الأخبار
قانون الانتخاب عنوان الانقسام الجديد
اخيراً أُعطي اللبنانيون والكتل قبلهم مادة جديدة للسجال كما للاشتباك، هو دقّ ناقوس الخطر ليس على انتخاب الرئيس فحسب، بل كذلك على الاستحقاق التالي الوشيك على مسافة سنة ونصف سنة من الانتخابات النيابية العامة ربيع 2026: قانون الانتخاب. علة العلل وأولها (تقرير نيقولا ناصيف).
دوران الاستحقاق الرئاسي في حلقة مفرغة هو في الواقع دورانه من حول الكثير الذي دار ولا يزال من امامه ومن ورائه: مشكلته الاولى المرشح المسموح والمرشح الممنوع. مشكلته الثانية الخلاف من حول حوار يسبق انتخاب الرئيس أم يليه. مشكلته الثالثة ان عليه انتظار انتهاء حرب غزة ومن ثم اقفال جبهة الجنوب قبل الخوض فيه. مشكلته الرابعة ان صار عليه انتظار الانتخابات الرئاسية الاميركية كي تعاود واشنطن اهتمامها به. مشكلته الخامسة ان الداخل يعجز عن الاتفاق والخارج لا يريد راهناً ايجاد مخرج له. مشكلته السادسة الاحدث وليست الاخيرة ان الكلام بدأ خجولاً لكنه جدي عن ربطه بقانون الانتخاب توطئة للانتخابات النيابية العامة ربيع 2026. بذلك يصبح الاستحقاق الرئاسي او يكاد ملحقاً بالمحطات هذه اكثر منه واجباً دستورياً معطلاً.في احاديثه الاخيرة، ابدى رئيس البرلمان نبيه برّي خشيته من ان يفضي استمرار الشغور واطالة امده الى الوصول به الى موعد انتخابات 2026. ليست هذه فحسب المشكلة التي دلّ عليها، بل تلميحه الى ان ما ينتظر الانتخابات النيابية العامة المقبلة يتقدّم موعدها الداهم بما لا يقل عنه اهمية، وهو قانون الانتخاب. باكراً تزايد الحديث همساً وعلناً، في موازاة الشغور، عن انقسام الافرقاء من حول قانون الانتخاب النافذ المفترض ان انتخابات 2026 تختبر احكامه للمرة الثالثة بعد عامي 2018 و2022 وان معدّلاً في المرتين السابقتين.
يُعزى الخوض المبكر في قانون الانتخاب لا في انتخابات 2026 – والواضح انه هو لا هي المعضلة الفعلية – الى واقع البرلمان الحالي الناجم عن انتخابات 2022 بكتل كبرى واخرى صغرى ونواب مستقلين على نحو ادّت طبيعة الائتلافات والتحالفات فيه في السنتين الاخيرتين في عمره الى تشتت الاكثرية المطلقة. تعذّر على اي فريق كما على اي تحالفات كتل بلوغها، ثم اتت جلسات انتخاب رئيس الجمهورية كي تعكس التشتت هذا سواء في امتلاك نصاب النصف زائداً واحداً او في نصاب الثلثين. ادهى ما في أعراض البرلمان الحالي ذهبت ضحيته الى الآن على الاقل انتخابات رئاسة الجمهورية، امساك الثنائي الشيعي بالمقاعد الـ27 كلها في طائفته وتقاسم كتلتين مسيحيتين كبريين التمثيل المسيحي بينما النواب السنّة موزّعو الولاء يفتقرون الى مرجعية. اما ادهى الادهى فعبّرت عنه جلسات انتخاب الرئيس الى الان من خلال ادارة البلاد بفيتويْن مقلقين وخطرين هما الفيتو الشيعي والفيتو المسيحي الحائلان دون الوصول الى رئيس للجمهورية.
ذلك ما اتاح احاديث شتى اقرب الى اشاعات عن ربط ضمني بين انتخاب رئيس للجمهورية واجراء انتخابات نيابية عامة جديدة. بعض الكلام المُساق طرح تساؤلاً قديماً – جديداً: مَن يسبق الآخر؟ انتخاب الرئيس أم انتخاب البرلمان. الاستطراد المكمّل للتساؤل هذا طرْح افرقاء انتخابات نيابية مبكرة توطئة لانتخاب الرئيس في ظل اعتقاد ان تفكك البرلمان الحالي سيحول في كل المرات دون الوصول الى خاتمة الاستحقاق، وقد يفضي حكماً الى تمديد ولاية مجلس النواب ما ان توشك على الانتهاء تفادياً لفراغ في السلطة الاشتراعية. في اتفاق الدوحة عام 2008، في ظل شغور رئاسي آنذاك سنة قبل انتهاء ولاية مجلس النواب المنتخب عام 2005، كان قانون الانتخاب بنداً رئيسياً اقرب ما يكون الى شرط ملازم لانتخاب الرئيس التوافقي حينذاك. خلافاً للاصول المفترض اتباعها ومكانها الاصلي في مجلس النواب، صار الى تقسيم الدوائر الانتخابية في قطر، وكُرِّس التقسيم هذا في نص الاتفاق ملزماً البرلمان التصويت عليه في ما بعد. قانون الانتخاب ذاك برقم 25 الصادر في 8 تشرين الاول 2008 لم يعش سوى لدورة انتخابية واحدة.
