يتدهور المشروع الصهيوني في فلسطين المحتلة. الأسباب كثيرة، أولها، وأهمها المقاومة العربية الفلسطينية والمقاومة العربية الشاملة التي تواجهه. تأتي بعدها، طبيعة المشروع نفسه التي تنافي منطق التقدم، بحسبان أن بعض جذور المشروع الصهيوني تعود إلى المرحلة الكولونيالية، فيما بقية جذوره امتدت ونمت خلال المرحلة الإمبريالية من تطور النظام الرأسمالي الدولي. تدهور الصهيونية، بقدر ما يعني عجز “إسرائيل” عن البقاء، فإنه يطرح مصيرها على بساط البحث التاريخي. وبالتالي، بحث مصير اليهود في فلسطين المحتلة. الكاتب الأميركي نويل إيغناتييف NOEL IGNATIEV(1) يناقش في هذا المقال (2) أفكارا جديدة بشأن “الدولة الواحدة” غير الصهيونية في فلسطين.
الصهيونية وعقائد الإنجيليين المحافظين في اميركا
هناك قليل من الشك في أن الرئيس بوش عندما كان في ربيع عام 2000، يتأرجح محتارًا بشأن سياسة بلاده نحو الشرق الأوسط، قبل أن يرسو أخيرًا في أحضان الجانب الإسرائيلي، قد تأثر ليس بالأصوات اليهودية المبالغ في تقييم قوتها، بل برأي مسيحيين يعرّفون أنفسهم بـ “المحافظين المتدينين”، الذين يشكلون ما بين 15 ـ 18 في المئة من الناخبين الأميركيين.
وعندما طالب الرئيس بوش إسرائيل بسحب دباباتها من الضفة الغربية في نيسان/ابريل (2002)، تلقى البيت الأبيض 100000 رسالة الكترونية غاضبة من المحافظين المسيحيين.
فما الذي تغيّر؟
ليس سفر التكوين. ما تغير فعلاً، هو ظهور المذهب المعروف باسم التدبيرية “dispensationalism”، الذي راج عبر روايات القس تيم لاهي، والقس جيري جنكينز.
ترتكز النظرية إلى النشوة، والمجيء الثاني للمسيح، الذي سيكون نذير نهاية العالم. نهاية سعيدة تعتمد على تحوّل اليهود. ولتقصير القصة الطويلة والاستعجال بالنهاية، لا بد أن يمتلك اليهود جميع الأراضي المعطاة لهم من الله. بعبارة أخرى، إن هؤلاء المسيحيين يدعمون اليهود من أجل القضاء عليهم.
“أوه نعم”، قالت مادون بولارد موافقة. وهي سيدة لطيفة من دالاس كانت في قاعة المعارض في المؤتمر تبيع مجسمًا من الكريستال لأورشليم، مزيّنًا برسومات يدوية، “الله هو السيد، وسوف يفعل ما يشاء. ولكن استنادا إلى الكتاب المقدس هذه هي المبادئ التوجيهية”. وتصف السيدة نفسها بأنها تدعم إسرائيل بحرارة.
بدأ هذا المؤتمر مع دعاء مسجل بالفيديو مباشرة من المكتب البيضاوى. بعض من النواب الجمهوريين الأكثر نفوذاً في الكونغرس خاطب اللقاء بمن فيهم ـ ليس مرة واحدة بل مرتين ـ توم ديلي [كان حينئذ، زعيم الأغلبية في مجلس النواب، بل يمكن القول انه كان أقوى رجل في كابيتول هيل]. “هل أنتم متعبون من كل هذا، هل أنتم؟” صاح بالجمهور. “لاااااااااااااا!” هدروا بصوت واحد. فأجاب: “لا، ليس عندما يكون ذلك في سبيل اليهود ويسوع، هذا أكيد”.
قالت التقارير إن المسيحين الإنجيليين في القدس، قد رحّبوا بأرييل شارون، رئيس الوزراء الإسرائيلي، كأنه “نجم من نجوم الروك”.
