افتتاحيات الصحف اللبنانية، يوم الخميس 19 أيلول، 2024

افتتاحيات الصحف اللبنانية، يوم الخميس 19 أيلول، 2024

افتتاحيات الصحف اللبنانية، يوم الإثنين 3 كانون الأول، 2018
افتتاحيات الصحف اللبنانية، يوم الثلاثاء 22 كانون الثاني، 2019
افتتاحيات الصحف اللبنانية، يوم الخميس 11 تموز ، 2024

اللواء
يوم ثانٍ من الإجرام الإسرائيلي السيبراني: استهداف المشيِّعين بالضاحية
إجتماع أميركي ـ أوروبي اليوم في باريس حول الوضع قبل انعقاد مجلس الأمن غداً
يعقد مجلس الامن الدولي جلسة غداً لمناقشة ما يتوجب فعله لكبح جماح العدوانية الاسرائيلية المتفلتة من أية التزامات دولية والخارجة على اعراف الحرب والقانون الدولي، فيما يسرح وزير الخارجية الاميركي أنتوني بلينكن ويمرح متنقلاً بين عواصم المنطقة بحجة إنهاء مفاوضات وقف النار في غزة، واجراء صفقة التبادل للاسرى بين اسرائيل وحماس، مع الأخذ بعين الاعتبار ما يجري في لبنان من عمليات أمنية واستخباراتية اسرائيلية تستهدف مناطقه ومدنه والسكان الآمنين، مع سقوط عشرات الشهداء وآلاف الجرحى بين هجوم الثلثاء ضد أجهزة البايجر (pagers) إلى يوم أمس ضد أجهزة الويكي – توكي (Walkie talkip) .
وفيما دعت روسيا إلى تحقيق دولي لمواجهة هذه الجريمة غير المسبوقة التي تبيح الأمن القومي، بقيت الانظار تتجه إلى الموقف الاميركي، المحابي لدولة الاحتلال أو الداعم لاجرامها الحربي من غزة إلى لبنان.
وقال جون كيربي مستشار التنسيق في مجلس الامن القومي الاميركي أن واشنطن لم تكن شريكة في التفجيرات التي حدثت في لبنان.
وقال: منخرطون في دبلوماسية مكثّفة لتجنب حرب ثانية في لبنان.
ولئن كانت الانظار تتجه إلى الموقف الفاصل لحزب الله، بدءاً من الساعة الخامسة من بعد ظهر اليوم، حيث يتحدث الأمين العام للحزب السيد حسن نصر لله عمّا جرى، وما يتعهد فعله، وكيفية الردّ.
وأوضحت مصادر سياسية مطلعة لـ«اللواء» أن البلاد ما تزال تحت تأثير استهدافات العدو من خلال تفجيرات الأجهزة اللاسلكية، وقالت إن المنحى الخطير الذي سلكته الأوضاع ينذر بواقع غير سليم، على أن أجهزة الدولة باتت مستنفرة وأي تطور قد يستدعي معه انعقاد الحكومة لاتخاذ القرار المناسب، وهناك مواكبة يفترض أن تقوم من خلال لجنة الطوارىء.
ورأت هذه المصادر أن كلمة السيد نصرالله اليوم من شأنها أن ترسم صورة واضحة بشأن الرد على هذا التفجير الذي طاول كل لبنان ، مشيرة إلى أنه من خلالها يمكن رصد ما قد يحصل على صعيد المواجهات مع العدو الإسرائيلي الذي يواصل تهديداته بتوسيع رقعة الحرب.
وفجرت اسرائيل أمس آلاف أجهزة اللاسلكي الشخصية (ووكي توكي) في موجة ثانية من الاستخدامات السيبرانية.
والاجهزة هذه تُحمل باليد، وتختلف عن أجهزة البيجر التي انفجرت الثلثاء.
وذكرت مصادر أمنية تقنية أن الاجهزة اللاسلكية التي جرى تفجيرها في مناطق متعددة من نوع «أيكوم في 82».
والهدف من وراء التفجيرات المتنقلة يعبّر عن نفسه عبر سعي مباشر لشل تواصل عناصر حزب الله، وقدرتهم على اطلاق الصواريخ والمسيّرات أو التعدّي الميداني لأية عملية تقدّم بري باتجاه الجنوب المحرر.
وأتت علميات تفجير أجهزة اللاسلكي بالتزامن مع تشييع الشهداء الذين سقطوا الثلثاء، ومن بينهم نجل النائب علي عمار (عضو كتلة الوفاء للمقاومة) في ضاحية بيروت الجنوبية، في ظرف اجرامي من قبل العدو الاسرائيلي، الذي حرّك مسيّراته للقيام بجرائم التفجير الموصوفة، حيث ارتفع عدد الشهداء إلى 14 شهيداً (المجموع مع شهداء الثلثاء تجاوز 20 شهيداً) وأكثر من 456 جريحاً حصيلة تفجرات أمس.
وكشف صدر أمني أن أجهزة الاتصالات التي انفجرت أمس هي أجهزة لاسلكي محمولة، ومختلفة عن البيجر، وحزب الله اشترى أجهزة اللاسلكي قبل 5 أشهر في وقت شرائه أجهزة البيجر تقريباً.
وأعلنت وزارة الاتصالات أن أجهزة Icomv82 التي تمّ تفجيرها، لم يتم شراؤها عن طريق الوكيل، ولم يتم ترخيصها من قبل وزارة الاتصالات، علماً بأن الترخيص يتم بعد أخذ موافقة الاجهزة الامنية.
وفي تل أبيب، قال رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو أن اسرائيل ستضمن عودة عشرات الآلاف من سكان مناطق الحدود الشمالية إلى منازلهم بأمان.
وعقد مجلس الحرب الاسرائيلي اجتماعاً امس، وقالت وسائل إعلام إسرائيلية: أن الكابينت فوَّض نتنياهو ووزير الحرب غالانت باتخاذ خطوات دفاعية وهجومية ضد حزب الله من أجل تحقيق أهداف الحرب، وباتخاذ إجراءات من شأنها أن تؤدي لحرب شاملة بلبنان وأن نتنياهو وافق على سلسلة إجراءات لتغيير طريقة العمل على الحدود مع لبنان.
ونقل عن غالانت قوله: نحن في بداية مرحلة جديدة من الحرب، ومركز الثقل يتحول إلى الشمال من خلال تحويل الموارد والقوات.
وترافق ذلك مع تكرار كلام رئيس اركان جيش الاحتلال هاليفي عن اتخاذ اجراءات وقوله لدينا الكثير من القدرات التي لم نستخدمها بعد ونعمل على إعداد خطط للمضي قدماً.
وليلاً، تحدثت المصادر المتابعة عن تحرك قوات الجيش الاسرائيلي باتجاه الحدود الجنوبية.
اليوم الثاني
وبينما لم يستفق لبنان بعد من صدمة مجزرة تفجير العدو الاسرائيي لأجهزة «البايجر»، ارتكب العدو امس مجزرة اخرى بتفجير اجهزة لاسلكلي وبطاريات ليثيوم للطاقة الشمسية في المنازل والسيارات وفي الدراجات النارية.
و تم عصر امس، الإبلاغ عن انفجار عدد من اجهزة «البايجر» والأجهزة اللاسلكية في عدد من مناطق بيروت وجنوب لبنان والضاحية الجنوبية والبقاع والشمال. حيث افيد عن انفجار جهاز في أحد سيارات الإسعاف. ووردت معلومات عن سقوط عدد من الإصابات في الضاحية وصور ومنطقة بنت جبيل وتبنين وشبعا والبقاع الغربي وبعلبك وشعت والهرمل ومشاريع القاع،ومنطقة البترون، إلى جانب اندلاع حرائق في عدد من المناطق اللبنانية.
وحسب وزارة الصحة بلغت حصيلة العدوان الجديد 14 شهيدا واكثر من 450 جريحاً، والعدد قابل للإرتفاع مع توالي الاخبار عن شهداء وجرحى في مناطق عديدة تباعاً.
وفي التفاصيل، افيد عن انفجار اجهزة لاسلكية ا من نوع icom v8. وقال مصدر أمني لرويترز: ان أجهزة الاتصالات التي انفجرت هي أجهزة لاسلكي محمولة ومختلفة عن أجهزة البايجر التي انفجرت أمس، وأن حزب الله اشترى أجهزة اللاسلكي المحمولة قبل 5 أشهر في وقت شرائه أجهزة البايجر تقريبا.
وذكرت مصادر أمنية: انه اختراق شبكة الاتصالات الخاصة بالأجهزة اللاسلكية التابعة لحزب الله وبثّ موجات ذات تردّد مرتفع عليها أدت للانفجارات.
وترددت أنباء عن عملية تفجير جديدة لعدد من الأجهزة أثناء تشييع 4 شهداء من حزب الله في الضاحية حيث سقط عدد من الاصابات. كما افيد عن انفجارات في عدد من المنازل واحتراق شقة على اوتوستراد السيد هادي نصر الله. بالإضافة إلى احتراق سيارات ودراجات نارية. وقد إنفجر العديد من بطاريات الطاقة الشمسية الموضوعة بشكل متلاحق في بعض البيوت. وتحدثت معلومات عن احتمال انفجار أجهزة اللاسلكي وألواح الطاقة الشمسية الموصولة «بالواي فاي».
وافادت قناة «الميادين» عن انفجار عدد من بطاريات الليثيوم في منازل بالإضافة إلى أجهزة أخرى بمختلف أنحاء لبنان.
وافادت معلومات أولية عن إنفجار جهاز لاسلكي في منزل مسؤول اللجنة الأمنية في حزب الله في الشمال «أحمد إسماعيل في بلدة راشكيدا ـ قضاء البترون ولم يفد عن وقوع اصابات وقد اقتصرت الأضرار على الماديات.
ووجهت دعوة لعدم لمس أو الإقتراب من الأجهزة اللاسلكية، حتى لو كان جهازاً خاصاً. وطلبت قيادة الجيش عصر أمس الاربعاء، بعد تفجير عدد جديد من أجهزة لاسلكية في لبنان، من المواطنين عدم التجمع في الأماكن التي تشهد أحداثًا أمنية إفساحًا في المجال لوصول الطواقم الطبية.
وانصرف لبنان وحزب الله امس الى تشييع شهداء مجزرة تفجيرات اجهزة «بايجر» والاهتمام بالجرحى الذين تولى الهلال الاحمر الايراني نقل الحالات الصعبة منهم الى طهران للمعالجة، كما وصلت الى بيروت مساعدات طبية عراقية اردنية، فما ركّز الحزب على متابعة كيفية حصول هذا الخرق السيبراني والامني الخطير الذي تسبب بآلاف المصابين، قبل ان يقرر الامين العام للحزب السيد حسن نصر الله في كلمة له عصر اليوم الخطوة المقبلة بعد قرار الحزب استمرار معركة إسناذ غزة وفصلهاعن الرد الحتمي.
وافيد امس عن ارتفاع عدد شهداء تفجيرات «البايجر» الثلاثاء بوفاة طفل في الغبيري وفتاة في سرعين وموظف في مستشفى الرسول الاعظم متأثرين بجروحهم.
وهنا لا بد من انتظار نتائج التدقيق في كيفية توصل العدو الاسرائيلي الى اختراق كل الآليات التي إتّبُعَتْ لرصد شحنة الاجهزة التي تلقاها الحزب، من بدء تصنيعها في اوروبا الى سبل نقلها وتوزيعها في لبنان وكيفية تفخيخها، أثناء التصنيع او بعده، ومن ثم تفجيرها بين ايادي اعضاء عاملين في مؤسسات حزب الله المدنية وبعض العسكريين او المكلفين بمهام ذات طابع لوجستي وتقني او حتى قتالي في الحزب، دون سواهم ممّن يحملون الاجهزة ذاتها من الطواقم الطبية في مستشفيات لبنان الخاصة او الحكومية او بعض المؤسسات الاقتصادية والتجارية.
مسعى اميركي للتطويق
نشرت صحيفة «واشنطن بوست» الأميركية مقالاً للكاتب ديفيد اغناتيوس، يتحدث فيه عن تداعيات عدوان «إسرائيل» الإلكتروني على لبنان الثلاثاء. ومما كتبه: كان مسؤولو إدارة الرئيس بايدن سريعين في النأي بأنفسهم عن الهجوم في لبنان، قائلين إنّهم لم يتلقّوا أي إشعار مسبق. وكان المسؤولون الأميركيون على اتصال بإيران من خلال قناة خلفية يوم الثلاثاء، لنقل معلومات مفادها أن الولايات المتحدة لم يكن لها أي دور في الهجوم.
اضاف: بالنسبة إلى الرئيس جو بايدن ونائبة الرئيس كامالا هاريس، فإن التوقيت لا يمكن أن يكون أسوأ، إذ يأتي هذا التصعيد الحاد وخطر اندلاع حرب أوسع نطاقاً قبل أقل من شهرين من الانتخابات الرئاسية، كما قد يؤدي إلى تفجير أي فرصة للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في غزة وإطلاق سراح الأسرى الإسرائيليين.
مجلس الأمن
وغداً، يعقد مجلس الامن الدولي جلسة، بناءً على طلب لبنان، للنظر في هجمة التفجيرات بشبكة اللاسلكي، التي استهدفت الآلاف وأدت إلى عشرات الشهداء وألوف الجرحى.
ويُعقد اجتماع أميركي- فرنسي- الماني ايطالي وبريطاني اليوم في باريس لمناقشة التطورات في الشرق الاوسط.
وكان الرئيس ميقاتي أعلن من «مركز عمليات طوارئ الصحة العامة» التابع لوزارة الصحة أنه طلب انعقاد مجلس الامن، وأضاف: تقدمنا بشكوى عند استشهاد ثلاثة عناصر من الدفاع ألمدني، يومها اجتمعت بممثلي الدول الأعضاء في مجلس الأمن في السرايا وقلت لهم بأننا نقدم شكاوى توضع في الادراج ولا تعرض،وبالتالي التحرك اليوم على مستوى أعلى لدعوة مجلس الأمن للنظر بهذا الموضوع، وطلبت من وزير الخارجية ان يحضر الجلسة للدفاع عن قضية لبنان، فلبنان يعتبر نفسه جزءًا من مؤسسي الأمم المتحدة ونحن طلاب سلام ولسنا طلاب حرب.
وقد رافق رئيس الحكومة في الزيارة وزير السياحة وليد نصار ووزير البيئة ناصر ياسين.
وكان في استقبالهم وزير الصحة فراس الابيض ومدير العناية الطبية في وزارة الصحة جوزيف حلو.
في نهاية الزيارة قال الرئيس ميقاتي :الزيارة لوزارة الصحة لتقييم الدور الكبير الذي لعبته هذه الوزارة وخصوصا معالي وزير الصحة الدكتور فراس الابيض، ولقد لمسنا بالأمس عندما وصلنا الخبر في جلسة مجلس الوزراء كيف تصرف الوزير بكل حكمة وسرعة ومتابعة مما أدى إلى استنفار كل المستشفيات، فما حدث في الامس حيث هناك نحو2870 شخصا نقلوا الى المستشفيات و1100سيارة إسعاف نقلت الجرحى الى المستشفيات ولا يزال لغاية اليوم هناك1620 مصاباً في المستشفيات، ورأينا كيف تمكنت الوزارة من ان تؤمِّن الأمر وتقوم بالمتابعة مع المستشفيات وتأمين وحدات الدم. شكرا من القلب لكل المستشفيات التي استقبلت هؤلاء المصابين من دون أي سؤال وقامت بالعمليات، وعندما تحدثت عند السادسة من مع وزير الصحة قال لي بأن مستشفى الجامعة الأميركية كان لا يزال يجري العمليات، وكان الامر مماثلا في بقية المستشفيات على كل الأراضي اللبنانية، فكانت كل المستشفيات مستنفرة من اقصى الشمال الى الجنوب والبقاع.
أردت اليوم من خلال هذه الزيارة تهنئة الوزير على هذه الادارة الجيدة، وكذلك تهنئة الصبايا والشباب الموجودين في غرفة العمليات هذه.
وكان الرئيس ميقاتي زار عين التينة، وبحث مع الرئيس بري، في مجمل التطورات، لا سيما تداعيات العدوان السيبراني على لبنان والعدد الكبير من الشهداء والجرحى الذين أصيبوا وما ينبغي عمله.
القضاء يتحرك
قضائياً، طلب مفوض الحكومة لدى المحكمة العسكرية القاضي فادي عقيقي استنابات إلى مديرية المخابرات في الجيش وشعبة المعلومات في قوى الامن الداخلي، كلفهما بموجبها جميع المعطيات الامنية والفنية المتعلقة بتفجير أعداد كبيرة من أجهزة البيجرز التي أدت إلى سقوط عدد من الشهداء وآلاف الجرحى.
الوضع الميداني
ميدانياً، اعترضت قوات الاحتلال مسيّرات للمقاومة فوق منطقتي طبريا ونهاريا، كما أطلقت رشقات أسلحة باتجاه بلدة رميش مساء أمس وكانت غارة اسرائيلية استهدفت اطراف مجدل زون وشمع.
وأعلنت المقاومة الاسرائيلية عن استهداف مقر سرية تابع لـ للواء حرمون 810 في موقع حبو مشيت ومقر كتيبة السهل في ثكنة بيت هلل، بالكاتيوشا، كما استهدفت المقاومة مقر الاستخبارات الاسرائيلية في عرب العرامشة بالصواريخ.

