اللواء
«التباعد» النيابي عنوان المرحلة.. وتصريف الأعمال لأشهر إضافية
حزب الله يستهدف مواقع جديدة.. ولا مدارس في مستوطنات الشمال
تتصرف حكومة الرئيس نجيب ميقاتي، وكأن مسألة الوقت الذي من الممكن ان تبقى فيه في حالة تصريف الاعمال طويلة، مع تزايد التحديات والاهتمامات، سواء في ما خص الاتفاقيات والتفاهمات الدولية، او الاقليمية، لا سيما بعد زيارة العراق واعادة الاعتبار للاتفاقيات المتعلقة بتزويد لبنان بالمشتقات النفطية لزوم كهرباء لبنان، وهو الامر الذي بحثه الرئيس ميقاتي مع وزير الطاقة والمياه وليد فياض ورئيس مجلس ادارة مؤسسة كهرباء لبنان كمال الحايك في السراي الكبير، من زاوية تأثير النتائج الايجابية للزيارة، ودفع ما يلزم للجمهورية العراقية مقابل الفيول الخاص بالكهرباء.
كما تواجه الحكومة تحديات المطالبات المستمرة بالتسوية او تسويات لوضع الرواتب والاجور، يأخذ في عين الاعتبار الفوارق بين فئات الموظفين الكبار والصغار في الخدمة او المتقاعدين، وما تردد عن اضافة راتبين الى التعويضات فبدل 9 رواتب مضروبة بالاساس، تضرب 11 راتباً بالاساس، بدءاً من ت1 المقبل، وهو الامر الذي يرفضه القطاع الوظيفي والمتقاعدون.
ودعا تجمع العسكريين المتقاعدين للمناسبة الى الاستعداد لما اسماه بـ«تحرك مزلزل عند انعقاد اول جلسة لمجلس الوزراء لا يكون على جدول اعمالها تسوية وضع الرواتب والاجور».
وكشف مصدر وزاري ان الاتصالات مستمرة لتوقيع مرسوم رئيس الاركان اصولاً، اي من قبل وزير الدفاع موريس سليم، لكن المسعى لم يصل الى خواتيمه بعد.
الفراغ.. باتجاه المجهول!
في الشق الرئاسي، ما يزال التباعد بين الكتل السياسية سيد الموقف، في ضوء حرصٍ من هذه الكتل على النظر في طروحاتها، وكأنها «اليد الطولى» في معركة ايجاد رئيس جديد للجمهورية وسط دعوات لرفض اية تسوية رئاسية، حكومية، والبحث في الذهاب الى المجهول، عبر الجنوح الى ما يمكن تسميته «بالعصيان المدني» او الذهاب باتجاه فرط الدولة ومؤسساتها، او ما تبقى من هذه المؤسسات التي تقدم الخدمات لكل المواطنين، من الفئات والطوائف مجتمعة.
وكان نواب المعارضة واصلوا لقاءاتهم في المجلس النيابي، فالتقى النواب غسان حاصباني والياس حنكش وميشال الدويهي قبل ظهر امس النواب المستقلين ايهاب مطر، وجان طالوزيان ووزير الصناعة النائب جورج بوشكيان، ثم النائب جميل السيد، الذي رأى معاكسة بين مبادرة المعارضة وطرح الرئيس نبيه بري، مشيراً الى أن الظروف الاقليمية الراهنة، لن تؤدي في الفترة القادمة او الحالية الى انتخاب رئيس.
وفي الاطار نفسه، اعلن رئيس حزب الكتائب النائب سامي الجميل انه ليس ضد الحوار، شرط الا يكون له طابع رسمي.
وقال: لسنا ضد الحوار، وداخل المعارضة وخارجها نحن ندعو الى تسهيل التشاور، ولكن دون ان يأخذ طابعاً رسمياً، كي لا تعدل قواعد الانتخاب.
جنوباً، اعتبر المتحدث باسم اليونيفيل اندريا تيننتي ان قواته تعمل على خفض التصعيد عند الحدود بين لبنان واسرائيل.
الوضع الميداني
ميدانياً، اعلن حزب الله مساء امس انه دمر رادار كشف الافراد في موقع بركة ريشا.. كما استهدف حزب الله ميركافا في منزل في منطقة «عزراييل» في اطراف كفرشوبا، ورد الاحتلال بقصف كفرحمام مما ادى الى تعطيل شبكة الكهرباء في الحي.