أعقب ديلي, بات روبرتسون، مؤسس الائتلاف ومرشح الرئاسة في فترة ما، والذي يجسد الشخصية التلفزيونية الناجحة للإنجيلي الأميركي. وروى روبرتسون قصص يوشع وداوود لإثبات ملكيه إسرائيل للقدس “قبل أن يسمع أحد عن [النبي] محمد [صلى الله عليه وسلم] بفترة طويلة”.
لدولة فلسطين الديموقراطية ما بين النهر والبحر ولكن قبل أن انتقل إلى اقتراح الحلول، أود التطرق إلى الوضع الراهن لحركة السلام الإسرائيلية.
وكما يعلم الجميع، هناك قوى داخل إسرائيل تعارض الحكومة القائمة الآن [يقصد حكومة شارون]. بعض هؤلاء الأشخاص، وخاصة الجنود الذين يرفضون الخدمة في ما يسمونه الأراضي المحتلة أو الذين يرفضون القيام بفظائع مثل قصف المدنيين، وأولئك الذين يشجعونهم، هم أناس مثال للشجاعة.
مع ذلك، فإنهم جميعا (مع استثناء واحد جدير بالذكر سأعود إليه) عاجزون، وغير فاعلين على المدى الطويل، وذلك، بسبب قبولهم الفرضية الأساسية للصهيونية، وشرعيه الدولة اليهودية.
“الأرض مقابل السلام” يعني التقسيم الدائم لفلسطين.
تحت قيادة حزب العمل، الذي تنتمي إليه اغلب المعارضة [في إسرائيل]، وقع السلب والإقصاء الأول للشعب الفلسطيني من وطنه، ونفذ التوسع في الضفة الغربية، وقطاع غزة ومرتفعات الجولان [السورية المحتلة].
لقد أثبت التاريخ، في ايرلندا والهند وفي أي مكان آخر، أن تقسيم الأرض بخطوط حسب الجنس أو الدين هو ضمانة الحرب الدائمة. ومن المفهوم أن بعض الفلسطينيين، وبعد أن تعرضوا للتعذيب لأكثر من جيلين، قد وافقوا على مضض على قبول دولة فلسطينية باعتبارها بديلاً للعدالة, تقوم على اقل من ربع أراضيهم الأصلية. لكنهم يخطئون.
مثل هذه الدولة، إذا كانت ستقوم أصلاً، ستكون بانتوستان، محمية [عنصرية] ليس فيها من الأمة الحرة سوى العلم والنشيد الوطني.
ما الحل، الذي اقترحه إذًا ؟ بسيط ومعتدل : داخل فلسطين التاريخية، على المنطقة الواقعة بين البحر المتوسط ونهر الأردن، وحيث يعيش عشرة ملايين نسمة. اقترح أن تنشأ هناك دولة واحدة، يعلن كل شخص عن عزمه على العيش فيها واعتماد المواطنة، وبالتالي، يصبح معترفا به كمواطن له صوت واحد.
واقترح كذلك إنهاء المزايا الخاصة باليهود، وأن الفلسطينيين الذين كانوا قد اضطروا إلى الهجرة بعد عام 1948، ونسلهم، يمنحون الحق في العيش هناك، على أن تتعهد الدولة بالتدابير العملية لتجعل ذلك ممكناً بالنسبة لهم عن طريق بناء المساكن وإعطائهم حق الإيجار أو الشراء، وإذا لزم الأمر توفير الأموال لمساعدتهم.
وأقترح كذلك أن يعلن أن اللغتين العبرية والعربية هما لغتان رسميتان للدولة وأن يتم تدريسها في المدارس، وانه يحق لجميع المقيمين إصدار الصحف والحفاظ على المؤسسات الثقافية بأي لغة يختارونها، أن يتم إنهاء الوضع الخاص بالأرثوذكسية اليهودية، وان تعلن الدولة حرية العبادة، وان لا تضع الدولة قيودًا على أي دين ولا تمنع الممارسة الحرة للشعائر الدينية.
إنها إجراءات بسيطة، وأكرر : برنامج معتدل. إنها إجراءات لا تنطوي على رمي أي شخص في البحر، وإنها تعترف بحق الناس الفطري في العيش في المكان الذي يختارونه.