المعضلة نفسها مرشحة لأن تتكرر في الاستحقاق الرئاسي الحالي المطابق للكثير مما رافق ما قبل الوصول الى اتفاق الدوحة: شغور رئاسي، انقسام من حول حكومة الشغور، انقطاع التواصل والحوار بين الافرقاء وخلافهم على سبل انتخاب الرئيس وتعذّر اكتمال نصاب البرلمان. الى هذه وتلك، ثمة ما هو مشابه ايضاً للمصادفة: قبل الوصول الى شغور 2007 اشتبك حزب الله مع اسرائيل في حرب ضارية لسنة خلت انقسم اللبنانيون والافرقاء من حولها هي حرب تموز. ذلك ما سيتكرر بعد شغور 2022 بانخراط حزب الله في اشتباك آخر مع اسرائيل لا يزال مستمراً انقسم اللبنانيون والكتل كذلك من حوله. جملة المعطيات هذه تدلّ من حيث شاءت او لم تشأ الى ان المخرج المفترض من جملة المآزق تلك هو استعادة سابقة اتفاق الدوحة. ما حدث في ما مضى هو نفسه او يكاد الآن. من ذلك قول برّي ان الحوار اولاً ثم انتخاب الرئيس وما قد يجر اليه.
قانون الانتخاب النافذ، القائم على التصويت النسبي والصوت التفضيلي الواحد، هو احد الاشكالات الجديدة المستجدة على الاستحقاق الرئاسي. افرقاء يريدونه وآخرون باتوا يرذلونه: يتحمّس له ولاستمراره – وقد يكون الوحيد – حزب القوات اللبنانية بعدما اعطاه مع حلفائه 20 نائباً. الثنائي الشيعي يرفضه حالياً رغم تمكنه بفضله من الاستئثار بالمقاعد الـ27 للطائفة، بيد انه حرمه ما امل فيه وهو حصوله على الاكثرية المطلقة. التيار الوطني الحر بدوره لا يستسيغه بعد اكتشافه ان نصف مقاعد الكتلة على الاقل التي تضمه مع الحلفاء حصل عليها بفضل حواصلهم لا اصوات المقترعين. السنّة وان لسبب لا صلة له بالقانون مقدار تجريدهم من مرجعية الرئيس سعد الحريري وتشتيتهم اضحوا اولى ضحايا القانون نفسه: ما ربحوه منه في انتخابات 2018 حرمتهم اياه انتخابات 2022.
ربما الاصح ان يقال ان قانون الانتخاب، المختلف عليه الآن، صنعه خصوم اليوم بعدما كانوا حلفاء الامس غداة انتخاب الرئيس ميشال عون عام 2016، واقاموا أحكامه حجراً فوق حجر.
اللواء
حراك أميركي ـ دولي ـ عربي لإختراق حواجز النار على محاور القتال
هوكشتاين الإثنين في تل أبيب.. والخماسية في قصر الصنوبر.. وحريق برج حمود يتفاعل
يخترق الحراك الدبلوماسي العربي والدولي حواجز النار المتصاعدة من محاور القتال الجنوبية امتداداً الى سوريا، وسط خشية من «انفجار كبير» يهدد مصالح دول كبرى ودول المنطقة، التي لا ترغب بتوسع الحرب، مع اقتراب حرب الابادة الاسرائيلية من إكمال سنتها الأولى، من دون أية قوة ردع أو قهر لبنيامين نتنياهو رئيس حكومة اسرائيل.
وفي هذا الاطار، يوفد البيت الابيض الموفد الرئاسي الاميركي آموس هوكشتاين الى تل ابيب، في حين تعاود اللجنة الخماسية العربية- الدولية اجتماعاتها لتدوير الزوايا في ما خصَّ انتخاب رئيس جديد للجمهورية.
