افتتاحيات الصحف اللبنانية، يوم الأربعاء 18 أيلول، 2024

افتتاحيات الصحف اللبنانية، يوم الأربعاء 18 أيلول، 2024

سلامة خطّط للإطاحة بالقاضية الفرنسية بـ 20 مليون دولار
افتتاحيات الصحف اللبنانية، يوم الأربعاء 6 آذار، 2019
افتتاحيات الصحف اللبنانية، يوم الإثنين 25 آذار، 2019

الأخبار
إسرائيل تنفّذ أكبر عملية أمنية في تاريخ الصراع: هل فُتحت أبواب حرب بلا ضوابط ولا أسقف ولا حدود؟
خلال دقيقة واحدة، نجح العدو في توجيه أقسى ضرباته إلى جسم المقاومة الإسلامية منذ بدء الصراع مع العدو، في عملية أمنية استثنائية من حيث القدرة على الوصول إلى الأهداف، وإلى الوسائط، وفي إظهار عناصر التفوق التكنولوجي والاستخباراتي الإسرائيلي، أدّت إلى إصابة أكثر من ثلاثة آلاف مقاوم ومدني من وحدات حزب الله، عجّت بهم المستشفيات في الجنوب والبقاع وبيروت والضاحية.ما جرى أمس يضفي كثيراً من الدهشة من قدرة العدو على إيلام خصومه، ومن عدم ارتداعه عن القيام بأي عمل. وهو إذا كان يريد تأكيد تفوّقه الأمني، وأنه في حال يقظة دائمة، فقد أكّد المؤكد بأن من يواصل جريمته غير المسبوقة في غزة وفلسطين، يمكنه أن يفعل الكثير، بحيث لا مكان بعد اليوم لحديث عن تسوية وحلول، علماً أنه بعيداً عن الشعارات ورفع المعنويات، فإن العدو الذي تباهى بما حقّقه – ولو بعيداً عن الأضواء – يدرك جيداً أن هدفه الفعلي من العملية لم يتحقق، وهو إجبار المقاومة في لبنان على الاستسلام ووقف إسناد غزة.
ما قام به العدو أمس مثّل جرأة في استخدام الشر الذي يسكن في عقل وقلب من فكّر وخطّط وبرمج وقرّر ونفّذ أكثر العمليات لؤماً وخبثاً. وهو شر لم يسبقه أحد إليه. وعليه، شكّلت العملية تحوّلاً في مقاربته للحرب مع لبنان، خصوصاً أنه أقدم، عن سابق تصور وتصميم، على توجيه ضربة يعرف مسبقاً أنها ستصيب مدنيين، وهو يدرك جيداً أن الإجراءات التي يتخذها المقاومون، تفرض على قسم كبير منهم عدم إدخال هذه الأجهزة إلى كثير من المواقع، بدليل أن مئات من هذه الأجهزة انفجرت أمس في مكاتب ومنازل وسيارات.
وما أكّده العدو في عملية الأمس أنه لا يريد التقيّد بقواعد الاشتباك التي تمنع الاقتراب من المدنيين أو المنشآت المدنية، وأنه لن يميز بعد اليوم بين مقاتل على الجبهة أو حزبي يعمل في مكتب بعيد، وأنه لم يعد يهتم بحصر القتال بين عسكريين. وهو يقول بوضوح إنه ضاق ذرعاً بحرب الاستنزاف التي تخوضها المقاومة ضده، ويريد تغيير المعادلة.
ماذا عنّا نحن؟
ثمة نقاش له بعده الخاص انطلق بقوة داخل جسم المقاومة، سواء لمعرفة حقيقة ما حصل، أو لجهة التدقيق الأمني في مصدر الخرق الذي تسلّل منه العدو لتنفيذ هذا العمل الضخم. وهي عملية تبدأ من كيفية وصول العدو إلى معلومات أمّنت له الوصول إلى شحنة أجهزة الاتصال التي انفجرت أمس، مروراً بالخطوات التي اعتُمدت لضمان وصولها إلى أيدي المقاومين، وصولاً إلى طريقة التنفيذ وإحصاء الخسائر وانعكاسها على جبهة المقاومة.
الغضب الذي سيطر على الناس أمس لم ينعكس تهوّراً في أي خطوة أو ردة فعل. وعلى ضخامة ما جرى، وبمعزل عن التعطّش إلى رد كبير وصاخب، فإن المقاومة لن تخضع للانفعالات. لكنّ العدو يعرف جيداً أنه دفع المقاومة، مرة واحدة، إلى الخروج من مربع القواعد التقليدية للحرب القائمة منذ نحو عام، وأننا بتنا أمام وضع جديد.
خلال أقل بقليل من عام، كان العدو يقف حائراً أمام مآلات الوضع على الحدود الشمالية، ويحاول يومياً حصر أضرار جبهة الإسناد اللبنانية. وعندما يصل إلى حدود اتخاذ قرار بعمل مجنون كالذي فعله أمس، فهو يحاول إفهامنا بأنه مستعدّ بصورة كبيرة لمواجهة جبهتنا. وكل ما قام به حتى الآن، بما في ذلك عملية أمس، يؤكد أنه يبرز عضلاته حيث يظهر تفوّقه الأمني والتقني وقوته النارية، لكنه لم يظهر بعد استعداده لحرب تصيبه في عنقه، فيلجأ إلى أعمال يفترض أنها تجنّبه توسيع دائرة النار. ولا تزال خشية العدو من أمرين، الأول الخوف من إقدام قوة الرضوان على شن هجوم بري على المستعمرات الشمالية أو حتى أبعد من ذلك، والثاني أن تلجأ المقاومة إلى استخدام ترسانة من الصواريخ النوعية في قصف منشآته العسكرية أو حتى الاستراتيجية.
والخشية من هذين الأمرين تنبع من إدراكه لعدم تفوّقه فيهما. ولذلك، يفضّل أن يخوض معركة تستوجب أدوات أمنية متطورة وجريئة، ودمجها بأعمال عسكرية عنيفة جداً، مثل القصف الجوي العنيف على أماكن يعتبرها مراكز أو قواعد للمقاومين، أو القيام بعمليات أكثر جرأة كما حصل في سوريا، عندما نفّذ عملية مركّبة، تضمّنت قصفاً جوياً وإنزالاً عسكرياً في منشأة عسكرية حساسة لم يكن ينفع معها القصف الجوي المتواصل. وهي عمليات، يفكر العدو في تنفيذها في لبنان، وقد حاول القيام بذلك بشكل مصغّر وضيّق في سنوات سابقة، لكنه امتنع عن تكرارها بعدما أيقن أن مجموعات المقاومة تنتظره في أكثر من نقطة.
عملياً، تدفع إسرائيل المقاومة إلى البحث عن ردّ وفق قاعدة التماثل. والأمر هنا، يكون من خلال لجوء المقاومة إلى استخدام ما تتفوّق به، بما يجبي من العدو، جيشاً ومؤسسات ومستوطنين، ثمن الجريمة.
ما حصل، يثبت الحاجة إلى عقل وشجاعة، لكنه قد يفتح الباب أمام بعض الجنون الذي يفيد أحياناً في إيقاظ حواس من لم يعد لديه أيّ نوع من الإحساس!

 

