افتتاحيات الصحف اللبنانية، يوم ‏‏الجمعة،6 أيار‏، 2022

إفتتاحيات الصحف اللبنانية، يوم السبت 29 تموز، 2017
إفتتاحيات الصحف اللبنانية، يوم الجمعة 7 نيسان، 2017
إفتتاحيات الصحف اللبنانية، يوم الخميس 29 آذار، 2018

اللواء
«المزاج الشعبي» يرسم معالم المجلس الجديد من الخارج إلى الداخل!
غوتيريش لانتخابات شفّافة تليها حكومة إصلاحات… وإغراءات مالية واستشفائية للقوى الأمنية والعسكرية
يتوجه المغتربون اللبنانيون اليوم في عدد من الدول العربية والأجنبية إلى صناديق الاقتراع في أوّل أيام الانتخابات في 6 أيّار، وبعدها الأحد في 8 أيار، على ان تختتم الأحد في 15 أيار في كل لبنان.

وتأتي هذه العملية، وسط إطلاق غرفة العمليات الخاصة بإدارة ومراقبة الانتخابات النيابية في الخارج التي أنشأتها وزارة الخارجية والمغتربين. وتفقدها الرئيس نجيب ميقاتي بحضور وزير الخارجية والمغتربين عبد الله بوحبيب. وشدّد ميقاتي على معاني انتخاب المغتربين، واصفاً هذه العملية بأنها المدماك الأوّل في الانتخابات التي ستتم بنزاهة وشفافية.

ودعت وزارة الخارجية رؤساء البعثات الدبلوماسية والقنصلية في لبنان إلى المشاركة في الاطلاع على مجريات العملية الانتخابية للمغتربين خلال غرفة العمليات التي أنشأتها في مقر الوزارة في رياض الصلح.

و أوضحت مصادر سياسية مطلعة لـ«اللواء» أن انتخابات المغترببن قد تعد محطة فاصلة في سياق الاستحقاق الانتخابي حتى وإن لا يجوز اعتبارها «بروفا»، والظروف المحيطة بأنتخابات المغتربين تختلف عن ظروف اقتراع المقيمين أو لبنانيي الداخل، واشارت إلى أنه على الرغم من أن خيارات عدد منهم لم تتبدل الا أن البعض منهم تستهويه برامج القوى التغييرية.

وتلفت إلى أن نجاح وزارتي الداخلية والخارجية في إتمام انتخابات المغتربين بسلام مضمون، على ان الاختبار الأكبر للحكومة يكمن في الخامس عشر من ايار الجاري. وأفادت أنه إلى حين حلول هذا الموعد، فأن الترقب سيد الموقف للمزاج الشعبي اقتراعا أو مقاطعة أو لأي مفاجآت معينة.

ودعا أمين عام الأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش إلى إجراء انتخابات نيابية «حرة ونزيهة وشفافة وشاملة» في لبنان يوم 15 أيار، وذلك في تقرير جرى توزيعه أمس الأربعاء وحثّ على تشكيل سريع للحكومة بعد ذلك ما سيسمح بتنفيذ إصلاحات تعالج أزمات البلاد المتعددة.

وقال غوتيريش في تقريره إلى مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة إن الاستقطاب السياسي في لبنان قد تعمق وإن الشعب اللبناني «يصارع يومياً لتلبية الاحتياجات الأساسية الجوهرية». مشيراً إلى الاحتجاجات المتكررة في جميع أنحاء البلاد والتي أثارها «إحباط عام من الوضع السياسي والأزمة الاقتصادية والمالية».

واعتباراً من اليوم، لن يعلو صوت فوق صوت عمليات الاقتراع في الانتخابات النيابية خارج لبنان (6 و8 ايار) وداخله في 15 ايار، بعدما انهت وزارتا الداخلية والخارجية كل الترتيبات واجرت بعض التعديلات على بعض مراكز واقلام الاقتراع، بحيث ستواكب الحكومة رئيسا ووزراء معنيين العمليات الانتخابية، برغم استمرارها في عقد الجلسات، والتي لن تكون آخرها جلسة الامس في السرايا، بل ستتلوها حسب المعلومات جلستان يومي ١٢ و١٩ الجاري.

وقد تفقد الرئيس ميقاتي غرفة العمليات الخاصة بإدارة ومراقبة الانتخابات النيابية في الخارج التي أنشأتها وزارة الخارجية والمغتربين في حضور الوزير عبد الله بو حبيب والامين العام لوزارة الخارجية والمغتربين السفير هاني شميطلي. وقال ميقاتي خلال الجولة :إنها لحظة تاريخية ومهمة في وزارة الخارجية التي هي جسر حقيقي يربط لبنان المقيم بلبنان المنتشر، وهذا العمل هو خطوة إضافية لشد الأواصر بين لبنان واللبنانيين في الخارج. عندما نرى ان 220 ألف لبناني مغترب تسجلوا فقط للمشاركة في الانتخاب، فيما يبلغ عدد المغتربين الملايين، كنا نتمنى لو كانت المشاركة أكبر بكثير. وفي هذه المناسبة، أدعو المسجلين الى عدم التقاعس والاقدام على الاقتراع بكثافة لإيصال صوتهم وإحداث التغيير.

أضاف: إنتخابات المغتربين دليل إضافي على أن لبنان المنتشر لا ينسى لبنان ويريد لبنان ويجب ان يعبر عن هذا الاهتمام بوطنه من خلال صندوقة الاقتراع. أشكر الجامعة الثقافية في العالم على دعمها لإنجاز ما تحقق، وهو إنجاز كبير ومهم. كما أشكر وزير الخارجية على إصراره ومتابعته للوصول الى هذا اليوم، على الرغم من التشكيك الكبير الذي سمعناه بحصول الانتخابات.
وختم ميقاتي «ما يحصل اليوم هو المدماك الأول في الانتخابات النيابية، وبإذن الله، ستتم الانتخابات بنزاهة وشفافية، ولم يترشح أحد منا للانتخابات كتأكيد إضافي على الحياد. ندعو الجميع الى الاقبال على الاقتراع بكل نزاهة وحرية ضمير».

