اللواء
الحراك الدبلوماسي في «الوقت الضائع»: الوزير الفرنسي اليوم وهوكشتاين خلال أيام
المصارف تطالب بتعديل سعر دولار السحوبات.. وتصحيح التقديمات بين ميقاتي والموظفين
على خطين متوازيين، تتحرك نقاط الاتصالات الدبلوماسية، لاحتواء مخاطر الانهيار العسكري الواسع على جبهة جنوب لبنان، وكلاهما اميركي واوروبي، في وقت طرأ تطور ميداني على الموقف، باعلان حركة «أمل» استشهاد 3 من مقاتليها في المعركة نفسها التي يخوضها حزب الله، كمساندة للشعب الفلسطيني ومقاومته في غزة.
وفي الوقت الذي استبق فيه وزير الخارجية الاسرائيلي يسرائيل كاتس وصول وزير الخارجية الاميركي انطونيو بلينكن الى تل ابيب، التي وصل اليها الموفد الاميركي آموس هوكشتاين، في اطار مهمة متعددة، ابرزها الحث على تجنب التصعيد، بدا ان هذا الخط مرتبط بما سيحدث على جبهة غزة، حيث مالت الاجواء الى رفض العروض الاسرائيلية او ما عُرف بورقة مؤتمر باريس الرباعي حول صفقة تبادل الاسرى بين اسرائيل وحماس، استبق الوزير الاسرائيلي الوصول باعلان ان الوقت ينفد لايجاد حل دبلوماسي في جنوب لبنان.
هذا على صعيد الخط الاول، وعلى الخط الثاني، يصل اليوم الى بيروت وزير الخارجية الفرنسية سيتفان يسجوانيه للبحث في تطبيق القرار 1701، ومنع تمدد الحرب الاسرائيلية، وترددت معلومات عن انه يحمل تحذيرا ليوقف حزب الله اعماله في منطقة جنوب الليطاني.
وتوقعت مصادر ديبلوماسية ان يزور المستشار الرئاسي الاميركي اموس هوكشتاين بيروت بعد انتهاء لقاءاته مع المسؤولين الإسرائيليين في غضون الايام القليلة المقبلة، بالرغم من عدم تبلغ المسؤولين اللبنانيين، اية مراسلات عن نيته زيارة لبنان حتى الان.
واشارت المصادر إلى أن توقعات زيارة هوكشتاين، تستند إلى ان الافكار التي ناقشها مع الإسرائيليين للاتفاق على إنهاء الاشتباكات المسلحة بين حزب الله وقوات الاحتلال الإسرائيلي، وتثبيت الهدوء على جانبي الحدود اللبنانية الجنوبية،تتطلب عرضها ومناقشتها مع المسؤولين اللبنانيين ومن خلالهما مع حزب الله، لتذليل الصعاب الموجودة وإنهاء التباينات بين الطرفين، تمهيدا للاتفاق المطلوب.
ورصدت المصادر إشارات تشدد من الجانب الاسرائيلي بخصوص بعض النقاط التي تناقش حول الترتيبات الامنية والمناطق التي تشملها، بينما يسعى هوكشتاين الى تجزئة نقاط الخلاف، والمباشرة بحل الممكن منها وإبقاء المعقد منها إلى وقت لاحق.
الرئاسة: أجواء إيجابية
رئاسياً، سادت اجواء ايجابية تتعلق بتوفير مناخات ملائمة لانتخاب رئيس جديد للجمهورية، بالتنسيق ما بين رئاسة المجلس واللجنة الخماسية، بانتظار جلاء الوضع الميداني في الجنوب المترابط بغزة.