 

البناء
موجة ارتدادية جديدة في الزلزال الإلكتروني والحصيلة 14 شهيداً و450 جريحاً
نتنياهو يربط استهداف حزب الله بإعادة المهجّرين من المستوطنات ولم يقل كيف؟
صفي الدين يؤكد أن جبهة إسناد غزة ستكون أقوى… والكل ينتظر كلمة نصرالله
الموجة الارتدادية لزلزال الاستهداف الالكتروني الذي أطلقه كيان الاحتلال ضد لبنان، موجِّهاً آلة القتل الإجرامية ضد بيئة المقاومة وبنيتها المدنية وبعضاً من جسمها العسكريّ، غير آبه بكل معايير وقواعد خوض الحروب منتشياً بالقتل وإسالة الدماء، كانت بتفجير أجهزة الاتصال اللاسلكية بعدما استهدفت الموجة الأولى من الزلزال أجهزة المناداة، ومع الجولة الثانية التي حصدت 14 شهيداً و450 جريحاً، كما قالت وزارة الصحة اللبنانية، ارتفع العدد الى قرابة الـ 4 آلاف مصاب بين شهيد وجريح.
التضامن الوطني اللبناني كان هو المشهد الذي أحبط رهانات الاحتلال على فرضية الانقسام الداخلي وإطلاق مناخ داخلي عدائي للمقاومة على خلفية الاستهداف والتهديد بالحرب، فكانت غالبية كاسحة تقف وراء المقاومة وتقدّر عالياً حكمتها طوال قرابة السنة بفعل المستحيل لتفادي الحرب وتجنيب لبنان مرارتها، وتحمل أكلاف المواجهة في بنية المقاومة وبيئتها المباشرة، ليكون هذا التضامن الواسع تفويضاً للمقاومة بردّ يتناسب مع العدوان والجريمة، ويعيد الاعتبار لميزان الردع، وبقيت أطراف قليلة خارج هذا التفويض، لكنها رفضت التناغم مع ما يريده الاحتلال من تحريض على المقاومة، كما فعلت القوات اللبنانية التي قالت ليس الوقت للسياسة بل للحزن، وانحسرت موجة التحريض على المقاومة الى مجموعة مرتزقة لا يزيدون عن العشرات، مموّلين من الخارج لا قيمة ولا تأثير لهم خارج وسائل التواصل الاجتماعي، وفي قلب هذا التضامن الوطني برز تقدير خاص لمواقف الحكومة ورئيسها نجيب ميقاتي، وللرئيس السابق للحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط.
على ضفة كيان الاحتلال تحدّث قادة الكيان بلغة لا تُخفي المسؤولية عن العدوان دون إعلان تبنٍّ رسميّ، فتحدث المسؤولون العسكريون عن أن ما ظهر ليس كل ما لدى الاحتلال، وتحدّث رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو بقوله إن ما شهدناه هو ترجمة الالتزام بإعادة المهجّرين من مستوطنات شمال فلسطين المحتلة دون أن يقول كيف سيحقق عودة هؤلاء المهجرين مع استمرار تساقط الصواريخ والطائرات المسيّرة في مناطق الشمال وبعمق يصل إلى ثلاثين كيلومتراً.
على ضفة المقاومة أعلن رئيس المجلس التنفيذي في حزب الله السيد هاشم صفي الدين أن المقاومة ماضية بالتزامها بجبهة الإسناد وبصورة أقوى وأشد، وأن العقاب آتٍ على جرائم الاحتلال، بينما ينتظر اللبنانيون والعرب والعالم وقادة الكيان والرأي العام فيه ما سوف يقوله الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله في كلمته اليوم الساعة الخامسة بعد الظهر.
لم يكَد لبنان يلملم جراح العدوان الإسرائيلي الأمني – السيبراني الخطير والكبير وآثاره أمس الأول، وينتظر اللبنانيّون كلمة الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله للاطلاع على حقيقة ما حصل وكيفية مواجهة الحرب الجديدة، حتى أتبعه بعدوان مماثل آخر أمس، بتفجير أجهزة لاسلكي تستخدمها عناصر حماية أمنية ما أدّى الى استشهاد وجرح المئات، ما ينقل الحرب بين حزب الله وكيان الاحتلال إلى مرحلة جديدة مشرّعة على كافة الاحتمالات، بحسب ما تقول مصادر مطلعة لـ”البناء”، مشيرة الى أن “كل الوسائل والأساليب التي استخدمها العدو الإسرائيلي فشلت بإجبار الحزب على التراجع ووقف جبهة الإسناد لغزة، ولا يستطيع خوض حربٍ عسكرية واسعة جوية وبرية على لبنان خشية ردة فعل المقاومة ومعادلات الردع القاسية التي تفرضها على العدو، فكانت الحرب الأمنية والتكنولوجية والسيبرانية هي البديل عن الحرب العسكرية لاعتباره أنه يتفوّق فيها على حزب الله”. ووفق المصادر “يراهن العدو مجدداً على دفع الحزب لوقف جبهة الإسناد من شمال فلسطين المحتلة، من خلال تدفيع بيئة الحزب ثمناً باهظاً لجبهة الإسناد وزرع البلبلة والإرباك في قيادة المقاومة والتشكيك بقدرة المقاومة على حماية بيئتها، كما إظهار التفوق الإسرائيلي في هذه الحرب بعد عجزه عن تغيير الواقع على الحدود بالقوة العسكريّة”. إلا أن المصادر لم تقلل من أهمية هذا الخرق التكنولوجي الأمني لإحدى شبكات اتصال حزب الله، لكنها أشارت الى أن الاحتلال لم يخرق كل منظومة اتصالات المقاومة، مؤكدة أن شبكة الاتصالات الداخلية للمقاومة آمنة ولم تتعرّض لأي اختراق، ومطمئنة الى أن قيادة المقاومة لم تُصَب بأي أذى.
وعلمت “البناء” أن الأجهزة الأمنية والتقنية المعنية في حزب الله أجرت تحقيقات دقيقة لما حصل وباتت تملك رواية كاملة وأن كل الدلائل والمؤشرات تشير الى ضلوع العدو بهذا العدوان، كما اتخذت إجراءات للحماية الأمنية والالكترونية وتستعدّ لهجمات سيبرانية إسرائيلية جديدة. وتوقع خبراء حصول مزيد من عمليات الاختراق الإسرائيلية لأجهزة اتصالات وتقنيات.
وشدّدت أوساط مقرّبة من المقاومة لـ”البناء” على أن تفجير الأجهزة اعتداء على السيادة اللبنانية وتجاوز لكل الخطوط الحمر وقوانين الحرب، ويمكن وصفه بعمل إرهابيّ وجرائم حرب وإبادة جماعية، ولم تُسجل سوابق له، متوقعة رداً قريباً وقوياً من حزب الله. ولفتت الى أن هذه الهجّمات تحمل رسالة إسرائيلية – أميركية لحزب الله: إما توقف حرب الإسناد لغزة من الجنوب وإما ستدفع الثمن الباهظ جراء الحرب الجديدة التي تعتبر أنها متفوّقة فيها.
وفي سياق ذلك، زعم رئيس الأركان الإسرائيلي هرتسي هاليفي، إلى “أننا لم نفعّل كل قدراتنا، ورأينا بعضها فقط، وقاعدتنا أنه مع كل خطوة نكون جاهزين خطوتين قدمًا”، مضيفًا “في كل مرحلة من مراحل الحرب سيدفع حزب الله ثمنًا أكبر من الذي دفعه بالمرحلة السابقة”، فيما زعم رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو، أنني “قلت سابقاً إننا سنعيد سكان الشمال إلى منازلهم بأمان وهذا ما سنفعله بالضبط”.
في غضون ذلك تتجه الأنظار الى كلمة السيد حسن نصر الله عصر اليوم، حيث يتحدث حول ‏آخر التطورات، ووفق معلومات “البناء” فإن السيد نصرالله سيشرح حقيقة العدوان والاختراق الأمنيّ الالكترونيّ الذي حصل أمس وأول أمس بناء على التحقيقات التي أجرتها الجهات المعنية في المقاومة، وسيشدّد على مخاطر العدوان بعد توصيفه بدقة، وكذلك الأمر أبعاده وخلفياته وتداعياته، والاحتمالات التي يواجهها لبنان وكيفية المواجهة، كما سيؤكد السيد نصرالله أن لبنان سيكون موحّداً في مواجهة العدوان الإسرائيلي بنسخته الجديدة وبحالة الدفاع عن النفس، وستكون المقاومة ملزمة بالردّ الذي تراه مناسباً ومواجهة أي رد إسرائيلي على الرد حتى لو بلغت توسيع الحرب على نطاق واسع وصولاً الى الحرب المفتوحة والشاملة. كما سيوجّه السيد نصرالله رسالة الى قادة العدو والى الرأي العام والداخل الإسرائيلي بأن حكومة الاحتلال هي مَن بدأ الحرب وتتحمّل مسؤولية التداعيات، وبأنها تأخذ كيان الاحتلال الى كارثة استراتيجيّة. وتوقعت الأوساط جولة تصعيد كبيرة قد تتجاوز قواعد الاشتباك والخطوط الحمر التي حكمت الحرب طيلة سنة كاملة.
وفي سياق ذلك، أفادت القناة 12 الإسرائيلية، بأن “مجلس الوزراء الإسرائيلي فوّض نتانياهو وغالانت باتخاذ الإجراءات الدفاعية والهجومية ضد حزب الله”. وذكرت القناة أن “تفويض مجلس الوزراء المصغّر نتنياهو وغالانت باتخاذ القرارات سيؤدي لنشوب حرب شاملة مع لبنان”.
في المقابل أكَّد رئيس المجلس التنفيذي في حزب الله السيد هاشم صفي أن العدوان الصهيوني على لبنان له عقابه وقصاصه الخاص، مشدّدًا على أنَّه آتٍ بإذن الله، مطمئنًا أهل المقاومة بأنَّ المقاومة قويّة وعزيزة وعظيمة وقادرة على إلحاق الهزائم بالعدو.
