افتتاحيات الصحف اللبنانية، يوم الخميس 25 تموز ، 2024

إفتتاحيات الصحف اللبنانية،يوم السبت 28 كانون الثاني، 2017
النائب اللواء جميل السيد : “المسؤول الجاهل والفاسد اخطر من اسرائيل”
لبنان :احتفال تسلم وتسليم في وزارة الدفاع، وقائد الجيش الجديد أصدر أولى التشكيلات العسكرية

البناء
نتنياهو أمام الكونغرس: مقاطعة واسعة وحماسة جمهورية واحتجاجات شبابية
ساندرز: كذّاب ومجرم حرب ـ لبيد: مشين ووصمة عار ـ باراك: لا تصدقوه
هدهد 3 يتسبّب بتحقيق في فضيحة اختراق الدفاعات ويكشف تفاصيل رامات ديفيد
انتحل بنيامين نتنياهو شخصية ديفيد بن غوريون عندما وقف يسرد أمام الكونغرس قضية المحرقة وحكاية الخرافة الصهيونية عن دولة عمرها 4000 سنة، وعن المعركة الواحدة لأميركا وكيان الاحتلال دفاعاً عن التحضّر بوجه التوحّش، دون أن ينتبه أن 76 سنة مرّت على مثل هذا الكلام تلقى خلالها كيانه كل ما يلزم ليكون لديه جيش لا يُقهر وجيش الكيان قُهر في يوم الطوفان ولم يسجل بطولة واحدة، كما زعمه، وفشل بعد الطوفان في تحقيق نصر واحد وهو يزعم الحديث عن انتصارات، ويعد بمثلها، بينما يعرف سامعوه أن مثلها هو المزيد من الفشل. ومثلما نال نتنياهو فرصة إشعال الحماسة الجمهورية لخطابه وحصد تصفيق النواب الجمهوريين بحرارة، كلما زاد المنسوب العنصري في خطابه، كانت المرة الأولى التي يقاطع خطابه رموز الحزب الديمقراطي وفي المقدّمة نائبة الرئيس المرشحة الرئاسية كمالا هاريس التي كان يفترض أن تترأس الجلسة، وفعل مثلها ‏من مجلس النواب: 112 عضواً من أصل 212 و‏من مجلس الشيوخ 24 من أصل 51، أي أكثر من النصف، بينما كان شباب أميركيون ومعهم محتجون بالآلاف يطوقون مبنى الكونغرس ويهتفون باسم نتنياهو كمجرم حرب، بينما كان يصف طلاب الجامعات الأميركية الذين انتفضوا لنصرة غزة بوجه جرائم الاحتلال ومعهم إدارات جامعاتهم، بأنهم مجرد أدوات إيرانية.
النائب الديمقراطي بوبي ساندز قال إن نتنياهو كذاب ومجرم حرب، بينما قال زعيم المعارضة في الكيان إن خطاب نتنياهو مشين لأنه لم يتطرق للقضية الأهم وهي قضية الأسرى والمفاوضات، ولا قال كيف سيقوم بإعادتهم، وتحدث رئيس الحكومة السابق ايهود باراك لقناة “سي ان ان” فتوجه للأميركيين قائلا لا تصدقوه إنه يضللكم، متسائلاً عن كيف سوف يخرج نتنياهو بالكيان من النفق المظلم الذي أدخله فيه.
في الوقت ذاته الذي كان يقف فيه نتنياهو أمام الكونغرس يختبر مواهبه الخطابية، كان داخل الكيان على موعد مع تظاهرات صاخبة تطلب الإسراع بالتوصل لاتفاق ينهي قضية الأسرى ويوقف الحرب، بينما انشغل الوسط العسكريّ والأمنيّ بما نشرته المقاومة عن حصاد طائرة الهدهد 3 حول قاعدة رامات ديفيد الجوية، وقد قامت بتصوير مفصل للقاعدة واقتراب من مواقعه السرية والقبب الحديدية والرادارات، ما أثار فضيحة حول شروط الأمان في قاعدة من أهم القواعد الجوية في الكيان، وتحدّث الخبراء والضباط السابقون في جيش الاحتلال لقنوات التلفزة العبرية عن رسائل الهدهد فأجمعوا أن الرسالة الأهم هي أن الكيان بات مكشوفاً دون حماية، وان حزب الله قادر على الوصول بأسلحته وطائراته وصواريخه إلى أي نقطة في الكيان، وأنه يعلم عن داخل المؤسسات الأمنية والعسكرية الحساسة ما لا يعلمه كثير من المسؤولين في الكيان.