فقد اعلن البيت الابيض ان الهدف من زيارة الموفد الاميركي آموس هوكشتاين الى المنطقة، حيث سيحط الاثنين في تل ابيب في زيارة الهدف المعلن منها منع توسيع الصراع في المنطقة.
وعلمت «اللواء» من مصادر رسمية ان هوكشتاين لن يزور لبنان، على الاقل في القريب المنظور، وقد تقتصر زيارته الى اسرائيل لمنع اي تهور.
وكشف رئيس لجنة الشؤون الخارجية النيابية النائب فادي علامة عن اجراء اتصالات بعيدة عن الاضواء مع هوكشتاين حول الوضع في الجنوب (راجع ص 3).
وكشفت مصادر اسرائيلية ان المجلس الوزاري سيصادق غدا على اعتبار ان اعادة سكان الشمال هو احد اهداف الحرب الدائرة في الجنوب.
الخماسية في قصر الصنوبر اليوم
وعشية استئناف اجتماعات اللجنة الخماسية العربية اليوم او في بداية الاسبوع المقبل، زار السفير المصري في بيروت علاء موسى عين التينة والتقى الرئيس بري، في إطار البحث التفصيلي حول البرنامج الرئاسي، وما يمكن ان تحمله مبادرة الرئيس بري باتجاه الحوار من آفاق لانتخاب الرئيس، في حين سجلت حركة سفير الفرنسي هرفيه ماغرو باتجاه وزارة الخارجية.
وأوضحت مصادر سياسية مطلعة لـ «اللواء» أن زيارة السفير المصري علاء موسى إلى رئيس مجلس النواب نبيه بري هي تمهيدية قبل استئناف اللجنة الخماسية حراكها، واعتبرت ان السفير المصري استفسر من الرئيس بري حول المناخ السائد وإمكانية وجود فرصة جدية للملف الرئاسي خصوصا بعد كلام رئيس المجلس حول دورات متتالية في جلسة واحدة.
وأكدت أن هناك أسئلة طرحت حول قرب الدعوة وماذا عن التشاور وما هي احتمالات تلقّف القوى المسعى الجديد للجنة الخماسية، مشيرة إلى أنه في كل الأحوال اللجنة الخماسية ستنشط مجددا، كما ان زيارة موفد الرئيس الفرنسي جان ايف لودريان مرجحة في وقت قريب.
وحسب ما قالت مصادر دبلوماسية لـ«اللواء»، يجتمع قبل ظهر اليوم في قصر الصنوير مقر اقامة السفير الفرنسي، سفراء الخماسية بعد عودة المسافرين منهم الى بيروت. وقالت المصادر: ان البحث في الاجتماع سيتناول تقييم الاجتماع بين الموفد الرئاسي الفرنسي جان ايف لودريان والمستشار السعودي الوزير نزار العلولا والسفير وليد بخاري وما توصل اليه من افكار، كما يتم تقييم نتائج حراك السفراء في بيروت مع القوى السياسية، ويقرروا بناء للتقييم الخطوات المقبلة، والتحضير لزيارة لودريان الى بيروت المؤكدة قبل نهاية هذا الشهر، ولكن لم يتحدد الموعد النهائي لها بعد.
وأكدت المصادر انه «برغم كل الجو السلبي الذي يُشيعه البعض في لبنان، فإن اللجنة الخماسية وسفراءها مستمرون في مساعيهم لمواكبة الجهد والحراك اللبناني الداخلي، والتفاؤل الحذر قائم باحتمال حصول تقدم ما، وإن لم يكن هناك من طرح جديد لدى الخماسية مغاير للطروحات والاقتراحات السابقة بضرورة تشاور وتوافق اللبنانيين على مرشح توافقي إن امكن او اكثر من مرشح تجري الانتخابات الرئاسية بينهم وليفُز من يفُز».
وقال السفير موسى بعد زيارة برّي: تطرقنا خلال اللقاء لأكثر من محور، وكان من الضروري إطلاع دولته على التطورات بما يتعلق بالمفاوضات حول غزة، وكما تعلمون جميعاً إن ما يحدث في قطاع غزة يؤثر علينا جميعاً وخصوصاً على الأوضاع في جنوب لبنان وهذا الموضوع أخذ حيِّزاً كبيراً من النقاش.
وأضاف موسى: تحدثنا أيضاً بملف الرئاسة بشكل تفصيلي بما يخص الأفكار التي طرحها دولة الرئيس منذ فترة وأعاد طرحها مرة اخرى بشكل متقدم أكثر في الاسبوع الماضي، كما تحدثنا عن كيفية كسر حالة الجمود في الملف الرئاسي، وأتصور اننا جميعا ندرك، أن إنتخاب رئيس للجمهورية مسألة في غاية الاهمية، والجميع يدرك أن اليوم قبل الغد يجب أن نُحدث الفارق بما يخص هذا الملف.