وتوقفت أوساط سياسية مطلعة عند عودة المقاربات المختلفة في ملف الرئاسة ما يحول دون إحراز أي تقدم، ورأت أن الحديث عن وضع شروط في هذا الملف يعرقل أي مسعى فيه بما في ذلك الشق المحلي منه، معربة عن اعتقادها أن ما من تبدل نوعي طرأ منذ حراك سفراء اللجنة الخماسية، وهذا لا يعني أن الملف ترك إنما تم تحييده، ولم تصل معطيات جديدة عن المرحلة التالية ربما بانتظار الخطوة من اللجنة الخماسية.
وقالت لـ«اللواء» أن زيارة وزير الخارجية الفرنسي ولقاءاته مع المسؤولين اللبنانيين تندرج في سياق الحراك الديبلوماسي من أجل العمل على التهدئة وتطبيق القرارات الدولية، في حين يحضر الملف الرئاسي انطلاقا من العمل على انجازه من دون أن يحمل معه أي معطى بأعتبار المسألة بيد اللجنة الخماسية، في حين ليس معروفا ما إذا كان سيشير إلى زيارة أي موفد فرنسي أو لا.
الموازنة ومطالب المصارف
وفيما وقَّع الرئيس نبيه بري مشروع قانون موازنة العام 2024، واحاله الى المجلس النيابي، ناقش الرئيس نجيب ميقاتي الوضع المصرفي مع وفد من جمعية المصارف، لا سيما التعميم 166، الذي يقضي باعطاء كل مودع 150 دولاراً من حسابه.. فضلاً عن مطالبة الجمعية الحكومة بقرارات لتحديد سعر صرف «دولار السحوبات».
وفي اطار احتواء اعتراضات الموظفين والمتقاعدين، التقى الرئيس ميقاتي وفداً من موظفي الادارة العامة بحث معه المطالب المرفوعة، والتي ادت الى اعلان الاضراب حتى الخميس المقبل 8 شباط. وذكر الوفد رئيس الحكومة بدل البدل المالي عن شهري ايلول وتشرين الاول الماضيين، معلناً انه لمس تجاوباً، على ان تبت المطالب في اول جلسة لمجلس الوزراء، لكن الاضراب لن يتوقف قبل ادخال تحسينات مقبولة على الرواتب والمعاشات.
وامس، توجه حاكم مصرف لبنان بالإنابة وسيم منصوري إلى المملكة العربية السعودية، للمشاركة في مؤتمر مالي وعقد لقاءات رسمية، بدعوة من المصرف السعودي المركزي.
الجميِّل: ارتفاع وتيرة التهديد
سياسياً، اعتبر رئيس حزب الكتائب النائب سامي الجميل انه لبنان في دائرة التهديد، وان الوتيرة في هذه الفترة ترتفع.. وقال: العنف ليس خيارنا، ونحن نرفض الشراكة في سلطة يسيطر عليها حزب الله. واصفاً ما يحدث في غزة لا يمكن احتماله، ونحن مع احقية الشعب الفلسطيني بأن يكون لديه دولة، مجدداً ثقته الكاملة بالجيش اللبناني.
وفي السياق السياسي ايضاً، في هذا الوقت وعلى بعد اسبوع من احياء الذكرى 19 لاستشهاد الرئيس رفيق الحريري، استمر تيار المستقبل في التحضير لمشاركة شعبية للرئيس سعد الحريري، الذي سيصل الى بيروت، في قراءة الفتاحة والتجمع في وسط بيروت.
3 شهداء لأمل
ميدانياً، دخلت تطورات جديدة على الوضع الميداني، عبر استهداف الطيران المعادي تجمعات حركة امل في الجنوب.
كما اغار الطيران المعادي على احد المنازل في بيت ليف مما ادى الى سقوط ثلاثة قتلى من حركة أمل. ولاحقا نعت «أمل» شهداءها الثلاثة إثر القصف الإسرائيلي وهم : حسن حسين سكيكي (شمران)، جعفر أمين اسكندر (أفواج)، وحسين علي عزّام (أبو زهراء).