قبل ساعات قليلة من إلقاء رئيس حكومة العدو الإسرائيلي بنيامين نتنياهو كلمته أمام الكونغرس الأميركي وإعلانه نيته «عودة مواطنيه إلى الشمال بالطرق الدبلوماسية، وأن «إسرائيل» ستفعل ما يتعين عليها فعله لإعادة الأمن إلى الحدود الشمالية»، نشر حزب الله فيديو يُظهر خرق «الهدهد» مجدداً للعمق الإسرائيلي يوم أول أمس، وهذه المرّة في عمق قاعدة «رامات دافيد» الجويّة الإسرائيلية، والتقاط الفيديوهات والصور للمكان. ولفت الإعلام الحربي الى ان «هذه المرة الأولى في تاريخ الكيان التي يجري فيها اختراق المجال الجوي لقاعدة جوية صهيونية، وأنه على الرغم من الاستنفار العالي داخل الكيان الصهيوني وتوقعه هجمات من اليمن تمكنت المقاومة من إرسال الطائرة».
وأكد “أن المقاومة من خلال “الهدهد 3”، تمكنت من تضليل الدفاعات الجوية وأجهزة الرصد والاستطلاع والعودة بالصور المطلوبة للقاعدة الجوية”.
في الميدان، تعرضت كفرشوبا، وحولا – حي المرج وبئر المصلبيات لقصف مدفعي إسرائيلي. كما شنت الطائرات الإسرائيلية غارة استهدفت منزلاً في بلدة كفرحمام ما أدّى إلى تدميره بشكل كامل. وأغار الطيران المسيّر على بلدتي كفركلا وحولا دون تسجيل إصابات. وشن الطيران الحربي غارة على بلدة طيرحرفا في قضاء صور استهدفت منزلاً في البلدة بصاروخين ودمرته تدميراً كلياً.
وأشارت وسائل إعلام العدو إلى أن حزب الله يواصل زيادة مدى نيرانه إلى مناطق لم يتم إخلاؤها. وأعلن جيش العدو أن قوات لواء الاحتياط استكملت هذا الأسبوع تمريناً يحاكي سيناريوهات الحرب في لبنان. وأشار أيضاً إلى إصابة 14 عسكرياً في غزة والضفة الغربية والحدود مع لبنان خلال الساعات الـ 24 الماضية.
وقدّمت المنسقة الخاصة للأمم المتحدة في لبنان جينين هينيس – بلاسخارت ووكيل الأمين العام لعمليات حفظ السلام جان بيار لاكروا إحاطة إلى مجلس الأمن، وذلك أثناء جلسة المشاورات التي تلت نشر التقرير الأخير (S/2024/548) للأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش حول تنفيذ القرار 1701 (2006).
وأحاطت هينيس – بلاسخارت مجلس الأمن بأنّ لبنان والمنطقة برمّتها لا يزالان على حافة خطر محدق. ولكنّها أكدت، رغم ذلك، أن الحلّ الدبلوماسي للخروج من الأزمة لا يزال ممكناً، رافضة القبول بأن الصراع الشامل لا مفرّ منه. وأشارت إلى أن كلًّا من لبنان و”إسرائيل” يعلنان أنّهما لا يسعيان إلى الحرب، معربة عن أملها في أن يؤدي التوصل الى “اتفاق بشأن غزة” إلى العودة الفورية لوقف الأعمال العدائية عبر الخط الأزرق.