وقال خلال تشييع الشهداء على طريق القدس في الغبيري في الضاحية الجنوبية لبيروت، الذين ارتقوا جراء العدوان الصهيوني على لبنان: “العدو لا يعرف حتى اليوم ما هو مجتمع المقاومة الذي تربّى على تضحيات كربلاء وتضحيات سيد الشهداء وأبو الفضل العباس الذي حين تُقطع يمينه يحمل السيف بيساره وحين تُقطع يساره يستمرّ حتى نهاية الطريق”، مشددًا على أنَّ أبناءنا الجرحى سيعودون إلى ساحة جهادهم ليُكملوا الطريق.
وتوجّه للعدو الصهيونيّ بالقول: “إذا كان هدفك أن تتوقف معركة الإسناد فلتكن على علم أنها ستزداد قوّة وعزمًا وإرادة إلى الأمام”، لافتًا إلى أنَّ رئيس حكومة العدو بنيامين نتنياهو يعلم أنَّ هذه الطريق هي لتمرير خدعه وأكاذيبه وليس لإعادة المستوطنين إلى الشمال لأن هذا سيزيد من أعدادهم أضعافاً.
وطمأن رئيس المجلس التنفيذي في حزب الله أهل المقاومة وكل المحبين، فالمقاومة قوية وعزيزة وعظيمة وقادرة أن تبقى صامدة وقادرة على إلحاق الهزائم بالعدو، مؤكدًا أنَّها لم تتأثر على مستوى الأداء أبدًا وجرى قصف أهداف للعدو في صباح هذا اليوم. وشدَّد على أنَّ “العدوان الصهيوني له عقابه وقصاصه الخاص وهو آتٍ بإذن الله تعالى، فنحن قوم لا نُكسَر ولا نُهزَم”.
وفي تفاصيل عدوان أمس، أعلنت وزارة الصحة اللبنانية في بيانٍ عن استشهاد 9 أشخاص وإصابة أكثر من 300 آخرين جراء العدوان الصهيونيّ الجديد الذي استهدف اللبنانيين عبر تفجير الأجهزة اللاسلكيّة.
من جهتها، أعلنت المديرية العامة للدفاع المدني أنَّ “عناصرها عملوا على إخماد حرائق اندلعت داخل منازل وسيارات ومحال في البقاع والجنوب وجبل لبنان والضاحية الجنوبيّة لبيروت”. وأوضح وزير الصحة في حكومة تصريف الأعمال فراس الأبيض، أنّ “طبيعة الأجهزة التي انفجرت اليوم (أمس) كانت أكبر وحصيلة الضحايا مرشّحة للارتفاع”. ولفت، في تصريح إلى أنّ “تفجيرات اليوم (أمس) في لبنان تسببت في إصابات بليغة”، وقال: “نقلنا مرضى من الجنوب إلى مستشفيات في الشمال من أجل استيعاب عدد المصابين”. وأوضح الأبيض أنّ “عدداً من دول الجوار تواصلت معنا لتقديم الدعم وبدأ وصول جسور جويّة تحمل مساعدات”.
بدورها، أعلنت وزارة الاتصالات في بيان، أنّ “أجهزة Icom V82 التي تمّ تفجيرها، لم يتم شراؤها عن طريق الوكيل، ولم يتم ترخيصها من قبل وزارة الاتصالات، علماً بأن الترخيص يتم بعد أخذ موافقة الأجهزة الأمنية”.
ونقلت شبكة “سي إن ان” عن مصدر أمني لبناني، أن “الأجهزة اللاسلكية أقل استخداماً من أجهزة البيجر وتمّ توزيعها على منظمي التجمعات”، فيما نقلت «رويترز» عن مصدر أمني لبناني كبير ومصدر آخر، أنّ “جهاز المخابرات الإسرائيلي (الموساد) زرع كميات صغيرة من المتفجرات داخل 5 آلاف جهاز اتصال (بيجر) تايواني الصنع طلبها حزب الله قبل أشهر من التفجيرات”. وقالت مصادر لـ”رويترز” إن المؤامرة استغرقت على ما يبدو أشهراً عدّة من أجل التحضير.
وأشار المصدر الأمني اللبناني إلى أن الحزب طلب 5 آلاف جهاز اتصال من إنتاج شركة “غولد أبوللو” التايوانيّة. وقال المصدر إنها وصلت إلى البلاد في الربيع. وعرض صورة للجهاز، وهو من طراز “إيه بي 924”، وهو مثل أجهزة المناداة الأخرى التي تستقبل وتعرض الرسائل النصيّة لاسلكياً؛ لكنها لا تستطيع إجراء مكالمات هاتفية. وفي سياق متصل، ذكر مسؤول أمنيّ تايوانيّ رفيع، أن “تايوان ليس لديها سجل بشحن أجهزة الاستدعاء “البيجر” لشركة “غولد أبولو” إلى لبنان”، وذلك في أعقاب الاستخدام الواضح لأجهزة الشركة في الهجوم الإسرائيلي الذي استهدف حزب الله. وأوضح المسؤول الأمني لشبكة CNN، أن “شركة غولد أبولو قامت بشحن حوالي 260 ألف جهاز استدعاء من تايوان، معظمها إلى الولايات المتحدة وأستراليا”.
وأفادت “الوكالة الوطنيّة للإعلام”، أنّ “الجيش قام بتفجير جهاز لاسلكي منفجر، عثر عليه في موقف الجامعة الأميركية في بيروت، بعدما طلب من الموجودين أمام مدخل الجامعة والإعلاميين مغادرة المكان بالقرب من مركز سرطان الأطفال. وقبل تفجير الجهاز عمد الجيش الى وضع أكياس من الرمل والحجارة عليه حرصًا على السلامة العامة.
ويُذكر أن جهازاً لاسلكياً كان داخل سيارة مركونة في موقف المستشفى انفجر في التوقيت نفسه الذي حصلت فيه الانفجارات في الأجهزة اللاسلكية في عدد من المناطق أمس. كما قام الجيش بتفجير جهاز لاسلكي في منطقة كليمنصو”.
على المستوى القضائيّ سطّر مفوّض الحكومة لدى المحكمة العسكريّة القاضي فادي عقيقي “استنابات إلى مديرية المخابرات في الجيش اللبناني وشعبة المعلومات في قوى الأمن الداخلي كلّفهما بموجبها جمع كل المعطيات الأمنيّة والفنيّة المتعلّقة بتفجير أعداد كبيرة من أجهزة البيجر التي نجم عنها استشهاد وجرح مئات المواطنين، كما كلّفهما بالإجراءات عينها بما خصّ تفجير أجهزة اتصال لاسلكيّة بتاريخ اليوم (أمس) والذي أسفر عن سقوط عدد من الجرحى والقتلى”. وطلب القاضي عقيقي “تزويده بكافة المعطيات اللازمة وإطلاعه على كل المستجدّات بموجب محضر رسميّ، وذلك لإجراء المقتضى القانوني بما خصّ هذه الأفعال الجرميّة، كما كلف قطعات قوى الأمن الداخلي على كل الأراضي اللبنانية بتحديد أعداد القتلى والجرحى”.
رسمياً، استقبل رئيس مجلس النواب نبيه بري في عين التينة رئيس الحكومة نجيب ميقاتي حيث جرى عرض لتطورات الأوضاع السياسية والميدانية، لا سيما بعد العدوان الإسرائيلي الذي استهدف لبنان عصر أمس وأدّى الى سقوط عدد من الشهداء وأكثر من 2800 جريح.
وفي حين دعت الأمم المتحدة لمحاسبة “المسؤولين عن تفجير أجهزة الاتصال في لبنان، نفى وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن تقارير أفادت بأن الولايات المتحدة ضالعة أو على علم مسبق بعملية تفجير المئات من أجهزة الاتصال التي يستخدمها “حزب الله” في لبنان”.
وأكد الناطق باسم مجلس الأمن القومي الأميركي في البيت الأبيض جون كيربي، أننا “لم نشارك في الهجمات التي شهدتها لبنان أمس واليوم، ونودّ أن نرى نهاية للحرب وكل ما فعلناه كان في سياق منع التصعيد في المنطقة”. وأشار كيربي، الى أن “التوصل إلى وقف إطلاق النار أفضل طريق للمضي قدماً وسنواصل مساعينا لتحقيق ذلك، ونريد نهاية الحرب في غزة وكل ما نقوم به منذ البداية مخطط له لإيجاد حل”. وشدّد على اننا “منخرطون في دبلوماسية مكثفة لتجنب فتح جبهة ثانية للحرب في لبنان، ولدينا خطط جاهزة للإجلاء في جميع أنحاء العالم”، مضيفاً “نحاول إعادة حماس و”إسرائيل” إلى طاولة المفاوضات ولا شيء تغير في مساعينا بهذا الخصوص”. وتابع “لا نرغب في رؤية أي تصعيد في المنطقة ونعتقد أن حل الأزمة بالدبلوماسية وليس عبر العمليات العسكرية”، كاشفاً أن “الولايات المتحدة ليست ضالعة في تفجيرات بيروت ولن نقدم تفاصيل أكثر”.
وأعلنت وزارة الخارجية الفرنسية، أننا “اطلعنا على تصريحات “إسرائيل” بشأن العمليات العسكرية في لبنان وطلبنا ممارسة أقصى ضبط النفس”، معربةً عن “قلقها من أن التطورات الأمنية الأخيرة في لبنان تساهم في تصعيد خطير للتوترات في المنطقة”.
ولم تحجب الأحداث الأمنية الضوء عن المواجهات العسكرية في الجنوب، حيث نفذت المقاومة سلسلة عمليات جهادية استهدفت مواقع تجمّعات للعدو الصهيوني في شمال فلسطين المحتلة بالأسلحة الصاروخية المناسبة وذلك في إطار عملياتها الداعمة لشعبنا الفلسطيني الصامد في قطاع غزة والمساندة لمقاومته الباسلة ‌‏‌‏‌والشريفة ردًا على اعتداءات العدو على القرى والبلدات الصامدة في الجنوب اللبناني.
وفي هذا السياق استهدف مجاهدو المقاومة مرابض مدفعية العدو الصهيوني في «نافيه زيف” بصلية من ‏الصواريخ، وقصفوا مقرّ سرية تابع للواء حرمون 810 في موقع “حبوشيت”، ومقر كتيبة السهل في ثكنة “بيت هلل”‏ بصلية من صواريخ الكاتيوشا. ‏كذلك استهدفوا موقع بياض بليدا بقذائف المدفعية وأصابوه ‏إصابة مباشرة.