واستمر القصف الاسرائيلي جنوبا، وافيد عن غارة معادية جديدة في محيط الغارة السابقة عند مثلث بلدات الجبين – شيحين وطير حرفا.
وتعرضت اطراف بلدات علما الشعب والضهيرة وطير حرفا الى قصف مدفعي معادٍ. واصيبت سيارة تابعة لجمعيتي كشافة الرسالة الاسلامية والهيئة الصحية الاسلامية في بلدة الجبين. كما غارت الطائرات الاسرائيلية على بلدتي ميس الجبل وبيت ليف.
بالمقابل، تركزت ضربات المقاومة امس بالصواريخ على موقع السماقة في مزارع شبعا للمرة الثانية، كما استهدفت المقاومة ثكنة يفتاح بالاسلحة المناسبة.
الأخبار
شهداء الحركة «على طريق لبنان»
أمل في قلب المواجهة: عودة إلى الجذور
بالدم، دخلت حركة أمل المواجهة ضد العدو الإسرائيلي على الحدود الجنوبية. في غضون أربعة أيام، زفّت الحركة خمسة شهداء سقطوا في غارات معادية على نقاط متقدّمة انتشروا فيها في بلدتَي بليدا وبيت ليف. قبلهم، استشهد الحركي علي داوود بغارة في بلدة ربّ ثلاثين. لم تكد أمل تنتهي من تقبّل التبريكات بشهيدَي بليدا مصطفى ضاهر وعلي محمد، حتى انضم إلى القافلة أمس الشهداء حسين عزام وحسن سكيكي وجعفر إسكندر. على غرار رفيقهم داوود، لا يتحدّر الشهداء الثلاثة من البلدات الحدودية، وهم جزء من «أفواج حركية» تنادت من البقاع وبيروت والجنوب «لتلبية الواجب الجهادي والوطني دفاعاً عن لبنان والجنوب».منذ اليوم الأول للعدوان، انتشرت مجموعات حركية على طول خط المواجهة، رغم أن قيادتها لم تكشف علناً عن عملياتها ضد إسرائيل. لكنّ مواجهة جبانة بليدا في وجه موقع بياض بليدا المعادي، خلال تشييع ضاهر ومحمد أول من أمس، والتي استحضرت الانتفاضات الشعبية في وجه الاحتلال في النبطية ومعركة ودير قانون النهر… فرضت إعادة ترتيب المشهد. ليلاً، وجّه الرئيس نبيه بري تحية إلى «جماهير أفواج المقاومة اللبنانية»، مؤكداً أن الحركة «أمام حزب الله في الدفاع عن كل حبة تراب من لبنان، ولكن في هذه المعركة ضمن إمكاناتها العسكرية». مع ذلك، تؤكد مصادر حركية أن سقوط الشهداء عزّز اندفاعة عشرات المنتسبين والمؤيدين لطلب الالتحاق بالجبهة. مع ذلك، تلتزم قيادة «الأفواج» بسقوف معيّنة، من مواصفات العسكر إلى شروط الميدان وفصل الساحات.
في أحد مراكز أمل الأمامية، التقينا بأحد المسؤولين الميدانيين المعنيين بالمواجهة العسكرية. بين صور الإمام موسى الصدر وبري، تتوزّع الأجهزة اللاسلكية التي تربط المركز بغرفة العمليات لتنسيق عمل الميدان: القوة الصاروخية والوحدة البحرية ومجموعات الرصد والمرابطة وتأمين المؤن والذخيرة… لا يجد المسؤول في تغييب حضور أمل العسكري جنوباً، مؤشراً سلبياً، بل قراراً قيادياً توجبه طبيعة العمل. فيما البعض يربطه بازدواجية دور الحركة السياسي والميداني، مستعيناً بشعار بري: «المقاومة السياسية والدبلوماسية جزء من المقاومة العسكرية».
