ويشير المشروعان إلى “تصنيف كل من الولايات المتحدة وكندا وهولندا وإسرائيل، جميع أجنحة حزب الله بكونها إرهابية”. ويُذكِّران أيضاً بتصنيف كل من مجلس التعاون الخليجي والجامعة العربية، مؤخراً “لجميع أجنحة حزب الله بأنها إرهابية”.
ويدعو مشروعا القانونين الاتحاد الأوروبي إلى “ضرورة تصنيف جميع أجنحة حزب الله بالإرهابية وزيادة الضغط عليه من خلال …
++++++++++++++++++++++++++++++
النهار
تبريد الرهانات “الانقلابية” في الملف الرئاسي
فرنسا: لبنان يواجه وضعاً صعباً للغاية
لا توحي المعطيات السياسية المتعاقبة منذ بداية شهر رمضان بأن جديداً انقلابياً سيطرأ على المشهد الداخلي ولا سيما منه الجانب الابرز المتصل بأزمة الفراغ الرئاسي الذي ساورت بعض الجهات حسابات متسرعة حياله في ظل النتائج السياسية التي أسفرت عنها الانتخابات البلدية والاختيارية. ذلك ان متتبعي المواقف التي بدأ يطلقها تدريجاً الرئيس سعد الحريري في افطارات “بيت الوسط” لاحظوا عدم تسرعه في تناول الملف الرئاسي والملفات السياسية الاخرى وإن يكن يرجح ان يفعل في الايام القريبة. واستبعد هؤلاء ان يتسم أي موقف للحريري في هذا السياق بطابع يختلف عن الاطار العام الذي طبع كلمتيه اللتين ألقاهما أمس وأول من أمس وتعمد فيهما ابراز ثبات مواقف “تيار المستقبل” وسياساته حيال الامور والملفات الاساسية، في رد ضمني على رهانات ذهبت الى توقع تبديل جوهري في بعض هذه الملفات أو تغييراً في “النبرة الحريرية” في اتجاهات مغايرة. وبالاضافة الى هذا العامل، قالت مصادر سياسية بارزة لـ”النهار” ان الواقع الداخلي ليس مرشحاً لاي تحريك قبل انعقاد هيئة الحوار الوطني في جولتها المقبلة في 21 حزيران والتي ستتسم باهمية لجهة اعادة طرح الملف الاكثر اختباراً لقابلية القوى السياسية للتعامل المرن مع ملف قانون الانتخاب الذي لم يعد خافياً على أحد ارتباطه بخلفيات الملف الرئاسي أيضاً اقله لجهة تمهيد الارضية السياسية لتوافقات داخلية تنعكس على الازمة السياسية الكبيرة. وتبعاً لذلك تعتبر المصادر نفسها ان تبريداً كبيراً طرأ على المشهد السياسي الداخلي بعد حماوة الاستحقاق الانتخابي البلدي وليس هناك ما يمكن الاستناد اليه جدياً لتوقعات متفائلة لتبديل قريب في هذا “الستاتيكو”، علماً ان تداعيات ملفات مأزومة عادت لتشغل الجميع سواء عبر جلسات مجلس الوزراء أو خارجها مثل ملف المواجهة المصرفية بين “حزب الله” والقطاع المصرفي وحاكمية مصرف لبنان والتي تتخذ طابعا بالغ الدقة.
وسط هذه الاجواء حصر الرئيس الحريري كلمته في الافطار الذي أقامه مساء أمس للسفراء العرب في لبنان بالشق الخارجي وتحديداً بتداعيات ازمات المنطقة على لبنان. واذ حرص في اطار حديثه عن تجنب امتداد نيران الحروب الى لبنان على توجيه تحية الى قائد الجيش العماد جان قهوجي وقادة القوى والاجهزة الامنية، حمل على تورط “حزب الله” في “حرب مجنونة في سوريا بطلب من ايران دفاعاً عن نظام بشار الاسد ومجاهرة الحزب بتدخله في عدد من البلدان العربية الاخرى في وقت يمنع فيه بطلب من ايران أيضاً اكتمال النصاب في البرلمان اللبناني لانتخاب رئيس للجمهورية منذ أكثر من عامين”. وشدد على “تمسك غالبية اللبنانيين بالاجماع العربي ورفض تدخل ايران في شؤونهم” قائلاً “إننا سنواصل التضحية من اجل حماية بلدنا من نيران الفتنة والحفاظ على استقراره وصولا الى اللحظة التي يعود فيها انتظام الدولة ومؤسساتها”.
وعلمت “النهار” أن اجتماعا للمكتب السياسي لـ”تيار المستقبل” هو الاول من نوعه منذ فترة طويلة سينعقد بعد غد الاثنين برئاسة الرئيس الحريري للبحث في خطة عمل تتضمن “تقويم مسار التيار الحالي وتوجهاته وتصحيحه”، استناداً الى مصادر وثيقة الصلة أوضحت ان الهدف سيكون التحضير لمؤتمر التيار المرتقب بين آخر ايلول واول تشرين الاول المقبلين. وتحدثت عن “نيات إيجابية” لدى المشرفين على تحضيرات المؤتمر، لكنها أبدت تحفظاً عن توقعات نهائية نظراً الى “تجربة مماثلة عام 2010 في ظل ظروف مماثلة لظروف المرحلة الراهنة، لكن الامور عادت الى ما كانت”. وأشارت الى ان التطورات الاخيرة كانت “جرس إنذار” كي لا تتكرر التجارب السابقة والتي إرتبطت بالغياب الطويل للرئيس الحريري عن البلاد والازمة المالية التي واجهته.وخلصت الى القول: “أهم ما يحتاج اليه تيار المستقبل اليوم هو بلورة توجهه الجديد تنظيمياً وسياسياً”.
ايرولت
وفي نيويورك (علي بردى)، أعلن وزير الخارجية الفرنسي جان – مارك ايرولت انه سيزور قريباً لبنان الذي يواجه “وضعاً صعباً للغاية”، مشيراً الى أن نسبة اللاجئين السوريين فيه بلغت الآن نحو 40 في المئة من عدد السكان.
وكان ايرولت يتحدث في مؤتمر صحافي على هامش ترؤسه جلسة لمجلس الأمن حول حماية المدنيين، فقال إن “الوضع في لبنان صعب للغاية”، وأضاف: “أنا أحيي اللبنانيين الذين يستقبلون (من اللاجئين) ما نسبته نحو 40 في المئة من مجمل عدد السكان” في بلدهم. وإذ ذكر بمؤتمر المانحين الذي انعقد في لندن، أكد أن بلاده “ملتزمة” تقديم المساعدة للاجئين، وخصوصاً في الإسكان والصحة والمدارس، موضحاً أن “المساعدة ينبغي أن تذهب مبدئياً الى البلدان المجاورة لسوريا، مثل لبنان والأردن وتركيا”. وأشار الى أنه يخطط للذهاب الى لبنان “قريباً جداً”.
