من طرابلس الى اللاذقية : أمن الساحل واحد

من طرابلس الى اللاذقية : أمن الساحل واحد

‏.‌.. وكان ناشطون في بيروت قد نبهوا من احتمال تأثر لبنان بجرائم القتل المذهبي التي راح ضحيتها نحو 800 مواطن سوري من المسلمين العلويين، المقيمين في مدن وبلدات وقرى الساحل السورى.

لائحة الجوائز : ذهبية "أيام قرطاج" لـ"نورة تحلم" التونسي
ماهو المخيم يا غسان؟ أن يحدث ذلك كلّه!
How a Student Group Is Politicizing a Generation on Palestine

خاص ـ الحقول / بيروت : أصبح توتر الوضع الأمني في مدينة طرابلس احتمالاً واقعاً، بعد المجازر المروعة التي ارتكبها جنود ومسلحو الرئيس السوري الإنتقالي أحمد الشرع، ضد مواطنيهم من المسلمين العلويين، في اللاذقية وطرطوس وحماة وحتى حمص.

وقد نجح الجيش اللبناني منذ فجر اليوم، الأحد، في عزل منطقة جبل محسن عن حي باب التبانة المجاور وسد مداخلها الأربعة. كما اتخذ تدابير عاجلة لقمع المظاهر المسلحة والحؤول دون انفلات الأوضاع الأمنية في طرابلس وشمال لبنان.

واصبح أمن سكان الساحل السوري “قضية طرابلسية”، منذ دخولهم في دولة سوريا الجديدة. كما أصبح “قضية لبنانية” لأن طرابلس هي جزء طبيعي من ساحل الشام وهي طرابلس الشام. والأخبار اليومية عن معاناة المسلمين العلويين هناك من الخطف والقتل والنهب واحتلال البيوت، وقبل ذلك من الإفقار بالطرد من الوظائف، تطرق أسماع الطرابلسيين كافة وتثير اهتمام معظم اللبنانيين أيضاً.

وعقب انفجار الأوضاع الأمنية في بعض مدن وأرياف الساحل بوجه الحكم الإسلامي الإنتقالي الذي يقوده الرئيس أحمد الشرع، يهتز حبل الأمن في عاصمة شمال لبنان. فقد وقع حادث فردي مساء أمس في “منطقة ‎البقار ومشروع ‎الحريري”، أعقبه إطلاق نار بين منطقة بعل محسن وحي باب التبانة. ولكن الجيش بادر الى قمع المظاهر المسلحة وتوقيف متورطين في الحادث.

وقبل ثلاثة أيام من حادث ليلة أمس، في طرابلس، احتقن الجو الأمني في الشمال، وتحديداً في عكار، حيث تجمع بضعة أشخاص مسلحين من أبناء عشيرة تقطن وادي خالد عند خط الحدود مع سوريا، وصوروا ونشروا فيديو، يؤكدون فيه استعدادهم للمشاركة في القتال الجاري ضد المسلمين العلويين في سوريا. وقد سارع الجيش اللبناني الى توقيف بعضهم، وإحباط فعاليتهم.

‏‌وكان ناشطون في بيروت قد نبهوا من احتمال تأثر لبنان بجرائم القتل المذهبي التي راح ضحيتها نحو 800 مواطن سوري من المسلمين العلويين، المقيمين في مدن وبلدات وقرى الساحل السورى.

ومنذ الخميس الماضي استنفرت حكومة الرئيس الإنتقالي الشرع نحو 300 الف مسلح، جلبتهم من مختلف أنحاء البلاد لكي يستعيدوا السيطرة على منطقة الساحل، التي كانوا خسروها أمام مجموعات مسلحة معارضة تتمركز هناك. وطلب ممثلو سلطة دمشق في تلك المنطقة أسبوعاً إضافياً للسيطرة مجدداً.

وتعتقد مصادر أمنية ان الإستخبارات السورية الجديدة، تشارك في تنظيم حملة دعم لنظام الرئيس الإنتقالي احمد الشرع عبر لبنان. وتقول ان “انصارها” اللبنانيين، لا يتوقفوا عن نشر أخبار غير صحيحة عن أوضاع الحدود بين لبنان وسوريا، فيما خص ملفات الأمن او التهريب او التسلح او الهجرة غير الشرعية.

ويعمل هؤلاء “الأنصار” اللبنانيين، كقوة احتياطية للنظام الإسلامي الإنتقالي في دمشق. وهناك تدخلات عربية وإقليمية قوية لتمويل انشطتهم ودعمها. ولذلك، تحذر هذه المصادر من تقييم حادث طرابلس مساء أمس، ك”فورة غضب” سوف تهدأ بسرعة. لأن أمن الساحل واحد.

مركز الحقول للدراسات والنشر

‏‏‏الأحد‏، 10‏ رمضان‏، 1446 الموافق ‏09‏ آذار‏، 2025

منشور على قناة الحقول الأخبارية على تلغرام

330 views

Please follow and like us:

COMMENTS