قد يعترض البعض على أن مثل هذا الأمر مستحيل، وأنه بعد كل هذه الدماء التي سالت والمرارة التي تراكمت، لن يكون من الممكن بالنسبة لليهود والعرب العيش معًا بسلام. على أن عندي
ثلاث ردود على هذا القول :
ـالرد الأول يتعلق بتجربة جنوب أفريقيا، حيث تاريخ المرارة لا يقل عن فلسطين؛ لم تنتحب الآلهة لإقامة حكم الأغلبية هناك، ولم تنشق الأرض لتبتلع الناس.
ـ أمّا ردّي الثاني فأستمدّه من شرلوك هولمز : “بعد أن تكون قد استبعدت كل الحلول المستحيلة يا واتسون, فالحل الباقي مهما كان غير وارد لا بد أن يكون هو الحل الصحيح”. ـ ـ أما ردّي الثالث فهو ذكر مؤشرات في الآونة الأخيرة تدلّ على أن فكرة الدولة الواحدة الديمقراطية العلمانية ـ التي كانت يوما ما الهدف الرسمي لمنظمة التحرير الفلسطينية، ثم تخلت عنه تحت الضغط الأميركي ـ تبرز مرة أخرى كمحور للنقاش.
إن بروز هذه الفكرة، مجددًا، هو جزئيًا ردّ على ضمّ إسرائيل الكثير من الأراضي بحيث لم تترك أي شي للدولة فلسطينية.
هذا الواقع الجديد هو ما اعترف به توماس ل. فريدمان كاتب عمود، الذي يقتبس عن عربي إسرائيلي بارز قوله : “إذا كان الفلسطينيون يفقدون حلمهم في أن تكون لهم دولة مستقلة، فان الشيء الوحيد الذي يمكن أن يضمن لهم حياة كريمة، هو المطالبة بالعيش في دولة واحدة مع الإسرائيليين. وعندما يبدأ هذا النضال، فانه سيجد بين المليون عربي فلسطيني داخل إسرائيل، حلفاء، سنقول، لا تُخلوا أية مستوطنة في الضفة الغربية. فقط امنحونا التصويت ودعونا نكون جزءًا من مجتمع واحد”.
وقد أورد فريدمان تقارير عن استطلاع يظهر أن 25 ـ 30 في المئة من الفلسطينيين يدعمون فكرة الدولة الواحدة : “رقم مذهل، علمًا بأنه لم يقترحها أي حزب فلسطيني أو إسرائيلي”. ويسمّي فريدمان ذلك “قانون العواقب غير المقصودة”. (نيويورك تايمز سبتمبر14, 2003).
اليهود المعادون للصهيونية : نؤيد القضية الفلسطينية
الاستثناء الوحيد لتعميمي السابق عن المعارضة الإسرائيلية، هو جزء بسيط من اليهود الأرثوذكس في إسرائيل، الذين يرفضون دولة إسرائيل على أسس دينية. بالنسبة إلى هؤلاء كان النفي من الأرض المقدسة قدرًا إلهيا، وبالتالي فان على اليهود العيش بين الأمم في كل ركن من أركان المعمورة، وليس لهم إقامة دولة قبل مجيء المسيح.