غلايزر
وفي موضوع قانون العقوبات الاميركية على “حزب الله”، نقلت “وكالة الانباء المركزية ” مضمون شهادة لمساعد وزير الخزانة الاميركي لمكافحة تمويل الارهاب دانيال غلايزر أمام احدى لجان الكونغرس الاميركي أكد فيها عزم واشنطن على تنفيذ قانون العقوبات ضد “حزب الله”، “ولكن بما يتسق والحفاظ على قوة النظام المالي اللبناني وسلامته، علما اننا لا نستهدف أي مكون أو طائفة لبنانية بل مجموعة واحدة هي “حزب الله” واعضاؤه ومنظماته”.
وقال غلايزر الذي زار بيروت قبل فترة قصيرة ان “واشنطن، وبغية ضمان عدم استغلال حزب الله القطاع المالي، فرضت تدابير مالية صارمة وعقوبات على أكثر من 100 شخص ينتمون الى الحزب والكيانات التي تشكل بنيته التحتية التنظيمية والشبكات المالية والتجارية…” واشار الى اجراءات مماثلة “اتخذت لعرقلة الموردين الماليين وشبكات المشتريات التي تعمل من خارج لبنان وتم ادراج انصار الحزب في اكثر من 20 بلدا بما فيها أميركا اللاتينية وغرب افريقيا وكل انحاء الشرق الاوسط”.
+++++++++++++++++++++
السفير
مشروعا قانونَين لزيادة الضغط على المقاومة
أوروبا قيد الاختبار
أميركياً: كل “حزب الله”.. “إرهابي”!
خطت الولايات المتحدة الأميركية خطوة جديدة في سياق تبنيها الحرب الإسرائيلية “الناعمة” ضد المقاومة في لبنان، مع طرح مشروعَي قانونين في مجلسَي النواب والشيوخ الأميركيين يدعوان الاتحاد الأوروبي إلى اعتبار جميع أجنحة “حزب الله” إرهابية.
هذا المسار يتصاعد دوليا منذ بدء العد العكسي لتوقيع التفاهم النووي مع إيران في نهاية العام الماضي، وعبّر عنه بشكل صريح رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بتلميحه في “منتدى دافوس” في كانون الثاني الماضي إلى “صفقة ما” أبرمها مع الرئيس الأميركي باراك أوباما بالتزامن مع إبرام الاتفاق النووي، أساسها تركيز الضغط على “حزب الله” و”تفكيك شبكاته الإرهابية في شتى أنحاء العالم”، محذرا من أن رفع العقوبات عن إيران سيتيح تدفق الأموال إلى كل الأذرعة التي يقودها “الحرس الثوري”.
وفيما تستعد وزارة الخزانة الأميركية لإصدار لائحة إسمية جديدة، تقدمت السيناتور جين شاهين، وهي من الحزب الديموقراطي، بمشروع قانون إلى مجلس الشيوخ الأميركي بتاريخ السادس من حزيران الحالي، ينص على دعوة الاتحاد الأوروبي “إلى اعتبار جميع أجنحة حزب الله إرهابية، وزيادة الضغط عليه وعلى أعضائه إلى الحدود القصوى”. وفور تقديمه، تبنى المشروع عدد من الشيوخ وهم:
1. السيناتور ماركو روبيو (جمهوري وعضو في لجنة الشؤون الخارجية في مجلس الشيوخ ويعمل أيضاً في اللجنة الفرعية لشؤون الشرق الأدنى ووسط آسيا وجنوبها ومكافحة الإرهاب).
2. السيناتور إد ماركي (ديموقراطي يعمل في لجنة الشؤون الخارجية في مجلس الشيوخ).
3. السيناتور كيلي آيوت (جمهورية وتعمل في لجنة القوات المسلحة في مجلس الشيوخ ولجنة الموازنة).
4. السيناتور كريس كونز (ديموقراطي يعمل في لجنة الشؤون الخارجية في مجلس الشيوخ).
5. السيناتور مارك كيرك (جمهوري يعمل في لجنة الشؤون الخارجية في مجلس الشيوخ).
وسبق هذه الخطوة، قيام العضو في لجنة الشؤون الخارجية في مجلس النواب الأميركي ونائب رئيس اللجنة الفرعية لشؤون الشرق الأوسط وغرب أفريقيا النائب تيودور دويتش (ديموقراطي)، بتقديم مشروع قانون في نهاية أيار الماضي يحمل المضمون ذاته إلى حد كبير.
ويشير مشروعا القانونين في حيثياتهما إلى “دور حزب الله في العمل الإرهابي الذي قام به في تموز 2012 في بلغاريا مما تسبب بمقتل 5 مواطنين إسرائيليين وآخر بلغاري”. ويشير المشروعان “إلى أن تصنيف الاتحاد الأوروبي الجناح العسكري لحزب الله بالإرهابي ساهم في الماضي في تعزيز التعاون بين سلطات الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة الأميركية في كشف ومنع النشاطات الإرهابية الدولية مثل الاتجار بالمخدرات وتبييض الأموال”.
ويتهم المشروعان إيران بتقديم “مئات الملايين من الدولارات لحزب الله وتدريب عناصره”. وينصان على “أن حزب الله يمتلك 150 ألف صاروخ، يمكن للبعض منها إصابة أهداف في عمق إسرائيل”. واستند المشروعان إلى تهديد الأمين العام لـ “حزب الله” السيد حسن نصرالله “بغزو منطقة الجليل والهجوم على المنشآت الإسرائيلية الكيميائية للتسبب بدمار شامل”.
ويتحدث المشروعان “عن دور حزب الله في دعم نظام بشار الأسد من خلال وجود 6 إلى 8 آلاف مقاتل من صفوفه على الأراضي السورية، مما يساهم في تدفق اللاجئين السوريين إلى الاتحاد الأوروبي”.
كما يتوقفان عند “دور حزب الله في تسليح وتدريب المجموعات المسلحة في كل من اليمن والعراق مما يتسبب بخلق عدم الاستقرار في المنطقة وانتشار العنف في كل من الدولتين”.
ويشير المشروعان إلى “تصنيف كل من الولايات المتحدة وكندا وهولندا وإسرائيل، جميع أجنحة حزب الله بكونها إرهابية”. ويُذكِّران أيضاً بتصنيف كل من مجلس التعاون الخليجي والجامعة العربية، مؤخراً “لجميع أجنحة حزب الله بأنها إرهابية”.
ويدعو مشروعا القانونين الاتحاد الأوروبي إلى “ضرورة تصنيف جميع أجنحة حزب الله بالإرهابية وزيادة الضغط عليه من خلال:
أولا، تعزيز التعاون بين حدود دول الاتحاد الأوروبي لمواجهة “حزب الله”.
ثانيا، إصدار مذكرات اعتقال بحق أعضاء “حزب الله” والداعمين الناشطين للحزب.
