حدد رئيس الجمهورية العماد ميشال عون العناوين العريضة للمرحلة السياسية المقبلة. في خطابه أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، وفي إطلالات إعلامية عبر صحيفة "لوفيغارو" الفرنسية، وتلفزيون "روسيا اليوم"، كشف الرئيس عون الإتجاهات الأساسية للسياسة الرسمية في الموقف من المقاومة الوطنية، تشكيل الحكومة، الصراع مع العدو الصهيوني على الموارد النفطية، تسليح الجيش، الوضع الإقتصادي، إعادة النازحين السوريين، رفض توطين اللاجئين الفلسطينيين وحق العودة. وهذا الوضوح الرئاسي بشأن المستقبل اللبناني، يحسم الكثير من المناقشات في صيغة البيان الوزاري لـ"حكومة العهد الأولى"، التي تحرك مخاض ولادتها، مجدداً، في الساعات الأخيرة …
البناء
نتنياهو: صور بساتين طهران منشآت نووية… وأدرعي لصور تفضح أزمات مطار بيروت
مؤتمر خليجي أميركي إسرائيلي يحضره رئيس الموساد «متّحدون بوجه إيران»
الحريري يستعدّ: القوات بحقيبتين ووزير دولة ونائب الرئيس… وجنبلاط جاهز
لا زال منبر نيويورك منصة لإطلاق المواقف، حيث أكمل رئيس حكومة الاحتلال نيامين نتنياهو ما بدأه الرئيس الأميركي دونالد ترامب، من محاولات لحشد المواقف الدولية بوجه إيران، وهي محاولات بدت يائسة رغم نجاحها بتظهير تعاون قائم أصلاً بين واشنطن وتل أبيب وعواصم الخليج. فالمواقف الأوروبية التي تسجل انتقاداتها لإيران في القضايا الإقليمية كاليمن ولبنان، تعتبر أن التمسك بالالتزام بالتفاهم النووي مع إيران هو الطريق لمفاوضات وحوارات تتيح صياغة تفاهمات وتسويات حول قضايا الخلاف. وكلمات الرئيس الإيراني حسن روحاني لا زالت تتردد أصداؤها في الجمعية العمومية للأمم المتحدة لجهة اعتبار نقض التفاهم النووي خرقا لقرار أممي صدّق عليه مجلس الأمن الدولي، وتوصيف العقوبات كعقوبات تطال من ينفذ القرارات الأممية، وبالعودة للقرار الأممي فقط يمكن فتح الحوار والتفاوض مجدداً، ولم تفلح في تغيير الصورة الصور الاستعراضية التي حملها نتنياهو بصفتها إثباتاً على منشآت نووية عسكرية سرية إيرانية قرب العاصمة الإيرانية طهران، وواحدة من الصور هي لأحد البساتين القريبة من طهران، كما قالت مواقع غربية عديدة حوّلت كلام نتنياهو لتغريدات ساخرة، متسائلة لماذا لا تقدّم «إسرائيل» ما لديها من معلومات موثقة للوكالة الدولية للطاقة الذرية وهي تملك حق التحقيق وفقاً لمضمون التفاهم النووي، الذي لا زالت إيران تلتزم أحكامه، فيما واشنطن وتل أبيب تحرضان على إلغائه.
الإنجاز الوحيد لنتنياهو كان ظهور وزير الخارجية السعودية عادل الجبير إلى جانب رئيس الموساد يوسي كوهين في مؤتمر ترأسه وزير الخارجية الأميركية مايك بومبيو تحت عنوان «متحدون بوجه إيران»، في خطوة تكمل ما سبق ومهّدت له الطريق اللقاءات الخليجية الإسرائيلية السابقة، ليتم تظهير العلاقة الحكومية بصورة سافرة، في لحظة تفاهم أميركي إسرائيلي عنوانه لا عودة عن اعتبار القدس عاصمة موحدة لإسرائيل كدولة قومية لليهود.
الناطق بلسان جيش الإحتلال أفيخاي أدرعي سار على خطى معلمه نتنياهو فاستعرض صوراً لا معنى لها لمناطق قرب مطار بيروت ليصفها كمواقع عسكرية لمنشآت صاروخية لحزب الله، وبمثل ما كانت صور نتنياهو بلا قيمة إلا تظهير العلاقة الخليجية الإسرائيلية، كانت حملة أدرعي على مطار بيروت تظهيراً لأسرار الأزمات المفتعلة المتكررة في مطار بيروت، ربطاً بصيغة يتم التمهيد لطرحها في التداول، بدأت حملاتها التمهيدية بدعوات بعض بقايا قوى الرابع عشر من آذار بالحديث عن تدويل وضع المطار.
