لماذا يقع “الداعشيون” و”الاخوان” في حب ..”إسرائيل”

لماذا يقع “الداعشيون” و”الاخوان” في حب ..”إسرائيل”

السعودية سمحت للنساء بلباس البحر/ Bikini
فلسطين وأوكرانيا كساحتين في الحرب ما بين النظام الرأسمالي العالمي والأمم الطامحة إلى التحرّر
كتابٌ للأطفال يُزعج “إسرائيل” : “عربي .. انتفاضة.. فلسطين” والمؤلفة شابة سويدية

تقترب حرب العدوان الاسرائيلي علي غزة من عامها الاول ..عدوان إسرائيلي همجي ووحشي علي القطاع لمدة عام كامل دفع الفلسطينيون فيها قرابة ال50 الف شهيد و520 الف جريح ومختفي وقرابة ال 2 مليون مهجر مع تدمير كامل للبنية التحتية الخاصة بالقطاع من تعليم ومستشفيات ومساجد وكنائس وطرق ! لم يبقي شئي في القطاع الا دمر من بشر وحجر ..رغم ذلك لم نسمع عن ( الدواعش والاخوان ) الذين ملئوا الدنيا صخبا في زمن الربيع العربي (الذي اطل علي الامة في العام 2011) في كل البلاد العربية وبخاصة في مصر وسوريا وليبيا ..فجأة إختفي الاخوان والدواعش لان المعركة ضد إسرائيل واضحة المعالم واضحة الخنادق والاعداء ..لذلك إختفوا ولم نسمع لهم ذكرا …لماذا ؟ لان الذي يحركهم ويدفعهم هو ذاته الذي يحرك إسرائيل ضد الامه ومصالحها ..لقد بح صوتنا لنقول ذلك طيلة السنوات الاولي للربيع العربي وأنه ليس ربيعا عربيا بل (عبري بإمتياز ) لكن أحدا لم يصدق وها هي الايام تؤكد ذلك فهولاء بالاساس هم أدوات الغرب وإسرائيل في بلادنا ولا يمكن أن تكون (الاداة ) بمعزل عن (المحرك ) والفاعل الاصلي ومربيها بدرجة أساسية !هاهي الايام تؤكد أن (الدواعش والاخوان ) هم أدوات صهيونية وغربية في ظهورنا ولا يمكن الا أن يكونوا كذلك ..وما الاسلام والصلاة وأحاديث الثورة والاصلاح الا ترنيمات غربية وعبرية أريد لها أن تسري في عقولنا وجاءت مأساة غزة وبعد عام من الدمار الممنهج لتثبت حقيقة هولاء الدواعش وأنهم ادوات غربية في قلب الامة!
وتوكد الوقائع ما نقول في مصر وخارجها وصار علي منوال الاخوان جماعات الارهاب الاخري و الحقائق يوما إثر يوم تتكشف؛ حيث إسرائيل كانت حاضرة فى كل مشهد المعارضات العربية التى ظهرت بعد 2011 خاصة المعارضات الدينية، وفى المشرق العربى تحديداً ؛ ها هى الوثائق تخرج، والحقائق تنجلى، لتقول أن تلك “المعارضات” التى أدمت الأوطان واستنزفت الجيوش، وشردت الملايين باسم الثورة، والدين لم تكن سوى أداة – وأداة رخيصة – فى أيدى المخابرات الغربية، والإسرائيلية، وأنها أدت ولاتزال دوراً رئيسياً فى خدمة أهدافها فى المنطقة تفكيكاً للوطن وإعلاء لروح الطائفية والمذهبية المقيتة لتصبح دول المنطقة مجرد ولايات دينية تعيش وسطها ” الولاية الإسرائيلية اليهودية ” فى اتساق وأمانا !
تقول الحقائق :
أولاً : أكدت المعلومات والوثائق المتوفرة منذ العام 2011 وحتي اليوم أن عدة مئات من الجرحى لجماعة داعش والنصرة فى سوريا قد تم علاجهم فى مستشفيات إسرائيل وهناك زيارات موثقة لقادة الكيان الصهيونى لهؤلاء الجرحى والترحيب بهم .