واسمحوا لي أن اقرأ تصريحًا لأحدهم، هو الحاخام مردخاي بريمان :
“لأننا على وجه التحديد يهود سرنا مع الفلسطينيين ورفعنا علمهم. لأننا على وجه التحديد يهود نطالب بأن يعود الفلسطينيون إلى ديارهم وممتلكاتهم. نعم، لدينا في التوراة، أمر بان نكون منصفين. نحن مدعوون إلى السعي لتحقيق العدالة. وماذا يمكن أن يكون أكثر ظلمًا من محاولة الحركة الصهيونية على مدى قرن من الزمان غزو أراضي شعب آخر، وطردهم وسرقة ممتلكاتهم؟ ليس لدينا شك في أنه لو أن اللاجئين اليهود جاءوا إلى فلسطين ليس بنيّة السيطرة، وليس بنيّة إنشاء دولة يهودية، وليس بنيّة الطرد، ولا بنيّة حرمان الفلسطينيين من حقوقهم الأساسية، فإنهم سيكونون موضع ترحيب من جانب الفلسطينيين، نفس الضيافة التي أبدتها الشعوب الإسلامية لليهود على مرّ التاريخ. وكنا سنعيش معًا اليهود والمسلمين في فلسطين في سلام ووئام. إلى المسلمين والفلسطينيين في جميع أنحاء العالم، من فضلكم استمعوا إلى رسالتنا : هناك يهود في جميع أنحاء العالم يؤيدون قضيتكم. وعندما نؤيد قضيتكم نحن لا نعني بعض مخططات التقسيم المقترحة في عام 1947 من قبل الأمم المتحدة التي لم يكن لها أي حق في عرضها. عندما نقول أننا نؤيد قضيتكم نحن لا نعني قطع وتقطيع أجزاء من الضفة الغربية التي عرضها باراك في كامب ديفيد مع العدالة لأقل من 10 في المئة من اللاجئين. ونحن لا نعني شيئاً سوى عودة كامل الأراضي، بما فيها القدس، إلى السيادة الفلسطينية. وعند هذه النقطة فان العدل يقتضي أن يقرر الشعب الفلسطيني كم من اليهود، ينبغي أن يبقى على الأرض. لقد حضرنا مئات الاجتماعات المؤيدة للفلسطينيين على مر السنين، وفي كل مكان نذهب إليه يستقبلنا القادة والجمهور بدفء الضيافة في منطقة الشرق الأوسط. ما أكذب أن تقول أن الفلسطينيين بصفة خاصة أو المسلمين بصفة عامة يكرهون اليهود. أنت تكره الظلم. ليس اليهود. لا تخافوا أصدقائي. الشر لا يمكن أن ينتصر طويلا. الكابوس الصهيوني في نهايته. لقد استنفد. آخر أعماله الوحشية ليست سوى سكرات الموت في المرحلة النهائية من المرض. سنعيش معًا لنرى اليوم الذي يتعايش فيه اليهودي والفلسطيني بسلام تحت العلم الفلسطيني في القدس.
في النهاية عندما يأتي مخلص البشرية فان معاناة الحاضر هذه سوف تُنسى في ظل بركات المستقبل”.
http:www.marchforjustice.com/becauseweare jews.php
لست مؤمنا ولكن كلمات الحاخام بريمان تحرّك فيّ شيئاً.
نقطة أخيرة : تنبؤ [جدير بالتفكر والمقارنة]
لقد تحدثت في وقت سابق عن احتمال عودة معاداة السامية/اليهود في الولايات المتحدة. في عام 1991 جورج بوش، والد الرجل الذي يجلس في البيت الأبيض، والعضو الوحيد من عائلته الذي تم انتخابه رئيساً، طالب الإسرائيليين وقف بناء مستوطنات جديدة في الأراضي الفلسطينية.
وخلافا للرئيس السابق، بدا بوش جاداً، مهددا بعرقلة المليارات من ضمانات القروض إلى الإسرائيليين إذا عصَوْا. وكما كان متوقعا، تعالت بالسخط الأصوات المهيمنة بين اليهود الأميركيين، وردّ بوش بالشكوى في مؤتمر صحافي أن “اليهود يعملون بدهاء من وراء الكواليس”.
وفي مناسبة أخرى ذكّر النقاد أن الولايات المتحدة تعطي “إسرائيل ما يعادل 1000 دولار لكل مواطن إسرائيلي” وهي ملاحظة اعتبرها الذامون معادية للسامية/لليهود. وزير خارجية بوش جيمس بيكر قدّم ملاحظته الشهيرة “اللعنة على اليهود” في محادثة خاصة، مشيرًا إلى أن اليهود “لن يصوتوا لنا على أي حال”.
وكان صحيحا : عندما خسر أمام بيل كلينتون في 1992، فإن بوش حصل على أقل نسبة من التصويت اليهودي لأي جمهوري منذ عام 1964.
الرئيس [جورج بوش الإبن] المقيم في البيت الأبيض حاليا، يبدو انه قد استرجع جزءًا كبيرا من خسارة حزبه بين اليهود، ويعود ذلك جزئيًا إلى تعيينه لهذا العدد الكبير منهم في مواقع السلطة والنفوذ في إدارته.
ولكنني سأقوم بتنبؤ، وأنا نادرًا ما افعل ذلك، لأنني أكره أن أكون مخطئاً : دعم اسرائيل، في حين انه قد ساعد في كسب أصوات اليهود الأميركيين وبعض الأصوليين المسيحيين، فإنه ليس بالضرورة أن يكون حكيماً من وجهة نظر المصالح الأميركية النفطية.
