ألقى رئيس الجمهورية العماد ميشال عون خطاباً تاريخياً من على منبر الأمم المتحدة. أكد فيه مواقفه الوطنية في فهم وقيادة مصالح لبنان. ويبدو أن هناك من أراد التشويش على الرئيس في مهمته الخارجية، فافتعل مشكلة الصلاحيات في مطار بيروت، ما أدى لتأخير المسافرين وإزعاجهم. اللافت في صحف اليوم أيضاً، استمرار "الأخبار" بمتابعة الوثائق الجديدة التي تكشف عمق علاقة بشير الجميل بالعدو الصهيوني، وأنه صنيعة "إسرائيل". وتنشر معلومات موثقة عن "تنسيق" الجميل جرائمه مع مجرم الحرب الصهيوني أرييل شارن، لا سيما تخطيط وتنفيذ جرائم إبادة ضد أبناء الشعب العربي الفلسطيني اللاجئين إلى المخيمات في لبنان.
الأخبار
هكذا خطّط بشير الجميّل مع إسرائيل لإبادة شعب فلسطين [2]
كشف الباحث الأميركي سيت أنزيسكا (صاحب الكتاب المرجعي «تغييب فلسطين، التاريخ السياسي من كامب ديفيد إلى أوسلو» الصادر أخيراً عن جامعة برينستون في الولايات المتحدة)، وثائق شديدة الأهمية تتحدّث عن الاجتياح الإسرائيلي للبنان عام 1982، ومجازر صبرا وشاتيلا. هذه الوثائق جزء من الملحقات السرية لتقرير لجنة كاهان الإسرائيلية المكلفة التحقيق في المجزرة. وتضم الوثائق محاضر اجتماعات بين القيادات الإسرائيلية وقيادتي القوات اللبنانية وحزب الكتائب، اختارت «الأخبار» أن تنشر أبرزها، وخاصة تلك التي تفصح عن تفاهم كامل على غايات الاجتياح – وفي مقدمها الخلاص من «الديموغرافيا» الفلسطينية في لبنان – والتي تُظهر أن المجزرة لم تكن «ردّ فعل فورياً»، بل أمراً مدبّراً في سياق عسكري وسياسي. في ما يأتي، الحلقة الثانية من الوثائق.
شارون لبشير: ليس عليك أن تكون الشخص السيّئ، نحن سنكون
اجتماع بين وزير الدفاع (أرييل شارون) وبشير الجميل في بيروت 5 تموز 1982
الحاضرون من الجانب الإسرائيلي: وزير الدفاع، المدير العام لوزارة الخارجية، الرائد أوديد، يو دان، ممثل الموساد.
الحاضرون من الجانب اللبناني: بشير الجميل، زاهي بستاني (مستشار كبير)؛ إيلي حبيقة (رئيس الاستخبارات في القوات اللبنانية)؛ جان نادر (مستشار سياسي كبير)؛ جوني عبده (رئيس الاستخبارات ــ الجيش اللبناني).
وزير الدفاع شارون: في ما يتعلق بالعلاقات في ما بيننا والمشاكل التي سببتها مسألة الدروز، تبدو الأشياء معقدة بينما هي في الحقيقة بسيطة. سنحل المشاكل التي تثقل كاهلكم. لقد أصدرت قرارات بالوقف الفوري لانسحاب قواتكم من جزين، صيدا. أقترح عليكم أن تجتمعوا مع إسرائيليين دروز لتشرحوا لهم موقفكم. أشرت خلال جلسة الكابينيت أمس إلى أننا يجب أن لا نسمح للإسرائيليين الدروز بالاختلاط بمجتمعهم اللبناني. سيشكّل ذلك مشكلة، ليس لكم فقط ولنا أيضاً. في الوقت نفسه، من المحتّم أن نتجنّب أشياء بشعة عدّة قد حصلت ــ جرائم، اغتصاب، وسرقات من قبل بعض من رجالكم. أوافق على أننا لا نفهم التركيبة الخاصة للبنان. أنا على دراية بأهمية جبال (الشوف) وتوحيد البلاد وتأثيرها على مستقبل الوضع في بيروت. من جهة أخرى، أنتم لا تفهمون (عقلية) رجالنا الذين يخدمون في هذه المنطقة. كل واحد منهم يأتي إلى هنا بخلفية مختلفة. يتحدثون عن كل شيء لا يعجبهم عند عودتهم. انتقدوا بقسوة سلوك بعض من رجالكم. لا نرغب برؤية هذا النوع من السلوك. لديه تأثير سيء على الرأي العام الإسرائيلي. يجب أن تتفادوا هذه الظواهر. أنا مهتم بتصرفك في المنطقة في ما يتعلق بالقضايا المدنية، ولكنني أطلب أن تقوم بكل جهد ممكن لفرض النظام بين رجالك. يجب أن نكون حذرين لأن هذه الأشياء تؤثر سلباً في الرأي العام الإسرائيلي وأيضاً بـ(قواتنا) في المنطقة.
بشير: أعتذر على المقاطعة. من فضلك أعطني أمثلة ملموسة عن سلوك رجالي. القضية بكاملها جرى تفجيرها بواسطة البروباغندا الفلسطينية والشيوعية. الأمور التي أفيد عنها في إعلامكم غير صحيحة. لديكم انطباع محرّف عن الحقيقة. إلى جانب ذلك، وأود أن أعتذر لاستحضار هذا الأمر، جنود جيش الدفاع الإسرائيلي أساؤوا التصرّف. منذ دخولنا إلى المدرسة (ملاحظة: إشارة إلى مقرات الشعبة) اختفت كل أجهزة الكومبيوتر، والراديوهات والتلفزيون هناك.
وزير الدفاع شارون: نحن جاهزون للدفع مقابل الضرر المسبّب.
بشير: المسألة ليست هنا. هناك أمور ثانوية. بالنسبة لرجالنا: قد نسحبهم من كل المناطق إذا لم نعرف كيف نتصرّف – كيف تُقال هذه الأشياء. خذ منطقتنا مثالاً – إنها خالية من الجريمة وأكثر أمناً من أي منطقة أخرى في البلاد. أتحدّى الجميع بأن يخرجوا بدليل على سوء سلوكنا. أعتذر على الأسلوب ولكن التوتر سببه البروباغندا الفلسطينية التي أقنعتكم. لقد عانينا بالفعل هذا الأسبوع من سقوط 10 قتلى. لقد جرى تضليلكم بالبروباغندا. نحن لسنا بربريين ونتمنى تفادي ما يسبب افتراق السبل بيننا.
وزير الدفاع شارون: من فضلك خذ الأمور ببساطة. لن نتعامل مع لائحة أسماء أو أحداث.
بشير: لقد عانينا من مقتل أربعة أشخاص في منطقة الشويفات يوم أول من أمس، ولم نتمكّن حتى الآن من إخلاء الجثث. لقد فرض جيش الدفاع الإسرائيلي حظراً للتجوّل فقط. قُتل أربعة آخرون في بيت الدين. لم يلقِ أحد القبض على الأشخاص المسؤولين عن الهجمات. ليس من مصلحتي أن نواصل الضغط على بعضنا البعض.
وزير الدفاع شارون: أود أن أنهي هذا الموضوع. كما تعرف جيّداً نحن لا نتحكم بإعلامنا. يجب أن نعتاد على العيش مع الانتقاد. في الوقت نفسه، إذا كنت تشعر بعدم الأمن عند استخدام طريق الوصول، يجب أن يتغيّر ذلك الآن. سأناقش هذا الموضوع مع الجنرال دروري. أود أن أحصل على كامل المعلومات عن السكان الذين تعاونوا مع الإرهابيين وسندرس كيفية التعامل معهم. هذه المسألة بكاملها خطرة على العلاقات في ما بيننا وعلى المصالح المتبادلة. المصاعب المذكورة أعلاه يجب أن تختفي. سأتولّى شخصياً الموضوع.
