ومع أن التيار الوطني الحرّ أعلن عن تحرّكات الشارع، غير أن عون لا يزال يراهن على تحوّل ما في موقف تيار المستقبل والرئيس سعد الحريري من مسألة ترشيحه إلى رئاسة الجمهورية. ومردّ هذا الرّهان معلومات تنقلها أكثر من شخصية لعون، عن تحوّل إيجابي في موقف الحريري تجاه ترشيحه بعد اقتناع الحريري بصعوبة انتخاب فرنجية، بالإضافة إلى المواقف التي أطلقها خلال اليومين الأخيرين مستشار الحريري غطّاس خوري. لكن مصادر «وسطية» مطّلعة على موقف الحريري، تؤكّد أن «مسألة الرئاسة ليست مرتبطة به وحده، ولا وجود لأي تحوّل تجاه ترشيح عون» …
/+++++++++++++++++++/
النهار//
نصيحتان أميركية وروسية: عدم التصعيد كثيراً المرشح التوافقي المسار الجديد للحريري رئاسياً//
”خرج اجتماع “تكتل التغيير والاصلاح” أمس بـ”خلاصة” اعلنها بيانه: “في الخلاصة، الى الموعدين في 28 أيلول حيث محطة الاستحقاق الرئاسي الوطني و13 تشرين الأول حيث المحطة الفاصلة. إذا ما وصلنا إلى استحقاقاتنا، وسلطاتنا ومواقعنا معلقة على خشبة الكيد والظلم، ستكون المحطة الفاصلة، محطة العماد عون بامتياز”.
ينذر هذا البيان بأن قرار التصعيد اتخذ في دوائر “التيار الوطني الحر” وهو موجه الى الحلفاء قبل الخصوم، خصوصاً ان “الرضى” العوني عن الحلفاء يشوبه حذر من عدم توافر الدعم المستمر لبلوغ عون الرئاسة الاولى، وفي ظل قرار “حزب الله” ومعه “تيار المردة” المشاركة في الجلسة المقبلة لمجلس الوزراء. واذا كان موعد الجلسة الانتخابية المقبلة في 28 أيلول الجاري، فان موعد جلسة مجلس الوزراء في 29 منه، وسيصطدم مجلس الوزراء أيضاً بالتصعيد المعطل في ظل غياب أي مؤشر للتوصل الى حل.
وأول ارتدادات التصعيد الذي بدأ بتعطيل الحوار، أعلنه النائب علي فياض من عين التينة، “فالمحادثات المتعلقة بالقانون الجديد (للانتخاب) توقفت. والامر الواقع سيأخذنا الى القانون النافذ حالياً أي الستين”. وهذا الامر يأتي بمثابة رد من بري على عون، وأيضا “على اتفاق عون – جعجع، وعلى “تيار المستقبل” في ظل رفض هذه القوى قانون الانتخاب الحالي.
وقد تصطدم نية التصعيد بأكثر من جدار يعطلها، أو يحد من مفاعيلها، ويجعلها مجرد تحرك بسيط، أو يدخل “التيار” في مجهول جديد اذا ما قرر المضي في تصعيد غير مدروس. وقالت مصادر وزارية لـ”النهار” إن الديبلوماسية الاميركية أبلغت العماد عون عبر شخصية قريبة منه ضرورة عدم الذهاب بعيدا في التصعيد خشية أن يتحول لبنان مركز إستقطاب، وقت تنصرف الجهود الى ترسيخ الهدنة في سوريا. وأوضحت ان الديبلوماسية الروسية أبلغت عون مباشرة موقفاً مماثلاً للموقف الاميركي.