ثالثا، تجميد الأصول المالية لـ “حزب الله” بما فيها تلك التي يتم التنكر بها على أساس أنها أموال خيرية.
رابعا، منع جميع النشاطات المتعلقة بجمع التبرعات لحزب الله”.
ووفق مصادر أميركية، من غير المستبعد إقرار المشروعين اللذين أحيلا إلى كل من لجنة الشؤون الخارجية في مجلسي النواب والشيوخ في الكونغرس بسرعة، بالنظر إلى تجاوب الحزبين الديموقراطي والجمهوري في الكونغرس مع سعي إسرائيل لممارسة المزيد من الضغوطات على “حزب الله”. وتختم المصادر بالقول إن فعالية القانونين المذكورين إذا وَقَّع عليهما الرئيس باراك أوباما، “تتوقف على مدى استجابة دول الاتحاد الأوروبي لهما”، علما أن هذه الدول سبق لها أن رفضت مؤخرا محاولة خليجية قادتها السعودية لتصنيف الجناح السياسي للحزب بأنه إرهابي، في أكثر من هيئة دولية.
+++++++++++++++++
الأخبار
أمر عمليات “داعش”: استهدِفوا المدنيين… لا وجود للأبرياء
فكّكت الأجهزة الأمنية عدة خلايا متشدِّدة كانت تُعدّ لعمليات إرهابية خلال الأسابيع الماضية. وفيما لا يزال الاستنفار الأمني قائماً، جاءت كلمة المتحدث باسم تنظيم “الدولة الإسلامية” أبو محمد العدناني لتؤكد ما جرى تداوله أخيراً عن “أمر عمليات” بتنفيذ تفجيرات خلال شهر رمضان لن يكون المدنيون في منأى عنها
في الدقائق الأخيرة من كلمة المتحدث باسم تنظيم “الدولة الإسلامية” أبو محمد العدناني قبل نحو أسبوع، عبّأ “الحكيم”، كما يُسميه أتباعه، جنود التنظيم معنوياً. بدت الكلمات الأخيرة كـ”أمر عمليات” إلى عناصر التنظيم أينما وُجِدوا. سمّى العدناني في خطابه الأخير “ويَحيَى من حَيَّ عن بيِّنةٍ”، شهر رمضان بـ “شهر الغزو والجهاد”، قائلاً: “يا أيها الموحدون. تحضّروا لتجعلوه شهر وبالٍ في كل مكان.
ولئن أغلق الطواغيت باب الهجرة في وجوهكم، فافتحوا في وجوههم باب الجهاد. فإنّ أصغر عملٍ في عقر دارهم، أفضل وأحب إلينا من أكبر عمل عندنا. وإن كان أحدكم يتمنى ويسعى جاهداً للوصول إلى دولة الإسلام. فإن أحدنا يتمنى أن يكون مكانكم لينكّل بالصليبيين والمرتدين. لا تستحقروا من عمل فإنّ مردوده على المجاهدين عظيم وأثره على الكافرين كبير”. ودعا المتحدث باسم “الدولة” إلى استهداف المدنيين في كل مكان، قائلاً: “لقد وصلنا أن بعضكم لا يستطيع العمل لعجزه عن الوصول إلى أهداف عسكرية. ويتحرّج من استهداف ما يسمى بالمدنيين، فيُعرض عنه لشكّه بالجواز والمشروعية. فاعلموا أنه في عقر دار المحاربين لا عصمة للدماء. ولا وجود لما يسمى بالأبرياء. (…) استهدافكم لما يسمى بالمدنيين أحب إلينا وأنجع، كونه أنكى بهم وأوجع، فهبوا في كل مكان، عسى أن تنالوا الأجر العظيم في هذا الشهر الكريم”.
بعد كلمة “حكيم الأمة”، كما وصفه أحد جنود التنظيم لـ “الأخبار”، تنفّس أنصاره
الصعداء، سواء في العالم الافتراضي أو في أماكن اختبائهم. وقرأوا فيها أنّ “تنظيم الدولة الإسلامية بخير. وكل ما يتردد عن تقهقره في عاصمته الرقة ليس سوى وهم من صنع الإعلام المعادي”. وبالتالي، فإن “أي انسحاب أو تراجع، ليس سوى تكتيك وإعادة تموضع بحسب متطلبات الميدان والمعركة”. كما أن كلمة الرجل الأقرب من “أمير دولة الخلافة” أبو بكر البغدادي، أكّدت ما جرى تداوله أخيراً عن “أمر عمليات” من قيادة التنظيم الى عناصره بتنفيذ هجمات وتفجيرات متى أمكن.
وهي حملت “كلمات سر”، كما يفسّرها مؤيدون للتنظيم. إذ أنه كان واضحاً في حثّه أنصار التنظيم على تنفيذ عمليات “في الشهر الكريم” حيث هم بدلاً من الهجرة إلى “أرض الدولة الإسلامية”.
وتزامنت إذاعة الكلمة مع استنفار الأجهزة الأمنية اللبنانية في الأيام الماضية إثر ورود معلومات استخبارية عن التحضير لعمل إرهابي خلال شهر رمضان. فعمّمت استخبارات الجيش على مختلف الأجهزة وثيقة أمنية تحذر من “انتحاري” محتمل بين منطقة الكولا وسعدنايل. وتحدثت وثيقة أمنية أخرى عن معلومات عن “عملية انغماسية تحضّر ضد أهداف مدنية”، يُتوقع تنفيذها خلال شهر رمضان أيضاً. فيما أشار وزير الداخلية نهاد المشنوق، في مقابلة تلفزيونية الأسبوع الماضي، الى توقيف ثلاث شبكات إرهابية كانت تُعدُّ للقيام بعمليات إرهابية. وعلمت “الأخبار” أن الأشهر الثلاثة الماضية شهدت توقيف خمس خلايا إرهابية مرتبطة بتنظيم “الدولة”، أوقفت ثلاثاً منها استخبارات الجيش، فيما نجح ضباط فرع المعلومات في توقيف خليتين خطيرتين.
بالتزامن، شُدِّدت الرقابة على بعض مداخل الضاحية الجنوبية وكُثِّفت عمليات الدهم، وأوقف مزيد من الخلايا، من بينها خلية “خربة داوود” التي فَكّكتها استخبارات الجيش قبل أيام، وتبين أنّها بإمرة الموقوف جاسم سعدالدين الذي اعترف باغتيال بدر عيد، شقيق النائب السابق علي عيد، عام 2015 في كمين على طريق الكويخات في عكار. كما أوقف الأمن العام “الأمير الشرعي” لمجموعة متشددة في الشمال يدعى عبدالله الأحمد اعترف بالعمل على تجنيد عناصر وإعدادهم فكرياً. وأوقف أيضاً عشرات الأفراد على أيدي استخبارات الجيش والأمن العام وفرع المعلومات اعترفوا بضلوعهم في تجنيد عناصر والإعداد لعمليات أمنية. وكشف موقوف لبناني لدى فرع المعلومات عن استراتيجية عمل التنظيم التي تقوم على تجنيد أفراد مستقلين عن هيكليته، على أن يتولى هؤلاء تجنيد عناصر مساعدة تمهيداً للقيام بعمل أمني معين. وكشفت معلومات عن التحضير لاستهداف مراكز عسكرية وعسكريين.
