البناء
طائرات «الأربعين» إلى الـ 8200 منشأة التجسس والاغتيالات قرب تل أبيب
خطاب انهزامي للكيان بذريعة ضربة وقائية وهمية… ونصرالله: أوفينا بوعدنا
ضمير العرب سليم الحص يغادرنا… والأسد: المقاومة قدوة ومثال في التحرير
لم تحجب الأحداث الكبرى التي تعصف بلبنان والبلاد العربية خبر رحيل الرئيس سليم الحص، ضمير لبنان والعرب، القدوة والمثال في تجسيد رجل الدولة، وفي الترفع والكبر والتعالي على المناصب والمكاسب، وهو القائل إن المسؤول يبقى كبيرا حتى يطلب شيئا لنفسه فيصغر، والراحل الكبير رجل ثقافة وفكر وكاتب وباحث ومؤلف وصاحب مواقف قومية ووطنية لا تنسى، منحاز دائما لفلسطين والمقاومة، وهو رئيس الحكومة التي شهدت تحرير جنوب لبنان عام 2000 الى جانب شريكه في الحكم الرئيس المقاوم العماد اميل لحود. وقد افتتح الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله كلمته المخصصة للحديث عن الرد التاريخي للمقاومة على اعتداءات الاحتلال على العاصمة وضاحيتها واغتيالها للقائد فؤاد شكر، بنعي الرئيس الراحل كخسارة للمقاومة وفلسطين.
وفيما انشغل العالم في متابعة رد المقاومة الذي حمل اسم عملية الأربعين، كما قال السيد نصرالله، مؤكدا أن المقاومة أوفت بوعدها، وشارحا أن الرد النوعي يتكون من جزءين، الأول إرسال الصواريخ بالمئات إلى عشرات مواقع الاحتلال في شمال فلسطين المحتلة حتى حدود عكا وطبريا، والثاني عشرات الطائرات المسيرة نحو تل أبيب، حيث منشأة مركزية للمخابرات العسكرية، هي المنشأة 8200 المتخصصة بالتجسس وعمليات الاغتيال، وقال السيد نصرالله إن العملية نفذت بشقيها بدقة، وإن الغارات التي شنها الاحتلال على الجنوب قبل نصف ساعة من بدء العملية لم تؤثر في أي من المسارات المرسومة للعملية ولم تنجح بإلحاق الأذى بأي من أدواتها، ما ينفي عنها صفة الضربة الاستباقية أو الوقائية، إضافة الى كون الأرقام المتداولة عن عدد المنصات المستهدفة بالغارات والحديث عن آلاف الصواريخ التي يقول قادة الكيان إنها كانت تستهدف تل أبيب وتم استهدافها هي مجرد أكاذيب لصناعة هوليودية لنصر موهوم.
اللافت كان أن wقادة الكيان من سياسيين وعسكريين تلاقوا على روح انهزامية مفاجئة، حيث جاء الرد ليوفر لهم فرصة ذهبية لتبرير الذهاب الى الحرب التي آمضوا أحد عشر شهرا وهم يهددون بشنها، وها هم يقولون لا نريد حربا ولا نريد تصعيداً والأمر عند حزب الله، فإذا اعتبر الأمر منتهيا تكون الأمور قد عادت الى طبيعتها، وهو ما توقفت أمامه عناصر متابعة باعتباره علامة على المفعول الرادع لعملية الأربعين، متوقعة أن تترك العملية وما تلاها تداعيات على المسار التفاوضي تفاديا للانتظار والرد الإيراني كما يقول القادة في طهران أنه آت، ويفعل اليمنيون مثلهم.
في سورية تحدث الرئيس الدكتور بشار الأسد في افتتاح الدور الأول لمجلس الشعب السوري المنتخب، فقال «أرسل التحيةً إلى المقاومين في فلسطين، ولبنان، والعراق، واليمن، الذين يمثلون “قدوةً، وأنموذجاً، ومثالاً نقتدي به في طريق التحرير، والكرامة، والشرف، والاستقلال”. كما وجّه الرئيس الأسد تحيةً إلى الجولان المحتل، لافتاً إلى أنّ أبناءه “قدّموا الكثير من العبر، وبرهنوا أن غياب السيادة عن أرضه لا يعني سقوط الوطنية من وجدان شعبه”، مُشدّداً على تأكيدهم أنّ الوطنية ليست مظهراً ولا ادعاءً، بل انتماء متجذر ووفاء وولاء.