المسار الجديد للرئاسة
أما الجديد على المقلب الاخر، فهو ما تحدث عنه النائب السابق غطاس خوري موفداً من الرئيس سعد الحريري الى رئيس حزب “القوات اللبنانية” سمير جعجع، أي “المسار الجديد للرئاسة” بعد عودة الحريري قريباً. وقد تكتمت أوساط الطرفين على مضمون المشاورات واكدت تمسك كل فريق بموقفه الرئاسي، بينما علمت “النهار” من مصادر نيابية متابعة ان “المسار الجديد قد يكون مضي الرئيس الحريري بمرشح توافقي يقبل به فريقا 8 و14 اذار، ويكون البديل من مرشحين حاليين لم يتم الاتفاق على أي منهم. واذا كان هذا الاقتراح يسهل عملية التوافق، فان البحث يجري عندها في الاسماء وفي شكل الحكومة المقبلة وبيانها الوزاري. وهذه الامور قد تشكل مدخلا الى الاتفاق على قانون انتخاب جديد”. ولا ترى الاوساط ان الحريري يتخلى عن ترشيح النائب سليمان فرنجية “لكنه مستعد للبحث في خيارات أخرى تكون محل توافق وطني ويوافق عليها فرنجيه كما عون وكل الافرقاء. والى ذلك الوقت فانه متمسك بترشيح فرنجيه”. وتشدد على ان الحريري لن يتفرد بهذه الخطوة.
الامن
امنياً، استرعى الانتباه بيان للأمن العام “فضح” تدخل السياسة في القضاء والامن، وكشف تفاصيل خطرة تتعلق بالشيخ بسام الطراس وأكد تواصله مع عدد من الارهابيين الملاحقين وأعلن في المقابل أن المديرية العامة للأمن العام ستبقى بعيدةً كل البعد عن الاهواء ومغامرات التنافس السياسي والمذهبي”.
وفي الملف الآخر اي حل الحزب العربي الديموقراطي و”حركة التوحيد – فرع هاشم منقارة ” بناء على القرار الاتهامي في حق أعضاء منهما اتهموا بالضلوع في تفجيري مسجدي التقوى والسلام في طرابلس، اكدت اوساط في 8 اذار لـ”النهار” ان القرار لن يحظى باكثرية داخل مجلس الوزراء. لكن المفارقة ان حركة منقارة لا تملك “العلم والخبر” من وزارة الداخلية وتعمل تحت مظلة ” جبهة العمل الاسلامي” وتالياً لا يمكن حلها. وفي اتصال لـ “النهار” مع منقارة قال: “سيسمع مني (الوزير أشرف) ريفي الكلام الذي يسر قلبه أمام القضاء. وانا لم اتحدث في الآونة الاخيرة ليس خوفاً من أحد وأعمل من باب الحفاظ على أهلي ومدينتي طرابلس. ولم يكن عهدي بالوزير المشنوق بهذه الطريقة التي يتصرف بها وقد صدمني”.
/+++++++++++++++++++/
السفير//
«تشريكات» دفاعية وخنادق وتراكم خبرات تكسر الهجوم: 500 قتيل وجريح//
الجنوب السوري يفضح المساكنة بين إسرائيل و«النصرة»//
”ما أقرَّ به الوزير الأميركي جون كيري بالأمس حول سحق الجيش السوري والقوات الروسية للفصائل المسلحة، اختصره المشهد في الجنوب السوري بعدما خرجت المساكنة السرّية بين «جبهة النصرة» وغيرها، وإسرائيل الى تحالف علني، في مغامرة عسكرية عبثية انتهت على ما يبدو بنحو 500 قتيل وجريح في صفوف المهاجمين”.
نحو 120 قرية سورية على حدود الجولان وبعمق 10 كيلومترات داخل سوريا، وعلى طول نحو 75 كلم، تحت سيطرة فصائل مسلحة تتحرك بحرّية كاملة بمحاذاة الشريط الإسرائيلي الشائك، كانت الحسابات الموضوعة لها، أن تتوسع شمالاً، برعاية إسرائيلية مباشرة، في تجسيد واضح لفكرة «الشريط الأمني» الذي أقامه الاحتلال في الجنوب اللبناني، بالاعتماد هذه المرة على «جيش لحد السوري».
