خرجت إلى العلن في المغرب “قضية” العلاقة الجنسية بين مولاي عمر بن حماد وفاطمة النجار، المسؤولَيْن في “حركة التوحيد والإصلاح الإسلامية”. وقد تسببت هذه “القضية” بحرج للحركة وللإسلاميين عموماً، الذين تهربوا من مسؤولياتهم الفكرية والسياسية حيال التعامل مع مسألة العلاقة الجنسية الحرة، التي تواجه المغرب وسائر المجتمعات العربية المعاصرة.
وكانت الشرطة المغربية قد ضبطت فاطمة النجار القيادية الإسلامية، في سيارة عشيقها القيادي الإسلامي مولاي عمر بن حماد. وخلال تدوين إفادتها قالت النجار “أنها لم تمارس الجنس معه داخل سيارته بشاطئ المنصورية وإنما كانت تداعبه مداعبة جنسية لتساعده على القذف”.
وأضافت النجار “أنها لم يسبق لها أن عاشرت عمر بن حماد، وأنها المرة الأولى التي وقع بينهما ما وقع داخل سيارته، مصرة على أنها كانت تداعبه لجعله يتمكن من القذف”.
وجاء في الإفادة (راجع الصورة) أن النجار “أقرت بالاتصالات الهاتفية وبالرقم السري الذي كان يستعمله بن حماد للتواصل معها، وأضافت أن بن حماد خطبها من نفسها، وأنها أخبرت أسرتها الصغيرة، و30 شخصا آخر”.
وقالت النجار للضابطة القضائية “أنها تعلم بأن عشيقها بن حماد، متزوج من امرأة أخرى وله منها عدة أبناء، وأنها كانت بصدد لقاء زوجة بنحماد للحديث في أمر زواجهما”. كما أفادت أن “منشفة ومناديل ورقية عثر عليها بالسيارة تخصها”.
ورغم وضوح هذا الإفادة، فلم تظهر أي محاولات تضامن أو تفهم مع بن حماد والنجار، سواء من داخل الحركة أو من أوساط الحركة الإسلامية المغربية. مع أنهما راشدين اتفقا على ارتباط بينهما تخللته علاقات جنسية. ونشرت “التوحيد والإصلاح” في يوم الاثنين 18 ذو القعدة 1437هـ/22غشت/أغسطس/آب 2016، “بلاغاً” من رئيسها عبد الرحيم شيخي قال :
ـ أنه “استكمالا لإجراءات المحاسبة بما تقتضيه من مساءلة واستماع كما ينص عليها النظام الداخلي لحركة التوحيد والإصلاح في مادته الخامسة”، وبعد مناقشة واستشارة، فقد تقرر “قبول استقالة الأخت فاطمة النجار من عضوية المكتب التنفيذي؛ و”إقالة الأخ مولاي عمر بن حماد من عضوية المكتب التنفيذي”.
وكشفت هذه “القضية” عن حجم التخلف الإجتماعي لدى الإسلاميين في شأن مكانة وحقوق المرأة، وتسلط الدين الوهابي على المسلمين المغاربة. حيث تحولت النجار من امرأة في حضن حبيبها، إلى مادة شماتة وشتم على مواقع التواصل الإجتماعي، من دون أي احترام لإرادتها أو مشاعرها. بينما لم يلحظ أن بن حماد الرجل ـ الطرف في العلاقة الجنسية قد اصابه ما أصاب عشيقته من أقوال وتعليقات.
وتبين إفادة النجار أمام الشرطة أنها وبن حماد قد زوجا نفسيهما لبعضهما البعض، على غرار ما يحصل في زواج المتعة لدى المسلمين الشيعة. وهذه ممارسة شرعية من وجهة نظر بعض مدارس الفقه الإسلامي. لكن هذا الحظر على العلاقة الجنسية الحرة بين الراشدين، الذي ترعاه حكومة “الإخوان” برئاسة عبد الإله بن كيران، يشدد “وهبنة” المجتمع المغربي.
وفي وقت لاحق أعلن شيخي أن الحركة المذكورة، “لن تعقد أي جمع عام استثنائي، بعد إقالة الأخ مولاي عمر بن حماد واستقالة الأخت فاطمة النجار، وسيعوضان بعضوين آخرين من المكتب التنفيذي أو من خارجه، مع إلحاق عضوين جديدين لإكمال عدد أعضاء المكتب”. وهذا يعني انعدام أي دعوة للمناقشة والتفكير في داخل هذه الحركة الإسلامية.
مركز الحقول للدراسات والنشر
28 غشت / أغسطس / آب 2016