بعد ساعات على إعلان الرئيس نبيه بري تعليق جلسات الحوار الوطني إلى أجل غير مسمى، رصدت مصادر إعلامية “هدوء” رئيس تكتل “التغيير والإصلاح” النائب العماد ميشال عون لدى استقبال زواره في الرابية ويتحدث معهم في قضايا الساعة. وفيما خص جلسة اليوم، قالت المصادر إن العماد عون كان على بيّنة من حصول “شيء ما” خلال انعقادها عند طرح مسألة الميثاقية من قبل وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل، الذي كان زُوّد بتوجيهات واضحة بهذا الخصوص، مع عبارة “لا مانع أن تكون بنداً أول على جدول الأعمال”.
وقد خرج زوار العماد عون اليوم، بانطباع مخالف لما هو متوقع أو يجري التداول به ومفاده أن الرجل غير راغب في مزيد من التصعيد، مع أن عون بقي متمسكاً بمواقفه المعروفة لجهة انتخاب رئيس جديد للجمهورية على قاعدة “الأقوى تمثيلاً”، ومعارضة التمديد لقائد الجيش العماد جان قهوجي. وقال الزوار إن عدم رغبة عون بالتضعيد ناجمة عن إدراكه دقة الوضع الذي يمر به لبنان، وهذا ما حداه إلى التروي بعض الشيء وعدم التسرع في اتخاذ القرارات التصعيدية مثل النزول إلى الشارع أو الإنسحاب من الحكومة.
وفي هذا الإطار استشف زوار الجنرال أن الأخير غير متحمس في الوقت الراهن للجوء إلى الشارع، ولا حتى الانسحاب من الحكومة وفرط عقدها مع الإحتفاظ لنفسه وتياره بحق اعلان المواقف الإعتراضية العالية النبرة والسقف، على غرار مقاطعة الجلسات الحكومية أو الإعتكاف المؤقت.
أما المفاجأة في ما سمعه الزوار فكانت في كلام مضيفهم عن قيادة الجيش ومعارضة تعيين خلف لقهوجي إذ بدا هنا حريصاً على المؤسسة العسكرية، وهو إبن هذه المؤسسة على حد قوله، ومن غير المعقول أن يدع الفراغ يمتد اليها هي الأخرى، موضحاً أن كل المواقف التي اتخذها ويتخذها بهذا الخصوص إنما هي نابعة من رؤيته لمصلحة المؤسسة المذكورة وهو بذل أقصى ما في وسعه لبلوغ الهدف المنشود. أما في حال لم يوفق فلسان حاله سيكون “اللهم إشهد إني قد بلّغت”.
مركز الحقول للدراسات والنشر
5 ايلول 2016