حتى أنه يمكن أن يكلف أصوات العدد المتزايد من الأميركيين الذين يستطيعون التقاط الصحيفة تقريبا في أي يوم والنظر إلى قصة أخرى عن الدبابات الإسرائيلية المحيطة بمنزل الرئيس الفلسطيني [السابق ياسر عرفات]، أو ذبح الأطفال، أو اغتيال [الشيخ أحمد ياسين] رجل الدين المشلول ونصف الأعمى.
أتوقع انه لو تمكن دوبيا Dubya من مد سيطرته إلى البيت الأبيض في عام 2004، فانه سيقدم فاتورة حساب لمن هو في السلطة في إسرائيل، وهذه الفاتورة ستشمل الانسحاب من بعض الأراضي المحتلة بعد عام 1967.
إذا كان الإسرائيليون سيردّون ردّاً سلبيا على هذا الطلب، وكل الأسباب تدعو للاعتقاد أنهم سيفعلون وسيدعمهم في ذلك اليهود الأميركيين، وكل الأسباب تدعو للاعتقاد أن هؤلاء سيفعلون، فإن بوش الابن، والذي كان قد “ولد من جديد”، سوف يولد من جديد مرة أخرى وسيبدأ في طرح الملاحظات حول أقليات خاصة منقسمة الولاء، وهلم جرّا.
وبعبارة أخرى، فانه سوف يعلن معاداة السامية/اليهود، بعناية بطبيعة الحال، كما يناسب زعيم العالم الحر. وسيجد استجابة هائلة، أكثر مما يتوقع أي شخص، من الناس العاديين الذين سئموا دعم الدولة المارقة الأولى في الشرق الأوسط، الدولة التي استعصت على عشرات من قرارات الأمم المتحدة، وأدانتها الأمم المتحدة أكثر من أي دولة أخرى عضو أو غير عضو، وهى الدولة الوحيدة في الشرق الأوسط التي تمتلك بشكل فعلي أسلحه الدمار الشامل.
سينثيا مكينني، عضو الكونغرس الأميركي من أصل إفريقي عن أتلانتا، كانت من أكثر منتقدي السياسة الأميركية في الشرق الأوسط في الكونغرس، بما في ذلك الدعم غير المشروط لإسرائيل. نتيجة لذلك، فإن الجماعات اليهودية في أنحاء البلاد قد استهدفتها، عن طريق تحويل الأموال إلى خصمها، الذي نجح في إلحاق الهزيمة بها في محاولتها لإعادة انتخابها في عام 2002.
هل كان ضمن حقوقهم القانونية القيام بذلك؟ بالطبع نعم؛ إذ لا يوجد قانون يمنع الناس في ولاية ما من المساهمة في حملة انتخابية في ولاية أخرى. ولكن هل يعتقدون أن تدخلهم ذهب دون أن يلاحظه أحد من الناخبين السود في أتلانتا وفي جميع أنحاء البلاد؟
إذا كان اليهود الأميركيون يصرّون على تعريف أنفسهم بالتماثل مع إسرائيل، ومساواة معاداة الصهيونية بمعاداة السامية/اليهود، هل سيفاجئهم أن يرتكب الآخرون نفس الخطأ؟
(1) نويل اغناتيف: مؤلف كتاب How the Irish Became White (كيف أصبح الايرلندي أبيضًا)؛ مؤسس ومحرر مشارك في “عرق خائن: مجلة الالغائية الجديدة”؛ ومدرس في كلية ماساشوستس للفنون.
(2) يستند هذا المقال إلى الحديث الذي أدلى به الكاتب نويل اغناتيف في آذار/مارس 2004 في كلية الفنون في ماساتشوستس، الولايات المتحدة، ونشر في 17 حزيران/يونيو, 2004. وقد وزع النص العربي ونشره موقع أجراس العودة : ترجمة أماني أبو رحمة، مراجعة وتدقيق رجاء زعبي عمري في 27/2/2008.
المصدر :
http://www.counterpunch.org/ignatiev06172004.html
COMMENTS