بشير: يؤسفني أن أقول إنه ضمن المجتمع المسيحي، يتحدّث الناس عن أنني ارتكبت خطأً بالوثوق بإسرائيل. لا يُنظر إلى نشاطاتكم في المنطقة على أنها تحمل مساعدة، والسكان (المسيحيون) لا يعتقدون بأننا سنصبح حلفاء لإسرائيل. ليس هناك إحساس بأنه سيجري تحرير المنطقة وأنه سيتم توحيد البلاد. هذا الأمر يضرّ بكم وبصورتنا بنحو خطير.
وزير الدفاع شارون: أقترح عليكم عرض المزيد من التحكّم. سأهتم بالمشكلة. لدينا مشاكل ولكن يمكن إيجاد الحلول. يجب أن نجد طريقة قد تضع حداً للرأي العام السلبي في إسرائيل. يجب أن تجد طريقة لرجالك كي يطبّقوا المزيد من التحكّم.
بشير: أرجوك أعلمني كيف يمكن أن أساعدك في هذا الشأن.
وزير الدفاع شارون: يجب على كل طرف أن يحكم إدارة قواته في الميدان بهدف تخفيف التوترات. اتخذت قراراً بقطع الكهرباء، الماء وطرق الوصول إلى بيروت الغربية، كي لا تكون أنت مشاركاً مباشرة. أدى ذلك إلى ضغوط هائلة. السفير الأميركي، حبيب وغيرهم احتجّوا. نحن لا نعترض على تحرّك شفيق الوزان بين جزئي المدينة.
بشير: يمكنه أن يذهب إلى القطاع الغربي عبر البوابات المؤدية إلى المرفأ.
وزير الدفاع شارون: يمكنه أن يبقى مطمئناً إلى أننا لن نؤذيه. ليس عليك أن تكون الشخص السيء، نحن سنكون.
بشير: (غير مقروء). لقد استنجدوا بمجلس الأمن. هذا الأمر يضرّ بكم أيضاً. مع ذلك، يجب أن نستمر إذا كنت تعتقد بأن هناك عملية كبرى قريباً.
وزير الدفاع شارون: سنجد حلّاً. لم يتغيّر شيء بالنسبة لمقاربتنا الأساسية. أود أن أعرف إذا كان الإرهابيون يفكّرون في الانسحاب، أو أن هذا فقط خداع. هل سيتحرك الجيش اللبناني؟ يجب أن يقود عملية تطهير. هناك مخابئ أسلحة كبيرة في المدينة.
بشير: ليس لديّ جواب قاطع لذلك (غير مقروء). عرفات كاذب، يتلاعب بنا ويخدعنا باستمرار بهدف الحصول على المزيد من الوقت، في كل مرة 48 ساعة أخرى. الإرهابيون لديهم شعور بأنك أنهيت عمليتك… أقترح عليك أن لا تثق في ما يقولونه. لن يغادروا. فقط عملية عسكرية ستخرجهم. في هذا الوقت إنهم ينتظرون حبيب. لا شيء سينتج عن ذلك.
مدير عام وزارة الخارجية: لا تسئ فهمنا. عندما نقول إن منظمة التحرير الفلسطينية ستنسحب من بيروت نعني ذلك تحديداً. هناك مشكلة توقيت. سنخرجهم من لبنان. السؤال هو متى وكيف. يجب أن نستخدم عقلنا وقوّتنا. سنفعل ذلك بطريقة ما وبتكلفة سياسية متدنّية، وحتى يصبح واضحاً أن حبيب يخدعنا…
جوني عبده: ليس هناك بلد عربي سيقبل (ملاحظة في النص: على ما يبدو إشارة إلى حضور الإرهابيين في لبنان).
وزير الدفاع شارون: ربما في الوقت الذي ينتهي فيه وقف إطلاق النار المقرر لـ48 ساعة، تأتي الاستخبارات مشيرة إلى أنهم يلعبون فقط. في هذا الوقت علينا أن ننتظر. (غير مقروء)
وزير الدفاع شارون: (متوجهاً إلى جوني عبده) أقترح عليك الانضمام إلى اللجنة.
عبده: لا أريد أن أبدو مغفّلاً، بما أن الجميع يعرفون حقيقة هذه اللجنة.
وزير الدفاع شارون: الإرهابيون يصرّون على أنهم جاهزون للانسحاب فقط بعد (غير مقروء)… من المهم جداً أن نعرف تحديداً ما كان يحصل (غير مقروء)… من سيراقب ما كان يجري في (غير مقروء). هل ستتحرّكون؟
بشير: لقد حركنا المسيحيين فعلاً، رئيس هيئة الأركان وعد بإرسال تجهيزات لهم.
مدير عام وزارة الخارجية: يجب أن نفكر بخطة مشتركة ومنسّقة. يجب أن لا ننتظر إلى أن يعلن حبيب «خلص» (انتهى بالعربية). يمكننا أن ننتظر إلى نهاية الأسبوع. يجب أن نناقش بشكل مشترك خيارين. أيضاً، يجب أن ننظر في الوضع على ضوء الانتخابات المقبلة.
عبده: نحن نتحدث على مستويين: سياسي وعسكري. إذا نجحت في حل 80% من المشكلة بالأساليب السياسية، لن يكون الباقي 20% كافياً لتحريك الخيار العسكري. علينا أن ندرك أن غالبية اللبنانيين قد يوافقون على تمثيل رمزي لمنظمة التحرير الفلسطينية.
وزير الدفاع شارون: هل تقبلون بذلك؟
عبده: نعم. (إذا بقوا كما؟) في مصر (غير مقروء).
وزير الدفاع شارون: (غير مقروء)
عبده: ماذا يمكن أن يحصل إذا طلب المسلمون موافقة بشير على ذلك؟
وزير الدفاع شارون: نحن لم نرِد القوة المتعددة الجنسيات. أردناكم أنتم أن تقوموا بالعمل. يعتمد الأمر على الحكومة.
عبده: إذا جرى العمل في لبنان بنحو قانوني، وأتمنى أن يحوز بشير على الشرعية المطلوبة، وإذا وافق المسلمون على حضور رمزي لمنظمة التحرير الفلسطينية، سنخضع لضغط الرأي العام العالمي، للقبول. حتى إذا خرجوا (الإرهابيون) كلّهم، سيبقون لمدة ستة أشهر في سوريا ثم يبدأون بالتسلل إلى هنا. إذاً، من المهم أن تُنشر القوة المتعددة الجنسيات على كل الحدود.
وزير الدفاع شارون: هل تقبلون بحضور رمزي عسكري لحوالى 300/350 في (غير مقروء)؟
بشير: لقد أجبنا على ذلك.
عبده: يعتمد الأمر على عمليّتكم العسكرية. على أحد ما أن يقول لا. إذا أرضيتم أنفسكم بـ90% من الحل، فإن الـ10% الباقية لن تبرّر عملية عسكرية. الـ10% الباقية قد تعني تمثيلاً رمزياً سياسياً لمنظمة التحرير الفلسطينية وحضوراً رمزياً في البقاع.
وزير الدفاع شارون: لنفرض بأن عرفات وافق على 90% من الحل بالطرق السياسية. هل من الممكن لبشير أن يستقدم قواته لإخراج السوريين وبقية الإرهابيين. لقد أشرتم غير مرة إلى أنه لإنجاز المهمة، يتطلّب ذلك 6 أسابيع على الأقل. هل يمكنكم أن تدخلوا بيروت الغربية؟
بشير: يعتمد كل الأمر على كيفية حلّنا للمشاكل التي أثيرت في بداية اجتماع اليوم.
