البناء
صواريخ المقاومة تحوّل 5000 كلم مربّع شمال فلسطين إلى منطقة عمليات
كبار ضباط جيش الاحتلال ينفون مزاعم قيادتهم عن تدمير مقدرات المقاومة
دعوات للعمليّة البرية بين قادة الكيان… والعسكريّون ينصحون باتفاق في غزة
تبدو صورة مسارات الحرب واضحة رغم أنها لا تبدو قد قاربت نهايتها، كأن مجرد فشل الحزمة القاتلة المصمّمة لإسقاط حزب الله بالضربة القاضية، كان كافياً كي يبدأ التبدل في اتجاهات الحرب بالظهور سريعاً، وبعد يوم دامٍ عاشه لبنان وبقي مستمراً بتداعياته مع المزيد من الغارات والمزيد من التهجير، ظهرت المقاومة وقد أمسكت بزمام المبادرة وسيطرت على ناصية الحرب، وصار الحدث صواريخ المقاومة بدلاً من غارات الاحتلال، وقد امتدت مساحة النار التي رسمتها صواريخ المقاومة وطائراتها المسيّرة على عمق 65 كلم وعرض 90 كلم بمساحة بلغت 5500 كلم مربع بما يزيد عن نصف مساحة لبنان أو خمس عشرة مرة أكثر من مساحة قطاع غزة، وتحوّلت المنطقة الممتدة من الحدود اللبنانيّة حتى حدود شمال الضفة الغربيّة وصولاً إلى الخضيرة شمال تل أبيب، إلى منطقة عمليّات فرغت من الحركة والحياة، وتوقفت فيها المدارس والشركات والمؤسسات الحكومية والسياحية ونزل سكانها إلى الملاجئ بينما لم يتحمّل بعضهم الضغوط فقرّر النزوح.
الحديث عن تدمير مقدرات حزب الله الذي صدر عن رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو ووزير الحرب في حكومته ورئيس أركانه والناطق بلسان جيشه صار مصدر تندّر وسخرية على وسائل التواصل الاجتماعي العبرية، حيث الصور عن الحرائق والدمار الناتجين عن صواريخ المقاومة مرفقة بتصريحات قادة الكيان التي تقول دمّرنا نصف مقدرات حزب الله الصاروخية، حتى اضطر كبار الضباط في جيش الاحتلال الى تعميم نفي وتكذيب لتصريحات القادة السياسيين والقول إن تدمير هذه المقدرات خصوصاً في ما يخص الأسلحة الاستراتيجية مستحيل، وإن الجيش لا يعلم أين خبأ حزب الله هذه الأسلحة.
في التداول بين قادة الكيان مواصلة الحديث عن المضي قدماً في العملية العسكرية عبر المزيد من الغارات التي بات العالم يعرف أنّها تكرار لما شهده قطاع غزة، وأن الشعار والعنوان هو نفسه، أن المقاومة توزع الأسلحة بين المدنيين وتتخذ منهم دروعاً بشرية، وقد سئم العالم سماع هذه المعزوفة الإجراميّة لتبرير ارتكاب المزيد من المجازر بحق المدنيين وقتل المزيد من الأطفال والنساء.
الحديث عن عمليّة بريّة لا بد منها مع فشل القصف الجوي في حسم المعركة بدأ يقلق كبار الضباط في جيش الاحتلال الذين يعرفون أن لا شيء يسمح للفوز بالحرب البريّة وقد فشلت في حرب 2006، وكل شيء صار أفضل للمقاومة، ولا شيء يسمح بالقول بالفوز بالحرب مع حزب الله وقد فشلت الحرب مع حركة حماس، وكل الفوارق تعمل لصالح حزب الله. وقد ورد على لسان كبار الضباط كما نقلته القناة الثانية عشرة يقول إن التوصل الى اتفاق يُنهي الحرب في الجنوب قد يكون ضرورياً لإنهاء الحرب في الشمال.
وشهدت الأروقة الدولية اتصالات بين وزراء الدول العربية، وعدد من المسؤولين الدوليين، فعقد وزراء الخارجية العرب اجتماعاً في نيويورك لإدانة العدوان والمطالبة بخفض التصعيد، أما فرنسا فدعت مجلس الأمن لعقد جلسة طارئة. أما الأمين العام للأمم المتحدة فعبّر عن قلقه من تصاعد المواجهات، كذلك صدرت مواقف منددة عن دول عديدة عربية وأجنبية. ولفت أمير دولة قطر إلى أن «إسرائيل» تشن حربًا على لبنان بعد جريمة تفخيخ أجهزة الاتصال وتفجيرها. وقال في كلمته خلال الجلسة الافتتاحية لاجتماعات الدورة الـ79 للجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك: «أوقفوا العدوان على غزة وأوقفوا الحرب على لبنان». ودعت الخارجية السعودية المجتمع الدولي والأطراف المؤثّرة إلى تحمّل مسؤولياتهم في السعي لإنهاء الصراعات القائمة، مؤكدة أهمية الحفاظ على استقرار لبنان واحترام سيادته، بما يتماشى مع مبادئ القانون الدولي. أما مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل فعبّر عن خشيته من حرب شاملة في الشرق الأوسط، قائلاً: «التصعيد في لبنان خطير». بينما دعا وزير خارجية بريطانيا إلى وقف إطلاق النار فوراً. وقال الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان لشبكة «سي.ان .ان» الاميركية، إن «حزب الله لا يستطيع مواجهة إسرائيل منفرداً»، معتبراً أن «الهجوم الإسرائيلي على لبنان يخاطر بإشعال الصراع في المنطقة»، وأكد أن «الخطر قائم من أن تمتد نار الأحداث في لبنان إلى المنطقة برمتها». وتابع: «لا يستطيع حزب الله أن يفعل ذلك بمفرده ولا يمكنه أن يقف بمفرده أمام دولة تدافع عنها وتدعمها وتغذّيها الدول الغربية والدول الأوروبية والولايات المتحدة الأميركية». وعندما سئل عما إذا كانت إيران ستحثّ «حزب الله» على ضبط النفس في رده على الضربات الإسرائيلية، أجاب :»إن حزب الله يواجه دولة مسلّحة بشكل جيد جداً ولديها إمكانية الوصول إلى أنظمة أسلحة تفوق بكثير أي شيء آخر»، وحذر قائلاً: «يجب ألا نسمح بأن يصبح لبنان غزة أخرى على أيدي «إسرائيل»». وتوجّه رئيس الحكومة نجيب ميقاتي نحو نيويورك وذلك بعد عدوله عن زيارتها في وقت سابق، لإجراء المزيد من الاتصالات، عقب التطورات الأخيرة. وأفيد من مصادر دبلوماسية أن واشنطن تدير مفاوضات بشأن التطورات الأمنية بين لبنان و»إسرائيل» على هامش أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة. وأضافت: «تحرّك المبعوث الرئاسي الأميركي آموس هوكشتاين يستند إلى ما جرى التفاهم عليه مع رئيس مجلس النواب نبيه بري بشأن تطبيق القرار الدولي 1701 والتوصل إلى وقف لإطلاق النار». وأشارت إلى أن أطرافًا عربية تتولى بالتنسيق مع فرنسا التواصل مع إيران بغية إنتاج التفاهمات المطلوبة للحل. هذا ويعقد لقاء اليوم الأربعاء بين هوكشتاين وماكرون في نيويورك للبحث بخفض التصعيد في لبنان. وتقدمت دولة العراق بطلب الى مجلس جامعة الدول العربية على مستوى وزراء الخارجية، لعقد قمة عربية إسلامية طارئة حول لبنان. وأكد نائب رئيس الوزراء ووزير الخارجية العراقي فؤاد حسين أهمية «التحرك العاجل والعمل الجماعي لحماية الشعب اللبناني والدفاع عن حقوقه المشروعة وفق القوانين الدولية». وأعربت الأمم المتحدة، عن «قلقها البالغ» حيال التصعيد العسكري بين «إسرائيل» وحزب الله في لبنان، مؤكدة أن «عشرات آلاف» الأشخاص فروا من العنف منذ يوم الإثنين. وقال ماثيو سالتمارش متحدثاً باسم مفوضية الأمم المتحدة للاجئين خلال مؤتمر صحافي في جنيف: «نحن قلقون للغاية للتصعيد الخطير للهجمات الذي شهدناه بالأمس. لقد أجبر عشرات آلاف الأشخاص على مغادرة منازلهم امس وهذه الليلة، وعددهم يزداد باستمرار». وأضاف: «هذه منطقة دمّرتها الحرب أساساً وبلد يعرف المعاناة جيداً». وأكد المتحدث باسم المفوضية أن «الخسائر التي يدفعها المدنيون غير مقبولة، وحماية المدنيين والبنية التحتية المدنية في لبنان أمر أساسي. يجب احترام القانون الإنساني الدولي. من الضروري وقف الأعمال الحربية». وكان أغار الطيران الحربي الإسرائيلي مستهدفًا مبنى من ثلاثة طوابق مقابل حسينية الخنساء في منطقة الغبيري في الضاحية الجنوبية لبيروت حيث أدى إلى استشهاد ستة أشخاص وإصابة خمسة عشر شخصاً بجروح. ولاحقاً، زعمت إذاعة جيش العدو الإسرائيلي أن هدف الهجوم في بيروت هو إبراهيم قبيسي «أبو جواد» رئيس المنظومة الصاروخية في حزب الله، إلا أن حزب الله لم يصدر أي بيان يعلن فيه استشهاد قبيسي. ودفاعاً عن لبنان أعلن حزب الله أنّه أستهدف وللمرّة الثالثة، فجر أمس، مطار مجيدو العسكريّ غرب العفولة، وهذا هو القصف الأول لمطار مجيدو من قبل حزب الله خلال المواجهات الحالية مع العدو الإسرائيلي المستمرة منذ نحو عام، فضلًا عن استهدافه لقاعدة ومطار «رامات دافيد» بصلية من صواريخ «فادي 2»، وكذلك استهداف القاعدة العسكريّة «عاموس» بصلية من صواريخ «فادي 1»، وكذلك استهداف مصنع المواد المتفجرة في منطقة «زخرون يعقوب» الّتي تبعد عن الحدود 60 كيلومترًا. وأفاد حزب الله بأنّه قصف المخازن اللوجستيّة للفرقة 146 في قاعدة نفتالي بصليةٍ صاروخيّة. أعلن حزب الله، أنّه قصف المخازن الرئيسيّة التابعة للمنطقة الشمالية في قاعدة نيمرا، بعشرات الصواريخ. هذا وأطلق العدو الإسرائيلي على عمليته العسكرية ضد لبنان تسميّة «سهام الشمال» وقد أدّت إلى دمارٍ ضخم وحصيلة ضحايا تجاوزت الـ 558 شهيدًا بينهم 50 طفلًا و94 امرأة وما يناهز الـ 1600 جريح وهجّرت آلاف النازحين من بيوتهم. وفي البقاع استشهد وأًصيب العشرات من عائلة واحدة، فجر أمس في مجزرةٍ إثر غارة إسرائيليّة على منزلٍ في شعت في البقاع الذي تعرّض إلى سلسلةٍ متصلة وواسعة ومُكثّفة من الغارات الجويّة والّتي طالت مساحات واسعة من البقاع الغربيّ وصولًا للشماليّ، أدّت إلى دمار العشرات من المنازل المدنيّة الّتي كانت مأهولة، وحرائق ضخمة في الأحراج والبساتين، والرقعة الخضراء في سهل البقاع وبعلبك. وصرّح محافظ بعلبك – الهرمل بشير خضر لوسائل إعلام عدّة، أن قصف الاحتلال الإسرائيليّ مستمر، وهناك حركة نزوح سُجلت إلى خارج المحافظة باتجاه زحلة وبيروت وجبل لبنان. وأوضح خضر أن «النزوح لم يكن بالأعداد نفسها الّتي شهدناها من المناطق الجنوبيّة ونتوقع كل شيء من العدو في هذه المرحلة». وأضاف «فتحنا عددًا كبيرًا من المدارس للنازحين وهناك المئات توجّهوا إليها». وكما البقاع، جدّد العدو الإسرائيلي غاراته الجويّة المكثّفة على قرى وبلدات الجنوب اللّبنانيّ بكل قطاعاته (الشرقي، الغربيّ والأوسط) فضلًا عن أقضية صيدا وصور ومرجعيون والنبطيّة ذلك وسط استمرار حركة نزوح سكّان القرى الجنوبيّة من منازلهم نحو بيروت وجبل لبنان والشمال. وذكرت هيئة البثّ العام الإسرائيلية («كان 11»)، أن رئيس الحكومة، بنيامين نتنياهو، قرر أن يكون تصعيد العمليات العسكرية والهجمات على لبنان تدريجياً، وذلك «في محاولة لتجنّب حرب شاملة وفرض تسوية» على الحزب، تتيح إعادة سكان شمالي «إسرائيل» إلى منازلهم. وبحسب التقرير، عرضت المؤسسة العسكرية على نتنياهو خيارين رئيسيين لتصعيد العمليات والهجمات الواسعة في لبنان: الأول «تنفيذ سلسلة هجمات دراماتيكية ضد حزب الله بشكل متزامن»، والثاني «تنفيذ العمليات المخططة بشكل تدريجي»، وقد فضّل نتنياهو الخيار الثاني. وأفادت القناة بأن «إسرائيل» قامت بإبلاغ الولايات المتحدة بالهجوم الواسع الذي بدأت بشنّه اليوم على لبنان. ووفقاً للتقرير، فإن واشنطن «أعطت الضوء الأخضر للهجوم – انطلاقًا من القناعة بأنه لا يمكن في الوقت الحالي التوصل إلى اتفاق دبلوماسي يؤدي إلى وقف إطلاق النار في الشمال وإعادة السكان إلى منازلهم». وبحسب وسائل إعلام العدو فإن المجلس الوزاري المصغّر والذي أنهى جلسته منتصف الليل قرّر توسيع عمليات القصف في لبنان، وفي الوقت