 

الأخبار
حرب الإبادة بنسختها اللبنانية: إسرائيل تريد سحق المقاومة
السمعة، الهيبة، الثقة والقدرة!سمات تميّز بها حزب الله في مسيرته النضالية ضد إسرائيل. وهي سمات رسمت خطه التصاعدي بناءً على ما حقّقه طوال أربعين عاماً من القتال المستمر، وجعلته يتقدّم الصفوف في كل حركات التحرر الوطني المعاصرة، متفوّقاً على من سبقوه ومن رافقوه أو من كانوا إلى جانبه في المعركة المفتوحة ضد إسرائيل.
في كل جولة من جولات الصراع مع العدو، أو حتى في التحديات الاضطرارية التي واجهها في سوريا والعراق واليمن، نجح الحزب في تعزيز مكانته المتقدّمة، والتي أهّلته ليكون مثالاً عن فصائل المقاومة في فلسطين، حيث الدور الأبرز في وجه العدو الأول.
لم يركن حزب الله إلى نجاحاته ليبقى أسير مربع جغرافي أو حزبي خاص، بل تفاعل مدركاً أنه سيتحمل مسؤولية أن يكون مدرسة، لها ساحتها المركزية في لبنان، لكن لها ساحات دعم وعمل وتطوير تمتد على مستوى الإقليم أيضاً. وكان العدو يطارده ويراقبه ويدرسه، حتى صار الحزب الهدف المركزي لكل برامج العمل الإسرائيلية علناً، أو التي تتعاون في تنفيذها مع الولايات المتحدة وبريطانيا ودول أوروبية أخرى، إضافة إلى حلفاء هؤلاء من العرب بقيادة السعودية والإمارات والأردن، وجوقة من خصوم حزب الله في سوريا والعراق، كما بقايا 14 آذار في لبنان.
وفق هذه النتيجة، نظّم العدو أدواته للمواجهة، وسخّر بعد حرب 2006 موارد هائلة في برامج هدفها الجوهري تقويض السمات التي ميّزت الحزب عن غيره. فانطلقت حملة شيطنة الحزب، وتحويله من قوة تحرر وطني إلى ميليشيا مارقة، بالتزامن مع تحرّشات في لبنان ومناطق أخرى من العالم، لجرّه إلى صغائر بلادنا من أجل كسر هيبته. لكن ذلك لم يكن ليوفّر النتائج التي يريدها العدو، وهو الأمر الذي أخذ شكلاً جديداً بعد «طوفان الأقصى».
ليس صحيحاً أن إسرائيل فوجئت بقرار حزب الله الشروع في معركة إسناد قطاع غزة. والعدو الذي يعرف كثيراً عن العلاقة بين حزب الله وفصائل المقاومة في فلسطين، وخصوصاً حركتي حماس والجهاد الإسلامي، يدرك مركزية قرار العدو بـ«معاقبة» حزب الله على دوره المركزي في دعم فلسطين. ويتصرف العدو على أن له في ذمة الحزب ديناً متراكماً يريد تحصيله الآن أو في أي فرصة متاحة له. ووجد في مواجهة معركة الإسناد مدخلاً لتجريب أساليبه الجديدة في مواجهة الحزب.
صحيح أن قواعد الاشتباك فرضت على العدو الكثير من القيود، لكنه كان يحاول طوال الوقت البحث عن منافذ لتجاوزها، فتعمّد القيام بعمليات قصف أو اغتيال، لم تكن تستهدف فقط من يقود معركة الإسناد، بل أيضاً من يعتبرهم عناصر مركزيين في القيادة العسكرية للحزب، مستنداً إلى عقلية الثأر التي تسيطر عليه. فعمد إلى قتل مقاومين فقط لأنهم شاركوا في عملية أسر الجنديين في 12 تموز عام 2006، ثم لجأ إلى اغتيال من يحمّله مسؤولية إرسال مقاتل فلسطيني مع عبوات ناسفة لتفجيرها في منطقة مجدو في 13 آذار 2023، وتقصّد اغتيال من ساعد المقاومة في فلسطين على إدارة برامج تقنية خاصة. إلى جانب عمله الدؤوب ضد من يعتقد بأنهم يقومون بدور تنسيقي يومي مع قطاع غزة، قبل أن يشرع في ورشة تستهدف كوادر الحزب الذين يعتقد بأنهم يتولون المسؤولية عن عمليات تهريب الأسلحة والذخائر إلى الضفة الغربية أو تجنيد خلايا تعمل في عمق الكيان. وإلى ما قبل ساعات قليلة من عملية «النداء القاتل»، سرّب العدو أخباراً عن عمليات فشل حزب الله في تنفيذها ضد قادة عسكريين سابقين في جيشه، وهو يسعى خلف من يقول إنهم يديرون الأمر.
مع ذلك، يدرك العدو أن كل ذلك لا يصيب مركز الثقل في المقاومة. ولذلك، قاد أكبر عملية جاسوسية في تاريخ الصراع مع قوى المقاومة في المنطقة. وكان يحضّر المسرح لتنفيذ عمليات يراها ضرورية في سياق التمهيد للحرب الكبرى. سابقاً وحالياً، وخلال 15 عاماً، نجح جهاز أمن المقاومة في لبنان، أو فرع المعلومات في قوى الأمن الداخلي وبقية الأجهزة الأمنية، في تفكيك مئات شبكات التعامل مع العدو، وكشفت حصيلة ما قام به هؤلاء، عن حجم العمل الهائل الذي يركّز عليه العدو في هذه الحرب. ولم تقتصر الاختراقات الإسرائيلية على البيئة العامة المعادية للمقاومة، بل دخلت في قلب البيئة اللصيقة بالحزب، وصولاً إلى اختراق الجسم نفسه، وهي اختراقات شارك فيها الأميركيون أيضاً، وتوجد في سجلّ المواجهة قائمة بأسماء عدد غير قليل من عناصر الحزب، وبينهم كوادر في مراتب عسكرية وأمنية عالية، تبيّن أنهم وقعوا في شبكة الاستخبارات الإسرائيلية، وبعضهم تسبّب بإفشال أنشطة حساسة للمقاومة، وبعضهم الآخر، كشف عن بعض أسرار المقاومة العسكرية.
وإذا كان حزب الله لا يحب الحديث عن الحرب الأمنية بينه وبين العدو، ويحاذر الإدلاء بمعلومات عن طبيعة ما يجري على هذه الجبهة، فهو مقتنع بسياسة يراها الأنسب لمصلحة المقاومة. لكن ذلك، لا يجعل الحزب في حالة إنكار إزاء النشاط المعادي. وفي كل مرة تظهر فيها نتيجة مؤلمة لهذه الأنشطة التجسسية، يجد الحزب نفسه أمام استحقاقات من نوع مختلف.
ومع اشتداد وطأة حرب الإسناد للمقاومة في غزة، تصرّف العدو على أساس قناعته، عن صواب أو خطأ، بأن حزب الله يقف خلف معظم ما يجري في الضفة الغربية، وضخّ القدرات عبر الحدود مع الأردن، وأنه مسؤول أيضاً عن عمليات «أنصار الله» في قلب الكيان، وأنه يدير عمليات المقاومة العراقية، إضافة إلى نتائج حرب الإسناد على شمال الكيان. كل ذلك، أوصل العدو إلى قرار بتفعيل برنامجه الجديد في مواجهة المقاومة. وهو يتصرّف على أساس أنه بات مضطراً للانتقال إلى مرحلة جديدة من المواجهة. ومفيد هنا التوضيح بأن تصعيد الوضع مع لبنان لا يتعلق بتراجع مستوى الحرب في غزة، ولا بالتأثيرات العربية والدولية التي جعلته يضبط حملته العدوانية في الضفة الغربية، بل يتعلق الأمر، بأن العدو، كان على قناعة تامة بأن حربه الكبيرة مع حزب الله آتية لا محالة. وفي عقله ثابتة، بأن هذه الحرب ستحصل، سواء بدأها حزب الله أو وجدت إسرائيل طريقها الأنسب للدخول فيها.
بناءً على هذه الوقائع، يمكن قراءة ما يحصل على جبهتنا منذ أيام قليلة، حيث وضعت قيادة العدو أمامها هدفاً مركزياً، عنوانه: توجيه ضربات قاسية ضد حزب الله، والسعي إلى جعله في موقع لا يمكنه فيه إسناد غزة، ولا الدفاع عن نفسه، ولا تهديد إسرائيل. وليس صحيحاً أن العدو كان ينتظر مساعي الأميركيين السياسية، ليس لأنه لا يثق أصلاً بقدرة الأميركيين على تحقيق ذلك، بل لمعرفته العميقة بعقل حزب الله، وبأن لا شيء يردعه عن إسناد غزة. وبالتالي، فإن العلاج، يحتاج إلى عملية جراحية قاسية تقوم بها إسرائيل بنفسها.
عملياً، أطلق العدو حملته الجديدة، مستهدفاً السمات المركزية في صورة حزب الله. لجأ من خلال الاغتيالات وقتل المئات من المقاومين وصولاً إلى اغتيال القائد فؤاد شكر، معتبراً أن ذلك سيصيب سمعة الحزب القوي، وسيجعله محط استخفاف من جانب خصومه، مستفيداً من جوقة عملاء لبنانيين وعرب وغربيين يتولّون الجانب الدعائي من المهمة. وهي مهمة ضرورية في حسابات العدو قبل الانتقال إلى مرحلة التعرض لهيبة المقاومة، من خلال إظهاره ضعيفاً غير قادر على ردّ الصاع صاعين. وهذا أمر حاول التسويق له بعد كل رد قام به الحزب على ما يتعرّض له من اغتيالات. ويتّكل العدو في هذا الجانب، ليس على الإيلام الذي تتسبب به عملياته العسكرية، بل على السردية التي يراد تثبيتها في السجال حول جدوى جبهة الإسناد. لكن العدو الذي يعرف أن كل ذلك لا يحقق الغرض المنشود، انتقل إلى أكبر عملية استعراض لتفوّقه الأمني ومرفقاته من القدرات التقنية، لزرع الشكوك في نفوس مؤيدي المقاومة حول ما يقوم به الحزب. وأعماله الأمنية الكبيرة أطلت برأسها قبل دقائق من بدء عملية «يوم الأربعين»، حين شنّ حملة جوية واسعة، لم تنجح في تعطيل الرد المقرر من الحزب، لكنها ألقت بثقلها الأمني على عقل الحزب وآليات عمله. ثم لجأ بعدها إلى اللكمات المتتالية على الوجه مباشرة، من خلال ما فعله في اليومين الماضيين، حين قدّم صورة «المتفوّق الأسطوري» الذي لا يمكن مجابهته، وزرع الشك بأنه يخترق كل جسم وعقل الحزب، وبمقدوره الوصول إلى أي مكان يريده، مستفيداً من العملية الأمنية المعقّدة التي نفّذها بنجاح، من لحظة التفكير بها، إلى توفير عناصرها البشرية واللوجستية التي مكّنت العدو من الوصول إلى تحديد حاجات الحزب من الأجهزة الخاصة بالتواصل، ثم الوصول إلى مرحلة زرع متفجرات في الأجهزة، سواء تم ذلك في مركز المنشأ، أو من خلال عملية تبديل جرت بعد اعتراض الشحنة وهي في طريقها إلى المقاومة.
عملية «النداء القاتل»، أول من أمس، شكلت بالنسبة إلى العدو، نجاحاً في معركة الصورة والفعل معاً. فهو مسّ للمرة الأولى بعنصر الثقة المركزي في علاقة المقاومة بناسها وأهلها. وعندما لجأ إلى تفعيل الجزء الثاني من العملية أمس، كان يستهدف تعزيز نظرية الشك، وجعلها تحتل مكانة الثقة، بدفعه أهل المقاومة مباشرة، والمحيط الاجتماعي، والبيئة الصديقة، إلى طرح أسئلة محيّرة إزاء كيفية التعامل مع عناصر المقاومة ومراكزها ومؤسساتها. وتكفي ملاحظة سهولة إطلاق الشائعات حول ما يمكن أن يصل إليه العدو ليفجّره في التجهيزات الموجودة في كل سيارة أو مكتب أو منزل، لنكون أمام لحظة حساسة، إزاء علاقة الثقة والاطمئنان التي ميّزت علاقة المقاومة بناسها وجمهورها، وحتى بالداعمين لها.
ولكن، يبقى الهدف المركزي للعدو الوصول إلى القدرات العسكرية التي يملكها حزب الله على مستويات مختلفة. وهي القدرات التي تشمل البشر والإمكانات، وصار من المنطقي الأخذ في الاعتبار أن العدو الذي حقّق نجاحات في ما سبق، قد يكون لديه ما يساعده على تحقيق هذا الهدف. وبالتالي، فإن المنطق يقول إن العدو يستعد فعلياً لمرحلة جديدة من المواجهة القاسية مع الحزب، تستهدف قدراته الكبيرة بشرياً وعسكرياً. وهو ما يجعل الحديث عن الحرب الشاملة حديثاً واقعياً. وما يفعله العدو معنا هو شكل من أشكال حرب الإبادة، ولو أنه اختار لها، حتى الآن، صورة مختلفة عن الجرائم الوحشية التي يقوم بها في فلسطين.
أن يلجأ العدو، إلى تفعيل عملية، يستهدف فيها أكثر من عشرة آلاف شخص، بين عسكري ومدني، يتواجدون في مراكز أو مواقع أو في منازل ومراكز عمل، فهو يكون قد قرّر أن حربه معنا، أدخلتنا جميعاً، في معركة بلا ضوابط وبلا سقوف وبلا حدود، وقد يكون من غير المجدي أن ننتظره ليرمي النرد أولاً!