وتشير الاعترافات الى أن أكثر التنظيمات تشدداً في العالم عمد إلى تغيير استراتيجية عمله بعد الضربات التي تلقتها هيكليته الأولى في لبنان، إثر العمليات الأمنية الاستباقية التي أسفرت عن توقيف أفراد خلاياه. وبات أسلوب عمله يعتمد على الخلايا العنقودية المنعزلة إحداها عن الأخرى، حرصاً على عدم افتضاح أمر المجموعة بأكملها. وهذا الأسلوب اعتمده التنظيم في عملية برج البراجنة المزدوجة، من دون ان يحول ذلك دون توقيف معظم أفراد الخلية بعد تحليل داتا الاتصالات، ما دفع التنظيم إلى اعتماد إجراءات أمنية أكثر سرية لحماية خلاياه. واللافت في مضبوطات الخلايا التي فككتها الأجهزة الأمنية هو اقتصارها على الأحزمة الناسفة، على حساب كميات المتفجرات التي تُستخدم عادة لتفخيخ السيارات، ما يشير إلى الأسلوب الفرديّ الجديد الذي تعتمده هذه الخلايا، لكن من دون الجزم بأن التنظيم لن يعمد إلى تفجير سيارة مفخخة حيث يستطيع. فما حال دون العودة إلى السيارات المفخخة ليس سوى الضغط الذي مارسته الأجهزة الأمنية. والتنظيم سيستغل أي ثغرة إذا وُجِدَت.
وجاءت كلمة المتحدث باسم “الدولة” لتعزز معطيات الأجهزة الأمنية عن قرار اتُّخذ باستهداف مقرات عسكرية، لكن عمليات الأجهزة الأمنية شلّت قدرتها على التنفيذ. ويظهر ذلك من خلال دعوة العدناني إلى استهداف المدنيين، عوضاً عن الأهداف العسكرية، متى وكيفما استطاعوا، لأن ذلك أيسر عليهم، وأشدّ تأثيراً على الرأي العام.
++++++++++++++++++++
المستقبل
غلايزر واثق من “الجهود المؤثرة” لتعطيل تمويل “حزب الله” و”القاعدة” و”داعش”
الحريري يندّد بالمحرقة الإيرانية ويتمسك بالعروبة اللبنانية
عشية كلمته المرتقبة في الإفطار المركزي الذي سيقيمه تيار “المستقبل” اليوم في مجمع البيال، كانت للرئيس سعد الحريري إطلالة مقتضبة غروب أمس في بيت الوسط خلال مأدبة الإفطار التكريمية على شرف السفراء العرب بحضور حشد نيابي ووزاري وعسكري وأمني واقتصادي ومصرفي وصناعي، أكد فيها أهمية الحكمة السياسية ومحورية الدور الذي يلعبه الجيش اللبناني والقوى الأمنية في منع تمدد نيران الحروب المحيطة إلى البلد، مندداً في هذا السياق بالمحرقة الإيرانية المستعرة في المنطقة ومعبّراً عن رفض غالبية اللبنانيين لاستخدامهم “حطباً” فيها، مع تشديده في المقابل على تمسك لبنان بعروبته سياسياً واقتصادياً واجتماعياً وثقافياً.
الحريري الذي استهل كلمته بالإشارة إلى كون المرحلة التي يمر بها عالمنا العربي هي “من أشد المراحل خطورة”، أسف لتحويل لبنان “متدخلاً رغماً عنه في أزمات وحروب خارج أراضيه” تحت وطأة مشاركة “حزب الله” بإيعاز إيراني في الحرب المجنونة المندلعة في سوريا، وتدخل الحزب في عدد من البلدان العربية الأخرى، فضلاً عن منعه اكتمال النصاب النيابي لانتخاب رئيس للجمهورية منذ أكثر من عامين بطلب من إيران.
وإذ طمأن إلى أنّ الوضع الراهن في لبنان هو “وضع شاذ ومؤقت”، شدد الحريري على كون “غالبية اللبنانيين من كل الطوائف والمذاهب يتمسكون بانتمائهم إلى العروبة وبالإجماع العربي ويرفضون تدخّل إيران في شؤونهم وأن تستخدمهم حطباً في النار السورية أو أدوات في فتنها المتنقلة”، متعهداً من هذا المنطلق بمواصلة التضحية “من أجل حماية لبنان من نيران الفتنة والحفاظ على استقراره وصولاً للحظة التي يعود فيها انتظام الدولة ومؤسساتها”، بالتوازي مع العمل على “ترميم علاقاتنا العربية وصولاً إلى عودة إخواننا العرب إلى لبنان، وعودة لبنان إلى كنف العروبة الصافية”.
العقوبات الأميركية
على صعيد منفصل، وبينما يواصل “حزب الله” حملاته التهويلية ضد المصرف المركزي وعموم المصارف اللبنانية على خلفية موجبات قانون العقوبات المالية الأميركية الهادف إلى تجفيف منابع تمويل المنظمات المصنفة إرهابية، لفت الانتباه خلال الساعات الأخيرة تأكيد مساعد وزير الخزانة الأميركية لمكافحة تمويل الإرهاب دانيال غلايزر أنّ التدابير المالية التي تتخذها بلاده في هذا المجال أدت إلى “تقييد قدرة الحزب على نقل الأموال وإلى تناقص قاعدة إيراداته”، مع إشارته إلى كون خطابات “حزب الله” في الآونة الأخيرة “ليست إلا مؤشراً إضافياً على أنّ الجهود (الأميركية المتخذة هي جهود) مؤثرة”.
وفي شهادته أمام اللجنة النيابية الفرعية المنبثقة عن لجنة الشؤون الخارجية الخاصة بالإرهاب (ص 11) أكد غلايزر تركيز الجهود على تعطيل الشبكات المالية لتنظيمات “حزب الله” و”داعش” و”القاعدة”، مستعرضاً سبل التصدي المالي لموارد الحزب من الشبكات الإيرانية والعالمية بالإضافة إلى مموليه من شركات وسماسرة شراء الأسلحة والمعدات وتبييض الأموال وغيرهم من الوكلاء في أوروبا وأميركا وشرق آسيا والشرق الأوسط بالإضافة إلى إدراج بعض المتعاملين معه على لوائح العقوبات في أكثر من 20 بلداً بما فيها أميركا اللاتينية وغرب أفريقيا وكافة أنحاء الشرق الأوسط.