وقال الوزير بو حبيب : اننا نعول على الاغتراب اللبناني الذي لا يقصّر في الوقوف إلى جانب لبنان، ومرة جديدة سيثبت المغتربون أنهم لم يغتربوا وأنّ انتماءهم إلى هذا الوطن متجذّر في زوايا وجدانهم. ودعا بو حبيب المغتربين الى المشاركة في الاقتراع بكثافة وقال: بذلنا كل الجهود لإنجاح عملية الاقتراع على أوسع امتداد جغرافي ممكن. وقال: نحن ثابتون على تنظيم عملية الاقتراع في الخارج بمهنيّة واحترافيّة خارج الأجندات والحسابات السياسية.

وفي السياق، اكد وزير الداخلية والبلديات القاضي بسام مولوي بعد زيارة مفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان «جهوزية وزارة الداخلية لإنجاز العملية الانتخابية بنجاح ومن دون أي عوائق.

واضاف: وأنا أذكّر اللبنانيين بأنَّ الحكومة التزمت بيانها الوزاري بإجراء الانتخابات، ووزارة الداخلية قامت بكل ما يلزم كي نصل إلى اليوم الذي نستطيع فيه أن نجري الانتخابات، فغداً فجر جديد تبدأ فيه عملية الانتخاب في الخارج وهذا بسبب فارق التوقيت، وتستمر العملية لتنتهي فجر الاثنين. الحكومة ملتزمة بيانها، وأنا شخصيا كذلك، أقوم بما يجب خدمة لأهلي وخدمة للبنانيين، داعياً اللبنانيين إلى الاطمئنان ان الانتخابات ستمر بنجاح.

وفي المواقف، شدد شيخ عقل طائفة الموحدين الدروز الشيخ سامي أبي المنى اثر زيارة لمفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان في دار الفتوى على ان «المشاركة في الانتخابات واجب وطني من أجل المساهمة في إنقاذ البلد وفي إحداث التغيير المطلوب للعودة الى القيم الوطنية والروحية التي بني عليها لبنان، والتي لا نريد له ان يتخلى عنها».

الانطلاق
فالمغتربون الذين تسجلوا ينتخبون اليوم في المملكة العربية السعودية (وفيها 13 الف 239 ناخبا) ، سوريا (1010 ناخبين ) ،قطر (7340 ناخبا)، ايران (645 ناخبا) ، سلطنة عمان (901 ناخب)، مصر (708 ناخبين)، الأردن (498 ناخبا)، العراق (330 ناخبا) الكويت (5788 ناخبا)، والبحرين (637 ناخبا)، وبذلك يكون عدد الذين يفترض ان يقترعوا اليوم هو 31 الف و96 ناخبا، اما دولة الامارات العربية المتحدة التي يتواجد فيها نحو 25 الف ناخب لبناني سجلوا أسماءهم فسيحصل الاقتراع فيها بعد غد (الأحد).

اما توزيع عدد الناخبين المغتربين في هذه الدول على الدوائر الانتخابية ، فقد كانت دائرة بيروت الثانية الأولى بنسبة 16,63 بالمئة، جبل لبنان الرابعة ( الشوف – عاليه) بنسبة 15,73 بالمئة، ودائرة الشمال الثانية (طرابلس – المنية والضنية) بنسبة 9,85 بالمئة.

وحسب المعلومات الدبلوماسية، فإن الانتخابات ستجري في 58 دولة، يقترع فيها نحو 225 ألف ناخب في الخارج، في إشارة الي مزاج الناخب اللبناني، سواء خارج لبنان أو داخله.

مجلس الوزراء
في هذه الاثناء عقد مجلس الوزراء جلسة عادية في السرايا الحكومية أبرز ما فيها عرض وزير الطاقة حول منح تراخيص لبناء محطات لإنتاج الكهرباء من الطاقة البديلة (الطاقة الشمسية)، بعد تلكؤ البنك الدولي في تمويل مشروع استجرار الغاز والكهرباء من مصر والاردن عبر سوريا واضطرار الحكومة الى البحث عن بدائل سريعة. لكن تم تأجيل البت بالموضوع لمزيد من الدرس ولاخذ رأي هيئة الاستشارات والتشريع في وزارة العدل.

وبعد الجلسة اعلن وزير الاعلام زياد مكاري القرارات الاتية:
– طلب وزارة الصحة تسديد مصرف لبنان مبلغ 35مليون دولار لزوم شراء ادوية الامراض المستعصية والمزمنة والامراض السرطانية ومستلزمات طبية وحليب ومواد اولية لصناعة الدواء.
– تعيين العميد منير شحادة ضابطا منسقا للحكومة اللبنانية لدى قوات الامم المتحدة المؤقتة في لبنان.
– الموافقة على مشروع قانون حفظ الطاقة (الطاقة المتجددة).
– تمديد مدتي الاستكشاف الاولى في الرقعتين 4 و9 في المياه الاقليمية اللبنانية مدة ثلاث سنوات، بناء لطلب اصحاب الحقوق، على ان تقوم وزارة الطاقة باتخاذ التدابير التي من شأنها اثبات جدية عملية الاستكشاف وضرورة الزام الشركات القيام بهذه العملية ضمن المهلة كلما امكن ذلك. وسئل مكاري عن كيفية تأمين مبلغ الـ35 مليون دولار الذي سيخصص للادوية، وما اذا كان سيؤمن من حقوق لبنان في السحب الخاص؟ اجاب : نعم.