لبنانياً، مع عودة رئيس الجمهورية العماد ميشال عون من نيويورك، تحدثت مصادر مطلعة على مضمون الحراك الذي يقوده الرئيس المكلف بتشكيل الحكومة سعد الحريري، فوصفته بترتيب الأوراق تمهيداً لملاقاة رئيس الجمهورية بتشكيلة معدلة، ضمن سيناريوهات حصل على موافقات غير نهائية من أصحابها عليها، بانتظار موافقة مبدئية من رئيس الجمهورية لتظهيرها، وقالت المصادر أن بيد الحريري قبولاً من رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع بتسوية تحصل بموجبها القوات على حقيبتين وزاريتين إحداهما وازنة، ونائب رئيس حكومة بلا حقيبة ووزير دولة، كما بات بيده قبول النائب السابق وليد جنبلاط بحقيبتين ووزير دولة، وعدم ممانعة من توزيع حصته على وزيرين درزيين ووزير مسيحي، بينما الرئيس الحريري يملك التفاهم مع رئيس الجمهورية حول التمثيل السني في الحكومة.
تفاؤل حذر بقرب ولادة الحكومة
تفاؤل حذر خيم على ملف تأليف الحكومة خلال الأيام القليلة الماضية وسط مؤشرات داخلية واقليمية تشي بإمكانية احراز تقدم على مسار ولادة الحكومة العتيدة، بموازاة حركة لافتة قام بها الرئيس المكلف سعد الحريري باتجاه كليمنصو ومعراب أمس وأول من أمس، مع ترجيح أن تنشط الاتصالات أكثر مع عودة رئيس الجمهورية العماد ميشال عون الى بيروت ليل أمس. أما في بيت الوسط فلم تنقطع الإتصالات على محاور التأليف، بحسب ما علمت «البناء» حيث يجري الحريري اتصالات ولقاءات وسط تكتم شديد على تفاصيل التفاوض حرصاً على نجاح المساعي لتذليل العقد. وقالت مصادر بيت الوسط لـ»البناء» إن «التواصل والتشاور بين الرئيسين الحريري وعون مستمر، إن كان عبر الهاتف أو من خلال وسطاء يزورون بعبدا بين الحين والآخر»، وأوضحت أن «المشاورات التي يجريها الحريري تهدف الى الوصول الى مخارج للعقد القائمة تمهيداً لوضع صيغة معدلة عن صيغته السابقة، على أن يزور الرئيس عون في بعبدا خلال الأيام القليلة المقبلة بعد انتهائه من وضع المسودة الحكومية». وأشارت الى أن لا عقد خارجية أمام التأليف بل العقد موجودة في الداخل، مستبعدة أن يتم التوصل الى اتفاق بشأن تمثيل المعارضة السنية.
مخرج للعقدة القواتية!
وبحسب المعلومات، فإن «البحث يدور على مخرج للعقدة القواتية ومضمونه اعطاء القوات 3 حقائب من ضمنها واحدة خدمية وازنة غير سيادية أو أساسية ووزير دولة يكون أيضاً نائباً لرئيس مجلس الوزراء بعد أن ألمح رئيس الجمهورية في لقاءات سابقة مع القوات الى أنه سيتعاطى بإيجابية مع القوات لجهة منحها حقيبة سيادية أو نائب رئيس الحكومة». في حين أكدت مصادر القوات أنها لن تتنازل أكثر من ذلك. وأشارت مصادر نيابية في التيار الوطني الحر لـ»البناء» الى أن «الحكومة ستولد بعد عودة الرئيس عون من نيويورك»، لافتة الى أن «الاجواء ايجابية بعد أن اتجهت الأمور نحو الحلحلة خلال الأيام القليلة الماضية».
وكان هذا الاقتراح مدار بحث ونقاش بين رئيس القوات سمير جعجع والرئيس المكلف أمس، في بيت الوسط، ولفتت مصادر قواتية لقناة أم تي في أنّ «هدف زيارة جعجع إلى الحريري ، هو التشاور واستباق مفاوضات تأليف الحكومة، الّتي ستسكمل بعد عودة رئيس الجمهورية من نيويورك». مشيرة الى أن القوات «وضعت كلّ التسهيلات اللازمة أمام الحريري».
ووصل رئيس الجمهورية ليل أمس، الى بيروت بعدما ترأس الوفد اللبناني إلى اجتماعات الجمعية العمومية للأمم المتحدة، وأشار عون في حديث للاعلاميين على متن الطائرة أن «عملية التأليف هي لدى الرئيس المكلف والتسوية الرئاسية انطلقت من مصالحة مسيحية وبتوافق على حكومة وفاق وطني». وأضاف عون: «أنا لست رئيس تكتل لبنان القوي كي اضغط على رئيسه حالياً ولا يجوز أن اضغط على طرف دون الآخر».