وتابع موسى: اكد لي الرئيس بري مرة أخرى إصراره وتمسكه بفصل مسار ما يحدث في غزة عن المسار الرئاسي، وهذا شيء في غاية الأهمية لأنه إذا ما استطعنا فعلاً عمل هذا سنتمكن بعض الشيء من إحداث حلحلة في الملف الرئاسي، كما تحدثنا أيضاً عن جهود اللجنة الخماسية واجتماعاتنا في الفترة القادمة وما نرجو اليه ، وأكدت للرئيس بري بأننا سنبقى على تواصل بما يخص تحركات الخماسية، وإن الحوار ما بين الخماسية والأطراف اللبنانية هو الشيء المهم وهو الذي سيؤدي الى إنفراج في هذا الملف.
ورداً على سؤال عن الإجتماعات المقبلة للجنة الخماسية؟ أجاب السفير المصري: في الحقيقة سنلتقي في الخماسية بعدما كان الإهتمام الأكبر في الفترة السابقة منصب على تهدئة الجبهة في الجنوب، الآن عدنا مرة أخرى للتركيز على الملف الرئاسي، سنلتقي لأن السفراء لم يكونوا متواجدين في لبنان، هم عادوا الى لبنان سنجتمع من أجل التداول في التقييمات للأوضاع وما حدث في الفترة السابقة وما يمكن إتخاذه في المستقبل، لن نتحدث عن أفكار الآن إلا بعد التداول مع أعضاء الخماسية.
لكن رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع اكد موقفه بشأن تعديل الرئيس بري لمبادرته، وكتب عبر حسابه على منصة «اكس»: إذا كان الرئيس نبيه بري يريد فعلاً أن يكون إيجابياً، فلماذا لا يدعو من دون إبطاء إلى جلسة انتخابية مفتوحة (لرئاسة الجمهورية) بدورات متتالية حتى انتخاب رئيس الجمهورية ومن دون الفولكلور الآخر كله؟
وكان الرئيس بري قد عدّل في مبادرته الرئاسية بحيث اعلن عن استعداده الى عقد جلسة انتخابية لكن غير مفتوحة وبدورات متتالية.
المطالب بين العسكريين والمدنيين
معيشياً، وفي الوقت الذي التقى قائد الجيش العماد جوزاف عون وفدا من حراك «العسكريين المتقاعدين» للبحث في موضوع الحقوق التي يطالب بها هؤلاء، حذر تجمع الادارة العامة من محاولة الاستخفاف بحقوق موظفي هذه الدولة، التي عليها تقوم الدولة، واذا تعطلت فلن تتمكن الحكومة من صرف اي من رواتب او مستحقات اي سلك من الاسلاك.
وانتقد التجمع مشروع مرسوم يتوقع صدوره، ويقضي باعطاء راتبين اضافيين مطلع الشهر المقبل، وراتبين اضافيين مطلع ك2 عام 2025، لانه لا يلبي طموحات العاملين في القطاع العام، محذرا ايضا من استرضاء بعض الاسلاك على حساب حقوق الآخرين.
دعوة للتحقيق في حريق مكب برج حمود
بيئياً، عقدت لجنة البيئة النيابية برئاسة النائب غياث يزبك اجتماعا حضره وزير البيئ ناصر ياسين لبحث اسباب الحريق في مطمر برج حمود، والذي كشف ان العمل الذي قامت به الحكومة منع تمدد حريق الجديدة، مقدما اعتذارا عما حصل، ومطالبا بفتح تحقيق قضائي معتبرا ان المسؤولية تقع على عاتق مجلس الانماء والاعمار والمتعهد في المطمر..
ودعا النائب يزبك الى الشروع فورا باقفال كل المطامر وانشاء لجنة تقصي حقائق لكشف المسؤولين عن ملف النفايات والطلب الى محافظ جبل لبنان حماية المطمر في الجديدة فورا وبشكل آني.
وفي الاطار البيئي، اكدت الفحوص المخبرية وقوع اول اصابة بالكوليرا في المجرى الاعلى لنهر الليطاني.
الكهرباء مجدداً
كهربائياً، كشف وزير الطاقة والمياه وليد فياض ان بواخر «الغاز اويل» ستصل الى لبنان بين اليوم والغد.
وقال: هناك مناقصة لبناء محطة طاقة شمسية فوق نهر بيروت بقدرة 8 ميغا ونصف ستصب في معامل كهرباء لبنان وتوزّع على كل المواطنين.