وإذ أبدت المسؤولة الأممية مخاوفها من أن يؤدي أي خطأ في التقدير من قبل أي طرف إلى اندلاع صراع أوسع يطال المنطقة بأكملها، حثّت على بذل كل جهدٍ ممكن لإبعاد الطرفين عن حافة المزيد من التصعيد. وأكدت أنّ تنفيذ القرار 1701 هو الطريق نحو الأمن المستدام.
واستقبل وزير الخارجية والمغتربين في حكومة تصريف الأعمال الدكتور عبد الله بو حبيب السفيرة الأميركية ليزا جونسون، وبحث معها في تطوّرات الوضع في الجنوب ونتائج لقاءاته التي أجراها خلال زيارته لواشنطن ونيويورك مع مسؤولين أميركيين وأمميين في شأن تجديد ولاية “اليونيفيل” والتطبيق الكامل للقرار ١٧٠١ (٢٠٠٦) ودعم الجيش اللبناني.
وليس بعيداً، اشارت السفارة الكندية في لبنان في رسالة وجّهتها الى الكنديين والمقيمين الدائمين وأفراد أسرهم المباشرين في لبنان، إلى أن “الوضع في لبنان متقلب وغير قابل للتنبؤ بسبب الأحداث الأخيرة والمستمرّة في “إسرائيل” والضفة الغربية وقطاع غزة”، ولفتت إلى أن “على الكنديين والمقيمين الدائمين وزوجاتهم وأطفالهم المعالين اتباع نصائح السفر إلى لبنان والمغادرة حيث الرحلات الجوية التجارية متاحة”. وختم البيان: “تركيزنا ينصبّ على مساعدة الكنديين والمقيمين الدائمين في الحصول على الوثائق التي يحتاجون إليها للسفر وإبقاء العائلات معًا، نواصل مراقبة الوضع بالتعاون مع شركائنا”.
وعقدت لجنة الشؤون الخارجية جلسة برئاسة النائب فادي علامة، مع عدد من سفراء دول الاتحاد الأوروبي وسويسرا والنروج وبريطانيا وكندا. ثم عقدت اللجنة جلسة مع ممثلين من عدد من وكالات الأمم المتحدة عرضت خلالها الآثار الصحية والاجتماعية والاقتصادية والبيئية للاعتداءات الإسرائيلية على جنوب لبنان. وقال علامة: “نحن نعتبر أن هذه اللقاءات هي عامل مساعد للحكومة، وأن تستفيد وتحضر لطبيعة عملها في مرحلة ما بعد وقف إطلاق النار ومن الامور التي سئلنا عنها ان يكون هناك مركزية قرار في الدولة اللبنانية، اضافة ان يكون هناك تعاون بناء بين المؤسسات الحكومية وإلحاح على أن تضع الحكومة خطة وخارطة طريق في أسرع وقت وكذلك تمنٍّ أن يكون هناك تنسيق وتواصل دائم حتى يستطعيوا القيام بما هو مطلوب منهم”.
وأشار عضو كتلة “اللقاء الديمقراطي” النائب وائل أبو فاعور في تصريح بعد اجتماع لجنة الشؤون الخارجية النيابية “هذا تحدّ جديد للدولة اللبنانية ينبغي التعامل معه في علاقات لبنان العربية والدولية. فالدولة مفلسة وعاجزة عن القيام بمسؤولية أعباء كهذه، لكنها في الوقت نفسه لا تستطيع أن تتخلّى عن مسؤولياتها تجاه مواطنيها بصرف النظر عن أي اعتبارات سياسية خلافية محلية حول جدوى الحرب أو مبرّراتها لدى بعض الأطراف”. وأضاف: “إننا نحتاج إلى خطة واضحة وجهد دبلوماسي وسياسي منظم للتعامل مع نتائج الاعتداءات الإسرائيلية في أسرع وقت ممكن وتبقى مصلحة لبنان العليا في تطبيق القرار 1701 لمصلحة لبنان وليس لمصلحة أي طرف آخر بموازاة الاستمرار في الدعم السياسي للشعب الفلسطيني ومقاومته المشروعة للاحتلال”.