عبده: موقفكم يسبب شكوكاً لدى الناس بشأن دعمكم للقوات اللبنانية.
بشير: إذا تداركنا الموقف في المناطق الأخرى، يمكننا الاهتمام ببيروت.
عبده: إذا تدهورت الحالة الأمنية يوماً بعد يوم في المناطق الخاضعة لسيطرتكم، فإن صورتكم وكبرياءكم قد يتضرّران. يجب عليكم جمع كل الأسلحة هناك. يجب عليكم أن تجمعوا كل الأسلحة هناك. يجب أن تعلموا أن وليد جنبلاط لا يتحكّم بكامل المنطقة. هذا الأمر لمصلحتكم أيضاً.
وزير الدفاع شارون: ما هو الوضع العسكري في بيروت الغربية؟
عبده: لن يقاتل لبناني واحد. (غير مقروء) معاً مع السوريين ومنظمة التحرير الفلسطينية حوالى 7000 رجل هناك. ثلثاهما ليسوا (غير مقروء). إنهم منتشرون على طول التقاطعات ومشغولون بتفخيخها.
بشير: كلّما انتظرنا وأعطيناهم وقتاً (غير مقروء). علاوة على ذلك، الوقت يعمل لصالحهم، الحل السياسي لن يسمح بالبدء بواحدٍ عسكري.
المدير العام لوزارة الخارجية: سننتظر حتى نهاية الأسبوع. ننتظر جواباً إيجابياً وبداية الانسحاب.
عبده: إلى أين سيذهبون؟ الأردن رفضت، مصر رفضت. حبيب سيطلب المزيد من الوقت للبحث عن مكان (لهم).
المدير العام: من المحتمل أن ينسحبوا إلى طرابلس (لبنان).
بشير: ليس هناك احتمال مماثل.
وزير الدفاع شارون: متفقون على ذلك أيضاً.
بشير: يجب أن نعرف عن تحضيراتهم للمغادرة.
المدير العام: في الشق السياسي، يجب أن نتوصل إلى تفاهم. هناك حديث عن معاهدة دفاع، اتفاق سلام، إعادة تنظيم الجيش، الأميركيون جاهزون للدفع مقابل ذلك.
بشير: نتحدث (غير مقروء) عن مسألة «سبارك». كما أشرت، أنا جاهز. ولكننا بحاجة لحل المشاكل المثارة سابقاً في نقاشنا.
وزير الدفاع شارون: أقترح أن تتوصلوا إلى تفاهم مع السكان الدروز في ما يتعلق بمختلف المناطق. هل يمكنكم التوصل إلى اتفاق مع الرائد حداد. يبدو أفضل منكم لدى الرأي العام.
بشير: بالنسبة لحداد نحتاج إلى دراسة المشكلة وتفحّصها ــ ننتظر تقديم تقرير من قبل وفد من ضباطنا الذين جاؤوا للتو من جنوب لبنان. بالنسبة لمشكلة الدروز ــ هناك سوء تفاهم أساسي، لا توجد مشكلة بيننا وبين المجتمع الدرزي. لدينا مشكلة مع الشيوعيين والإرهابيين بينهم. لا نردّ على الاستفزازات لأننا قلقون من رد فعلكم ورد فعل الرأي العام.
زاهي بستاني: في هذه القرى حيث وقعت حوادث مُنعنا من إدخال قواتنا. يجب جمع الأسلحة (هناك).
وزير الدفاع شارون: جهّز لائحة من القرى التي تتطلّب اهتماماً فورياً.
إيلي حبيقة: وليد جنبلاط ظهر كخائن عندما لم ينضم إلى قوات جيش الدفاع الإسرائيلي (صفحات مفقودة).
بشير يستأذن شارون جرف مخيمات اللاجئين
«851398»
«الوثيقة رقم 5»
اجتماع بين وزير الدفاع (أرييل شارون) وبشير الجميل في المركز الرئيسي للقوات اللبنانية في بيروت، 8 تموز 1982
الحاضرون: وزير الدفاع، الجنرال يريف، الجنرال تامير، يوري دان، ممثل الموساد، مدير عام وزارة الخارجية، بشير، جان نادر، وزير الإعمار اللبناني، إيلي حبيقة
ملاحظة: دوّن ممثّل الموساد المحادثة كاملة. ما يأتي، ملاحظات لا أكثر:
1. تحدث بشير عن اجتماع مثير للإعجاب عقده للتو مع وفد من كبار الشخصيات المسلمة من صيدا وغيرها.
2. كرر وزير الدفاع موقفنا في ما يتعلق بالتسوية السياسية: اعتراض على مكتب لمنظمة التحرير الفلسطينية وأي حضور عسكري، إلخ. أما في ما يتعلق بالقوة المتعددة الأطراف، فقد اعترض وزير الدفاع على اقتراح بشير وجوني عبده القاضي بنسف الفكرة كاملة المتعلّقة بإدخال القوة. خطوة مماثلة يمكن أن تهدد العملية السياسية بالكامل، وبينما خلقت هذه العملية العديد من المشاكل، إلا أن ما يهمّنا هو أنها مفضّلة على العمل العسكري. في الوقت ذاته، سنكون مسرورين إذا ما انسحب الفرنسيون من القوة. نحن، مع ذلك، لا نعارض فكرة قوة متعددة الجنسيات. ربّما تسمح بطرد عدة آلاف من الإرهابيين من بيروت، الأمر الذي له أهمية قصوى.
3. وزير الدفاع أوضح لبشير ما يجب القيام به إذا ما فشلت العملية السياسية أو نجحت. في كلّ من هذين الاحتمالين سيكون لبشير دور أساسي يلعبه. على كل حال، من المهم أن تدخل (الكتائب) إلى أكثر عمق ممكن إلى المناطق السنية، في راس بيروت من أجل توحيد هذا القطاع مع شرق المدينة، وعزل الجزء الجنوبي حيث تقع المخيّمات. شدد وزير الدفاع على أنه في حال فشل حبيب، فسيتصرّف. لن ننسحب ما دام الإرهابيون موجودين في المكان.
4. استفسر بشير عمّا إذا كنّا سنعارض استقدام جرّافات إلى مخيّمات اللجوء في الجنوب بهدف إزالتها، كي لا يبقى اللاجئون في المكان. أجاب وزير الدفاع بأن هذا ليس شأننا: نحن لا نرغب في التعامل مع الشؤون الداخلية اللبنانية.
5. أعرب وزير الدفاع عن أمله بأنه بعد إنشاء حكومة قوية في لبنان، سيجري التوصّل إلى اتفاق سلام. في هذا الوقت، على الرغم من أنه لا توجد علاقات مع الأردن، إلا أن أكثر من 1.2 (مليون) شخص عبروا الجسرين خلال العام الماضي. سأل ما إذا كان يجب وضع ترتيب مماثل في ما يتعلق بلبنان – حركة للسكان في الاتجاهين بين إسرائيل ولبنان يمكن أن تخلق الزخم للسلام. بشير نقل دعمه، في المبدأ، لهذه الفكرة وجرى الاتفاق على أنه سيجري تفحّصها.
في اجتماع قمة بين رئيس «Tevel» وجوزيف أبو خليل، فادي أفرام وأنطوان نجم، 12 تشرين الأول 1982، سلّم رئيس «Tevel» طلباً محدداً من قبل وزير الدفاع إلى فادي أفرام، ليأمر أتباعه بوقف الهجوم على الدروز في منطقة عاليه.
شدد رئيس «Tevel» في حديثه إلى فادي على أن قوات جيش الدفاع الإسرائيلي موجودة في المنطقة وستدافع عن العائلات (…)، وبالتالي لا ينبغي عليهم تسخين الأجواء.