+++++++++++++++++++++++++
اللواء
الإجراءات المالية بين برّي وسلام قبل مجلس الوزراء
الحريري يتحمّل إيران وحزب الله مسؤولية “الوضع الشاذ”.. وباريس لعدم السفر إلى لبنان
بين جلسة مجلس الوزراء الأخيرة والجلسة المقبلة التي ثبت موعدها الخميس في 16 الحالي، تتحرك الكتل الوزارية لكسب التأييد لمواقفها مع اتساع نطاق التباين، سواء في ما خص البنود العالقة من جلسات خلت، أو البنود المستجدة والتي يمكن ان يتضمنها الجدول الذي يوزع اليوم.
اعتصم الرئيس تمام سلام بالصمت، بعد زيارة الرئيس نبيه برّي، حيث تطرق البحث إلى مسألة التمديد لنائب مدير جهاز أمن الدولة العميد محمّد الطفيلي، والذي يعارض التمديد له وزراء الكتائب و”التيار الوطني الحر” فضلاً عن السجال الحاصل بين حاكم مصرف لبنان رياض سلامة و”حزب الله”، وسط إصرار أميركي على متابعة تنفيذ الإجراءات من زاوية ما تصفه الإدارة الأميركية اجراءات تجفيف منابع التمويل لمنظمات ارهابية.
وانعكس هذا الصمت في الكلمة الموجزة التي كانت للرئيس سلام في افطار جمعية المقاصد الخيرية الإسلامية، حيث اكتفى بتبرئة الإسلام من التطرّف والتأكيد بأن الإسلام والمسلمين مستهدفون، وإن في إضعافهما إضعاف لكل لبنان.
لكن أوساط أوضحت أن الكلام السياسي للرئيس سلام سيكون في افطار دار الأيتام الإسلامية في 21 الشهر الحالي، باعتباره تقليداً لكل رؤساء الحكومات في لبنان.
في هذا الوقت، كانت الأوساط العونية تواصل حملتها على الرئيس سلام محملة إياه تداعيات المواجهة الحاصلة على خلفية قانون الكونغرس الأميركي الذي بات نافذاً ويتعلق بالعقوبات على المؤسسات الإعلامية والانسانية التابعة للحزب، مع العلم أن أوساط “حزب الله” تفيد انه اكتفى ببيان كتلة “الوفاء للمقاومة” في ما خص الإعلان الأخير لسلامة حول اقفال مائة حساب لأشخاص ومؤسسات مرتبطة بحزب الله.
ولم تخف الأوساط المطلعة على كيفية تعامل الحزب مع ما تصفه اوساطه بـ”تضييق الخناق المالي” عليه، متهمة حاكم المركزي بأنه هو الذي يقود هذه العملية في طموح منه للوصول إلى قصر بعبدا.
وكشفت هذه الأوساط أن الحزب يدرس خيارات من شأنها أن تعيد الأمور إلى نصابها، ومن بينها عقوبات مماثلة “بالإيحاء لمتمولين شيعة بسحب ودائعهم التي تقدر بأكثر من 50 مليار دولار من المصارف المنخرطة في الإجراءات الأميركية، والتي تصفها أوساط الحزب بأنها “أميركية أكثر من الأميركيين”.
وتوقفت مصادر “حزب الله” عند كلام سلامة: “نحن لا نريد اموالاً غير مشروعة في نظامنا، كما لا نريد لعدد قليل من اللبنانيين أن يفسد صورة البلاد أو الاسواق المالية في لبنان”، ووصفته بأنه “مشين وغير مقبول”، معربة عن تفهمها لموقف الحكومة، لكنها طالبتها “بموقف صريح وواضح من التعديات والانتهاكات التي تمس بالاستقرار والعيش الوطني”.
الحريري
في هذا الوقت، كان الرئيس سعد الحريري في الإفطار الرمضاني الثاني على شرف السفراء العرب المعتمدين في لبنان والذي أقامه في “بيت الوسط”، غروب أمس، يصف الوضع الذي نعيشه اليوم “بالشاذ والمؤقت”، مؤكداً “سنواصل التضحية من اجل حماية بلدنا من نيران الفتنة، ومن أجل الحفاظ على استقراره، وصولاً للحظة التي يعود فيها انتظام الدولة ومؤسساتها، كما سنواصل العمل على ترميم علاقاتنا العربية، وصولاً إلى عودة إخواننا العرب، سياحاً ومستثمرين الى اهلهم في لبنان والى عودة لبنان كاملاً الى كنف العروبة الصافي”.
وارتبطت إشارة الحريري للاستقرار بالاشادة بدور القوى الأمنية والعسكرية، وفي مقدمها الجيش وسائر الأجهزة الأمنية من دون استثناء، وقال: “ان حزب الله دفع تنظيمه العسكري إلى حرب مجنونة في سوريا بطلب من إيران، دفاعاً عن نظام بشار الأسد
في وقت يمنع بطلب من إيران اكتمال النصاب في البرلمان اللبناني لانتخاب رئيس للجمهورية منذ أكثر من عامين، معلناً أن “غالبية اللبنانيين ترفض تدخل إيران في الشؤون العربية، وأن تستخدم إيران بعض اللبنانيين حطباً في النار السورية، أو أدوات في فتنتها المتنقلة على امتداد العالم العربي”.
وتأتي مواقف الحريري التي تُعيد تصويب البوصلة السياسية وتحاول تضميد الجراح السياسية أيضاً، في سياق التحضير لمؤتمر تيّار “المستقبل” بين أيلول وتشرين أول للتأكيد على الثوابت السياسية والوطنية والعربية واتخاذ ما يلزم من إجراءات لتفعيل النشاط السياسي لمؤسسات التيار المنتخبة.
التحذير الفرنسي
وفيما الأنظار تتجه إلى السباق الرئاسي الأميركي وانطلاق بطولة كأس أمم أوروبا، وهي ثاني أهم البطولات العالمية بعد “المونديال”، فوجئت الأوساط الديبلوماسية اللبنانية برسائل نصية بعثت بها السفارة الفرنسية في لبنان إلى رعاياها داعية إياهم إلى اليقظة، وإلى إخطارهم بالتدابير الواجب اتباعها لو حصلت أية تطورات مفاجئة، وذلك استناداً إلى تحذير الخارجية الفرنسية رعاياها من السفر إلى لبنان، واصفة الوضع الأمني فيه بين الأخضر والأصفر.
وفي ما خصّ جلسة مجلس الوزراء، كشف وزير البيئة محمّد المشنوق عن تمسّكه بضرورة وقف العمل بسدّ جنّة، في ضوء التقارير عن مخاطر بيئية جدّية على عمق 80 متراً، وفقاً للتقارير الجيولوجية.
ويتقاطع مع هذا الموقف وزراء حزب الكتائب الذين ربطوا العودة إلى مجلس الوزراء بالتفاهم على ملف النفايات لكنهم يعارضون استمرار العمل بسدّ جنّة، في حين يصوّر التيار العوني وقف العمل بالسدّ بأنه محاولة لقطع المياه عن النّاس وتعطيشهم.
