أظهر شريط على شبكة إنترنت أربعة أشخاص عنصريين، بينهم مسؤول في حزب المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، وهم يجرون بالقوة لاجئاً عراقياً كان في متجر، وكانوا يضربونه، قبل يربطوه إلى شجرة. وقد وقع هذا الإعتداء في بلدة أرنسدورف بالقرب من مدينة دريسدن شرق ألمانيا.
وقد وقع الحادث في 21 مايو/أيارالماضي. إلا أن الشرطة لم تنشر معلومات عنه إلا بعد انتشار الشريط على الإنترنت، ومن ثم تداوله من قبل نشطاء الشبكات الاجتماعية بكثافة، وعلى نحو خاص في الأوساط اليمينية المتطرفة.
ويظهر في الشريط شاب عراقي وهو يحمل زجاجة في يده موضوعة خلف ظهره قرب صندوق المحاسبة، فتطلب منه العاملة وضع الزجاجة ومغادرة المتجر، وبعد نقاش حاد بينهما يدخل 4 رجال المتجر ويقومون بأخذ الزجاجة منه وسحبه بالقوة إلى الخارج وضربه.
وقالت وسائل إعلام ألمانية إن أحد مستشاري حزب الاتحاد الديمقراطي المسيحي، الذي تنتمي إليه المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل، كان ضمن مجموعة من الرجال قيدوا اللاجئ العراقي إلى شجرة في قرية أرنسدوف بالقرب من مدينة دريسدن شرق ألمانيا.
وكانت لجنة القضاء على التمييز العنصري التابعة للأمم المتحدة، قد طالبت السلطات الألمانية منذ نحو عام، ببذل المزيد من الجهود واتخاذ الإجراءات الكفيلة بمكافحة التمييز العنصري بأشكاله كافة، ووقف خطاب الكراهية والاعتداءات ضد اللاجئين والمقيمين الأجانب في ألمانيا، وذلك بعد جلسات استماع وتقييم عقدتها اللجنة الأسبوع الماضي بمقر اللجنة في جنيف بحضور ممثلي الحكومة الألمانية.
وقالت الشرطة الألمانية إنه تم إبلاغها بالحادث، وعندما وصلت إلى المكان شاهدت العراقي مربوطا بسلك إلى شجرة في موقف السيارات التابع للمتجر، وزعم الرجال الذين ربطوه أنهم فعلوا ذلك للتعامل مع وضعية خطرة ولمنعه من الهرب.
للإطلاع على الشريط الذي يعرض وقائع الإعتداء العنصري :
https://www.youtube.com/watch?v=-WmBA_iZoGE
وعلى الرغم من أن الشرطة أمرتهم بمغادرة المكان دون التحقق من هوياتهم، إلا أنها تمكنت لاحقا من تحديدها، وتبين أنهم جميعا مقيمون في المنطقة نفسها.
وبررت الشرطة هذا الإعتداء بالقول أن العراقي يقيم في مشفى خاص بالأمراض النفسية بالبلدة، وأن سبب الشجار يعود لشرائه شريحة هاتف قبل ذلك بيوم، وأنه واجه مشاكل لدى استخدامها وقام بمراجعة فرع المتجر مرتين بشأنها وأعادته الشرطة في كل مرة إلى المشفى.
وأضافت أن العراقي والعاملة في المتجر لم يستطيعا التفاهم حول المشكلة، لأنه كان عاجزا عن التواصل باللغة الألمانية. والشريط المصور المنشور يحمل توقيع صحيفة بيلد الألمانية.
وقد صدر تقرير لجنة القضاء في الأمم المتحدة العام الماضي، في مواجهة التصاعدٍ الملحوظ لمعدل الاعتداءات العنصرية من قبل حركاتٍ ألمانية يمينية متطرفة ضد اللاجئين ومراكز إيواء طالبي حق اللجوء في مدن ألمانية مختلفة. إضافة إلى زيادة مظاهر التمييز العنصري وخطابات الكراهية ضد الأجانب المقيمين في ألمانيا، من قبل تيارات وأحزابٍ يمينية،
وكانت تقارير صحفية نشرت في شهر آذار الماضي، كشفت عن إشعال مجهولين النيران بمراكز ونزل للاجئين في ثلاث ولايات شرقي وغربي البلاد. وقالت إن ذلك حدث بعد إعلان الشرطة الجنائية الألمانية عن زيادة الهجمات العنصرية على مساكن اللاجئين خمسة أضعاف خلال العام الماضي، مقارنة مع مثيلاتها عام 2014.
وقالت هذه التقارير إنه تزامنا مع زيادة الإعتداءات العنصرية، أظهر استطلاع للرأي أجرته القناة الأولى شبه الرسمية بالتلفاز الألماني (أي. آر. دي) أن 83 في المئة من الألمان يشعرون بالخجل من الاعتداءات على بيوت اللاجئين.
كما بينت التقارير أن 83 في المئة من المستطلعين قد دعوا السياسيين الألمان إلى إدانة هذه الجرائم بشدة، في حين رأى 58 في المئة من المشاركين بالاستطلاع أن السلطات لا تتخذ إجراءات كافية لحماية الأجانب واللاجئين من الهجمات العنصرية.
مركز الحقول للدراسات والنشر
3 حزيران 2016