اللواء
اعتداء إسرائيلي إجرامي يستهدف شبكة اتصالات حزب لله
كل لبنان في الضاحية لإعلان الوحدة.. وواشنطن تنفض يدها وتوفد أوستن
سجّل الجنون الاسرائيلي بالهجوم الاجرامي، على لبنان وبيئة حزب الله، عبر تفجير اجهزة بايجر اللاسلكية في الجنوب والبقاع والضاحية الجنوبية وصولاً الى سوريا تحولاً شديد الخطورة دفع بالوضع بلبنان والمنطقة الى حافة انفجار صاعق، قد يأتي على الاخضر واليابس، ويحصد حياة آلاف المدنيين، ويوقع الدمار من لبنان الى المدن الاسرائيلية كافة، بما في ذلك المنشآت الحيوية والنووية والكهربائية ومراكز الصناعات.
وأكدت مصادر سياسية مطلعة لـ«اللواء» أن حادث انفجار الأجهزة اللاسلكية «البيجر» لحزب الله قد يساهم في دفع الأمور إلى التأزيم وكل ذلك ينتظر صورة الرد والرد الثاني، وأشارت إلى أنه لم يعد بالإمكان الخوض في توقعات محددة لاسيما في ما خص إرساء التهدئة، معلنة أن مصير المواجهات المفتوحة لجهة توسع دائرتها وتجاوز الخطوط الحمر ينتظر ما بعد استيعاب ما جرى.
ورأت هذه المصادر أن الايام والاسابيع المقبلة مفصلية في ما خص السيناريو المقبل، على أن مشهد الإصابات على امتداد البلد يطرح السؤال عن القدرة على الإحاطة بأي طارىء يحصل.
ومع ان الاميركيين ينفضون يدهم مما يجري، مع الاعراب عن سعيهم لمنع التصعيد، فإن الكلام عن ايفاد وزير الدفاع الاميركي اوستن الى المنطقة بداية الاسبوع المقبل، لن يكون اكثر من ذر الرماد في العيون.
القضية الآن: من يبدأ الاشتباك الواسع أولاً: اسرائيل التي حوّلت كل اهتمامها لما تسميه جبهة الشمال (جنوب لبنان) ام حزب الله، الذي يحتاج لوقت ليتمكن من لملمة ما حصل في بيئته، من ضربة اجرامية، استباقية، لشل قدرته في اي حرب مقبلة.
الحادث الأمني الأشد خطورة
عند الثالثة والنصف من بعد ظهر امس (الثلاثاء 17 ايلول) كانت المعلومات على شاشات التلفزة، ومواقع التواصل، وعبر الوكالات المحلية والدولية تبث بأن عشرات، بل مئات من المواطنين اللبنانيين، ومن عناصر حزب الله اصيبت بجروح طفيفة او خطيرة جراء انفجار اجهزة لاسلكي معروف بنظام Pager المحمول باليد، بواسطة تقنية عالية.
الجريمة التي بدأت تتكشف تباعاً اسفرت عن 9 شهداء لتاريخه بينهم نجل النائب في كتلة الوفاء للمقاومة علي عمار، فضلاً عن ابناء مسؤولين آخرين في الحزب، والسفير الايراني في بيروت مجتبي اماني، كما ان نجل النائب حسن فضل الله يخضع للعلاج بعد اصابته بجروح ، في حين اصيب ايضاً نجلا وفيق صفا بجروح ايضاً، وامتدت يد الاجرام الى سوريا، حيث اصيب 14 عنصراً للحزب.
ونسبت «الجزيرة» الى مصدر أمني لبناني أن أجهزة الاتصال التي انفجرت «كانت مفخخة بشكل مسبق»، مشيراً إلى أن زنة العبوة التي تم تفجيرها لم تتجاوز 20 غراماً من المواد المتفجرة».
وأوضح المصدر الأمني أن أجهزة الاتصال التي تعرضت للتفجير تم استيرادها قبل 5 أشهر.
واشار المصدر إلى أنه يتم التحقيق في مجموعة فرضيات حول كيفية تفعيل الشحنة المتفجرة.
وعلى خط موازٍ، نقلت قناة «سكاي نيوز عربية» عن مصادر خاصة أن «الموساد وضع كمية من مادة PETN شديدة الانفجار على بطارية الأجهزة وتم تفجيرها عبر رفع درجة حرارة البطارية».
وحسب رواية حزب الله فإن عدداً من اجهزة تلقي الرسائل المعروفة بالـ«بايجر» والموجودة لدى عدد من العاملين في وحدات ومؤسسات حزب الله المختلفة، انفجرت بشكل متزامن، مما ادى، حسب وزارة الصحة الى اصابة ما يقارب 2800 شخص وسقوط 9 شهداء بينهم طفلة.
وفي بيان اولي، قال حزب الله، انفجر بعد ظهر الثلاثاء 17/9/2024 عدد من اجهزة تلقي الرسائل وادت هذه الانفجارات الغامضة الاسباب، حتى الآن الى استشهاد طفلة واثنين من الاخوة، داعياً الى الانتباه من الشائعات والمعلومات الخاطئة والمضللة التي تقوم بها بعض الجهات بما يخدم الحرب النفسية لمصلحة العدو الصهيوني.
وفي بيان لاحق، توعد حزب الله بأن «العدو الغادر والمجرم سينال بالتأكيد قصاصه العادل على هذا العدوان الآثم، من حيث يحتسب ومن حيث لا يحتسب».
الموقف في اسرائيل
في تل ابيب، طلب مكتب بنيامين نتنياهو من الوزراء عدم التعليق على الحدث في لبنان، وحذف مستشار نتنياهو (حسب يديعوت احرنوت) تغريدة له اشار فيها لمسؤولية اسرائيل عن هجمات بيروت، بعد دقائق من نشرها.
واعلن الجيش الاسرائيلي ان رئيس الاركان هيرتسي هاليفي شارك في اجتماعات مع كبار قادة الجيش لتقييم الوضع على الجبهات كافة هجوماً ودفاعاً، بما فيها الجبهة الشمالية.
وكشفت هيئة البث الاسرائيلية ان تقديرات المؤسسة الامنية في اسرائيل تشير الى ان حزب الله يستعد للردّ عسكرياً على «هجوم البيجر».
واشنطن تنفض يدها
ونفضت الولايات المتحدة الاميركية يدها مما حدث، وقال البنتاغون ان لا علم لديه بما حدث ولا صلة له بما حدث، في وقت كان فيه آموس هوكشتاين يتحدث عن «جنون» يهدد المنطقة، بعد فشل مهمته في اسرائيل.
واعربت الخارجية الاميركية عن قلقها الدائم بشأن أي واقعة يمكن ان تثير التصعيد بالشرق الاوسط.
واعلنت الخارجية الاميركية انه من السابق لأوانه معرفة مدى تأثير تفجيرات اجهزة الاتصال في لبنان على محادثات التهدئة.
واجرى وزير الخارجيةالاردني ايمن الصفدي اتصالاً بالرئيس ميقاتي، نقل اليه خلاله توجيهات الملك عبد الله الثاني بتقديم اي مساعدات طبية يحتاجها لبنان، واكد وقوف الاردن مع لبنان وسيادته واستقراره.
كما تلقى ميقاتي اتصالاً من وزير الخارجية المصري بدر احمد عبد القاضي الذي نقل اليه تضامن مصر رئيساً وشعباً مع لبنان في ما تعرض له من تفجيرات، ونقل دعم مصري لكل ما يحتاج لبنان.
أممياً، اعرب المتحدث باسم الامين العام للامم المتحدة عن أسفه لسقوط ضحايا مدنيين، محذراً من مخاطر التصعيد في لبنان.
الحدث الأمني الخطير
في الوقائع، سقط الاف الإصابات في حدث أمنيّ في الضاحية الجنوبية ومناطق لبنانية اخرى حيث اقدمت اجهزة العدو الاسرائيلي على تفجير بواسطة تقنية عالية نظام «البايجر» المحمول باليد لعناصر من حزب الله تعمل اكثرها في اجهزة مدنية وطبية في أكثر من مكان في الضاحية الجنوبية بشكل خاص. وافيد عن هجوم سيبراني على اجهزة اتصال لعناصر وقياديين بحزب الله.
بلغ عدد شهداء المجزرة الصهيونية بحق الشعب اللبناني عبر تفجير اجهزة التواصل الداخلي المشفر «بايجر» بحامليها في حصيلة اولية 15 شهيدا 9 في بيروت و6 في الجنوب والبقاع ونحو 2850 جريحاً بينهم 200 بحالة خطرة امتلأت بهم مائة مستشفى من مستشفيات بيروت ومناطق الضاحية الجنوبية والجنوب والبقاع، حسبما اعلن وزير الصحة العامة الدكتور فراس الابيض. وقد استقبل مستشفى الجامعية الاميركية مئات المصابين الجرحى.
وبين الشهداء ابن النائب علي عمار محمد مهدي (40 سنة) والطفلة فاطمة جعفر عبدالله بانفجار جهاز اتصال «بايجر» داخل منزل عائلتها في بلدة سرعين البقاعية، وأعلنت وكالة «مهر» الإيرانية إصابة السفير الإيراني في لبنان مجتبى أماني في انفجار جهاز «بايجر» به، واوضحت السفارة الإيرانية في بيروت: أن السفير أماني بصحة جيدة وأصيب بجروح سطحية.
كما اصيب ابن النائب حسن فضل الله وابنا مسؤول لجنة الارتباط في الحزب وفيق صفا، وابن مسؤول العلاقات الاعلامية محمد عفيف وجروحه طفيفة. وتردد ان عددا من مرافقي الامين العام للحزب السيد حسن نصر الله اصيبوا بجروح. لكن مسؤولاً كبيراً في «حزب الله» اكد: ان نصرالله لم يُصَب بأذى في تفجيرات أجهزة الاتصال.
وافيد ايضا عن إصابة 16من عناصر حزب الله في السيدة زينب بدمشق وريف دمشق جراء انفجار أجهزتهم للاتصال اللاسلكي.
وأكد الابيض أن غالبية الإصابات بتفجير أجهزة الاتصال باليد والوجه، مع استمرار وصول الإصابات جراء تفجير أجهزة الاتصال للمستشفيات.
ووجه الأبيض نداء إلى كافة المستشفيات باستقبال جميع المصابين، مؤكداً أنه لا توجد مستشفيات امتنعت عن استقبال أي جرحى، مشيراً الى ٢٠٠ مستشفى فتحت ابوابها للمصابين.
وأكدت مصادر مطلعة أن «‏ما حصل من تفجير لأجهزة «البايجر» هو عمل أمني محدود بنوعية محددة من الأجهزة الجديدة وصلت إلى حزب الله مؤخرًا، وأن ليس كل الأجهزة التي يمتلكها عناصر حزب الله إنفجرت.
وشرحت المصادر أن ألاجهزة الحديثة التي استقدمها حزب الله تتميز بإحتوائها على بطاريات ليثيوم، حيث تمكنت إسرائيل من إختراق الموجة التي يعمل عليها عناصر الحزب وإرسال بيانات هائلة عليها في اللحظة ذاتها ما يؤدي إلى حماوة كبيرة في البطارية قبل انفجارها. وأكد المصدر أن مفاعيل الحدث الأمني إنتهت حالياً. فيما قالت مصادر اخرى انه جرى اختراق شريحة الاجهزة وتفجيرها.
وفي هذا الإطار أشارت مصادر أمنية لـ «رويترز» إلى أن أجهزة الإتصال التي إنفجرت هي أحدث شحنة زود حزب الله عناصره بها.
ايضا، افيد ان إسرائيل خرقت حاملي أجهزة «البايجر» في علي النهري ورياق وتسجيل عدد كبير من الاصابات. ايضا، سقط عدد من الاصابات في مختلف بلدات النبطية وبنت جبيل وقضاء مرجعيون والبقاع قرب بعلبك والهرمل.
وذكر مصدر أمني: أن انفجار أجهزة الاتصال في لبنان سببه اختراق بوساطة تقنية لاسلكية. ونقلت عن مسؤول من «حزب الله» ان تفجير أجهزة الاتصال يشكّل أكبر اختراق أمني حتى الآن.
وقد أمَّت منزل النائب علي عمار في برج البراجنة لتقديم التعازي والتبريك وفود سياسية كثيرة وكان بين المعزين رئيس الحكومة نجيب ميقاتي. وقال الرئيس ميقاتي في كلمة:الرحمة للشهداء والدعاء بالشفاء العاجل للجرحى وحادث اليوم خطير جداً.
واعلن المعاون السياسي لأمين عام حزب الله السيد حسن نصرالله حسين الخليل من دارة عمار رداً على سؤال حول تفجير اجهزة الاتصال «لاحقين عالرد وعلى العدو أن يتوقع من لبنان كل شيء بعد الجرائم التي ارتكبها بحق اللبنانيين».
تحرك الحكومة
واعلن مجلس الوزراء الذي كان مجتمعاً لدراسة الموازنة عن استنفار صحي، بعدما طلب الرئيس ميقاتي من وزير الصحة فراس الابيض مغادرة الجلسة، للاشراف على عمل المستشفيات والمؤسسات الصحية، فيما بدأت وزارة الخارجية التحضير لتقديم شكوى ضد اسرائيل، وقرر مجلس الوزراء ابقاء جلساته مفتوحة.
وفيما زار الرئيس نجيب ميقاتي النائب علي عمار معزياً باستشهاد نجله، اتصل الرئيس نبيه بري بالنائب عمار معزياً.
المواقف
وتعليقاً على العدوان، قال بري: ما اقدمت عليه اسرائيل عصر امس لا يرقى الى مستوى المجزرة فحسب، انما هو جريمة موصوفة، والعالم بأسره مدعو الى تحرك عاجل للجم آلة الارهاب الاسرائيلي المتفلت والمجرم، والذي يهدد المنطقة والامن والاستقرار الاقليمي بشر مستطير.
وقال الرئيس فؤاد السنيورة: الحزن والأسى يلف لبنان بأسره، ومن اقصاه الى اقصاه بسبب هول هذه الجريمة النكراء، مضيفاً: الشعب اللبناني يتكامل ويتضامن مع بعضه، مع ضحاياه وجرحاه، وانها لحظة لتأكيد وحدة اللبنانيين بعد هذه العدوانية الاسرائيلية المتمادية.
واجرى النائب السابق وليد جنبلاط اتصالاً تضامنياً مع الرئيس بري، كما اتصل برئيس وحدة الارتباط بحزب الله وفيق صفا معزياً حزب الله.
وقال النائب وائل ابو فاعور الذي قدم التعازي للنائب عمار، في منزله في الضاحية الجنوبية: موجودون في الضاحية للوقوف الى جانب ابناء وطننا الذين يتعرضون للاعتداءات الاسرائيلية.
واعلن رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل: «في السياسة نختلف او نتفق، اما في مواجهة العدو فنقف الى جانبكم من دون تردد، امنكم من امننا، ووحدة لبنان وسلامة اهله فوق كل اعتبار».
واعرب رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع بعد لقاء السفير السعودي في لبنان وليد بخاري عن اسفه وحزنه على «ما حدث اليوم، الآلاف في المستشفيات، وهيدا مش وقت نحكي سياسة».
اقفال المدارس والجامعات
واستنكاراً للعمل الاجرامي الاسرائيلي، اعلن وزير التربية والتعليم العالي عباس الحلبي اقفال المدارس والثانويات والمعاهد الفنية الرسمية والخاصة والجامعة اللبنانية ومؤسسات التعليم العالي الخاصة كافة اليوم الاربعاء.
الوضع الميداني
ميدانياً، لم تتوقف الاعتداءات الاسرائيلية على القرى والبلدات الجنوبية، فأدت الغارة على بلدة بليدا الى سقوط شهيد.

 

الأنباء
جريمة حرب جديدة بتوقيع إسرائيل…
لبنان على صفيح ساخن والتضامن أكثر من ضرورة
تفوّق العدو الإسرائيلي على نفسه بوحشيته وإجرامه، مرتكباً جريمة حرب موصوفة بحق الشعب اللبناني، لا تنفصل عن جرائمه المرتكبة في غزة والضفة الغربية وجنوب لبنان، وتاريخه الدموي منذ عقود.
خرق أمني خطير نفّذته إسرائيل، يوم أمس، ضد لبنان والمقاومة عبر خرق وتفجير أجهزة الاتصالات “بايجر”، ما أدّى إلى استشهاد 9 عناصر وجرح أكثر من 3000 عنصر، وهي العملية الأخطر منذ حرب تمّوز، والتي قد تشكّل منعطفاً في الحرب.
الاعتداء هذا يستوجب أعلى درجات التضامن لبنانياً، وقد أعرب الرئيس وليد جنبلاط عن تضامنه مع المقاومة وأهل الجنوب والبقاع والضاحية الجنوبية، وشدد على أهمية التضامن الوطني في مواجهة ما يتعرض له لبنان من عدوان إسرائيلي غير مسبوق يطال أمن وسيادة لبنان، ويستوجب أعلى درجات التكاتف للتصدي لهذه الحرب الإسرائيلية. كما أصدر الحزب التقدمي الاشتراكي بياناً أدان فيه التصعيد غير المسبوق الذي يُترجم بشكل مباشر نوايا حكومة العدو ضد كل لبنان، ويعيد تأكيد طبيعة العدو الإجرامية.
بقراءة أمنية، يُجمع خبراء التكنولوجيا على أن إسرائيل تمكّنت من خرق شبكة الاتصالات الخاصة بالحزب وقامت بما يُسمى Overheating للأجهزة ما أدّى إلى ارتفاع حرارة بطاريتها وانفجارها، واستبعد الخبراء المعلومات المسرّبة والتي تُفيد بأن الأجهزة كانت مفخّخة، لأن “حزب الله” يتفحّص معدّاته قبل استعمالها.
إلى ذلك، ثمّة سؤال آخر، هو ما خلفيات هذه العملية؟ هل هي رد على ما أعلنته إسرائيل حول إفشال مخطّط لحزب الله كان يهدف إلى اغتيال مسؤول أمني كبير؟ أم انّه مقدّمة لحرب ميدانية واسعة؟
خبراء عسكريون يُشيرون إلى أن العملية قد تكون بجزء منها بمثابة رد، أي اغتيال وخرق مقابل اغتيال وخرق، لكنها أضخم من ذلك، وتحمل رسائل عدة للحزب وترسم معالم حرب جديدة بسلاح التكنولوجيا وتوظيفها غي خدمة أعمالها العدوانية.
رد “حزب الله” قادم وهذا مؤكد، لكن الأيام المقبلة ستكشف شكل الرد، وبالتالي فإن المنطقة عادت إلى التسخين من جديد بعد فترة من الهدوء النسبي، والأمور عادت لتُفتح على مصراعيها ومنسوب الخطر يتفاقم.
هذا التصعيد الأمني الخطير ترافق مع إعلان الكابينيت الإسرائيلي “تحديث أهداف الحرب”، وإضافة إليها “بند إعادة سكّان الشمال الى مستوطناتهم”، وبالتالي هذا المستجد قد يكون خطوة بين هذه الخطوات، وقد يكون أداة ضغط على الحزب لتراجعه عن الحدود.
ويتزامن أيضاً مع حديث في إعلام العدو مفاده أن رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو يُريد استبدال وزير دفاعه غالانت المُعارض لتوسيع الحرب شمالاً، بجدعون ساعر الذي يمنحه “مرونة أوسع بالتحرك العسكري ويميل للسيناريوهات المتطرفة أكثر من غالانت”.
ورغم نفي نتنياهو هذه المعلومات، لكنها تبقى مطروحة في حال قرّر الإجرام الإسرائيلي التوجّه نحو تسخين الجبهات والتصعيد العسكري، مستغلاً الانشغال الأميركي بالانتخابات الرئاسية وفترة السماح حتّى موعد الانتخابات، إذ إن إسرائيل متحرّرة من أي ضوابط.
إذاً، فإن المنطقة على صفيح ساخن جداً، والممارسات المتطرفة باتت تأخذ منحى أخطر، وفي حال وجد الجنون الإسرائيلي فرصة سانحة لتنفيذ عملية واسعة في لبنان، فإنّه لن يتأخر في ظل غياب الروادع، ما يستدعي تضامناً داخلياً واسعاً لتمرير هذه المرحلة الخطيرة من تاريخ لبنان.