سيحتاج الأمر الى الكثير من التدقيق لفهم مدى التداخل بين متطلبات الحركة الإسرائيلية في الجنوب السوري، وحضور «غرفة عمليات الموك» في الأردن، في المعارك التي دارت في الأيام الماضية، على هامش «الهدنة السورية» المرعيّة أميركياً وروسياً.
لكن الواضح بحسب مصادر ميدانية مطلعة أن الهدف الأساسي للهجوم اليائس الذي جرى التحضير له طوال شهرين، كان محاولة استكمال الحزام، أولا بمحاولة السيطرة على الحضر وتلول فاطمة ووصل بيت جن بجباتا الخشب، والهدف الثاني استعادة الشيخ مسكين، وإعادة وصل ريف القنيطرة بريف درعا، وقطع طريق درعا الدولي، لتتبلور صيغة الحزام المنشود مقابل منطقة الجولان ومزارع شبعا وجبل الشيخ.
وعلى غرار ما جرى قبل عام بالضبط بفشل دموي لهجوم «عاصفة الجنوب» الذي شنّته الفصائل المسلحة، والتي انتهت وقتها بنحو 1500 قتيل، وبفاجعة اجتماعية خلّفت نقمة في صفوف المجتمع العشائري ـ الحوراني، تكرر مشهد مشابه في الأيام الأخيرة.
مواقع الجيش السوري والحلفاء، بما في ذلك «حزب الله»، شديدة التحصين، وتتميز بعمليات تشريك فاعلة وخنادق محيطة بالمناطق المحمية، وساهمت فيها خبرات متراكمة من تلك الجبهة ومن غيرها من الجبهات السورية، بما في ذلك خبرة التحصينات في جبهات حلب.
والأرجح أن غرفة العمليات «الإسرائيلية ـ السلفية» المشتركة، قد بالغت في التفاؤل في اعتمادها على الإسناد الجوي الإسرائيلي لاختراق الجبهة الجنوبية. وكان الجيش قد أرسل تعزيزات لعلمه أن التحضيرات للهجوم على المنطقة قد بدأت منذ اسابيع، وهو عنصر يزيد من الاسئلة حول هدف هجوم كانت كل تفاصيله معروفة في دمشق، باستثناء ساعة الصفر.
وتستطيع «جبهة النصرة» و «احرار الشام» تعزية النفس انها كانت لا تزال حتى مساء أمس تسيطر على تلة الحمرية، النقطة الوحيدة التي استطاعات انتزاعها من الجيش في شبكة الدفاع عن مدينة البعث، في هجوم واسع شارك فيه سلاح الجو الاسرائيلي بكثافة غير مسبوقة منذ بداية الحرب في سوريا.
وأخرجت عملية «قادسية الجنوب»، «جبهة النصرة» و «أحرار الشام» و «الوية الفرقان» و «سيف الاسلام» و «المعتز بالله» و «لواء السبطين»، من مساكنة سرية مع اسرائيل الى تحالف سلفي صهيوني، من دون ان يعود ذلك على الطرفين بأي اختراق حقيقي في خطوط الجيش السوري.
وينبغي التساؤل عما اذا كان الإسرائيليون يعتقدون صبيحة الأحد الماضي عندما دقت ساعة الصفر للهجوم، انه يمكن فعلا اختراق واحدة من اعقد جبهات سوريا الجنوبية وأكثرها تنظيما والسيطرة على كامل الشريط الحدودي، بمجرد حشد 1500 مقاتل من الألوية التي اعادوا تشكيل اكثرها من مئات المقاتلين العائدين من مشافي نهاريا وصفد، حيث عالجتهم الأيدي الإسرائيلية لأشهر من جروح معارك سابقة مع الجيش السوري. ويبدو الهدف غير متناسب مع العديد المخصص للعملية، حتى مع الاعتماد على الاسناد الجوي الاسرائيلي الذي شنَّ غارات كثيرة لتعويض نقص العديد السلفي، ومنع الطيران السوري من التدخل في المعركة.