نفسه نقلت الوسائل الإعلامية عن استعداد إسرائيل لمنع التصعيد في حال وافق حزب الله على ترتيبات أمنية حدودية جديدة. وزعم موقع أكسيوس الأميركي أن اتصالات ومشاورات حصلت بين حزب الله وإيران للبحث في كيفية التعاطي مع التصعيد الإسرائيلي تجاه لبنان. وبحسب أكسيوس فإن حزب الله حثّ إيران في الأيام الأخيرة على شنّ هجوم على «إسرائيل» مع تصاعد القتال بينه وبين جيش العدو الإسرائيلي بشكل كبير، لكن إيران امتنعت حتى الآن. وفي إطار عمل لجنة الطوارئ الوزارية، أشار الوزير ناصر ياسين إلى «أننا فتحنا 252 مدرسة رسميّة لتصبح مراكز إيواء، و27 ألف نازح استقرّوا فيها وبدأنا بتفعيل توزيع المساعدات الأساسيّة والوجبات الغذائيّة». وأضاف: «نحضّر لإمكانيّة بناء جسور إنسانيّة لتأمين الحاجات، ونقوم بما يسمّى «طلب المساعدات المباشرة» بالتعاون مع الأمم المتّحدة لكي تكون متوفّرة بأسرع وقت». وأعلن وزير الداخلية بسام المولوي أن: «هناك 28300 نازح موجودون في 296 مركز إيواء على الأراضي اللبنانية». وسياسياً، استكمل الموفد الرئاسي الفرنسي جان ايف لودريان جولته على المسؤولين، بدءاً من السراي حيث التقى رئيس الحكومة نجيب ميقاتي، وجدّد تأكيد أن فرنسا تدعم لبنان وتقف الى جانبه في كل الظروف». واعتبر «أن توجّه رئيس الحكومة إلى نيويورك في هذا الظرف الدقيق مسألة مهمة جداً»، متمنياً «أن تفضي الاتصالات الدبلوماسية الى حل يوقف دورة العنف». وعن الملف الرئاسي اللبناني قال لودريان «إنّه سيقوم بجهود لتقريب وجهات النظر بين الأفرقاء اللبنانيين للوصول الى تفاهم يفضي الى انتخاب رئيس جديد». ومن هناك، توجّه لودريان والوفد المرافق الى مقر الرئاسة الثانية في عين التينة والتقى رئيس المجلس النيابي نبيه بري، حيث جرى عرض لتطورات الأوضاع السياسية والميدانية في لبنان والمنطقة. وزار لودريان على رأس وفد رئيس كتلة الوفاء للمقاومة النائب محمد رعد في مقر كتلة الوفاء للمقاومة في الضاحية الجنوبية لبيروت. كما زار لودريان رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع في معراب ثم رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل كما التقى النائب تيمور جنبلاط في السفارة الفرنسية في قصر الصنوبر.
على الخط المعيشيّ، طمأن رئيس نقابة الأفران في جبل لبنان أنطوان سيف الى توفر الرغيف والطحين والقمح متوقعاً وصول باخرة تحمل 40 ألف طن من القمح الى لبنان قريباً. وأعلن وزير الاقتصاد والتجارة في حكومة تصريف الأعمال أمين سلام أن «لبنان يتعرّض اليوم لأكبر حملة تهجير وقتل وإجرام، وهذه فرصتنا للوحدة الوطنية». كما أشار إلى أن «الدولة ملتزمة بتسهيل أمور النازحين على الطرقات وفي أماكن الإيواء بقدر استطاعتها والإمكانات الموجودة لديها». وأكد أن «المواد الغذائيّة والمحروقات متوفّرة»، مضيفاً: «لا أعتقد أنّ المرفق البحريّ سيتعطّل، وبالتالي الاستيراد والتصدير على ما يُرام فلا داعي للهلع لأنّ هذا ما يخلق المشكلة». وكشف سلام عن «خطّة وقائيّة كي لا نشهد انقطاعاً بالمواد الغذائيّة والمحروقات»، وقال: «نعمل على حلول، والاجتماعات متتالية ومفتوحة مع الأمم المتحدة واليونيفيل والأجهزة الأمنية لتسهيل مرور ومؤازرة الشاحنات التي تنقل مشتقات نفطيّة ومواد غذائيّة إلى الجنوب والمناطق التي لا تصل إليها».
الأخبار
الجيش يتنصّل من ادّعاءات غالانت:
هل تتحمّل إسرائيل حرب استنزاف بعمق يتجاوز حيفا؟
قرار العدو المضي في خطة التصعيد ضد لبنان لم يعد مرتبطاً فقط ببرامجه الخاصة، بعدما تبيّن له، خلال الساعات الماضية، أن الحملة الجوية التي قام بها على مدى 48 ساعة، ونفّذ فيها أكثر من 900 غارة ضد ما قال إنها 2000 هدف في الجنوب والبقاع، لم تؤدّ إلى تراجع في عدد الصواريخ التي تستهدف شمال فلسطين المحتلة، بل إن حزب الله عمد أمس إلى توسيع دائرة الاستهداف لناحية العمق، ولو بقي محصوراً بالأهداف العسكرية.وإلى تصريحات مسؤولين رسميين، عسكريين وسياسيين، ركّز ما سرّبته وسائل إعلام العدو على أن مهمة القضاء على قدرات حزب الله معقّدة وصعبة وتحتاج إلى وقت طويل، فيما أُعلن أن رئيس حكومة العدو بنيامين نتنياهو كلّف فريقاً وزارياً بإعداد تصوّر للحل السياسي الذي يفترض تحقيقه من خلال الضربات ضد حزب الله. وكان اللافت في كل ما نُقل عن نتنياهو أنه يجد في ضرب حزب الله ما يساعده على تحقيق نتائج أكبر في قطاع غزة (من ملف “الصواريخ تنطلق ومستوطنون بلا ملاجئ”).
لكن بالعودة إلى أصل الخطة، فقد دأب نتنياهو منذ نحو أسبوعين على ترداد شعار تغيير موازين القوى في الشمال. حتى صار هذا التغيير هدفاً بحد ذاته، ومدخلاً حصرياً لتحقيق الأهداف الأخرى، المتمثّلة بفرض الفصل بين جبهتَيْ لبنان وغزة، أو إعادة المستوطنين إلى مستعمرات الشمال. فقد ربط كل ذلك بإضعاف قدرات حزب الله العسكرية إلى أقل درجة ممكنة، ما يساعده أكثر على محاولة فرض معادلات جديدة في الساحة اللبنانية، وإخراج حزب الله من جنوب الليطاني.
وفيما تحدّث العدو عن «نجاحات كبيرة» حقّقتها الحملات الجوية، ومزاعم وزير الأمن يوآف غالانت بالقضاء على 50% من قدرات حزب الله الصاروخية، إلا أن خبراء كباراً في كيان العدو، من بينهم مستشار الأمن القومي السابق، اليميني المتشدّد، اللواء يعقوب عميدرور، رفضوا هذا التقويم. وأكّد عميدرور أن إسرائيل «لم تبدأ حتى في تدمير قدرات حزب الله ولا تزال بعيدة عن ذلك».