وأكد عون خلال حفل الاستقبال الذي أقامته رئيسة بعثة لبنان الدائمة لدى الامم المتحدة السفيرة امل مدللي وسفير لبنان لدى واشنطن السفير غابي عيسى أكد الأخير ان «الاصلاحات التي يشهدها لبنان على الصعد كافة، من اجل طمأنة اللبنانيين الى مستقبل بلدهم والبدء بجعل الناس يعتادون على امور جديدة غير تقليدية، والابتعاد عن الشائعات السلبية التي تتناول اشخاصاً والحالة العامة دون التحلي بروح المسؤولية».
في موازاة ذلك، اشار الرئيس عون الى ان «برنامج الكهرباء بدأ تنفيذه، ويتطلب بعض الوقت لسنتين او ثلاث وما تسمعونه من اخبار في هذا المجال يكون في معظمه غير صحيح. صحيح ان المرحلة ليست سهلة، وورثت ديناً يبلغ 80 مليار دولار وباقتصاد ريعي غير منتج وكان عبارة عن لعبة مالية فقط، وبدأنا صرف الاموال وغرقنا في الديون، لكن لدينا مشاريع مستقبلية عديدة ومنها الخطة الاقتصادية للنهوض بالاقتصاد، وان شاء الله ستبدأ مرحلة بداية الصعود، وبعد سنتين ستكون الاحوال افضل بكثير». وتابع «هذه الاعمال تقنية وسهلة، لكن العقد النفسية الموجودة في العالم السياسي مبنية على الشخصية بدل العمل الجماعي، ومن الصعب على البعض الاعتماد على نمط جديد يعتمد على المشاركة، لهذا السبب نواجه بعض الصعوبات لنبقى في المسار السليم والسريع المتبع».
الى ذلك، وجهت كتلة الوفاء للمقاومة التحية الى الرئيس عون ، مشيدة بـ»مواقفه الوطنية الجريئة والواضحة سواء في الامم المتحدة أو الى صحيفة «لو فيغارو»، وتعبيره عن «رؤيته السيادية الجامعة مثمناً الدور الوطني لحزب الله في الشأن الداخلي والتصدي لإسرائيل و المجموعات التكفيرية»، معتبرة أن «هذه المواقف حين تصدر عن الرئيس في هذه الظروف تؤكد تقديره لنهج حزب الله الوطني». ولفتت الى أن «تشكيل الحكومة سيتطلب مقاربات أكثر واقعية والتي تحتاج الى الكثير من الجهود الوطنية البعيدة عن النفوذ»، ومشددة على أن «الجدل العقيم عن الحقائب لا يجوز أن يُبقي البلد دون حكومة تنتظرها مهام صعبة».
السفير الروسي
وأكد السفير الروسي في لبنان الكسندر زاسيبكين في تصريح ان «المبادرة الروسية لإعادة النازحين السوريين من دول العالم الى بلادهم قائمة، والشغل ماشي في روسيا عبر اللجنة العليا، التي تقوم بعملها بشكل طبيعي وجيد في معالجة المواضيع التي تؤمّن العودة الآمنة، وهي تجتمع يومياً وتتابع الامور على الارض في سورية». واضاف: هناك مبالغات كثيرة وتكهنات وتشويش، نحن نعمل على الارض في معالجة مواضيع الابنية والمدارس المتضررة التي ستستقبل العائدين، فهناك هموم انسانية وامنية واقتصادية لا بد من متابعتها ومعالجتها، وعمل اللجنة الروسية ليس عملاً سياسياً بل انساني واقتصادي وأمني».
وبالنسبة لعمل اللجنة المشتركة اللبنانية الروسية في هذا المجال، قال السفير زاسيبكين: «ان لبنان يتولى مسألة ترتيب العودة لمن يرغب ونحن نساعد من سورية التي تساعد ايضا في النواحي التي ذكرناها انسانيا واقتصاديا وامنيا، والعودة من لبنان قائمة ولا مشكلة حولها».
الأمن العام أحبط مخططاً ارهابياً…
نجح جهاز الامن العام مجدداً من انقاذ لبنان من مخطط ارهابي غير مسبوق، وبحسب المعلومات فإن «المخطط كان يقوم على تنفيذ داعش عمليتيْن نوعيتيْن في لبنان والخارج. في لبنان محاولة تسميم خزان يتزوّد منه الجيش بالمياه، وخارجَ لبنان محاولة تسميم جماعي في حفلة بإحدى الدول الأجنبية»، إلا أن «الأمن العام اعتقلت الفلسطيني الذي كان مكلفاً بتصنيع المتفجرات وتركيب مواد سامة والذي كان مرتبطاً بأحد كوادر داعش في سورية «أبو جلاد» وذلك بالاشتراك مع شخص آخر يقيم في احدى الدول الأجنبية».
