افتتاحيات الصحف اللبنانية، يوم الأربعاء 17 تموز ، 2024

إفتتاحيات الصحف اللبنانية، يوم الخميس 4 تشرين الأول، 2018
افتتاحيات الصحف اللبنانية، يوم الخميس 5 كانون الأول، 2019
تحالف القوى الفلسطينية: تصريحات البطريرك الراعي أهانت الشعب الفلسطيني

اللواء
ضربات الانهاك تتصاعد بين إسرائيل وحزب الله.. ومسار المواجهة يتوضَّح اليوم
القطار الرئاسي يخرج عن السكة.. وباسيل يتحفَّز لإشتباك جديد مع الحكومة
بعد إحياء ليالي العاشر من محرم، والكلمات المتوقعة اليوم في مسيرات الواقعة، سواء في ما خص جبهة الحرب في الجنوب، او خلاف ذلك من القضايا المحلية والاقليمة، وحتى المتصلة بالوضع الفرنسي بعد وصول كتلة اليسار الى الجمعية الوطنية كقوة اولى، وقبول استقالة حكومة الاليزيه، ودعوة رئيسها المستقيل غبريال أتال تصريف الاعمال، وانتظام السباق الرئاسي الاميركي مع تسمية دونالد ترامب رسمياً مع نائب رئيس من الحزب الجمهوري تنظيم الحركة الداخلية، بدءاً من الخميس بجلسة لمجلس الوزراء، ثم انتظار ما سيسفر عنه لقاء نواب المعارضة مع كل من كتلة «التنمية والتحرير» وكتلة الوفاء للمقاومة قبل نهاية الاسبوع الجاري.
وفي الوقت الذي جدّد فيه الجانب الاميركي على لسان وزير الخارجية انطوني بلينكن دعوة اسرائيل لتجنب التصعيد على طول الحدود الاسرائيلية – اللبنانية، والبحث عن حل دبلوماسي, كانت الانظار تتجه جنوباً، لمعرفة مسارات الوضع مع اشتداد العدوانية الاسرائيلية واضطرار المقاومة للرد بالمسيّرات والصواريخ على المستعمرات الاسرائيلية، القريبة من الحدود، مع تأكيدات قيادة حزب الله، على لسان نائب الامين العام للحزب الشيخ نعيم قاسم المضي بالمناصرة والمساندة لغزة، مع تحمل التضحيات، داعياً المخالفين لرأينا ان «يقلعوا عن محاولة طرح افكار تصب في خدمة العدو الاسرائيلي»، على ان يتوضح مسار «ضربات الانهاك» بين اسرائيل وحزب الله، في خطاب الامين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله اليوم العاشر من محرم.
رئاسياً، وعلى الرغم من مضي دولاب المعارضة في التحرك بين الكتل النيابية بحثاً عن تسويق لمبادرة انتخاب الرئيس، فإن المصادر المطلعة استناداً الى ما توافر من معطيات، وبمعزل عما ذكره الرئيس نبيه بري، فالمسار مقفل، وربما يتجاوز ما بعد السنة المقبلة.
وافادت مصادر سياسية مطلعة لـ«اللواء» أن خارطة طريق المعارضة في الملف الرئاسي تحط رحالها في لقاء وفد المعارضة مع كتلتي التنمية والتحرير والوفاء للمقاومة بعد ذكرى عاشوراء، وإن سبقتها مناخات متشنجة وسجالات متبادلة، إلا أن اللقاء بين المعارضة ووفد الكتلتين لا يزال قائما وهذا ما اكد عليه النائب غسان حاصباني في رد على سؤال لـ «اللواء».
وافادت المصادر أن وفد المعارضة يشرح نقاط الخارطة ويشدد على الالتزام بها كما يجب وتعلن أن لكل فريق مقاربته، وليس بالضرورة أن ينشأ خلاف بينهما خلال الاجتماع بسبب ما تم تداوله من اجواء ومواقف مسبقة.
إلى ذلك قالت المصادر إن اللجنة الخماسية لم تتبنَّ أي طرح رئاسي ولم تصرح بذلك لكنها على تأييدها كل ما من شأنه تنشيط الملف الرئاسي.