يقول القيادي إن «حضورنا في خط الدفاع الأول والثاني بديهي. الإمام الصدر أسّس الحركة عام 1974 لمواجهة إسرائيل الشر المطلق، مقرناً الانخراط بمعركة تحرير الأرض والدفاع عنها، بفتوى شرعية». ويستعيد دور أمل في عدوان تموز 2006، عندما «شارك مقاومونا في التصدي لتوغل جنود العدو، وسقط لنا شهداء منهم بطل مواجهات مارون الرأس الشهيد هاني علوية»، مؤكداً أن «جهوزيتنا في هذه المواجهة أكبر. قبل 17 عاماً باغتنا العدوان، لكننا استخلصنا الدروس وأعددنا العدّة لأي معركة مقبلة». وأضاف: «في السنوات الأخيرة، تكثّفت التحضيرات التي كُشف عنها في بعض الأحيان كالمناورات الحية التي نُفذت في مرجعيون وبنت جبيل وصور والنبطية. مناورات حاكت حرب المدن والشوارع للتصدي للجيش الإسرائيلي جنوباً وليس للوضع الداخلي».
تغييب الحضور العسكري توجبه ازدواجية دور الحركة السياسي والميداني
لا يربط القيادي المعركة الحالية بأي مواجهة إقليمية أخرى: «إذا اعتدى أحد على منزلي وأرضي، سأتصدى له». تتباين معركة أمل عن معركة حزب الله، رغم قتالهما معاً: «نختلف معه في الرؤية العسكرية والإستراتيجية. هو مع وحدة الساحات في محور المقاومة ونحن مع وحدة أراضي الجنوب ولبنان. في بيانات نعي شهدائنا، نربط شهادتهم بالدفاع عن الجنوب ولبنان». وعلى صعيد العمل العسكري، أكّد أن «وحداتنا على جهوزية، لكنّ التركيز في حال دخلت اسرائيل برياً»، ملمّحاً إلى عمليات محدودة تصدّت لمحاولات جنود العدو الاقتراب من الحدود.
في أسباب تحديد السقوف العملانية، ألمح القيادي إلى «الالتزام بالقرار 1701 والعمل ضمن الأراضي اللبنانية»، وهو ما انعكس «عدم استخدام القوة الصاروخية رغم وجود رماة ماهرين وحيازتنا صواريخ نوعية. لا نرى أن المعركة بشكلها الحالي بحاجة إلى استخدام القدرات التي نمتلكها». لذلك، فإن من سقط من شهداء حتى الآن «على طريق الجنوب ولبنان» هم من «وحدات المرابطة والرصد. متطوعون، منهم الموظف والنجار وأستاذ المدرسة وصاحب الإكسبرس». يجزم القيادي بأن «العسكر المرابط على الثغور منذ أربعة أشهر، لا يتقاضى أي بدل مالي. بعضهم يحضر طعامه وحاجاته من منزله. وبعضهم خسر عمله لانشغاله في الجبهة وآخرون رفضوا أخذ استراحة»، مؤكداً أن «شروطاً مشدّدة» تُفرض على المقبولين في الجبهة، ويؤخذ في الاعتبار وضع المقاتل الاجتماعي والعائلي وتأهيله الفكري والثقافي والديني، إذ «ليس المهم أن يحمل البندقية، بل أن يحمل فكر المواجهة. أما التدريب، فمحلي على يد شبابنا، والسلاح الذي نمتشقه دفعنا ثمنه كحركة من جيوبنا».