وردا على سؤال قال الوزير مكاري: لقد تم تأجيل البحث بموضوع الطاقة الشمسية. وعن ملف الكهرباء قال: لم يتم البت به، ولكن وزير الطاقة يفاوض مؤسسة كهرباء فرنسا من أجل القيام بدراسة لاستدراج العروض في ما يخص خطة الكهرباء.

وتبلغ المجلس موافقة المالية وديوان المحاسبة على صرف مبلغ 300 مليار ليرة للشركة الفرنسية المكلفة طبع 400 الف جواز سفر جديد، لكن لم يُعرف كيف ستسدد وزارة المالية ومصرف لبنان هذه المبالغ. وطغى موضوع الانتخابات النيابية على البحث والمواقف، لاسيما لجهة تأكيد وزير العدل دفع المستحقات للقضاة رؤساء لجان القيد، وكذلك قول وزير المال ان الاعتمادات للإنتخابات يجري تحويلها تباعاً.

واستهل الرئيس ميقاتي الجلسة بمداخلة مما قال فيها: بالنسبة للإتفاق مع صندوق النقد الدولي، لم يكن لدينا خيارات لنختار بين هذا وذاك، وليس لنا خيار سوى صندوق النقد. وأشار الى موضوع الكابيتال كونترول الذي «أخذ كل هذا اللغط»، موضحا أنه «متاح امام النقاش والتعديل وإضافة كل ما يلزم» .

بعد انتهاء الجلسة، اعلن وزير الداخلية والبلديات القاضي بسام مولوي انه «في إطار المتابعة وكما وعدنا ضباط وعناصر ومتقاعدي قوى الامن الداخلي بمتابعة شؤونهم، وافق مجلس الوزراء، بناءً لطلب وزارة الداخلية والمديرية العامة لقوى الأمن الداخلي على نقل اعتماد من احتياط الموازنة على القاعدة الاثنتي عشرية، بقيمة عشرين مليار ليرة لبنانية شهرياً، لاستشفاء قوى الأمن الداخلي».

وخلافا لما تردد امس في بعض الاوساط فإن موضوع الجامعة اللبنانية لم يُطرح في الجلسة، في انتظار ان يستكمل وزير التربية والتعليم العالي عباس حلبي اتصالاته لبت موضوع تعيين العمداء في مجلس الجامعة لإعادة تشكيله، وإنهاء الوضع السائد.

ملف النازحين مجدداً
وبقي ملف النازحين السوريين في صدارة الاهتمام الرسمي حيث تم طرحه في جلسة مجلس الوزراء، واطلع المجلس على الاتصالات التي يقوم ها وزير الشؤون الاجتماعية هيكتور حجار المكلف بالملف.

كما ترأس رئيس الجمهورية ميشال عون في القصر الجمهوري في بعبدا اجتماعا موسعا لأعضاء الوفد المشارك في المؤتمر الخاص بالنازحين السوريين الذي سيعقد في بروكسيل ما بين 9 و10 ايار الجاري، وخصص الاجتماع للبحث في الموقف اللبناني الذي سيبلغ خلال «مؤتمر بروكسل» الذي يعقد بمشاركة ممثلين عن حكومات ومنظمات دولية وإقليمية ومنظمات المجتمع المدني. ومن المقرر ان يرأس وفد لبنان الى المؤتمر وزير الشؤون الاجتماعية هيكتور حجار ويضم الوفد ايضا وزير الخارجية عبدالله بو حبيب.

وقال بوحبيب بعد الاجتماع: ان الموقف اللبناني في مؤتمر «دعم سوريا والمنطقة» الذي سيعقد في بروكسل في التاسع والعاشر من الشهر الجاري، سيكون بناء لتوجيهات رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، بأن لبنان لم يعد باستطاعته تحمل النزوح السوري على اراضيه، وهو لا يريد ان يساعدوا النازحين فيه، او ان يساعدوه هو، فنحن نهتم بانفسنا اذا عاد النازحون السوريون الى بلادهم.

واضاف: اننا سنطبق قرار مجلس الوزراء الذي اتخذ في حكومة الرئيس حسان دياب في هذا السياق، ونريد ان نتعاون مع الأمم المتحدة، إلّا انه يجب ان نأخذ في الاعتبار مصلحتنا لا ان يملوا هم علينا مصلحتنا فنحن نعرفها.

حسابات رجا سلامة
على صعيد آخر، كشف حاكم مصرف لبنان رياض سلامة لـ«رويترز»، أنّ هيئة التحقيق الخاصة التابعة لمصرف لبنان وافقت على تسليم معلومات الحساب الخاص برجا سلامة إلى النائب العام التمييزي غسان عويدات. وفي السياق افادت المعلومات ان عويدات تسلم فعلاً حسابات رجا سلامة من هيئة التحقيق الخاصة في مصرف لبنان.

64 إصابة جديدة
صحياً، اعلنت وزارة الصحة في تقريرها اليومي عن تسجيل 64 إصابة جديدة بفايروس كورونا، ليرتفع العدد التراكمي إلى 1097268 إصابة مثبتة مخبرياً منذ 21 شباط 2020.

الأخبار
البخاري يقود حملة حلفاء السعودية لـ «توحيد الأصوات واللوائح»:
الحريري يرفض طلب الرياض زيارة لبنان والدعوة إلى الاقتراع
رفض الرئيس سعد الحريري الاستجابة لكل الدعوات التي وُجّهت إليه عبر وسطاء بالعودة عن قرار مقاطعة الانتخابات. وأكد لمتّصلين به أنه لن يزور لبنان قبل انتهاء الانتخابات، وأنه متمسّك بقراره عدم التفاعل مع الحدث لا ترشيحاً ولا اقتراعاً، ولن يتدخل في خيارات المناصرين، لكنه سيقيل كل منتمٍ إلى تيار المستقبل يخالف قراره بتجميد العمل السياسي حتى إشعار آخر.