اللواء
بوادر «خرق تأليفي» وت1 شهر الحسم!؟
عون لن يضغط على باسيل وجعجع في بيت الوسط.. وتحريض إسرائيلي على المطار
هل يكون شهر تشرين أوّل، بدءاً من اوله الاثنين المقبل شهر الحكومة؟
أبعد من حركة الاتصالات المخفية والمعلومة التي يجريها الرئيس المكلف سعد الحريري، وترقب عودة الرئيس ميشال عون ليسير المشهد من مرحلة الترقب إلى مرحلة التحسب لمخاطر المراوحة، وافتعال الأزمات، وانتظار المتغيّرات.
في المعلومات الجديدة، في سياق ما كشفته «اللواء» أمس، يتزايد الاقتناع لدى اللاعبين المحليين الأساسيين، ان «وقت الفراغ» آذن بالنفاذ، ولا بدّ من العمل قبل فوات الأوان، وذلك وفقاً لمصادر المعلومات، انطلاقاص من مقاربتين:
1- تقديم تنازلات لا تتجاوز السقوف المقبولة..
2- التعامل مع الملاحظات الرئاسية، وإسقاط الفيتوات المتبادلة..
ولم تشأ مصادر «المطبخ» الإيغال بالتفاؤل، لكنها قالت ان «خرقاً» قد يحصل في بحر الأسبوع المقبل، يمكن أن يؤسّس لتقديم مسودة حكومة، في اجتماع الرئيسين عون والحريري قابلة للحياة.
وقبيل مغادرته نيويورك، قال الرئيس عون: عملية التأليف هي لدى الرئيس المكلف ولتسوية الرئاسية انطلقت من مصالحة مسيحية وبتوافق على حكومة وفاق وطني، وهي لا تزال قائمة.
وقال امام الإعلاميين في الطائرة إلى بيروت: انا لست رئيس تكتل لبنان القوي لكي اضغط على رئيسه حالياً، ولا يجوز ان اضغط علىطرف دون الآخر..
وقال: انتظر الحريري بعد الملاحظات التي قدمتها وعندما قلت الملاحظات قالوا انني اتدخل بالصلاحيات..
سياسياً، في بيت الوسط، تركز الاهتمام على شأنين متلازمين: تأليف الحكومة، والثاني مقررات مؤتمر سيدر والتي شرّع مجلس النواب المتطلبات المطلوبة بها..
ففي الشأن الأوّل، استقبل الحريري قبل ظه أمس رئيس حزب «القوات اللبنانية» د. سمير جعجع، وبحث معه الاتصالات الجارية لتأليف الحكومة الجديدة.
وعلمت «اللواء» ان جعجع رغب في زيارة بيت الوسط استباقاً لأية صيغة تعرض، وتضع الحزب امام الأمر الواقع..
وأشار مصدر مطلع إلى ان الطرح الجديد يقضي بإعادة منصب نائب رئيس الحكومة إلى القوات، مع حقيبة وزير دولة، ووزارتين وازنتين.
إلا ان مصادر نيابية في الحزب الاشتراكي، نفت حصول أي خرق على صعيد العقدة الدرزية، وأكدت لـ«اللواء» انه لم يحصل أي جديد، وما زلنا ندور في الحلقة المفرغة نفسها، في انتظار عودة الرئيس عون، الذي قالت مصادره بدورها ان الاتصالات بين المعنيين في الملف الحكومي لم تتوقف، وستتكثف لدى عودته اليوم، وان هناك جواً يُشير إلى وجود بعض المعطيات الإيجابية لكن ما من شيء محسوم بعد، وذلك في معرض الكلام عن وزيرين يسميهما النائب السابق وليد جنبلاط والثالث يسمى بضمانة الرئيسين برّي والحريري.
وذكرت مصادر مسؤولة في «القوات اللبنانية» ان جعجع الذي التقى الحريري امس في حضور وزيرالاعلام ملحم رياشي ووزير الثقافة الدكتور غطاس خوري، تناول ما يتم تداوله من تسريبات اعلامية عن تعديلات على الصيغة الحكومية تطال حصة القوات اللبنانية وموافقتها على بعض المقترحات، وابلغ جعجع الرئيس المكلف،ان القوات غير معنية بكل ما يتم تداوله ولا تعكس موقفها من التمثيل في الحكومة الذي يتمسك بالتمثيل حسب نتائج الانتخابات النيابية.
واضافت المصادر ان الموضوع الذي اخذ حيزا كبيرامن النقاش تناول مخاوف الدكتورجعجع من الوضع الاقتصادي- الاجتماعي، حيث طرح رئيس القوات فكرة عقد اجتماعات للحكومة تحت عنوان «اجتماعات الضرورة» كجلسات الضرورة للمجلس النيابي، في حال تأخرتشكيل الحكومة، من اجل فتح نقاش مستفيض للاتفاق على ملفات محددة اساسية للبحث في معالجتها، مشيرة الى ان عقد مثل هذه الاجتماعات الوزارية يحتاج الى توافق سياسي كماحصل من توافق على جلسات تشريع الضرورة.