البناء
بلينكن في جدة: التطبيع جائزة لوقف الحرب… وليس مقابل الدولة الفلسطينية
المقاومة تهاجم القاعدة الأميركية في حقل العمر… و6 قتلى من الجماعات الكردية
باريس وواشنطن في مساع للتهدئة وشائعات إسرائيلية عن تقدم نفاها حزب الله
أجرى وزير الخارجية الأميركية أنتوني بلينكن محادثات مكثفة مع ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، قالت المصادر الأميركية الإعلامية المواكبة للزيارة إنها تركزت على تشجيع الرياض على المساهمة في سلة يمكن أن تخرج المنطقة من مخاطر التصعيد. وتقوم الصيغة التي يحملها وزير الخارجية الأميركية لولي العهد السعودي على التخلي عن شرط ربط التطبيع السعودي الإسرائيلي بقيام الدولة الفلسطينية وفقاً لنص المبادرة العربية للسلام، التي اقترحتها السعودية، بربط التطبيع مع “اسرائيل” بقبول “اسرائيل” لوقف الحرب، مقابل تعهد أميركي بالسير في سلسلة خطوات لاحقة لوقف الحرب تنتهي بقيام الدولة الفلسطينية. وقالت المصادر إن الموقف السعودي القائم على عدم رفض التطبيع، ربط السير بخطوات عملية سياسية ودبلوماسية تطبيعية بمعادلة خطوة مقابل خطوة، واعتبار التعهد بالتطبيع عند قيام الدولة الفلسطينية أمراً يمكن قبوله مقابل إعلان إسرائيلي بوقف الحرب والقبول بقيام دولة فلسطينية من حيث المبدأ. وهو ما لا يعتقد الوزير الأميركي أنه ثمن كافٍ لإنزال القيادة الإسرائيلية عن شجرة التصعيد، مبدياً عدم الارتياح للمواقف السعودية المشابهة لرفض المشاركة في حلف البحر الأحمر والتمسك باعتبار ما يفعله أنصار الله اليمنيون مرتبطاً بما يجري في غزة.
في سورية والعراق واصلت المقاومة عملياتها باستهداف القواعد الأميركية، وكان أبرزها استهداف القاعدة العسكرية الأميركية في حقل العمر النفطي. وفي وقت لاحق نقلت الوكالات العالميّة أخبار سقوط ستة قتلى من جماعات قسد الكردية، التي أناط بها الأميركيون مهمة الحراسات الظاهرة للقواعد الأميركية، كي يتسنّى للجنود الأميركيين الاحتماء داخل التحصينات المعدة لتفادي الهجمات. وقالت مصادر في شرق الفرات إن “قسد” حوّلت مقاتليها إلى أكباش فداء نيابة عن الجنود الأميركيين وحولت الأكراد في المنطقة الى دروع بشرية لقوات الاحتلال الأميركي.
على جبهة الحدود اللبنانية، تواصل المقاومة عملياتها، ويواصل جيش الاحتلال استهداف القرى والبلدات الجنوبية. وسجل في هذا المجال ارتقاء ثلاثة شهداء من مقاتلي حركة أمل، بينما يصل الى بيروت وزير الخارجية الفرنسي قادماً من تل أبيب حيث يواصل المبعوث الرئاسي الأميركي أموس هوكشتاين اتصالاته، والعنوان المشترك هو البحث بمقترحات للتهدئة على الحدود اللبنانية الجنوبية، روّجت مصادر إسرائيلية لتحقيقها تقدماً نحو الوصول الى تفاهم، وهو ما نفاه حزب الله جملة وتفصيلاً معيداً التأكيد على موقفه المبدئي، بأن لا شيء قابل للبحث قبل وقف العدوان على غزة.
وشهدت الجبهة الجنوبية مزيداً من السخونة والتهديدات الإسرائيلية بتوسيع العدوان على لبنان، عشية وصول وزير الخارجية الفرنسية ستيفان سيجورنيه الى لبنان آتياً من الأراضي المحتلة، وذلك للحث على تطبيق القرار 1701 ومنع تمدّد الحرب الاسرائيلية.