 

الشرق
عدوان سيبراني “إسرائيلي” وحشي غير مسبوق على لبنان
في تطور أمني هو الأخطر على الاطلاق منذ عملية طوفان الاقصى وفتح جبهة الاسناد في جنوب لبنان لمساندة غزة، انفجرت بعد الظهر تزامنا اجهزة اتصالات يستخدمها عناصر حزب الله وقياداته في التواصل الداخلي المشفر «بايجر» ما ادى الى سقوط 9 شهداء من بينهم طفلة ونجل النائب علي عمار، محمد مهدي عمار (40 عاما) ، و اكثر من 3 الاف جريح بينهم سفير ايران في لبنان مجتبى اماني ونجلي وفيق صفا والنائب حسن فضل الله. ونقل الجرحى الى مئة مستشفى في مختلف المناطق. وافيد ان اسرائيل خرقت الاجهزة بواسطة تقنية عالية.
واستشهد محمد مهدي عمار نجل النائب علي عمار.
ونقلت «رويترز» عن مسؤول من «حزب الله» قوله إن تفجير أجهزة الاتصال يشكّل أكبر اختراق أمني حتى الآن.
وأكدت مصادر مطلعة أن «ما حصل من تفجير لأجهزة
الـ Pager هو عمل أمني محدود بنوعية محددة من الأجهزة وصلت إلى حزب الله مؤخرًا، وأن ليس كل أجهزة Pager التي يمتلكها عناصر حزب الله إنفجرت».
وشرحت أن «أجهزة الـ Pagerالحديثة التي استقدمها حزب الله، تتميز بإحتوائها على بطاريات ليثيوم، حيث تمكنت إسرائيل من إختراق الموجة التي يعمل عليها عناصر الحزب، وإرسال بيانات هائلة عليها في اللحظة ذاتها، ما يؤدي إلى حماوة كبيرة في البطارية قبل انفجارها».
وأكد المصدر أن «مفاعيل الحدث الأمني إنتهت حالياً».
وفي هذا الإطار، أشارت مصادر أمنية لـ»رويترز»»، إلى أن «أجهزة الإتصال التي إنفجرت هي أحدث شحنة زود حزب الله عناصره بها».
اصابة سفير ايران: واشارت وسائل إعلام إيرانية الى إصابة سفير إيران في لبنان مجتبى أماني بجروح طفيفة جراء انفجار أجهزة الاتصال اللاسلكية.
وقال مصدر لبناني مطلع أن السفير الإيراني في بيروت اصيب في الوجه ونقل إلى مستشفى الرسول الأعظم التابعة لحزب الله.
وفي سوريا، تحدث إعلام سوري عن إصابة العديد من أعضاء حزب الله في سوريا وتم نقلهم إلى المستشفيات بعد انفجار أجهزة اتصال كانوا يحملونها.
حزب الله
صدر عن «حزب الله» بيان جاء فيه: «‏بعد التدقيق في كل الوقائع والمعطيات الراهنة والمتوفرة حول الاعتداء الآثم الذي جرى بعد ظهر هذا اليوم فإنّنا نحمّل العدو الإسرائيلي المسؤولية الكاملة عن هذا العدوان الإجرامي والذي طال المدنيين أيضًا وأدى إلى ارتقاء عدد من الشهداء وإصابة عدد كبير بجراح مختلفة.
إنّ شهداءنا وجرحانا هم عنوان جهادنا وتضحياتنا على طريق القدس، انتصارًا ‏لأهلنا الشرفاء في قطاع غزة والضفة الغربية وإسنادًا ميدانيًا متواصلًا وسيبقى موقفنا هذا بالنصرة والدعم والتأييد للمقاومة الفلسطينية الباسلة محل اعتزازنا وافتخارنا ‏في الدنيا والآخرة.‏
إن هذا العدو الغادر والمجرم سينال بالتأكيد قصاصه العادل على هذا العدوان الآثم ‏من حيث يحتسب ومن حيث لا يحتسب، والله على ما نقول شهيد».‏
وكان الحزب اصدر بيانا اوليا جاء فيه: «قرابة الساعة 03:30 من بعد ظهر يوم الثلاثاء 17-09-2024 انفجرت عدد ‏من أجهزة تلقي ‏الرسائل المعروفة بالـ «بايجر» والموجودة لدى عدد من العاملين في وحدات ومؤسسات حزب الله ‏المختلفة، وقد أدّت هذه الانفجارات الغامضة الأسباب حتى ‏الآن إلى استشهاد طفلة واثنين من الأخوة ‏وإصابة عدد كبير بجراح مختلفة». ‏واشار الى ان «الأجهزة المختصة في الحزب تقوم حاليًا بإجراء تحقيق واسع النطاق ‏أمنيًا وعلميًا لمعرفة الأسباب ‏التي أدّت إلى تلك الانفجارات المتزامنة، ‏وكذلك تقوم الأجهزة الطبية والصحية بمعالجة الجرحى ‏والمصابين في عدد من المستشفيات في مختلف المناطق اللبنانية».‏
استنفار طبي
واعلن وزير الصحة فراس ابيض عن حصيلة اولية للعدوان استشهاد ثمانية وجرح 2800 اصابات مئتين منهم خطرة.
وصدر عن مركز عمليات طوارئ الصحة العامة التابع لوزارة الصحة العامة بيان بصيغة عاجل أعلن أن أعدادا كبيرة من المصابين بجروح مختلفة تتوافد إلى المستشفيات اللبنانية، وتبين بصورة أولية ان الاصابات تتصل بتفجير أجهزة لاسلكية كانت بحوزة المصابين.
وبناء عليه تطلب الوزارة من جميع المستشفيات في مختلف المناطق اللبنانية ولا سيما في المناطق المتاخمة لأماكن حصول الاصابات الاستنفار إلى أقصى درجة ورفع مستوى استعداداتها لتلبية الحاجة السريعة إلى خدمات الطوارئ الصحية، والبقاء على تنسيق مع وزارة الصحة العامة لسرعة توزيع الاصابات وضمان السرعة في بدء علاجها.
وتتوجه الوزارة بالطلب من جميع المواطنين الذين يمتلكون أجهزة اتصالات لاسلكية الابتعاد عنها ريثما تتبين حقيقة ما هو حاصل. وتعقيبا للاعداد الكبيرة للاصابات التي تم تسجيلها، طلبت وزارة الصحة العامة من جميع العاملين الصحيين التوجه بشكل عاجل إلى أماكن عملهم لكي يسهموا في تقديم العلاجات الطارئة للاعداد الكبيرة من المصابين الذين يتم نقلهم إلى المستشفيات. كذلك طلبت الوزارة من المواطنين الذين يتجمعون على الطرقات افساح المجال لسيارات الاسعاف للتنقل بسرعة ونقل المصابين.
ووجهت الوزارة نداء للتنسيق مع الصليب الأحمر اللبناني للتبرع بالدم تحسبا للحاجة التي يمكن أن تطرأ لوحدات دم للجرحى المصابين. واكدت على جميع المستشفيات ضرورة استقبال الجرحى وتأمين علاجهم السريع على نفقة الوزارة. كذلك، أعلن الصليب الأحمر أنّ «اكثر من 30 سيارة اسعاف من الصليب الأحمر اللبناني تشارك في اسعاف وإخلاء الجرحى من جراء تفجيرات متعددة في الجنوب، والبقاع والضاحية الجنوبية لبيروت». وأضاف في بيان أنّ «50 سيارة اسعاف إضافية في جبل لبنان وبيروت تم وضعها في حالة تأهب قصوى لتساند في عمليات الإسعاف والإخلاء».
وبلغت القدرة الاستيعابية لمستشفيات النبطية الذروة وناشدت بتحويل المصابين إلى مستشفيات صيدا.
وسقط عدد من الإصابات في القطاع الشرقي في مختلف بلدات قضاء مرجعيون نقلت إلى مستشفى مرجعيون الحكومي. كما سقط عدد من الإصابات في الهرمل نقلت إلى مستشفيات المدينة. ونسبة للعدد الهائل من الجرحى الذين عجت بهم مستشفيات بيروت والجامعة الاميركية، تم نقل الكثيرين الى مستشفيات الاشرفية والمتن وكسروان في حين بلغ بعض المستشفيات قدرته الاستيعابية وطلب عدم نقل المصابين اليه.

 