وعلمت «الأخبار» أن الحملة الإعلامية الواسعة التي تشنّها وسائل إعلام سعودية ومقرّبون من الرياض ضد الحريري، تأتي بعد رفض الأخير تلبية «تمنٍّ» سعودي بأن يعود الى بيروت في الأيام القليلة الفاصلة عن موعد الانتخابات، وأن يقوم بجولة تشمل بيروت وصيدا وطرابلس والبقاع وعكار لدعوة أنصاره الى المشاركة في الانتخابات.

وقالت المصادر إنه تبيّن للسعودية، في الأسابيع الثلاثة الماضية، أن لا قدرة فعلية على تحريك الشارع السني لدى الشخصيات الحليفة لها والتي تمردت على قرار الحريري. وتبلّغت الدوائر المعنية في الرياض أن السفير وليد البخاري غير قادر على تعديل ميزان القوى، وأنّ لقرار الحريري بالمقاطعة تأثيراً كبيراً على المناخات الشعبية. وترافق ذلك مع تزايد شكاوى كل من النائب السابق وليد جنبلاط وقائد «القوات اللبنانية» سمير جعجع وقوى تحسب نفسها على «المعارضة» مثل الكتائب وشخصيات مسيحية، من أن تراجع نسبة التصويت السنّي في عدة دوائر سيؤثر في نتائج الانتخابات.

وقد بادر السعوديون الى التواصل مع كل مَن للرياض تأثير عليه، بدءاً من مفتي الجمهورية عبد اللطيف دريان الذي يخشى على مساعدات مقررة لدار الفتوى والمؤسسات التابعة لها، الى جمعيات خيرية في بيروت والمناطق، ورجال أعمال لبنانيين يعملون في السعودية يحمل بعضهم الجنسية السعودية. وطُلب من هؤلاء الحث على المشاركة في الانتخابات وتوحيد الصف خلف حلفاء السعودية الذين يتمثّلون اليوم بالثلاثي: جنبلاط ــــ جعجع ــــ فؤاد السنيورة.

وفي هذا السياق، باشر السفير السعودي في بيروت إجراءات جديدة لعدم تشتّت الأصوات بين اللوائح، من خلال حصر عددها في عدد من المناطق. وأكدت مصادر لـ«الأخبار» أن «جلسة ستعقد قريباً جداً ستجمع البخاري والسنيورة ومندوباً عن القوات (على الأرجح الوزير السابق ملحم رياشي) والنائب وائل أبو فاعور، للبحث في سحب القوات لائحتها (بقاعنا أولاً) في دائرة البقاع الغربي وراشيا بناءً على طلب سعودي». وتصبّ هذه الخطوة في مصلحة لائحة الاشتراكي التي تضمّ أبو فاعور، وخصوصاً أن الأخير «يروّج بأن هناك محاولات من حزب الله لإسقاطه، وبأن هناك مؤامرة كبيرة عليه، وأن سقوطه هو سقوط للخط السعودي الذي صارَ واضحاً أن أبو فاعور هو وديعته لدى وليد جنبلاط». ولفتت المصادر إلى أن «هذه الخطوة قد تتبعها خطوات مماثلة في دوائر أخرى إذا وجد البخاري أن تأمين نجاح المرشحين الذين يدعمهم لن يتأمّن إلا من خلال تقليل عدد اللوائح».

وبالتوازي، تواصل الضغط الإعلامي السعودي على الحريري من أجل الدعوة الى المشاركة بكثافة في الاقتراع. وشنّت صحيفة «عكاظ» السعودية لليوم التالي هجوماً على رئيس تيار «المُستقبل» الذي «يعمل على تشتيت الأصوات السنيّة، والامتناع عن التصويت، ما يعني ذهاب المقاعد السنية لحلفاء حزب الله، العدو التاريخي ليس للسنّة فقط بل للبنانيين جميعاً الذين وثقوا في سعد ذات يوم»، وتوجّهت إلى الحريري بأن «فرصتك التاريخية حانت، وربما لا تستحقها، لكنها أتت على الرغم من أنك لم تقدّم الثمن التاريخي لها، ولذلك كله عليك أن تنحاز لوطنك أولاً ولطائفتك ثانياً التي حطّمتها باستسلامك لحزب الضاحية وزعماء الطوائف، قبل أن تسمع ذات يوم: ابكِ سعد… وطناً لم تحافظ عليه مثل الرجال». وبدَت الرسالة السعودية أشبَه بالتهديد، ردّاً على «عدم امتثال الحريري للأوامر غير المباشرة التي نُقِلت إليه بضرورة الدعوة إلى المشاركة في الاقتراع».

ولا تحتاج الرسالة إلى كثير عناء لتُقرأ بوضوح، ولتؤكّد مجدداً التدخل السعودي في الانتخابات بشكل مكشوف بالسياسة والمال، في محاولة لفرض وقائع جديدة تعطيها حصة كبيرة في لبنان تعويضاً عن خساراتها في المنطقة. فيما لا يجد تدخّل السفير السعودي في المشهد الانتخابي من «يردّه»، بل جرت «شرعنته» على لسان رأس السلطة التنفيذية نجيب ميقاتي بتصريح فاضِح رأى فيه أن «وجود السفير السعودي أساسي في الانتخابات»، علماً بأن ما يقوم به البخاري يتجاوز كل الخطوط الحمر. إذ لم يُسجّل لدبلوماسي عربي أو غربي هذا الحراك المكشوف الذي يصُبّ أولاً في مصلحة «القوات اللبنانية» التي تراهن على التدخل السعودي لتأمين كتلة من 3 أو 4 نواب سنّة في كتلتها.