وفي الاطار الجنوبي، أعلن منسق الشؤون الإنسانية للأمم المتحدة في لبنان، عمران ريزا، في بيان» تخصيص مبلغ 24 مليون دولار كرزمة مساعدات من الصندوق الإنساني للبنان من أجل دعم الفئات الأكثر حاجة في لبنان، وتلبية احتياجات الأشخاص المتضررين من الأعمال العدائية المتصاعدة في جنوب لبنان» وقال: «إننا نخصص هذا المبلغ من الصندوق الإنساني للبنان في ظروف استثنائية غير مسبوقة. يعاني لبنان من أزمات متعددة استهلكت قدرات الدولة على التكيف. بالرغم من أننا نبذل أقصى جهودنا لحشد التمويل، تم تمويل 25% من ندائنا السنوي فقط. نحن نناشد المجتمع الدولي بشكل عاجل لتقديم المزيد من الدعم».
الوضع الميداني
ميدانياً، لم يتوقف القصف المدفعي الاسرائيلي على القرى والبلدات الجنوبية منذ الصباح حتى ساعات متقدمة من ليل امس، فاستهدف اطراف طيرحرفا، والمجدل والجبين وزبقين ومجدل زون وبليدا ومرج مارون.. وكانت دمرت غارة فجرا بناء من طابقين لآل داغر في بنت جبيل.
وكان القصف الاسرائيلي استهدف الاحمدية في البقاع الغربي، وادى سقوط شهيد لحزب الله.
وردت المقاومة الاسلامية على مجزرة كفرجوز، التي ذهب ضحيتها صادق مبارك من حزب الله مع طفله مهدي بقصف صفد بوابل من المسيّرات.
وردا على استهداف الاحمدية استهدفت المقاومة الاسلامية موقع حدب يارين بصواريخ بركان ودمرت جزءا منه.
كما استهدفت المقاومة الاسلامية قوة من جنود العدو لدى وصولها الى بركة ريشا.
وشنت اسرائيل ليلا غارة على بلدة كفررمان.
البناء
موسكو تحذّر من استهداف عمق روسيا بصواريخ الناتو وتعتبره إعلان حرب
المجلس الوزاري في الكيان يقرّر الأحد ضم إعادة مهجّري الشمال لأهداف الحرب
هوكشتاين لجولة جديدة بين بيروت وتل أبيب تحت شعار خفض التصعيد والتهديد
نظمت موسكو حملة دبلوماسية إعلامية بدأها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين تحت عنوان التحذير من خطورة قيام دول حلف الناتو بتزويد أوكرانيا بصواريخ بعيدة المدى تطال العمق الروسي والسماح باستخدامها نحو هذا العمق. وقال الرئيس بوتين سوف يكون هذا عملاً خطيراً يضع هذه الدول في حالة حرب مع روسيا، وتبعه وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف بالقول إن حدوث هذا التحوّل في مسار الحرب لن يكون نهاية التصعيد لأن موسكو سوف ترد على هذا التهديد بما يتناسب مع حماية أمنها،. ومساء أمس تحدث المندوب الروسي في مجلس الأمن فقال: إن استهداف العمق الروسي بصواريخ الغرب الدقيقة يعني ان هناك طواقم بشرية من دول الناتو تقاتل الى جانب الجيش الأوكراني لأن لا قدرة تقنية لهذا الجيش على تشغيل هذه المنظومات الصاروخية، وهذا الشكل من المشاركة يتعدى مجرد تزويد أوكرانيا بالسلاح والمعلومات الاستخبارية كما هو حاصل اليوم.
في المنطقة استقطب الاهتمام ما صدر عن قادة كيان الاحتلال من تهديدات بتصعيد الوضع مع المقاومة في المواجهة الدائرة عبر الحدود اللبنانية، وهي مواجهة تزداد زخماً بصورة يومية، سواء على مستوى غارات جويّة يشنّها جيش الاحتلال وتستهدف المدنيين أغلب الأحيان، أو على مستوى العمليات النوعية والمكثفة التي تنفذها المقاومة والتي بلغت أمس مستوى متقدّماً عبر عدد العمليات ونوعيتها وطبيعة الأهداف. وقد نقلت هيئة البث الإسرائيلية عن حكومة الكيان تخصيص جلسة المجلس الوزاري الأحد لمناقشة الوضع في الشمال وضم إعادة مستوطني الشمال المهجّرين إلى مستوطناتهم إلى أهداف الحرب، ما يعني تكليف الجيش القيام بالمهمة، وما يعنيه ذلك من تصاعد التهديد بشنّ حرب.
