنظيمات الإرهابيّة، الشيخ مصطفى الحجيري الملقّب بـ«أبو طاقية» الموقوف منذ عام 2017، بعد أن ثبت انتماؤه إلى «جبهة النصرة» الإرهابية وتنفيذه أعمالاً إرهابيّة لمصلحتها ومشاركته في خطف عسكريين أقدم الإرهابيون على إعدام بعضهم.ورغم طول مدّة توقيفه، إلا أنّ الحُكم بحق «أبو طاقية» لم يصدر إلا نهاية العام الماضي، مع حكمت المحكمة العسكريّة الدائمة برئاسة العميد خليل جابر، نهاية الشهر الماضي، عليه في 4 ملفّات يُلاحق بها، اثنان منها بالأشغال الشاقّة المؤبّدة، وواحد بالحبس 15 سنة مع تجريده من حقوقه المدنيّة، ورابع لسبق المُلاحقة، وذلك بجرم الانتماء إلى تنظيمات إرهابيّة وشنّ هجمات على مجموعات للجيش ودورياته ومراكزه وإحراقها، ما أدّى إلى استشهاد عسكريين وإصابة آخرين، إضافة إلى المشاركة في معارك عرسال التي أدّت إلى استشهاد عسكريين ومدنيين وخطف آخرين بالتعاون مع «النصرة»، وارتكاب الجنايات على الناس بواسطة المتفجّرات والصواريخ والأسلحة. كذلك حُكم على نجله عُبادة بالجرم الأخير بالأشغال الشاقة لمدّة 7 سنوات، وتمّ إرجاء 5 ملفّات أخرى للمرافعة وإصدار الأحكام إلى تشرين الأوّل المقبل.
الملفات الأربعة التي حوكم بها «أبو طاقية» زخرت بالاتّهامات التي حاول إنكارها مدّعياً بأن مُساعدته لـ«النصرة» كانت بـ«دافعٍ إنساني»، متراجعاً عن اعترافاته السابقة بالانتماء إلى التنظيم الإرهابي.
تلقى الشيخ علومه الدينية في أزهر لبنان في بيروت قبل أن يُسافر إلى باكستان عام 1990 لمتابعة تحصيله العلمي، وتنقّل بعد عودته إلى لبنان بين بيروت وصيدا، قبل أن يستقر عام 2006 في مسقط رأسه عرسال، حيث شيّد مبنى ضمّ مسجداً ومركزاً لتحفيظ القرآن ومستشفىً ميدانياً.
خلال استجوابه، أنكر الحجيري أي علاقة له بالهجوم على نقطة تفتيش للجيش في أيار 2013، نافياً ما جاء في إفادات موقوفين في الملف نفسه عن قيامه بالدعوة عبر مكبّرات الصوت للمشاركة في القتال ضد الجيش. إلا أن «أبو طاقية» لم ينكر قُربه من جبهة «النصرة» وعلاقته بأميرها «أبو مالك التلي»، وقال في متن إفادته الاستنطاقية: «كنت معجباً بشخصيّة
أبو مالك، فيما كان هو معجباً بالفكر الذي أحمله وبالخطب النارية التي كنتُ أُلقيها، وكان يُريد شخصاً من عرسال قريباً منه». وأكّد أنّ «كلمتي كانت مسموعة لدى النصرة وتحديداً لدى التلي». وأشار إلى مشاركته مرات عدة في تحرير مخطوفين مدنيين لبنانيين اعتقلتهم «النصرة»، ما وطّد العلاقة بينهما قبل أن يعيّنه التنظيم الإرهابي «أميراً شرعياً» في عرسال، مشيراً إلى أنه أنشأ مع بعض المشايخ الملتحقين بـ«النصرة» مكتباً في وادي عطا في عرسال، أشبه بمحكمة شرعيّة يختص بمشاكل الزواج والطلاق وإصدار الفتاوى الشرعيّة.
ورغم إقراره بالعلاقة الوطيدة مع «النصرة» حتى اعتُبر بأنّه أشبه بـ«الرجل الثاني» فيها، إلا أنّ «أبو طاقية» كان دائماً ما يُنهي الاستجواب معه بالإصرار على أنّه لم ينتمِ إلى صفوفها، بل كان يؤيد «أفكارها» فقط! ما يُناقض إفادات الموقوفين في الملف نفسه، وعلى رأسهم ابنه براء الذي أكّد أن والده انتمى إلى «النصرة» وطلب منه ومن شقيقه أيضاً الالتحاق بها، معدّداً أسماء عناصر المجموعة التابعة لوالده، والتي شاركت في القتال في سوريا وفي الهجوم على مراكز الجيش في عرسال.
غير أن «أبو طاقية» زعم أنّ المجموعة التي ضمّت بعض أقاربه كان هدفها حراسة المبنى الذي يقع فيه المسجد والمستشفى الميداني، وكان يتلقّى باسمها تبرعات بعشرات آلاف الدولارات شهرياً من جهات سورية وعربية. كما أقرّ بأنّه كان على علم بمخطّط التنظيمات الإرهابية لاجتياح عدد من القرى اللبنانية.