البناء
فائض البطولة الفلسطينيّة يضرب مجدداً رغم الاستنفار الصهيونيّ: 4 قتلى في تل أبيب
المقاومة تعاقب مستوطني إلعاد مقتحمي الأقصى… والاحتلال يلوّح باقتحام جنين
الاغتراب في الخليج يفتتح العمليّة الانتخابيّة اليوم… وترقب لنسبة المشاركة
سارع الفلسطينيون بالردّ الموجع على اقتحامات المستوطنين المتطرفين للمسجد الأقصى يوم أمس، تحت شعار بدء احتفالات إعلان ولادة الكيان الغاصب لفلسطين، فالعملية النوعية التي نفذها مقاومان فلسطينيان، لم تستطع قوات الاحتلال وأجهزة الاستخبارات تعطيل مهمتهما رغم حال الاستنفار العالي الذي تنفذه قوات الاحتلال والشرطة والإغلاق المفروض على مناطق الضفة الغربية وغزة والحصار حول القدس، استهدفت مستوطنة العاد شرق تل أبيب، واعترفت قوات الاحتلال بمقتل أربعة من المستوطنين المتطرفين الذين ينتمون إلى التيار الحريدي الذي شكل مؤيّدوه في مستوطنة العاد طليعة المشاركين في اقتحامات الأقصى، خصوصاً اقتحام الأمس، بحيث جاءت العملية عقاباً فورياً على تدنيس الأقصى وانتهاك حرمته، ورد مباشر على سياسات الإغلاق والحصار، وإعلان فشل خطط الاستنفار.

العملية هي السابعة بين عمليات اقتحام المناطق المحتلة عام 1948، وهي العاشرة بين عمليات استهداف المستوطنين وقوات الاحتلال، والقتلى يبلغون الرقم تسعة عشر ويمكن أن يرتفع العدد الى عشرين مع الحالة الحرجة لأحد جرحى العملية. وهي بذلك إعلان موجة فلسطينية صاعدة يصعب على الكيان إيقافها، وهي تتقاطع مع مواقف تصاعدية لقوى المقاومة في فلسطين والمنطقة، ليتشكل مشهد جديد في فلسطين والمنطقة، حيث المناطق المحتلة عام 1948 تلاقي الضفة الغربية والقدس وغزة، وعيون الفلسطينيين شاخصة نحو التطورات المتسارعة وسط توقعات بشنّ الاحتلال عملية تستهدف مدينة ومخيم جنين، في مسعى لتهدئة المستوطنين والتيارات الدينية المتطرفة واسترضائهم، وإذا صحت هذه التقديرات ستفتح المواجهة في جنين الباب لدخول المقاومة في غزة على الخط، مع تحذيرات علنية لفصائل المقاومة من أن اقتحام مخيم جنين خط أحمر سيُشعل المواجهة التي تؤكد قوى المقاومة أن معادلاتها لا تزال تبدأ من حماية القدس، لكنها صارت تشمل حماية جنين.

وفقاً لتقديرات فضائل المقاومة، فإن المشهد المتصاعد على ضفتي المواجهة بين الفلسطينيين والمستوطنين يجعل فرضية التفجير الكبير احتمالاً كبيراً. فحكومة الاحتلال رغم كل محاولاتها الإيحاء عبر بعض الخطوات بعدم مجاراة المتطرفين والمستوطنين، تبدو في النهاية خاضعة لمحاولات استرضائهم وإثبات أهليتها لنيل دعمهم، في ظل شعور أركان الحكومة بأن عمرها بات قصيرا، وأن التوجه الى الانتخابات المبكرة صار الاحتمال الأوفر حظاً، وسط تقديرات بتفكك الائتلاف الحكومي الهش، سواء بانسحاب النواب العرب من أعضاء الحركة الإسلامية بفعل الضغط الشعبي المتزايد الذي يتعرّضون له، أو بفعل تنفيذ بعض تيارات اليمين لتهديداتها بالانسحاب لعدم تلبية الحكومة لطلبات المستوطنين المتطرفين، واحتمال تفكك الحكومة والانفجار الكبير يسيران جنباً الى جنب كلما اقتربنا من يوم الخامس عشر من أيار الذي يشكل بالنسبة للفلسطينيين الذكرى الرسمية للنكبة، بمناسبة صدور قرار تقسيم فلسطين والاعتراف الدولي بكيان الاحتلال الذي بدأ مستوطنوه بالاحتفال بما يسمّونه بعيد الاستقلال من أمس.

لبنانياً، حل الصمت الانتخابي الذي سيمتدّ ليومين ثم يعود ليومين لاحقين، مع بدء الانتخابات في الاغتراب يومي الجمعة والأحد، قبل أن يحل الصمت الأخير قبل يوم وليلة من الأحد في 15 أيار اليوم الانتخابي الموعود.

الانتخاب الاغترابي اليوم في دول الخليج يحظى باهتمام ومتابعة المعنيين، بالإضافة لمعرفة وجهة التصويت والرهانات المتعاكسة على النتائج، لمعرفة نسبة المشاركة، في ظل كل ما يُحكى عن تعقيدات العملية الانتخابية على المغتربين، والعينة الأولى في الخليج ستحمل إشارات إضافيّة، سواء لجهة غياب عدد من المسجلين الذين وصلوا إلى لبنان بمناسبة عطلة عيد الفطر ولا زالوا في لبنان، وبعضهم ربما يكون اختار البقاء كي لا يغيب عن الانتخابات ويبدو مقاطعاً خلال إقامته في دول الخليج، خصوصاً بالنسبة لمؤيدي الرئيس سعد الحريري الذي يرون في المقاطعة تعبيراً عن تصويت لخيار الرئيس الحريري، ورسالة مطالبة بعودته الى المشهد السياسي، إن لم يكن عبر بوابة الانتخابات فعبر غيرها.