وقصفت المقاومة رداً على اعتداء شقرا مستوطنة «تاسوريال» في الجليل الغربي، والتي لا تبعد عن الحدود سوى بضعة كيلومترات.
وكانت الاعتداءات الاسرائيلية تواصلت على الجنوب، واغارت مسيّرة اسرائيلية على بلدة شقرا، وادت الى سقوط شهيد نعاه حزب الله في وقت لاحق.
وذكرت بيانات الجيش الاسرائيلي انه تم رصد قذائف تعبر من لبنان الى اسرائيل، مسجلة ضربات في مرغليون ومسكاف عام وكريات شمونة، وعملت فرق الاطفاء والانقاذ على اطفاء الحرائق الناجمة عن الضربات، كما قصف الاحتلال اطراف بلدة شيحين ليل امس مستهدفاً مقر الدفاع المدني التابع لجمعية كشافة الرسالة الاسلامية، مما ادى الى تدميره.
وفي سياق متصل اخبر وزير التربية الاسرائيلي يوآف كيش رؤساء المستوطنات التي تم اخلاؤها على الحدود مع لبنان بإلغاء العام الدراسي المقبل في مستوطناتهم، داعياً حكومة نتنياهو الى «التحرك الآن بقوة ضد لبنان»، مشيراً الى انه «لا مفرَّ من قرار شن حرب واسعة النطاق على لبنان من اجل مستقبل اسرائيل».
البناء
نتنياهو يخسر حرب اليمن قبل أن تبدأ… ويتراجع إلى خط الجيش نحو اتفاق غزة
فتح وحماس والفصائل من بكين: لحكومة مؤقتة لإدارة غزة والضفة وتحقيق الوحدة
مسقط: اليمن والسعودية يتفقان على حل الأزمات المصرفية وتفعيل مطار صنعاء
كمالا هاريس تتقدّم على دونالد ترامب في استطلاعات الرأي الأميركيّة، وتركيا تتراجع عن الترويج لخبر قرب اللقاء بين الرئيسين التركي رجب أردوغان والسوري بشار الأسد، خبران يؤكدان أن خلط الأوراق مستمرّ، وأن مسارات جديدة تستدعي المزيد من التدقيق قبل التحدّث عن توقعات.
في واشنطن الخبر لم يكن أميركياً، بل إسرائيليّ، فقد فاجأ بنيامين نتنياهو المراقبين والإعلاميين الذين يتابعون زيارته لواشنطن، وفق توقعات لغة حربية تسيطر على خطابه، سواء في طلب النصر المطلق في غزة والحرب على لبنان أو اليمن، ليجدوا نتنياهو يتحدث بلغة التبشير بقرب التوصل إلى اتفاق يحقق تبادل الأسرى، بعدما اضطر للمصادقة على شروط تفاوضية حول مستقبل بقاء قوات الاحتلال في غزة لصالح الانسحاب الشامل بناء على نصائح الجيش، بصورة جعلت هذا التقدّم ممكناً، وتعبيراً فعلياً عن موازين القوى الراجحة لصالح المقاومة، في ظل تأكيدات العسكريين لحجم مخاطر التورّط في حرب مع اليمن، واستطراداً محور المقاومة من ورائه، في حرب مدن سوف تجلب الدمار لمدن الكيان الكبرى ومنشآته المركزية والحيوية، مقابل استعداد اليمن لتحمل التضحيات اللازمة لتحقيق هذا الهدف، بينما الأمر أشدّ تعقيداً على جبهة لبنان، حيث لن يقتصر ردّ حزب الله على الردّ على النار بالنار، وهاجس رعب الشمال والعبور يسيطر على عقول قادة جيش الاحتلال.
في واشنطن أيضاً ترقّب لكلمة بنيامين نتنياهو التي قال السيناتور الأميركي الديمقراطي كريس فان هولين الذي أعلن مع عشرات النواب الديمقراطيين مقاطعة كلمة نتنياهو، أنها ستمارس الخداع بالتركيز على الخطر الإيراني، تدرك واشنطن أنه يستفيد من الديناميكيات التي يخلقها التطرف اليميني الإسرائيلي الذي يمثله نتنياهو وحلفاؤه في تقويض كل فرص لحل الدولتين.