وفي ما خصّ النفايات، أكد مجلس الإنماء والاعمار أنه من غير الممكن طمر النفايات قبل فرزها ومعالجتها، داعياً إلى فصل هذه المعالجة التقنية عن المزايدات السياسية.
مساعدة الصحافة الورقية
وفي مجال متصل، كشف وزير الإعلام رمزي جريج لـ”اللواء” ورقته لدعم الصحافة الورقية وحماية الصحف التي ما زالت تصدر من التوقف عن الصدور، تقضي بأن تساهم الدولة بـ500 ليرة لبنانية عن كل عدد يصدر، فضلاً عن تخفيضات جمركية ودور للمصرف المركزي في تقديم قروض طويلة الأمد بفوائد رمزية، فضلاً عن تخفيضات الاشتراك في الصندوق الوطني للضمان الاجتماعي. إلا أن هذا الاقتراح ما يزال موضع أخذ وردّ، وينتظر موافقة وزارة المالية التي طلبت أن تكون هذه المقترحات مكتوبة.
وأكد جريج لـ”اللواء” أنه متفائل في إقرار اقتراحات دعم الصحف، بعد أن يتم عرضها رسمياً على جدول أعمال مجلس الوزراء.
بلدية طرابلس
وعلى صعيد آخر، قطعت دعوة محافظ الشمال رمزي نهرا، أعضاء المجلس البلدي المنتخب في طرابلس إلى عقد جلسة في الساعة الثالثة من بعد ظهر يوم الثلاثاء المقبل، التأويلات والشائعات التي راجت في المدينة، حول ملابسات تأخير الدعوة، في وقت اعتبر فيه وزير العدل المستقيل اللواء أشرف ريفي الذي دعم لائحة “قرار طرابلس”، التي فازت بغالبية المقاعد، أن طرابلس بعد الانتخابات البلدية لم تعد ممثّلة في طاولة الحوار، في إشارة واضحة إلى الرئيس نجيب ميقاتي والذي أعلن أمس أن الانتخابات أصبحت وراءنا وعلينا قبول إرادة النّاس بروح رياضية.
وفي تقدير مصادر مطّلعة، أن رئيس لائحة “قرار طرابلس” عبد القادر قمر الدين هو المرشح المؤكد لأن يكون رئيساً للمجلس البلدي، في حين أن نائب الرئيس ما زال غير محسوم بين خالد تدمري وعضو آخر من “هيئة الطوارئ” التي دعمت اللائحة، وتريد أن يكون منصب نائب الرئيس من أفرادها، بشرط أن يعلن الرئيس قمر الدين تخليه عن مشروع مرآب التل في المدينة، وهي المسألة التي تدور حولها كل المراجعات والاتصالات.
++++++++++++++++++++++++
البناء
الجيش السوري والحلفاء يبدأون التمهيد الناري لعاصفة الشمال
تهدئة على جبهة حزب الله ـ سلامة… والحريري يدرس بالمقلوب
القوميون إلى المؤتمر اليوم… وحردان: مهمتنا توحيد إرادة المقاومة في الأمة
تشهد جبهات الشمال السوري تصعيداً في الغارات الجوية السورية والروسية أعاد التذكير ببدايات عاصفة السوخوي قبل مطلع العام، فيما يسجل الجيش السوري تقدّماً نوعياً على جبهات الرقة، وتشير الأوضاع في مناطق إدلب وحلب وأريافهما إلى أيام شديدة السخونة، تتزامن مع رسائل دولية وإقليمية وجّهها اجتماع وزراء الدفاع الروسي والسوري والإيراني، طاولت الحكومة التركية بصورة خاصة، لجهة التحذير من مواصلة العبث داخل الحدود السورية وتقديم الإسناد والدعم وتمرير العتاد والسلاح والرجال لحساب التشكيلات التابعة لتنظيم “القاعدة”، بينما تحمل المعلومات الواردة من مدينة حلب، ما يشير إلى تفكك وضياع في وضع الجماعات المسلحة بعد قطع طريق الكاستيلو الذي يشكل الرابط الوحيد بين أحياء حلب الواقعة تحت سيطرة المسلحين، والحدود التركية عبر أعزاز.
على إيقاع هذه المرحلة الحاسمة في تاريخ الحرب السورية، والتطورات التي سترخي بظلالها على المنطقة يعقد الحزب السوري القومي الاجتماعي مؤتمره القومي العام اليوم، بينما مقاتلو الحزب يشاركون في المعارك التي تخوضها سورية شعباً وجيشاً ومقاومة في وجه الإرهاب المدعوم أميركياً و “إسرائيلياً”، والمحتضَن من كلّ من السعودية وتركيا، ويناقش المؤتمرون حال الأمة ومقاومتها ونهضتها، والدور الطليعي المنوط بالحزب في قلب هاتين المقاومة والنهضة، ويتصدّى المؤتمر لمهمة توحيد إرادة المقاومة والنهضة، سواء عبر مبادرات من نوع تشكيل جبهة شعبية لمواجهة الإرهاب، أو الدعوة لقيام اتحاد مشرقي، أو تنسيق القدرات بين القوى التي تلعب دوراً طليعياً في مواجهة الإرهاب، ويقارب القوميون مهامّ حشد صفوفهم ضمن هذا المفهوم، ويقاربون أوضاعهم التنظيمية في مثال على قدرتهم إتقان الممارسة الديمقراطية وما تتضمّنه من تداول للسلطة والإدارة الحزبية، وعشية المؤتمر توجّه رئيس الحزب النائب أسعد حردان إلى القوميّين من خلال مداخلته أمام مندوبي المغتربات،
بالدعوة إلى رصّ الصفوف واستنهاض الهمم، والوفاء للتضحيات، وتأكيد التمسك بما أثبته الحزب من حضور في ساحات المقاومة والمواجهة، كما في ساحات العمل السياسي، كتعبير عن التزامه المبدئي الثابت بمسؤولياته القومية مهما تضاءلت الإمكانات وضاقت السبل.
لبنانياً، أيضاً سجل الرئيس سعد الحريري في إفطاره البيروتي الثاني في رمضان قراءة للدروس التي وعد بقراءتها، لكن بالمقلوب، فبدا أشدّ عدائية بدلاً من أن يكون أشدّ تصالحاً، ووجّه نيرانه صوب حزب الله في محاولة للمزايدة على الذين كسروا زعامته، بدلاً من أن يشقّ طريقه نحو المسؤولية القيادية الإنقاذية التي أظهرت الانتخابات البلدية أنها وحدها طريق الحفاظ على الزعامة التي تسقط تحت ضربات الراعي السعودي والقيادات المحلية المتطرفة، ولن يعيد اعتبارها إلا الإسراع بترميم مشروع الدولة واستنهاض مؤسساتها عبر تسويات عاجلة تحتاج، كما قال ولي العهد السعودي محمد بن نايف عن حروب حكومته، إلى مراجعة الحسابات وإعادة النظر في السياسة والتسليم بمعادلة الخسارة والإقدام على تنازلات مؤلمة.