خيّم الصمت الانتخابي على المشهد الداخلي مع انطلاق المرحلة الأولى من الانتخابات النيابية صباح اليوم في الخارج في 6 و8 أيار الجاري، حيث يدلي اللبنانيون في دول العالم بأصواتهم باستثناء الإمارات التي يقترع اللبنانيون فيها الأحد المقبل كما في سائر الدول العربية.

وأشار سفير لبنان في الرياض، فوزي كبارة، الى أن «8700 شخص سجلوا للاقتراع في مبنى السفارة اللبنانية في الرياض، وكل ورش العمل قائمة وجاهزة من أجل الانتخابات غداً (اليوم)»، وأوضح كبارة، «أننا قسمنا ممرات السفارة الى 3 أقسام لتجنب الازدحام، وجهزنا قاعات انتظار وخيم مع مكيّفات للتبريد»، لافتاً الى أن «الجاليات اللبنانية قدمت مساعدات عديدة من أجل هذه الانتخابات».

وتوقعت مصادر سياسية وخبراء انتخابيون لـ»البناء» «كثافة في الإقبال على الانتخابات في دول الاغتراب رغم النسبة المنخفضة للمسجلين على لوائح الانتخاب في الخارج، وبالتالي ارتفاع نسبة التصويت لأسباب عدة تتعلق برفع وتيرة الخطاب السياسي والانتخابي والطائفي والضغوط السياسية الداخلية الخاصة بعدد كبير من الدول لا سيما دول الخليج على اللبنانيين فيها للاقتراع للوائح المدعومة من السعودية في ظل الدعم المطلق والواسع التي تقدّمه المملكة لرئيس حزب القوات سمير جعجع وللرئيس فؤاد السنيورة واللوائح المعارضة لثنائي حركة أمل وحزب الله وحلفائهما وللعهد الحالي، فضلاً عن تأثر المغتربين اللبنانيين بما يجري في لبنان من أزمات ومشاكل وأحداث وكوارث أليمة وأيضاً بالحملات المغرضة التي يبثها بعض الإعلام اللبناني منذ عامين وأكثر، ما سيدفع المغتربين للتعبير عن غضبهم وسخطهم في صناديق الاقتراع». وتوقف الخبراء عند المخاوف التي تحيط بالمغتربين في دول الخليج خاصة لجهة مصيرهم ومستقبلهم وأمنهم ومصالهم وأرزاقهم في هذه الدول، ما سيحول دون ممارسة حقهم الانتخابي بحرية وديمقراطية، أما في الدول التي تمنح الحرية والديمقراطية للمغتربين فتوقع الخبراء أن تأتي نسب التصويت لصالح فريق العهد والتيار الوطني الحر وثنائي أمل وحزب الله وحلفائهما. وتوقع الخبراء ايضاً أن تشكل أصوات المغتربين بيضة القبان والعامل الحاسم بأكثر من دائرة انتخابية.

ولم يسجل اليوم الأول من أيام الصمت الانتخابي أية خروق واضحة. بعكس ما يشهده المشهد الانتخابي من خروق بالجملة لقوانين الإعلام والاعلان الانتخابيين والانفاق والتمويل الانتخابيين، في ظل صمت هيئة الاشراف على الانتخابات ما يعرّض نتائج الانتخابات للطعن أمام المجلس الدستوري. واللافت هو الرشى الانتخابية التي تنتشر في الكثير من الدوائر الانتخابية بحسب شهود عيان، حيث وصل ثمن الصوت في بعض الدوائر كبيروت الى 500 دولار، حيث يتمّ الاتصال بالناخبين مباشرة من مكاتب المرشحين الإعلامية لعرض المال على الناخبين مقابل منح أصواتهم لمرشح معين.

وتفقد رئيس مجلس الوزراء نجيب ميقاتي غرفة العمليات الخاصة بإدارة ومراقبة الانتخابات النيابية في الخارج التي أنشأتها وزارة الخارجية والمغتربين.

ولفت خلال الزيارة الى «أنها لحظة تاريخية ومهمة في وزارة الخارجية التي هي جسر حقيقي يربط لبنان المقيم بلبنان المنتشر. وهذا العمل هو خطوة إضافيّة لشدّ الأواصر بين لبنان واللبنانيين في الخارج. عندما نرى أن 220 ألف لبنانيّ مغترب تسجلوا فقط للمشاركة في الانتخاب، فيما يبلغ عدد المغتربين الملايين، كنا نتمنى لو كانت المشاركة أكبر بكثير. وفي هذه المناسبة، أدعو المسجلين الى عدم التقاعس والإقدام على الاقتراع بكثافة لإيصال صوتهم وإحداث التغيير».

وأضاف «انتخابات المغتربين دليل إضافي على أن لبنان المنتشر لا ينسى لبنان ويريد لبنان ويجب أن يعبر عن هذا الاهتمام بوطنه من خلال صندوقة الاقتراع. أشكر الجامعة الثقافية في العالم على دعمها لإنجاز ما تحقق، وهو إنجاز كبير ومهم». وشدّد ميقاتي على أن «ما يحصل اليوم هو المدماك الأول في الانتخابات النيابية، وستتمّ الانتخابات بنزاهة وشفافيّة».