 

الديار
التكنولوجيا العالمية خدمة لإسرائيل ونصرالله يحدد خارطة الطريق اليوم
عشرات التحليلات عن تفجير «البيجر» و»اللاسلكي» والتفخيخ من المصدر
المقاومة استوعبت الضربتين سريعا، تفجير البيجر الثلاثاء واللاسلكي امس، والهدف الأساسي شبكة اتصالات حزب الله، وسها عن بال الاسرائيليين ان حزب الله لديه عشرات الشبكات، وهذه الحرب لن تبدل شيئا في المعادلات، والجبهة لم تتأثر مطلقا عبر استمرار حرب الاسناد بكل كفاءة، وما ساعد حزب الله على تجاوز الضربتين، الالتفاف السياسي والشعبي حول المقاومة من كل اللبنانيين، كما جاءت الادانات الشعبية الواسعة لما ارتكبه العدو عربيا وعالميا لتعطي المقاومة رصيدا اضافيا ساهم في احباط الهدف الاسرائيلي في نشر الفوضى وبث الرعب والهلع والتهويل في بيئة المقاومة وخلق الهوة بينها وبين جمهورها، فالمقاومة استوعبت ما حصل سريعا على الأرض وساعدها في ذلك متانة مؤسساتها وجهوزيتها وتحكمها بالأرض ووعي جمهورها وكل اللبنانيين الذين هبوا لنقل الشهداء والجرحى الى المستشفيات والتبرع بالدم من كل المناطق اللبنانية من الاشرفية والضبية وبكفيا وعالية وبعقلين وصولا الى طرابلس وعكار وشتورا وزحلة والبقاع وجب جنين وضهر الاحمر ما جعل من القيمين على المستشفيات يطلبون من المواطنين التوقف عن التوافد ، كما ادى تعامل المستشفيات مع استقبال الجرحى وتوزيعهم الى ضبط الامور ومنع الفلتان وساعدهم في ذلك وعي أهالي الجرحى مما ادى الى تجاوز الساعات الأولى للمصيبة التي حلت، فيما عززت التصاريح السياسية الشاجبة والرافضة للاجرام الاسرائيلي الاجواء بين اللبنانيين، وساهمت صور الحشود الذين تقاطروا الى دارة النائب علي عمار في الضاحية الجنوبية للتعزية باستشهاد نجله، وفي مقدمهم ممثل البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي الاب عبدو ابو كسم اكبر صفعة للاسرائيلي، ورغم هذا الاجماع، لم يخلو الامر من بعض اصوات النشاز ومواقع التواصل الاجتماعي الذين سربوا مئات المعلومات الخاطئة وتحولوا الى محللين في التفجيرات النووية والحروب التكنولوجية والعمليات الامنية.
المقاومة استوعبت الضربتين سريعا، عبر تاكيدها ان اسرائيل ستدفع الثمن عاجلا ام اجلا، والرد ات حتما، وحرب الاسناد لغزة مستمرة ولن تتوقف، ،وما حصل لن يعيد الامن الى شمال فلسطين المحتلة والمستوطنين الى بيوتهم، فنتنياهو اسقط بعمليته كل الخطوط الحمراء بهدف اخذ المنطقة الى الجحيم.
وحسب مصادر عليمة، المقاومة تعرف جيدا حجم التفوق التكنولوجي الاميركي الاسرائيلي العالمي والتقنيات المسخرة لخدمة اسرائيل بريا وبحريا وجويا عبر انتشار اكثر من ٩٦ طائرة تراقب الاجواء اللبنانية على مدى ٢٤ ساعة، مع الشبح والاواكس وطائرات الـ» اي ـ سي ١٣٠» التي حلقت خلال اليومين الماضيين فوق الشواطئ اللبنانية بكثافة، وارسلوا «الذبذبات» وقاموا بالتشويش واستخدام بصمات الصوت والعين والذكاء الاصطناعي الذي لعب دورا بارزا في عمليات الاغتيال الاخيرة، فالمقاومة تخوض حربا عالمية في مواجهة كل هؤلاء بكفاءة عالية وعمليات نوعية اذهلت كل المحللين في المجال العسكري.
وتضيف المصادر العليمة، سيحدد الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله عند الساعة الخامسة من بعد ظهر اليوم «خريطة الطريق» للمرحلة القادمة، وعلى ضوء ما يقوله ترسم معالم المرحلة الجديدة، فما قام به نتنياهو اعلان حرب عبر استهداف المدنيين في كل لبنان وقتلهم بطريقة بعيدة عن كل القيم، ورغم كل الاجرام الاسرائيلي فان المقاومة لم تستهدف في قصفها الا المنشات العسكرية فقط ولم يتعرض اي موقع مدني اسرائيلي لصاروخ واحد.
وتدعو المصادر أصحاب التحليلات والدراسات والخبرات الى التروي في اصدار الأحكام واطلاق ملايين التحليلات عما حصل، وترك الامور الى الأجهزة الأمنية اللبنانية وجهاز أمن المقاومة لدرس ما حصل والنتائج تتطلب وقتا، والجميع يعلم ان المقاومة تقوم دوريا بفحص أجهزتها وشبكة اتصالاتها وتخضعها لكل التقنيات قبل استخدامها، وهي تعرف جيدا حجم الجهد الاسرائيلي والاميركي لخرق شبكات المقاومة ومن رابع المستحيلات ان يكون خرقا بهذا الحجم من صنع بشري بل تتحكم به التكنولوجيا التي باشرت المقاومة درس امكانية الحد من تاثيراتها والتعامل معها بما يحمي المقاومة وكوادرها من هذا التطور التكنولوجي الرهيب.
التفجيرات اللاسلكية
بينما كان حزب الله يشيع ٤ من شهدائه في الضاحية الجنوبية وسط تأكيد رئيس المجلس التنفيذي في حزب الله السيد هشام صفي الدين على استمرار المقاومة في حرب الاسناد واستخدام أساليب جديدة في المواجهة، بدأت تسمع أصوات انفجارات شبيهة بما حصل الثلاثاء، طالت عناصر من حزب الله ومدنيين على الطرقات وفي منازلهم، وتبين أن الانفجارات تستهدف أجهزة اللاسلكي من نوع «توكي ووكي اف ٢» وشملت التفجيرات معظم المناطق اللبنانية مما ادى الى سقوط ٩ شهداء واكثر من ٣٥٠ جريحا إصاباتهم طفيفة، علما ان هذه الأجهزة تستخدم على نطاق ضيق وتحديدا من قبل منظمي الاحتفالات والعاملين الاداريين، ولا يستخدمه المقاومون، كما ساهم انفجار بطاريات الليثيوم التي تستخدم في الطاقة الكهربائية بارتفاع عدد الشهداء والجرحى، خصوصا ان انفجار الأجهزة اللاسلكية يؤدي إلى كم كبير من الشظايا.
وفي المعلومات، ان الأجهزة اللاسلكية تم شراؤها منذ ٥ اشهر عندما استقدمت أجهزة البيجر، وهي أجهزة من صنع ياباني وربما تم تفخيخها في نفس الطريقة التي فخخت بها أجهزة البيجر..
شركة «غولد ابوللو» وعملية التفخيخ
كشفت مصادر امنية، ان أجهزة «البيجر» كانت مفخخة من المصدر عبر قطعة « اي سي» في جهاز البيجر واحتوت المواد المتفجرة، و لا يمكن لأجهزة دول ومطارات عالمية كشف المادة المفخخة المزروعة بتقنيات مركبة «لخوارزما» خاصة بهذه العملية. وتؤكد المصادر الامنية، ان الموساد الاسرائيلي «وامان» هما المسؤولان عن العملية، وان التفجير تم عبر الرسالة بتكنولوجيا متطورة ايقظت المادة المتفجرة ،ولم تكن بطارية البيجر في ذاتها من أوجد المادة التفجيرية بل مادة الليثيوم التي تغذي البيجر عند استقبال الرسالة المسببة للتفجير.
وكشفت المصادر، انه بحدود ٤ ثوان، بعد تلقي صوت الاتصال برسالة خطية، انفجرت الأجهزة تلقائيا سواء في الجسم او العيون او الخصر او بمن لم يفتحها، وإسرائيل بهذه العملية تخطت القواعد المحرمة في العمليات الامنية واستخدمت شركة عالمية وجهازا مدنيا مع تحكم بالعالم السيبراني واتخذت قرارا بالقتل الجماعي كون المادة التفجيرية وجهت بهدف القتل.
وتشير المصادر الامنية، ان أجهزة البيجر المطفاة وتلك التي في المناطق الخالية من الإرسال كلها لم تنفجر، كما أجهزة البيجر من الانواع القديمة، وهذا ما يفسر عدم حصول اي انفجارات بين صفوف المقاومين على الجبهات.
نيويورك تايمز
كشفت صحيفة نيويورك تايمز الأميركية أن العملية التي نفذتها اسرائيل الثلاثاء، في أجهزة الاتصالات (بيجر) جرت عبر تفعيل مواد متفجرة كان قد تم زرعها داخل دفعة جديدة من الأجهزة المصنوعة في تايوان والتي تم استيرادها إلى لبنان.
وأضافت الصحيفة نقلاً عن مسؤولين أميركيين، قالت إنهم مطلعين على العملية، أن زراعة المتفجرات في الأجهزة التي طلبها حزب الله من شركة غولد أبوللو (Gold Apollo) في تايوان جرت قبل وصولها إلى لبنان، وكان معظمها من طراز «AP924» الخاص بالشركة بالإضافة لثلاثة طرازات أخرى في الشحنة.
وقال اثنان من المسؤولين إن المواد المتفجرة، التي يتراوح وزنها بين أونصة واحدة (28.3 غرام) إلى اثنتين، تم زرعها بجوار البطارية في كل جهاز بيجر، كما تم تضمين مفتاح يمكن تشغيله عن بعد لتفجيرها.
وفي مقال آخر للصحيفة نفسها، صرّح هسو تشينج كوانج، مؤسس شركة «غولد أبولو» التايوانية، بأن شركته ليست مسؤولة عن هذه الانفجارات، مشيراً إلى أن الأجهزة التي تم تفجيرها لم تصنّع من قبل شركته بشكل مباشر، بل تحمل فقط علامتها التجارية كجزء من صفقة ترخيص، وتم تصنيعها من قبل شركة أوروبية أخرى.
وقالت الشركة «غولد أبولو» إنها لم تصنع الأجهزة، مشيرة إلى شركة أخرى لديها اتفاقية ترخيص لاستخدام علامتها
وقال مسؤولون أميركيون ومسؤولون آخرون مطلعون على الهجوم إن إسرائيل وضعت مواد متفجرة في شحنة من أجهزة الاستدعاء من شركة جولد أبولو، في عملية منسقة على ما يبدو تستهدف حزب الله.
لكن في مكتب شركة جولد أبولو على مشارف تايبيه، قال هسو تشينج كوانج، مؤسس الشركة ورئيسها، إن أجهزة النداء يبدو أنها صنعت بواسطة شركة أخرى، وهي شركة بي أيه سي. وقال إنه وافق قبل حوالي ثلاث سنوات على السماح لشركة بي أيه سي ببيع منتجاتها باستخدام علامة جولد أبولو، والتي قال إنها تتمتع بسمعة طيبة في السوق المتخصصة.
وقال السيد هسو للصحفيين «هذا المنتج ليس ملكنا. إنهم يلصقون فقط العلامة التجارية لشركتنا»، مضيفًا أن شركته تحصل في المقابل على حصة من الأرباح.
وقال إن شركة BAC مقرها في أوروبا ولديها مكتب في تايبيه عاصمة تايوان.
وقالت شركة جولد أبولو في بيان مكتوب «نحن نقدم فقط ترخيص العلامة التجارية وليس لدينا.أي دور في تصميم أو تصنيع هذا المنتج». ومع ذلك، عرض موقع جولد ابولو على الإنترنت صورة لنموذج جهاز النداء حتى تم إغلاق صفحة الويب يوم الأربعاء.
وتضيف الصحيفة، لم تنجح محاولات الاتصال ببنك BAC والتحقق من حساب السيد هسو على الفور. لم يرد أحد على باب عنوان مكتب لشركة تحمل هذا الاسم في تايبيه.
وتشير تفسيرات السيد هسو، إذا تأكدت، إلى أن تتبع كيفية وتوقيت تعبئة أجهزة النداء المعروفة باسم طراز AR924 بالمواد المتفجرة قد يكون معقداً، إن صناعة الإلكترونيات الاستهلاكية المترامية الأطراف في تايوان عبارة عن سلسلة توريد معقدة من العلامات التجارية والشركات المصنعة والوكلاء.
وقالت وزارة الشؤون الاقتصادية التايوانية، التي تشرف على التجارة، إن سجلاتها أظهرت “عدم وجود صادرات مباشرة إلى لبنان” من أجهزة النداء من شركة جولد أبولو. وقالت الوزارة إن أجهزة النداء التي تنتجها الشركة تم تصديرها بشكل رئيسي إلى أوروبا وأميركا الشمالية. وأضافت الوزارة أن الشركة راجعت التقارير الإخبارية والصور وقررت أن أجهزة النداء لم يتم تعديلها إلا بعد تصديرها من تايوان.
وقال السيد هسو إنه كانت تربطه علاقة طويلة الأمد مع شركة BAC قبل إبرام اتفاقية ترخيص العلامة التجارية. وقال إنه بالنظر إلى الماضي، كانت هناك حادثة “غريبة” مع شركة BAC، عندما قام بنك تايواني محلي بتأخير تحويل مصرفي من الشركة، والذي قال السيد هسو إنه ربما جاء من الشرق الأوسط ولم يذكر أي دولة.
من جهة ثانية، تؤكد المصادر الامنية، ان العملية تقف وراءها دول وليس اشخاصا، وتكنولوجيا وبصمات صوت وعين وذكاء اصطناعي، وباشرت المقاومة خطواتها في مواجهة التفوق الاسرائيلي في هذا المجال.
ورغم كل هذه المعلومات هناك مئات الاسلئة دون اجوبة حتى الان ؟
اخطر من «tnt»
ذكرت وسائل إعلام اسرائيلية، ان نوع المادة الحساسة المستخدمة في تفجير أجهزة البيجر هي مادة “ petn”، وهي مادة كيميائية شديدة الانفجار وواحدة من أقوى المتفجرات المعروفة في العالم، وتفوق بقوتها مادة “ تي ان تي” ،وعند تفجيره عمدا بالحرارة أو الصدمة يطلق كمية هائلة من الطاقة مما يسبب بدمار كارثي.
هوكشتاين وزيارته لاسرائيل
وتنبه مصادر سياسية من الدور الذي يقوم به الموفد الاميركي هوكشتاين، فاغتيال القيادي فؤاد شكر جاء قبل زيارة قام بها الى بيروت واعطى التطمينات بعدم قصف الضاحية الجنوبية ثم عاد ونفى هذا الامر، وتسأل المصادر، عن السر بين وصوله الى اسرائيل منذ ايام والعملية الاجرامية الثلاثاء الماضي، وتؤكد المصادر، ان اسرائيل لا يمكن ان تقوم بهكذا عملية لوحدها، وهوكشتاين أعطاها الضوء الاخضر للتنفيذ.
الضاحية الجنوبية
استعادت الضاحية الجنوبية حركتها العادية، وواصل النائب علي عمار وقيادة حزب الله استقبال المعزين في الضاحية الجنوبية من مختلف المناطق اللبنانية، وفي المعلومات ان الحالة الصحية لنجل النائب حسن فضل لله مستقرة وما زال قيد العلاج في الجامعة الاميركية، فيما قال وزير الصحة الدكتور فراس الابيض، ان عدد الشهداء ١٢ والجرحى ٢٨٠٠، وهناك ٣٠٠ حالة وصفت جروحهم بالحرجة بينهم طفلان، وتم اجراء ٤٦٠ عملية اغلبها في العيون، وهناك ١٨٠٠ جريح احتاجوا الدخول الى المستشفيات فقط والاخرون عادوا الى بيوتهم.
مساعدات للبنان
عمليات الاستنكار للجريمة الاسرائيلية شملت دولا عربية واوروبية، وتلقى رئيس الحكومة نجيب ميقاتي سلسلة اتصالات من مسؤولين عرب اكدوا تضامنهم مع لبنان، كما ارسلت بغداد ١٠ اطنان من الأدوية وكذلك ايران، وسيتم إرسال ١٠٠ جريح للعلاج في المستشفيات الإيرانية كما تم نقل عدد لا باس به من المصابين الى سوريا.