واشارت المصادر الى ان الرئيس الحريري لديه نفس الهواجس والمخاوف ولذلك كان متفهما لهواجس جعجع واقتراحه. لكن الموضوع بحاجة الى بحث وتوافق سياسي.
العقوبات الجديدة
وتهدف العقوبات الأميركية الجديدة إلى الحد من قدرة «حزب الله» على جمع الأموال وتجنيد عناصر له، إضافة إلى زيادة الضغط على المصارف التي تتعامل معه وعلى البلدان التي تدعمه وعلى رأسها إيران.
وتمنع العقوبات أيضا أي شخص يدعم الحزب ماديا وبطرق أخرى من دخول الولايات المتحدة.
ويعطي المشروع الرئيس الأميركي صلاحية رفع حظر إعطاء تأشيرات الدخول، شرط أن يبلغ الكونغرس عن قراره في فترة لا تتجاوز الستة أشهر، وعلى أن يقدم أدلة للكونغرس تشير إلى أن قراره يَصب في مصلحة الأمن القومي للولايات المتحدة.
ويفرض المشروع أيضا عقوبات على داعمي «بيت المال، جهاد البناء، مجموعة دعم المقاومة، قسم العلاقات الخارجية للحزب، قسم الأمن الخارجي للحزب، تلفزيون المنار، راديو النور، المجموعة الإعلامية اللبنانية».
وقال رئيس لجنة الشؤون الخارجية النائب الجمهوري من ولاية كاليفورنيا إد رويس في بيان: إن «مقاتلي حزب الله يستمرون في قتل المدنيين من أجل الأسد في سوريا، ويجمعون في الوقت ذاته صواريخ على الحدود الشمالية لإسرائيل».
وأضاف «في الأسبوع الماضي فقط، تباهى زعيم الحزب بأن لديه صواريخ ذات قدرات دقيقة»، مشيرا إلى أن مشروع القرار «سيبني على العقوبات السابقة المفروضة على حزب الله من خلال استهداف تمويله وتجنيده الدوليين وكذلك أولئك الذين يمدونه بالأسلحة».
وختم أن مشروع القانون نتاج أشهر من العمل المشترك بين الحزبين الجمهوري والديموقراطي في مجلسي النواب والشيوخ، مبديا أمله أن يتبنى مجلس الشيوخ المشروع بسرعة.
وفيما امتنعت مصادر في «حزب الله» الرد على مشروع العقوبات الجديدة، باعتباره ليس جديداً، ردّ حاكم مصرف لبنان رياض سلامة على اتهامه بالتماهي مع الضغوط الأميركية واستعداده لتطبيق العقوبات، وقال: «نحن كمصرف مركزي اصدرنا تعاميم مرّت عليها فترة من الزمن، ولا تعاميم جديدة، وهذه التعاميم تجعل لبنان ممثلاً للقوانين في دول نتداول عملتها أو نتعامل مع مصارفها»، لافتاً النظر إلى ان هذه التعاميم هي نفسها كافية مهما كانت العقوبات الجديدة، لذلك لا جديد في الموضوع.
وعن المصادر السياسية التي رأت ان الليرة اللبنانية ستخسر قيمتها امام الدولار الأميركي قال سلامة ممازحاً: «عندما يعرفون الوقت والساعة فليخبرونا».
وكان سلامة قد أكّد خلال الحوار الذي اجراه مع المجلس الاقتصادي الاجتماعي، أمس ان لا تأثير لقانون العقوبات الأميركية على حزب الله على القطاع المصرفي، لأننا اتخذنا كل الإجراءات، واصدرنا التعاميم ولسنا بحاجة إلى أخرى جديدة، مشدداً على ان القطاع المصرفي اللبناني لدى مستوى عال من الامتثال.
وحذر سلامة من ان لبنان يخضع لحملة شائعات أصبحت واضحة، ولا اعتقد انهم يهتمون بصحتي، على قدر ما يسعون إلى خلق بلبلة في السوق.
إقتصادياً أيضاً، عرض الرئيس المكلف مع مدير البنك الدولي ساروج لومارجها، كيفية وضع مقررات «سيدر» موضع التنفيذ.
«حزب الله»: للخروج من «الفيتو»
وإذا كان «حزب الله امتنع عن الرد على العقوبات الأميركية، الا انه وجه التحية على لسان كتلة «الوفاء للمقاومة» ونائب أمينه العام الشيخ نعيم قاسم، للرئيس عون، مشيداً بمواقفه الوطنية الجريئة والواضحة، سواء في الأمم المتحدة أو إلى صحيفة «لوفيغارو» الفرنسية، معتبراً إياها «خارطة طريق سياسية داخلية وخارجية ومسار وطنياً يحقق مصالح لبنان».