كما ذهبت غرفة العمليات السلفية ـ الإسرائيلية التي خلفت غرفة عملية عمان في ادارة الجبهة الجنوبية، الى نشر المقاتلين على اربعة محاور معقّدة. الأول في مثلث الموت في كفرناسج ودير العدس، حيث يحتفظ الجيش السوري مع الحرس الثوري الإيراني والمقاومة، بقوة كبيرة لمنع المجموعات المسلحة من السيطرة على عقدة الوصل الاستراتيجية بين ارياف درعا والقنيطرة ودمشق، وقطع طرق الإمداد الأقرب للجيش السوري من درعا والقنيطرة نحو دمشق. بالإضافة الى محور مدينة البعث، التي ارسل اليها الجيش السوري تعزيزات ضمن أكثر من الف جندي. وفتحت بشكل متزامن جبهة السرايا، لا سيما السرية الرابعة شمال القنيطرة، وجبهة جباتا الخشب.
وحتى مساء امس، استعادت الجبهة الجنوبية بعض هدوئها الذي تفوح منه رائحة الهزيمة التي الحقها الجيش السوري بـ «قادسية الجنوب» بعد ان فشلت في عزل حضر، او اختراق مدينة البعث او التقدم في مثلث الموت. وسلّم الاسرائيليون عند بوابة الرفيد 18 جثة، لمقاتلين جرحى فارقوا الحياة في مشافي نهاريا وصفد. والمشهد سيضاعف من انهيار البيئة الحاضنة للمجموعات المسلحة في الجنوب، جراء سقوط اكثر من 100 قتيل، و400 جريح ، اي ثلث المجموعات المهاجمة في اربعة ايام من المعارك، وهو ما ينبئ بكارثة اجتماعية وبشرية في القرى الجولانية التي تحتلها المجموعات المسلحة، وتجند بعض ابنائها للقتال الى جانب اسرائيل.
وقد يعود الاسرائيليون الى الهجوم، ولكنه سيكون من الصعب تعبئة بيئة من بضع قرى، قليلة السكان، وتحتل مساحة ضيقة من الارض الجولانية، ولو بظهير اسرائيلي في الجولان المحتل، لتحقيق اهداف تتجاوز بكثير قدراتها العسكرية والبشرية، وتحتاج الى تنسيق بري جوي لا قبل لها به، وقد فشلت طيلة العام الماضي في التقدم نحوه، بقوة كانت تضم اكثر من ثلاثة الاف مقاتل، قبل عام تماما، في عملية «وبشّر الصابرين»، التي انتهت الى هزيمة مشابهة.
ورغم ان الجيش الاسرائيلي بذل كل ما يستطيعه لدعم المجموعات السلفية جوا، او من خلال التشويش والتنصت على اتصالات الجيش السوري التي كانت تقوم بها الوحدة 8200 الاسرائيلية المتمركزة في تل ابو الندى المحتل، ومقر غرفة العمليات السلفية ـ الاسرائيلية المشتركة، الا انه لم يكن مستعدا للذهاب ابعد من ذلك وإرسال اي قوة برية على الارض لدعمها. وحاول الاسرائيليون عبثا استفزاز الدفاعات الجوية السورية، لضرب راداراتها في الجولان، عبر التحليق لساعات طويلة ليلا فوق مواقع الجيش السوري، وقصف احد مرابض مدفعيته في قلعة جندل. وشكّل تنشيط شبكة الصواريخ السورية لصد وتهديد الطيران الاسرائيلي امس الاول، عامل احباط اضافي امام الاسرائيليين لوقف العملية.