على إيقاع هذا التصعيد يصل الإثنين الى المنطقة المبعوث الرئاسي الأميركي أموس هوكشتاين، ويبدأ جولته التي سوف تشمل بيروت من تل أبيب، تحت عنوان خفض التصعيد ومحاولة التوصل إلى تفاهمات دبلوماسيّة تبعد تهديد نشوب حرب وإفساح المجال لإنجاح المساعي الأميركية المشتركة مع مصر وقطر للتوصل إلى اتفاق في غزة تعتقد واشنطن أنه يضمن وقف النار في جبهة لبنان، ويفتح الطريق للبحث بحلول وترتيبات تضمن عودة آمنة لمهجّري المستوطنات.
وفي وقت حافظت الجبهة الجنوبية على سخونتها، بقيت التسريبات الإعلامية عن حرب إسرائيلية واسعة وخاطفة على لبنان وسورية في محاولة لتغيير الواقع الميداني في الجنوب، في دائرة الاهتمام المحلي والإقليمي، على الرغم من أن مصادر مطلعة في فريق المقاومة تستبعد هذا الاحتمال لأسباب عسكرية وسياسية وتدرجه في إطار الحرب النفسية والمعنوية على المقاومة وبيئتها وللضغط على الحكومة اللبنانية للرضوخ للإملاءات الإسرائيلية والتعاون مع الطروحات التي حملها المبعوث الرئاسي الأميركي أموس هوكشتاين في زيارته الأخيرة الى لبنان، وتجدد المصادر التأكيد بأن المقاومة لن تتراجع ولن توقف جبهة الإسناد قبل توقف العدوان على غزة، وما تصعيد عملياتها العسكرية في الأسبوع الماضي إلا دليل على إصرارها على موقفها، فضلاً عن الرد المؤلم على اغتيال القائد السيد فؤاد شكر، مضيفة أن العدو لن يتمكن من إبعاد حزب الله عن الحدود شبراً واحداً ولن يستعيد أمن المستوطنات في الشمال ولن يعيد المهجّرين لا قبل موسم المدارس ولا بعده حتى يوقف الحرب في غزة ويلبي مطالب المقاومة والشعب الفلسطيني. وتربط المصادر بين رفع وتيرة التهديدات الإسرائيلية بتوسيع الحرب على لبنان والحملة الإعلامية المرافقة، بزيارة هوكشتاين الى المنطقة لكي تمنحه أوراق ضغط على لبنان.
وعلمت “البناء” أن ضغوطاً دبلوماسية أميركية غربية تمارس على لبنان للضغط على الحكومة اللبنانية وعبرها على حزب الله لفصل جبهة الجنوب عن جبهة غزة والسير باتفاق على الحدود يلبي المطالب اللبنانية بالانسحاب الإسرائيلي من النقاط المتحفظ عليها ووقف الخروق الإسرائيلية للبنان، وتطبيق القرار 1701 بكامل مندرجاته، وتلقى لبنان نصائح عدة بالموافقة على هذا الاتفاق لتجنيب لبنان الحرب. علماً أن الحكومة الإسرائيلية وفق المعلومات الدبلوماسية تلقت نصائح أميركية مقابلة بعدم توسيع الحرب على لبنان لتداعياتها الكبرى على المنطقة برمّتها، لأنها لن تبقى محصورة بلبنان و”إسرائيل”، بل ستستدرج جبهات أخرى في المنطقة.
وفي سياق ذلك، نقل موقع “أكسيوس” عن مسؤولين، قولهم إنّ “ كبير مستشاري الرئيس الأميركي جو بايدن، أموس هوكشتاين، يصل إلى “إسرائيل” الاثنين المقبل لمناقشة التوتر مع لبنان”. وأشار مسؤولون أميركيون وإسرائيليون، وفق الموقع إلى أنّهم “قلقون من خطاب الجيش الإسرائيلي المتصاعد بشأن نشوب حرب مع لبنان”.
ميدانياً، واصل العدو الإسرائيلي عدوانه على الجنوب والبقاع الغربي، فاستهدفت مسيّرة إسرائيلية منزلًا في بلدة الأحمدية – البقاع الغربي ما أدى إلى استشهاد شخص وسبعة جرحى من بينهم أربعة أطفال عولجوا في الطوارئ، وفق ما أعلن مركز عمليات طوارئ الصحة العامة.
وشنّ جيش الإحتلال غارة جوية استهدفت منزلًا في بلدة كفررمان في قضاء النبطية جنوبي لبنان.
كما تعرّضت بلدة كفرشوبا والجبهة الجنوبية الغربية منها لقصف مدفعي إسرائيلي عنيف.