في بكين التقت الفصائل الفلسطينية وفي مقدمتها حركات فتح وحماس والجهاد الإسلامي وقررت برعاية مباشرة من وزير الخارجية الصيني العمل على تحقيق الوحدة الفلسطينية عبر التمسك بحق المقاومة وبناء دولة فلسطينية مستقلة على كامل الأراضي المحتلة عام 67 وعاصمتها القدس الشرقية مع تحقيق حق العودة للاجئين، والبدء بالتحرّك نحو حكومة وفاق مؤقتة تتولى توحيد المؤسسات في الضفة الغربية وقطاع غزة وتقود عملية إعادة إعمار قطاع غزة، وتضع اتفاق القاهرة للوحدة الوطنية قيد التنفيذ.
في مسقط، أعلن عن اتفاق سعودي يمني ينهي الأزمة التي فجّرتها طلبات حكومة عدن المدعومة سعودياً بإغلاق مصارف صنعاء وشطبها من لوائح التداول المالي العالمي، وترتب عليها تهديد السيد عبد الملك الحوثي باستهداف العمق السعوديّ، وقال محمد عبد السلام الناطق بلسان حركة أنصار الله اليمنية إن الاتفاق تضمن إلغاء القرارات والإجراءات الأخيرة ضد البنوك من الجانبين والتوقف مستقبلاً عن أي قرارات او إجراءات مماثلة، واستئناف شركة طيران اليمنية للرحلات بين صنعاء والأردن وزيادة عدد رحلاتها إلى ثلاث يومياً، وتسيير رحلات إلى القاهرة والهند يومياً أو بحسب الحاجة.
يبدو أن المشهد السياسي والعسكري في المنطقة دخل في حالة جمود وترقب بانتظار الاستحقاق الانتخابي الأميركي وتسلم ادارة أميركية جديدة الامر الذي يزيد غموض المشهد اللبناني بشقيه الرئاسي والحدودي في ظل تضارب الانباء والمعلومات وتصاريح المسؤولين الإسرائيليين حول احتمال التوصل الى اتفاق وقف اطلاق النار في غزة وانسحابه على الحدود الجنوبية مع فلسطين المحتلة.
وفي حين يؤكد أكثر من مصدر دبلوماسي غربي لـ «البناء» «إحراز تقدّم في المفاوضات المستمرّة في القاهرة والدوحة بين الفلسطينيين والإسرائيليين وأن الوسطاء الأميركيين استطاعوا في الأيام القليلة الماضية تذليل بعض العقد ما يُسهّل إنجاز الاتفاق». الا أن أوساطاً مطلعة على موقف المقاومة لفتت لـ «البناء» الى ان «المفاوضات مستمرّة لكن لا تزال أجواء المماطلة والمناورة والمراوغة والضياع والإرباك تسيطر على أداء الوفد الإسرائيلي ما يعكس استمرار رفض رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو وقف إطلاق النار بسبب رهاناته على أحداث مقبلة اهمها الاستحقاق الانتخابي الأميركي».
ويرى خبراء في الشؤون العسكرية والسياسية لـ «البناء» أن «الظروف السياسية والعسكرية في «إسرائيل» وكذلك الظروف الدولية لم تنضج لوقف الحرب في غزة لا سيما بعد تنحّي الرئيس الأميركي جو بايدن عن خوض السباق الرئاسي لمصلحة نائبته ما يسمح لنتنياهو هامشاً إضافياً للمناورة والتشبث بموقفه وشروطه وتبرير استمرار الحرب بتغير الإدارة الأميركية وعودة الرئيس دونالد ترامب الى البيت الأبيض على اعتبار أن ترامب معروف بعدائه لإيران وحلفائها في المنطقة، ولذلك ليس من مصلحة نتنياهو منح وقف إطلاق النار كهدية مجانيّة لرئيس راحل، كما أن بايدن من جهة ثانية لم يعُد مهتماً بالضغط على «إسرائيل» لوقف الحرب لتعبئة سجله الرئاسي بالإنجازات وبالتالي لم يعد يعبأ بنتنياهو وابتزازه»، ويضيف الخبراء بأن «معظم الأطراف الاقليمية سترابض على مواقفها وستنتظر قدوم الرئيس الجديد والإدارة الجديدة للبناء على الشيء مقتضاه». لكن الميدان وفق ما تقول مصادر مطلعة على موقف المقاومة لـ»البناء» سيكون الفيصل وليس الانتظار وبالتالي فإن محور المقاومة لن ينتظر وقف العدوان الأميركي الغربي الإسرائيلي على غزة ولن يتفرّج على المناورات الإسرائيلية التفاوضية حتى موعد تسلّم الإدارة الأميركية الجديدة مطلع العام المقبل بل سيذهب إلى مرحلة جديدة من التصعيد على كافة الجبهات لدفع حكومة الاحتلال على وقف الحرب».