ورأى رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل في عشاء منطقة المتن أن “الاغتيال المعنوي الذي تعرضنا له بأموال وقرار من الخارج أصعب من الاغتيال الجسدي وسامحنا وصفحنا ولم نحاسب، لا أحد “ينمّر” علينا بالشهداء ونحن ننحني لجميع الشهداء، وننحي إجلالاً لشهدائنا في الجنوب ولو كنا غير موافقين على الاستراتيجية الهجومية، وخصوصاً أننا نتفق على الاستراتيجية الدفاعية وليس الهجومية، لكنهم يستشهدون ولو لم يقوموا بذلك لكانت اجتاحتنا “إسرائيل””. وأكد أن “التيار باعتراف الجميع لا ارتباطات خارجية تؤيد قراره”، لافتاً إلى أننا “دفعنا ثمن استقلاليتنا فلا مال أغرانا ولا عقوبات أرهبتنا وبقينا عاصين على كل ما يحدّ من استقلاليتنا”. أيضاً، لفت الى أن “الانفتاح نصرّ عليه وطنياً ومتنياً”، مؤكداً أننا “نتحدث مع الناس أينما كنا، ولم نرفض في أي يوم أن نتحدث مع أحد ومن يرفض التحدث يكون ضعيفا وليس لديه أي حجة”.
واستقبل باسيل في دارته في البياضة، سفير مصر في لبنان علاء موسى، بحضور النائب سليم عون. وتم البحث، في “الحرب في الجنوب وآفاقها في ظل التطورات الإقليمية والدولية، وكذلك سبل حل أزمة رئاسة الجمهورية والأفكار العملية المطروحة”.
وقال السفير المصري في حديث تلفزيوني إنّ “اللجنة الخماسيّة مقتنعة بضرورة الحفاظ على زخم الملفّ الرئاسي، والحركة أفضل من السكون”، مضيفًا “الحديث مع النائب باسيل بالنسبة لي مفيد”، وشدّد على أنّ “اللحظة الرئاسيّة المناسبة لن تأتي قبل توضّح الأمر في غزة”.
استقبل رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع في معراب، رئيس “مجموعة العمل الأميركية من أجل لبنان” American Task Force for Lebanon ادوارد غبريال، حيث تمّ التداول في التطورات على الساحتين المحلية والإقليمية، لا سيما في موضوعي تعطيل الانتخابات الرئاسية من قبل فريق الممانعة، والحرب الدائرة في غزة والجنوب اللبناني وانعكاساتها السلبيّة على لبنان.
وفي مكتبه في اليرزة، استقبل قائد الجيش العماد جوزف عون سفير المملكة العربية السعودية في لبنان وليد البخاري، ثم النائب أكرم شهيّب وتناول البحث الأوضاع العامة في لبنان والمنطقة.

 

الأخبار
رسائل المقاومة تسبق نتنياهو إلى واشنطن: قواعد سلاح الجوّ تحتاج إلى من يحميها!
إذا كان نجاح حزب الله في اختراق منظومات الكشف والاعتراض فوق حيفا والجولان قد انطوى على رسائل عملياتية وردعيّة، فإنّ نجاحه مجدداً في القيام بمسح معلوماتي مفصّل لقاعدة «رامات ديفيد» التابعة لسلاح الجوّ في شمال فلسطين المحتلة، أشدّ وقعاً وأبلغ دلالة في رسائله ومفاعيله لدى مؤسسات التقدير والقرار في كيان العدوّ. فقد أظهر المسح الذي تضمّنه الفيديو الذي نشره الإعلام الحربي في المقاومة الإسلامية، أمس، القدرة على الاستهداف الدقيق لكل نقطة ومنشأة في قلب القاعدة، بدءاً من المدارج الى الطائرات وأماكن سكن الطيارين ومخازن الذخائر… ويحمل هذا الكشف، في المضمون والتوقيت، رسائل ستكون حاضرة لدى الجهات المهنية والسياسية، إضافة الى رسائل متصلة بالتطورات الميدانية والسياسية، وفي مقدّمها زيارة رئيس وزراء العدوّ بنيامين نتنياهو للولايات المتحدة، والاعتداء الإسرائيلي على ميناء الحديدة وما يحمله من مؤشرات إزاء تصعيد المواجهة.