وحتى الان، الهدنة السورية لا تترنح برغم انتهاكها 35 مرة من جانب الفصائل المسلحة امس في دمشق والقنيطرة وحماه واللاذقية وحمص، بالاضافة الى حلب بما في ذلك طريق الكاستيلو المراد له ان يتحول شريان اغاثة نحو المدينة.
وفي مواجهة الانتقادات لتفاهماته مع الروس، قال وزير الخارجية الاميركي جون كيري إن الرئيس الاميركي باراك اوباما سبق له ان اتخذ قراره بعدم إرسال الجنود الاميركيين إلى سوريا لحسم الصراع. وتسائل كيري «ما هو البديل؟… آلاف آخرون من القتلى؟ أن يتم اكتساح حلب بالكامل؟ أن يوجه الروس والأسد ببساطة قصفا عشوائيا لأيام مقبلة وأن نجلس هناك ولا نفعل شيئا؟». وأقرّ كيري بأن «المعارضة المعتدلة» التي تدعمها بلاده وحلفاءها في الخليج كانت في الجانب الخاسر أمام القوات الحكومية التي تتلقى المساندة من روسيا، قائلاً «معادلة أن الأسد يسحقهم وأن روسيا تسحقهم كانت ستلقي بهم في أيدي النصرة وداعش، وستكون (هناك) درجة أكبر من التطرف».
/+++++++++++++++++++/
الأخبار//
العونيون يعبّئون الشارع والحكومة بحاجة إلى «معجزة»//
تحركات يومية للتيار في مناطق مختلفة ابتداءً من 28 أيلول حتى 13 تشرين//
”اعتبر الرئيس نبيه بري أن حل الخلاف السياسي المستشري حالياً «يحتاج إلى معجزة». وفيما لم تسفر الاتصالات التي يقودها حزب الله عن تقدم بعد، بدأ التيار الوطني الحر حملة تعبئة شعبية يتوقع أن تترجم تحركات في المناطق بدءاً من 28 الشهر الجاري”.
لم تشكّل عطلة عيد الأضحى فرصة كافية لعودة الأطراف اللبنانية إلى البحث في أمور الحكومة والحوار الوطني تحت سقف التفاوض والتواصل.
فرحلة رئيس الحكومة تمام سلام إلى الولايات المتحدة للمشاركة في أعمال الجمعية العامة للأمم المتّحدة وبقاؤه في نيويورك حتى 29 من الشهر الجاري، يشكّلان حجّة إضافية لاستمرار التعطيل الحكومي حتى بداية تشرين المقبل، في انتظار حلٍّ ما، يقول عنه الرئيس نبيه برّي إنه «معجزة في حال حصوله».
ومع أن الاتصالات لم تنقطع بين مختلف الأطراف، وتحديداً اتصالات حزب الله الذي يلعب دور الإطفائي مع القوى السياسية المختلفة، إلّا أن أحداً لا يملك تأكيداً لإمكانية عودة الحكومة إلى العمل في ظلّ الظروف الحالية. فبالنسبة إلى بري، «تعطيل الحوار هو مواربة لتعطيل الحكومة، وها قد تعطّلت الحكومة، وهل يصدّق أحد أنها ستعود إلى العمل؟»، كما قال رئيس المجلس أمس أمام زوّاره.
وإذا كان بري قد ترك تفاؤله الدائم جانباً، فإن التيار الوطني الحرّ قطع الشّك باليقين، معلناً بعد اجتماع تكتل التغيير والإصلاح الدوري، نيّته القيام بتحركات شعبية بعد الجلسة المقرّرة لانتخاب رئيس الجمهورية في 28 أيلول المقبل، وتحرّك ثانٍ في 13 تشرين الأول.