في غضون ذلك حافظت الجبهة الجنوبية على سخونتها حيث شنّت المقاومة هجومًا جويًا بسرب من المسيّرات الانقضاضية على قاعدة «جبل نيريا» (مقر قيادة كتيبة تشغله حاليًا قوات من لواء «غولاني» مستهدفةً أماكن تموضع ضباط العدوّ وجنوده محققةً أهدافها بدقة وأوقعت إصابات مؤكدة، وذلك ردًا على الاعتداء والاغتيال الذي نفذه العدو «الإسرائيلي» في بلدة شقرا.
كما استهدفت المقاومة مقر قيادة كتيبة السهل في ثكنة «بيت هلل» بصواريخ فلق، ردًا على اعتداءات العدو على القرى الجنوبية الصامدة والمنازل الآمنة وخصوصاً في بلدة شيحين.
كذلك، استهدفت موقع المرج وثكنة «راميم» «مقر قيادي كتائبي تشغله حاليًا قوات من لواء غولاني» بقذائف المدفعية الثقيلة وأصابته إصابة مباشرة ردًا على الاعتداء والاغتيال الذي نفذه العدو في بلدة شقرا.
وقصف مجاهدو المقاومة مستعمرة كريات شمونة بعشرات صواريخ الكاتيوشا، ردًا على اعتداءات العدو على القرى الجنوبيّة الصامدة والمنازل الآمنة وخصوصًا الاعتداء الذي طال مئذنة مسجد بلدة طلوسة.
كما استهدفت المقاومة تحركًا لجنود العدو في موقع السماقة في تلال كفرشوبا اللبنانيّة المحتلة بقذائف المدفعية وأصابته إصابة مباشرة وأوقعتهم بين قتيل وجريح.
في المقابل واصل العدو الإسرائيلي عدوانه على الجنوب فاستهدفت مسيرة إسرائيلية سيارة (بيك أب) على أطراف بلدة شقرا باتجاه وادي السلوقي وتوجهت فرق الإسعاف إلى المكان المستهدف، وافيد عن ارتقاء شهيد وإصابة جريح. ايضاً، استهدفت غارة إسرائيلية بلدة كفردجال جنوباً. وطال القصف المدفعي أطراف بلدة حولا. وتعرّضت خلة وردة عند أطراف بلدة عيتا الشعب الجنوبية لقصف مدفعي متقطع مصدره مواقع جيش الاحتلال المقابلة.
كما خرق الطيران الحربي جدار الصوت على علو منخفض فوق بيروت وضواحيها وخلدة والحدث وعرمون والدامور والجية وإقليم الخروب، وصولاً إلى كسروان ومنطقة جزين، محدثاً دوياً قوياً.
وعشية المشاورات التي سيجريها مجلس الأمن حول تطبيق القرار ١٧٠١ ولمناقشة تقرير الأمين العام للأمم المتحدة في هذا الخصوص أشارت مصادر مطلعة على الملف لـ»البناء» إلى أن لبنان لن يقبل بأي تعديل على عمل القوات الدولية في الجنوب على غرار ما حصل في العام الماضي وبالتالي لن تتغير الصيغة الحالية لا سيما وأن التطورات الميدانية في الجنوب لا تسمح بأي تغيير بعمل اليونيفيل ولا بصلاحياتها وحركتها في جنوب الليطاني.