وكشف الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله أن الهدف العسكري النوعي في العملية هو قاعدة الاستخبارات العسكرية «أمان» ووحدة «8200» في «غليلوت» والهدف الآخر هو قاعدة الدفاع الجوي في «عين شيميا».
وأكد السيد نصر الله أنه و»بناءً على معطياتنا أنَّ عددًا معتدًا به من المُسيّرات وصلت إلى هذين الهدفين، ولكن العدو يتكتم إلا أنَّ الأيام والليالي هي التي ستكشف حقيقة ما جرى هناك». وقال: «كل ما أردنا إطلاقه في هذه العملية هو 300 صاروخ وقد أطلقنا 340 صاروخًا والعدو لم يحبط شيئًا»، مؤكدًا أن السردية الصهيونية بشأن ما جرى مليئة بالأكاذيب وهو ما يعكس مستوى الوهن لدى هذا الكيان.
وشدد السيد نصر الله على أن «حديث العدو عن قصف صواريخ استراتيجية ودقيقة كانت معدة لاستهداف «تل أبيب» هو كذب في كذب، ولكن في هذه العملية ولرؤية واضحة ودقيقة لم نُرد استخدام هذه الأسلحة». معلنًا أن أيًا من الصواريخ الاستراتيجية والدقيقة لم تُصب بأذى. ولفت إلى أن كثيرًا من الوديان يعتقد العدو أن فيها منصات للصواريخ الباليستية ومنشآت يمكن تدميرها، كاشفًا أن القائد الجهادي الشهيد السيد شكر كان اتخذ قرارًا قبل مدة بإخلاء هذه الوديان والمنشآت وبالتالي ما قُصف هي وديان خالية أو تمَ إخلاؤها.
وأوضح أن العدو «الإسرائيلي» قبل نصف ساعة من توقيت العملية بدأ بشن غارات جوية على قرى في الجنوب «ولم تكن لديه معلومات استخبارية بل بسبب حركة المجاهدين لإتمام عملهم». وأكد أننا «أمام فشل استخباري «إسرائيلي» وفشل في العمل الاستباقي وعمليتنا أنجزت كما خططت بدقة»، وقال: «اليوم شهدنا مشهدًا يعبر عن شجاعة المقاومة عندما اتخذت هذا القرار.. المقاومة أخذت قرارًا وأقدمت فقام العدو بإغلاق «تل أبيب» والمطارات وفتحوا الملاجئ لمجرد استخدامنا الكاتيوشا والمُسيّرات فكيف إذا استخدمنا أكثر من ذلك؟».
وأضاف: «هذه أول عملية كُبرى تخوضها المقاومة بغياب القائد الكبير السيد فؤاد ولم يحصل فيها أي خلل.. العدو في رده صباح اليوم (أمس) لم يجرؤ على استهداف المدنيين لأن هناك مقاومة وبيئة مقاومة. وهذه المعادلة التي عدنا لتكريسها اليوم». وتابع: «المرحلة الأولى كانت ضرب المواقع في الشمال بـ340 صاروخًا والمرحلة الثانية هي عبور المُسيّرات بأنواع وأحجام مختلفة نحو عمق الكيان… نحن سنتابع نتيجة تكتم العدو عمّا حصل في القاعدتين المستهدفتين وكان الرد مرضيًا وسنعتبر أن الرد كافٍ على جريمة الاغتيال وإن لم نره كافيًا سنحتفظ بحق الرد حتى إشعار آخر».
وقال: «عمليتنا اليوم قد تكون مفيدة للطرف الفلسطيني أو للطرف العربي بالنسبة للمفاوضات والرسالة للعدو ومن خلفه الأميركي بأن أي آمال بإسكات جبهات الإسناد هي آمال خائبة رغم التضحيات خصوصًا في الجبهة اللبنانية». وأكد أننا «قوم لا يمكن أن نقبل بالذل ولا أن نحني الرقاب لأحد ونحن نقاتل بالعقل والسلاح والمُسيّرات والصواريخ البالستية المخبأة ليوم قد يأتي».
كشف أن المقاومة الإسلامية أطلقت في «عملية اليوم وللمرة الأولى مُسيّرة من منطقة البقاع ورغم بعد المسافة إلا أنها تجاوزت الحدود الفلسطينية المحتلة». مؤكدًا أن «أي منصىة إطلاق للمقاومة الإسلامية لم تصب قبل العملية ولم تتعرض مرابض المسيّرات لأي أذى لا قبل العملية ولا بعدها».