لبنانياً أيضاً، هدأت نسبياً الجبهة التي شهدت توتراً عالياً بين حزب الله ومصرف لبنان، في ضوء اكتفاء حزب الله ببيان كتلة الوفاء للمقاومة، رداً على كلام حاكم مصرف لبنان الذي أوحى بالإساءة للمقاومة والنية بالتطاول عليها، بينما تولّت مصادر مقرّبة من حاكم المصرف تبرير ما قاله وربطه بسؤال لا يتصل بالمقاومة وحزب الله وتولّى وسطاء نقل الرسائل بين الطرفين لوقف السجال والتمهيد للعودة إلى الحوار الذي سبق أن توافقا على اعتماده طريقاً لتوضيح المواقف وتقريبها، وقد أثمر نسبياً، رغم بقاء مساحة الخلاف قائمة حول العديد من النقاط.
مقرّبون من البنك المركزي يبررون كلام الحاكم
تتواصل أزمة القانون الأميركي ضد حزب الله وأداء بعض المصارف اللبنانية حيال تطبيق هذا القانون بطريقة ملتبسة. وأوضحت مصادر قريبة من مصرف لبنان لـ “البناء” أن “حاكم المصرف المركزي رياض سلامة قصد بحديثه عن إقفال مئة حساب منذ 17 عاماً حتى اليوم، وليس منذ صدور القانون الأميركي”، مضيفة: أما تصريحه بأننا “لن نسمح لعدد قليل من اللبنانيين أن يُفسِد صورة البلاد أو الأسواق المالية في لبنان”، فأتى رداً على سؤال المذيعة له عن تبييض الأموال وأموال المخدرات التي تدخل إلى لبنان، فردّ سلامة بأن “لدينا جهازاً مالياً للرقابة على هذه الحسابات، وبالتالي لا علاقة لحسابات الحزب المالية أو لبيئته الشعبية بهذا التصريح”.
وأكدت المصادر أنه “لم يتم إغلاق أي حساب بشكل رسمي حتى اليوم، بل هناك عدد كبير من الحسابات طلبت المصارف من المصرف المركزي إقفالها وفقاً للآلية الجديدة التي اعتمدها المصرف المركزي”.
وأشارت المصادر إلى أن سبعة ملفات لحسابات مقدمة من المصارف عرضت في الاجتماع الأخير لهيئة التحقيق الخاصة في المصرف المركزي وقررت الهيئة عدم إقفالها ومنهم رواتب نواب حزب الله ومؤسسة الرسول الأعظم وجمعية خيرية تعود للحزب واتخذت الهيئة هذا القرار في جلسة واحدة ولم تحتَجْ إلى مهلة ثلاثين يوماً بل طلبت من المصارف المعنية عدم إقفالها”.
وشدّدت المصادر على أن الآلية المعتمدة حتى الآن أثبتت نجاحها في حل الأزمة بين حزب الله والمصارف، لكنها أوضحت بأن “اجتماعات وفد حزب الله مع الحاكم شيء واجتماع الحزب مع المصارف شيء آخر”، مضيفة أن “هيئة المصارف تبني قرارها على مصدر مبلغ المال وحجمه وحركته، فحسابات رواتب نواب حزب الله معروفة المصدر، ولن تقفل وكل الحسابات المعروفة المصدر وذات حركة ثابتة لن تقفل”.
وعلمت “البناء” أن “الآلية التي اعتمدت في الاجتماع الأخير لهيئة المصارف أمس، تمنع اجتهاد المصارف في إغلاق الحسابات لاعتبارات سياسية”، لكنها كشفت أن “هناك مجموعة من المصارف تتصرف بكيدية وترفض تعليمات المصرف المركزي والآن أصبحت علاقتها مع الحاكم، لكنها رضخت في النهاية لتعاميم المصرف المركزي لا سيما مصرف Soci t G n rale وهو أول مصرف بدأ بإقفال الحسابات، تبعه بنك لبنان والمهجر الذي يتحدى الحاكم وقدّم لائحة كبيرة بحسابات إلى مصرف لبنان يطلب إقفالها”.
تصعيد حزب الله مفتوح
وفيما أشارت مصادر مقربة من حاكم مصرف لبنان أن رسالة وصلت ليل أمس، من حزب الله إلى سلامة فحواها أن التباساً حصل في فهم التصريح الأخير للحاكم، وتطلب منه عدم التوقف عند البيان الأخير لكتلة الوفاء للمقاومة وضرورة استمرار الحوار”، نفى مصدر مطلع على حوار حزب الله مصرف لبنان لـ “البناء” “صحة ما يُشاع”، مشيراً إلى أن وفد حزب الله لم يتواصل مع الحاكم المركزي، وسيبقى على موقفه المعبر عنه في بيان الكتلة لحين توضيح المعنى الرئيس لكلامه عبر CNBC”. ولفت المصدر في الوقت نفسه إلى أن حزب الله سيواصل اجتماعاته الدورية مع الحاكم، لكن لا مهادنة فالمعركة كبيرة، والمشكل وقع بين المصارف من جهة وحزب الله من جهة أخرى، ولذلك كلما تكشفت إجراءات جديدة ازداد التصعيد فالمعركة كبيرة ومفتوحة، والتصعيد قد يكون إعلامياً، لكنه مفتوح إلى أبعد من ذلك تبعاً لتطور ظروف هذا الاشتباك”.
وأكد المصدر “أن حزب الله لم ولن يبادر إلى فتح اشتباك إعلامي مع الحاكم، وبيان الكتلة الأخير جاء رداً على الكلام الذي توجّه به إلى الرأي العام”، وعودة الأمور إلى ما كانت عليه بعد الاجتماع الأخير الذي حصل بين وفد حزب الله والحاكم المركزي تتطلّب من مصدر الكلام أي الحاكم تصحيح الالتباس وإصدار موقف يتوجه به إلى الرأي العام وهذه الخطوة إن حصلت فستكون بمثابة إشارة إيجابية سيتلقفها حزب الله لا سيما وأن الأجواء التي رافقت الاجتماعات بينهما كانت مقبولة إلى حدٍ ما، وإن لم تتوصل إلى حل جذري للأزمة”.