الأخبار
خبراء إسرائيليون: صعوبات تحول دون حرب واسعة
حفلت المنابر الإعلامية ومراكز الأبحاث الإسرائيلية، أخيراً، بكثير من الآراء والدراسات حول مقاربة الجبهة مع حزب الله. والمشترك بينها جميعاً الإقرار بأن الجيش يواجه صعوبة كبيرة في إجبار الحزب على التنازل، وبمخاطر استمرار حرب الاستنزاف، والتأكيد على أن التسوية مع غزة هي مفتاح وقف الحرب مع حزب الله في لبنان وأنصار الله في اليمن.مدير معهد دراسات الأمن القومي تامير هايمان، الذي شغل سابقاً منصب رئيس المخابرات العسكرية، وقائد الفيلق الشمالي، رأى أنه «لا ينبغي لإسرائيل أن تخوض حرباً مع حزب الله إلا بعد معالجة الإخفاقات الحالية، وتثبيت استقرار قيادتها، وتحسين مكانتها الإقليمية والدولية. إذ لا تزال إسرائيل تواجه تحديات استراتيجية في الشمال، حيث عشرات الآلاف من المستوطنين خارج منازلهم، وقد أصبحت الصواريخ حدثاً يومياً، والاقتصاد في حالة تدهور». ورأى أنه «من أجل التصدّي لتهديد حزب الله وتأمين الحدود الشمالية، من المهمّ فهم سياقات صنع القرار الدولية والمحلية، إذ تتضاءل مكانة إسرائيل الإقليمية وسمعتها العسكرية، مع وجود أزمة في القيادة، وتعب بين جنود الاحتياط، وزيادة انعدام الثقة بالحكومة، وتآكل الثقة بالقيادة العسكرية الإسرائيلية وقدراتها الاستخبارية، والشعور بتقلص قدرة الردع، وكلها قضايا بالغة الأهمية، وخصوصاً في حالة نشوب حرب شاملة في الشمال. لذلك، وقبل شنّ حرب واسعة ضدّ حزب الله، يتعيّن على إسرائيل تقييم التحديات وأهميتها والدروس الضرورية التي يتعيّن عليها تنفيذها عند صياغة الرد».
ورأى هايمان أنه «من أجل ضمان انتهاء أيّ حرب بسرعة، على إسرائيل إما استخدام أقصى قدر من القوة في أقل وقت ممكن مع هجوم مفاجئ، أو تحديد أهداف حرب متواضعة. وربما يكون الخيار الأول الأفضل من الناحية الديبلوماسية، لكن الخيار الثاني أكثر قابلية للتطبيق. إلا أن الحملات المحدودة قد تتسع بشكل لا يمكن السيطرة عليه، ما يترك المشاعر العسكرية والعامة مريرة بسبب الفرص الضائعة كما رأينا بعد حرب لبنان الثانية. وبخلاف ذلك، فإن استخدام أقصى قدر من القوة وتحقيق الأهداف الطموحة قد يؤديان إلى سقوط عدد كبير من الضحايا بين المدنيين وإلحاق أضرار جسيمة بالبنية الأساسية، فضلاً عن الاتهامات بالافتقار إلى الشرعية الدولية».
واستنتج هايمان أن «حرب الاستنزاف أقلّ من الحرب الشاملة، وهي أهون الشرّين، لأننا لا نعرف ما الذي قد يجبر حزب الله على قبول وقف إطلاق النار، وتحت أي ظروف، كما أنه من غير الواضح أيضاً ما إذا كانت حرب واسعة النطاق في لبنان ستؤدي إلى شروط وقف إطلاق نار أفضل من تلك التي توسّطت فيها فرنسا والولايات المتحدة بالفعل، وتشمل إنهاء العمليات العسكرية. وبما أنه لا يتوقع للحرب أن تعالج هذه الأمور، يتعيّن على إسرائيل أن تتحلّى بالصبر الاستراتيجي». وخلص الى أنه «سيأتي يوم حزب الله، ولكن ليس الآن. ولا ينبغي لإسرائيل أن تخوض حرباً معه إلا بعد معالجة الإخفاقات الحالية، وتثبيت استقرار قيادتها، وتحسين مكانتها الإقليمية والدولية».
من جهته، قرأ عاموس يادلين في الهجوم على اليمن «خطوة مهمة لتعزيز الردع الإسرائيلي، الذي انهار في 7 أكتوبر، وبعد انضمام حزب الله والميليشيات العراقية والحوثيين في اليمن إلى الحرب، والهجوم الإيراني في نيسان». لكنه استدرك بأن «علينا إدراك أن الردع ليس مصطلحاً ثنائياً، بل هو حصيلة معقّدة ومتعدّدة الأبعاد. صحيح أن سلاح الجو أثبت مرة أخرى جاهزيته العملانية والاستراتيجية. لكن الاشتباك مع الحوثيين هو أوسع كثيراً من تبادُل الضربات بين إسرائيل واليمن. ويجب الاستعداد لردّ من المحور ولارتفاع درجة التصعيد من جانب إيران و/أو حزب الله».