وبالفعل، فقد بادر حزب الله أمس إلى تجديد قصفه للعمق الإسرائيلي، فاستهدف رمات ديفيد وقواعد ومنشآت تقع جنوب حيفا وبالقرب من العفولة وزخرون يعقوب على بعد 60 كلم، وصولاً إلى توجيه ضربة قاسية إلى مقر وحدة الشييطت البحرية المتخصّصة في عمليات التوغل الخاصة. وإذا كان ردّ المقاومة كشف عن أن حزب الله لا يزال يملك قيادة وسيطرة وقدرة وحرية في المبادرة العملياتية، لفت عسكريون إسرائيليون، سابقون وحاليون، إلى أن الحزب لا يزال يستخدم الذخائر التي كانت موجودة لديه عام 2006، ولم يبرز إلى المعركة بعد قدراته النوعية، وهو ما دفع جيش الاحتلال للمسارعة إلى التنصل من تصريحات غالانت، مؤكداً أن لا معلومات لديه حول حجم ضرر عدوانه الجوي، تجنباً لفضيحة مماثلة لتلك التي وقع فيها رئيس الأركان السابق دان حالوتس خلال حرب تموز 2006 عندما أعلن الانتصار في أول أيام الحرب بعد تنفيذ سلاح الجو عملية «الوزن النوعي» الفاشلة.
ويتّضح من السياق العام للأحداث أن هناك اعتبارات استراتيجية فرضت على العدو استعجال العدوان غير المسبوق منذ 18 عاماً، وذلك ترجمة لمفهوم يروّج له بعنوان «التصعيد من أجل خفض التصعيد». ويقصد به، السيطرة على مسار التصعيد الميداني لتطويع حزب الله، و/أو سلبه القدرة على مواصلة قصف العمق الإسرائيلي، على أمل بأن يعيد حزب الله النظر في حساباته وتغيير خياراته، عبر ممارسة أعلى درجات الضغط الدموي بقصد تأليب بيئة المقاومة ضدها.
عملياً، تبدو الأمور عالقة في إطارها الأول، إذ إن فشل العدو في تحقيق إنجازات استثنائية على الصعيد العسكري، يمنعه من تحقيق أي هدف سياسي. وبالتالي فإن النتيجة العملانية لما يحصل تكون بمعادلة جديدة، مفادها أنه كلما اشتد التصعيد الإسرائيلي زاد القصف للعمق من قبل المقاومة، وهذا ما سيدفع العدو إلى البحث سريعاً في إيجاد مخارج لوقف «هذه الحملة»، لأنه سيكون من الصعب جداً عليه التكيّف مع جبهة متسعة النطاق والأهداف. فهو لم يقدر على تحمل جبهة كانت تقتصر على عمق نحو 20 كلم (باستثناء الضربات التي نفّذها حزب الله رداً على اعتداءات محدّدة) مع مئة ألف نازح، فيما سيكون ملزماً بالتكيّف مع جبهة تتجاوز حيفا وصولاً إلى زخرون يعقوب (نحو 60 كلم)، مع تقديرات بمضاعفة عدد النازحين، وهو ضغط كبير جداً على القيادتين السياسية والأمنية.
ومع ذلك، فإن طبيعة المداخلات السياسية الجارية من أكثر من عاصمة تعكس جموداً جدياً، يستند إلى مفهوم أميركي سبق أن جرّبناه في لبنان مرات عدة، ويقضي بإعطاء اسرائيل المهلة الزمنية والضوء الأخضر لتنفيذ برنامج عسكري، وبعده يصار إما إلى استثماره سياسياً، أو إلى احتوائه ولو من خلال وقف الحرب في غزة أولاً.
مع ذلك، فإن أحداً لا يمكنه الجزم بأن العدو سيتوقف عن القيام بمزيد من العمليات الإجرامية، سواء عبر تنفيذ اغتيالات أو عملية أمنية كبيرة، أو من خلال قصف جوي لما يعتبره أهدافاً عسكرية، ولو أنه قصفه طاول الأهداف المدنية في غالبية الهجمات، وتبيّن أن حجم النجاحات محدود جداً، ما دفع جهات قريبة جداً من المقاومة إلى الدعوة لانتظار ما سيُظهر للعدو خطأ التقدير وخطأ التهديف أيضاً.
الأخبار
مسلسل القتل الجوي مستمر: 558 شهيداً بينهم 134 طفلا وأمرأة
استأنف جيش العدو صباح أمس حملات القصف الجوي الواسعة على بلدات الجنوب والبقاع، فيما وسّعت المقاومة الإسلامية دائرة النار في شمال فلسطين المحتلة.وكانت طائرات العدو شنّت عشرات الغارات ليل الإثنين – الثلاثاء على مناطق مختلفة في الجنوب، لتبدأ مع ساعات صباح أمس زيادة وتيرة القصف في الجنوب والبقاع. ووصلت موجات القصف الجوي مع حلول المساء إلى 4، زعم العدو أنه استهدف فيها «عشرات المباني العسكرية والمخازن والمنصات الصاروخية». وقال رئيس الأركان الإسرائيلي، هرتسي هاليفي، بعد إجراء تقييم أمني، إن الهجمات على حزب الله ستتسارع، مضيفاً أن «الوضع يتطلب عملاً مكثفاً ومتواصلاً على كل الساحات». وأعلن وزير الحرب يوآف غالانت أن لدى إسرائيل «خططاً جاهزة لشن مزيد من الضربات على حزب الله».
في المقابل، أعلن وزير الصحة فراس الأبيض، في مؤتمر صحافي، ارتفاع عدد الشهداء إلى 558 بينهم 50 طفلاً و94 امرأة، وعدد الجرحى إلى 1835، مؤكداً «كذب العدو الذي يقول إنه يستهدف قوات مقاتلة فقط، لأن الغالبية العظمى من الذين سقطوا هم من العُزّل الآمنين الذين كانوا في منازلهم».
العدو يستهدف الضاحية مجدداً
وظهر أمس، نفّذ العدو ضربة جوية استهدفت مبنى في منطقة الغبيري في الضاحية الجنوبية لبيروت. وأفادت وزارة الصحة بأنها أسفرت عن 6 شهداء و15 جريحاً. وفي وقت لاحق، ادّعى العدو أنه اغتال «قائد منظومة الصواريخ والقذائف في حزب الله، إبراهيم قبيسي». ولم تُصدر المقاومة حتى ساعة متأخرة من ليل أمس، أي تعليق على ادّعاء العدو، علماً أنها نفت أول من أمس تسريبات في الإعلام العبري حول اغتيال «قائد جبهة الجنوب في حزب الله، علي كركي» في غارةٍ نفّذها العدو في الضاحية.
الأخبار
المقاومة تدكّ القواعد العسكرية في كل الشمال:
إسرائيل تريد «تسريع» العملية وتبحث عن «مخرج»
طاولت، أمس، صواريخ «حزب الله» مناطق واسعة في شمال الأراضي المحتلة. وفي حصيلة حطّمت الرقم القياسي منذ بدء الحرب قبل نحو عام، أطلقت المقاومة أكثر من 400 صاروخ ومُسيّرة من أنواع مختلفة، مستهدفة مناطق عكا والجليل الغربي، وصفد ومحيطها، إضافة إلى منطقة «الكريوت» في خليج حيفا، فضلاً عن العفولة ومنطقة مرج ابن عامر، وكذلك يوكنعام التي تضم منطقة صناعية وشركات «هايتك»، إلى جانب قرى وبلدات جديدة مثل المكر، كفر مندا وطمرة في الجليلين الغربي والأسفل التي طاولتها بالأساس شظايا صواريخ القبّة الحديدية. وكان بارزاً أمس، اشتعال عدد كبير من الحرائق في الشمال بفعل قصف المقاومة، حيث أفادت سلطة الإطفاء والحرائق بأنها تعاملت مع أكثر من 31 حريقاً، فيما أتى أحدها على مبنى تستخدمه بلدية كريات شمونة كمخزن لأدوات وأجهزة إلكترونية تتعلّق بجهوزية الحرب. وفي منطقة يوكنعام، أصيب إسرائيلي بجروح متوسّطة جراء تعرضه لشظايا صاروخ، فيما وصل – يوم أمس – إلى مستشفى «بوريا» 14 مصاباً، بينهم 11 أصيبوا خلال توجههم إلى الملاجئ، فيما أصيب آخر بالاختناق جراء استنشاق الدخان، واثنان آخران بشظايا. أمّا مستشفى «رمبام» في حيفا فاستقبل 7 مصابين من مناطق محيطة، فضلاً عن استمراره بعلاج 4 آخرين كانوا قد أصيبوا في الهجمات الأولى للمقاومة على منطقة «الكريوت». أمّا بالنسبة إلى المركز الطبّي – «عيمق»، في منطقة العفولة، فقد استقبل 5 جرحى، لا يزال ثلاثة منهم يخضعون للعلاج حيث يعانون كسوراً وإصابات مختلفة. فيما استقبل «المركز الطبي للجليل» في نهاريا، 9 جرحى أصيبوا في القصف على منطقة الجليل الغربي. وبالنسبة إلى المدارس والجامعات والوظائف، فستبقى معطّلة بشكل كامل – حتّى الغد على الأقل – في جميع مناطق الجليل الأعلى والأسفل والغربي.وكان رئيس بلدية مستوطنة «حتسور هجليليت»، ميخائيل كفسا، قال، أمس، إنه قد «سقطت علينا شظايا صواريخ وقذائف، ما تسبب بتضرّر عدد من المركبات. نحن في روتين حرب للأسف منذ نحو سنة. إن روتين الحرب هو روتين سيّئ، فيما 50% من السكان هنا لا يوجد لديهم ملاجئ، وهو ما يدل على أزمة منذ عشرات السنوات، حيث سكان يقطنون على بعد 11 كم من الحدود من دون ملاجئ». وتابع: «نحن نصرخ مطالبين الحكومة بتوفير الملاجئ، ووسائل أخرى. ولا ننسى أننا لسنا أساساً مشمولين في البرنامج الحكومي المخصّص لدعم وتأهيل مستوطنات الشمال، كما أن جميع مستوطنات الخط الثاني مثل صفد وروش بينا وكتسرين ورمات هجولان غير مشمولة فيه. نحاول أن نقول للحكومة نحن في منطقة حرب ولم نُخلَ بعد، نحتاج إلى موارد كثيرة، وللأسف أن هذا لم يتوفّر بعد». كما أفادت «القناة 12» العبريّة، أن «330 ألف مستوطن بدون ملاجئ في حيفا». إلى ذلك، ذكر رئيس بلدية «كريات طبعون»، عيدو غرينبلوم، في الجليل الأسفل أن «الساعات الـ72 الأخيرة في المنطقة، توضح إلى أي مدى علينا إظهار التضامن مع سكان الشمال»، لافتاً إلى أنه «قد دوّت هنا العديد من الصافرات، كما سقطت عدّة صواريخ، وكذلك قذائف اعتراضية وشظايا وغيرها».
وعلى صعيد متصل، قال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، دانيال هاغاري، أمس، إن«400 صاروخ أُطلقت من لبنان اليوم (أمس) باتجاه إسرائيل»، مشيراً إلى «تركيز الجيش الإسرائيلي على القضاء على القدرات الاستراتيجية للحزب». وأضاف أن «الجيش لا يزال يدقّق في نتائج الضربات الأخيرة التي وجهناها إلى حزب الله»، مؤكداً أن «هدفنا النهائي هو إعادة سكان الشمال إلى منازلهم». أما وزير الحرب يوآف غالانت، فاعتبر أن «حزب الله اليوم ليس هو حزب الله قبل أسبوع»، لكن «رغم تعرض حزب الله لضربات قوية وانخفاض معنوياته، يجب أن نأخذ تهديداته بتدميرنا وضربنا على محمل الجد». ونقلت صحيفة «جيروزاليم بوست» عن مصادر إسرائيلية، أن «حزب الله ما زال بعيداً عن الهزيمة»، ورأت أن «التصريحات الاحتفالية لمحلّلين إسرائيليين بزوال الخطر مُبالغ فيها إلى حد كبير». وفي موازاة ذلك، يبدو أن المستوى الأمني في الكيان يدفع باتجاه إنهاء العملية العسكرية في لبنان، بشكل سريع، قبل تفاقمها، وإن على حساب «إجراءات» معيّنة في قطاع غزة. حيث نقلت «القناة 13»، عن مسؤولين كبار في الجيش قولهم إنه «لا توجد إمكانية للحل في الجبهة الشمالية دون وقف إطلاق النار في الجنوب»، وعلى الرغم من «سلسلة الهجمات التي قام بها الجيش في لبنان، إلا أن نصرالله متمسّك بمواصلة حرب الاستنزاف طالما أن وقف إطلاق النار في غزة لم يتحقق». وتحدّث هؤلاء عن أن «قادة في الجيش الإسرائيلي أبلغوا الكابينت، أنه لا يبدو أن هناك قدرة لحل في الشمال دون إجراءات في الجنوب»، بينما قال قادة آخرون إن «وقف إطلاق النار في غزة سيحوّل الإنجازات في لبنان، إلى مكسب استراتيجي».
وكان حزب الله أعلن أمس عن توسيع دائرة النار لتشمل مزيداً من القواعد العسكرية والمستوطنات الشمالية. وبدأ الحزب عملياته باستهداف مطار مجيدو العسكري غرب العفولة بصواريخ «فادي 1» و«فادي 2»، وقاعدة ومطار رامات ديفيد بصواريخ «فادي 2»، ومطار مجيدو العسكري، مرة ثانية، بصواريخ «فادي 2». ومن ثمّ، استهدف قاعدة عاموس (القاعدة الرئيسية للنقل والدعم اللوجستي للمنطقة الشمالية) بصواريخ «فادي 1»، ومصنع المواد المتفجّرة في منطقة زخرون التي تبعد عن الحدود 60 كلم بصواريخ «فادي 2»، ومطار مجيدو العسكري، مرةً ثالثة، بصواريخ «فادي 2». كما استهدف مستوطنة كريات شمونة والمخازن اللوجستيّة للفرقة 146 في قاعدة نفتالي بصليات من الصواريخ، ومعسكر إلياكيم التابع لقيادة المنطقة الشمالية جنوب حيفا بصواريخ «فادي 2»، والمخازن الرئيسية التابعة للمنطقة الشمالية في قاعدة نيمرا بعشرات الصواريخ، ومستوطنة روش بينا بصليات صاروخية، وقاعدة شمشون (مركز تجهيز قيادي ووحدة تجهيز إقليمية) بصواريخ «فادي 3». كذلك، استهدفت المقاومة مستوطنات هجوشريم وكتسرين وغيشر هزيف بصليات صاروخية. واستهدفت المقاومة قاعدة دادو، مرةً أولى، بـ 50 صاروخاً، ومرةً ثانية بـ 40 صاروخاً. وفي المساء، شنّت هجوماً جوياً بسرب من المُسيّرات الانقضاضية على مقر وحدة المهام البحرية الخاصة «الشييطت 13» في قاعدة عتليت، مستهدفاً أماكن تموضع ضباطها وجنودها.
اللواء
إسرائيل تدخل مأزق الحرب مع حزب الله.. وتنخرط بمفاوضات التهدئة في نيويورك
استهداف قائد الوحدة الصاروخية في الغبيري.. ومسيَّرات الحزب تهدِّد المنشآت البحرية والصواريخ تطال مستوطنات جديدة
لليوم الثاني على التوالي، تختبر العدوانية الاسرائيلية ضد لبنان وشعبه، في اطار الحرب الدائرة مع حزب الله، قدرتها على التدمير، وعلى المسح الجغرافي بضرب القرى والبلدات والمدن على نحو ممنهج، بحيث لا تنسى حياً او وادياً او طريقاً او مستشفى دون توجيه غارة اليه او قصف مدفعي، مما ادى الى سقوط ما لا يقل عن 560 شهيداً، وما لا يقل عن الفي جريح، مع تدمير غير مسبوق، ادى الى نزوح غالبية سكان الجنوب، من جنوب الليطاني الى شماله، ومن صور وبلداتها الى النبطية وقراها، وصولاً الى البقاع، امتداداً الى سوريا.
وللمرة الخامسة على التوالي، استهدفت طائرة من نوع إف 35 اسرائيلية منطقة الغبيري في ضاحية بيروت الجنوبية، واعلنت عن استهداف قائد الوحدة الصاروخية ابراهيم قبيسي.
وتدل التقارير الواردة من اسرائيل ان الكابينت ورجال الامن والاقتصاد يعتقدون ان اسرائيل دخلت في مأزق الحرب مع لبنان، وحزب لله وأخذت تكتشف القدرة الصاروخية للحزب وإمكانية استهداف المنشآت البحرية، وان الحزب لم يستخدم سوى بعض من قدراته، وصواريخه التي تتجاوز الـ100 الف صاروخ، وبالتالي فإن استمرار الحرب لاكثر من اسبوع ونصف، يعني الحاجة الى ميزانية جديدة هذا العام.
المفاوضات
وعلى صعيد المفاوضات للعودة الى الهدنة او قواعد الاشتباك، ذكرت معلومات أن واشنطن تدير مفاوضات بشأن التطورات الأمنية بين لبنان وإسرائيل على هامش أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة.
وأضافت: ان تحرك المبعوث الرئاسي الأميركي آموس هوكشتاين يستند إلى ما جرى التفاهم عليه مع الرئيس نبيه بري بشأن تطبيق القرار الدولي 1701 والتوصل إلى وقف لإطلاق النار .وأشارت إلى أن أطرافًا عربية تتولى بالتنسيق مع فرنسا التواصل مع إيران بغية إنتاج التفاهمات المطلوبة للحل.
وفي السياق، حذر الرئيس الأميركي جو بايدن من «حرب شاملة في لبنان مؤكدًا أن الديبلوماسية هي السبيل الوحيد لتحقيق الأمن والسماح لسكان الحدود اللبنانية الإسرائيلية بالعودة إلى منازلهم».
وحضّ بايدن «إسرائيل وحماس على استكمال مقترح لوقف إطلاق النار طُرح قبل أشهر، مؤكدا أمام الأمم المتحدة بأنه ملتزم بوضع حد لحرب غزة».
وقال في إشارة إلى الاتفاق الذي رعته الولايات المتحدة وقطر ومصر: حان الوقت للأطراف المعنية لإنجاز بنوده، وهذا الاتفاق سيعيد الرهائن ويضمن أمن إسرائيل ويحرر غزة من قبضة حماس ويخفف المعاناة في غزة وينهي هذه الحرب».
وذكر سفير اسرائيل لدى الامم المتحدة داني دانون ان اسرائيل لا ترغب في اجتياح لبنان بعد تنفيذ غارات كثيفة دامية فيه.
وقال: خضنا تجربة في لبنان في الماضي، لسنا راغبين في بدء اي اجتياح بري في اي مكان، ونفضل الحل الدبلوماسي.
وفي السياق، أوضحت مصادر سياسية لـ«اللواء» أن زيارة الموفد الفرنسي جان ايف لودريان إلى بيروت وجولة اللقاءات التي عقدها مع عدد من المسؤولين لم تحمل معها مبادرة لإنهاء الحرب الدائرة ضد لبنان وقالت انه نقل هواجس بلاده من تأزم الأوضاع وإطالة امد الحرب، مبدياً إستعداد بلاده للدخول على خط الحراك الدييلوماسي، على أنه ينقل ما سمعه إلى الإدارة الفرنسية، مذكرا بأهمية القرارات الدولية.
ورأت هذه المصادر أن مهمة لودريان في الملف الرئاسي متواصلة إنما الظروف غير مهيأة إذ أن انشغال أحد الأفرقاء بهذا الملف يؤدي إلى صعوبة تحريكه، وأعلنت أن هناك جولات مقبلة للودريان في بيروت.
الموقف من اسرائيل
ولم تتوقف تصريحات اعضاء الكابينت الحربي، حول ما يجري.
واعلن رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو: سنواصل ضرب حزب الله، وأي مكان فيه صواريخ للحزب لن يكون آمناً.
واعلن وزير الدفاع الاسرائيلي يوآف غالانت ان اسرائيل ستواصل قصف اهداف تابعة لحزب الله، وستشن المزيد من الضربات. واضاف: حزب الله عانى من سلسلة من الضربات لقيادته وسيطرته ومقاتليه ووسائل القتال لديه.
ونقل عن مصادر امنية اسرائيلية ان الهدف من العمليات الاسرائيلية هو فصل القتال في لبنان عن القتال في غزة.
وذكرت القناة 13 الاسرائيلية ان قادة بجيش الاحتلال ابلغوا الكابينت ان وقف اطلاق النار بغزة سيحول الانجازات بلبنان لمكسب استراتيجي.
وقال متحدث عسكري اسرائيلي: نسعي لان تكون الحملة ضد حزب الله قصيرة قدر الامكان، ولكننا مستعدون لأن تطول.
جبهة المقاومة
على جبهة المقاومة، وجهت ضربات صاروخية غير مسبوقة منذ طوفان الاقصى، الى المستعمرات والمستوطنات عند الخامسة الى حيفا وصفد وعكا وصولاً الى ضاحية تل ابيب الشرقية.
كما اعلنت المقاومة الاسلامية عن هجوم جوي بسرب من المسيَّرات الانقضاضية على مقر وحدة المهام البحرية الخاصة «الشييطت 13» في قاعدة عتليت واستهداف اماكن تموضع ضباطها وجنودها.
وحسب المقاومة استهدفت الضربات الصاروخية مصنع مواد متفجرة في منطقة زخرون وقواعد عاموس ونفتالي ورامات ديفيد، ومعسكر إلياكيم ومطار مجبدو العسكري غرب العفولة.. فضلاً عن مستعمرات الجليل، خاصة كريات شمونة.
وحسب موقع «اكسبوس» الاميركي ان حزب الله طلب من ايران تنفيذ هجوم ضد اسرائيل، لكن الايرانيين تحفظوا على الخطوة، وردوا بأن التوقيت غير مناسب لشن هجوم على اسرائيل.
وعلى صعيد التحركات، توجه رئيس الحكومة نجيب ميقاتي إلى نيويورك لاجراء المزيد من الاتصالات، وبالتالي تم الغاء جلسة مجلس الوزراء التي كانت مقررة عند الحادية عشرة قبل ظهر امس». وعقد ميقاتي سلسلة اجتماعات لبحث الاوضاع الراهنة والجهود الحكومية لمعالجة التداعيات الانسانية الناتجة عن العدوان الاسرائيلي على لبنان.فاجتمع مع المنسق المقيم للأمم المتحدة ومنسق الشؤون الإنسانية في لبنان عمران ريزا وبحث معه موضوع المساعدات الإنسانية التي تقدمها الامم المتحدة للبنان في هذا الوقت بالذات. كما عقد اجتماعا مع وزير المال يوسف الخليل وحاكم مصرف لبنان بالإنابة وسيم منصوري وجرى عرض للأوضاع المالية في البلاد.واستقبل منسق «لجنة تنسيق عمليات مواجهة الكوارث والأزمات الوطنية» الوزير ناصر ياسين الذي وضعه في صورة الجهود التي تبذلها اللجنة لإيواء النازحين من مناطق العدوان وتأمين المستلزمات الضرورية لهم.
لودريان: الجنوب والرئاسة
واصل الموفد الرئاسي الفرنسي جان إيف لودريان قبل امس، لقاءاته في بيروت التي وصلها امس الاول، والتقى رئيس الحكومة نجيب ميقاتي في السرايا الحكومية بحضور السفير الفرنسي في لبنان هيرفي ماغرو ومستشار رئيس الحكومة الوزير السابق نقولا نحاس.
وفي خلال اللقاء جدد لودريان التأكيد أن فرنسا تدعم لبنان وتقف الى جانبه في كل الظروف.واعتبر ان توجّه رئيس الحكومة الى نيويورك في هذا الظرف الدقيق مسألة مهمة جدامتمنياً ان تفضي الاتصالات الديبلوماسية الى حل يوقف دورة العنف.
وعن الملف الرئاسي اللبناني قال لودريان انه سيقوم بجهود لتقريب وجهات النظر بين الافرقاء اللبنانيين للوصول الى تفاهم يفضي الى انتخاب رئيس جديد.
ثم التقى لودريان رئيس المجلس النيابي نبيه بري، في حضور السفير الفرنسي لدى لبنان هيرفيه ماغرو، حيث جرى عرض لتطورات الاوضاع السياسية والميدانية في لبنان والمنطقة.
وأكد الموفد الفرنسي «وقوف فرنسا الى جانب لبنان بوجه العدوان الصهيوني على لبنان. وشدد خلال اللقاء على أهمية الدفع بجهود دولية لطرح أفكار تحد من خطورة الاعتداءات الصهيونية.وحث الرئيس َبري لاداء ِدور ٍفاعل ٍللضغط ِعلى اسرائيل َمن أجل ِوقف ِعدوانها قبل تفلت ِالأمور. وابدى بري مرونة ًوتسهيلاً في الملف ِالرئاسي الذي يوليه لودريان اهتماماً خاصاً في جولته، من أجل تأمين جلسة نيابية لانتخاب رئيس للجمهورية».
ثم التقى لودريان ومعه السفير الفرنسي هيرفيه ماغرو، رئيس كتلة الوفاء للمقاومة النائب محمد رعد، في حارة حريك. وقد شدد رعد «على ضرورة أن تلعب الدول المؤثرة وبينها فرنسا دوراً في وقف الهمجية والاجرام الصهيونيين في غزة ولبنان، مؤكداً أن ما يرتكبه العدو الصهيوني من مجازر ودمار يتجاوز كل التصور».
وقدم لودريان أمام النائب رعد طبيعة الجهود التي تبذل في العواصم الغربية، بهدف تهدأة الأمور ومنع تفلتها، مشيراً إلى أنها ستستكمل في الايام المقبلة.
واجتمع الموفد الفرنسي برئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع في الخامسة من بعد الظهر في معراب. وجاء في بيان «للقوات»، أن «اللقاء استغرق ساعة، وتطرق فيها الجانبان الى المستجدات السياسية، ولا سيما التطورات على الساحة اللبنانية. ليتبعه خلوة بين لودريان وجعجع استمرت اكثر من ربع ساعة».
وفي دردشة مع الاعلاميين، أكد جعجع انه أبلغ «الضيف الفرنسي استعداد القوات اللبنانية في اي وقت من الاوقات، للمشاركة في جلسة يدعو اليها رئيس مجلس النواب نبيه بري لانتخاب رئيس جديد للبلاد»، مشددا على انه «بات عليه القيام بهذه الخطوة الأساسية، وخصوصا في خضم هذه المرحلة الدقيقة، فإذا لم يدعُ لجلسة في هذا الظرف متى سيدعو؟».
ولتقى لودريان رئيس «التيار الوطني الحر» النائب جبران باسيل في السابعة مساء أمس، في المقر العام للتيار في ميرنا الشالوحي.
وأشارت المعلومات الى ان رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي النائب تيمور جنبلاط قد يلتقي لودريان في السفارة الفرنسية في قصر الصنوبر وليس في كليمنصو ووقت اللقاء لم يحدد بعد.
تداعيات الحرب والإيواء
وفي خضم الازمة، اعلن امين سر اتحاد نقابات الافران والمخابز في لبنان نعيم الخواجة انتهاء دعم الطحين المخصص لصناعة الخبز العربي، بعد انتهاء قرض البنك الدولي امس (24 أيلول 2024) ليصبح سعر ربطة الخبز 65000 ل.ل. في صالات الافران وتوزيعها على المستهلك بـ77000 ل.ل.
وفي اطار السعي لعدم الوقوع في ازمات نفط وفقدان السلع الضرورية، ترأس وزير الطاقة والمياه في حكومة تصريف الأعمال وليد فياض اجتماعاً ضمّ رئيس تجمّع الشركات المستوردة للنفط مارون الشماس، وممثّل موزّعي المحروقات فادي أبو شقرا، وأمين سرّ المحطات حسن جعفر. وتناول البحث وضع قطاع المحروقات في ضوء تصاعد العدوان الإسرائيلي.
وبنتيجة الاجتماع والمعطيات، يُطمئن فيّاض المواطنين الى «توفّر الاحتياطات اللازمة من المشتقات النفطية على المدى المتوسط»، مؤكداً أن لا أزمة بنزين أو مازوت»، متمنياً «عدم التهافت على محطات التوزيع».
وزار رئيس نقابة أصحاب السوبرماركت نبيل فهد ورئيس نقابة مستوردي المواد الغذائية هاني البحصلي، مدير عام وزارة الاقتصاد والتجارة محمد أبو حيدر في مقر الوزارة، وعقدوا اجتماع عمل جرى خلاله البحث في مختلف الأمور اللوجستية المتعلقة بالمواد الغذائية في ظل الظروف والتحديات التي يواجهها لبنان والشعب اللبناني جراء العدوان الاسرائيلي الوحشي.
بعد الاجتماع أصدرت نقابة أصحاب السوبرماركت ونقابة مستوردي المواد الغذائية بياناً مشتركاً طمأنتا فيه الشعب اللبناني إلى أن مخزون المواد الغذائية المتوفر لدى لبنان يكفي لما بين ثلاثة إلى أربعة أشهر، «مع العلم أن الاستيراد لا يزال مستمراً عبر الموانىء اللبنانية وهذا من شأنه أن يحافظ على المخزون».
وأكدتا أن مخازن المواد الغذائية قد لبت كل الطلبيات التي وردت إليها، معلنةً أن ليس هناك أي نقص في أي سلعة من السلع الغذائية.
وفي السياق نفسه، لفتت النقابتان إلى حصول نوع من الإزدحام وارتفاع الطلب على المواد الغذائية من السوبرماركت ومراكز البيع بالتجزئة إلا أنه طمأن بالوقت نفسه إلى أن الوضع لم يرقَ إلى وضعية التهافت كما أن الأمور هدأت إلى حد ما.
وكان المشهد الصادم على الطرقات في لبنان، والتي شهدت ازدحاماً كثيفاً من الجنوب باتجاه بيروت، ومن البقاع باتجاه سوريا.. كما امتد النزوح الى البلدات الشمالية من زغرتا وطرابلس الى عكار.
وحسب الاحصاءات الرسمية بلغ عدد النازحين 27347 نازحاً، استحدث لهم 280 مركز ايواء، وبلغ مجموع العائلات التي طلبت المساعدة 2346 عائلة وتوزعت على 21 مدرسة في بيروت و75 مدرسة في جبل لبنان، و26 مدرسة في الجنوب و26 مدرسة في البقاع، و15 مدارس في الشمال و15 مدرسة في بعلبك – الهرمل و10 مدارس عكار.
الوضع الميداني
واصل العدو الاسرائيلي طيلة يوم امس عدوانه الجوي الواسع على مناطق الجنوب كافة وبعض مناطق والبقاع ما رفع عدد الشهداء الى نحو 560 واكثر من 1800 جريح، وكانت آخر مجزرة للعدو مساء امس بغارة على كوثرية السياد ادت الى استشهاد عائلة من 7 اشخاص بينهم طفلان.
هذا الى جانب عملية اغتيال نفذها بغارةعلى منطقة الغبيري بالضاحية الجنوبية استهدفت من وصفه «رئيس المنظومة الصاروخية في حزب الله ابراهيم قبيسي (ابو جواد) مع مساعين له» وادت الغارة الى استشهاد ستة اشخاص واصابة 15 بجروح.
واستمر رد المقاومة العنيف بإطلاق مئات الصواريخ برغم كثافة الغارات المعادية، ومنها الصاروخ الجديد «فادي 3» الى جانب «فادي 1و2» والكاتيوشا، مستهدفا عشرات المستعمرات ومنها مستعمرات جديدة لميقصفها قبل ذلك، والمراكزالقيادية لجيش الاحتلال، وذكرت وسائل إعلام عبرية: أن حزب الله أطلق 220 صاروخًا من لبنان بإتجاه الاراضي المحتلة. وأشارت إلى أنه أكبر عدد يطلقه الحزب في يوم واحد منذ بداية الحرب».
ومن الاهداف التي قصفها الحزب، «قاعدة شمشون» (مركز تجهيز قيادي ووحدة تجهيز إقليمية) بصواريخ «فادي 3». ومطار مجيدو العسكري غرب العفولة بصليات من صواريخ فادي 1 وفادي 2، ثم قصفوه للمرة الثانية والثالثة بصلية من صواريخ فادي 2، وكذلك مصنع المواد المتفجرة في منطقة زخرون التي تبعد عن الحدود 60 كلم بصلية من صواريخ فادي 2. كما استهدفوا قاعدة عاموس (القاعدة الرئيسية للنقل والدعم اللوجستي للمنطقة الشمالية) بصلية من صواريخ فادي1، واستهدفوا أيضاً قاعدة ومطار رامات ديفيد بصلية من صواريخ فادي 2. كما أعلن «حزب الله» عن استهداف مصنع متفجرات بعمق 60 كلم داخل الحدود الإسرائيلية، وكذلك استهدفوا المخازن اللوجستيّة للفرقة 146 في قاعدة نفتالي بصلية صاروخية. كما قصف «الحزب» معسكر إلياكيم التابع لقيادة المنطقة الشمالية جنوب حيفا بصلية من صواريخ فادي 2. وقصف أيضاً المخازن الرئيسيّة التابعة للمنطقة الشمالية في قاعدة نيمرا بعشرات الصواريخ. ومستعمرات: «روش بينا» بصليات صاروخية. و «قاعدة دادو» بـ 50 صاروخاً، واستهدف المقاومون «قاعدة شمشون» (مركز تجهيز قيادي ووحدة تجهيز إقليمية) بصواريخ «فادي 3».
كما قصفت المقاومة مستوطنات «هجوشريم»، «كتسرين»، و»غيشر هزيف»، وكريات شمونة. ووصل القصف الى جنوب وشرق حيفا وعكا وصفد وطبريا والجولان، ولحقت اضرار كبيرة واندلعت حرائق حسبوسائل اعلام عبرية، التي نشرت فيديوهات وصورا للأضرار والحرائق.
ومساء تحدثت وسائل إعلام عبرية عن قصف كثيف تتعرض له صفد. وسقوط صواريخ بشكل مباشر في «روش بينا».
كما ادخل حزب الله «فادي 3» في عمليات القصف البعيد.
COMMENTS