نيابياً، واصل نواب المعارضة بوفد مؤلف من النواب: غسان حاصباني، والياس حنكش وميشال الدويهي وبلال الحشيمي بلقاءاتهم مع الكتل، فاجتمع الوفد مع «التكتل الوطني المستقل» الذي ضم النائبين طوني فرنجية وفريد الخازن، وجرى التطرق الى مبادرة المعارضة، التي التقى وفدها ايضاً نواب صيدا – جزين.
في الاطار الحكومي، ذكرت مصادر المعلومات ان الجلسة المخصصة لتطويع تلامذة ضباط جدد ستكون ومن دون عراقيل، مع الاشارة الى ان وزراء التيار الوطني الحر، لن يحضروا الجلسة بمن فيهم وزير الدفاع موريس سليم.
تجديد الاشتباك مع الحكومة
سياسياً، ومن باب تجديد الاشتباك مع حكومة تصريف الاعمال، كشف رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل انه جرى التوقيع في اجتماع التكتل على سؤال للحكومة، في عشرة اسئلة تتمحور حول منع القضاء من القيام بعمله والوجهات التي تحولت اليها الاموال.
وقال:«سنعطي فترة قصيرة، فإن لم نحصل على اجابة سنذهب إلى القضاء وأجرينا اتصالات بمحامين دوليين لإمكانية تقديم شكاوى وإخبارات في دول أوروبية لملاحقة الملف أمام المحاكم الأوروبية»، وقال: «سنبقى وراء المرتكبين وهذه قضيتنا ومهمتنا ورسالتنا وسنتابعها حتى النهاية».
موازنة الـ2025
مالياً، بعد نفي المكتب الاعلامي لوزير المال يوسف خليل ان يكون في وارد ما تردد عن «استقالة مزعومة»، مشيراً الى ان الوزير بصحة جيدة، وليس بوارد الاستقالة في هذا الظرف الذي ينهمك فيه مع مديريات الوزارة، ومصالحها وإعداد موازنة العام 2025، ملتزماً بتقديمها ضمن الموعد الدستوري،، وكان هذا الموضوع موضع بحث امس مع المسؤولين الاقتصاديين لدى الجهات الدولية المانحة، مع الحرص على الحفاظ على الاستقرار المالي والنقدي وتفعيل الانتاجية في الإنفاق الاجتماعي، لا سيما في وزارات الصحة والتربية والشؤون الاجتماعية.
ومع اقتراب ذكرى انفجار المرفأ في 4 آب، أعلن أهالي ضحايا انفجار مرفأ بيروت، أن الطبقة السياسية لا تريد المحاسبة بل طمس تحقيقات 4 آب وندعو الجميع للمشاركة في ذكرى الانفجار وبيروت تريد العدالة والوصول إلى الحقيقة». وأضاف الأهالي: مجزرة قانونية تُرتكب يومياً في حق بيروت وانطلاق التحرّك سيكون من ساحة الشهداء ومقرّ فوج الإطفاء ونريد من القاضي جمال الحجار أن يفُك أسر المُحقق العدلي ومن اللّبنانيين المشاركة في التحرّكات لتحقيق العدالة.
يذكر ان اثنين من كبار موظفي الجمارك في مرفأ بيروت وهما: حنا فارس ونعمة البراكس (مقربان من التيار الوطني الحر) اعيدا الى عملهما في وزارة المال، بعد اطلاق سراحهما.
الوضع الميداني
ميدانياً، تحدثت القناة 12 الاسرائيلية عن اطلاق 20 صاروخاً من لبنان على الجليل، ووقوع اصابات واضرار مؤكدة واشتعال حرائق.
كما امطرت المقاومة كريات شمونة بعشرات الصواريخ رداً على المجازر ومن بينها مجرزة كفرتبنيت.
وفي العدوان الاسرائيلي، استهدفت مسيَّرة دراجة نارية في منطقة الخردلي، بعد المجزرة التي ذهب ضحيتها 3 اشقاء في غارة على منزلهم في بنت جبيل.
وشنت احدى مقاتلات العدو غارة على منزل مأهول قرب مدرسة أم التوت في قضاء صور، مما ادى الى استشهاد ثلاثة فتية من التابعية السورية.