وأشارت مصادر “البناء” الى أن “زيارة الوزير الفرنسي تندرج في إطار الدور والحراك الدبلوماسي الفرنسي على خط بيروت “تل أبيب” لاحتواء التصعيد بين حزب الله و”إسرائيل” ومنع تدحرج العمليات العسكرية المتبادلة على الحدود الى حرب كبيرة لا يمكن حينها إيقافها”. ولفتت المصادر الى أن “وزير الخارجية الفرنسي أجرى محادثات مع المسؤولين الإسرائيليين وسيتحدّث مع المسؤولين اللبنانيين ويحمل رسالة تحذيرية للطرفين من مغبة الانخراط في حرب ستكون مدمرة ولن يخرج فيها رابح، بل جميع الأطراف خاسرة”، كما سيبحث سيجورنيه “الآليات المتاحة لتطبيق القرار 1701 لجهة تعزيز قوات اليونفيل وتفعيل دورها وكذلك دور الجيش اللبناني”. ووفق المصادر فإن الوزير الفرنسي يحمل رسالة من “إسرائيل” إلى لبنان تتضمن مقترحات لحل ملف الحدود ودفع الحكومة اللبنانية الى اتخاذ الإجراءات اللازمة لتطبيق القرار 1701 ووقف العمليات العسكرية التي يقوم بها حزب الله ضد “إسرائيل”، وذلك مقابل تجميد أن وقف “إسرائيل” لأي عمل عسكري واسع النطاق في الجنوب لضمان أمن مناطق الشمال المحاذية للحدود مع جنوب لبنان.
وأشار المتحدث باسم حكومة الاحتلال ايلون ليفي، الى أننا “أطلعنا المبعوث الأميركي أموس هوكشتاين على انتهاكات حزب الله عند حدودنا الشمالية”، مؤكداً أن “صفقة إطلاق الرهائن لن تتم عبر دفع أثمان أخرى”.
بدوره، أكد وزير الخارجية في حكومة الاحتلال يسرائيل كاتس، أن الوقت ينفد لإيجاد حل دبلوماسي في جنوب لبنان. وقال “إذا لم يتم التوصل لحل سياسي فسيكون هناك تحرّك عسكري لإعادة سكان البلدات الإسرائيلية على حدود لبنان”.
وواصل الموفد الرئاسي الأميركي اموس هوكشتاين اتصالاته في “اسرائيل”، لإقناعها بعدم الذهاب نحو اي خيار عسكري في ما خصّ الحدود الشمالية مع لبنان.
وأكدت جهات سياسية مطلعة على موقف المقاومة لـ”البناء” أن حزب الله لن يوقف الجبهة الجنوبية بل سيستمر بعملياته ضد شمال فلسطين إلا بعد توقف العدوان على غزة، وهذا ما أبلغه الحزب لكل ما راجعه وسأله من الوسطاء والرسل، وأن أي محاولة من قبل الموفدين والمبعوثين الدوليين لتحقيق مكاسب لكيان الاحتلال بالطرق الدبلوماسية عجز عن تحقيقها بالحرب في الميدان هي محاولة فاشلة ولن تنجح. وعلى هؤلاء الموفدين أن يضغطوا على حكومة الاحتلال لوقف عدوانها على غزة وعلى لبنان لكي يعود الوضع الى ما كان عليه قبل 7 تشرين الأول، وأي كلام آخر يعني الاستمرار في المكابرة وتمديد أمد حرب الاستنزاف لجيش الاحتلال ووضع المنطقة برمّتها على شفير الحرب الكبيرة. وحذرت الجهات من أن أي توسيع للعدوان الإسرائيلي على لبنان سيلقى الرد المناسب الذي سيلحق أضراراً كبيرة في كيان الاحتلال تفوق بأضعاف ما تكبده في حرب غزة.