وأغار الطيران الحربي الاسرائيلي مرتين على مدينة بنت جبيل، استهدفت الغارة الأولى منزلاً في حي العويني والثانية منطقة الوادي، ولم يفد عن وقوع إصابات.
وزعم المتحدّث باسم جيش الاحتلال الإسرائيلي دانيال هاغاري، “أننا عملنا بشكلٍ مكثّف في الجبهة الشمالية خلال الأسبوع الأخير، وهاجمنا أكثر من 140 هدفًا في لبنان”، زاعماً أن “قواتنا قضت على عدد من عناصر حزب الله بينهم أحد قادة وحدة الرضوان، وأنّ مقاتلي الاحتياط في اللواء 9 من لواء غولاني استكملوا تمرينًا يحاكي مناورة بريّة في منطقة معادية”.
في المقابل، أعلن حزب الله في سلسلة بيانات أنه “رداً على الاعتداء والاغتيال الذي نفذه العدو الصهيوني في بلدة كفرجوز، قصف مجاهدو المقاومة الإسلامية القاعدة الأساسية للدفاع الجوي الصاروخي التابع لقيادة المنطقة الشمالية في ثكنة بيريا، بصليات من صواريخ الكاتيوشا حيث أصابوها إصابة مباشرة واندلعت النيران في أجزاء منها”. كما استهدفت المقاومة موقع المرج بالأسلحة الصاروخية وأصابته إصابة مباشرة. كما استهدف حزب الله بالصواريخ ثكنة زبدين في مزارع شبعا اللبنانية وحقق إصابة مباشرة. وردًا على المجزرة التي ارتكبها العدو الاسرائيلي في بلدة كفرجوز، شَنَّ مجاهدو المقاومة، هجوماً جوياً بِأسراب من المسيرات الانقضاضية على قاعدة فيلون (مقر ألوية الفرقة 210 ومخازنها في المنطقة الشمالية) جنوب شرق مدينة صفد المحتلة، مُستهدفةً أماكن تموضع واستقرار ضباطها وجنودها، وأصابتها بشكل مباشر وأوقعت فيها إصابات مؤكدة”. وأعلن حزب الله عن استهداف قاعدة جوية إسرائيلية وهي “ثكنة بيريا” في المنطقة الشمالية بصواريخ الكاتيوشا رداً على غارة كفرجوز جنوب لبنان.
وأفادت وسائل إعلام إسرائيليّة، بـ”انفجار طائرة بدون طيّار في منطقة عميعاد جنوب شرق صفد، واندلاع حريق في المنطقة”.
الى ذلك تلقى الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله رسالة من رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، ومما جاء فيها: “تلقينا في حركة المقاومة الإسلامية حماس، بتقدير واعتزاز كبيرين رسالتكم الكريمة، تهنئة وتعزية بشهيدنا ورفيق دربكم في الجهاد والمقاومة، وفقيد الأمة القائد المجاهد أ. إسماعيل هنية “أبو العبد” رئيس المكتب السياسي للحركة، ومرافقه الأخ المجاهد وسيم أبو شعبان “أبو أنس”، شاكرين لكم تضامنكم الممزوج بالمشاعر الصادقة والنبيلة، الذي عبّرت عنه أفعالكم المباركة في جبهات محور المقاومة، إسناداً ودعماً وانخراطاً في هذه المعركة، سائلين الله تعالى أن يبارك مسعاكم، ويحفظكم وبلادكم من كل سوء”.
وقال: “إن الحركة ستبقى كما كانت دوماً ثابتة على درب الوفاء لدماء الشهداء، وإن المبادئ السامية التي كان يدعو لها القائد الشهيد أبو العبد ستظل ثابتة وحاضرة وتمضي عليها حركتها ومجاهدونا، وفي مقدمتها وحدة شعبنا الفلسطيني على خيار الجهاد والمقاومة، ووحدة الأمة وفي القلب منها محور المقاومة في وجه المشروع الصهيوني دفاعاً عن أمتنا ومقدساتنا، وفي مقدمتها القدس والأقصى، حتى دحر الاحتلال وكنسه عن أرضنا، وإقامة دولتنا المستقلة كاملة السيادة وعاصمتها القدس”.