 

الجمهورية
إسرائيل تمهّد للحرب.. والحزب: لا قواعد ولا ضوابط…
مجزرتا “البايجر” واللاسلكي: 26 شهيداً و3450 جريحاً
لليوم الثاني على التوالي، كان لبنان هدفاً لعدوان إسرائيلي جديد تكرّر فيه فصلٌ ثانٍ من التفجيرات الواسعة النطاق، ما يشرّع الأبواب واسعة على تدحرج الوضع سريعاً نحو منزلقات خطيرة، يزيد من احتمالاتها دفع اسرائيل بحشود عسكرية إلى الحدود الشمالية مع لبنان، وذلك في إجراء احترازي على حدّ ما نقلته وكالة “أسوشيتد برس” عن مصدر مطلع، فيما قالت صحيفة “يسرائيل هيوم” العبرية بأنّ ذلك يأتي إنفاذاً لإجراءات اقرّتها القيادة السياسية لاستعادة الردع في الشمال. ويبرز في هذا السياق، ما نقلته القناة 13 الاسرائيلية عن وزير الدفاع الإسرائيلي الذي قال: “انّ هذه ليست حماس، هذا شيء مختلف يجب ان نستعد له بشكل مناسب”. وكل هذه التطورات، ولاسيما التفجيرات في لبنان، سيبحثها مجلس الامن الدولي في اجتماع قالت وكالة “رويترز” انّ مجلس الامن سيعقده يوم غد الجمعة لهذه الغاية.
صدمتان
لم يكن لبنان قد احتوى بعد، مفاعيل صدمة الثلاثاء بتفجير أجهزة “البايجر” العائدة لـ”حزب الله”، الذي خلّف الآلاف من الضحايا، حتى عاجله العدو بعد نحو 24 ساعة، بصدمة ثانية عبر تفجير مماثل واسع النطاق، للأجهزة اللاسلكية التي يستخدمها الحزب، ما ادّى إلى سقوط شهداء وجرحى، أحصت وزارة الصحة سقوط 14 شهيداً وما يزيد عن 450 جريحاً. كما ادّى الى الحاق أضرار كبرى، وحرائق في السيارات وأنواع مختلفة من الآليات، إضافة الى العديد من الشقق السكنية والمنازل في الضاحية الجنوبية وبلدات الجنوب والبقاع.
وتزامناً مع التفجير، تحدث شهود عيان عن أنّهم لاحظوا انّ الهجوم الجديد تلا بأقل من دقيقتين خرق الطيران الحربي الاسرائيلي لجدار الصوت في الاجواء، حيث توالت بعده انفجارات الاجهزة بشكل متواصل. ولعلّ اخطرها الجهاز الذي انفجر وسط المشيّعين لشهداء مجزرة الثلاثاء في الضاحية.
وفيما تردّد بأنّ التفجير طال ايضاً إلى جانب اجهزة راديو لاسلكية، أجهزة الاستدعاء، ماكينات البصمة، أنظمة الطاقة الشمسية وبطاريات الليثيوم، اكّدت بعض المصادر “انّ الأجهزة المستهدفة هي من نوع “أيكوم “V82”. وبحسب وكالة “رويترز” نقلاً عن مصدر أمني فإنّ “أجهزة الاتصالات التي انفجرت امس (الاربعاء)، تمّ شراؤها من قبل “حزب الله” قبل 5 اشهر”. فيما اعلنت “أوجيرو” انّها لم تسجّل اي خرق على الشبكة الوطنية من قبل العدو او من قبل اي جهة اخرى.
مرحلة ثانية
الى ذلك، نقل موقع “اكسيوس” عن مصدرين، انّ اسرائيل فجّرت آلاف أجهزة الاتصال اللاسلكية التي يستخدمها عناصر “حزب الله” في لبنان، وهذا الهجوم هو المرحلة الثانية من العملية الاستخبارية الاسرائيلية ضدّ شبكة اتصالات “حزب الله”.
واشار الى انّه برغم انّ نطاق التفجير كان واسعاً، الّا انّ انفجار الاجهزة لم يكن كبيراً”. ونقل الاعلام الاسرائيلي عن غالانت قوله: “نحن في بداية مرحلة جديدة من الحرب. ومركز الثقل يتحوّل الى الشمال من خلال تحويل الموارد والقوات”.
وفي سياق متصل، ذكرت شبكة “سي. ان. ان” الاميركية “انّ اسرائيل أبلغت الولايات المتحدة نيتها إجراء عملية في لبنان، ولم تزودها بالتفاصيل”. فيما كشف الإعلام الاسرائيلي عن أنّ الشحنات التفجيرية التي استهدفت الأجهزة اللاسلكية، هي اكبر من الشحنات التي استهدفت أجهزة “البايجر”. ونقلت صحيفة “يديعوت احرونوت” عمّا سمّتها مصادر رفيعة، انّ الهدف الاستراتيجي إعادة سكان الشمال وتكليف “حزب الله” ثمناً باهظاً، واستعادة الردع”.
مرحلة جديدة
ما بات أكيداً هو أنّ مجزرتي “البايجر” و”اجهزة اللاسلكي”، تعدّان فصلاً من فصول حرب الإبادة الجماعيّة التي ترتكبها اسرائيل، وتشكلاّن في الآن ذاته، انتقالاً دراماتيكيا إلى مرحلة جديدة، الكلمة العليا فيها للميدان العسكري الذي تؤشر وقائعه وتطوراته المتسارعة إلى أنّه بات يغلي باحتمالات مجهولة على شفا الاشتعال. ويوازي ذلك في الداخل، حبس أنفاس معمّم على كل المستويات، فيما الإشارات التي تتوالى من الخارج تحمل التضامن مع لبنان والإدانة للمجزرة، والقلق من التلويح الاسرائيلي بالحرب الواسعة، وتؤكّد على تغليب ضبط النفس وتجنّب الإنزلاق إلى حربٍ تشعل المنطقة بكل ساحاتها وجبهاتها.
الجو حربي
وأبلغ مصدر حكومي إلى “الجمهورية”، انّ الساعات الاخيرة شهدت اتصالات حكومية مكثفة في اتجاهات ومراجع دولية مختلفة، لردع عدوانية اسرائيل، كاشفة انّ الأجواء الدولية متأثرة بقلق كبير من التطورات الخطيرة في المنطقة وجنوح اسرائيل نحو توسيع نطاق الحرب”.
بدوره، قال مصدر ديبلوماسي مسؤول إلى “الجمهورية”، انّ “الأجواء حربية، واسرائيل تخلق بعدوانيتها وضعاً يتدحرج مسرعاً نحو لحظة الإشتعال، التي تبدو وشيكة”.
واشار الى انّ الأفق معدومة فيه رؤية اتجاهات الرياح الساخنة، وهو أمر نلمسه في مشاوراتنا عبر الديبلوماسية، حيث تتقاطع التقديرات الدولية على قلق كبير من أنّ الامور باتت مفتوحه على تطوّر المواجهات الى صراع واسع النطاق.
رد الحزب.. متى وأين؟
العدد الإجمالي لضحايا المجزرة، وفق احصاءات وزارة الصحة بين 2750 و3000 مصاب، بينهم نحو 1850 مصاباً في بيروت والضاحية الجنوبية، و750 في الجنوب، و150 في البقاع. وعدد الشهداء ارتفع الى 12، وهو عدد مرشح للارتفاع اكثر، بالنظر الى وجود 300 جريح وصف وضعهم بالخطير والحرج.
المجزرة صدمت “حزب الله”، وأصابته في الصميم، وتوعّد إسرائيل بتدفيعها الثمن ومعاقبتها من حيث تحتسب ولا تحتسب، والايام المقبلة التي قال الحزب “إنّها قليلة”، ستحدّد شكل الردّ وزمانه ومكانه وحجمه، وإطلالة الامين العام للحزب السيد حسن نصرالله عصر اليوم ستحدّد مسار الأمور. وعلى ما يقول مصدر قيادي في “حزب الله” لـ”الجمهورية”، فأنّ “هذه المجزرة كسرت كلّ القواعد، ومحت كل الضوابط، وهدمت كلّ الأسقف وأزالت كل الحدود، وما كان محرّماً قبلها، صار محللاً ومباحاً بعدها، وإذا كان العدو قد تباهى بتسمية جريمته بعملية تحت الحزام، فإنّ المقاومة ستضرب تحت الحزام وفوقه في آن معاً، وتسمع العالم كله صراخه”.
الحساب عسير
وكردّ مباشر على القائلين بأنّ المجزرة ستربك “حزب الله” وتؤثر على أدائه في ميدان المواجهات، كثف الحزب عملياته امس ضدّ مواقع الجيش الاسرائيلي، واعلن في بيان، أنّ “المقاومة الاسلامية” ستواصل كما كل الايام الماضية عملياتها المباركة لإسناد غزة وأهلها، ومقاومتها للدفاع عن لبنان وشعبه وسيادته، وهذا المسار متواصل ومنفصل عن الحساب العسير الذي يجب ان ينتظره العدو المجرم على مجزرته يوم الثلاثاء، التي ارتكبها بحق شعبنا واهلنا ومجاهدينا في لبنان، فهذا حساب آخر وآتٍ إن شاء الله”.
تحقيق
معلومات “الجمهورية” من مصادر موثوقة بأنّ “حزب الله” ماضٍ في تحقيق أمني وتقني دقيق وواسع وقاسٍ في ما خصّ أجهزة “البايجر”، ضمن فرضيات مفتوحة على خطّ يمتد من الداخل إلى الشركة أو الشركات المصنّعة والجهة المصدّرة. ليس لتبيان البصمات الاسرائيلية المؤكّدة فيها، بل لجلاء كل الملابسات الكامنة خلف هذا الاختراق وتحديد المتورطين المباشرين وغير المباشرين فيه. وكيفية اختيار هذا النوع من الاجهزة، ومن ثم توضيبها وطريقة شحنها وايصالها من مصدرها إلى لبنان. (الاكيد بعد تفجيرات اجهزة اللاسلكي بعد ظهر امس، ان تكون مشمولة بالتحقيقات التي يجريها الحزب).
نفي مجري!
وبرز في هذا السياق، إعلان شركة “غولد أبولو” التايوانية، أنّ “أجهزة الاتصال التي انفجرت من صنع شريكها المجري”. وقالت الشركة في بيان” إنّ “غولد أبولو” تقيم شراكة طويلة الأمد مع شركة “بي إيه سي” ومقرّها في بودابست لاستخدام علامتها التجارية”.
الى ذلك، أعلنت بودابست أنّ شركة “باك” المجرية التي قدّمت على أنّها تنتج أجهزة الاتصال المستخدمة من “حزب الله” والتي انفجرت الثلاثاء في لبنان، هي “وسيط تجاري بدون موقع إنتاج أو عمليات في المجر”. وقال المتحدث باسم الحكومة زلتان كوفاكس عبر منصة “إكس” إنّ “الأجهزة المعنية لم توجد يوماً على الأراضي المجرية”، مشيراً إلى أنّ “هذه المسألة لا تطرح أي خطر على الأمن القومي”.
واشنطن: لا دور لنا
واللافت في موازاة هذا التحقيق، انّه في ظل عدم اعلان اسرائيل مسؤوليتها عن ارتكاب هذه المجزرة، وتوجيه بعض الجهات الحليفة لـ”حزب الله” اصابع الاتهام الى الولايات المتحدة الاميركية، وربطها بدور لها في هذه العملية، لوحظت مسارعة واشنطن إلى نفي أي دور لها، ونقلت وكالة “اسوشيتد برس” عن مسؤول أميركي تأكيده أنّ اسرائيل أبلغت الولايات المتحدة الاميركية بعملية تفجير أجهزة الاتصال في لبنان بعد إتمامها”. وقال: “إنّ اسرائيل ابلغت واشنطن بتنفيذ العملية بإخفاء كمية قليلة من مواد متفجّرة داخل اجهزة “البايجر”، فيما كان لافتاً ما ذكره موقع “واللا” العبري من انّ وزير الدفاع الاسرائيلي أجرى قبل دقائق من تفجير الاجهزة اتصالاً هاتفياً بوزير الدفاع الاميركي وأبلغه عن تنفيذ عملية في لبنان قريباً، ورفض تزويده بالتفاصيل”.
إلى ذلك، قال وزير الخارجية الاميركي انتوني بلينكن “إنّ من المهمّ معرفة ما حدث بالضبط في لبنان أمس (الاول)، ونواصل العمل لمعرفة ذلك”.
الهدف شلّ الحزب
وفيما اكّدت وكالة “رويترز” نقلاً عن مصادر” أنّ مخطط التفجير استغرق عدة اشهر، وانّ اجهزة الاتصال تمّ تعديلها في مرحلة الانتاج بواسطة “الموساد”، نقل موقع “المونيتور” عن مصادر استخباراتية، بأنّ “إسرائيل نفّذت الهجوم بعد جمع معلومات أنّ اثنين من “حزب الله” اكتشفا اختراق الأجهزة”، مشيراً الى أنّ “آلاف الأجهزة التي حصل عليها “حزب الله” فخختها إسرائيل قبل تسليمها للحزب”. واشار الى انّ “الخطة الأصلية كانت تفجير الأجهزة إذا ما اندلعت حرب شاملة لتحقيق تفوق استراتيجي”، لافتاً الى أنّ “عملية تفجير أجهزة الاستدعاء “بايجر”في لبنان ظلت سرّية حتى عن الولايات المتحدة”.
وبحسب موقع “أكسيوس” الأميركي، فإنّ إسرائيل قرّرت تفجير أجهزة النداء التي يحملها أعضاء “حزب الله” في لبنان وسوريا، الثلاثاء، خوفاً من أن يتمّ اكتشاف عمليتها السرّية من قبل الحزب، بحسب ما أشار 3 مسؤولين أميركيين للموقع. وأوضح مسؤول أميركي، في وصفه للأسباب التي قدّمتها إسرائيل للولايات المتحدة لتبرير توقيت الهجوم، بأنّها “كانت لحظة حاسمة، إما أن نستخدمها أو نخسرها”.
ونُقل عن مسؤول إسرائيلي سابق مطلع على العملية قوله “إنّ أجهزة الاستخبارات الإسرائيلية خططت لاستخدام أجهزة النداء المفخخة التي تمكنت من “زرعها” في صفوف “حزب الله”، كضربة افتتاحية مفاجئة في حرب شاملة لمحاولة شل حركة “حزب الله”.