وقال: «على العدو أن يفهم ويحذر جيدًا في طبيعة لبنان والتغيرات الاستراتيجية فلم يعد لبنان ضعيفًا تحتلونه بفرقة موسيقية بل قد يأتي اليوم الذي نجتاحكم بفرقة موسيقية».
ونشر الإعلام الحربي في حزب الله، معلومات عن القاعدتَين اللتَين استهدفهما الحزب في المرحلة الثانية من «عملية يوم الأربعين» ردًا على اغتيال القائد الكبير فؤاد شكر واستشهاد عدد من المدنيين في الضاحية الجنوبية لبيروت.
وكانت المقاومة أعلنت في بيانات متلاحقة عن العملية النوعية ضد كيان الاحتلال، مشيرة في بيانها الأول أنه «في إطار الرد الأولي على العدوان الصهيوني الغاشم على الضاحية الجنوبية لبيروت والذي أدّى إلى استشهاد القائد الجهادي الكبير السيد فؤاد شكر رحمه الله وعدد من أهلنا الكرام من نساء وأطفال، بدأ مجاهدو المقاومة الإسلامية هجومًا جويًا بعدد كبير من المسيرات نحو العمق الصهيوني واتجاه هدف عسكري «إسرائيلي» نوعي سيعلن عنه لاحقًا، بموازاة استهداف مجاهدي المقاومة الإسلامية لعدد من مواقع وثكنات العدو ومنصات القبة الحديدية في شمال فلسطين المحتلة بعدد كبير من الصواريخ.
وأعلنت في بيان ثانٍ عن «الانتهاء من المرحلة الأولى بنجاح كامل وهي مرحلة استهداف الثكنات والمواقع الإسرائيلية تسهيلًا لعبور المُسيّرات الهجومية بإتجاه هدفها المنشود في عمق الكيان، وقد عبرت المُسيّرات بحمد الله كما هو مقرر.
ثانياً، عدد صواريخ الكاتيوشا التي أطلقت حتى الآن تجاوزت 320 صاروخا باتجاه مواقع العدو.
ثالثاً، المواقع التي تم استهدافها وإصابتها بعون الله تعالى:
1 – قاعدة ميرون.
2 – مربض نافي زيف.
3 – قاعدة زعتون.
4 – مرابض الزاعورة.
5 – قاعدة السهل.
6 – ثكنة كيلع في الجولان السوري المحتل.
7 – ثكنة يو أف في الجولان السوري المحتل.
8 – قاعدة نفح في الجولان السوري المحتل.
9 – قاعدة يردن في الجولان السوري المحتل.
10 – قاعدة عين زي تيم.
11 – ثكنة راموت نفتالي.
رابعاً، بقية التفاصيل حول العملية العسكرية ستأتي في بيانات لاحقة.
وفي بيان ثالث لفتت المقاومة أنه «تم إطلاق جميع المسيّرات الهجومية في الأوقات المحددة لها ومن جميع مرابضها وعبرت الحدود اللبنانية الفلسطينية باتجاه الهدف المنشود ومن مسارات متعدّدة.
وشدّدت المقاومة على أنّ ادعاءات العدو حول العمل الاستباقي الذي قام به والاستهدافات التي حققها وتعطيله لهجوم المقاومة هي ادعاءات فارغة وتتنافى مع وقائع الميدان وسيتم تفنيدها في خطاب للأمين العام لحزب الله سماحة السيد حسن نصر الله يُحدد لاحقًا هذا اليوم».