 

البناء
رويترز في استطلاع رأي: المنافسة حرجة بين بايدن وترامب بفارق نقطتين فقط
الاحتلال ينتقم لفشله بالمزيد من المجازر و100 صاروخ تخترق القبة الحديدية
نصرالله: أغلقت أبواب الفتنة المذهبية بفعل طوفان الأقصى ودور جبهة الإسناد
فاجأت وكالة رويترز الوسط الإعلامي الذي كان يتفاعل مع مناخات ارتباك الحزب الديمقراطي بسبب الحالة العقلية للرئيس جو بايدن، مقابل صعود فرص فوز الحزب الجمهوري بعد ترشيحه رسمياً للرئيس السابق دونالد ترامب الذي زاد جمهوره حماسة وظهرت معه حال من التعاطف بعد تعرّضه لمحاولة الاغتيال. وقالت رويترز إن المنافسة حرجة بين المرشحين بايدن وترامب، بحيث نال بايدن 41% من المصوّتين مقابل 43% لترامب فقط، على خلفية حال من الرضا الاقتصادي الاجتماعي عن أداء بايدن رغم كل الملاحظات والمآخذ، وحال الذعر التي تعيشها شرائح أميركية كثيرة من خطر وصول ترامب، سواء المهاجرون أو الملونون أو النساء.
في جبهات المواجهة بين جيش الاحتلال وقوى المقاومة، تبدو اليد العليا لقوى المقاومة في ساحات النزال العسكري، بينما يذهب جيش الاحتلال للانتقام الدموي من المدنيين، ويرتكب مزيداً من المجازر في غزة ويرفع وتيرة استهدافه للمدنيين في جنوب لبنان. وليل أمس كانت المقاومة ترد من جنوب لبنان على هذه الاستهدافات بأكثر من 100 صاروخ توزعت على مقار قيادية ومواقع عسكرية وسط تأكيدات من القنوات العبرية بأن القبة الحديدية فشلت في التعامل مع الرشقات الصاروخية التي توزعت على عدد من المستوطنات في شمال فلسطين المحتلة كانت كريات شمونة أبرزها.
في البعد الثقافي والسياسي لتكامل طوفان الأقصى وجبهات الإسناد، قال الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله إن معركة «طوفان الأقصى» وتضامن جبهات الإسناد تركت آثاراً إيجابية جداً وساعدت في تخفيف الاحتقان المذهبي الذي خططت له الاستخبارات الغربية خلال العقد الماضي.
ولفت السيد نصرالله خلال كلمة له في الإحياء العاشورائي في باحة عاشوراء في الضاحية الجنوبية لبيروت، إلى أن الكثيرين تخاذلوا عن نصرة غزة وبعض هؤلاء يلجأون إلى إحياء القضايا الطائفية والمذهبية ويفتحون ملفات قديمة ويثيرون الأحقاد ليغطوا تخاذلهم.
ورأى السيد نصر الله أنه «من المتوقع بعد انتهاء معركة طوفان الأقصى بالانتصار إن شاء الله سوف أن نجد هؤلاء يحاولون العودة للفتن، بحيث يُعاد إحياء التحريض الطائفي لمصادرة واحدة من النتائج المباركة لطوفان الأقصى وهي توحّد وتجمّع المسلمين في مقابل الخطر الذي تمثله «إسرائيل» والمشروع الصهيوني».
يواصل كيان العدو الإسرائيلي عملياته الأمنية بشن غارة بصاروخ موجّه مستهدفة دراجة نارية على طريق النبطية – الخردلي، عند مفترق الزفاتة – بلدة ارنون. وقد تسببت باستشهاد راكبَيْ الدراجة. وفي التطورات العسكرية، استهدف قصف مدفعي إسرائيلي أطراف ديرميماس والأطراف الشرقية لبلدة يحمر الشقيف المتصلة بنهر الليطاني. وفجراً أطلق جيش العدو الاسرائيلي، نيران رشاشاته الثقيلة باتجاه الأحراج المتاخمة لبلدات رامية وعيتا الشعب والناقورة وعلما الشعب.
في المقابل، قصف حزب الله ليلاً كريات شمونة (قرية الخالصة) بعشرات صواريخ الفلق والكاتيوشا. وفي غضون ذلك، أعلنت وزارة الخارجية الأميركية أن «وزير الخارجية أنتوني بلينكن أكد لمستشار الأمن القومي الإسرائيلي ووزير الشؤون الاستراتيجية الالتزام بأمن «إسرائيل»». وأشارت إلى أن «بلينكن أكد ضرورة التوصل إلى اتفاق يؤمن إطلاق سراح الرهائن ويخفّف معاناة الشعب الفلسطيني». وأضافت الخارجية الأميركية، «بلينكن بحث مع هنغبي وديرمر خطوات حل القضايا المتبقية في المفاوضات بشأن وقف إطلاق النار». وأكدت أن «بلينكن ناقش أهمية تجنب التصعيد على طول الحدود الإسرائيلية – اللبنانية والتوصل لحل دبلوماسي».