 

النهار
“الحرب السيبرانية” تتدحرج … كيف سيردّ نصرالله؟
سواء كانت موجة ثانية أم “غارة” سيبرانية ثانية لليوم الثاني توالياً، لم تترك هذه الغارة أدنى شك في أن إسرائيل قد تكون شرعت في حربها الواسعة على “حزب الله” وشقها الأول سيبراني، فيما يتسمر الرصد على طبيعة وحجم ردّ “حزب الله” على أخطر وأسوأ موجات الاختراق التقني والاستخباراتي في بنية الاتصالات الجوهرية لديه مهددة إياها بخسائر فادحة بشرية وقتالية ومعنوية.
هذا التحدي الهائل الذي رتّبه الهجوم الإسرائيلي السيبراني المتدحرج، في يومه الثاني، وقبل أن تجري لملمة الحصيلة المرعبة لهجوم اليوم الأول، زادت إنشداد الأنظار إلى الكلمة المهمة التي سيلقيها في الخامسة من عصر اليوم الأمين العام لـ”حزب الله” السيد حسن نصرالله، والتي، وإن لم يصدر أي تسريبات من الأوساط المعنية في الحزب حيالها، يفترض أن تكون احدى اكثر المحطات المفصلية كمؤشر أساسي للرد المتوقع للحزب على الهجمات الإسرائيلية عليه بالإضافة إلى شرحه المتوقع لحجم الخسائر التي اصابت الحزب وكشفه لمعالم أساسية في عملية الخرق الاستخباراتي الإسرائيلي لشبكة الاتصالات لديه. وتبعاً لهذه التطورات المخيفة سيقف لبنان أمام ساعات حاسمة تقريرية لما يمكن أن تتدحرج إليه المواجهة التي انتقلت من ميدانية تقليدية كما كانت عليه طوال الـ11 شهراً السابقة إلى أخطر وأقرب احتمال لانفجار الحرب الواسعة بعدما قلبت الهجمات الإسرائيلية كل قواعد الاشتباك رأساً على عقب وحاصرت “حزب الله” في اختراق واستهداف غير مسبوقين بطبيعتهما. واتخذت تداعيات التطورات الخطيرة طابعاً دولياً واسعاً إذ تقرر أن يعقد مجلس الأمن الدولي اجتماعاً غداً الجمعة للبحث في التفجيرات التي حصلت في لبنان.
وفي هذا السياق شدد الأمين العام للأمم المتحدة انطونيو غوتيريش غداة التفجيرات الدامية في لبنان للصحافيين على أنه “من الاهمية بمكان أن تكون هناك مراقبة فاعلة للأجهزة ذات الاستخدام المدني، وألا يتم تحويلها أسلحة. ينبغي أن يكون هذا الأمر قاعدة للجميع في العالم، وأن تكون الحكومات قادرة على تطبيقه”.
وفيما نقل عن مسؤول إسرائيلي مطلع “أن إسرائيل بدأت أمس تحريك مزيد من القوات إلى الحدود مع لبنان كإجراء احترازي”، اعتبر وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت “أننا في بداية مرحلة جديدة من الحرب في الشمال وأن مركز الثقل يتحول إلى الشمال من خلال تحويل الموارد والقوات”.
الموجة الثانية
والواقع أن تداعيات اليوم الثاني من الهجمات السيبرانية لم تقل خطورة في حصيلتها وصدمتها عن اليوم الأول، إذ تعاظم بعدها وتضخّم جيش المصابين بين أكثر من 23 شهيداً وآلاف الجرحى الذين ذهبت تقديرات إلى أنهم صاروا في حدود السبعة آلاف مصاب، المئات منهم في حالات حرجة. وعصر أمس، في الوقت نفسه تقريباً لليوم الأول من الهجوم، عادت أصوات الانفجارات تدوي في الضاحية الجنوبية لبيروت ومناطق عدة في الجنوب والبقاع.
وقال مصدر أمني لـ”رويترز” إن أجهزة الاتصالات التي انفجرت أمس هي أجهزة لاسلكي محمولة ومختلفة عن أجهزة البيجر التي انفجرت أول من أمس و”حزب الله” اشترى أجهزة اللاسلكي المحمولة قبل 5 أشهر في وقت شرائه أجهزة البيجر تقريباً. كما أفادت محطة “سي إن إن” نقلاً عن مصدر أمني لبناني أن الأجهزة اللاسلكية أقل استخداماً من أجهزة البيجر وتم توزيعها على منظمي التجمعات. وأفيد عن انفجار أجهزة لاسلكية من نوع icom v82 وv88 كما تحدثت معلومات عن احتمال انفجار أجهزة اللاسلكي وألواح الطاقة الشمسية الموصولة بشبكة الإنترنت.
وصدرت عن مركز عمليات طوارئ الصحة العامة التابع لوزارة الصحة العامة حصيلة لموجة التفجيرات الجديدة التي طالت أجهزة لاسلكية وفيها أن 12 شخضاً قد استشهدوا وأصيب أكثر من 300 شخص بجروح. وبرزت جسامة الحصيلة في اليوم الثاني عبر بيان أصدره الدفاع المدني وعدّد تفصيلاً عشرات المنازل والمحلات والسيارات والمصابين الذين شملتهم عمليات اخماد الحرائق وإسعاف المصابين.
وتزامنت الانفجارات مع تشييع “حزب الله” لعدد من الضحايا الذين سقطوا أول من أمس. وأفادت المعلومات أن 13 إصابة بينها حالة حرجة سجلت في بلدة سحمر في البقاع الغربي واحترقت أربعة منازل لدى تفجّر أجهزة خلال تشييع عباس بلال منعم.
وكان توالى كشف تقارير جديدة عن اليوم الأول، فأفاد موقع “مونيتور” نقلاً عن مصادر استخباراتية أن الجيش الإسرائيلي اتخذ قراراً عاجلاً لتنفيذ خطة تفجير أجهزة “البيجر” بعدما اكتشف أن إثنين من عناصر الحزب قد شكوا في وجود اختراق لتلك الأجهزة.
وكانت الخطة الأصلية تهدف إلى تفجير هذه الأجهزة في حال اندلعت حرب شاملة، وذلك لتحقيق تفوّق استراتيجي. وكشف تقرير لموقع “أكسيوس” الأميركي، أن “حزب الله” كان يحمل شكوكاً بشأن أجهزة الاتصال اللاسلكي (البيجر) التي يستخدمها أعضاؤه، قبل أيام من انفجار الآلاف منها بشكل متزامن في لبنان. من جهة أخرى، نقلت “رويترز” عن مصدر أمني لبناني كبير ومصدر آخر، أنّ “جهاز المخابرات الإسرائيلي (الموساد) زرع كميات صغيرة من المتفجرات داخل 5 آلاف جهاز اتصال (بيجر) تايواني الصنع طلبها “حزب الله” قبل أشهر من التفجيرات التي وقعت أول من أمس.
وقالت مصادر لـ”رويترز” إن المؤامرة استغرقت على ما يبدو أشهراً عدّة من أجل التحضير. وأشار المصدر الأمني اللبناني إلى أن الحزب طلب 5 آلاف جهاز اتصال من إنتاج شركة “غولد أبوللو” التايوانية. وقال المصدر إنها وصلت إلى البلاد في الربيع. وعرض صورة للجهاز، وهو من طراز “إيه بي 924?، وهو مثل أجهزة المناداة الأخرى التي تستقبل وتعرض الرسائل النصية لاسلكياً؛ لكنها لا تستطيع إجراء مكالمات هاتفية.
الحصيلة الدامية
اما في الحصيلة المخيفة للهجوم، فأعلن وزير الصحة العامة فراس أبيض إثر جولة على المستشفيات لمعاينة الإصابات وقبل حصول الموجة الثانية من التفجيرات أن “عدد الشهداء حتى الآن هو 12 من بينهم طفلان بالإضافة إلى عاملين في القطاع الصحّي، والجرحى ما بين 2750 و2800. وقال إن “بعض الحالات تمّ نقلها من البقاع إلى سوريا ومنها إلى إيران وأكثر من 90 في المئة من الإصابات تواصل علاجها في لبنان”، موضحاً أن “الإصابات تركزت على منطقة الوجه واليدين ولا تزال هناك إصابات حرجة وتم إجراء 460 عملية للمصابين.
اما نقيب أصحاب المستشفيات الخاصة سليمان هارون، فأعلن أن ما حصل يشبه سيناريو انفجار مرفأ بيروت مع فارق أن الإصابات البليغة كانت أكثر بكثير من انفجار المرفأ. فغالبية المصابين كانوا يحتاجون إلى استشفاء وليس فقط الدخول إلى الطوارئ، وهنا تكمن الصعوبة. وكشف هارون أنّه وصل الثلاثاء إلى المستشفيات ما بين 6 إلى 7 آلاف جريح في الوقت نفسه، “ولكن في حالة الحرب لا يصل هذا الكمّ من المصابين (4000 جريح في نصف ساعة) في الوقت عينه وهذا ما لا يحصل في أي حرب”.
وعشية موقف نصرالله، وفي بيان اصدره، أكد “حزب الله” الذي نعى 4 من عناصره، أنه سيواصل اليوم كما في كل الأيام الماضية إسناد ‏غزة، وقال: “هذا المسار متواصل ومنفصل عن الحساب ‏العسير الذي يجب أن ينتظره العدو المجرم على مجزرته يوم الثلاثاء الماضي التي ارتكبها بحق شعبنا وأهلنا ‏ومجاهدينا في لبنان، فهذا حساب آخر وآتٍ إن شاء الله”. أضاف “أنّ ما حصل بالأمس سيزيدنا عزمًا وإصرارًا على المضي في طريق الجهاد والمقاومة”.