وأشار خبراء في الشؤون العسكرية والاستراتيجية لـ«البناء» الى أن «وصول مئات الصواريخ والمسيرات الى كامل القواعد العسكرية في شمال فلسطين المحتلة ومركز شعبة الاستخبارات في ضواحي تل أبيب في ذروة الاستنفار والتأهب الإسرائيلي والأميركي والغربي عبر الأقمار الصناعية، هو اختراق أمني كبير للمنظومة الأمنية والاستخبارية والتقنية والتكنولوجية الإسرائيلية، وإنجاز أمني استخباري تكنولوجي عسكري لحزب الله»، ولفتوا الى أن «العملية النوعية ثبتت امتلاك الحزب زمام المبادرة ومعادلة الردع مقابل مزيد من تآكل في قدرة الردع الإسرائيلية، وعمقت مأزق حكومة نتنياهو والفجوة الاستراتيجية التي تتسع منذ 7 تشرين الماضي، كما أظهرت وهم حكومة «إسرائيل» بقدرتها على تغيير المعادلة الميدانية في الجنوب بعد اغتيال فؤاد شكر وبالتالي استعادة الأمن الى الشمال واستعادة المستوطنين الى المستوطنات». كما توقف الخبراء أمام الدقة العالية في تنفيذ الرد واحتساب وقت مرور الصواريخ من الجنوب والبقاع باتجاه «إسرائيل» لتضليل القبب الحديدية واشغالها لكي يتناسب مع عبور المسيرات في الوقت المحدد لكي تستطيع الوصول الى أهدافها. ومنح الرد وفق الخبراء قيادة حزب الله المصداقية بعد تأكيد السيد نصر الله في خطابيه السابقين بأن الرد آتٍ حتماً، وعزز الموقف التفاوضي لحركة حماس في مفاوضات القاهرة الجارية حالياً.
وفي سياق ذلك، شدد الناطق العسكري باسم كتائب «القسام» أبو عبيدة، على «أننا نبارك عملية الرد الأولي للأخوة في حزب الله على اغتيال القائد فؤاد شكر، ونقدر التضحيات الغالية لأهلنا في لبنان ومقاوميه الأبطال». ولفت، في تصريح، إلى أنّ «عملية حزب الله تؤكد من جديد تغير الواقع الاستراتيجي للكيان منذ طوفان الأقصى.. فلا أمان للعدو من العقاب ولا حدود لإمكانية دكه في أي مكان ومن أية جبهة»، مؤكدًا أنّ «كل الجبهات ستظل مشتعلة ومتصاعدة في وجه العدو طالما استمر العدوان على أهلنا وشعبنا».
وكان لافتاً إعلان جيش الاحتلال انتهاء عملياته العسكرية رداً على رد المقاومة، ما يعكس بحسب مصادر في فريق المقاومة لـ«البناء» تراجعاً وانكفاء اسرائيلياً عن استمرار المواجهة مع حزب الله وتحولها الى حرب شاملة، وكشف بأن تهديدات المسؤولين الإسرائيليين ورسائل التهديد الأميركية الغربية للبنان ولحزب الله بأن مهاجمة «إسرائيل» سيدفعها لشن حرب تدميرية للبنان، كانت تهديدات زائفة وكاذبة وتخدم الحرب النفسية والمعنوية والضغط لمنع الرد ليس إلا.
وأشارت أوساط دبلوماسية لـ«البناء» الى أن اتصالات مكثفة حصلت بين عواصم القرار مع ايران وحزب الله بشكل غير مباشر خلال الأسبوعين الماضيين لاحتواء تداعيات رد محور المقاومة لا سيما بعد فشل جولة المفاوضات في الدوحة.
اللواء
ما بعد الردّ على اغتيال شكر: منظومة جديدة من «توازنات الرعب»!
نصر الله: استهدفنا قاعدة غاليلوت الاستخباراتية.. والاحتلال يواجه بـ100 طائرة
السؤال، بعد يوم عصيب من المواجهات والضربات، والتصريحات: هل تؤدي عملية الأربعين التي استهدفت قاعدة الاستخبارات الاسرائيلية 8200 والمعروفة بـ «قاعدة غليلوت» على مقربة من تل ابيب، وفيها مقر الموساد، الى إعادة قواعد الاشتباك الى السكة المعمول بها قبل اغتيال القائد العسكري في الحزب فؤاد شكر.
ولاحظت مصادر سياسية مطلعة لـ «اللواء» أن ما بعد رد حزب الله وموقف امينه العام هناك أسئلة بدأت تدور عن دخول البلد في تهدئة ومدى جدية هذا الأمر، وأشارت إلى ان مشهدا جديدا يتوقع له أن يتظّهر جراء ما جرى في انتظار الاتصالات التي تتم على أكثر من صعيد.
وقالت هذه المصادر أنه ليس معلوما ما إذا كان الهدوء سيعود إلى جبهة الجنوب أم ان المناوشات تتواصل لا سيما أن الرد منفصل عن عملية إسناد الجبهات، وكله مرهون بمفاوضات الوضع في غزة.
