رسالة إلى السادة العلماء المؤتمرين في غروزني:
بارك الله بكم وبجهودكم
إن اجتماعكم المبارك هذا تحت عنوانه الموفق اختياره لهو من النصر المكين والفتح المبين..
ولكنني مع صغري في العمر والقدر أمامكم أقول:
إن المؤتمر لن يقدم ولن يؤخر شيئا في الفكر العام للمسلمين اليوم والخلط والتدليس الواقع بينهم في معرفة من هم أهل السنة والجماعة، حتى يصدر بيان من المؤتمر موقع من الجميع، دون استثناء، تقررون فيه بدعية ابن تيمية في عقائده من تجسيم ونحوه وضلالاته عن أهل السنة والجماعة وفقهاً وفكراً …
وليكن ذلك البيان سيراً على خطى من سلفكم من العلماء لا سيما من كانوا في زمانه كـ”ابن جماعة والسبكي والعسقلاني والهيتمي والحصني…”.
إن قراراً مثل هذا هو الذي يحيي مؤتمركم ويضع له المكانة التاريخية وإلا فإنه سيكون كسائر المؤتمرات التقليدية التي تزيد همّ الأمة ولا ترفع شأنها..
إن الشباب المسلم أمانة في اعناقكم كثيرون جدا هم الذين ينتظرون قراراً فصلاً منكم ولا بد من الفصل فلم تعد تنفع المجاملات ولا حتى الورع بل إني أرى أن الورع بعينه هو إخراج مثل هذا البيان لحماية الشباب المسلم من الإرهاب السلفي وأنتم تعلمون جميعاً أن كل بلاء الأمة اليوم وكل دمائها في صحيفة من أصّل للإرهاب والتكفير وهو ابن تيمية وما ابن عبد الوهاب إلا طالب نجيب عمل بوصايا وفتاوى شيخه…
سادتي العلماء:
ننتظر منكم هذا الفصل لننتهي من الهزل….
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
محمد باسم دهمان…استنبول.
أرجو ممن يقدر إيصال هذه الرسالة إلى السادة العلماء…. مأجوراً إن شاء الله.
السبت، 27 آب، 2016
المصدر :
https://www.facebook.com/alshykh.basmdhman/posts/1063678113711330?pnref=story
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
مؤتمر غروزني : «من هم أهل السنة والجماعة .. »
وكانت تقارير صحفية قد تحدثت عن أن مؤتمر «من هم أهل السنة والجماعة.. بيان وتوصيف لمنهج أهل السنة والجماعة اعتقادًا وفقهًا وسلوكًا وأثر الانحراف عنه عن الواقع» المنعقد في مدينة غروزني، عاصمة الشيشان، بحضور أكثر من 200 عالم ومفتٍ من مختلف الدول العربية والإسلامية والغربية، قد دعا العالم الإسلامي إلى التوقف عن الجدال والتنظير والانشغال بصغائر الأمور والقضايا، لتفويت الفرصة على الجماعات الإرهابية الذي تستغل ذلك لصياغة مناهجها التدميرية.
واعتبر المشاركون في المؤتمر إن هذا الحشد من العلماء المجتمع في الشيشان «سوف يسهم بشكل جاد في إطفاء الحرائق والحروب اللاإنسانية، التي تتخذ من أجساد العرب والمسلمين وأشلائهم فئران تجارب دموية، وتشعلها أنظمة استعمارية جديدة تقدم بين يدي نيرانها نظريات شيطانية مرعبة». وأكد المشاركون أن «خطط هذه الأنظمة الماكرة بدأت تزحف على ثقافات الناس ومعتقداتهم ومقدراتهم التاريخية والحضارية وتخضعها لمعايير ثقافة عالمية واحدة».