بدوره، لفت وزير الخارجية عبدالله بو حبيب الى «أننا نعول على الاغتراب اللبناني الذي لا يقصّر في الوقوف إلى جانب لبنان، ومرة جديدة سيثبت المغتربون أنهم لم يغتربوا وأنّ انتماءهم إلى هذا الوطن متجذّر في زوايا وجدانهم». ودعا بو حبيب المغتربين الى المشاركة في الاقتراع بكثافة وقال: «بذلنا كل الجهود لإنجاح عملية الاقتراع على أوسع امتداد جغرافي ممكن. نحن ثابتون على تنظيم عملية الاقتراع في الخارج بمهنيّة واحترافيّة خارج الأجندات والحسابات السياسية».

وفي سياق ذلك، أكد وزير الداخلية والبلديات القاضي بسام مولوي من دار الفتوى، «جهوزية وزارة الداخلية لإنجاز العملية الانتخابية بإذن الله بنجاح وبدون أي عوائق».

وأضاف: «وزارة الداخلية قامت بكل ما يلزم كي نصل إلى اليوم الذي نستطيع فيه أن نجري الانتخابات، فغداً فجر جديد تبدأ فيه عملية الانتخاب في الخارج وهذا بسبب فارق التوقيت، وتستمر العملية لتنتهي فجر الاثنين». ودعا «اللبنانيين إلى الاطمئنان بأنَّ الانتخابات ستمرّ بنجاح، وأدعوهم إلى أن يمارسوا دورهم وحقهم، وليعلموا أننا قمنا بواجباتنا، وبالتالي عليهم أن يعملوا بحقوقهم التي لطالما طالبوا بها، وفي الوقت نفسه أقول لهم: إننا في وزارة الداخلية لن نركن إلى ما قمنا به، بل سنبقى حذرين ومتيقظين حتى يمر يوم الاستحقاق 15 أيار ولغاية صدور النتائج بنجاح بإذن الله، ويكون المواطنون مرتاحين».

وانعكس الصمت الانتخابي على الحملات الإعلامية بين الجبهات كافة، لا سيما بين القوات اللبنانية وتيار المستقبل، وبين القوات والتيار الوطني الحر، في ظل انقسام حاد على الساحة السنية بين التعاطف مع الرئيس سعد الحريري وتيار المستقبل بالعزوف عن المشاركة في الانتخابات للحؤول دون فوز اللوائح المدعومة من الرئيس فؤاد السنيورة واللواء أشرفي ريفي والقوات اللبنانية، وبين دار الفتوى الذي التزم التوجيهات السعودية بالاقتراع بكثافة، وتحدثت معلومات «البناء» عن ضغوط سعودية على دار الفتوى لحثّ الشارع السني على الاقتراع، مقابل امتعاض الحريري من المفتي عبد اللطيف دريان بسبب دعواته المتكررة للشارع السني للانتخاب بعكس توجهات الحريري. وتجري حرب ضروس غير علنية بين الحريري وتيار المستقبل من جهة والسنيورة وريفي والقوات والسعودية من جهة ثانية، لكسب الأصوات السنية. فيما أكدت أوساط حركة أمل وحزب الله لـ»البناء» أن لوائح الثنائي والحلفاء ستفوز في مختلف الدوائر ولن يتمكن المنافسون من خرق لوائح الأمل والوفاء في أي دائرة، وبالتالي سيتم حصد جميع المقاعد الشيعية أولاً ومقاعد الحلفاء في كتلتي الوفاء للمقاومة والتنمية والتحرير ثانياً، على أن يتم دعم باقي الحلفاء في مختلف الدوائر.

وأكد رئيس مجلس النواب نبيه بري خلال استقباله وفداً من عشيرة الكريدين العربية المقيمة في منطقتي الزهراني والوزاني برئاسة الشيخ مصطفى المحمد والاستاذ عمر المصطفى في قاعة أدهم خنجر في دارته في المصيلح، بأن «حبّ الوطن من الإيمان، وأن مثيري الفتن في أي ظرف كان انتخابياً أو غير انتخابي بين أبناء الوطن الواحد وبين أبناء الدين الواحد مشبوهون في انتمائهم الوطني وحتى الديني».

وأشار بري الى أن «الفتنة وموقظيها ملعونون في كل رسالات السماء وهي، أي الفتنة، في نتائجها لا تخدم إلا مصلحة «إسرائيل» التي كانت وستبقى هي العدو للبنان والعرب بمسلميهم ومسيحييهم».

في غضون ذلك، يتحدّث الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله في المهرجان الانتخابي الذي يقيمه حزب الله تحت عنوان (باقون نحمي ونبني) عند الساعة الخامسة (بتوقيت بيروت) من عصر يوم الاثنين المقبل (9 أيار 2022) في مدينة صور – ملعب الآثار مقابل مجمع الإمام الحسين.

وإذا كان هناك شبه تسليم بإجراء الانتخابات في موعدها في 15 أيار، فقد بدأ الحديث في الكواليس السياسية عن مرحلة ما بعد الانتخابات وما ستفرزه من نتائج ستشكل المجلس النيابي الجديد وترسم مصير الاستحقاقات المقبلة، من رئاسة المجلس النيابي إلى تكليف رئيس جديد للحكومة وتشكيل حكومة جديدة وانتخاب رئيس جديد للجمهورية، أشارت مصادر سياسية لـ»البناء» إلى أنه «من المبكر مقاربة هذه الاستحقاقات المقبلة في ظل الغموض الذي يعتري المشهد الانتخابي والسياسي والاقتصادي عموماً». ولفتت الى أن «لا تفاهم حول شخصية رئيس الحكومة المقبل حتى الساعة وإن كانت أسهم ميقاتي مرتفعة»، مشيرة الى أنه وفور انتهاء الانتخابات ستبدأ مروحة اتصالات رئاسية ومشاورات بين القوى السياسية بالتنسيق مع قوى خارجية على رأسهم الفرنسيون، للبدء بحسم مسألة شخصية رئيس الحكومة للانطلاق الى الاستحقاق الاصعب أي تأليف حكومة جديدة وفق التوازنات النيابية الجديدة، للانطلاق الى الاستحقاقات الأكثر سخونة وخطورة أي الملفات والازمات الاقتصادية والمالية والنقدية»، أما موضوع رئاسة الجمهورية فمؤجل بحسب المصادر ومحكوم بمواقيته، ومن التسرع بمكان تحديد مواعيد ونسج تحليلات حوله، فاستحقاق رئاسة الجمهورية مرتبط بالمتغيرات وموازين القوى الداخلية والإقليمية والدولية».