ملاحظة: هذه الملاحظات جرى تقديمها أيضاً من قبل فؤاد أبو ناضر، رئيس الأركان الجديد في «القوات اللبنانية».
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
لقاءات سرية بين عون والحريري وباسيل!
الزيارة التي قام بها رئيس الحكومة المُكلف سعد الحريري لبعبدا، لتسليم رئيس الجمهورية العماد ميشال عون الصيغة الحكومية، لم تكُن الأخيرة. قبل مغادرة عون إلى نيويورك للمشاركة في أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة، التقى عون والحريري سراً ليل السبت – الأحد. كذلك عُقد اجتماع بين الحريري وباسيل من دون إعلانه أيضاً. وفيما استغربت المصادر «إبقاء اللقاءات بعيدة عن الإعلام»، ربطت هذه اللقاءت بما جرى التداول به الأسبوع الماضي عن مؤشرات متقدمة بشأن الحكومة. فرئيس الحزب التقدمي الاشتراكي النائب وليد جنبلاط، أبدى تراجعاً حين ذكر في مقابلة مع «الأخبار» (2 أيلول 2018 )، أنه «مستعدّ للتسوية في موضوع الحكومة متى حان وقتها». وتزامن موقف جنبلاط مع حديث عن «إمكانية قبول رئيس الجمهورية بمنح القوات اللبنانية منصب نائب رئيس مجلس الوزراء، على أن يكون شاغل المنصب بلا حقيبة (أي أن تحصل القوات على وزير دولة)، بالإضافة إلى 3 وزراء آخرين».
ورجّحت المصادر أن يكون الهدف من اللقاءين السريين هو النقاش في ملاحظات الرئيس عون على الصيغة الحكومية التي قدمها إليه الحريري، لكن بعيداً عن أي تشويش. وفيما نفت مصادر الرئيس سعد الحريري حصول اللقاءين، رفضت مصادر رفيعة المستوى في التيار الوطني الحر تأكيد ذلك أو نفيه، مكتفية بالتعليق بأن «العلاقة بيننا وبين رئيس الحكومة قائمة والتواصل دائم». إلا أن مصادر معنية بتأليف الحكومة جزمت بحصول اللقاءين.
حصول هذه اللقاءات وإحاطتها بالكتمان فتح باب التساؤل عن إمكانية أن تُثمر تقدماً في المشاورات الحكومية، وتكسر الحلقة المفرغة الذي يدور فيها الملف منذ أشهر. علماً بأن الوقائع السياسية توحي بأن الاشتباك في عملية التشكيل يزداد شراسة، إذ علمت «الأخبار» أن رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع، رفع من سقف مطالبه، فأبلغ المعنيين بالمفاوضات بأنه يرفض أي تنازل عن مطالبه.
البناء
عون يحذّر العالم من التوطين والعبث بالقضية الفلسطينية… وعرقلة العودة إلى سورية
جنبلاط: للتنسيق الأمني مع سورية
باسيل للأوروبيين: سيعود النازحون برضاكم وبدونه
أزمات مفتعلة في المطار… ورسائل سياسية وأمنية… ومشروع لربطه برئاسة الحكومة
كانت كلمة الرئيس اللبناني العماد ميشال عون هي الأهم بين الكلمات التي أُلقيت من منبر الجمعية العامة للأمم المتحدة، وقد أثارت الكثير من النقاط الواقعية بهدوء ولغة منطقية لقيت التقدير والاهتمام، حيث تحدّث رئيس الجمهورية عن مظالم الدول الضعيفة التي تعجز الأمم المتحدة عن حمايتها، مشيراً إلى القرار 425 الذي بقي أكثر من عشرين عاماً ينتظر التطبيق، ولم يُطبّق إلا بتضحيات المقاومة التي أجبرت الاحتلال على الرحيل، وخصص الرئيس ميشال عون للقضية الفلسطينية وقضية عودة النازحين السوريين الحيّز الأكبر من كلمته، سواء من زوايا لبنانية أو من الزوايا التي تتشكل منها القضيتان، متسائلاً إلى أين يُراد دفع الشعب الفلسطيني عبر إغلاق كل المنافذ أمامه، بتهويد القدس وإعلان دولة التطهير العنصري، وتصفية حق العودة للاجئين الفلسطينيين، بينما تناول قضية عودة النازحين السوريين ببعديها الوطني والإنساني، مستغرباً أن تضع دول تدّعي الديمقراطية وتتغنى بها شروطاً على عودة النازحين، وهو ما تناوله بالتفصيل وزير الخارجية اللبنانية جبران باسيل، في اللقاء الذي نظّمه الاتحاد الأوروبي حول قضية النازحين السوريين، فقال «إن سياسة ربط عودة النازحين وإعادة الإعمار بالحل السياسي ستفشل وستسقط ، مشيراً إلى أن الإعمار سيبدأ في سورية ولو من دون موافقتكم والنازحون سيعودون ولو من دون تشجيعكم ، وأضاف: العودة الممرحلة تستدام بإعادة الإعمار وهي المفتاح للحل السياسي الآتي حتماً ولو متأخراً .
لبنانياً، كان كلام النائب السابق وليد جنبلاط عن العلاقة بسورية لافتاً، متحفظاً على كلمة التطبيع معها لان العلاقة بين البلدين هي علاقة تنسيق، مشيراً الى أن التنسيق الأمني بين البلدين جارٍ منذ أحداث طرابلس وبعدها أحداث صيدا، مؤكدا أن لا مفر منه لأنه حين يكون هناك مصلحة للبلد نفكر بموضوعية.
أما القضية التي شغلت اللبنانيين ولفتت نظر الخارج، فكانت ما شهده مطار بيروت من إشكال بين جهاز أمن المطار وقوى الأمن الداخلي، وما تلاهما من زيارة لوزير الداخلية، الذي أعلن في ختام زيارته أن السلطة في النهاية هي لوزير الداخلية، كاشفاً كلمة السرّ في ما يشهده مطار بيروت من أزمات لافتة للنظر بتتابعها وتكاثرها، وجعله تحت الضوء بصورة طرحت التساؤلات حول مدة فعل المصادفات في إنتاج أزمة كل يوم تجعل من المطار مصدراً لخبر أول في البلد. وتساءلت مصادر متابعة لملف المطار عن معنى الأزمات المتكرّرة من قضية عرقلة السفر بحجة أن المطار لا يتسع لعدد ضخم من المسافرين، بينما مطارات أقل حجماً تستقبل عدداً أكبر من المسافرين، ومن ثم أزمة الشركة المسؤولة عن الحقائب، وبعدها أزمة مفتعلة مع سفر رئيس الجمهورية، وركاب رحلة مصر، وصولاً لأزمة بين أجهزة الأمن العاملة في المطار وطرح قضية صلاحيات الإشراف على المطار كقضية راهنة. وقالت المصادر إنه منذ عدوان تموز 2006 والعين الأميركية على مطار بيروت، والمحاولات التي لا تتوقف لوضع اليد عليه بطريقة أو بأخرى وقضية السعي لإلغاء السلطة المستقلة للمطار متصلة منذ الأزمة التي رافقت إقالة الرئيس السابق لجهاز أمن المطار قبل سنوات. وقالت المصادر إن مَن يتابع كيفية التغطية الإعلامية للأحداث المتتابعة في المطار من قبل الفضائيات الخليجية وربطها بالحرب على حزب الله، يكتشف وجود أيد خفية تقف وراء الربط بين هذه الأزمات وبرمجتها، خصوصاً مع وجود مشروع لتحويل المطار إلى مؤسسة عامة خارج نطاق مسؤولية وزير الأشغال والنقل، وربطها برئيس الحكومة مباشرة كسلطة وصاية تحت شعار منع التجاذب بين الوزارات حولها، وربط المسؤولية عن الأمن في المطار تلقائياً برئيس الحكومة تحت شعار منع تجاذبات مشابهة على الصلاحيات بين الأجهزة، وتشكيل قوة مستقلة للمطار يلحق بها الضباط والأفراد من أجهزتهم ليصيروا تحت سلطة مستقلة وإمرة مستقلة تتبع لرئيس الحكومة.