 

الشرق
العدوان السيبراني 2: إسرائيل تستدرج لبنان الى الحرب الشاملة
بعد الخرق في أجهزة الـ»بايجرز» التابعة للمقاومة الاسلامية اول امس وسقوط عدد من الشهداء والجرحى، في تصعيد إسرائيليّ استهدف عناصر المقاومة في كافة المناطق اللبنانية وصولا الى سوريا، شهدت العديد من المناطق امس لا سيما في الضاحية الجنوبية والجنوب والبقاع، انفجار اجهزة اتصال لاسلكية وسقوط العشرات من الاصابات، واضرار وحرائق داخل منازل وسيارات.

فقد دوت أصوات انفجارات عصر امس في الضاحية الجنوبية لبيروت ومناطق عدة في الجنوب والبقاع، وافيد بوقوع انفجارات في أجهزة اتصالات لاسلكية يحملها أعضاء من المقاومة، مما أدى إلى إصابة العشرات.

وأفادت «الوكالة الوطنية للإعلام» في مرجعيون عن سقوط 3 جرحى داخل سيارة في جديدة مرجعيون، بعد انفجار جهاز لاسلكي كان موضوعا في داخلها.

ووفق التقديرات الأولية الانفجارات الجديدة طالت أجهزة اللاسلكي التي يحملها عناصر المقاومة الاسلامية، فضلا عن أجهزة «البيجر»، في مناطق مختلفة من جنوب لبنان والضاحية الجنوبية لبيروت.

وقال مصدر أمني: أجهزة الاتصالات التي انفجرت امس هي أجهزة لاسلكي محمولة ومختلفة عن أجهزة البيجر التي انفجرت اول أمس.

وأكدت مصادر أمنية أن العشرات أصيبوا من جراء انفجارات الأربعاء في لبنان.

وافيد عن انفجار اجهزة لاسلكية من نوع icom V82 وغيرها والمعلومات الاولية تشير الى انه تم شراؤها مع صفقة «البيجر».

وأفادت «الوكالة الوطنية للإعلام» في البقاع الغربي عن سقوط عدد من الجرحى، في انفجار أجهزة لاسلكية في بلدة لبايا، وتحدثت المعلومات عن انفجار أجهزة اللاسلكي بالمصابين.

وأفادت «الوكالة الوطنية للإعلام، بأنه لم يسقط شهداء أثناء التشييع في بلدة سحمر في البقاع الغربي، حسب ما يتم تداوله، إنما حصل انفجار جهاز لاسلكي أدى إلى سقوط ثلاثة جرحى نقلوا إلى مستشفى سحمر.

وأفاد الوكالة الوطنية في الهرمل بسقوط 9 جرحى بانفجار أجهزة لاسلكية، نقل 8 منهم إلى مستشفى «البتول» وجريح إلى المستشفى الحكومي.

وي بعلبك افيد أن جهازا لاسلكيا من نوع Icom V82 قد انفجر في منزل المواطن س. ع. في محلة دورس، لجهة مدخل بعلبك الجنوبي الشرقي مقابل مباني التعاضد، رغم أنه من الطراز القديم.

ونقل الى مستشفيات النبطية، الحكومي والشيخ راغب حرب والنجدة الشعبية العشرات من المواطنين المصابين جراء انفجار بطارية اجهزة اللاسلكي التي كانوا يحملونها، او الموجودة في منازلهم، واعلن الدفاع المدني اللبناني عن اندلاع النيران في 60 منزلا ومحلا تجاريا و15 سيارة إثر انفجار أجهزة اتصال لاسلكي بالنبطية.

وتزامنت الانفجارات مع تشييع حزب الله لعدد من شهدائه في انفجارات اول امس.

وطلبت قيادة الجيش عصر امس، بعد تفجير عدد جديد من أجهزة لاسلكية في لبنان، من المواطنين عدم التجمع في الأماكن التي تشهد أحداثًا أمنية إفساحًا في المجال لوصول الطواقم الطبية.

واعلن مركز عمليات طوارئ الصحة العامة التابع لوزارة الصحة العامة في «تحديث لحصيلة موجة التفجيرات الجديدة التي طالت أجهزة لاسلكية وفيها أن تسعة أشخاص قد استشهدوا وأصيب أكثر من ثلاثمئة شخص بجروح.

وتردد مساء معلومات عن ارتفاع عدد الشهداء الى تسع شهداء، وتجاوز عدد الجرحى الثلاثمائة وخمسين شخصا.

ومساء، انفجر جهاز لاسلكي داخل سيارة في مراب قرب مستشفى الجامعة الاميركية، فيما عملت عناصر امنية مختصة على تعطيل جهاز لاسلكي اخر في المكان.

من جهة اخرى خيّم الهدوء الحذر امس على الجبهة الجنوبيّة خلال فترة قبل الظهر، اما بعد الظهر، فأعلنت المقاومة الاسلامية: «اننا قصفنا مرابض المدفعية الإسرائيلية في نافيه زيف بصلية من الصواريخ».

في المقابل استهدفت غارة إسرائيلية الأطراف بين مجدل زون وشمع.

ونفذ الطيران الحربي المعادي غارة استهدفت المنطقة الواقعة ما بين بلدتي شمع وطيرحرفا في القطاع الغربي، وسجلت غارة على بلدة الجبين جنوبي لبنان.

وفي المقابل، افيد عن اطلاق رشقة صاروخية كبيرة من جنوب لبنان ودوي صفارات الانذار في مختلف مستوطنات اصبع الجليل.

واستمرّ تحليق الطيران الاستطلاعي والمسّير، طوال الليل وحتى صباح امس، فوق قرى القطاعين الغربي والأوسط، وصولاً إلى مشارف مدينة صور.

واطلق الجيش الإسرائيليّ ليلاً، قنابل مضيئة فوق القرى الحدودية المتاخمة للخط الأزرق.

كما أطلق نيران رشاشاته الثقيلة فجراً، في اتّجاه جبلي اللبونة والعلام في القطاع الغربي. إلى ذلك، ذكرت «القناة 12» الإسرائيلية أنّ الدفاعات الجوية اعترضت مسيّرة تابعة لـ «حزب الله» في المنطقة البحرية قرب مدينة نهاريا، وأنّ المجلس الإقليمي بالجليل الأعلى قرّر مواصلة الدراسة في مختلف المؤسّسات التعليميّة.

ودوّت صفارات الإنذار في المطلة بالجليل الأعلى شمال إلاراضي الفلسطينية المحتلة تحذيراً من عمليات إطلاق صواريخ. وأعلن الجيش الإسرائيلي أيضاً اعتراض طائرة بدون طيّار تابعة للحزب فوق منطقة طبريا.

 

الأنباء
الحرب تدخل مرحلة جديدة… كل الاحتمالات واردة وترقّب لرد “الحزب”
جريمة حرب جديدة ارتكبها العدو الإسرائيلي، مساء أمس، عبر تنفيذ موجة ثانية من الانفجارات طالت الأجهزة اللاسلكية في عدد كبير من المناطق، موقعةً عشرات الشهداء ومئات الجرحى، وذلك استكمالاً لنهجه الإجرامي وممارساته الوحشية، وتأكيداً على نيته بشنّ حرب موسّعة على لبنان، خصوصاً بعد المزاعم بتفويض مجلس الوزراء المصغّر رئيس وزراء العدو بنيامين نتنياهو ووزير الدفاع يوآف غالانت باتخاذ القرارات في هذا الصدد.

نوع جديد من الحرب يستخدمه العدو، في مقابل تعاضد وطني “جميل جداً”، وفق تعبير الرئيس وليد جنبلاط الذي قال إنَّ “أصوات النشاز تُعالَج بالحوار”، داعياً المسؤولين الأمنيين والعسكريين في “حزب الله” أو غيره لمعالجة هذا الإختراق الكبير الذي شكل هذا الضرر والخوف والرعب في الضاحية وكل لبنان، مشيراً إلى أن “العدو يملك شبكة معينة من العملاء، إذا صح التعبير، يستفيدون من التكنولوجيا الهائلة التي يملكها، وبالتالي يجب المعالجة بالموجود ونحاول إقفال هذا الخرق، ولكن هذه هي الحرب”.

في السياق، وصفت مصادر أمنية لجريدة “الأنباء” الإلكترونية ما حصل بالحرب الإلكترونية التكنولوجية، حيث أن العدو وظّف التطور التكنولوجي في اعتداءاته الوحشية، وهو الذي لم يتردد يوماً في استخدام أخطر أنواع الأسلحة المحرّمة دولياً، وذكّرت المصادر باستخدام إسرائيل لقذائف النابالم المحرمة دولياً في حرب 1967 ضد الجيش الأردني، والقنابل الجرثومية والفوسفورية في حرب غزة، عدا عن القنابل التي تزن نصف طن لتدمير الأبنية السكنية على رؤوس قاطنيها وسكانها.

المصادر رأت أن ما قبل الهجوم السيبراني على أجهزة “البيجر” واللاسلكية وإصابة المئات من عناصر حزب الله ليس كما قبله، وأن خطر انزلاق الأمور نحو حرب إقليمية أصبح وارداً في أي لحظة، متوقعةً رداً عنيفاً من حزب الله قد يكون بمستوى ما جرى وأكثر. الأمر الذي قد يجيب عليه الأمين العام لحزب الله حسن نصرالله في إطلالته اليوم.

من جهته، أشار النائب السابق شامل روكز إلى أن ما جرى ضد حزب الله كان “نتيجة لنمط إسرائيلي إرهابي جرى الإعداد والتخطيط له بدقة استخبراتية، يشكل خرقاً سيبرانياً عن مدى التفكير الاجرامي لهذا العدو”، واصفاً ما جرى بأنه ليس بالأمر السهل.

روكز لفت في حديث لـ”الأنباء” الإلكترونية إلى أن الهجوم أدى إلى خسائر كبيرة، معظمها في اليدين والعيون والأعضاء الجسدية، مشيراً إلى أن ما جرى هو خرق أمني خطير، وأن استخدام الالكترونيات في الحروب لضرب أهداف معنية هو بحد ذاته سابقة خطيرة، خاصة وأنها أصابت أجهزة منتشرة بين عناصر حزب الله من خلال موجات جرى استخدامها على الأرجح من الجو وبتوقيت واحد ما أدى الى ارتفاع عدد الاصابات.

وإذ توقف روكز عند صورة المشهد الوطني التي تجلّت عقب حصول ما وصفه بالكارثة، لفت إلى أنها أعطت مساحة للتضامن الوطني من قبل الشعب اللبناني ككل، مشيداً بالعمل الجبار الذي قامت به وزارة الصحة والمستشفيات وكل الطواقم الطبية في بيروت والمناطق.

الوضع صعب ودقيق، حسب روكز، إذ إن العدو يأخذ الأمور إلى حافة الهاوية بما يعزز إنزلاقها نحو حرب كبيرة واردة، متوقعأً رداً من حزب الله من ضمن عملية كبيرة قد تستدعي رداً آخر من اسرائيل.

إذاً، مرحلة جديدة دخلتها الحرب مع فشل الجهود في ضبط الجنون الإسرائيلي، وإمعان العدو بإجرامه مبتكراً أساليب قتل جديدة، في انتهاك صارخ للقوانين الدولية، لتحقيق أهدافه الشيطانية، ما يُنذر بعواقب وخيمة على لبنان والمنطقة.

Please follow and like us:

COMMENTS