ولفتت الكتلة الى أن «تشكيل الحكومة سيتطلب مقاربات أكثر واقعية والتي تحتاج الى الكثير من الجهود الوطنية البعيدة عن النفوذ»، مشددة على أن «الجدل العقيم عن الحقائب لا يجوز أن يبقي البلد دون حكومة تنتظرها مهمام صعبة».
اما الشيخ قاسم فتمنى ان لا تستخدم الحكومة في لعبة الاحجام، وبالتالي الخروج من «لعبة العض على الأصابع ومن يصرخ أولاً، واقترح إضافة معيار آخر، وهو ان نخرج من فكرة «الفيتو لأي فريق وأن يتم استنزال القوى السياسية المختلفة في ما تراه مناسبا، وعندها تكون الغلبة للرأي الغالب في تشكيل حكومة وحدة وطنية من دون أن نبقى تحت سيف «الفيتو» الذي يجعل فريقا واحدا يعطل الحكومة في لبنان من دون مبرر».
صواريخ حزب الله
وفي موازاة العقوبات الأميركية، نشر الجيش الإسرائيلي ليلاً صوراً ادعى انها لمواقع صواريخ أرض – أرض جاهزة للاطلاق، نشرها «حزب الله» داخل احياء الضاحية الجنوبية لبيروت، وعلى مقربة نحو 500 متر من مسار الهبوط في مطار بيروت، الأمر الذي دفع بوزير الخارجية في حكومة تصريف الأعمال جبران باسيل للرد على هذا الادعاء، قائلاً عبر «تويتر»: «ها هي اسرائيل مجدداً تختلق الذرائع لتبرّر الاعتداء، ومن على منبر الشرعية الدولية تنتهك سيادة الدول، متناسيةً ان لبنان دحرها وهزم عدوانها وغافلةً ان غطرستها و«صداقاتها الجديدة» مجدداً لن تنفعها».
وكان المتحدث باسم الاحتلال الإسرائيلي افيخاي ادرعي أشار إلى ان «حزب الله» حاول إقامة بنية تحتية لتحويل صواريخ أرض – أرض إلى صواريخ دقيقة في حيّ الأوزاعي المجاور لمطار بيروت، وانه عازم على تحويل مركز ثقل مشروع الصواريخ الدقيقة إلى المنطقة المدنية في قلب مدينة بيروت.
ونشر على مواقع التواصل الإجتماعي، بحسب إفادته، «صور المواقع الّتي جرت فيها محاولات من «حزب الله» لإقامة بنية لتحويل أسلحة إلى دقيقة: موقع داخل ملعب كرة القدم التابع لفريق «حزب الله»، موقع مجاور لمطار بيروت وموقع في المرسى في قلب حي سكني وبجوار مبانٍ مدنية تبعد نحو 500 متر فقط عن مسار الهبوط في مطار بيروت».
الأخبار
عون: وصلنا إلى نهاية الجدل في موضوع الحكومة
جعجع يحرّض الحريري: فلتنعقد الحكومة!
أكد رئيس الجمهورية العماد ميشال عون «(أننا) وصلنا إلى نهاية الجدل» في موضوع تشكيل الحكومة. وفي مقابلةٍ مع تلفزيون «روسيا اليوم» من نيويورك بُثّت اليوم، تناول عون مسألة عودة النازحين السوريين إلى بلادهم، مع تشديده على عدم وجود «قناعة دوليّة» لتحقيق هذه العودة، وتطرّق إلى مسألة الصراع مع إسرائيل وقضية الغاز الطبيعي في البحر المتوسط، بالإضافة إلى مسألة توطين اللاجئين الفلسطينيين، وتحدّث عن أن مساهمة روسيا في تسليح الجيش اللبناني، «مسألة مطروحة»، لكن «الظروف الدولية تؤخّرها قليلاً».
هذا أبرز ما جاء في المقابلة:
تشكيل الحكومة:
نحاول دائماً التوصل إلى الإجماع… أعتقد أنّنا وصلنا إلى نهاية الجدل حول هذا الموضوع، وآمل أن نبلغ الحل (بعد عودتي إلى لبنان).
«العودة إلى مجلس النواب» إن لم يتبلور هذا الحل، واستمر الفشل في تشكيل الحكومة.
الوضع الاقتصادي:
الأزمة الاقتصادية لم تبدأ اليوم، بل منذ بداية التسعينيات، وهي راحت تتضخم نتيجة سياسة اقتصادية خاطئة قامت على الاقتصاد الريعي، لا على الإنتاج.
يمكن حلّ هذه الأزمة التي وصلنا إليها، على الرغم من صعوبتها، ونحن لن نسمح بأن يصل لبنان إلى الانهيار الاقتصادي، وذلك قد حصل بالفعل من خلال إنجاز الخطة الاقتصادية.