الحريري ينتظر إشارة سعودية!
فيما أدّى المجلس النيابي «قسطه للعلى» في «تشريع الضرورة» بجلسات متتالية على مدى يومين طيّر المستقبل والقوات اللبنانية جلستها المسائية لاعتبارات سياسية وطائفية لا «ميثاقية» كما أُشيع، بقي ملف تأليف الحكومة في غياهب النسيان باستثناء حركة خجولة قام بها الرئيس المكلف سعد الحريري عبر اجتماع جمعه والنائب وائل أبو فاعور في بيت الوسط بحضور الوزير غطاس خوري خُصِص لبحث الوضع الحكومي، غير أن لا تقدم يُذكر على خط العقد الحكومية، بحسب معلومات «البناء» بانتظار إشارات خارجية سعودية للحريري غير متوافرة في الوقت الراهن في ظل التطورات الدراماتيكية الساخنة في المنطقة. ولفتت مصادر التيار الوطني الحر لـ«البناء» أن «الرئيس الحريري اشترط مسبقاً أنه لن يستمر في الجلسة عندما تخرج بنودها عن إطار تشريع الضرورة. وهو لا يريد أن يظهر وكأن مؤسسات الدولة الدستورية تسير بشكل طبيعي وموقع السنّة الأول أي رئيس الحكومة في تصريف أعمال»، لكن ذلك يدعو للتساؤل: هل الحريري ونواب تيار المستقبل وحدَهم يمثلون الميثاقية السنية؟ أين نواب المعارضة السنيّة العشرة؟ ألا يعتبر تطيير الجلسة بسبب انسحاب نواب المستقبل تجاهلاً لنتائج الانتخابات النيابية؟ وألا يشكل سابقة لتحكم تيار الحريري بانعقاد المجلس النيابي وجدول أعماله؟ وما هو مصير الحكومة الجديدة والبلد إن اندلعت حرب «الميثاقيات الطائفية»؟ وهل كان الرئيس المكلف ليحضر الجلسة لولا إقرار تشريعات مؤتمر سيدر الذي يعوّل عليه فريق الحريري لإعادة تعويمه مالياً؟
وفي ظل هذا الجمود الحكومي والسياسي القائم والأزمات التي تحاصر البلد من كل حدبٍ وصوب والفوضى التي تعمّ المؤسسات، وحده رئيس الجمهورية العماد ميشال عون يخوض الحرب الدبلوماسية للدفاع عن حقوق لبنان وقضاياه الوطنية والمصيرية من على منصة الأمم المتحدة، فيما تقوم بعض القوى السياسية في الداخل بشن حملات «تشويه سياسي» على الرئيس عون وعهده الرئاسي تحت عناوين اقتصادية ومالية وأمنية مختلفة وتحميله مسؤولية استفحال الأزمات والمشاكل، علماً أن هذه القوى هي المسؤولة عن كل هذه الأزمات كأزمة النازحين السوريين وتراكم الديون وعجز الخزينة والكهرباء والبيئة والمطار وغيرها وهي كانت في موقع السلطة والتسلط في المراحل والعهود والحكومات السابقة، ما دفع مصادر مطلعة للتساؤل عن الأسباب الخفية الكامنة للتعرّض لرئيس الجمهورية وعهده في هذا التوقيت بالذات، مشيرة لـ«البناء» الى أن «الهدف هو الضغط على رئيس الجمهورية للتنازل في الموضوع الحكومي والسياسة الخارجية، حيث يعمُد بعض الأطراف الى تنفيذ خطة خارجية لحصار العهد وتخييره بين السير بحكومة يكون لـ 14 آذار اليد الطولى فيها أو التهديد بانهيار اقتصادي ومالي مقبل على لبنان». وحمل عضو تكتل لبنان القوي النائب الياس بو صعب القوات اللبنانية مسؤولية الانسحاب من الجلسة، محذّراً من خطورة الهجوم على العهد ورئيس الجمهورية.
وما يدعو للشك والريبة أكثر هو تزامن ذلك مع صدور مشروع قانون العقوبات الجديد على حزب الله عام 2018 رقم 1595 الذي قدّمه رئيس لجنة الشؤون الخارجية في الكونغرس الأميركي اد رويس أمس، تمهيداً لتصويت الكونغرس الاميركي عليه في الساعات المقبلة! في حين تحوّل مطار بيروت الدولي الى منصة للتصويب على الرئيس عون ونصب الفخاخ له وافتعال مشكلات وقلاقل تطال الرئاسة مباشرة، فهل كل ذلك محض صدفة؟
وقللت مصادر معنية من مشروع قرار العقوبات الجديد، مشيرة لـ«البناء» الى أن «حزب الله يتوقع أن تصل العقوبات الى الحد الأقصى، لكن ذلك لن يؤثر عليه لا مالياً ولن يدفعه للتنازل سياسياً ولا عسكرياً في أي ساحة من الساحات. وهو يعتبر أنه حقق انتصارات عسكرية في كل الميادين، فلن يأخذ أحد منه بالسياسة ما عجز عنه في الحرب»، موضحة أن «توالي قرارات العقوبات يهدف الى اطالة الحرب المالية على حزب الله. وهي حرب نفسية أكثر منها واقعية».
وأكد حاكم مصرف لبنان رياض سلامة أن « البنك المركزي مستمرّ بدعم الاقتصاد عموماً والإسكان خصوصاً»، مشيراً إلى أن «القروض الإنتاجية مستمرة وبالنسبة للقروض السكنية، فلدينا رزمة جديدة سنتفق عليها مع المصارف في عام 2019».
وفي المقابل بقي إقرار المجلس النيابي لبند تمويل القروض السكنية ضبابياً، فقد أوضحت مصادر المؤسسة العامة للإسكان لـ«البناء» أن «إقرار القانون خطوة جدية ومتقدّمة ووضعت قطار عودة القروض السكنية على السكة، لكنها تحتاج الى آليات تنفيذية نعمل على صياغتها لتقديمها لاحقاً الى مجلس الوزراء لإقرارها عند تأليف الحكومة الجديدة». ولفتت الى أن «بتّ الملف ينتظر الحكومة المقبلة»، مبينة أن «عودة القروض ستتم ضمن شروط معينة تختلف عن السابق وحصر منح القروض بذوي المداخيل المحدودة مع رفع الفائدة على القروض الى 5 في المئة». واعتبر النائب ابراهيم كنعان ، ان «اقرار قانون دعم الإسكان خطوة ستمكّن الشباب الذين تقدموا بطلباتهم لتملك وحدات سكنية، من تحقيق هدفهم»، موضحاً «ان المئة مليار ليرة هي بمثابة جرعة ستحل المشكلة من خلال اقفال الملفات المقدمة».
الحجار يتمرّد على رئيسه…
ويبدو أن الصراع السياسي والحكومي الذي تجلى أمس في البرلمان بدأ ينسحب الى الأجهزة الأمنية بعد تمدده في الادارات والمؤسسات العامة كما انتقلت حرب الصلاحيات الدستورية الى تنافس على الصلاحيات في مطار بيروت. فقد وقع خلاف بين قائد جهاز أمن المطار العميد جورج ضومط وقائد سرية الدرك في المطار العقيد بلال الحجار، أدى إلى انسحاب الدرك عن التفتيش الأولي وتسلّم عناصر الجيش اللبناني التابعين لجهاز الأمن عمليات تفتيش المسافرين والحقائب. ما انعكس على حركة المسافرين التي توقفت لفترة زمينة.
