المفاوضات الإيرانية ـ الأميركية في الظروف الجديدة؟

المفاوضات الإيرانية ـ الأميركية في الظروف الجديدة؟

مع كل هذه الظروف، يتسارع تكوّن العوامل المؤاتية لتعافي طهران من تبعات الهزيمة التي أصابتها في سوريا بعد انهيار نظام الحكم السابق.

السيناريست جورج عربجي: على الدراما أن تحمل مقولة ورسالة
بعد اجتماع سمرقند : أتراك آسيا الوسطى صدوا أردوغان ؟
غرابة التعاطف مع "إسرائيل"..!

خاص ـ الحقول / بيروت : رد مرشد الجمهورية الإسلامية الإيرانية السيد على الخامنئي على رسالة الرئيس الأميركيدونالد ترامب، من دون أن يشير إليه بالإسم، فقال : “طهران لن تقبل أبدا مطالب كبح برنامجها الصاروخي. بعض الدول التي تمارس البلطجة تصر على محادثات لفرض مطالبها وليس لحل القضايا”. ثم ظهر وزير الخارجية عباس عراقجي، ليقول : “لم نتلقَ أي رسالة من الولايات المتحدة الأميركية”.

الرئيس الأميركي دونالد ترامب كان كشف عن أنه كتب إلى القيادة الإيرانية، يوم الخميس، أن يوافقوا على إجراء محادثات. وخلال مقابلة مع قناة “فوكس بيزنس” بُثت، أمس الجمعة، قال ترامب : “قلت إني آمل أن تتفاوضوا، لأن الأمر سيكون أفضل بكثير بالنسبة لإيران”. وتابع “أعتقد أنهم يريدون الحصول على هذه الرسالة. البديل الآخر هو أن نفعل شيئا، لأنه لا يمكن السماح بامتلاك سلاح نووي آخر”.

ورغم رسالة واشنطن ورد طهران عليها، مع عودة ترامب إلى سياسة العقوبات القصوى، فإن تبادل الردود سيتواصل. وهذا المساء كرر الرئيس الأميركي، بالفعل، الكلام عن خياري العمل العسكري والتفاوض. ما يعني انطلاقة أولى جولات المفاوضات  الإيرانية ـ الأميركية، في عهد ترامب الثاني. إن كلا الطرفين في هذه الجولة، محكومان بظروف جديدة :

  1. تلقى اليمين الليبرالي في إيران ضربة قوية أضعفت مركزه في السلطة السياسية في البلاد، وهناك عدد من التطورات الداخلية، تشير إلى ذلك. ولذا، من المتوقع أن يكون الموقف الإيراني أكثر حزماً مع إدارة ترامب، بخلاف ما كان عليه موقف الرئيس مسعود بزشكيان ومساعده جواد ظريف مع إدارة بايدن السابقة.
  2. طلب الرئيس الأميركي من روسيا التوسط في هذه المفاوضات، وقد وافقت، حسب وكالة بلومبرغ، يوم الثلاثاء الماضي، على مساعدة إدارة ترامب في ذلك. وذكرت مصادر دبلوماسية أن وزير الخارجية الروسي سيرغي “لافروف، قد أبدى خلال زيارته الأخيرة إلى طهران الاستعداد لدفع المفاوضات النووية عبر القنوات الدبلوماسية مع واشنطن”.

هذه الظروف تعني أن فتح باب المفاوضات بين طهران وواشنطن، مع استعداد روسيا للتوسط بينهما، بموافقة أميركية معلنة، وقبول إيراني مفترض، سوف يجعل الجولة الجديدة محكومة بالتغيرات الإقليمية ـ الدولية التي حصلت. أولاً، رجحان كفة روسيا في “جبهة أوكرانيا”. ثانياً، اهتزاز “جبهة أوروبا” و”بنية الأمن” فيها، مع تنامي خطوط التفاهم بين الكرملين والبيت الأبيض. ثالثاً، حفاظ إيران على سلمية الصناعة النووية برفع نسبة تخصيب اليورانيوم وزيادة المخزون منه.

وقد يكون هناك متغير رابع، بعد الحديث المطول لوزير الخارجية الصيني إلى الإعلام. فقد “شعر” بعض المراقبين الذين اطلعوا عليه، بأن الصين ماضية في التحول عن “فأرنة” السياسة الخارجية، من دون وضوح المدة المطلوبة للخروج. وأنه لا جدوى من انتظار دعم صيني لإيران في أي مواجهة مع الغرب. ولكن، ولذلك، أي مع كل هذه الظروف، يتسارع تكوّن العوامل المؤاتية لتعافي طهران من تبعات الهزيمة التي أصابتها في سوريا بعد انهيار نظام الحكم السابق.

قبل الرسالة الديبلوماسية التي نفى عراقجي تلقيها، كان الرئيس الأميركي قد أوصل رسالة عسكرية (شبه) سرية إلى إيران. فقد تحركت في الأسبوع الماضي طائرات ب 52 في أجواء دول الخليج العربي برفقة طائرات حربية أخرى. كما أعلن عن مناورات جوية مشتركة بين الجيش الأميركي وجيش العدو الصهيوني. ولكن الرسالة الجوابية الإيرانية لم تتأخر، حيث أعلن الحرس الثوري أن “عملية الوعد الصادق 3” ما زالت قائمة، وأن القوات المسلحة الإيرانية تملك القدرات اللازمة لخوض هذا التحدي.

بفعل تبدل توازن السلطة في إيران وتغيرات البيئة الإقليمية ـ الدولية الجديدة، من المرجح أن تتجه أسس التفاوض الإيراني ـ الأميركي إلى الإستقرار، بخلاف رغبة ثلاثة أطراف تتقلب غيظاً أو حسداً، وهي : “إسرائيل”، الإتحاد الأوروبي، و… تركيا. وهذا حديث يطول.

 

مركز الحقول للدراسات والنشر

‏‏السبت‏، 09‏ رمضان‏، 1446 الموافق ‏8 آذار‏، 1446

 

Please follow and like us:

COMMENTS