الصراع على الطاقة:
نحن في طور التوصّل، بالتعاون مع الأمم المتحدة، إلى تحديد المنطقة الاقتصادية الخالصة في البحر.
إذا لم نصل إلى التفاهم المباشر بشأنها، فهناك قواعد للتحكيم بشأنها، فلا نعود أمام خلاف بصدد استخراج النفط على الحدود.
إن هذا الملف ليس في أساس الصراع مع إسرائيل، إلّا أنه انضم إلى الصراع القائم، لكن يمكن حلّه وفق قواعد القانون الدولي، والحدود البحرية تتبع أصولاً دولية معينة.
التهديدات الإسرائيلية:
أستبعد أن تؤدي التهديدات الإسرائيلية الأخيرة للبنان إلى تصعيد على الجبهة اللبنانية.
سندافع عن لبنان بكل الوسائل المتوافرة لدينا.
نحن لن نبدأ باستعمال أي سلاح ضدّ إسرائيل، ومتمسكون باتفاقية وقف الأعمال العدائية التي تشرف عليها الأمم المتحدة، والخروج عنها لن يكون من جهتنا.
النازحون، والعلاقة مع سوريا:
يوجد خلاف في وجهات النظر مع الدول المعنية بعودة النازحين السوريين إلى بلادهم.
نقطة الخلاف الأساسية مع الدول الغربية هي في تمسكها بالتلازم بين الحل السياسي في سوريا، وحل قضية النازحين السوريين إلى لبنان.
لا توجد قناعة دولية حالياً بهذه العودة، وهناك فقط قناعة روسية تُرجمت عبر مبادرة تسعى إلى تحقيق عودة النازحين.
حزب الله جزء من الأزمة السورية، وهو كان في بدايتها يدافع عن الأراضي اللبنانية ضدّ الهجمات التي كان يشنّها الإرهابيون من القصير على منطقة البقاع.
ما يعرقل عودة العلاقة بين لبنان وسوريا إلى طبيعتها، السياسة الدوليّة وقسم من اللبنانيين الداعمين لهذه السياسة.
لبنان يلتزم موقف النأي بالنفس عن الصراعات العربية، كي لا يتحول طرفاً فيها.
التوطين:
نحن مع حلّ الدولتين، وقد عبّرنا عن موقفنا تجاه هذا الأمر، وذكّرنا بموقفنا من القرارين الأساسيين الصادرين عن الأمم المتحدة، وهما القرار رقم 181 المتعلق بتقسيم فلسطين، والقرار رقم 194 الذي لم ينفذ، وهو ينصّ على وجوب عودة اللاجئين الفلسطينيين إلى أرضهم.
موضوع التوطين طرح بصورة غير رسميّة، إلّا أن مجريات الأحداث والقرارات المتخذة تشير كلها إلى التوطين.
في بعض المناسبات كالجمعية العامة للأمم المتحدة العام الماضي، نادى الرئيس الأميركي دونالد ترامب بوجوب بقاء اللاجئين في أماكن لجوئهم، بالإضافة إلى وقف المساهمة الأميركية في تمويل الأونروا.
جعجع يحرّض الحريري: فلتنعقد الحكومة!
بلقاء الرئيس سعد الحريري وحليفه سمير جعجع، أمس، تكون قد انطلقت جولة جديدة من مساعي تشكيل الحكومة، لكن بلا تفاؤل جدي بإمكانية خرق المراوحة المستمرة منذ أربعة أشهر. على العكس، فإن جعجع تصلّب في مطالبه الوزارية، فضلاً عن تحريضه الحريري على رئيس الجمهورية، عبر دعوته إلى عقد جلسات لمجلس الوزراء!
مع عودة رئيس الجمهورية ميشال عون من نيويورك، اليوم، يُنتظر أن يعود الزخم إلى مساعي تشكيل الحكومة، بعد فترة من الهدوء بسبب مغادرة رئيس الجمهورية ووزير الخارجية لبنان وتوجه الأنظار نحو الجلسة التشريعية التي عقدت مع بداية الأسبوع.
التمهيد لعودة الاتصالات الحكومية، كان قد انطلق مع الزيارة التي قام بها رئيس حزب القوات سمير جعجع إلى منزل الرئيس سعد الحريري أمس، ساعياً إلى تأكيد مجموعة ثوابت قواتية، استباقاً لأي مشاورات جديدة يُمكن أن تحصل بعد عودة عون من نيويورك، خاصة بعد أن كشفت «الأخبار» عن لقاءات سرية عقدها رئيسا الجمهورية والحكومة ووزير الخارجية جبران باسيل لاستكمال البحث في مسار التشكيل.