وفي سياق ذلك، أكّد رئيس الهيئة الشرعية لحزب الله الشيخ محمد يزبك أن “المقاومة انطلقت من تكليفها لمواجهة هذا العدو الغادر، وهي لم تستخدم إلا بعضًا ممّا تقتضيه المعركة، ولكن إذا ما اتسعت الحرب فهناك شأن آخر”. وقال سماحته إنّ “عملية طوفان الأقصى قلبت المعادلة وأرست معادلة جديدة، وبالتالي أفرزت بين من يريد الكرامة والعزة والحرية لأمته وشعبه، وبين من يعيش في الذل والهوان”، مضيفًا: “بعد أربعة أشهر، لم يستطع العدو الصهيوني أن يحقق أيًا من أهدافه، بالرغم من دعم أميركا والغرب وتواطئهم مع بعض الدول العربية والإسلامية”.
ورأى يزبك أن “غارات أميركا وحلفائها التي تُشن على اليمن والعراق وسورية دلالة على التخبط الأميركي، ويتنافى مع ما تدعيه بأنها لا تريد توسعة الحرب، أليس هذا توسعة الحرب؟”، مشددًا على أن: “هذه الغارات تعطي المقاومة قوةَ وزخمًا في المواجهة، ونحن اليوم في هذا المحور نزداد قوةً وتعاظمًا يوماً بعد آخر”.
بدوره شدد عضو كتلة الوفاء للمقاومة النائب علي فياض خلال تشييع حزب الله وجمهور المقاومة في بلدة الطيبة الجنوبية الشهيدين على طريق القدس عباس علي مبارك ومحمد جودات يحيى، وذلك بمسيرة حاشدة انطلقت من أمام منزلي الشهيدين، شارك فيها عضوا كتلة الوفاء للمقاومة أن “العدو الإسرائيلي الذي يُكثر من تهديداته في هذه الأيام ومن سيناريوهاته الواهمة، إنما هو في هذه الأيام ذئب جريح عاجز عن التمييز بين الخطوات المحسوبة وبين الجنون المتهور، وبالتالي، لا فرق في حسابات المقاومة واستعداداتها لمواجهته، سواء كانت هذه التهديدات تهويلًا أو تعبيرًا عن نيات مبيّتة”.
وأكد النائب فياض “أننا على مدى كل تاريخنا، كنا نأخذ التهديدات الإسرائيلية بكل جدية، وفي هذه الأيام نأخذها بأعلى درجات الجدية، ومهما تنوعت خيارات العدو وسيناريوهاته، فإن للمقاومة سيناريو واحداً، هو المقاومة والدفاع عن هذه الأرض ومواجهة كل عدوان واستهداف يطال هذا الوطن وأهلنا وأرضنا وسيادتنا”.
وكانت المقاومة واصلت عملياتها وأعلنت استهداف “موقع السمّاقة في تلال كفرشوبا ومزارع شبعا اللبنانية المحتلة وموقع رويسات العلم في مزارع شبعا اللبنانية المحتلة”. ونعى حزب الله الشهيد سلمان محمد حسن فقيه من بلدة عيترون والشهيد عباس أحمد الخرسا من بلدة الطيري في جنوب لبنان والشهيد عباس خضر ناصر من بلدة يارون في الجنوب.
كما نعت حركة أمل” في بيان حسن سكيكي وجعفر اسكندر وحسين عزّام الذين “استشهدوا أثناء قيامهم بواجبهم الوطنيّ”.
في المقابل استمرّ العدو الاسرائيلي بعدوانه على القرى الجنوبية، واستهدف أطراف مركبا قضاء مرجعيون ووادي حامول واللبونة والناقورة. وتعرضت منطقة وادي حسن وأطراف بلدة مجدل زون لقصف مدفعي. وأغارت الطائرات الحربية الإسرائيلية على أطراف بلدة مروحين. كما أشارت القناة 12 الإسرائيلية الى “أن 8 صواريخ أطلقت من لبنان في اتجاه الجليل الأعلى والجيش الإسرائيلي ردّ بقصف مدفعي”.