وكان مجلس الوزراء عقد أمس، جلسة عادية برئاسة ميقاتي في السراي الحكومي، وأمل رئيس الحكومة «في أن تترجم الانتخابات النيابية إرادة الناس، الذين سيقولون كلمة الفصل في صناديق الاقتراع».

وقال: «عشية بدء إجراء الانتخابات النيابية لا بد من مصارحة اللبنانيين ببعض المسائل المرتبطة بعملنا الحكومي. حاولنا معالجة القضايا التي واجهتنا منذ اليوم الأول بكل واقعية وبأقل أضرار ممكنة. نجحنا في مكان ما بقدر ما سمحت به الظروف والمعطيات. ولم ننجح حيث وُضعت العصي في دواليب الحكومة. راهنّا على حصول الانتخابات النيابية في مواعيدها الدستورية على رغم تشكيك المشككين بحصولها، على أمل أن تترجم إرادة الناس، الذين سيقولون كلمة الفصل في صناديق الاقتراع». وتمنى في 16 أيار يوماً جديداً لمرحلة تحمل الخير للبنان واللبنانيين، وأن ترى الخطط التي وضعتها حكومتنا النور. وأعرب عن ثقته بأن الأيام الآتية ستحمل معها بشائر خير. وقال: «نحن وضعنا القطار على السكة الصحيحة. يبقى أن يقود هذا القطار إلى محطات آمنة، وأن نكون مستعدين وجاهزين عندما يحين أوان الحلول الإقليمية المنتظرة». وطالب الجميع بعد طيّ صفحة الانتخابات النيابية «العمل لتجنّب الوقوع في مطبات الفراغ القاتل على مستوى السلطة التنفيذية، التي ستلقى على عاتقها مسؤولية البدء بمسيرة إنهاض لبنان من كبوته».

وأفادت وسائل إعلامية بأن «مجلس الوزراء طلب تسديد مبلغ 300 مليار ليرة للشركة الفرنسية لشراء 400 الف باسبور أي ما يعادل 12 مليون دولار»، ولفتت المعلومات، الى أن «مجلس الوزراء أقرّ 20 مليار ليرة لدعم استشفاء أفراد قوى الأمن».

وأثارت حادثة رفض أحد المستشفيات إدخال المعاون أول المتقاعد في قوى الأمن الداخلي هـ. د. الذي أصيب بجلطة دماغية قبل تأمين مبلغ 10 ملايين ليرة لبنانية، أثار حملة غضب واسعة في صفوف قوى الأمن الداخلي، وكشفت أوساط متقاعدي قوى الأمن الداخلي لـ»البناء» عن تضييق من وزارة المال على التقديمات الطبية والتغطية الصحية لأفراد قوى الأمن المتقاعدين وفي الخدمة الفعلية وهي أقدم مؤسسة عسكرية في لبنان، بعكس ما يقدم للأجهزة الأمنية الأخرى كالجيش اللبناني والجمارك والأمن العام وأمن الدولة. وناشد المتقاعدون المدير العام لقوى الأمن الداخلي اللواء عماد عثمان إعلاء الصوت والضرب بيد من حديد للدفاع عن حقوق العسكريين والتلويح برفض المشاركة في الانتخابات. وبعد الاتصالات والتدخلات من بعض الضباط العسكريين والسياسيين وبعد التهديد بتحركات واسعة في الشارع اليوم، تم حل الموضوع وأدخل المريض الى المستشفى وأجريت له عملية جراحية عاجلة.

ووضعت مصادر سياسية ما يتعرّض له جهاز قوى الأمن الداخلي في إطار الحرب السياسية الدائرة بين الحريري والمستقبل من جهة والسعودية والسنيورة ودار الفتوى من جهة ثانية، لكون قوى الأمن الداخلي تدين بالولاء السياسي خلال العقود الماضية للحريري وتيار المستقبل.

على صعيد آخر، تسلم مدعي عام التمييز، القاضي غسان عويدات، حسابات شقيق حاكم مصرف لبنان، رياض سلامة، رجا سلامة، من هيئة التحقيق الخاصة في مصرف لبنان.

وكان قد أصدر قاضي التحقيق الأول في جبل لبنان، نقولا منصور، قراراً بالحجز على كل أملاك رجا سلامة، وأرسل المذكرة بواسطة النيابة العامة الاستئنافية الى وزارة المالية لوضع الإشارة على ممتلكاته كافة.

وكانت قد أصدرت الهيئة الاتهامية في جبل لبنان، برئاسة القاضي بيار فرنسيس، قراراً بتخفيض كفالة رجا سلامة إلى 200 مليار ليرة لإخلاء سبيله.

ويُذكر أن حاكم مصرف لبنان، رفض تسليم داتا المعلومات العائدة لمصرف لبنان، لشركات التدقيق الجنائيّ المكلفة بإجراء التدقيق الجنائي بحسابات البنك المركزي.

Please follow and like us: