خاص ـ الحقول / بيروت : تواصل حكومة العدو الضغط على نظام أحمد الشرع، لتأكيد كونها فاعلاً داخلياً نشطاً في المسألة السورية. وفي يوم 25 شباط الجاري، نقلت القناة 12 في الكيان الصهيوني عن وزير خارجية العدو، قوله: أن “حكومة سوريا الجديدة جماعة إرهابية إسلامية من إدلب استولت على دمشق بالقوة”.
يستند التحرك السياسي “الإسرائيلي” الحالي في سوريا، على القوة العسكرية أولاً، إذ دفع النظام الصهيوني في تل أبيب بجيشه الى اكتساح جبل الشيخ بكامله ليسيطر على أهم المرتفعات الإستراتيجية في بلاد الشام بموقعه الجيواستراتيجي المهيمن وموارده الطبيعية الغنية.
وأكمل العدو “الإسرائيلي” الهيمنة العسكرية البرية على جنوب سوريا، وضاعف التفوق العسكري الذي يملكه في سوريا كلها، بسحق الأصول والقدرات العسكرية والحربية للجيش العربي السوري المنحل. فيما كان النظام الجديد في دمشق مستسلماً أمام الإحتلال والعدوان، ومكتفياً بالقبض على مفاتيح السلطة وانتزاعها من يد النظام السوري السابق.
وتتحول “إسرائيل” بسرعة إلى طرف قوي في سوريا بالتنافس مع النظام الأردوغاني في تركيا. فلم تخف نيتها بوضع الميليشيا الإنفصالية الكردية / “قسد” تحت حمايتها، وبذلك تلاقت مع الأميركيين والأوروبيين، وتحديداً الفرنسيين. وفي الأيام الماضية، حذر رئيس وزراء العدو نتنياهو نظام أحمد الشرع من “المس بالدروز” في محافظة السويداء ـ قالها حرفياً ـ ، حيث تمكنت بعض الفصائل المسلحة المتعاملة مع العدو “الإسرائيلي” من “رفع رأسها” مستغلة استسلام حكومة دمشق امام الغزو الإسرائيلي المتمدد في الأراضي السيادية للشعب السوري.
ونشرت يوم 24 شباط الحالي تقارير “إسرائيلية” عن لقاءات بين ممثلي هذه الفصائل والإستخبارات “الإسرائيلية” اتفق فيها الطرفان على إدخال عمال سوريين من السويداء للعمل في المستوطنات “الإسرائيلية” في الجولان السوري المحتل، على يحضروا ويغادروا يومياً.
وجاء تعريف وزير خارجية العدو حكومة دمشق بأنها “جماعة إرهابية إسلامية”، بعد يومين من وصف مماثل لها ورد على لسان الرئس الأميركي دونالد ترامب. ويطوق هذا التعريف جهود الأوروبيين لفتح الباب الدولي الغربي مع نظام أحمد الشرع المنهمك بتثبيت سلطته السياسية. كما يبقيه في الحجر السياسي الدولي، الى ان تُتِمَّ واشنطن وتل أبيب كل أهدافهما في سوريا
لقد أبدى وزير الخارجية “الإسرائيلي” مشاعر سياسية كاشفة لبعض تلك الأهداف، إذ قال : نحن سعداء برحيل بشار الأسد لكن الإسلاميين يتحدثون بلطف وينتقمون من العلويين ويؤذون الأكراد”. وذلك في تصريح نقلته القناة 12 من تل أبيب، يوم 25 الشهر الجاري،
واول الأهداف الأميركية ـ “الإسرائيلية” هو إقامة سوريا الفدرالية. لقد وضعت “إسرائيل” الأكراد “في الجيبة” من زمان، وهي تمضي بالتوغل في مجتمع العرب من المسلمين الموحدين الدروز في السويداء وغيرها. كما أنها تبدي “التعاطف”، بحسب تصريح الوزير “الإسرائيلي” ، مع العرب المسلمين العلويين ربما لمنحهم “الحماية” غداً.
والآن، باتت “إسرائيل” بانتظار أن ينجح أحمد الشرع في تكوين كتلة العرب المسلمين السنة المعتدلين، ويتخلص من “الإرهابيين الإسلاميين” الذين كان احمد الشرع قائدهم في “هيئة تحرير الشام”.
أما عن تركيا والدول العربية وإيران فالحديث يطول…
مركز الحقول للدراسات والنشر
الجمعة، 01 رمضان، 1446 الموافق28 شباط،
رابط المقال منشور على قناة الحقول الأخبارية على تلغرام :
https://t.me/Alhoukoulnews/5320
COMMENTS