وكتب يوسي ميلمان في «هآرتس» عن «الخوف الأكبر من حرب الاستنزاف المستمرة التي يخوضها حزب الله، حيث كشفت المسيّرات نقطة ضعف في نظام الدفاع الجوي، إذ تبيّن أنه لا يمكن لمنظومة القبّة الحديدية ودوريات المقاتلات الجوية منع اختراق المسيّرات للحدود الإسرائيلية بصورة تامة، وهو أمر غير متوقع لا في المدى القريب، ولا البعيد، وهذه حقيقة أثبتها نشاط الحوثيين، ليس في إيلات وصحراء عربة فحسب، بل أيضاً في قلب تل أبيب».
وتحدث ميلمان عن جهود تبذلها الصناعات العسكرية لإيجاد «أفضل حلّ للتصدي للطائرات المسيّرة»، لافتاً إلى أن «الجيش والمنظومة الأمنية يدركان أن المخرج المطلوب من الأزمة التي علقت فيها إسرائيل، يتمثل في التوصل إلى تسوية. وإذا تم التوصل إلى صفقة تبادُل، فسيتوقف إطلاق النار في غزة، كما أن حزب الله سيوقف هجماته الصاروخية، وسيوقف الحوثيون أيضاً هجماتهم بالطائرات المسيّرة».
الجيش والمنظومة الأمنية يدركان أن المخرج من الأزمة يكمن في التوصل إلى تسوية
من جهتها، تحدثت صحيفة «جيروزاليم بوست» عن «مظاهر» فشل رئيس الأركان هرتسي هاليفي في إعداد الجيش للحروب المستقبلية، وهي المهمة الرئيسية لأيّ رئيس أركان. وذكر التقرير أن هاليفي لم يفعل شيئاً لتحسين الوضع، و«لم يطالب بإعداد قواعد ومدرّجات سلاح الجو لاستخدام الطائرات الدفاعية ضد الصواريخ الدقيقة والمسيرات، والتي من شأنها أن تؤثر على قدرة الطائرات على الإقلاع لمهامها أو الهبوط». كما أنه «لم يتطرّق إلى القوات البرية ولم يخطّط لتوسيعها، بعد تقليص 6 فرق على مدى الـ 20 عاماً الماضية. فماذا سيحدث في حرب إقليمية حين تضطرّ القوات البرية إلى القتال في 6 مناطق في وقت واحد؟». وختمت بأن هاليفي «أهمل أيضاً إعداد الجبهة الداخلية لحرب إقليمية، بما في ذلك تدمير مستوطناتنا على الحدود الشمالية. ليس لدى الجيش الإسرائيلي أيّ حل لإطلاق حزب الله اليومي لعشرات الصواريخ والقذائف والطائرات بدون طيار باتجاه الشمال. تخيّل ماذا سيحدث في حرب إقليمية عندما تطلق آلاف الذخائر على إسرائيل يومياً».
ميدانياً، نفذ حزب الله أمس سلسلة عمليات نوعية ردّاً على اعتداءات العدو، فشن هجوماً جوياً بسرب من المسيّرات الإنقضاضية على قاعدة جبل نيريا (مقر قيادي كتائبي تشغله حالياً قوات من لواء غولاني) استهدفت أماكن تموضع ضباطها وجنودها و«أصابت أهدافها بدقة وحققت فيهم إصابات مؤكدة»، كما استهدف موقع المرج بصاروخ «بركان»، وثكنة راميم (مقر قيادي كتائبي تشغله حالياً قوات من لواء غولاني) بقذائف المدفعية الثقيلة، ومقر قيادة كتيبة السهل في ثكنة بيت هلل بصواريخ «فلق»، ومستعمرة كريات شمونة بعشرات صواريخ الكاتيوشا.
وفي إطار عمليات المساندة لغزة، استهدف حزب الله تحركًا لجنود العدو في موقع السماقة في تلال كفرشوبا ورادار كشف الأفراد في موقع بركة ريشا بالصواريخ الموجهة ما أدى إلى تدميره، ومجموعة لجنود العدو الإسرائيلي أثناء تحركها في موقع العاصي بالأسلحة الصاروخية.
ونعى حزب الله الشهيد صادق عاطف عطوي من بلدة شقرا في جنوب لبنان.
COMMENTS