الديار
البطولة اللبنانية تواجه الجُبن “الاسرائيلي”
هجوم الكتروني اجرامي يصيب حاملي جهاز البايجر من عناصر حزب الله ومدنيين
المقاومة تؤكد ان العدو “الاسرائيلي” سينال قصاصه على هذه الجريمة
لم يعرف التاريخ الحديث اجراماً يوازي بخبثه وجبنه الاجرام الاسرائيلي العابر لكل المواثيق الدولية والاخلاقية والروحية. فلقد تخطت اسرائيل بالأمس كل قواعد الاشتباك الحربية والانسانية والبشرية في هجومها الارهابي على لبنان وشعبه ومقاومته. بالمقابل، لم يفاجئ الشعب اللبناني العالم بصموده وتحديه للعدوان وبطولته في مواجهة الارهاب والاجرام، فلقد هب اللبنانيون بالأمس من جميع الفئات والطوائف الى نصرة آلاف الجرحى على كامل مساحة الوطن، حيث ضاقت المستشفيات بالمتبرعين بالدم، والتحق اطباء وممرضون من كل المناطق بمراكز الاستشفاء لاستيعاب العدد الهائل من الجرحى.
وفي التفاصيل، حصل بعد ظهر امس الثلاثاء هجوم اجرامي الكتروني من قبل العدو الصهيوني استهدف حاملي جهاز «البايجر» وهو جهاز يتم عبره توجيه رسائل نصية يستعمله الاطباء والعاملون في مجالات سريعة.
وقد استهدف العدو الاسرائيلي عناصر حزب الله الذين يحملون هذا الجهاز الذي انفجر وادى حتى ليل أمس الى سقوط 9 شهداء، بينهم طفلة و2800 جريح، منهم مئتا حالة حرجة. واستطاع لبنان ووزارة الصحة والمستشفيات الخاصة ووسائل اسعاف استيعاب هذه الضربة، وتم نقل الجرحى الى المستشفيات. كما ان المواطنين اللبنانيين ومن جميع الطوائف لبوا نداء التبرع بالدم وما هابوا تفاقم الأوضاع، بل توجهوا بالالاف الى المستشفيات في صورة تعكس بطولة الشعب اللبناني في مواجهة المخاطر والارهاب والجبن الاسرائيلي. وقد جاءت الاصابات في صفوف المدنيين الذين كانوا في محلات تجارية او في منازل يوجد فيها عنصر من حزب الله بحوزته هذا الجهاز.
ووفق المعلومات، فان حزب الله تلقى منذ اشهر وبعد 7 اكتوبر اجهزة من هذا النوع، حيث اعلن الحزب ان التحقيق جار لتحديد كيفية اختراق جيش العدو الاسرائيلي لهذه الاجهزة. ويعتقد ان مسيرات كانت على مستوى مرتفع في الجو، هي التي اعطت اشارات الكترونية لهذه الاجهزة كي تفجر بطارياتها، وكانت معظم الاصابات في الخاصرة واليد والوجه.
ان هذا العدوان يدل على الكراهية والخبث اللذين تحملهما الصهيونية في مبادئها وطريقة تعاملها الجبان، حيث لم تواجه على جبهات عناصر حزب الله او الشعب اللبناني، بل واجهته باساليب تكنولوجية توازي استعمال الاسلحة الكيمائية والسلاح النووي، وكل ذلك محرم دوليا وفق القانون الدولي. لكن العدو الصهيوني اجتاز كل الخطوط التي تحترم الانسانية، مثلما فعل في حرب الابادة الجماعية في قطاع غزة حيث استشهد اكثر من 41 الف شهيد هنالك و94 الف جريح، اضافة الى الشهداء الذين ما زالوا تحت الركام ولم يستطع احد انتشالهم.
حزب الله اصدر بيانا حدد ان العدوان هو اسرائيلي، وان القصاص والعقاب آتيان على الطريق، وتوعد بالرد، وقال ان الله هو شاهد على ما نقول.
ويعني ذلك ان الحزب بعد التحقيق الذي سيجريه والذي طلب من كل عناصره رمي الجهاز «البايجر»، سيدرس كيفية الرد عسكريا، وجبهة الجنوب مع شمال فلسطين هي ساحة الميدان بين مقاومة حزب الله وجيش العدو الاسرائيلي.
اما وزارة الخارجية اللبنانية، فقالت ان هنالك مباحثات داخل الحكومة لتقديم شكوى الى مجلس الامن لوضع نصها عند القرار وتقديمها بواسطة السفير اللبناني في الامم المتحدة، مع العلم ان الولايات المتحدة تلجأ الى استعمال الفيتو (النقض) ضد اي قرار يصل الى ادانة «اسرائيل» بمعاني الخبث والكراهية اللذين ظهرا واضحا في الذي حصل بعد ظهر امس واستهدف قرى في الجنوب من النبطية، الى مراكز لحزب الله، الى صيدا، الى بعلبك والهرمل، الى الضاحية الجنوبية، خاصة في العاصمة بيروت.
وقد تم نقل الجرحى الى مستشفيات العاصمة وغيرها، وفي البقاع ايضا وفي الجنوب. وكذلك تم نقل جرحى الى مستشفيات في جبل لبنان، حتى وصلت سيارات الاسعاف الى نقل جرحى في المتن الشمالي وكسروان وجبيل، وفي المستشفيات الحكومية والخاصة فيها.
الان باتت الانظار تتجه نحو الجنوب وكيف سيكون رد حزب الله على هذا العدوان الصهيوني. ولا بد من ان يكون الرد مثلما قال سماحة السيد حسن نصرالله اثر اغتيال السيد فؤاد شكر، ان الرد سيكون بقوة وحكمة، لان واقعيا فان حزب الله لا يريد الحرب الكاملة والشاملة، بل سيرد بشكل يؤدي الى شعور الجيش الاسرائيلي ومدن اسرائيلية بالاذى نتيجة اتخاذ حكومة نتانياهو وهذه الحكومة الدينيىة المتطرفة التي يرأسها، قرارات بعدوان من هذا النوع على لبنان استهدف تقريبا اكثر من نصف مناطقه.
وطبعا سيكون الرد صاروخيا ومدفعيا، وبمسيرات انقضاضية سيشعرها العدو الاسرائيلي، مع العلم ان الاجواء الدولية من الولايات المتحدة واوروبا ستضع كل ثقلها حتى لا تحصل الحرب الشاملة بين لبنان والكيان الصهيوني.
وبالعودة الى احداث امس، وبشكل دراماتيكي تطورت الأمور، فما كادت «اسرائيل» تعلن عن احباطها محاولة لاغتيال رئيس اركانها السابق افيف كوخافي، عبر عبوة مزروعة في احدى حدائق تل ابيب العامة، حتى شهدت مناطق الجنوب والبقاع، وصولا الى ضاحية بيروت الجنوبية، وامتدادا الى سوريا موجة تفجيرات استهدفت اجهزة «البايجر» التي يستخدمها عناصر حزب الله، في عملية تقنية استخباراتية معقدة، لم تتضح كامل عناصرها، سوى ان الاعداد والتخطيط لها بدأ منذ مدة، وادت في نصف ساعة الى سقوط اكثر من 2800 جريح وتسعة شهداء.
ففيما كانت تشهد تل لبيب اجتماعات امنية وعسكرية مكثفة، لوضع قرار «الحكومة الامنية» موضع التنفيذ، كشف فيه عن عملية امنية كانت تستهدف رئيس اركان الجيش السابق الجنرال افيف كوخافي، خلال ممارسته للرياضة في «بارك هياركون» في تل ابيب، عبر عبوة ناسفة من نوع «كليماغور» مربوطة بجهاز تفعيل عن بعد، يحتوي على كاميرا وهاتف نقال بهدف تفعيلها، مرتبطة بغرفة عمليات في بيروت، ما يطرح السؤال حول قدرة حزب الله، اما على التسلل ووضع العبوة، واما استعانته باحدى الخلايا التي سبق تجنيدها والتي قامت بالمهمة.
ولم تكد تمضي فترة وجيزة على الكشف عن عبوة تل ابيب، حتى شهد لبنان حدثا امنيا خطرا، تمثل في عملية تم التجهيز لها منذ فترة، من المؤكد ان تكون «اسرائيل» خلفه، رغم ترجيح تدخل جهات ثالثة، استهدف شبكة «اتصالات الحزب»، في مناطق الضاحية الجنوبية، والبقاع، والجنوب، اجهزة ال»pagers» او ال» beeper»، والتي تعمل «باتجاه واحد»، اي تلقي الرسائل المشفرة دون ارسال، حيث نجح الهجوم في اختراق العشرات من هذه الاجهزة، عبر ارسال «فولتاج عالي»، عبر المسيرات، او طائرات التجسس والحرب الالكترونية، ما ادى الى ارتفاع حرارة ال « GPST» ما تسبب بحصول احتكاك كهربائي ادى الى احتراق بطاريات الليثيوم وبالتالي انفجارها، ما ادى الى وقوع مئات الجرحى من مقاتلي الحزب، في لبنان وسوريا، فضلا عن اصابة السفير الايراني، نتيجة انفجار احد تلك الاجهزة التي كان يحملها مرافقه.
وكشفت المصادر الأمنية المطلعة ان العملية جرى تنفيذها بدقة عالية، اذ استهدفت مقاتلي الحزب، دون غيرهم من حاملي هذه الاجهزة ومستخدميها في لبنان، ومنهم الطواقم الطبية، مشيرة الى ان «المهاجم» تمكن من الحصول على «اكواد البرمجة» الخاصة بالاجهزة المستهدفة والمشفرة، فضلا عن انها استهدفت نوعية معينة من هذه الاجهزة وصلت الى الحزب مؤخرا، وعددها حوالى 4000 جهاز، دخلت لبنان عبر الطرق التي يستخدمها حزب الله عادة. اشارة الى انه بهدف ايقاع اصابات قاتلة ومؤكدة، جميع الاجهزة التي انفجرت اصدرت اصوات تنبيه قبل انفجارها بثوان بهدف دفع حامليها الى الاقتراب من اجهزتهم واصابتهم عن قرب.
في هذا الاطار كشف احد خبراء الاتصالات انه لا يزال من المبكر الجزم حول الطريقة التي تم تنفيذ عملية الاختراق عبرها، ذلك ان الاسباب التي يمكن ان تقف وراء هكذا نتيجة متعددة، وهي تحتاج الى تحقيق دقيق وتحليل للاجهزة، ذلك ان من بين الفرضيات يمكن ان يكون قد تم تفخيخ هذه الاجهزة من المصدر، وهي استراتيجية سبق «لاسرائيل» ان اعتمدتها في تفخيخ هواتف عدد من القيادات الفلسطينية، من بينها يحيى عياش، او من خلال زرع برمجيات خبيثة فيها تم تفعيلها في لحظة معينة، وهاتان الفرضيتان تقودان الى ان «اسرائيل» كانت تلاحق الشحنة من المصدر، كما انه يمكن ان تكون نتيجة ضغط ولده كم كبير من الرسائل تعرضت له الاجهزة المستهدفة ما ادى الى ارتفاع حرارة بطاريات الليثيوم المجهزة بها، الا ان تلك الفرضية تبقى بعيدة عن الواقع. اما السيناريو الذي يحكى عنه عن بث موجات كهرومغناطيسية، عبر الموجات المشفرة التي تستخدمها تلك الاجهزة، فهو ما يمكن ان يكون قد نتج منه ارتفاع حرارة البطاريات وانفجارها، هذا من الناحية النظرية، ذلك ان هذه الحادثة لم يشهد لها الواقع مثيلا في السابق، وهي اقرب الى الخيال، من هنا عدم امكان الجزم بالجهات التي يمكن ان تكون قد توصلت الى امتلاك تلك التكنولوجيا، وما اذا كانت «اسرائيل» من بينها، رغم ان المنطق يقول ان الولايات المتحدة الاميركية قد تكون احدى الجهات التي تمتلكها.
منظمة «سيمكس»
من جهتها كشفت منظمة «سيمكس» المعنية بحماية حقوق الإنسان في الفضاءات الرقمية، عبر موقعها الإلكتروني، أنها توصلت إلى ثلاث نظريات تفسر ما حدث فعلياً من وجهة نظر رقمية وتقنية،وهي:
– احتمال ان تكون أجهزة النداء التي انفجرت جزءاً من شحنة جرى استلامها وتشغيلها بعدما تم العبث بها خلال عملية الشحن، فزرعت فيها، على سبيل المثال، عبوات متفجرة صغيرة، ليتم تفعيلها عن بعد أو بواسطة جهاز توقيت.