وأكدت وزارة الدفاع الأميركية «البنتاغون»، أن «مخاوفنا من التوتر بين لبنان و»إسرائيل» تنبع من احتمال حدوث سوء تقدير قد يشعل صراعاً أوسع لا يريده أحد».
ولفتت الوزارة الى أن «ما نودّ رؤيته في غزة هو وقف لإطلاق النار حتى نتمكن من استعادة الهدوء وحل الملف الإنساني».
توازياً، قالت الخارجية الاميركية أمس «تقديرنا هو أن قبول حماس لوقف إطلاق النار وبدء الهدوء من شأنه أن يساعدنا على التوصل إلى الهدوء في شمال إسرائيل وجنوب لبنان».
لبنانياً، أعلنت وزارة الاتصالات، أنّها تقدّمت بشكوى تتعلّق بالتشويش الإسرائيلي الذي يطال بشكل أساسي نظام تحديد المواقع العالمي (GPS) إلى وزارة الخارجية، موجّهة إلى الأمم المتحدة وإلى الاتحاد الدولي للاتصالات (ITU) للنظر فيها.
رئاسياً، وعشية لقائهم، نواب الوفاء للمقاومة والتنمية والتحرير الجمعة، مبدئياً، اجتمع النواب في قوى المعارضة في المجلس النيابي، مع وفد «التكتل الوطني المستقل» ضم النائبين طوني فرنجية وفريد هيكل الخازن، وذلك في إطار متابعة المبادرة التي طرحها نواب قوى المعارضة بشأن الاستحقاق الرئاسي.
على صعيد آخر، استقبل رئيس مجلس النواب نبيه بري في مقر الرئاسة الثانية في عين التينة عضو اللقاء الديمقراطي النائب وائل أبو فاعور حيث جرى عرض للأوضاع العامة والمستجدات السياسية وشؤوناً تشريعية. كما تابع الرئيس بري أيضاً التطورات والمستجدات السياسية وشؤوناً إنمائية وتشريعية خلال لقائه النائب عبد الرحمن البزري.
إلى ذلك سيحضر موضوع الكلية الحربية أمام جلسة مجلس الوزراء غداً الخميس. ويتضمن جدول أعمال الجلسة بنداً وحيداً يتعلق بطلب وزارة الدفاع تطويع ضباط في الكلية ليتم إلحاق الناجحين الأساسيين في المباراة التي أجريت تنفيذاً لقرار مجلس الوزراء العائد لتاريخ السابع من آب 2023. وقد لفت وزير الدفاع موريس سليم إلى أن الحل جاء بعد وساطة من الرئيسين نبيه بري ونجيب ميقاتي عبر الوزير محمد وسام المرتضى.
وتشير المعلومات الى أن تقارب التيار الوطني الحر مع رئيس مجلس النواب نبيه بري لا يشمل المشاركة في جلسات الحكومة إنما فقط المشاركة في جلسات التشريع بجدول أعمال مدروس تغلب عليه صفة الضرورة.
جدّد وزير المال في حكومة تصريف الأعمال يوسف الخليل، الذي نفى كل الأنباء عن استقالته من منصبه، تأكيد «التزام الوزارة تقديم موازنة 2025 في مواعيدها الدستورية». وشدّد خلال اجتماع إداري تقييمي حول المراحل التي وصلت إليها عملية إعداد الموازنة في ضوء الاجتماع الذي عقد مع المسؤولين الاقتصاديين لدى الجهات الدولية المانحة، على «الحرص على الحفاظ على الاستقرار المالي والنقدي، وفي الوقت نفسه على ضرورة تفعيل الإنتاجية في الإنفاق الاجتماعي ليكون أكثر جدوى باعتباره ركيزة أساسية في تعزيز الخدمات الاجتماعية للمواطنين في ظل المتاح اليوم من التمويل وغياب أي مصادر أخرى». وركّز الخليل على «الحاجة إلى تطوير وتحسين عملية تحضير موازنات الوزارات، ولا سيما وزارات الصحة والتربية والتعليم العالي والشؤون الاجتماعية، مع التشديد على ضرورة أن تعكس هذه الموازنات نظرة استراتيجية وإصلاحية لمختلف القطاعات، مع الأخذ بالتوصيات المقترحة من البعثات التقنية». وكان المشاركون من ممثلي الجهات المانحة، تطرّقوا إلى ما يتعلق بحصة الإنفاق الاجتماعي المرتقبة، معربين عن توجهات الجهات التي يمثلون ومعهم المجتمع الدولي في دعم لبنان في المرحلة المقبلة، وأن «هذا الدعم سيكون ترشيدياً لناحية القطاعات الاجتماعية»، مشيرين إلى أن «الدعم الذي ستقدّمه في الظروف الراهنة سيتجه بشكل أكبر نحو القطاع الأمنيّ».