القومي يعقد مؤتمره العام اليوم
إلى ذلك، يعقد الحزب السوري القومي الاجتماعي مؤتمره القومي العام اليوم السبت، تحت شعار: “لحزب أقوى ودور أفعل”. وأكد رئيس الحزب السوري القومي الاجتماعي النائب أسعد حردان أنّ الحرب على سورية، إنما هي حرب تدميرية تستهدف إسقاط الحاضنة الأساسية للمقاومة، ولتصفية المسألة الفلسطينية تصفية كاملة، وندرك جيداً أنّ هناك دولاً في العالم العربي تسير في هذا الركب، وهي متآمرة على سورية وعلى المقاومة، لذلك قرّرنا أن نكون في موقعنا الطبيعي في ساح الصراع مع الجيش السوري في مواجهة المجموعات الإرهابية المتطرفة، لأننا نعي جيداً أنّ هذه المجموعات على اختلافها واختلاف مسمّياتها وتسمياتها، هي أذرع تعمل لمصلحة العدو الصهيوني والقوى الاستعمارية التي تحمل مشروع التفتيت والتدمير لشعبنا وأمتنا. وأشار حردان خلال لقاء عقده مع مسؤولي فروع الحزب في الاغتراب وأعضاء المؤتمر العام القادمين من الاغتراب، بحضور عميد شؤون عبر الحدود حسان صقر وهيئة العمدة. إلى حجم وفظاعة العدوان على الشام، معتبراً أنّ الأموال الطائلة التي صُرفت، والتضليل الإعلامي الذي مورس ولا يزال، هو لتغطية المجازر والجرائم التي ارتكبت بحق السوريين والتمهيد لإسقاط الدولة، لكن لو أنّ الدولة سقطت في الشام لما بقي لبنان ولما بقي الأردن ولما بقيت المنطقة كلها.
وأردف حردان: نحن حزب الوحدة، حزب المقاومة، حزب الديمقراطية، وحزب الحق والحرية والصراع، لذلك نعرف مواقعنا جيّداً، ولأننا نعرف مواقعنا جيداً، فإنّ مواقفنا واضحة وضوح الحق، ثابتون على مبادئنا، حاسمون في خياراتنا، متمسكون بحقنا القومي وبوحدة بلادنا. ولذلك أطلقنا مبادرات عدة، واحدة لقيام مجلس تعاون مشرقي بين كيانات ودول الهلال الخصيب، للوصول إلى علاقات تعاون وتعاضد بين هذه الدول، ومبادرة أخرى لقيام جبهة شعبية لمكافحة الإرهاب، من أجل توحيد كلّ طاقات شعبنا في المواجهة المصيرية ضد أعداء شعبنا. وهذا يدلّل على طبيعة توجهاتنا الوحدوية، وكما نطرق الأبواب لترسيخ ثقافة الوحدة في أمتنا وتأكيد وحدة أرضنا في مواجهة مخططات التفتيت والفدرلة، فإنّ أبواب حزبنا المقاوم مفتوحة لمن أراد وحدة حقيقية فاعلة في المجتمع.
لا جديد عند الحريري التصعيد ضد حزب الله “زيّ ما هو”
في سياق آخر، يجتمع المكتب السياسي لتيار المستقبل برئاسة الرئيس سعد الحريري مطلع الأسبوع المقبل لتقويم نتائج الانتخابات البلدية، وأداء بعض مسؤولي التيار والعلاقة مع الحلفاء في 14 آذار، خصوصاً حزب القوات. إلى ذلك عاد الحريري ليطل يومياً في الإفطارات الرمضانية التي بدأها أول أمس. وخصص إفطار الأمس لسياسة لبنان الخارجية، معتبراً أمام السفراء العرب المعتمدين في لبنان أن لبنان تمكّن من تجنّب امتداد النيران الإقليمية إليه بحكمة مكوناته السياسية وتضحيات جيشه وقواه الأمنية، زاعماً أن حزب الله دفع بنفسه إلى حرب مجنونة في سورية بطلب من إيران، وأنه يجاهر بتدخله في عدد من البلدان العربية الأخرى، من اليمن إلى البحرين والعراق، في وقت يمنع بطلب من إيران أيضاً، اكتمال النصاب في البرلمان اللبناني لانتخاب رئيس للجمهورية، منذ أكثر من عامين. وأشار إلى أن غالبية اللبنانيين ومن كل الطوائف يتمسكون بانتمائهم إلى العروبة وبالإجماع العربي ويرفضون تدخل إيران بشؤون أي دولة عربية، وقال: “سنعمل على ترميم علاقاتنا العربية حتى عودة السياح والمستثمرين وعودة لبنان إلى كنف العروبة سياسياً واجتماعياً وثقافياً.”
وأشارت مصادر مطلعة لـ “البناء” إلى أن “خطاب الحريري لم يحمل أي جديد، فهذا الخطاب هو تكرار للموقف المعروف الذي هو ارتداد للموقف السعودي المحافظ على طبقة هجوم عالية على حزب الله، تحمّله مسؤولية كل الهزائم التي عاشها وعاشتها السعودية. فالحريري يفاوض حزب الله ويحافظ على وتيرة تصعيده ضده”. ولفتت المصادر إلى أن فوز الوزير المستقيل اشرف ريفي في انتخابات طرابلس البلدية، وتطرف الجمهور السني جعلا الحريري يشعر أنه بحاجة أكثر للحفاظ على هذا المستوى التحريضي من الخطاب، وهذا تعبير عن مأزق يعيشه”.
ريفي يسوّق لقهوجي أو يحرق أوراقه!
وكان سبق إطلالة الحريري كلام لوزير العدل المستقيل أشرف ريفي أكد فيه أن نتائج انتخابات طرابلس البلدية أضعفت المرشحَين الرئاسيَّين لقوى 8 آذار في المدينة. وأشار إلى أن “من يمثلون طرابلس على طاولة الحوار فقدوا تمثيلهم”. وأشار ريفي إلى “أن قائد الجيش العماد جان قهوجي هو أحد المرشحين الأساسيين، لكن علينا أن نرى في هذه المرحلة أي مواصفات تحتاج لأننا مرتبطون بوضعٍ إقليمي مأزوم”.
وأشارت مصادر في تيار المستقبل لـ “البناء” إلى أن الوزير ريفي يحاول أن يعطي دلالات استراتيجية لانتصار بلدي محدود. وتقول “صحيح أنه نجح في قطف الانتصار في طرابلس، وعمل على تحويله إلى نتيجة سياسية، لكنه لا يستطيع القول إن ورقتَي مرشحي 8 آذار العماد ميشال عون والوزير سليمان فرنجية حُرقتا والتسويق لقائد الجيش العماد جان قهوجي”، فهذا الشأن الرئاسي أكبر منه بكثير، وفرنجية لا يزال مرشح الرئيس الحريري. وتضيف المصادر “صحيح أن قائد الجيش شكل قوة دفع لريفي في مكان ما، لكن تحية رئيس تيار المستقبل لقهوجي أمس، في الإفطار كانت لافتة ودليل أن العلاقة بينهما تبقى اعتباراتها أكبر من أن يستطيع ريفي أن يدخل فيها أو أن يؤثر عليها”. في المقابل رأت مصادر في 8 آذار لـ “البناء” أن هذا المنطق الذي عبّر عنه اللواء ريفي لا يخدم قائد الجيش بقدر ما يضرّه، فهل يقبل قائد الجيش أن يكون مرشح مشروع التطرف في لبنان؟