في المقابل، يأتي التحرك الجديد للحريري في إطار محاولة لتأمين أجواء إيجابية تسبق عودة الرئيس ميشال عون من نيويورك، علماً أن الأخير استبق وصوله بالتأكيد من الطائرة أنه «لست رئيس تكتل لبنان القوي لكي أضغط على رئيسه حالياً… ولا يجوز أن أضغط على طرف من دون الآخر»، مضيفاً أن «التسوية السياسية تمت بعد المصالحة المسيحية وهي لا تزال قائمة ولا شيء يعطلها، طالما أن رئيس الحكومة موجود نحن سنراعي المعايير التي تم الاتفاق عليها». ويصب هذا الكلام في خانة ما لمسه متابعون لمسار التشكيل عن أن عون وباسيل ليسا في وارد التراجع عن مطالبهما حتى لو تأخر تشكيل الحكومة وقتاً طويلاً، وأن التلويح بخسارة العهد للوقت في ظل عدم التشكيل لا يؤثر على قرارهما، إنما يعود بمردود أكثر سلبية على الحريري مما هو على العهد، في ظل حاجته للعودة إلى رئاسة الحكومة.
بالتوازي، وبعد تلميح النائب السابق وليد جنبلاط إلى إمكانية تراجعه عن مطلبه بالحصول على ثلاثة وزراء، يجري الحديث عن وزيرين للاشتراكي ووزير ثالث درزي يطمئن إليه رئيس الجمهورية ويضمن أن لا ينسحب مع وزراء جنبلاط في حال قرر الاخير استخدام مسألة الميثاقية بانسحاب وزرائه وتعطيل الحكومة. وفي الوقت نفسه، يتردد أن الوزير الدرزي يمكن أن يكون من حصة رئيس الجمهورية، بوصفه الوزير الملك، وبما يسمح له، مع تكتل لبنان القوي، بالحصول على 11 وزيراً. والحصول على 11 وزيراً هو ما عاد التيار الوطني الحر للمطالبة به بعد إصرار القوات على الحصول على خمس حقائب.
وكانت مصادر قواتية أكدت أن اللقاء بين جعجع والحريري تقرّر في مطلع الأسبوع الماضي، إذ رأت معراب ضرورة لعقده بعدما علمت أن بالإمكان حصول لقاء جديد بين الرئيس المكلّف ورئيس الجمهورية. وخلافاً لما أشيع عن مسعى يقوم به الحريري مع القوات لايجاد صيغة توافقية تقضي بحصولها على نيابة رئاسة الحكومة من دون حقيبة مع حقيبتين أساسيتين ووزير دولة، تشير أجواء الإجتماع في منزل الحريري إلى أن الأمور لم تتقدم. فقد أكد جعجع للحريري، بحسب مصادر معراب، إصراره على «الحصول على خمس حقائب ومنصب نائب رئيس الحكومة». وقال رئيس «القوات»: «سبق أن رضينا بأربع حقائب، وهم لم يوافقوا، وأصروا على المزيد من التنازل. وكلما كنّا نقدّم تنازلاً كانوا يطلبون أكثر». وعلى ذمّة مصادر معراب أكد الحريري لجعجع أنه «لن يشكّل حكومة خارج إطار التوافق مع القوات».
وأضافت المصادر أن جعجع أبلغ الحريري أن القوات غير معنية بكل الصيغ الحكومية المتداولة «التي لا تعكس الوزن التمثيلي الحقيقي للقوات. وأي طرح لتمثيلنا يجب أن ينطلق من نتائج الانتخابات. نحن حصلنا على ثلث الاصوات وبالتالي نريد ثلث المقاعد المسيحية».
أما الشق الآخر من الجلسة، فقد تناول الأوضاع العامة في البلاد. ودعا جعجع للحريري الى عقد اجتماعات طارئة للحكومة على غرار تشريع الضرورة في المجلس من أجل معالجة الوضع الإقتصادي والإجتماعي، إذ «لا يجوز ترك البلد رهينة مناورات التأليف لأحد الأطراف السياسيين». وتهدف دعوة جعجع إلى إفراغ موقف عون الرافض لمسودة التشكيلة الحكومية من مضمونه، فضلاً عن سعيه إلى خلق ازمة بين الرئيس المكلف ورئيس الجمهورية.
تحقيق المطار
على صعيد آخر، بدأت امس التحقيقات العدلية في فضيحة مطار بيروت التي تسبب بها اول من امس الخلاف المزمن بين رئيس جهاز امن المطار العميد جورج ضومط وقائد سرية الدرك في المطار العقيد بلال الحجار. واللافت أن هذه التحقيقات انطلقت، بإشراف القضاء العسكري، من دون اتخاذ أي قرار تأديبي بحق أي من الضابطين اللذين تسبب خلافهما بوقف تفتيش الداخلين إلى «المنطقة المحرّمة»، وتعطيل حركة دخول المسافرين إلى المطار لاكثر من 45 دقيقة. وفي مقدور وزير الداخلية اتخاذ إجراءات بحق ضباط جهاز الامن، من دون انتظار نتيجة التحقيق.