بري: هل يصدّق أحد أن الحكومة ستعود إلى العمل؟
ونقل الوزير السابق سليم جريصاتي عن رئيس تكتل التغيير والإصلاح النائب ميشال عون خلال تلاوته بياناً بعد اللقاء، أنه «أمهلنا أنفسنا أياماً، إلا أن مرحلة التعبئة تشرف على بدايتها، ونحن نحضر للتحرك المتدرج تحت عنوان الميثاق». وتابع جريصاتي نقلاً عن عون قوله إنه «عندما نتحرك لن يقف تحركنا وأعذر من أنذر، فهو لن يتوقف قبل الرئاسة وقانون الانتخاب بالمعايير الميثاقية لا أكثر ولا أقل».
وتشرح مصادر نيابية في التيار الوطني الحرّ لـ«الأخبار» أن «التحرّك إذا حصل في الشارع هذه المرّة لن يكون مثل سابقاته، فالآن مرحلة تحضير وتعبئة لتهيئة الشارع، ومن ثمّ تبدأ التحرّكات الجديّة». وفي وقت تقول مصادر نيابية أخرى في التيار، إنه «لم تحسم مواعيد التحرّكات حتى الآن ولو أُعلن عن 28 أيلول و13 تشرين»، تكشف مصادر أخرى أن «التيار سيقوم بتحرّكات كل يوم في مناطق مختلفة ابتداءً من 28 أيلول وصولاً حتى 13 تشرين لتعبئة الشارع تحت عنوان الميثاقية». وفيما لم تكن القوات اللبنانية في وارد النزول إلى الشارع اعتراضاً على التمديد لقائد الجيش جان قهوجي، يبدو عنوان الميثاقية مخرجاً لمشاركة القوات بتحركات التيار، إذ تقول المصادر النيابية إن «النزول إلى الشارع أمر متَّفَق عليه مع القوّات اللبنانية، ومن الطبيعي أن يشارك القواتيون في التحرّك الشعبي، ولو أن تفاصيل المشاركة والمناطق والأعداد لم تحسم بعد». وبعيداً عن تضامن حزب الله وتيار المردة مع التيار الوطني الحرّ في ما خصّ الحكومة، أكّدت مصادر بارزة في قوى 8 آذار أن «حزب الله لا علاقة له بتحركات التيار الوطني الحرّ في الشارع»، مشيرةً إلى أن «الحزب لم يحسم قراره من الآن حول المشاركة أو عدم المشاركة في أي جلسة حكومية مقبلة إن حصلت»، مع استبعاد المصادر حصول أي جلسة في المدى القريب بـ«فعل تمسّك الأطراف بمواقفها».
ومع أن التيار الوطني الحرّ أعلن عن تحرّكات الشارع، غير أن عون لا يزال يراهن على تحوّل ما في موقف تيار المستقبل والرئيس سعد الحريري من مسألة ترشيحه إلى رئاسة الجمهورية. ومردّ هذا الرّهان معلومات تنقلها أكثر من شخصية لعون، عن تحوّل إيجابي في موقف الحريري تجاه ترشيحه بعد اقتناع الحريري بصعوبة انتخاب فرنجية، بالإضافة إلى المواقف التي أطلقها خلال اليومين الأخيرين مستشار الحريري غطّاس خوري. لكن مصادر «وسطية» مطّلعة على موقف الحريري، تؤكّد أن «مسألة الرئاسة ليست مرتبطة به وحده، ولا وجود لأي تحوّل تجاه ترشيح عون». وتبني مصادر بارزة في قوى 8 آذار على «علاقة الحريري السيئة بالمملكة العربية السعودية»، وموقفه من ترشيح عون، مؤكّدةً أن «الحريري لا يستطيع اتخاذ خطوة من هذا النوع من دون قرار سعودي، ولا وجود لأي قرار سعودي الآن يخصّ لبنان، خصوصاً أن الحريري يطلب موعداً للقاء الملك سلمان بن عبد العزيز منذ ما قبل عيد الأضحى، ولم يحصل عليه حتى الآن».
