هل تورطت بريطانيا في سقوط طائرة السيد رئيسي؟

هل تورطت بريطانيا في سقوط طائرة السيد رئيسي؟

ما أسباب مأساة “ليبيا الجديدة”؟ 
السعودية : قمم مكة الثلاث ومأزق “انفصام القوة”؟
هل اقترب موعد الإنسحاب الأميركي المفاجئ من سوريا ؟

ظهرت معلومات جديدة عن حادث سقوط طائرة الرئيس الإيراني السيد إبراهيم رئيسي. وقالت مصادر عربية مستقلة إن بريطانيا قد تكون ضالعة في تدبير هذا الحادث الخطير. وكشفت عن نجاح الإستخبارات البريطانية في تصنيع معدات خاصة ذات تكنولوجيا متقدمة، يحتمل أنها استخدمت لإيذاء المسؤول الإيراني ورفاقه.

وقالت هذه المصادر إن لندن تنفذ مشروع تطوير نوع من المعدات التي تسمح بالسيطرة على الطائرات والحوامات أثناء تحليقها في الجو. وأوضحت أن مشغلي هذه المعدات “يستولون” على أجهزة الملاحة والتوجيه والإتصالات في الطائرة من نقاط انتشارهم على الأرض، ثم يعمدون إلى “عزل” الطائرة و”تعطيلها”.

وأضافت المصادر إن إدارة وتنفيذ هذا المشروع التكنو ـ أمني، قامت به  الـ Government Communications Headquarters المعروفة اختصاراً باسم GCHQ/ “الهيئة العامة للإتصالات الحكومية” البريطانية، وهي منظمة أمنية ـ إستخباراتية، حسبما تعرِّف بنفسها للجمهور على صفحتها السبرانية. وتوضح هذه المنظمة المهمة الرسمية المكلفة بها، بالقول : “أننا نركز على الاتصالات : كيفية الوصول إلى اتصالات خصوم المملكة المتحدة وتحليلها وتعطيلها في بعض الأحيان”.

وبدأت الـ GCHQ بالبحوث والتجارب حول كيفية السيطرة على الطائرات والحوامات المحلقة منذ عام 2020. وقد تمكنت، بالفعل، من إنتاج هذه المعدات وباتت بتصرف إدارة العمليات لديها منذ العام الفائت. وتحدثت المصادر عن وجود عملاء بريطانيين من أفراد الـ GCHQ، على أراضي تركيا يوم 19 أيار/ مايو الماضي، في الإتجاه الجنوبي ـ الشرقي قرب منطقة الحدود مع الجمهورية الإسلامية الإيرانية. وذلك في نفس اليوم، الذي كان فيه الرئيس الإيراني السيد إبراهيم رئيسي والوفد المرافق، يدشن مشروعاً تنموياً مشتركاً عند الحدود مع أذربيجان.

وقد لا يكون تحرك عملاء منظمة الـ GCHQ في يوم جولة السيد رئيسي على تلك النواحي من قبيل المصادفة. لا سيما وأن المصادر المذكورة تتحدث عن قيامهم بمحاولة فاشلة في شهر نيسان / أبريل الماضي. كما أن الولايات المتحدة و”إسرائيل” ليستا بعيدتين عن هذا التحرك، نظراً للإرتباطات البنيوية التخطيطية والعملياتية التي تجمع أجهزتهم الإستخبارية وقواتهم العسكرية في مجال الأمن والحرب، في إطار “تحالف العيون الخمسة” الذي يقوم بإدارة وشن “الحروب السرية”.

كذلك يعهد “ضمان الأمن السيبراني للبلاد” إلى الـ CGHQ / “الهيئة العامة للإتصالات الحكومية”. وهي تؤدي كافة المهام المكلفة بها “بالتعاون مع جهازي الإستخبارات البريطانية MI6 / أم 16 وMI5 / أم 15، بالإضافة إلى جهاز الشرطة، والجيش، وعدد لا يحصى من الشركاء في الخارج، وفي القطاع الخاص والأوساط الأكاديمية”. وتقوم بذلك تحت شعار : “نحن نسعى دائماً إلى البقاء متقدمين بخطوة على” الأعداء.

إن تواجد طبيعة مهام الـ CGHQ وتواجد أفراد منها، يوم سقوط طائرة الرئيس الإيراني، في مكان قريب من منطقة الحادث، يثير الإرتياب والشك، ويحرك الظنون باحتمال وقوف بريطانيا خلف هذا الحادث. وبالتالي احتمال ارتكاب عملائها جريمة خطيرة. وهناك دوافع متعددة لدى البريطانيين وحلفائهم للإقدام على ذلك. يمكن ذكر بعضها :

  1. نجاح النظام الإسلامي في إحباط قوى المعارضة السياسية التي صنعتها وحركتها بريطانيا وأميركا و”إسرائيل” خلال السنوات الأخيرة، تحت عناوين مذهبية وأقوامية.
  2. مهارة الديبلوماسية الإيرانية في إخماد نيران الفتن السياسية في جوار الدولة، حيث استثمرت الدول الغربية الكثير من الموارد، لتزرع في هذا الجوار بؤر استنزاف أمنية وعسكرية تطوق إيران.
  3. انهيار “نظريات” الإستخبارات البريطانية وجهودها بشأن تفتيت المسلمين أمام مبادرات النظام الإيراني، الذي يجتهد لتجميع الكتلة الإسلامية ما بين البحر المتوسط والهند ضد الهيمنة الغربية ـ “الإسرائيلية”.
  4. كسر الجمهورية الإسلامية الإحتكار الأميركي ـ البريطاني لسوق الأمن والأسلحة في الإقليم العربي. حتى صارت طهران مصدر ثمرات الثورة التكنولوجية في الشؤون العسكرية التي تتمتع بها الشعوب والدول الحليفة لإيران.
  5. تحول إيران إلى ضلع حيوي في مستطيل الكتلة الإستراتيجية الأوراسية، إلى جانب روسيا والصين وكوريا الديموقراطية. وهذا المستطيل يصد الأعمال التخريبية للأميركيين والبريطانييين ويمنعهم من “فتح” أوراسيا.

الجدير بالذكر أن الحكومة الإيرانية قد أعلنت رسمياً نتائج التحقيق الأولي في سقوط طائرة الرئيس إبراهيم رئيسي ورفاقه. ثم اصدرت تقريراً ثانيا استبعدت فيه أن تكون الطائرة قد تعرضت للتخريب أو الحرب الإلكترونية.

 

مركز الحقول للدراسات والنشر

‏الأربعاء‏، 27‏ ذو الحجة‏، 1445 الموافق ‏03‏ تموز‏، 2024

Please follow and like us:

COMMENTS