وأشار رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل، خلال ندوة نظمها التيار حول “وثيقة الأخوة الإنسانية بين النظرية والتطبيق”، الى “أننا نريد سلاماً يوقف جريمة الإبادة في فلسطين ويعاقب المرتكب ويعيد الحق لشعب ظلمته عقيدة استعمارية غريبة عن ثقافتنا، جعلت جماعات لا رابط بينها سوى مشروع مركّب على الدين تحتل أرضاً وتطرد شعبها وترفض السلام معه”، معتبراً أن “لا سبيل الى السلام مع من يغتصب الحقوق ولا سبيل الى السلام مع من يقتل شعباً ويهجّره ويحرمه من أرضه ومن دولته”.
وسأل باسيل :”كيف السبيل الى السلام مع من يعتبر نفسه فوق القانون الدولي وفوق المحاسبة. انّ الزمن تبدّل فليتنبّه أصحاب هذا الفكر التسلّطي التدميري في “إسرائيل” قبل فوات الاوان”.
وشدد باسيل على ان “السلام الحقيقي هو حالة داخلية يعيشها المعني به وهو فعل اقتناع عميق داخله، أساسه صدق الافكار في الحوار لاكتشاف الآخر وفهمه وبناء الثقة معه، لأن الانسان عدو لمن وما يجهل”، متسائلاً: “أليس مثل هذا السلام ما ينقص شرقنا الغارق في حروب ومظالم لا تنتهي؟ لن يُبنى السلام في منطقتنا من دون حوار ركيزته الاعتراف المتبادل بالوجود وبالحقوق وبإسقاط كل فكر إلغائي للآخر وفي طليعته الصهيونية والداعشية، عقيدةً وممارسةً”.
ولم يسجل الملف الرئاسي أي جديد، بانتظار الخطوة المقبلة من اللجنة الخماسية من أجل لبنان، وغداة تصريحات رئيس مجلس النواب نبيه بري التي حملت معطيات جديدة لا سيما ما نقله عن السفراء خلال لقائه بهم، بأن لا فيتو على أي مرشح بمن فيهم الوزير السابق سليمان فرنجية، وتوجيه رسالة الى كتلتي “لبنان القوي” و”الجمهورية القوية” لتلبية دعوته للتشاور قبل عقد جلسات، قطع رئيس حزب “القوات اللبنانية” سمير جعجع، الطريق على الحوار والتشاور، بقوله إننا “مع الحوار في كلّ لحظة ولكن لا نتيجة له لأنّ الثنائي متمسّك برئيس تيار المردة سليمان فرنجيّة”، لافتاً الى أنه “إذا اللجنة الخماسيّة تريد فرنجيّة فلتنتخبه ومعظم الدول المهتمّة بلبنان تريد قائد الجيش رئيساً”.
واعتبر جعجع، في حديث تلفزيوني أن “رئيس مجلس النواب نبيه برّي نسف طرح السفراء بخيار رئاسي ثالث والدعوة إلى جلسة انتخاب وهم يئسوا بعدما سمعوه”.
على صعيد آخر وقع الرئيس بري مشروع قانون موازنة عام 2024 وأحاله الى مقام رئاسة مجلس الوزراء.
من جهته، استقبل رئيس الحكومة نجيب ميقاتي وفداً من جمعية المصارف برئاسة سليم صفير.
وأكد مستشار رئيس الحكومة للشؤون الاقتصادية نقولا نحاس أن ميقاتي سيطرح على مجلس الوزراء الخميس المقبل سلّةً متكاملة للانتظام المالي الجديد بناءً على دراسة توصّلت اليها اللجنة التي شكّلها ميقاتي آخذاً رأي المصرف المركزي.
ليس بعيداً، غادر حاكم مصرف لبنان بالإنابة وسيم منصوري إلى المملكة العربية السعودية أمس للمشاركة في مؤتمر مالي وعقد لقاءات رسمية، بدعوة من المصرف المركزي السعودي.
COMMENTS