وعن المعركة الثانية في عرسال، في آب 2014، واختطاف 21 عسكرياً، أقرّ «أبو طاقية» بأنّه شارك في خطف العسكريين ونقلهم إلى منزله ثم إلى المسجد في الطبقة الثانية من المبنى نفسه، قبل نقلهم إلى جرود عرسال، بعدما أقنعه التلي بذلك، مدّعياً بأنه كان يريد إبقاءهم في منزله والتفاوض عليهم لتسوية وضعه القانوني. كذلك اعترف بأن قرار الهجوم على مركز للجيش في مهنيّة عرسال لقتل عسكريين حصل بعلمه وحضوره، وأنه علم بإعدام العسكريين علي البزال ومحمّد حمية بعد إخطاره بذلك من قبل قادة «النصرة»، وزعم أنه حاول إقناع التلي بعدم إعدام البزال، من دون أن يفلح في ذلك، فيما لم يتدخّل في شأن حمية.
إفادة نجل الحجيري، براء، كانت الأهم لما تضمّنته من معلومات تفصيلية عن ضلوع والده في العمل الإرهابي وانخراطه إلى جانب «النصرة» ونقله سيارات لمصلحة التنظيم الإرهابي. وقال إنّ والده أصدر «فتوى شرعية تعتبر قتل الشيعة واجباً وحلالاً»، وأنه مسؤول عن تفجير انتحاري في بلدة النبي عثمان المجاورة (آذار 2014). وهو ما كرّره أيضاً شقيقه عُبادة في إفادته. وأكّد أنّ والده كان يُرسل السيارات المفخّخة إلى عناصر «النصرة» ويؤمّن الانتحاريين الذين ينفذون العمليات الانتحارية، ومنها التفجير الانتحاري في النبي عثمان وآخر في الهرمل (كانون الثاني 2014)، وسيارة كان من المقرر تفجيرها في الضاحية الجنوبية، كما نقل عن والده أن الانتحاري الذي نفّذ الانفجار المزدوج الذي استهدف المستشارية الإيرانية الثقافية (تشرين الثاني 2013) كان صديقه، مشيراً إلى أنّ «أبو طاقية» كان يؤمّن البطاقات المزوّرة للانتحاريين.
كما تحدّث عن علاقة والده بأمير «كتائب عبدالله عزام» السعودي ماجد الماجد، وأنه استضاف الأخير وأمّن له هويّة سورية مزوّرة، قبل أن ينقله إلى أحد المستشفيات في سيارة إسعاف. وشرح كيف كان شقيقه عبادة يؤمّن المتفجرات لصالح أبو عزّام وكان قتيبة الحجيري يتولى نقلها إلى الداخل السوري.
نجل الحجيري: والدي مسؤول عن تفجيرَي النبي عثمان والهرمل
إلا أن «أبو طاقية» نفى إفادة نجله وأكّد أنّه لم يُنسّق أي عملية تفخيخ ولم يعمل على إرسال انتحاريين إلى بيروت أو أي منطقة أُخرى.
النجل الآخر للحجيري، عُبادة، قال إنه منذ أن اقتنع والده بأفكار «النصرة»، التحق هو أيضاً بالجبهة، وتولى مع والده تأمين المواد الغذائية واللوجستية والسيارات لقادة التنظيم، لكنه نفى أي علاقة له بالسيارات المفخّخة. كما أنكر أن يكون شارك ووالده في إطلاق النّار على حاجز الجيش في وادي حميّد، في معركة عرسال الأولى في وادي الرعيان عام 2013، رغم توجّههما متسلّحين مع بعض أبناء المنطقة إلى مكان قتل خالد حميّد، لافتاً إلى أنّ مجموعة يقودها السوري مشهور الوزير الملقّب بـ«سيمو» هي من نفّذت الهجوم، معدّداً أسماء كلّ الذين شاركوا في قتل العسكريين من سوريين ولبنانيين، مؤكّداً ضلوعه في خطف أحد الصحافيين الدنماركيين مقابل فدية مالية. وأشار إلى أن عمليات الخطف الأخرى التي حصلت داخل عرسال نفّذها المسؤول الأمني لـ«النصرة» حسام هويشان. وأكّد أن السوري «أبو عبادة الشامي» هو من قتل الضابط نور الدين الجمل في الهجوم على مهنية عرسال في آب 2014، ثم فجّر نفسه في مداهمة للجيش في مخيم النور في عرسال، وأن التونسي «أبو عائشة اللقيس» (يده مبتورة) هو من أعدم العسكري البزال، وأن المدعو «ميماتي» قتل المؤهل الأول في فرع «المعلومات» في قوى الأمن الداخلي زاهر عز الدين.

Please follow and like us:

COMMENTS