– إمكان أن يكون جرى التلاعب بأجهزة النداء التي انفجرت خلال عملية الشحن ضمن «هجمات سلاسل التوريد» (supply chain attack) ليتم تفعيلها لاحقاً عن طريق موجات راديو تطلق من محطة أرضية أو جهاز استخباراتي مثل «نظام الإنذار المبكر والتحكم» (AWACS)، لتفجير الأجهزة.
– عدم تعرض أجهزة النداء لأي اعتراض، إلا أن الاستخبارات الإسرائيلية كانت على دراية بطبيعة الأجهزة، فطورت طريقة لبث ثغرة يمكن استغلالها فيها. ويحتمل أن تكون الثغرة قد تسببت برفع حرارة الأجهزة، ما أدى إلى انفجار بطارياتها.
هذا الانكشاف الخطر رسم علامات استفهام حول تفلت المواجهة واحتمال تحول الحرب الدائرة الى صراع من نوع جديد، فالرسالة جاءت واضحة وخطرة، رغم ان احد مستشاري نتانياهو حذف تغريدة له كان اشار فيها الى مسؤولية «اسرائيل» عن هجمات بيروت، بعد دقائق من نشرها، في وقت طلب فيه الى الوزراء عدم التعليق على الاحداث الجارية.
يبقى الاهم، كيف واين ومتى سيرد حزب الله الذي اكد ان الرد سياتي»من حيث يدرون ولا يدرون».
واشنطن
وفي معرض ردها على التلميح بمشاركتها في العملية، اشارت وزارة الخارجية الاميركية الى ان أميركا تجمع معلومات عن تفجيرات أجهزة الاتصال في لبنان، وواشنطن ليست ضالعة في الأمر، كما ان اميركا ليست لديها أي تقييمات بشكل أو بآخر عن هوية المسؤول عن تفجيرات أجهزة الاتصال في لبنان.
وشدد المتحدث باسم الخارجية الأميركية ماثيو ميلر في مؤتمر صحفي، على ان واشنطن ترغب في إيجاد حل ديبلوماسي للصراع بين «إسرائيل» وحزب الله، وهي قلقة دائما بشأن أي واقعة يمكن أن تثير التصعيد في الشرق الأوسط. واعتبر انه من السابق لأوانه معرفة مدى تأثير تفجيرات أجهزة الاتصال في لبنان بمحادثات وقف إطلاق النار في غزة.
وحض ايران على عدم استغلال أي حادثة لمحاولة مفاقمة عدم الاستقرار وتصعيد التوترات في المنطقة، بعد الانفجارات التي أصيب فيها أيضا السفير الإيراني في بيروت مجتبى اماني.
زيارة هوكشتاين
في كل الاحوال، فان التطورين الخطرين، رفعا من منسوب اتجاه الاوضاع نحو المزيد من التصعيد الميداني في وقت تهدد فيه «اسرائيل» بالحرب الشاملة، فيما تسعى واشنطن عبر موفديها الى المنطقة، من وزير خارجية انتوني بلينكن في مصر، مرورا بمبعوثها اموس هوكشتاين في تل ابيب، وصولا الى وزير الدفاع الذي يصل الاحد الى تل ابيب، لكبح جماحها ، من دون نتيجة ما دامت تصر على الخيار العسكري، وتمعن في استفزاز الحزب، لا سيما بعد عملية الامس.
فالأمر لا يحتاج إلى كثير انتظار لمعرفة ان الجهود المتجددة على محور زيارة الوسيط الاميركي اموس هوكشتاين الى تل ابيب لم تُجدِ نفعاً، في ظل قرار القيادتين السياسية والعسكرية في «اسرائيل»، اعادة النازحين من الشمال «بكل الوسائل المتاحة»، بعدما بات هذا البند من احد اهداف الحرب القائمة، التي بدات تتخذ شكلا جديدا.
مصادر ديبلوماسية متابعة كشفت ان هوكشتاين ناقش في «اسرائيل» ثلاث نقاط اساسية:
اولا، دعوته تل ابيب الى المحافظة على قواعد اللعبة القائمة حاليا، وعدم خرقها، باتجاه توسيع الحرب، لما قد يكون لذلك من تداعيات اقليمية، خصوصا ان المفاوضات الايرانية – الاميركية قد تم تجميدها راهنا، وبالتالي قدرة الضغط الاميركي على طهران قد تراجعت، متحدثا في هذا الاطار عن الصاروخ الحوثي الفرط –صوتي، والذي يشكل رسالة اقليمية واضحة، في التوقيت والهدف.
ثانيا، اعاد طرح «التسوية» الحدودية التي كان يعمل عليها، مؤكدا ان ثمة «ليونة لبنانية» وامكانا للتوصل الى حل بشان النقاط ال13 المتنازع عليها، ما يسمح بفك الاشتباك وربط النزاع بين تل ابيب وبيروت، عبر ترسيم بري، كما حصل في مسالة التسوية البحرية.
الا ان الاختلاف بدا واضحا وعميقا في ما خص مزارع شبعا التي اصر الجانب الاسرائيلي على انها تبقى خارج اي اتفاق مع لبنان، رافضا في هذا الاطار «الترسيم» الاميركي الذي اخذ في الاعتبار خط الحدود وفقا للخيم التي نصبها حزب الله.
ثالثا، وعده للمسؤولين الذين التقاهم، بان تمارس بلاده ضغوطا قوية على الحكومة اللبنانية لوقف حرب الاسناد، والسير في تسوية حدودية مقبولة، وهو ما اعتبره الاسرائيلي غير منطقي وغير قابل للتطبيق، خصوصا ان واشنطن لا تملك تصورا واضحا لآليات الضغط وحدودها.
واشارت المصادر الى ان العمل الديبلوماسي القائم ينفع ايضا لمرحلة ما بعد الحرب، وليس فقط لوقف التصعيد، حيث ان القرار 1701 يبقى صالحا، مع ادخال تعديلات عليه، ووضع آلية لمراقبة تنفيذه، مستبعدة اجتياحا اسرائيليا بريا، انما تصعيد في عمليات التدمير الممنهج لقرى المواجهة مع توسع باتجاه «العمق الاستراتيجي» لحزب الله.
رئاسيا
اما في الملف الرئاسي ورغم ان اجتماع خماسية باريس في قصر الصنوبر انتهى الى قناعة واتفاق اطرافها على ان شيئا لم يتغير في المواقف الداخلية من الاستحقاق، الا انها على ما يبدو مصرة على الاستمرار في مسعاها، الذي قاد عضويها الفرنسي والسعودي الى معراب، وسط توقعات بان تبدأ جولة على الكتل النيابية هذا الاسبوع، لطرح افكار جديدة، على ما تشير اوساطها، تم تداولها في لقاء الرياض، في وقت يتوقع فيه وصول الموفد الفرنسي جان ايف لودريان الى بيروت في الاسبوع الاخير من شهر ايلول.
وكشفت الاوساط ان لودريان، قد يجتمع بالسفراء الخمس، معيدا احياء فكرة دعوته لحوار برئاسته في قصر الصنوبر، وفقا لآلية جديدة، في ظل اصرار دولي على انجاز الاستحقاق الرئاسي، ما قد يعطي فرصة للفصل بين مساري الحرب في غزة والجنوب بشكل جدي، وبالتالي امكان التوصل الى اتفاق او تسوية على غرار الترسيم البحري، تسمح بتحييد جبهة لبنان.
من جهتهم، اكد مقربون من الثامن من آذار، ان ثمة «قطبة مخفية» في تحرك اللجنة الخماسية، تدفع باتجاه التساؤل حول حقيقة نياتها، ذلك ان رئيس مجلس النواب سمع كلاما واضحا من السفراء الخمسة حول تاييدهم ودعمهم لمبادرته، في لقاءاته الثنائية معهم، الا انها حتى الساعة لم تصدر اي بيان جماعي يؤيد هذه المبادرة، وهو امر غير مفهوم، كما انها لم تمارس اي ضغوط على رافضي الحوار، بل تنصلت من قدرتها على التاثير في هذا الخصوص.
وتابعت المصادر، بان النسخة المنقحة من مبادرة عين التينة، التي اعلن عنها في ذكرى اختفاء الامام موسى الصدر، هي اقصى ما يمكن تقديمه، وهي الباب للذهاب نحو اي حل، في حال ارادت الاطراف انهاء الشغور في رئاسة الجمهورية، وبالتالي الشلل المتحكم بالدولة، رافضة الربط بين ملف قانون الانتخابات النيابية الذي سيوضع على طاولة النقاش، واتمام الانتخابات الرئاسية.
الوضع جنوبا
الحدث الامني الكبير الذي شهده الداخل، لم يخفف من حماوة الميدان جنوبا، حيث استهدفت القوات الاسرائيلية أطراف بلدتي علما الشعب ويارين في القطاع الغربي، بعدد من القذائف، كما سجلت غارة على منزلين في بليدا أدت إلى استشهاد ثلاثة أشخاص وإصابة اثنين بجروح، كما استهدفت مسيرة اسرائيلية مجرى نهر الليطاني عند اطراف بلدة دير سريان، كما استهدف الطيران سيارة على طريق بلدة مقنة في البقاع الشمالي.
من جهته اعلن حزب الله « استهداف جنود العدو ‏الإسرائيلي في تلة الكرنتينا بالأسلحة المناسبة وكذلك مرابض مدفعية العدو ‏في الزاعورة بالأسلحة الصاروخية ، فضلا عن ‏شن هجوم جوي بأسراب من المسيرات ‏الانقضاضية على مقر مستحدث لقوة استطلاع من لواء غولاني 631 في ثكنة راموت نفتالي ‏مستهدفة أماكن استقرار ضباطها وجنودها وأصابت أهدافها بدقة».‏ وصدر عنه سلسلة بيانات ايضا، أكد فيها انه « استهدف العدو الإسرائيلي في موقع العباد وعند رصد تحرك لِمجموعة من جنوده في محيط الموقع، استهدفها مجاهدو المقاومة الإسلامية بالأسلحة المناسبة وحققوا فيها إصابات مؤكدة». وأضاف: «بعد رصدِ هدفٍ ‏للعدو الإسرائيلي في محيط موقع العباد، استهدفه مجاهدو المقاومة الإسلامية بِصاروخ موجّه أصابه بشكلٍ مباشر».‏ وأشار «الحزب» أيضاً الى ان مجاهدي المقاومة الاسلامية استهدفوا مباني يستخدمها جنود العدو في مستعمرة المنارة بالأسلحة ‏المناسبة وأصابوها مباشرة .‏ وأعلن أيضاً ان «بعد مراقبة ومتابعة لِقوات العدو الإسرائيلي في موقع راميا وعند رصد تجمع لِآلياته داخل الموقع، استهدفها مجاهدو المقاومة الإسلامية ليل أمس بالصواريخ الموجهة وأصابوها بشكلٍ مباشر مما أدى إلى تدميرها واشتعال النيران فيها، وعند دخول قوة إسناد إلى الموقع استهدفها المجاهدون بِقذائف المدفعية وحققوا فيها إصابات مؤكدة».
الطلاب السوريون
اما في ملف الوجود السوري غير الشرعي، فقد نجحت الضغوط في ثني مجلس الوزراء عن قراره الذي يسمح للطلاب السوريين غير الحاملين بطاقة إقامة قانونية او حتى بطاقة تعريف صادرة عن المفوضية السامية لشؤون اللاجئين، بالتسجيل في المعاهد والمدارس الرسمية والخاصة للعام الدراسي 2025/2024، بعدما قررت الحكومة تصحيح الخطأ، وحصر التسجيل بالتلاميذ الذين يملكون اقامات شرعية وقانونية، وفي السياق، قالت المصادر ان خطورة القرار السابق ، الذي سمح للطلاب السوريين الموجودين في اي مكان في العالم التسجيل في لبنان، أنه اعطى وزارة التربية الحق في تسليم المديرية العامة للأمن العام عبر وزارة الداخلية الاسم الثلاثي والوثائق المتوافرة عن كل مرشح نازح نجح في الامتحانات الرسمية للشهادات الرسمية الصادرة عن المديرية العامة للتعليم المهني والتقني، لكي يقوم الأمن العام بمهامه لجهة متابعة حصولهم على الإقامة الشرعية.