يكشف فيديو «رامات ديفيد» أن قواعد سلاح الجوّ في كيان العدوّ تحولت أيضا الى أهداف عسكرية لحزب الله، في وقت تمثّل فيه العمود الفقري لجيش العدوّ في الهجوم والدفاع. وأظهر حزب الله بذلك أن قدراته المعلوماتية والعملياتية لا تقتصر فقط على استهداف المنشآت الصناعية والمدن والقواعد العسكرية ومقارّ القيادة والسيطرة… بل – والأهمّ – أنها تشمل أيضاً قواعد سلاح الجوّ التي يُفترض أنها تؤدي دوراً رئيسياً في حماية ما تبقى من منشآت.
يُمثِّل هذا المتغيّر تطوّراً نوعيّاً غير مسبوق في قدرات الردع والردّ والدفاع والتعطيل لأهمّ سلاح في جيش العدوّ. ويأتي تتويجاً لمسارٍ من التطوّر وجهود هائلة استمرت سنوات. ففي السابق، كانت المقاومة الإسلامية تركّز على سياسة الإخفاء والتمويه والتضليل لتجنّب ضربات سلاح الجو. وارتقت الى فرض معادلات تقيّد صانع القرار السياسي والأمني في تفعيل هذه القدرات الهائلة على مستوى الدقة والتدمير. وتطوّر الأمر الى امتلاك قدرات صاروخية يتحدّث عنها العدوّ، وانكشف جزء منها في نجاح حزب الله في إسقاط أفخر مسيّراته المتطوّرة. والآن، يتضح أنّ لدى الحزب ورقة أكثر أهمية وهي استهداف قواعد سلاح الجو نفسها والقدرة على تعطيلها وتحييدها بحيث يصبح من المتعذر على الطائرات التي تشنّ اعتداءاتها على لبنان العودة الى القواعد التي تنطلق منها!
ويعني ذلك أيضاً أن حزب الله حرص على أن يثبت للعدوّ، ومن ورائه الأميركي، بالدليل الملموس، أنه قادر على إلحاق خسائر هائلة بجيش العدوّ في سياق الردّ والدفاع إزاء أيّ عدوان إسرائيلي يتجاوز القواعد المرسومة. وبالتأكيد ستحضر هذه الحقائق أمام مؤسسات القرار السياسي والأمني، وستساهم في التأثير في تقديرات العدوّ وخياراته.
زيارة نتنياهو
واختارت المقاومة الإسلامية لنشر هذا الفيديو توقيتاً سياسياً مدروساً، إذ تزامن مع زيارة نتنياهو للولايات المتحدة للقاء المسؤولين الأميركيين، على رأسهم الرئيس الأميركي جو بايدن والمرشح الى الرئاسة دونالد ترامب. ويحاول نتنياهو في هذه الزيارة التسويق لخياراته المتصلة بغزة ولبنان والمنطقة، وهو يدرك أنه من دون احتضان ودعم أميركي متواصل ومتصاعد، لن يستطيع الصمود ولا المبادرة. في المقابل، الولايات المتحدة معنيّة بالجمع بين الحفاظ على مصالح إسرائيل وأمنها، وبين تعرّض المصالح الأميركية في المنطقة للخطر.