وحسب خبراء فإن منظومة جديدة، بحكم الواقع الميداني عند الحدود الجنوبية، بين حزب الله واسرائيل، تتمثل بدقة الحسابات، والتوازنات المتصلة بالرعب المتبادل من جراء حرب واسعة من شأنها ان تؤثر على الأوضاع في المنطق، وربما أوسع من ذلك..
في المجريات، بعد ساعتين أو اقل من الهجمات الصاخبة واعلان حزب الله، في بيان اول عن رد أولي على قصف الضاحية الجنوبية، واغتيال شكر قبل 27 يوماً، طغت على السطح موجة، من التصريحات الاسرائيلية عن أن الضربات الاستباقية التي قام بها الجيش الاسرائيلي قبل الساعة الخامسة وخمس دقائق، ادت الى احباط اهداف الهجوم.. والتي تولى الامين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله، في كلمة متلفزة له مساء امس عن تفنيدها وتكذيبها، مؤكدا على جملة من النقاط، من شأنها أن تؤشر، فعلاً، الى ما يمكن أن يحصل على أرض جبهة المساندة في الجنوب، وسائر الجبهات فضلا عن المعركة الكبرى الجارية في قطاع غزة.
1 – السيد نصر الله قال: رد حزب الله على اغتيال شكر انتهى.. وسنتابع نتيجة تكتم العدو عما جرى امس، واذا كانت النتيجة مرضية سنعتبر ان عملية الرد قد تمت.
2 – في المرحلة الحالية، والكلام لنصر الله – لبنان يمكنه ان يرتاح.
3 – اطلقنا المسيَّرات من منطقة البقاع، والصواريخ جنوب الليطاني، ومن شماله ايضا وعددها ليس 6000 آلاف او 8000 آلاف، بل 320 صاروخاً، ارتفع عددها الى 340 صاروخاً.
4 – على نحو قاطع، قال نصر الله: وضعنا عناوين للرد ان لا يكون الهدف مدنياً، من اجل تجنيب المدنيين في لبنان اي أذى، وأن لا يستهدف البنية التحتية..
واوضح، بعد المرحلة الاولى، جرى استهداف مواقع وثكنات ومنصات للقبة الحديدة تسهيلا لعبور المسيَّرات الهجومية باتجاه الهدف المنشود، وهكذا تكون العملية العسكرية قد انجزتها المقاومة.
إذاً، حسم «حزب الله» برده حالة الترقب الطويلة حول رده على اغتيال القائد الشهيد فؤاد شكر، فنفذ امس، خلال ساعات قليلة ضربات انتقائية لأهداف عسكرية في عمق فلسطين المحتلة، ظهرت نتائجها الميدانية الاولى تباعاً بتسريب مقتل عسكريين واصابة زورق حربي في نهاريا، برغم حالة التعتيم الاعلامي والسياسي التي فرضها كيان الاحتلال على وسائل الاعلام وحتى على وزراء الحكومة.
رد الحزب جاء بعد تصعيد اسرائيلي كبير خلال الشهر الماضي، وركّز رد الحزب على أهداف عسكرية بحتة لا مدنية او بنى تحتية تلافياً لرد معادٍ مماثل، واستخدم معظم الصواريخ التي اطلقها (340 صاروخا) ليس لإلهاء المواقع العسكرية الامامية على خط الجبهة الجنوبية ولإشغال صواريخ القبة الحديدية فقط، بل لإلحاق خسائر اضافية بالعدو في مواقعه المقابلة لقرى الجنوب الحدودية، واستخدم المسيَّرات (نحو 30 مُسيَّرة حسبما تردد) لضرب الأهداف العسكرية في العمق الفلسطيني، والتي قال اعلام العدو الاسرائيلي انها شملت مراكز قيادات «الاستخبارات العسكرية والموساد والشاباك والوحدة ٨٢٠٠ المختصة بالتنصت والاستعلام» في تل ابيب.هذا عدا ما اعلنه الامين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله في كلمته مساء امس عن اهداف ونتائج الرد والمرحلة المقبلة.
وفي اهمية الرد أنه تلافى جرّ الحزب الى حرب واسعة طالما فكرت قيادات العدو اليمينية المتطرفة باللجوء اليها لإبعاد خطر المقاومة عن حدود فلسطين المحتلة الشمالية، وذلك في حال استخدم الحزب اسلوب العدو بإستهداف المناطق المدنية، لكنه نزع هذه الحجة من يد اسرائيل ودفعها الى الرد على الرد بغارات على مواقع قال انها عسكرية للحزب وتقع في اطراف القرى او على التلال البعيدة.