 

النهار
الاختراق ـ المجزرة إعلان حرب؟
هل هي بداية الحرب الإسرائيلية بأغرب ما عُرف من هجمات سيبرانية أم أن سراً ما آخر قد ينكشف ويفرمل ردّ “حزب الله” على أفظع ما استهدف عناصره بعيداً من الميدان؟
لم يسبق للبنان، بمعظم مناطقه وبكل قطاعه الاستشفائي والطبي خصوصاً، أن عرف مشهداً مماثلاً لمشهد مجزرة الإصابات والجرحى في صفوف “حزب الله” إلا مشهد انفجار مرفأ بيروت في 4 آب (أغسطس) 2020. هذه المجزرة التي فاق عدد ضحاياها من المصابين من عناصر “حزب الله” الـ 3000 إصابة مع صعوبة الركون إلى عدد نهائي لتعذر مسح شامل للمصابين الموزعين على معظم مستشفيات لبنان في كل المناطق بلا استثناء، أوحت للوهلة الأولى بأنها بداية الحرب أو طليعة الهجوم الإسرائيلي على “حزب الله”، ولكن من غير طريق عسكري تقليدي بل بأخطر وأوسع هجوم سيبراني غير مسبوق فُجّرت عبره شبكة الاتصالات التي يستخدمها الحزب عبر أجهزة البيجر pagers تجنباً لاستخدام شبكات الخليوي. ووصف هذا التطور بأنه أمر ضخم جداً غير مسبوق على مستوى العالم.
وإذ بدا لافتاً أن “حزب الله” تريّث في تثبيت الاتهام لإسرائيل في هذا الهجوم عبر بيانه الأول الذي أصدره قرابة السادسة مساءً، ولو أنه أكد أعلى الجهوزية وأنه يحقق في التفجيرات لمعرفة أسبابها، أفادت التقارير الأولية بأن إسرائيل تمكنت من اختراق أجهزة الاتصالات التي يستخدمها عناصر “حزب الله ” وفجرتها في أكثر من منطقة لا سيما في الضاحية الجنوبية لبيروت والعاصمة والجنوب والبقاع، امتداداً حتى سوريا ما أدى إلى اصابة أكثر من ثلاثة آلاف شخص. وجاء هذا التطور الأخطر في تاريخ الخروقات الاستخبارية التقنية وسط ازدياد المخاوف من إنفجار ميداني كبير بعدما بادرت إسرائيل إلى إحباط مهمة الموفد الأميركي إلى إسرائيل ولبنان آموس هوكشتاين بإعلانها ليل الأحد الماضي، المضي في قرار توسيع الهجمات في الشمال.
وفيما كانت مناطق لبنانية كثيرة تشهد أكبر عمليات نقل للمصابين والجرحى منذ انفجار مرفأ بيروت، جاءت الصدمة القاسية في تعداد الحصيلة الأولية للضحايا على لسان وزير الصحة فراس أبيض إذ اعلن أن 9 شهداء بينهم طفلة ونحو2800 جريح سقطوا حتى مساء أمس جراء تفجير الـ pagers.
ونقلت “رويترز” عن مسؤول في “حزب الله” أن تفجير أجهزة الاتصال يشكّل أكبر اختراق أمني حتى الآن. وأكدت مصادر مطلعة أن ما حصل من تفجير للأجهزة هو عمل أمني محدود بنوعية محددة من الأجهزة وصلت إلى “حزب الله” مؤخرًا وأن ليس كل أجهزة الـpagers التي يمتلكها عناصر “حزب الله” إنفجرت. وأوضحت أن هذه الأجهزة الحديثة التي استقدمها الحزب تتميز بإحتوائها على بطاريات ليثيوم حيث تمكنت إسرائيل من إختراق الموجة التي يعمل عليها عناصر الحزب وإرسال بيانات هائلة عليها في اللحظة ذاتها، ما يؤدي إلى حماوة كبيرة في البطارية قبل انفجارها.
“الحزب” وإسرائيل
وبعد بيانه الأولي عن الهجوم، أصدر “حزب الله” مساءً بياناً ثانياً أعلن فيه أنه “بعد التدقيق في كل الوقائع والمعطيات الراهنة والمعلومات المتوفرة حول الاعتداء الآثم الذي جرى ‏بعد ظهر هذا اليوم (أمس) فإنّنا نحمّل العدو الإسرائيلي المسؤولية الكاملة عن هذا العدوان الإجرامي والذي ‏طال المدنيين أيضًا وأدى إلى ارتقاء عدد من الشهداء وإصابة عدد كبير بجراح مختلفة.‏ إنّ شهداءنا وجرحانا هم عنوان جهادنا وتضحياتنا على طريق القدس، انتصاراً ‏لأهلنا الشرفاء في ‏قطاع غزة والضفة الغربية وإسناداً ميدانياً متواصلاً، وسيبقى موقفنا هذا بالنصرة والدعم والتأييد ‏للمقاومة الفلسطينية الباسلة محلّ اعتزازنا وافتخارنا ‏في الدنيا والآخرة.‏ إنّ هذا العدو الغادر والمجرم سينال بالتأكيد قصاصه العادل على هذا العدوان الآثم ‏من حيث يحتسب ‏ومن حيث لا يحتسب، والله على ما نقول شهيد”.‏
وكانت القناة 12 الإسرائيلية كشفت أن “اسم العملية الأمنية في لبنان هو “عملية تحت الحزام”. وأفادت هيئة البث الإسرائيلية أن مشاورات أجريت بين نتنياهو وغالانت وقيادات الجيش في وزارة الدفاع، وقالت وسائل إعلام إسرائيلية إن الأجهزة الأمنية تعتقد أن “حزب الله” ينوي اطلاق عملية عسكرية ضد إسرائيل. وراحت وسائل الإعلام الإسرائيلية ليلاً تبث معلومات عن استنفار واسع تحسباً لرد “حزب الله”.
وتبين أن إصابات عدة وقعت في صفوف قادة كبار في “حزب الله” ومرافقيهم فيما أكد مسؤول كبير في الحزب لـ”رويترز” أن الأمين العام للحزب السيد حسن نصرالله لم يُصَب بأذى في تفجيرات أجهزة الاتصال. وقال المعاون السياسي لنصرالله حسين الخليل: “لاحقين على الرد وعلى العدو أن يتوقع من لبنان كل شيء بعد الجرائم التي ارتكبها بحق اللبنانيين”.
واستشهد نجل النائب علي عمار، محمد مهدي عمار ( 40 سنة)، وأصيب نجل وفيق صفا ونجل النائب حسن فضل الله وأصيب نجل المسؤول الاعلامي للحزب محمد عفيف.
كما اصيب سفير إيران في لبنان مجتبى أماني جراء انفجار جهاز كان يستعمله. وقال مصدر لبناني مطلع أن السفير الإيراني في بيروت أصيب في الوجه نتيجة انفجار جهاز البيجر ونقل إلى مستشفى الرسول الأعظم وإصابته ليست بليغة.
وأفاد المرصد السوري عن وصول عدد من عناصر “حزب الله” إلى المستشفيات في دمشق ومحافظة ريف دمشق نتيجة تعرضهم لإصابات بعد انفجار أجهزة اتصال كانوا يحملونها. ولاحقاً أفاد الإعلام السوري أن سبعة من عناصر “حزب الله” قتلوا بتفجير أجهزة اتصال في حي السيدة زينب في دمشق.
الموقف الرسمي
وخلال الجلسة التي عقدها مجلس الوزراء اللبناني عصر أمس أجرى رئيس الحكومة نجيب ميقاتي إتصالات عاجلة بقائد الجيش وقادة الأجهزة الأمنية واطلع منهم على ملابسات الانفجارات التي حصلت في عدد من المناطق اللبنانية على عدد من أجهزة الاتصال اللاسلكي ما أدى إلى سقوط عشرات الشهداء والجرحى. كما اجرى اتصالاً بوزير الصحة فراس أبيض واطلع منه على الوضع الصحي والاستشفائي الطارئ واستنفار كل اجهزة الوزارة لنقل الجرحى الى المستشفيات ومعالجتهم. كما أطلع رئيس الحكومة، مجلس الوزراء على ما توافر من معلومات وتحقيقات، فأكد المجلس مجتمعاً “إدانته هذا العدوان الإسرائيلي الاجرامي والذي يشكل خرقاً خطيراً للسيادة اللبنانية وإجراماً موصوفاً بكل المقاييس”. وشدد مجلس الوزراء على “أن الحكومة باشرت على الفور القيام بكل الاتصالات اللازمة مع الدول المعنية والأمم المتحدة لوضعها أمام مسؤولياتها حيال هذا الاجرام المتمادي”. وقرر مجلس الوزراء ابقاء اجتماعاته مفتوحة لمواكبة ما يحصل.
يشار إلى أن وزير الإعلام زياد المكاري أعلن بعد الجلسة تعديل القرار الذي يخصّ ملف تعليم النازحين السوريين، مؤكداً أنه “سيتمّ تعليم فقط التلامذة السوريين الشرعيين بعد اليوم”. ومساء أعلن وزير التربية والتعليم العالي عباس الحلبي اقفال الجامعات والمدارس اليوم “استنكاراً للعمل الإجرامي الذي اقترفه العدو الإسرائيلي”.
وسئل رئيس حزب “القوات اللبنانية” سمير جعجع، بعد لقائه السفير السعودي وليد بخاري في معراب عما إذا كان الحدث الأمني زاد تأخير مسار الرئاسة الذي يعمل سفراء اللجنة الخماسية من أجله، فأجاب: “أشدّ الأسف والحزن على ما حدث اليوم، الآلاف في المستشفيات، هيدا مش وقت نحكي سياسة”.