في المقابل، يأتي المسح المعلوماتي التفصيلي لقاعدة «رامات ديفيد» ليؤكد أن حزب الله قادر على تعطيل هذه القاعدة الجوية وتدميرها أيضاً، وسيحول ذلك دون تمكّن سلاح الجوّ من تأدية مهامه العدوانية، دفاعاً وهجوماً. والترجمة العملية الإضافية لذلك أن حزب الله سيكون لديه هامش أوسع في استهداف بقية المنشآت التي كان يفترض أن تساهم قاعدة سلاح الجو في حمايتها. ويعني هذا السيناريو أن العدوّ، في حال المبادرة الى توسيع الحرب في مواجهة حزب الله، سيتعرض لضربات عسكرية قاصمة تضعه أمام خيارَين: إما توسيع نطاق المواجهة على المستوى الإقليمي، أو الانكفاء والتراجع. وكلاهما قد يدفع الولايات المتحدة إلى التدخل المباشر، بهدف إنقاذ كيان العدوّ، وهو ما تحاول تجنّبه، لأنه سيفرض خيارات لا تخفي مخاوفها من تداعياتها الإقليمية والدولية.
تطوّر غير مسبوق في قدرات الردع والتعطيل لأهمّ سلاح في جيش العدوّ
في ضوء ما تقدّم، والرسائل التي سبقت نتنياهو الى البيت الأبيض، لن يتمكن نتنياهو من أن يضمن أن لا يؤدي الاستمرار في المعركة المفتوحة ضد غزة ومعها جبهات الإسناد، الى طلب النجدة مجدداً من الولايات المتحدة، بفعل تصاعد المعارك واتساعها، أو يضمن لها بأن يكون قادراً على حماية الأصول الاستراتيجية لكيان العدوّ، وفي مقدّمها قواعد سلاح الجوّ، الأمر الذي قد يفرض على الولايات المتحدة التدخل والغرق في مستنقع سيكون أكثر كلفة من أيّ مرحلة سبقت بفعل المتغيّرات الدولية ومعادلات القوة الجديدة.
كذلك، ليس أمراً عرضياً أن يأتي هذا النشر بعد استهداف ميناء الحديدة، في رسالة تنطوي على التأكيد على التكامل والتنسيق بين الجبهات، وللقول للعدوّ إن الدفع باتجاه حرب إقليمية ستكون مفاعيلها خطيرة جداً على الكيان الإسرائيلي. في الخلاصة، مجدّداً تنكشف هشاشة العمق الاستراتيجي لكيان العدوّ أمام أسلحة حزب الله الدقيقة والمتطوّرة. ومجدداً يتحدّى حزب الله التكنولوجيا الإسرائيلية ويُظهر عقم الرهان عليها لدى أسياد العدوّ الأميركيين. إلا أن الجديد أن نتنياهو يحضر الى الولايات المتحدة وهو مسكون بحقيقة أن الكيان الذي يقوده أصبح أكثر ضعفاً وترنّحاً بنظر المؤسسات المهنية الأميركية وقادة القرار في البيت الأبيض والكونغرس. ويدرك نتنياهو أكثر من غيره التداعيات الاستراتيجية والوجودية المستقبلية لهذا المسار، بعدما تجلّت أمامه رسائل القوة والتصميم على امتداد جبهات المقاومة التي تجاوز كل تقديرات وخيالات مؤسّسي الكيان وورثتهم.

 

اللواء
تحذير أممي من تحلُّل الدولة.. وخطاب نتنياهو مؤشر مواجهات مفتوحة في الجنوب
تنافس بين «الثنائي» والمعارضة على كتل المجلس.. وصدمة دبلوماسية من حجم الخسائر البشرية والمادية
في الوقت الذي شكَّلت كلمة رئيس الحكومة الاسرائيلية بنيامين نتنياهو امام الكونغرس الاميركي صدمة لمن تابع ما قاله، على مسمع اعضاء الكونغرس، الذين حضروا وصفقوا «للقاتل» وكأن دماء ألوف الفلسطينيين، ليست أمراً يستحق الادانة او الاعتراض، وكأن «حقوق الانسان» لا تطال هؤلاء الشهداء من الاطفال والرجال والنساء الذين قتلوا بدم بارد بقصف الطيران والقذائف الحارقة حول المنازل وتحتها وداخل اكوام الركام، بعدما تحولت غزة وقطاعها ومخيماتها الى ارض مدمرة ومحروقة، كان الوضع في الجنوب، يدخل دائرة الاهتمام بقوة من نافذة «هدهد» المقاومة الاسلامية، الذي حلَّق فوق قاعدة عسكرية، وعجزت اجهزة الرصد عن كشفها، في رسالة واضحة لنتنياهو قبل إلقاء خطابه امام الكونغرس.