وقالت أوساط أمنية معنية لـ«البناء» إن «ما حصل في مطار بيروت هو تمرد الحجار على رئيس جهاز أمن المطار الذي تخضع له جميع الوحدات الأمنية على أرض المطار بحسب القانون، وهذا التمرد جاء بغطاء من مرجعيته السياسية والوزارية أي من الحريري ووزير الداخلية نهاد المشنوق، وتساءلت كيف يزور وزير الداخلية الحجار في مكتبه فيما الأخير رفض الامتثال لتعليمات رئيسه المباشر وعمد الى إرسال برقية له يطلب منه التوقف عن مراقبته؟ وتساءلت ماذا يُخفي الحجار وماذا يُحضر كي لا يريد أن يراقبه أحد؟ وأوضحت المصادر بأن ما حصل ليس تضارب صلاحيات الضابطين بل اعتكاف أحدهما عن أداء مهمة ما يستدعي توقيفه فوراً للتحقيق معه». ولفتت المصادر الى أن «ما حصل ربما يحمل رسالة الى رئيس الجمهورية لكون أحد الضباط المسؤولين في المطار محسوباً عليه سياسياً وتأتي ملحقاً لحملة التشويه التي تعرّض لها قبيل سفره الى نيويورك»، ولفتت الى «أنه وفور عودة عون سيبادر الى التحرك لوضع النقاط على الحروف».
وباشر مفوض الحكومة لدى المحكمة العسكرية التحقيقات في موضوع توقف حركة المطار والإشكال الحاصل بين رئيس جهاز الامن وقائد وحدة قوى الامن الداخلي هناك، وكلف الأجهزة المعنية بإجراء تحقيق مشترك في الموضوع.
وخلال جولة له في المطار حيث اجتمع برؤساء الأجهزة، بعد الاشكال، قال وزير الداخلية «الإشكال انتهى ولن يتكرر ومسؤولية المطار تفتح الباب للاجتهادات ويجب وجود حد أدنى من التفاهمات، وقد حصل سوء تفاهم وانتهى». كما زار المشنوق الحريري ووضعه في الإجراءات التي اتخذتها وزارته لتأمين انتظام العمل في المطار.
عون يواجه العالم بخريطة النازحين…
واعتبر الرئيس عون خلال كلمته في الجمعية العامة للامم المتحدة أن «ازمات الجوار لا تزال تضغط على لبنان الذي يتلمس طريقه للنهوض من الازمات المتلاحقة التي عصفت به»، مشدداً على ان الأعداد الضخمة من النازحين وتداعياتها على المجتمع اللبناني تجعل الاستمرار في تحمّل هذا العبء غير ممكن، خصوصاً أن الجزء الأكبر من الأراضي السورية أصبح آمناً، معيداً التذكير بمطالبته بالعودة الآمنة لهم في كلمته من على منبر الأمم المتحدة العام الماضي، وتمييزه بينها وبين العودة الطوعية.
وأظهر الرئيس عون الخريطة الصادرة في العام 2014 عن المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون النازحين، وقد رفعها عالياً خلال إلقاء كلمته لمواجهة العالم، والتي تبين تطوّر أعداد النازحين المسجلين من 25 الفاً في العام 2012 الى أكثر من مليون في العام 2014، لافتاً الى ان الامم المتحدة توقفت في العام 2014 عن احصاء النازحين، وبعد ذلك التاريخ تابع الامن العام اللبناني الاحصاءات التي دلت على ان الاعداد تجاوزت منذ ذلك الحين وحتى اليوم المليون ونصف المليون نازح. واعاد التأكيد على «موقف لبنان الساعي لتثبيت حق العودة الكريمة والآمنة والمستدامة للنازحين الى أرضهم، والرافض كل مماطلة أو مقايضة في هذا الملف الكياني، أو ربطه بحل سياسي غير معلوم متى سيأتي، والرافض قطعاً لأي مشروع توطين، سواء لنازح أو للاجئ»، مرحباً بأي مبادرة تسعى لحل مسألة النزوح على غرار المبادرة الروسية.
من جهته، أشاد حزب الله بعون ورأى نائب الأمين العام الشيخ نعيم قاسم، «ان المواقف التي أعلنها رئيس الجمهورية على صفحات صحيفة الـ»فيغارو» هي مواقف مشرفة ومسؤولة، فقد عبر عن رؤيته للبنان السيد المستقل في إطار وحدة وطنية لا تقبل التبعية ولا الاحتلال ولا الانخراط في لعبة المحاور». وأكد أن الرئيس عون «هو الضمانة الأولى للاستقرار في لبنان، وهو الذي ملأ سجله الناصع بمواجهة الاحتلال الإسرائيلي من أجل التحرير، وبمواجهة الإرهاب التكفيري وتحقيق التحرير الكامل، وهو الحريص على تحرير لبنان وحمايته والدفاع عنه».
من جهته، اعتبر وزير الخارجية في حكومة تصريف الاعمال جبران باسيل خلال الاجتماع الوزاري الخاص بسورية الذي نظمه الاتحاد الاوروبي في مقر الامم المتحدة في نيويورك الى أن « سياسة ربط عودة النازحين وإعادة الإعمار بالحل السياسي ستفشل وستسقط»، مشيراً إلى أن «الإعمار سيبدأ في سورية ولو من دون موافقتكم والنازحون سيعودون ولو من دون تشجيعكم»، واضاف: «العودة الممرحلة تستدام بإعادة الإعمار وهي المفتاح للحل السياسي الآتي حتماً ولو متأخرا». مشيراً إلى أنه «من مصلحة لبنان أن يكون منصة لإعادة الإعمار في سورية، خاصة أن لبنان مني بخسائر كبيرة نتيجة الأزمة السورية».
اللواء
مصالِح إقتصادية ووزارية وراء افتعال الأزمات في مطار بيروت
حزب الله يستعجل الحكومة قبل 5ت2.. ويتّهم سلامة بالتماهي مع العقوبات الأميركية
فرض الاشكال الأمني، الذي وقع في مطار رفيق الحريري وأدى الى تعطيل الملاحة الجوية لبعض الوقت، قبل ان يتوجه وزير الداخلية والبلديات في حكومة تصريف الأعمال نهاد المشنوق إلى المطار للمساهمة في فضّ الاشكال، واعادة الأمور الى نصابها، واحتواء الاحتقان بين رئيس جهاز أمن المطار العميد جورج ضومط، وقائد سرية الدرك في المطار العقيد بلال حجار، نفسه بنداً بالغ الخطورة، وكأن وراء الأكمة ما وراءها، بعد سلسلة من الإشكالات بدأت مع العطل الذي طرأ في 7 ايلول الجاري على شبكة الاتصالات التابعة لشركة Sita المشغلة لنظام الحقائب والركاب المغادرين عبر المطار.. ثم تتالي الأعطال في حركة الطيران وصولاً الى ما عرف «بالطائرة الرئاسية»، بهدف زعزعة الثقة بالبلد بالتزامن مع ضغوطات مقبلة، تتعلق بخضات محدقة منها المالي ومنها الاقتصادي، أو النقدي، مع تنامي الضغوطات على الليرة، في سياق العقوبات التي تستهدف دول مناوئة للسياسة الأميركية، من ايران إلى تركيا مروراً بروسيا الاتحادية، حيث تتالت انهيارات الروبل، والريال الإيراني، والليرة التركية.. وسط معلومات تتحدث عن إقرار سلسلة من العقوبات الجديدة ضد حزب الله قبل الخامس من ت2 المقبل..