 

الجمهورية
مجرزة «البايجر» تغيّر «القواعد» و«الحزب» يتّهم إسرائيل ويتوعدها
من اليوم يمكن القول إنّ قواعد الاشتباك على الجبهة الجنوبية اللبنانية دخلت مرحلة جديدة، بحيت انّ الساعات والأيام المقبلة قد تشهد تطورات دراماتيكية على مستوى المواجهة بين اسرائيل و»حزب الله» الذي توعّد بأنّ «هذا العدو الغادر والمجرم سينال بالتأكيد قصاصه العادل على هذا العدوان الآثم ‏من حيث يحتسب ومن حيث لا يحتسب».‏ في وقت أفادت القناة 14 الإسرائيلية، أنّه «ابتداءً من الليلة (أمس) سينتقل الثقل الأمني والعسكري من قطاع غزة إلى الجبهة الشمالية»، معتبرةً أنّ «احتمالات إعلان إسرائيل قريباً جبهة الشمال جبهة الحرب الرئيسية». ونقلت القناة عن ضابط كبير قوله إنّ «إسرائيل تستعد لحرب لبنان الثالثة».
أكثر من 3 آلاف جريح حالة 200 منهم حرجة و11 شهيداً بينهم مهدي نجل النائب علي عمار، سقطوا امس في عدوان اسرائيلي من نوع جديد على لبنان، في جريمة يمكن وصفها بأنّها جريمة إبادة جماعية، لأنّ هؤلاء الجرحى كان يمكن ان يستشهدوا جميعاً، ولكن العناية الالهية أنجتهم من القتل وجعلتهم في مرتبة «الشهداء الأحياء»، وسيكون بينهم المئات من المعوقين جراء انفجار أجهزة «البايجر» المحمولة بين ايديهم بواسطة تقنية عالية اخترقت نظامها.
ونقلت قناة «الجزيرة» عن مصدر أمني لبناني قوله إنّ أجهزة الاتصال «بايجر» التي انفجرت كانت مفخخة مسبقاً، وزنة العبوة التي تمّ تفجيرها فيها لم تتجاوز 20 غراماً من المواد المتفجرة». واشار إلى انّ هذه الاجهزة تمّ استيرادها قبل أشهرعدة». وأنه «يتم التحقيق في مجموعة فرضيات حول طريقة تفعيل الشحنة المتفجرة».
الموقف الأميركي
وأعلنت وزارة الخارجية الأميركية، مساء امس، أنّ «سياسة الولايات المتحدة الأميركية لا تزال على حالها، وتسعى إلى حل ديبلوماسي للنزاع بين إسرائيل و«حزب الله». وأكّدت أنّ «لا تقييمات عن هوية المسؤول عن تفجيرات أجهزة الاتصال في لبنان». وأشارت إلى «أننا نجمع معلومات عن تفجيرات أجهزة الاتصال في لبنان، وواشنطن ليست ضالعة في الأمر، كما انّ اميركا ليست لديها أي تقييمات بشكل أو بآخر عن هوية المسؤول عن تفجيرات أجهزة الاتصال في لبنان.
والى ذلك، شدّد المتحدث باسم الخارجية الأميركية ماثيو ميلر في مؤتمر صحافي، على انّ واشنطن ترغب في إيجاد حل ديبلوماسي للصراع بين إسرائيل و«حزب الله»، وهي قلقة دائماً بشأن أي واقعة يمكن أن تثير التصعيد في الشرق الأوسط». واعتبر انّ «من السابق لأوانه معرفة مدى تأثير تفجيرات أجهزة الاتصال في لبنان على محادثات وقف إطلاق النار في غزة». وحضّ ايران «على عدم استغلال أي حادثة لمحاولة مفاقمة عدم الاستقرار وتصعيد التوترات في المنطقة، بعد الانفجارات التي أصيب فيها أيضاً السفير الإيراني في بيروت مجتبى اماني».
وذكر موقع «اكسيوس» الاميركي، انّ «العملية تمّت الموافقة عليها هذا الأسبوع في اجتماعات بين نتنياهو وأعضاء حكومته والقادة الكبار». وقال انّ «إسرائيل نفّذت العملية لنقل قتالها ضدّ «حزب الله» إلى مرحلة جديدة مع السعي لعدم بلوغ حرب شاملة».
ونقل الموقع عن مصدر، أنّ «استخبارات إسرائيل قدّرت قبل العملية أنّ «حزب الله» من المرجح أن يردّ بهجوم كبير على إسرائيل»، لافتاً الى أنّ «إسرائيل لم تبلّغ إدارة بايدن مسبقاً بعمليتها بشأن تفجير أجهزة استدعاء أعضاء «حزب الله».
وذكر الموقع، أنّ «العملية تمّت الموافقة عليها هذا الأسبوع في اجتماعات بين نتنياهو وأعضاء حكومته الكبار والقادة «، مضيفاً: «إسرائيل نفّذت العملية لنقل قتالها ضدّ «حزب الله» إلى مرحلة جديدة مع السعي لعدم بلوغ حرب شاملة».
القصاص العادل
وقد أحدث هذا العدوان التقني اختلالاً كبيراً في قواعد الاشتباك القائمة منذ اليوم التالي لعملية «طوفان الأقصى». في وقت اعلن «حزب الله» في بيان، انّه «بعد التدقيق في كل الوقائع والمعطيات الراهنة والمعلومات المتوافرة حول الاعتداء الآثم الذي جرى بعد ظهر هذا اليوم، فإنّنا نحمّل العدو الإسرائيلي المسؤولية الكاملة عن هذا العدوان الإجرامي والذي طال المدنيين أيضًا، وأدّى إلى ارتقاء عدد من الشهداء وإصابة عدد كبير بجراح مختلفة». وقال «إنّ شهداءنا وجرحانا هم عنوان جهادنا وتضحياتنا على طريق القدس، انتصارًا ‏لأهلنا الشرفاء في قطاع غزة والضفة الغربية وإسنادًا ميدانيًا متواصلًا. وسيبقى موقفنا هذا بالنصرة والدعم والتأييد للمقاومة الفلسطينية الباسلة محل اعتزازنا وافتخارنا ‏في الدنيا والآخرة».‏ وأكّد إنّ «هذا العدو الغادر والمجرم سينال بالتأكيد قصاصه العادل على هذا العدوان الآثم ‏من حيث يحتسب ومن حيث لا يحتسب، والله على ما نقول شهيد».‏
واشار الحاج حسين الخليل المعاون السياسي للامين العام لـ«حزب الله» السيد حسن نصرالله، رداً على سؤال لقناة «الجديد» حول تفجير اجهزة الاتصال التابعة لـ«حزب الله» ووقوع عدد من الضحايا، الى انّه «لاحقين عالردّ»، وعلى العدو أن يتوقع من لبنان كل شيء بعد الجرائم التي ارتكبها بحق اللبنانيين».
وافاد مسؤول كبير بـ«حزب الله» لوكالة «رويترز»، أنّ «أمين عام الحزب نصر الله لم يصب بأذى في تفجيرات أجهزة الاتصال».
جريمة موصوفة
واشار رئيس مجلس النواب نبيه بري الى «انّ ديدن الإحتلال الإسرائيلي ومستوياته الأمنية والعسكرية والسياسية، الغدر، والإرهاب، والقتل الجبان على نحو يخالف كل القواعد الأخلاقية والقانونية والإنسانية». وشدّد بري على أنّ ما أقدمت عليه إسرائيل عصر اليوم لا يرقى الى مستوى المجزرة فحسب، إنما هو جريمة حرب موصوفة لم يعد جائزاً من المجتمع الدولي الإكتفاء بعبارات الإدانة والشجب والإستنكار، إنّ العالم بأسره مدعو الى تحرّك عاجل للجم آلة الإرهاب الإسرائيلي التي إن إستمرت على هذا النحو من التفلّت والإجرام فهي آخذة المنطقة والأمن والإستقرار الاقليميين نحو شر مستطير».
ميقاتي
وزار رئيس الحكومة نجيب ميقاتي الضاحية الجنوبية لبيروت مساء امس، حيث قدّم التعازي الى النائب علي عمار باستشهاد نجله مهدي عمار. ووصف ما حصل بأنّه «خطير جداً». وتلقّى لاحقاً اتصالاً من نائب رئيس الحكومة وزير الخارجية الاردني أيمن الصفدي، الذي نقل له نقل توجيهات ملك الاردن عبدالله الثاني بتقديم أي مساعدات طبية يحتاجها القطاع الطبي اللبناني لمعالجة الجرحى. وشدّد الصفدي «على ضرورة وقف التصعيد الخطير الذي تشهده المنطقة، عبر الوقف الفوري للعدوان الإسرائيلي على غزة والتصعيد في الضفة الغربية والتزام قرار مجلس الأمن الرقم 1701». وأكّد «إدانة الأردن ورفضه كل عمل يهدّد أمن لبنان واستقراره وسلامة مواطنيه».
وتلقّى ميقاتي ايضاً اتصالاً من وزير خارجية مصر الدكتور بدر أحمد محمد عبد العاطي، نقل خلاله تضامن مصر رئيساً وشعباً مع لبنان في مواجهة ما تعرّض له من تفجيرات. كذلك نقل لميقاتي توجيهات الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي «بدعم لبنان في كل ما يحتاجه في هذه الظروف العصيبة التي يمرّ فيها».
وكان مجلس الوزراء الذي اجتمع برئاسة ميقاتي بعد ظهر امس اكّد «إدانته هذا العدوان الاسرائيلي الاجرامي، والذي يشكّل خرقاً خطيراً للسيادة اللبنانية واجراماً موصوفاً بكل المقاييس». وشدّد على انّ الحكومة باشرت على الفور القيام بكل الاتصالات اللازمة مع الدول المعنية والامم المتحدة، لوضعها امام مسؤولياتها حيال هذا الإجرام المتمادي». واعلن إبقاء اجتماعاته مفتوحة لمواكبة ما يحصل.
جنبلاط
وإلى ذلك، اعتبر الرئيس السابق «للحزب التقدمي الاشتراكي» وليد جنبلاط انّ ما حدث امس «ضربة إسرائيلية قاسية، وما حدث اليوم من قبل إسرائيل جولة من الجولات وليس نهاية المطاف». ولفت جنبلاط في تصريح متلفز الى «انّ لبنان لا يريد الحرب لكنه يريد الدفاع عن نفسه، وإسرائيل بعملية اليوم (أمس) قد استفزته»، وقال: «أدعو الى ضبط الصفوف ثم التحضير لمزيد من الاعتداءات الإسرائيلية ضدّ لبنان»، مؤكّداً «انّ النزاع مع إسرائيل نزاع وجود وليس نزاع حدود، وهم يحاولون استباحة الجنوب لكن المقاومة باقية». وشدّد على «انّ الحرب ستطاول الجميع والسقوط سيطاول الجميع إذا لم نبن خطة عربية مشتركة للمواجهة». واكّد «انّ إسرائيل ستجتاح العالم العربي كله آجلاً أم عاجلاً وستفرض شروطها، وعلى العالم العربي أن يقدّم المال والسلاح للمقاومة في غزة والضفة وجنوب لبنان». واكّد انّ «الشعب اللبناني لن يستسلم وسيقاوم».
الامم المتحدة
في هذه الاثناء، اشار المتحدث باسم الأمم المتحدة ستيفان دوجاريك في تصريح له، الى «إنّ التطورات في لبنان تبعث على القلق الشديد في ظل الوضع «الشديد التقلّب»، لافتاً الى «أنّ الامم المتحدة تأسف لسقوط أي ضحايا من المدنيين».
وأسفت المنسّقة الخاصّة للأمم المتحدة في لبنان، جينين هينيس-بلاسخارت، «للهجوم الذي طاول اليوم( أمس) أنحاء متعددة من لبنان. وقالت: «تشكّل أحداث اليوم (أمس) تصعيداً مقلقاً جداً في ظلّ سياق قابل للاشتعال بنحو غير مقبول». وحضّت «جميع الأطراف المعنيّة على الامتناع عن أيّ تصعيد إضافي او خطابات عدائية قد تؤدي إلى نشوب نزاعٍ أوسع لا يستطيع أي طرف تحملّه». وشدّدت على «ضرورة استعادة الهدوء سريعاً، وجعل الاستقرار أولوية قصوى. فالمخاطر ستكون كبيرة جداً في حال لم يتمّ التحرّك في هذا الاتجاه».
هوكشتاين
وفي هذه الأجواء، ثبت للمسؤولين اللبنانيين انّه لن تكون هناك اي زيارة للموفد الرئاسي الاميركي عاموس هوكشتاين الى بيروت، بعدما انهى زيارته لإسرائيل التي غادرها أمس الى جهة لم يعلن عنها.
وعلمت «الجمهورية» انّ بعض المسؤولين تبلّغوا في الساعات القليلة الماضية انّ هوكشتاين لم يكن موفقاً في زيارته لتل ابيب، إذ لم يحقق اي نتائج في محادثاته، وانّه عاد الى واشنطن ولم يجد من داعٍ لزيارة لبنان.
وفي المقابل، يُتوقع أن يزور الموفد الرئاسي الفرنسي جان ايف لودريان لبنان الاثنين المقبل في زيارة وصفت بأنّها استطلاعية وتشكّل استكمالاً للمناقشات التي جرت في الرياض أخيراً بينه والوزير المفوض لدى الديوان الملكي نزار العلولا بمشاركة السفير السعودي في بيروت وليد البخاري.
وتوقعت مصادر ديبلوماسية ان تكون هناك مشاركة استثنائية للودريان في اليوم التالي لوصوله بصفته موفداً رئاسياً فرنسياً في مناسبة العيد الوطني السعودي التي ستحييها السفارة السعودية في بيروت الأسبوع المقبل.
استنفار ديبلوماسي
وفي مواكبة الاستنفار الطبي والاستشفائي، أُعلنت حال الاستنفار على المستوى الديبلوماسي في لبنان، حيث تلقّت مراجع معنية عسكرية وامنية اتصالات من المراجع الديبلوماسية المعتمدة في لبنان .
تزامناً، وفي الوقت الذي بدأت التحضيرات لتقديم شكوى الى مجلس الامن ضدّ اسرائيل على الهجوم السيبراني، كانت بعثة لبنان لدى الامم المتحدة وبناءً على تعليمات وزيرالخارجية عبدالله بوحبيب، قد قدّمت شكوى للمجلس ضدّ اسرائيل لاستهدافها آلية تابعة للدفاع المدني ومقتل أربعة من عناصره في بلدة فرون الجنوبية اللبنانية، ومجمل الاعتداءات الإسرائيلية المتكرّرة والمتعددة وغير المبرّرة على عمال الاغاثة والاسعاف والمراكز الصحية والمؤسسات الاستشفائية، والتي تعدّ انتهاكاً فاضحاً لحقوق الانسان والقانون الدولي.
وفي هذا الاطار، تلقّى بوحبيب ووزير الصحة فراس الأبيض إتصالين من نظيريهما الإيرانيين عباس عرقجي ومحمد رضا ظفرقندي، اللذين دانا الهجوم السيبراني الإسرائيلي وقدّما تعازيهما لحكومة لبنان وشعبه، ووضعا إمكانات بلادهما الصحية في خدمة لبنان والإستعداد لإرسال طائرة لإجلاء الجرحى لإجراء جراحات خصوصاً للإصابات الحرجة في العين، إضافة الى إمكانية تقديم مستشفى ميداني لمساعدة المصابين والجرحى.
جعجع يلتقي بخاري وماغرو
من جهة ثانية، وبعد استقباله السفير السعودي وليد البخاري، أبدى رئيس حزب «القوات اللبنانيّة» سمير جعجع «أسفه وحزنه» حيال ما سبّبه الحادث الأمني من إصابة مئات وآلاف من الناس». وقال للصحافيين: «هلق مش وقت نحكي سياسة».
وعمّا اذا كان بخاري قد حمل جديداً في الملف الرئاسي علّق جعجع قائلاً: «يمكن يكون كان حامل معو شي بس بعد يللي حصل بطّل». كما التقى جعجع ايضاً سفير فرنسا لدى لبنان هيرفيه ماغرو، وتناول البحث «آخر التطورات السياسيّة في لبنان والمنطقة».
وعقب اللقاء ردّ ماغرو في دردشة مع الاعلاميين على سؤال حول اهمية انجاز الاستحقاق الرئاسي في ظل الوضع الراهن، فقال: «لبنان بأمسّ الحاجة الى رئيس في خضم هذا الوضع، واكثر من اي وقت آخر، هذا مع العلم انّه كان من المفترض ان يكون لكم أصلاً رئيس منذ فترة طويلة، وهذا ما نكرّره دائماً في اجتماعات اللجنة الخماسية».