رئاسياً، وفي انتظار ما ستقدّمه مجموعة الخماسية من جديد بدءاً من اليوم، استقبل رئيس مجلس النواب نبيه بري السفير المصري لدى لبنان علاء موسى الذي قال: “كان من الضروري إطلاع دولته على التطورات بما يتعلق بالمفاوضات حول غزة… وتحدثنا أيضاً بملف الرئاسة بشكل تفصيلي بما يخص الأفكار التي طرحها دولة الرئيس منذ فترة وأعاد طرحها مرة أخرى بشكل متقدم أكثر في الأسبوع الماضي، كما تحدثنا عن كيفية كسر حالة الجمود في الملف الرئاسي، وأتصور أننا جميعا ندرك، أن انتخاب رئيس للجمهورية مسألة في غاية الأهمية، والجميع يدرك أن اليوم قبل الغد يجب أن نُحدث الفارق بما يخصّ هذا الملف”. وتابع موسى: دولة الرئيس أكد لي مرة أخرى إصراره وتمسكه بفصل مسار ما يحدث في غزة عن المسار الرئاسي، وهذا شيء في غاية الأهمية لأنه إذا ما استطعنا فعلاً عمل هذا سنتمكّن بعض الشيء من إحداث حلحلة في الملف الرئاسي، كما تحدّثنا أيضاً عن جهود الخماسية واجتماعاتنا في الفترة المقبلة وما نرجو إليه، وأكدت للرئيس بري بأننا سنبقى على تواصل بما يخصّ تحركات الخماسية، وأن الحوار بين الخماسية والأطراف اللبنانية هو الشيء المهم وهو الذي سيؤدي الى انفراج في هذا الملف”.
وعن الاجتماعات المقبلة للجنة الخماسية قال السفير المصري: “سنلتقي في الخماسية بعدما كان الاهتمام الأكبر في الفترة السابقة منصباً على تهدئة الجبهة في الجنوب، الآن عدنا مرة أخرى للتركيز على الملف الرئاسي، سنلتقي لأن السفراء لم يكونوا متواجدين في لبنان، هم عادوا الى لبنان سنجتمع من أجل التداول في التقييمات للأوضاع وما حدث في الفترة السابقة وما يمكن اتخاذه في المستقبل، لن نتحدث عن أفكار الآن إلا بعد التداول مع أعضاء الخماسية”.
وأفادت مصادر إعلامية محلية بأن “اللجنة الخماسية تتعامل بإيجابية مع المبادرة التي طرحها رئيس مجلس النواب نبيه بري”، مشيرة إلى أنها “لا تفرض على الأطراف السياسية المشاركة أو عدمها في هذه المبادرة”.
واضافت أن “الخماسية لا تمتلك صيغة جديدة أو مشروع حل متكامل، لكنها تسعى بشكل رئيسي إلى تقليص الفجوات بين الأطراف اللبنانية وتسهيل عملية التفاهم بينهم”.
ولفتت الى أن “السفير الفرنسي في لبنان، هيرفيه ماغرو، سيعقد اجتماعاً مع الرئيس نبيه بري الاثنين المقبل”، مؤكدةً أن “لبنان الرسمي لم يتلقَ بعد أي إشعار بموعد وصول المبعوث الأميركي آموس هوكشتاين إلى بيروت”.
الى ذلك شن رئيس “التيار الوطني الحر” النائب جبران باسيل، هجوما لاذعاً على الحكومة من بوابة النازحين السوريين ولفت الى “أننا كنّا ننتظر من الحكومة اللاميثاقية أن تكفّر عن بعض أخطائها فتسرّع إجراءات عودة النازحين السوريين، وإذا بها تبدأ إجراءات تثبيت النازحين الموجودين بصورة غير شرعية عبر فتح أبواب مدارسنا أمامهم”.
وأشار إلى أنّ “على الحكومة أن تعود عن قرارها الذي يخدم مشروع التوطين وإلّا تكون شريكة فيه”، مضيفًا “على المدارس ولجان الأهل تقديم طعن بقرار الحكومة وبتعميم وزارة التربية”.
وأكّد باسيل أنّه “علينا جميعاً ان نمنع تنفيذ القرار والتعميم على أرض المدارس وألّا يصبح السوريون غير الشرعيين جوا جوا وأولادنا برّا برّا”، وقال: “اعلموا جميعاً أن السكوت عن هذا الأمر وإمراره يعني أن التوطين واقع”.
وفيما أفيد عن مساعٍ واتصالات على خط التيار الوطني الحر – حزب القوات لاحتواء التوتر بينهما لفت كلام رئيس “القوات” سمير جعجع، حول الاغتيالات حيث اشار إلى “أننا في مواجهة جهات من الممكن في أي وقت أن تقدم على الاغتيال لأهداف سياسية، لذلك المسألة بحاجة إلى احتياطات كبيرة”. ما يدعو للتساؤل حول ما إذا كان جعجع يملك معلومات عن عمليات اغتيال في لبنان أم أن إثارة هذا الامر للاستغلال السياسي والإعلامي فقط!
COMMENTS