ثانياً : أكدت التقارير الدولية المحايدة أن إسرائيل خلال فترة ما سمي بالربيع العربي قد أمدت داعش وأخواتها بأسلحة إسرائيلية من طريق قاعدة أنجرليك الأمريكية بالقرب من الحدود السوريةوعبر مراكز التدريب للمسلحين فى منطقة أضنة التركية على الحدود مع سوريا (حوالى 300 ألف مسلح عربى وأجنبى دخلوا سوريا وتدربوا بأسلحة إسرائيلية وأمريكية) ثم لاحقاً قامت دول إقليمية معروفة بالربط بين مخابرات داعش وعملاء موساد وتجار سلاح إسرائيليين مباشرة، وفي إطلالة لأحد قادة جيش الإسلام (إحدى جماعات المعارضة الدينية المسلحة فى سوريا) عبر الإعلام الإسرائيلى واسمه (إسلام علوش) وهو المتحدث الرسمى لجيش الإسلام وكان لقاء عبر الصحفية الإسرائيلية اليزابيث تسوركوب، وأعلن فيه تعاطفه ومحبته وقادة تنظيمه لإسرائيل وأن العداء فقط لنظام بشار وأنه قد وافق فى اللقاء على عقد “اتفاقية سلام بين سوريا وإسرائيل، تحسمها مؤسسات الدولة التى ستقام بعد أن تنتصر الثورة “. فأى ثورة تلك.. وأى إسلام هذا يعبر على جثة الوطن بأيدى وبأسلحة إسرائيلية ؟! .
فى العام 2014 زار القيادى فى “الائتلاف الوطنى السوري المعارض !!” كمال اللبوانى مقر الكنيست، وأدلى بتصريحات حب وعشق لإسرائيل، وصفقت له أجهزة إعلام وسياسة خليجية وغربية باعتباره معارضاً مستنيراً حضارياً على النقيض من النظام الذى يحاربه نظام بشار الذى يرفض الصلح مع إسرائيل حتى اليوم على حد زعمه !!
ثالثا: ما يسرى على داعش وتنظيمات المعارضة السورية يسرى على تنظيمات المعارضة الدينية فى مصر والعراق وليبيا وغالب الدول العربية بعد 2011 وما اكتشف من وثائق وأدلة دامغة على علاقاتهم بمن أسماهم البعض ب (قوي الشر ) تحتاج إلى مجلدات وليس إلى مقالات؛ إن نوعية الأسلحة المضبوطة مع (داعش ولاية سيناء) على سبيل المثال فى التفجيرات والعمليات الارهابية الاخري التى تمت منذ 2012 وحتى اليوم أغلبها (صناعة خارجية) بل إن القنابل التى استخدمت فى انفجار مديريتى أمن المنصورة والقاهرة كانت من تلك الصناعة، طبعاً ربما جاءت عن طريق طرف ثالث أو عبر التهريب، ولكنها من هناك!! ، والمستفيد النهائى من استخدامها فى تقديرنا هم أعداء هذا الوطن!! .
رابعا : تؤكد الحقائق السابقة ما ذكره قبل فترة الباحث “الإسرائيلى “فى مركز “بيغن ـ السادات” مردخاي كيدار الذى تحدث، فى ندوة حول موقف إسرائيل من(الاخوان المسلمين ) و (جبهة النصرة) و(داعش) المنبثقتين عن تنظيم (القاعدة) فى سوريا وكذلك انطلاق نشاطها فى مصر ثم تجذرها فى العراق،/( (إن “أهداف تنظيم القاعدة بكل أجنحته تتطابق مع مصالحنا وأهدافنا، ورؤية النصرة وباقى تنظيمات (القاعدة) التى تتلخص فى تقويض الجيش السورى والدولة السورية وتقسيمها إلى أربع دول، تؤدى إلى تحقيق مصالح استراتيجية عليا ” وأن ما يجرى فى سيناء وفى العراق من إشغال واستنزاف للدولة هناك، يخدم استراتيجياً مصالحه))
خامسا:: نختم هذة السطور بتلك الرسالة الشهيرة التي أرسلها الرئيس الاخواني محمد مرسي الي رئيس إسرائيل شيمون بيريز بمناسبة تعين سفير جديد لمصر لدي إسرائيل وكيف يصفه ب(الصديق العظيم) وأيا كانت المبررات والحجج التي سيقت وقتها بعد نشر الرسالة وما ترتب علي ذلك من فضيحة لحقيقة الاخوان ومدي إنتهازيتهم و وتوظيفهم لورقة (النضال الفلسطيني )لمصلحة مشروعهم التفكيكي للمنطقة وللامة وهو ذاته ما يسري هذة الايام وبعد عام من العدوان الاسرائيلي علي غزة ..والسؤال الملح والمستمر : أين الدواعش العرب والاخوان الذين صدعوا رؤسنا بحب فلسطين من هذا العدوان ؟
لقد سكتوا وصمتوا بلا خجل وسيصمتون وسيكيلون الاتهامات للاخرين في حين أنهم هم وحدهم المذنبون ..فأين هم وماذا قدموا لغزة وشعبها ؟ !

رفعت سيد أحمد، مفكر وباحث وكاتب عربي من مصر، مختص وله مؤلفات في شؤون حركات التكفير والإرهاب
السبت، 24 أغسطس/ آب، 2024

ينشر بإذن من الكاتب.

 

Please follow and like us:

COMMENTS