/+++++++++++++++++++/
البناء//
التفاهم الروسي ـ الأميركي يدخل حيِّز التنفيذ بنجاح… و«يقلّع شوكه بيديه»//
سورية ترسم معادلاتها الحدودية شمالاً وجنوباً بالنار… وتسهيلات حلبية//
رهانات على إخراج الحكومة من الموت السريري… والعونيون للتصعيد//
” تقدمت عطلة عيد الأضحى فرصة عملية لتبيّن حجم النجاح الذي حققه التفاهم الروسي الأميركي في حيّز التنفيذ، حيث أجمعت التقارير الأمنية على نسبة هدوء تخطت الثمانين بالمئة، بينما ظهرت العلاقة بين واشنطن وموسكو قادرة على الصمود والتقدّم رغم سيرها على حافة الهاوية، سواء بالقدرة على التغلب على المزايدات التي يتعرّض لها التفاهم داخل واشنطن، خصوصاً من وزارة الدفاع والوزير آشتون كارتر، أو بالقدرة على إنتاج واجتراح حلول للمشاكل والتعقيدات التي تبدو في ظاهرها إجرائية وهي في العمق سياسية جدية، كحال إدخال المساعدات إلى شرق حلب وما يرتبط به من رفض الحكومة السورية التهاون مع سيطرة الجماعات المسلحة عليها، أو مع تحويلها مطية لانتهاك السيادة كما حاولت الحكومة التركية أن تفعل بإدخال شاحناتها عبر الحدود، من دون أيّ إجراءات رسمية أو اتصالات حكومية يستدعيها ذلك، ومثله حال تطبيق مبدأ فصل المعارضة عن تشكيلات الإرهاب وخصوصاً جبهة النصرة، وبدرجة حضور هذه العناوين في سجالات أميركية روسية علنية، كان وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف نجمها في انتقادات قاسية للتعامل الأميركي مع الجماعات المسلحة، وتلكّؤ المسؤولين الأميركيين في تنفيذ تعهّداتهم، لكن ظهر بالقدر نفسه أنّ التعاون بين وزيري الخارجية الروسي سيرغي لافروف والأميركي جون كيري، قادر على التوصل إلى تفاهمات تنفيذية لتطبيق التفاهم الرئيسي، عبّر عنه كلام كيري عن العزم على التعاون مع روسيا في ضرب جبهة النصرة، كما عبّر عنه ما أعلنه الوزيران عن تمديد الهدنة وفقاً لأحكام الاتفاق لمدة ثمانٍ وأربعين ساعة في حال الرضى عن تطبيقها للمدة الأولى وصولاً إلى تمديدها لأسبوع يبدأ معه التعاون العسكري الروسي الأميركي عبر غرفة عمليات مشتركة، يكون قد سبقها التوصل لحسم خريطة الانتشار والتموضع التي ستعتمد في هذه الحرب، لتحدّد أمكنة مصنفة للنصرة وأخرى للمعارضة التي يجب تحييدها من الاستهداف، وتلك للقوى التي رفضت التفاهم والانضمام إلى أحكامه واختارت الانضمام إلى معسكر النصرة”.
في شأن المساعدات التي يفترض وصولها إلى شرق حلب، بعدما أعلنت روسيا أنها تبلّغت من الحكومة السورية استعدادها لإخلاء معبر الكاستيلو إذا أخلت الجماعات المسلحة مواقعها المقابلة، وسحبت يدها من أيّ تدخل في أيّ شأن يتصل بدخول المساعدات وتوزيعها، فأنجز الاتصال بين الوزيرين كيري ولافروف تفاهماً على السعي للانسحاب المتقابل ومعه تحييد شأن المساعدات عن التحكم السياسي، وينتظر كيري جواب الجماعات المسلحة على الاتفاق.