وبانتظار عودة الرئيس ميشال عون من الأمم المتحدة المتوقعة خلال 24 ساعة، بعد ان ألقى أمس كلمة لبنان امام الجمعية العامة للمنظمة الدولية، معلناً رفض لبنان القطعي لأي مشروع توطين سواء لنازح أو لاجئ، معرباً عن ترحيب لبنان بأي مبادرة تسعى لحل مسألة النزوح على غرار المبادرة الروسية، استمرت الاتصالات، ولكن على وتيرة بطيئة حول التأليف الحكومي، فاستقبل الرئيس المكلف سعد الحريري النائب وائل أبو فاعور وعرض معه الموقف، وعلمت «اللواء» من مصدر «اشتراكي ان أي تقدّم لم يطرأ ولا شيء جدياً حتى الآن في طروحات معالجة العقدة الدرزية، أو التمثيل الدرزي..
على ان الأهم، ما كشفته مصادر واسعة الاطلاع لـ«اللواء» من ان حزب الله، يتجه للقيام باتصالات مباشرة تتعلق بالمساهمة في حلحلة العقد التي تؤخّر تأليف الحكومة، ومنها الاتصال المباشر مع بعبدا وفريق رئيس الجمهورية، بهدف تسريع عملية التأليف لمواجهة التحديات المرتقبة، وفي فترة زمنية لا تتجاوز أوائل تشرين الثاني المقبل، موعد العقوبات الأميركية الجديدة ضد إيران وحزب الله.
وعلى ذمة مصادر سياسية بارزة، فان لبنان مقبل من الآن وحتى نهاية السنة الحالية على خضة مالية واقتصادية خطيرة، حيث من المتوقع ان تخسر الليرة اللبنانية قيمتها أمام الدولار على نحو دراماتيكي.
وشددت المصادر على ان المسألة هنا ليست تهويلا ويجب التدقيق بها في ظل ما يحكى عن استياء جهات سياسية مهمة بينها الثنائي الشيعي من اداء حاكم مصرف لبنان رياض سلامه واتهامه بشكل مباشر بالتماهي الى حد بعيد مع الضغوطات الاميركية، واستعداده لتطبيق العقوبات بحذافيرها.
ووفقا لمعلومات خاصة بـ«اللواء» فان زيارة مدير مكتب التحقيقات الفدرالي الاميركي كريستوفر راي الى بيروت منذ اسبوع جاءت في جزء منها للتباحث في شان العقوبات الاميركية ضد حزب الله والضغط على الدولة اللبنانية للتجاوب معها تحت التهديد بتضييق الخناق عليها اقتصاديا وسياسيا في حال التنصل من العقوبات او الالتفاف عليها.
وعليه ، اذا اردنا قراءة ما تقدم من زاوية منطقية، نجد بان تأييد حزب الله لرئيس الحكومة المكلف سعد الحريري في الجلسة التشريعية قبل يومين فيما خص مقررات مؤتمر «سيدر» يصب في اطار مغازلة فرنسا وتوجيه رسالة ودية لجهة استعداد الحزب لحماية ما تعتبره باريس منفذها الوحيد حاليا للعودة الى لبنان، وتوفير مظلة دولية – أوروبية في وجه التهور الأميركي وارتدادات العقوبات الاقتصادية غير المدروسة.
الحكومة الى الواجهة
في هذا الوقت، عادت البلاد الى دوامة البحث عن صيغة حكومية جديدة بعدما انشغلت على مدى يومين بالجلسة التشريعية للمجلس النيابي مع ما لها من انجازات وما عليها من ملاحظات، فيما ترك كلام رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط امس الاول عن امكانية البحث في ما يعرض عليه من حصة وزارية وحقائب الباب امام تكهنات باحتمال تدويره الزوايا في ما خصّ حصة الحزب في الحكومة، شرط ان يعرض عليه شيء عملي ومباشر، بينما استمر الحديث عن تعديلات انجزها الرئيس المكلف سعد الحريري وهو بصدد تقديمها الى الرئيس عون فور عودته من نيويورك مساء غد الجمعة.
وفيما لم تعرف بالضبط ما هي التعديلات التي يقترحها الرئيس الحريري، تردد ان من بينها اما العودة الى صيغة الثلاث عشرات التي سبق ورفضها التيار الوطني الحر مطالبا بحصة له ولرئيس الجمهورية من 11 وزيرا ما يعني الثلث المعطل المرفوض من قبل الرئيس المكلف، واما العودة الى صيغة 24 وزيرا لتخفيف حجم وحدة المطالب للاطراف السياسية وبما يعالج الكثير من العقد حول التمثيل المسيحي والدرزي والسني من خارج تيار المستقبل. لكن ثمة طرح ثابت في كل الصيغ وهو امكانية منح «القوات» نيابة رئاسة الحكومة برغم انه منصب فخري اكثرما هو عملي، وحقيبة خدماتية وحقيبة اساسية وحقيبة دولة.
وفي هذا الصدد، قالت مصادر نيابية في «تكتل لبنان القوي» ان التيار الحر لم يتلقَ بعد اي مقترح جديد حول صيغة الثلاث عشرات، وانه حتى يوم امس، لم يكن قد طرأ اي جديد حول تشكيل الحكومة.
وبقيت صيغة 24 وزيرا مكتومة ومتحفظ عليها، خاصة مع عدم وضوح نوع الحقائب التي ستسند «للقوات اللبنانية» وللحزب الاشتراكي، الذي لن يحصل في ظل مطالب الاطراف الاخرى على حقيبة وازنة واساسية سوى على حقيبة التربية على مايبدو، بعدما تمسك حزب الله وتيار «المردة» بحقيبتي الصحة والاشغال وحقائب عادية، ورفض التيار منح حقيبة العدل «للقوات» وتمسكه بها الى جانب حقائب الدفاع والطاقة والخارجية وحقائب اخرى عادية، فيما يتمسك تيار المستقبل بحقيبتي الاتصالات والداخلية. وتبقى كل هذه الطروحات من قبيل الافكار للتداول وليست نهائية.
وكان الرئيس الحريري قد التقى امس، عضو كتلة اللقاء الديموقراطي النائب وائل ابو فاعور في حضور الوزير غطاس خوري، وجرى بحث في اخر المستجدات الحكومية.
صراع أجهزة أم صراع سياسي
وسط هذه الأجواء، كان لافتاً للانتباه، تمدد الصراع السياسي إلى الأجهزة الأمنية في مطار بيروت، مما طرح أكثر من سؤال وعلامات استفهام حول ما يحصل في المطار، خصوصاً وأن ما جرى أمس، في قاعة المغادرين، عطل سفر الركاب لفترة زمنية استمرت أكثر من ساعتين، واعاد إلى الأذهان العطل التقني الذي طرأ على أجهزة «السكانر» قبل ثلاثة أسابيع، وأدى إلى فوضى عارمة وازدحام كثيف فوت على كثير من المسافرين رحلات عمل إلى الخارج وألحق اضراراً بمصالحهم، من دون ان يعوض عليهم أحد، أو يكشف التحقيق أسباب هذا العطل. علماً ان ما جرى تزامن أيضاً مع ملابسات حصلت قبل سفر الرئيس ميشال عون إلى نيويورك، من تسريب معلومات عن عدد الوفد الرسمي المرافق له، وعن إنزال ركاب طائرة رديفة كانت مخصصة لرحلة إلى القاهرة في نفس موعد سفر الرئيس، مما جعل القضاء يتحرك على خلفية شبهات بحصول خرق أمني للاجراءات المتخذة لحماية أمن رئيس الجمهورية.