 

الأخبار
عيشوا وتنعّموا وحلّوا عن المقاومة
قسم غير قليل من اللبنانيين يسألون عن احتمال الحرب مع إسرائيل. كل اللبنانيين لا يريدون الحرب. لكن بعضهم لا يريدها مهما كان السبب. يعني، يريدون أن تتوقف المقاومة عن إطلاق النار، حتى لا تشن إسرائيل حرباً على لبنان. وهؤلاء يرفضون كل المنطق الذي يقدمه حزب الله في سياق شرح أسباب انخراطه في جبهة إسناد المقاومة والمظلومين في غزة. وليس من المنطقي اتهام هؤلاء، أو قسم كبير منهم، بأنهم عملاء للعدوّ، كما لا يحقّ لهؤلاء اتهام المقاومة بأنها مصدر خراب لهذا البلد.النقاش قائم منذ قيام كيان الاحتلال حول موقع لبنان في الصراع مع إسرائيل. وثمّة دفق هائل من الوثائق اللبنانية والإسرائيلية والأميركية والفرنسية والبريطانية والعربية، التي تشير الى أنّ لبنانيين، على هيئة أفراد أو جهات أو أكثر، بنوا علاقات مع إسرائيل، وبعضهم ساهم في نشوء الكيان قبل العام 1948، عندما شارك في عمليات بيع الأراضي للشركات الصهيونية التي كانت تعدّ العدّة لبناء مستوطنات نراها اليوم قبالة حدودنا. ومع ذلك، فلا أحد يريد ترجمة معنى أنّ لبنان يعتبر إسرائيل عدواً له.
قبل أشهر قليلة، كان السيد حسن نصر الله يعدّ لخطاب يردّ فيه على القائلين بأن حزب الله يحتكر قرار السلم والحرب. وكان في أوراقه جزء من أرشيف يشرح ما قام به الفرقاء الذين يرفعون هذا الشعار اليوم. وهو أعدّ جيداً لعرض كل ما قام به هؤلاء من حروب داخلية، ومن استجداء لجيوش عربية كانت أو إسرائيلية أو أميركية أو فرنسية للدخول الى لبنان. وكيف تورّط كل هؤلاء، في حروب عسكرية مدمّرة، أدّت الى مقتل عشرات الآلاف من اللبنانيين في أنواع مختلفة من الحروب، وطبعاً، كانوا يفعلون ذلك من دون استئذان أحد. وكانوا يبرّرون لأنفسهم أنهم قاموا بما قاموا به دفاعاً عن لبنان، وعن وجودهم، ودفاعاً عن جماعاتهم بمعزل عن مسمّياتها الطائفية أو المذهبية أو الجهوية.
لم يكن السيد حسن يريد من ذلك الحصول من هؤلاء على صكّ براءة من قرار قتال إسرائيل. وهو ما لا ينشده لا من هؤلاء ولا من غيرهم، لكنه كان يريد أن يخاطب العقل الجمعي لجمهور هذه القوى، وأن يشرح لها أن من يرفع لواء الحملة ضد المقاومة إنما سبق أن جرّبه اللبنانيون لعقود من الزمن، وكيف ألحق بهم الهزائم والأضرار والعار أيضاً.