في المحصلة أسقط الرد الكثيف والموصوف بأنه «ردّ اولي» كل مقولات الردع الإسرائيلي بعد الاعتداءات التي شملت الضاحية الجنوبية وصيدا والبقاع ومناطق جنوبية بعيدة عن خطوط التماس، إذ طال القصف بالمسيَّرات والصواريخ عمق الكيان الاسرائيلي ووضع المواجهة على مسار آخر ومعادلات جديدة تدفع العدو الى اعادة حساباته.
سردية نصر الله
وقال السيد نصر الله في سرديتيه:في عملية اليوم أطلقنا للمرة الأولى مسيَّرة من منطقة البقاع ورغم بُعد المسافة إلا أنها تجاوزت الحدود الفلسطينية المحتلة. ولم تصب أي منصة إطلاق قبل العملية ولم تتعرض مرابض المسيّرات لأي أذى لا قبل العملية ولا بعدها. ومعطياتنا تؤكد أنَّ عددًا معتدًا به من المُسيّرات وصلت إلى هذين الهدفين ولكن العدو يتكتم إلا أنَّ الأيام والليالي هي التي ستكشف حقيقة ما جرى هناك.
وقال: السردية الصهيونية بشأن ما جرى مليئة بالأكاذيب وهو ما يعكس مستوى الوهن لدى هذا الكيان. حديث العدو عن قصف صواريخ استراتيجية ودقيقة كانت معدة لاستهداف «تل أبيب» هو كذب في كذب ولكن في هذه العملية ولرؤية واضحة ودقيقة لم نُرد استخدام هذه الأسلحة.
واكد نصر الله ان أياً من الصواريخ الاستراتيجية والدقيقة لم تُصب بأذى. وقال: كثير من الوديان يعتبرها العدو أن فيها منصات للصواريخ الباليستية ومنشآت يمكن تدميرها اتخذ القائد السيد شكر قرارًا قبل مدة بإخلاء هذه الوديان والمنشآت وما قصف هي وديان خالية أو تم إخلاؤها. وقبل نصف ساعة من توقيت العملية بدأ الإسرائيلي بالغارات في الجنوب ولم تكن لديه معلومات استخباراتية بل بسبب حركة المجاهدين لاتمام عملهم.
واضاف: نحن أمام فشل استخباري «إسرائيلي» وفشل في العمل الاستباقي وعمليتنا أنجزت كما خططت بدقة. واليوم شهدنا مشهداً يعبر عن شجاعة المقاومة عندما اتخذت هذا القرار. المقاومة أخذت قرارا وأقدمت فقام العدو باغلاق «تل أبيب» والمطارات وفتحوا الملاجئ لمجرد استخدامنا الكاتيوشا والمسيّرات فكيف إذا استخدمنا أكثر من ذلك؟
وتابع السيد: العدو ذهب إلى هذه المرحلة من التصعيد مع لبنان باستهداف الضاحية الجنوبية في بيروت واستشهاد مدنيين والقائد الجهادي الكبير السيد فؤاد شكر والمقاومة أعلنت عزمها الرد على هذا العدوان لتثبيت المعادلات. سنسمي عملية اليوم بعملية «يوم الأربعين. وكنا مستعدين للرد منذ اليوم الأول لشهادة السيد محسن ولكن كما قلنا سابقًا إن الرد هو جزء من العقاب وكنا نحتاج بعض الوقت لدراسة ما إذا كان المحور سيرد كله أو كل جبهة لوحدها، وتريثنا لإعطاء الفرصة للمفاوضات لأن هدفنا هو وقف العدوان على غزة.
الموقف من اسرائيل
وخلال جلسة مجلس الوزراء، قال رئيس حكومة اسرائيل بنيامين نتنياهو: قبل ثلاثة اسابيع، قضينا على القائد في حزب الله واليوم احبطنا خططه الهجومية.
لامي على الخط
وفي الاتصالات، تلقى الرئيس نجيب ميقاتي مساء امس اتصالا من وزير خارجية بريطانيا ديفيد لامي تم خلاله البحث في التطورات المستجدة والوضع في جنوب لبنان.