وقالت وسائل اعلام اسرائيلية ان المسيَّرة حلقت لـ8 دقائق، وهذا حسب الوسائل يوضح «مدى ضعفنا وهذه وصمة عار» ووصفت «فيديو» حزب الله بالخطير جداً.
وقال ان اسرائيل تفضل اعادة المهجرين من المستوطنات الى بيوتهم، وهل ملزمة بذلك.. وسنفعل ما علينا فعله لاعادة الامن الى المستعمرات الشمالية.
ولم يغفل نتنياهو عن تحريض الاميركيين على حزب الله عندما ذكّر بقصف السفارة الاميركية في بيروت، مع الاشارة الى ان حزب الله يقول ان المعركة ليست مع اسرائيل، بل مع الولايات المتحدة.
واعتبرت مصادر سياسية ان خطاب نتنياهو امام الكونغرس هو مؤشر على حرب مفتوحة في الجنوب، نظراً لارتباط هذه الجبهة بجبهة غزة.
رئاسياً، أوضحت أوساط سياسية مطلعة لـ«اللواء» ان التحرك المضاد لكتلة التنمية والتحرير من أجل تأمين أكبر أصوات نيابية ممكنة لتأييد مقترح رئيس مجلس النواب نبيه بري حول الحوار من شأنه أن يتفاعل إذا اتخذ الطابع الرسمي لاسيما أن غايته دفع الكتل النيابية إلى السير بالحوار في مواجهة مقترح المعارضة تحت مسمى خارطة الطريق.
وقالت هذه الأوساط إن إصرار المعارضة على مقترحها يواجه بطرح الحوار برئاسة رئيس مجلس النواب، يولد المزيد من التصادم السياسي، ما يجعل أي مسعى رئاسي خارج إطار البحث والنقاش الجدي في الوقت الراهن، في حين لا بد من ترقب ما يُقدم عليه التيار الوطني الحر والمسار الذي يسلكه بعد تأكيد رئيسه النائب جبران باسيل انفتاحه على الحوار والتشاور.
التزام أممي بلبنان
في نيويورك، قدمت المنسقة الخاصة للامم المتحدة في لبنان جينين هينيس بلاسخارت ووكيل الامين العام لعمليات حفظ السلام جان بيار لاكروا امس احاطة الى مجلس الامن اثناء جلسة مشاورات تلت نشر التقرير الاخير (2024/548/5) للامين العام للامم المتحدة انطونيو غوتريش حول تنفيذ القرار 1701 (2006).
ورفضت بلاسخارت في مطالعتها القبول بأن الصراع الشامل لا مفر منه، وان الحل الدبلوماسي للخروج من الازمة لا يزال ممكناً، لكنها لاحظت ان لبنان والمنطقة برمتها لا يزالان على حافة خطر محدق، مشيرة الى ان لبنان واسرائيل يعلنان انهما لا يسعيان الى الحرب، معربة عن املها ان يؤدي التوصل الى «اتفاق بشأن غزة»، الى العودة الفورية لوقف الاعمال العدائية عبر الخط الازرق.
ودعت الى حث الطرفين على بذل كل جهد ممكن من التصعيد مؤكدة ان تنفيذ القرار 1701 هو الطريق نحو الامن المستدام.
وفي الشأن الداخلي، رأت بلاسخارت انه في ظل الجهود في ملف الفراغ الرئاسي المستمر اصبح تحلل الدولة وتراجع قدرة مؤسساتها واقعاً ملموساً على الارض، معربة عن اسفها لان يضطر ابناء الشعب اللبناني الى الاعتماد على التحويلات المالية للعاملين بالخارج او العمل في عدة وظائف لمواصلة حياتهم، داعية الى احياء مسيرة الاصلاحات الاقتصادية والمالية.