صحيح أن شخصاً مثل السيد حسن ملّ كثيراً من الردّ على أتفه القوم عندنا، لكنّه بحكم موقعه، مضطرّ إلى أن يتفاعل مع كل الطروحات. ومع ذلك، فإن كلامه، ولو عاد وقاله في خطاب لاحق، لن يغيّر في خطاب أعداء المقاومة، ليس لأنهم لا يعرفون المنطق، بل لأنهم لا يريدون الإقرار بأن خياراتهم التي بنوا عليها مجدهم، وخسروا الكثير، هي نفسها التي يصرّون عليها اليوم، وهم ليسوا في وارد التغيير، حتى لا تجلب لهم المزيد من الخسائر والهزائم.
أعدّ نصر الله لائحة تذكير الناس بكلّ ما فعله المتحدّثون عن قرار الحرب والسلم
لكن، ألا يوجد اليوم بين هؤلاء، أو بين جمهورهم، من يستخدم العقل ولو لبعض الوقت حتى يجري المقارنة المنطقية، لناحية علم الخسائر والأرباح، قبل أن يحكم على ما تقوم به المقاومة؟
الوافدون الى لبنان، من مغتربين أو سائحين، يأتون خلافاً لكل ما يتلقّونه من نصائح أو حتى تعليمات صادرة عن الدول التي يعملون أو يعيشون فيها، أو حتى يحملون جنسيّتها. وطبعاً لا يأتي هؤلاء الى الموت. بل هم يحضرون، وهم على ثقة بأن ما يجري في لبنان اليوم، لن يدفعهم الى فم التنّين. هؤلاء، حتى ولو لم يصرّحوا علناً، مثل كثيرين من أبناء لبنان، يعرفون أن المقاومة تخوض اليوم حرباً حقيقية، مهما قال الناعقون من غربان السياسة اللبنانية، ويعرفون أن هذه الحرب لا تشبه أيّ حرب تخوضها إسرائيل في تاريخها. هم يعرفون أنّ العدو الذي يقصف ويقتل ويدمّر، إنما هو مقيّد بحيث لا يمكنه التصرّف كما تعوّد في كل ساحات القتال، ويعرفون أن بمقدور أبناء مدينة مثل صور وزوّارها، أن يصلوا الليل بالنهار، فرحاً وسهراً واحتفالات، ولو كانت الأجواء مليئة بصوت القصف. لكنهم يعرفون أن العدوّ غير قادر على إغاظتهم أو إصابتهم، أو تعطيل تجارتهم أو سياحتهم أو لهوهم.
وهذه الثقة ليس مصدرها رحمة العدوّ، والمجرم الفالت من عقاله في غزة، هو مجرم في لبنان، لكنه مجرم مكبّل بقيود لم تمسك به في تاريخ صراعه مع العرب. وهو منضبط في لبنان بخلاف كل جنونه في غزة. وهذا ليس بكرم أخلاق أحد، وليس استجابة لأيّ دعوات لضبط النفس كالتي تخرج من أفواه الغربيين، ويقصدون بها فعلياً وقف عمليات المقاومة.
يحقّ لمن يرفض المقاومة أن يرفضها. ويحقّ لمن لا يريد التضحية بأيّ شيء أن يبقى على موقفه، ويحقّ للخائف أن يعبّر عن خوفه، لكنْ للمقاومة على كل هؤلاء حق دائم، وهو أنها تدير حرباً وفق قاعدة تقول بأنها وأهلها المباشرين يتحمّلون بصدرهم كل أتعاب هذه الحرب وأكلافها، قتلاً أو دماراً أو خراباً. وأن هذه المقاومة تقول للناس جميعاً أن اذهبوا، ليس بعيداً عن بلادكم، بل بعيداً ولو قليلاً عن خط الجبهة، وواصلوا عيشكم كما ترغبون، واتركوا لي مهمة قتال العدو، سواء أفعل ذلك من أجل ناسي وأهلي وبلدي، أو نصرةً لأهلي في غزة.
أما الذين يعتقدون أن الدول والحضارات تبنى بأشعار وخرافات وأساطير الأقدمين، فهم لا يتعلّمون من دروس التاريخ. ولن يكون بمقدور هؤلاء، كما لن يكون بمقدور رعاتهم من عرب وغربيين، تجهيل هويّة المسؤول عن سرقة ثروات الناس والدولة، ولا تبرئة من هو مضبوط، مهما رفع حواجب بينه وبين الناس. وهؤلاء سيبقون حيث هم، في عيش ذليل يسبق دائماً الموت اللئيم!

Please follow and like us:

COMMENTS