 

البناء
الاحتلال يشنّ أكبر عدوان على لبنان منذ عام 1948: 3000 إصابة خلال ثوانٍ
المنطقة على فوهة بركان بعد تفجير أجهزة تستخدمها مؤسسات مدنيّة وحزب الله
المقاومة تتوعّد بالردّ: العقاب لن يتأخر من حيث يحتسب العدو وحيث لا يحتسب
خلال بضع ثوان تفجّرت آلاف الأجهزة بين أيدي أصحابها أو في وجوههم أو في بيوتهم وأماكن عملهم، فاستشهد تسعة أشخاص، بينهم نجل النائب علي عمار وطفلة وعناصر نعاهم حزب الله، وأصيب 2750 آخرين بجراح منهم قرابة الـ 200 حالتهم حرجة، كما قال وزير الصحة فراس الأبيض. وفيما توزّعت التحليلات بين تبني رواية تقوم على هجوم سيبرانيّ برزت رواية موازية تقوم على فرضية وجود عمل استخباري استباقي بزرع شرائح متفجّرة تمّ لصقها ببطاريات الأجهزة، أو نثر كمية من غبار من المتفجرات داخل جسم أجهزة المناداة قبل وصولها إلى أيدي مشغليها، اتجهت الأنظار إلى بيان حزب الله الذي قال “بعد التدقيق في كل الوقائع والمعطيات الراهنة والمعلومات المتوفرة حول الاعتداء الآثم الذي جرى ‏بعد ظهر هذا اليوم (أمس)، فإنّنا نحمّل العدو الإسرائيلي المسؤولية الكاملة عن هذا العدوان الإجرامي والذي ‏طال المدنيين أيضًا وأدّى إلى ارتقاء عدد من الشهداء وإصابة عدد كبير بجراح مختلفة”.‏ وأضاف بيان الحزب تأكيد مواصلة خياره كجبهة إسناد لغزة بقوله، “إنّ شهداءنا وجرحانا هم عنوان جهادنا وتضحياتنا على طريق القدس، انتصارًا ‏لأهلنا الشرفاء في ‏قطاع غزة والضفة الغربية وإسنادًا ميدانيًا متواصلًا وسيبقى موقفنا هذا بالنصرة والدعم والتأييد ‏للمقاومة الفلسطينية الباسلة محل اعتزازنا وافتخارنا ‏في الدنيا والآخرة”. وختم حزب الله يتوعّد بالرد بقوله “إنّ هذا العدو الغادر والمجرم سينال بالتأكيد قصاصه العادل على هذا العدوان الآثم ‏من حيث يحتسب ‏ومن حيث لا يحتسب، والله على ما نقول شهيد”.‏
المصادر المتابعة قالت إن المنطقة على فوهة بركان لا يستطيع أحد ضمان عدم انفجاره، فالعملية جريمة إرهابية كبرى لا يمكن للمقاومة أن لا تردّ عليها بما يوازي ضخامتها، ولا يمكن تخيّل صمت الاحتلال عن الرد ما يفتح الباب لصعود سلم التصعيد الى الأعلى، بحيث تضعف فعالية كوابح منع الانزلاق الى الحرب، خصوصاً مع مواقف أميركية مائعة في التعامل مع الجريمة الوحشية الإرهابية، وتجنب الدخول بأي التزام يدين ما قام به كيان الاحتلال، ما يرسم علامات استفهام شبيهة بما جرى يوم اغتيال القائد فؤاد شكر لجهة وجود شراكة أميركيّة في العملية وليس مجرد التغاضي عن ارتكاب الجريمة.
في تطور أمني هو الأخطر على الإطلاق منذ عملية طوفان الأقصى، عند الثالثة والنصف تقريباً، فجر العدو الإسرائيلي أجهزة الاتصال «بايجر» التي يستخدمها عناصر حزب الله في مختلف المناطق اللبنانيّة لا سيما الضاحية الجنوبية والجنوب والبقاع، ما أدّى إلى وقوع أكثر من 4000 إصابة. وفي الحصيلة الأوليّة، أصيب نحو 3000 شخص، واستشهد 9 من بينهم نجل النائب علي عمّار وطفلة من بلدة سرعين البقاعية في هذا الهجوم، حيث أصيب كلّ من يحمل هذا الجهاز على الأراضي اللبنانية وفي سورية أيضاً. وقال وزير الصحّة إن غالبية الإصابات في اليد. وظهرت نداءات إنسانيّة، تطلب من المواطنين التّوجه نحو مراكز الصليب الأحمر للتبرّع بالدماء. هذا في وقتٍ طالبت فيه وزارة الصحّة من كل العاملين في القطاع الطبيّ والصحيّ بالتوجه إلى المستشفيات لأداء واجباتهم.
وغصّت بالجرحى مشافي العاصمة بيروت وضاحيتها الجنوبيّة فضلاً عن عددٍ من المناطق في البقاع الشماليّ والجنوب وجبل لبنان.
وفيما شهدت ازدحاماً السّاحات الخارجيّة لمختلف المشافي في بيروت، وتحديداً مستشفى الجامعة الأميركيّة والسّاحل والرسول الأعظم وأوتيل ديو، أجرى رئيس الحكومة نجيب ميقاتي اتصالات عاجلة بقائد الجيش وقادة الأجهزة الأمنية خلال جلسة مجلس الوزراء، واطلع منهم على ملابسات الانفجارات التي حصلت في عدد من المناطق اللبنانيّة على عدد من أجهزة الاتصال اللاسلكي، كما طلب من وزير الصحة فراس الأبيض متابعة الوضع عن كثب وإطلاعه تباعاً على الوضع الصحي والاستشفائي الطارئ.
وأدان مجلس الوزراء هذا العدوان الإسرائيلي الإجرامي والذي يشكل خرقاً خطيراً للسيادة اللبنانية”. وباشرت الحكومة بالقيام بكل الاتصالات اللازمة مع الدول المعنية والأمم المتحدة لوضعها أمام مسؤوليّاتها حيال هذا الإجرام المتمادي.
وزار رئيس الحكومة نجيب ميقاتي الضاحية الجنوبية لبيروت حيث قدّم التعازي الى النائب علي عمار باستشهاد نجله مهدي عمار.
وقال الرئيس ميقاتي في كلمة: الرحمة للشهداء والدعاء بالشفاء العاجل للجرحى وحادث اليوم (أمس) خطير جداً.
وقالت وزارة الخارجية والمغتربين اللبنانية: “يترافق هذا التصعيد الإسرائيلي الخطير والمتعمّد مع تهديدات إسرائيلية بتوسيع رقعة الحرب باتجاه لبنان على نطاق واسع”، كما تفيد الوزارة أنها وبعد التشاور مع رئاسة مجلس الوزراء “باشرت تحضير شكوى إلى مجلس الأمن بهذا الخصوص فور اكتمال المعطيات الخاصة بالاعتداء”.
من جهته أشار حزب الله، في بيانٍ أوليّ: “تقوم الأجهزة المختصة في حزب الله حالياً بإجراء تحقيق واسع النطاق ‏أمنياً وعلمياً لمعرفة الأسباب ‏التي أدّت إلى تلك الانفجارات المتزامنة، ‏وكذلك تقوم الأجهزة الطبية والصحية بمعالجة الجرحى ‌‏والمصابين في عدد من المستشفيات في مختلف المناطق اللبنانية”. وختم: “نسأل الله تعالى الرحمة لشهدائنا الأبرار على طريق القدس، وندعو ‏للجرحى والمصابين بالشفاء ‏العاجل، وندعو أهلنا الكرام إلى الانتباه من ‏الشائعات والمعلومات الخاطئة والمضلّلة التي تقوم بها ‏بعض الجهات بما ‏يخدم الحرب النفسيّة لمصلحة العدو الصهيوني، لا سيما أنّ ذلك يترافق ‏مع خطابات ‏التهويل والتهديد للعدو الصهيوني وما يُسمّيه بتغيير الوضع ‏في الشمال. ‏ونؤكد أنّ المقاومة بكافة مستوياتها ومختلف وحداتها في أعلى جهوزية ‏للدفاع عن لبنان وشعبه ‏الصامد”.‏
كما أعلن حزب الله في بيان ثانٍ له، أنه “بعد التدقيق في كل الوقائع والمعطيات الراهنة والمعلومات المتوفرة حول الاعتداء الآثم الذي جرى ‏بعد ظهر هذا اليوم، فإنّنا نحمّل العدو الإسرائيلي المسؤولية الكاملة عن هذا العدوان الإجرامي”. وأضاف: “إنّ هذا العدو الغادر والمجرم سينال بالتأكيد قصاصه العادل على هذا العدوان الآثم ‏من حيث يحتسب ‏ومن حيث لا يحتسب، والله على ما نقول شهيد”.‏
وقال مسؤول في حزب الله إن “عدداً من المقاتلين لديهم مثل هذه الأجهزة، متوقعاً أن برامج ضارة ربما تسبّبت في انفجار الأجهزة”. وكشف المسؤول أن “بعض مَن يحملون أجهزة النداء (بايجر) شعروا بسخونتها وتخلصوا منها قبل انفجارها”.
وأكدت مصادر مطلعة أنّ “‏ما حصل من تفجير لأجهزة الـ”Pager” هو عمل أمني محدود بنوعية محددة من الأجهزة وصلت إلى حزب الله مؤخراً، وأن ليس كل أجهزة “Pager” التي يمتلكها عناصر حزب الله انفجرت”.
وشرحت أن “أجهزة الـ”Pager” الحديثة التي استقدمها حزب الله، تتميّز باحتوائها على بطاريات ليثيوم، حيث تمكنت “إسرائيل” من اختراق الموجة التي يعمل عليها عناصر الحزب وإرسال بيانات هائلة عليها في اللحظة ذاتها، ما يؤدي إلى حماوة كبيرة في البطارية قبل انفجارها”.
الى ذلك نقلت صحيفة العدو “يديعوت أحرونوت” عن مصادر إسرائيلية مطلعة قولها إن “حزب الله سيدفع ثمناً باهظاً إذا اختار التصعيد”.
أفادت القناة 14 الصهيونية، بأن احتمالات إعلان إسرائيل جبهة الشمال جبهة الحرب الرئيسية بات قريباً. وكشفت القناة أنه ابتداء من الليلة سينتقل الثقل الأمنيّ والعسكريّ من قطاع غزة إلى الجبهة الشمالية. ونقلت “القناة 14” عن ضابط كبير، قوله إن “”إسرائيل” تستعدّ لحرب لبنان الثالثة”. ونقلت وسائل إعلام إسرائيلية عن مصادر أن واشنطن أوضحت لـ”إسرائيل” أنها غير معنية بتصعيد على جبهة لبنان.
وكشف تقرير لصحيفة وول ستريت جورنال، الآلية التي يمكن أن تكون سبباً في انفجار أجهزة الاتصال التي يحملها عناصر حزب الله في لبنان وسورية، ونقلت صحيفة وول ستريت جورنال عن مصادر مطلعة قولها إن “أجهزة البايجر المتضررة كانت من شحنة جديدة حصل عليها حزب الله في الأيام الأخيرة”.
ونقلت الصحيفة عن المحلل الاستخباري رونين سولومون قوله، إن “انفجار الأجهزة في لبنان يشبه نوع العملية التي تنفذها وكالة الاستخبارات الإسرائيلية”. وأضاف سولومون، المتخصص في فهم العمليات الإسرائيلية ضد حزب الله وإيران: “ما نراه الآن في لبنان هو جهد من جانب شيء مثل الموساد”.
ونقل “أكسيوس” عن مسؤولين أميركيين قولهم إنّ “”إسرائيل” لم تُبلِغ إدارة بايدن مسبقاً بعمليتها بشأن تفجير أجهزة استدعاء أعضاء حزب الله، والموافقة على عملية تفجير الأجهزة تمّت خلال اجتماعات أمنية هذا الأسبوع”. وبحسب “أكسيوس”، فإنّ “الاجتماعات الأمنية كانت بين نتنياهو وكبار أعضاء حكومته ورؤساء الأجهزة الأمنية”.
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية ماثيو ميلر، الثلاثاء، إن واشنطن “غير ضالعة” في موجة انفجارات متزامنة لأجهزة اتصال في لبنان طالت عناصر في حزب الله. وأوضح ميلر لم تكن الولايات المتحدة على علم بهذه الحادثة مسبقاً، وفي هذه المرحلة نقوم بجمع المعلومات. وتابع أن “الولايات المتحدة ترغب في إيجاد حل دبلوماسيّ للصراع بين إسرائيل وحزب الله”، معبراً عن قلق بلاده من “أي واقعة يمكن أن تثير التصعيد في الشرق الأوسط”.
وسجّل اتصال بين وزير الحرب الإسرائيلي يوآف غالانت ونظيره الأميركي لويد أوستن، لمناقشة تطوّرات الوضع على الجبهة مع لبنان، علماً أن أوستن سيجري زيارة إلى “إسرائيل” يوم الأحد المقبل. وفي السياق، أعلنت وزارة الدفاع الأميركية “البنتاغون” أن السبيل الأمثل لخفض التوتر على الحدود الإسرائيلية اللبنانية هو الدبلوماسية.
وأجرى “نائب رئيس الوزراء وزير الخارجية الأردني في حكومة تصريف الأعمال أيمن الصفدي، امس اتصالاً هاتفياً برئيس الوزراء اللبناني نجيب ميقاتي نقل له خلاله توجيهات الملك عبدالله الثاني تقديم أي مساعدات طبية يحتاجها القطاع الطبي اللبناني لمعالجة الآلاف من المواطنين اللبنانيين الذين أصيبوا في عملية التفجير الجماعي في لبنان اليوم”.
وأكد الصفدي “وقوف الأردن مع أمن لبنان وسيادته واستقراره وتضامنه معه ومع الشعب اللبناني الشقيق”، مشدداً على “ضرورة وقف التصعيد الخطير الذي تشهده المنطقة، عبر الوقف الفوري للعدوان الإسرائيلي على غزة والتصعيد في الضفة الغربية والتزام قرار مجلس الأمن 1701”. كما أكد “إدانة الأردن ورفضه كل عمل يهدّد أمن لبنان واستقراره وسلامة مواطنيه”.
كما تلقى رئيس الحكومة نجيب ميقاتي اتصالاً من وزير خارجية مصر الدكتور بدر أحمد محمد عبد العاطي الذي نقل توجيهات الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي بدعم لبنان في كل ما يحتاجه في هذه الظروف العصيبة التي يمرّ بها لبنان.
وقال رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي السابق وليد جنبلاط لـ “الجديد”: الصراع طويل مع العدو الإسرائيلي وعلينا أن نستوعب الضربة وعلى حزب الله أن يدرس وسائل الردّ بتروٍّ، والحرب مفتوحة. وشدّد جنبلاط على أهمية التضامن الوطني في مواجهة ما يتعرّض له لبنان من عدوان إسرائيلي غير مسبوق يطال أمن لبنان وسيادته، ويستوجب أعلى درجات التكاتف للتصدي لهذه الحرب الإسرائيلية.
وليس بعيداً، جال المفوّض العام لوكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) فيليب لازاريني على المسؤولين اللبنانيين عارضاً لواقع الوكالة الأممية والتحديات المالية التي تواجهها. وقال “يجب أن نكون متحضّرين للأسوأ مع أننا كلنا أمل أن لا يحصل هذا الأسوأ، الوضع بالفعل مثير للقلق، الأونروا تواجه هجمات دائمة وهناك دعوات لتفكيكها وهناك ضغوط تمارس من قبل الكنيست الإسرائيلي بهذا الاتجاه ويكاد لا يمر يوم من دون أن تستهدف منشآت الأنروا أو موظفيها”. وفي هذا الإطار، التقى لازاريني الذي زار عين التينة والسراي، بوحبيب، وعرض معه لواقع الوكالة الأممية والتحديات المالية، خصوصاً في ظل محاولات “إسرائيل” المستمرة تقويض عملها. وشدّد بوحبيب على أهمية استمرار الأونروا بمهامها وبالخدمات التي تقدمها، لا سيما في مجالي التعليم والصحة، لأن ذلك يعدّ استثماراً في مستقبل أفضل للاجئين الفلسطينيين، معتبراً أن غياب الاونروا يعني عملياً دفع هؤلاء نحو التطرف والعنف، بدل السعي الى تحقيق طموحاتهم وأحلامهم بحياة كريمة.
على خط آخر، أعلن وزير الإعلام زياد المكاري بعد الجلسة الحكوميّة، “تعديل القرار الذي يخصّ ملف تعليم النازحين السوريين”، مؤكداً أنه “سيتمّ تعليم فقط التلاميذ السوريين الشرعيين بعد اليوم”.
كتب رئيس “التيار الوطني الحر” النائب جبران باسيل عبر حسابه على منصة “اكس”: “جيد أن تبادر حكومة تصريف الأعمال ورئيسها مع الوزراء إلى العودة عن قرارها بما يخصّ السماح بتسجيل الطلاب السوريين غير الشرعيين في المعاهد والمدارس اللبنانية، على أمل الثبات، إلا أن هذا يعني أنه يتوجب على الحكومة وعلينا جميعاً أن نتابع كل ما يلزم من إجراءات لعودة النازحين السوريين كافةً إلى بلادهم، وللوصول إلى عدم وجود أي نازح سوري في المدارس اللبنانية. الشكر لكل من ساهم”.
وأمس، استقبل رئيس حزب القوات اللبنانيّة سمير جعجع في معراب السفير السعودي في لبنان وليد البخاري، وأعرب جعجع في دردشة مع الإعلاميين عن أسفه وحزنه حيال ما سبّبه الحادث الأمني “من إصابة مئات وآلاف من الناس في المستشفيات”، مضيفاً “وهلق مش وقت نحكي سياسة”.
وعما إذا كان السفير السعودي قد حمل جديداً في الملف الرئاسي علّق جعجع قائلاِ “يمكن يكون كان حامل معو شي بس بعد لي حصل بطّل”.
كما التقى رئيس حزب “القوّات اللبنانيّة” سمير جعجع في المقر العام للحزب في معراب، سفير فرنسا لدى لبنان هيرفيه ماغرو وقد تباحث المجتمعون في آخر التطورات السياسيّة في لبنان والمنطقة.
وعقب اللقاء ردّ السفير الفرنسي في دردشة مع الإعلاميين على سؤال حول أهمية إنجاز الاستحقاق الرئاسي في ظل الوضع الراهن، فقال: “لبنان بأمسّ الحاجة الى رئيس في خضمّ هذا الوضع وأكثر من أي وقت آخر، هذا مع العلم انه كان من المفترض ان يكون لكم أصلاً رئيس منذ فترة طويلة، وهذا ما نكرره دائماً في اجتماعات اللجنة الخماسية”.
ليس بعيداً، التقى عدد من النواب المستقلين أمس في مكتب نائب رئيس مجلس النواب إلياس بوصعب، وتشاوروا حول إمكانية إحداث خرق في الجمود الرئاسي ومحاولة تعزيز المساحة المشتركة بين الجميع.
من جهة أخرى، استقبل قائد الجيش العماد جوزاف عون في مكتبه في اليرزة سفير دولة قطر في لبنان الشيخ سعود بن عبد الرحمن آل ثاني، ومدير عام صندوق قطر للتنمية بالإنابة السيد سلطان العسيري وتناول البحث سبل دعم الجيش اللبناني. وأعلن صندوق قطر للتنمية عن منح هبة ماليّة بقيمة 15 مليون دولار مخصّصة لتأمين الوقود للجيش لمدة 3 أشهر، وذلك لتعزيز قدرته على مواجهة التحديات الأمنية المتزايدة في ظل الظروف الاقتصادية التي يمر بها لبنان. من جهة أخرى، ثمّن قائد الجيش هذه الهبة التي تأتي في سياق المبادرات المتواصلة من جانب دولة قطر، التزاماً منها بالعلاقات الأخوية بين الجانبين، وبدعم أمن لبنان واستقراره خلال الظروف الاستثنائية الراهنة.

Please follow and like us:

COMMENTS