واعترفت المنسقة الاممية بالصعوبات الهائلة الناتجة عن الوجود الطويل الامد لعدد كبير من اللاجئين على الاراضي اللبنانية، مشددة على اهمية ايجاد حلول جماعية، مع التأكيد على ان الحلول لا تقتصر على لبنان فقط.
خسائر الاعتداءات الاسرائيلية
وحضرت خسائر الاعتداءات البشرية والصحية والعمرانية والزراعية والبيئية بسبب الاعتداءات الاسرائيلية في اجتماع لجنة الشؤون الخارجية النيابية مع سفراء الدول الاوروبية لعرض نتائج الاعتداءات الاسرائيلية، مطالباً بـ«خطة واضحة وجهد دبلوماسي وسياسي منظم للتعامل مع نتائج الاعتداءات الاسرائيلية في اسرع وقت ممكن، مطالباً بتطبيق القرار 1701».
الدمار
وكشف تقرير دولي حجم الأضرار التي لحقت ببلدات جنوب لبنان وإسرائيل الحدودية بعد تسعة أشهر من القتال بين حزب الله اللبناني وإسرائيل.
وتظهر صور الأقمار الصناعية وصور الرادار وسجلات النشاط العسكري أن مجتمعات بأكملها قد نزحت، وتضررت آلاف المباني ومساحات واسعة من الأراضي على الحدود بين إسرائيل ولبنان.
وتضرر المباني في جنوب لبنان كما يكشفه تحليل بي بي سي يصل الى أكثر من 60% من المجتمعات الحدودية في لبنان، حيث تعرض أكثر من 3200 مبنى لأضرار.
وتم جمع البيانات بواسطة الباحث كوري شير من مركز الدراسات العليا بجامعة نيويورك. وهذه البيانات تستند إلى مقارنات بين صورتين منفصلتين، مما يكشف عن التغيرات في ارتفاع أو هيكل المباني ويشير إلى حدوث ضرر.
وكانت بلدات عيتا الشعب وكفركلا وبليدا من بين الأكثر تضررا.
وتعرضت عيتا الشعب لقصف واسع النطاق، حيث وقع ما لا يقل عن 299 هجوماً منذ أكتوبر/ تشرين أول، وفقاً لمنظمة أكلد.
كندا مجدداً
وفي اطار دبلوماسي، وجهت السفارة الكندية في لبنان الكنديين والمقيمين الدائمين وأفراد أسرهم المباشرين في لبنان، الى ان «الوضع في لبنان متقلب وغير قابل للتنبؤ بسبب الأحداث الأخيرة والمستمرة في إسرائيل والضفة الغربية وقطاع غزة»، ولفتت الى ان «على الكنديين والمقيمين الدائمين وزوجاتهم وأطفالهم المعالين اتباع نصائح السفر إلى لبنان والمغادرة حيث الرحلات الجوية التجارية متاحة».
وختم البيان: «تركيزنا ينصبُّ على مساعدة الكنديين والمقيمين الدائمين في الحصول على الوثائق التي يحتاجون إليها للسفر وإبقاء العائلات معًا، نواصل مراقبة الوضع بالتعاون مع شركائنا».
الوضع الميداني
ميدانياً، بعد طائرة «الهدهد» نهاراً، التي استطلعت قاعدة «رمات ديفيد» الموجودة في الشمال، واعتراف الجيش الاسرائيلي بالاستطلاع، وقال ان الفيديو تم التقاطه بطائرة من دون طيار،استهدف حزب الله موقع رويسة القرن في مزارع شبعا المحتلة بالاسلحة الصاروخية رداً على قصف الاحتلال بلدتي شيحين وأم التوت، كما استهدف اطراف بلدتي عيتا الشعب ودبل.

Please follow and like us:

COMMENTS