وتشارك مصر في فعاليات مؤتمر «من هم أهل السنة والجماعة..» بالعاصمة الشيشانية، بوفد رفيع المستوى من علماء الأزهر ترأسه الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر. وتوجه الدكتور الطيب، الذي يرأس أيضاً «مجلس حكماء المسلمين»، إلى فعاليات المؤتمر قائلاً : أن اضطراب مفهوم «أهل السنة والجماعة» أطمع آخرين من المتربصين بهم بتصويب سهامهم نحو هذا المفهوم وتشويه سيرته، والافتراء عليه بأنه المسؤول عن الجرائم الإرهابية التي تقترفها الجماعات التكفيرية المسلحة.. وهؤلاء المفترون هم أول من يعلم أن هذه الجماعات التكفيرية بتصرفاتها البشعة المنكرة لا تمت إلى «أهل السنّة والجماعة»، وأغلب الظن أن هذه الفئة قد اتخذت من هجومها على مفهوم أهل السنّة والجماعة غطاء لتحقيق أغراض سياسية ومكاسب طائفية وأطماع توسعية لإذكاء نوازع الفرقة بين المسلمين، وبعث لفتن طواها الزمن وأصبحت في ذمة التاريخ، ونشر لثقافة الحقد والكراهية.
وقال الدكتور أسامة الأزهري مستشار الرئيس المصري وكيل اللجنة الدينية بالبرلمان المصري، أن «مؤتمر الشيشان هدفه إلقاء الضوء على المشكلات التي تحيط العالم الإسلامي في مسائل العقائد والأفكار التي يتم استغلالها من التيارات الإرهابية المتطرفة في صياغة مناهجها التدميرية»، مشددًا على أن التكفير والتفجير يسيران على قدم وساق.. وفى المقابل المؤسسات الدينية المعنية لم تدرك اللحظة الفارقة، مما أنتج فراغا زمنيا فارقا في مسيرة التكفير، وملاحقته من المختصين بنشر الدين الوسطى وصحيح العقائد.
وأوضح شيخ الأزهر أن مفهوم «أهل السنة والجماعة» حسب منهج التعليم بالأزهر، يُطلق على أتباع إمام أهل السنّة أبي الحسن الأشعري، وأتباع إمام الهدى أبي منصور الماتريدي، وأهل الحديث، ولم يخرج عن عباءة هذا المذهب فقهاء الحنفية والمالكية والشافعية والمعتدلون من فقهاء الحنابلة، وهذا المفهوم بهذا العموم الذي يشمل علماء المسلمين وأئمتهم من المتكلمين والفقهاء والمحدثين وأهل التصوف والإرشاد، وأهل النحو واللغة أكده قدماء الأشاعرة أنفسهم منذ البواكير الأولى لظهور هذا المصطلح بعد وفاة الإمام الأشعري، ثم هو ما استقر عليه الأمر عند جمهرة علماء الأمة عبر القرون التالية، وهذا هو الواقع الذي عاشته الأمة لأكثر من ألف عام، حيث عاش الجميع في وحدة جامعة استوعبت التعدد والاختلاف المحمود، ونبذت الفرقة والخلاف المذموم.
وألقى قادة وعلماء الشيشان والقوقاز كلمات أعلنوا فيها عن سعادة جموع الشعب الشيشاني بزيارة وفد الأزهر، مؤكدين أن شيخ الأزهر هو إمام أهل السنة والجماعة، وخطب الدكتور إبراهيم الهدهد رئيس جامعة الأزهر، خطبة الجمعة، وتحدث عن أخلاق رسول الله (صلى الله عليه وسلم) ورحمته مع المسلمين وغير المسلمين، بل حتى مع أعدائه الذين آذوه ثم عفا عنهم بعد تمكنه منهم في فتح مكة، مضيفا أن «هذه الأخلاق حددت مسلك الوسطية والاعتدال في الدعوة إلى الله عز وجل، وهو النهج الذي سار عليه علماء المسلمين على مختلف العصور».
وأكد المشاركون في المؤتمر، أن هناك بعض القوى الإقليمية والدولية تحاول خلق صراعات طائفية ومذهبية في الدول العربية والإسلامية، لخدمة أعداء الأمة ومصالحها الضيقة. وقال الدكتور علي جمعة، مفتي مصر الأسبق، عضو هيئة كبار العلماء بمصر خلال مشاركته بمؤتمر الشيشان، إن أهل السنة والجماعة وعلى رأسهم الأزهر، هم أهل الحق الذين لم يكتفوا بإدراك النص، بل اهتموا بإدراك الواقع، ولم يكفّروا أحدا من أهل القبلة، ووفقوا بين العقل والنقل وتعايشوا مع الآخر.
مركز الحقول للدراسات والنشر
السبت، 27 آب/ أغسطس 2016