وكان تشديد مشترك على اولوية وقف التوترات لمنع انفلات الوضع الى الحرب الشاملة.
وشدد رئيس الحكومة خلال الاتصال على «ان مدخل الحل هو في تطبيق القرارات الدولية والزام اسرائيل بوقف خروقاتها المستمرة وتعدياتها».
رسالة أميركية
وحسب بعض المعلومات، يصل الى بيروت رئيس هيئة الأركان المشتركة الأميركية الجنرال تشارلز براون، حاملاً رسالة الى المسؤولين، لم يكشف النقاب عن مضمونها تتصل بالتطورات في المنطقة، علما ان موعدها كان محددا قبل شن حزب الله هجومه على القاعدة الاسرائيلية صباح اليوم.
وكان براون زار امس القاهرة والتقى الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي قبل ان ينتقل الى الكيان الاسرائيلي، في اطار المسعى الاميركي لمنع توسع المواجهات العسكرية الى حرب اقليمية.
حركة الطيران لم تتوقف في المطار
على صعيد الملاحة، من مطار رفيق الحريري الدولي كشف رئيس مجلس ادارة الميدل ايست محمد الحوت عن تأخير عدد من رحلات «الميدل ايست» لمدة لا تزيد عن نصف ساعة صباحا، لكن هذا التدبير لا يؤثر على جدول الرحلات.
وعلقت الخطوط الجوية الفرنسية (AIR France) رحلاتها الى بيروت وتل ابيب الًى صباح اليوم.
الوضع الميداني
ميدانياً، نفذت اسرائيل سلسلة من الغارات الجوية، وصلت الى 50 غارة على بلدات في مختلف المناطق الحدودية الجنوبية من القطاع الغربي الى القطاع الشرقي.
وليلا قصفت اسرائيل مجرى الليطاني بمسيَّرة.
وقال الجيش الاسرائيلي انه حشد 100 طائرة حربية، حيث هاجمت اهدافا في الجنوب.
واعترف الجيش الاسرائيلي بمقتل جندي من البحرية بمسيَّرة لحزب الله.
الأخبار
نصر الله: المهمّة أُنجزت والعدوّ قصف مناطق مخلاة
أكد الأمين العام لحزب الله، السيد حسن نصر الله، العودة إلى تكريس معادلة عدم استهداف المدنيين والضاحية مقابل تل أبيب، داعياً اللبنانيين للعودة إلى منازلهم، لأنّ «لبنان في المرحلة الحالية يمكن أن يرتاح»، مشدداً على أنّه «مهما كانت الظروف والتحديات والتضحيات لن نتخلى عن غزة». وأكد أن «عملية الأربعين»، رداً على الاعتداء الذي طاول الضاحية الجنوبية في 30 تموز الماضي وأدى الى استشهاد القائد الجهادي السيد محسن شكر وعدد من المدنيين، «أُنجزت كما خُطّط لها بدقة»، و«نحن أمام فشل استخباري إسرائيلي وفشل في العمل الاستباقي».وقال نصر الله: «اليوم شهدنا مشهداً يعبّر عن شجاعة المقاومة عندما اتخذت هذا القرار وأقدمت، والعدوّ أغلق تل أبيب والمطارات وفتح الملاجئ لمجرد استخدامنا الكاتيوشا والمسيّرات، فكيف إذا استخدمنا أكثر من ذلك؟»، مشيراً إلى أن «العدوّ في ردّه لم يجرؤ على استهداف المدنيين لأن هناك مقاومة وبيئة مقاومة، وهذه هي المعادلة التي عدنا لتكريسها اليوم». وذكّر بأن العدو هو من تسبب بالوصول إلى هذه المرحلة من التصعيد مع لبنان باستهداف الضاحية الجنوبية في بيروت وقتل مدنيين والقائد الجهادي الكبير السيد فؤاد شكر، والمقاومة أعلنت عزمها على الرد على هذا العدوان لتثبيت المعادلات». ولفت إلى أن هذه «أول عملية كبرى تخوضها المقاومة بغياب القائد الكبير السيد فؤاد ولم يحصل فيها أي خلل». وأوضح «أننا كنا مستعدين للرد منذ اليوم الأول لشهادة السيد محسن، ولكن كما قلنا سابقاً، الرد هو جزء من العقاب، وكنا نحتاج إلى بعض الوقت لدراسة ما إذا كان المحور سيردّ كله أو كل جبهة لوحدها، وتريّثنا لإعطاء الفرصة للمفاوضات لأن هدفنا هو وقف العدوان على غزة». كذلك، أشار نصر الله الى أن على العدو أن ينتظر أيضاً ردَّي إيران واليمن، بعد ردّ حزب الله.