كل هذه الحوادث غير البريئة دفع عددا من السياسيين والمسؤولين إلى التساؤل، حول طبيعة المؤامرة التي تستهدف مطار رفيق الحريري الدولي، والهدف من تعطيل هذا المرفق الحيوي، ووجه لبنان إلى الخارج، وعما إذا كان يهدف إلى تحميل المسؤولية للشركة التي تتولى ادارته، والتي تعتبر من أنجح الشركات اللبنانية، أو تحميلها للوزارة المخولة الاشراف على المطار، بقصد انتزاعها من التيار السياسي الذي يتولى حقيبة هذه الوزارة، لتبرير تسليمها للتيار السياسي الحاكم.
وإذا كانت كل هذه التساؤلات ستطرح لاحقاً من ضمن التحقيقات التي باشرها مفوض الحكومة لدى المحكمة العسكرية القاضي بيتر جرمانوس، سواء في ما جرى من صراع بين الأجهزة الأمنية، أو في الخرق الأمني لحماية رئيس الجمهورية، فإن الثابت ان الصراع الذي حصل أمس بين جهاز أمن المطار، وقيادة سرية درك المطار، ليس صراعاً على الصلاحيات، بحسب ما أكّد وزير الداخلية نهاد المشنوق، معتبراً اياه مجرد «سوء تفاهم انتهى»، بل هو أبعد من ذلك، تتداخل فيه السياسة مع الصلاحيات المناطة بالأجهزة، لترسم صورة مأساوية لواقع الحال في المطار والذي لا يسر أحداً.
على ان الرواية شبه الرسمية لما حصل، اشارت إلى ان الاشكال الذي حصل، كان نتيجة «قلوب مليانة»، بين قائد سرية درك المطار العقيد بلال الحجار ورئيس جهاز أمن المطار العميد جورج ضوميط، وان الحجار كان رفع كتاباً إلى ضوميط رغم انه يعتبر رئيسه المباشر، شكا إليه من ان عناصر الجهاز يعمدون إلى مراقبة عناصر سرية الدرك عند نقاط التفتيش لدى مغادرة الركاب، مهدداً بتوقيف من يعمد الى ذلك، لكن ما حصل، بحسب المعلومات، ان عناصر من جهاز أمن المطار، وبناءً على معلومات ذات طابع أمني حضروا صباحاً إلى نقاط التفتيش لمراقبة حركة المسافرين، مما اثار امتعاض عناصر قوى الأمن الذين كانوا عند هذه النقاط، ثم عمدوا إلى الانسحاب، بعد مراجعة قائدهم العقيد الحجار الذي طلب منهم إطفاء أجهزة التفتيش ومغادرة مكانهم.
ورغم تدخل الجيش وتسلمه نقاط التفتيش محل عناصر قوى الأمن، الا ان ما جرى أدى إلى توقيف التفتيش لبعض الوقت، وازدحام كثيف للمسافرين عند هذه النقاط، ولكن من دون تعطيل رحلات الطيران ضمن مواعيدها المعتادة.
وعلى وقع اتصالات على المستويات العسكرية والأمنية والوزارية، بلغت الرئيس عون في نيويورك والرئيس سعد الحريري، حضر الوزير المشنوق إلى المطار، وعقد سلسلة اجتماعات في مبنى المديرية العامة للطيران المدني، ثم أعلن ان الاشكال الذي حصل نتيجة سوء تفاهم تمّ حله، وانه جاء ليعتذر من النّاس، وانه هو المسؤول عن كل الأجهزة الأمنية في المطار، مشدداً على ان لا كيدية بين رؤساء هذه الأجهزة، في إشارة إلى خلاف ضوميط – الحجار، علماً أن الأخير لم يحضر الاجتماع الموسع مع الوزير، بل التقاه على انفراد بعده.
ولاحقاً زار المشنوق الرئيس الحريري في بيت الوسط، واطلعه على الإجراءات التي اتخذها لإعادة انتظام العمل في المطار.
يُشار على هذا الصعيد، ان مديرية المخابرات افرجت أمس عن مدير صفحة «Olba Aviation» محمود المصري بعد التحقيق معه في قضية تسريب معلومات عن رحلة رئيس الجمهورية إلى نيويورك.
عون امام الأمم المتحدة
وفي محطة اليوم الثالث من زيارة رئيس الجمهورية العماد ميشال عون الى نيويورك: كان خطابه الذي توجه به الى الجمعية العامة للامم المتحدة باعثا برسائل في جميع الاتجاهات. وضع الرئيس عون الحقائق عن مشاكل دول العالم وكشف عن مكامن الخلل في السياسات المتبعة ما يحتم على الامم المتحدة تطوير دورها المستقبلي، وهو تقصد ان تكون بداية الخطاب عن واقع الامم المتحدة لينطلق بعد ذلك الى اهمية وضع مشروع اصلاحي يلحظ توسيع مجلس الامن واعتماد نظام شفاف. وقالت مصادر سياسية مطلعة لـ«اللواء» ان الرئيس عون تميز في هذه الاشارة عن معظم الرؤساء لجهة الاضاءة على هذا الملف.
وفي خطابه الذي وزع باللغتين الانكليزية والفرنسية , اتى على ذكر القرارات الدولية التي تمنعت الدول عن تنفيذها لانها لا تناسبها. وهنا كانت لافـتة عدم حصره الامر بالموضوع اللبناني انما بالموضوع الفلسطيني وكانت استفاضة منه عن تهويد القدس ووفف مساعدات الولايات المتحدة للاونروا طارحا المشهد المتكامل للقضية الفلسطينية، فهناك شعب وجد نفسه من دون هويه ووطن. اما في الشق المتصل بلبنان فقدّم عرضا عن واقع الحال مؤكدا ان لبنان على طريق تشكيل حكومته تبعا لنتائج الانتخابات النيابية.
وقالت المصادر نفسها ان رئيس الجمهورية سارع الى رفض اي مقايضة في ملف النازحين السوريين حاملا خارطة استحوذت على اهتمام الحاضرين عن تطور اعداد النازحبن للاعوام 2012 و 2013 و2014. رفع الخريطة وانهالت كاميرات التصوير لالتقاط الصورة عن ازدياد الاعداد.
واوضحت المصادر نفسها ان الرئيس عون اشار في اكثر من اطلالة خارجية عن المقاربات الدولية التي تفتقر الى العدالة والى التطرف، ومن هنا ختم الخطاب مكرراً الدعوة الى الحوار وقدم طرحه حول ضرورة ان تتجسد مبادرة جعل لبنان مركزا لحوار الحضارات بإنشاء أكاديمية لتفادي النزاعات.
اما الخارطة الصادرة عن المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين فقد بينت تطوّر اعداد النازحين المسجلين من 25 ألفاً في العام 2012 إلى أكثر من مليون ونصف في العام 2014، رافضاً اعتبار هؤلاء لاجئين سياسيين، باستثناء قلة منهم، ومرحباً بأي مبادرة تسعى لحل مسألة النزوح على غرار المبادرة الروسية.
ومساءً بتوقيت بيروت (ظهراً بتوقيت نيويورك) سلم الرئيس عون الأمين العام للأمم المتحدة انطونيوس غويتريس دراسة مفصلة لتطوير مبادرة المركز الدولي لحوار الحضارات والثقافات والاديان، وانشاء اكاديمية للتلاقي والحوار الدائم وتعزيز روح التعايش بما يتماشى مع اهداف الامم المتحدة، متمنيا على غوتيريس ان «تدعم الامم المتحدة نشوء هذه الاكاديمية». وقد رحب غوتيريس بـ«المبادرة اللبنانية»، واعدا بـ«تقديم كل الدعم اللازم إليها»، معلنا أن «الامم المتحدة في صدد تفعيل تحركها من اجل الحوار بين الاديان والحضارات، من خلال تعيين ممثل شخصي للامين العام لهذه المهمة».
ويلتقي عون (عند الثالثة من فجر الخميس بتوقيت بيروت) أبناء الجالية اللبنانية في نيويورك، قبل ان يعود إلى بيروت ليصل الجمعة.