وعن حيثيات الرد، أشار نصر الله إلى «أننا حددنا مجموعة من الأهداف وفق مواصفاتنا، أي أن تكون قرب تل أبيب، وحددنا قاعدة غليلوت وهي قاعدة مركزية للاستخبارات الإسرائيلية تضم الوحدة 8200، وتبعد عن حدود لبنان 110 كلم وعن حدود تل أبيب 1500 متر فقط، ما يعني أنها من ضواحي تل أبيب. كما وضعنا قاعدة عين شيمرا ضمن الاستهداف وهي تبعد 75 كلم عن لبنان و40 كلم عن تل أبيب. كما استهدفنا المواقع والثكنات لاستنزاف القبة الحديدية والصواريخ الاعتراضية، ما يتيح للمسيّرات على أنواعها وأحجامها العبور نحو أهدافها». وأشار إلى «أننا وضعنا ضوابط للرد، منها أن لا يكون الرد مدنياً، علماً أن لدينا الحق بضرب المدنيين، وألّا يستهدف بنى تحتية بل أن يكون الهدف عسكرياً على صلة بعملية الاغتيال».
مستمرون في جبهة الإسناد وعلى إسرائيل انتظار ردود اليمن وايران
وتابع: «معطياتنا تؤكد أنَّ عدداً معتدّاً به من المُسيّرات وصل إلى غليلوت عين شيمرا، ولكن العدو يتكتم والأيام ستكشف حقيقة ما جرى»، وكشف «أننا أطلقنا للمرة الأولى مسيّرة من منطقة البقاع، ورغم بعد المسافة، إلا أنها تجاوزت الحدود الفلسطينية المحتلة». وأضاف: «كل ما أردنا إطلاقه في هذه العملية هو 300 صاروخ وقد أطلقنا 340 صاروخاً، والعدو لم يحبط شيئاً. والسردية الصهيونية بشأن ما جرى مليئة بالأكاذيب وتعكس مستوى الوهن لدى هذا الكيان. وحديث العدو عن قصف صواريخ استراتيجية ودقيقة كانت معدّة لاستهداف تل أبيب هو كذب في كذب ولم نُرد استخدام هذه الأسلحة. نحن نقاتل بالعقل والسلاح والمسيّرات، أما الصواريخ البالستية المخبأة فهي ليوم قد يأتي». وشدد على أن «أياً من الصواريخ الاستراتيجية والدقيقة لم يصب بأذى، إذ إن كثيراً من الوديان يعتبرها العدو أن فيها منصات للصواريخ البالستية ومنشآت يمكن تدميرها اتخذ القائد السيد شكر قراراً قبل مدة بإخلائها، وما قُصف وديان خالية أو تم إخلاؤها»، مؤكداً أن «أي منصة إطلاق لم تصب قبل العملية ولم تتعرض مرابض المسيّرات لأي أذى، لا قبل العملية ولا بعدها».
وقال نصر الله: «سنتابع نتيجة تكتم العدو عما حصل في القاعدتين المستهدفتين، وإذا كانت نتيجة عملية الرد الأولي مرضية، فإن عملية الرد تكون تمت. وإذا لم تكن كافية فنحتفظ بحق الرد لوقت لاحق»، موضحاً أنّه «في المرحلة الحالية، لبنان يمكنه أن يرتاح». وشدد على أنّه «مهما كانت الظروف والتحديات والتضحيات فلن نتخلى عن غزة»، و«عمليتنا اليوم قد تكون مفيدة للجانب الفلسطيني أو للجانب العربي بالنسبة إلى المفاوضات. والرسالة للعدوّ ومن خلفه الأميركي أن أيّ آمال بإسكات جبهات الإسناد هي آمال خائبة رغم التضحيات، وخصوصاً في الجبهة اللبنانية». وختم بأن «على العدو أن يفهم ويحذر جيداً من طبيعة لبنان والتغيّرات الاستراتيجية، فلم يعد لبنان ضعيفاً تحتلّونه بفرقة موسيقية»، بل قد يأتي اليوم الذي نجتاحكم بفرقة موسيقية».
COMMENTS