سورية التي تدير بإيجابية عالية ما يترتب عليها من التزامات نحو حلب ومعها كلّ الداخل السوري، استنفرت قدراتها وحضورها لرسم معادلاتها الحدودية بالنار، فصدر بيان عن وزارة الخارجية السورية يحذّر تركيا من مواصلة انتهاك الأجواء السورية تحت طائلة تلقي الردّ المناسب، بينما كانت الدفاعات الجوية السورية تتصدّى للطائرات «الإسرائيلية» التي كانت تقصف مواقع سورية لمساندة جبهة النصرة بوجه هجمات الجيش السوري، وجاء الحدث الذي قالت سورية إنه انتهى بإسقاط طائرتين «إسرائيليتين»، ونفت «إسرائيل» سقوطهما، لكنها تعاملت بجدية وتهيّب مع الرسالة السورية التي وصفها المعلقون «الإسرائيليون» بالنوعية والمفاجئة.
الجيش السوري بقي في قلب معاركه الضارية والنوعية في ريف حماة بوجه جبهة النصرة وشرق حمص ومحيط تدمر وفي دير الزور بوجه محاولات تقدّم لتنظيم داعش، لتحقق في الجبهات الثلاث ومعها جبهة القنيطرة المفتوحة على تحوّلات نوعية منذ يومين بفعل الضربات التي يوجهها الجيش السوري لمسلحي النصرة بعد نجاحه في توجيه إصابة بالغة لحجم التدخل «الإسرائيلي».
لبنانياً، تعيش الحكومة حالة الموت السريري، مع اتصالات مكثفة لإخراجها من غرفة العناية الفائقة، ونجاح حزب الله بالتوصل لتسوية يقبلها كلّ من التيار الوطني الحر وتيار المستقبل، بينما لا تبدو فرص هذه التسوية في الأفق مع إعلان التيار الذهاب إلى التصعيد في مواعيد 28 أيلول و13 تشرين الأول، واضعاً قضية التعيينات العسكرية في كفة ميزان مقابل قرار العودة للحكومة.
الجمود سيِّد الموقف
لا يزال الجمود السياسي سيد الموقف رغم انتهاء عطلة عيد الأضحى، فلم يبرز أي جديد على صعيد انعقاد مجلس الوزراء الذي من المفترض أن يبحث في جلسته المقبلة أواخر الشهر الحالي ملف التمديد لقائد الجيش الحالي، في ظل مروحة اتصالات يقوم بها رئيس المجلس النيابي نبيه بري وحزب الله مع التيار الوطني الحر لعودة وزرائه الى الحكومة.
وأكد الرئيس بري أمام زواره في لقاء الأربعاء أمس، الثقة بعودة وزراء تيار المردة وحزب الله الى جلسات مجلس الوزراء، وشدّد على أن لا جديد في السياسة تحت الشمس، مؤكداً في الوقت نفسه على إبعاد الإجراءات والإنجازات الأمنية عن المزايدات السياسية. وقال فلنترك الأمن والقضاء يعملان بعيداً عن مثل هذه المزايدات، لأنهما شكّلا ويشكّلان مظلة تحمي الجميع وتحفظ استقرار البلد وسلامته.
وتطرق بري الى التطورات الاخيرة والهدنة في سورية فقال «إن إسرائيل هي المتضرر الاول من هذه الهدنة، التي قد تتحول الى اتفاق ولقد ثبت أنها عملت وتعمل ضد مثل هذه الاتفاقات، لا بل تأكد ويتأكد يوماً بعد يوم رهانها على استمرار ما يجري في سورية سعياً الى اغتيال الدولة والكيان».
ونقل زوار بري عنه لـ «البناء» أن «لا تقدّم في المشاورات على صعيد الحوار الوطني طالما لا نيات إيجابية من المتحاورين، وبالتالي لن يدعو الى جلسة جديدة إلا ضمن قواعد معينة تؤمن الإنتاجية المطلوبة».
وإذ أعرب بري عن عدم تفاؤله على صعيد الحوار الوطني، أمل أن يعود مجلس الوزراء الى الانعقاد والرهان على الاتصالات الجارية التي يقودها بري مع الأطراف كافة، ومع التيار الوطني الحر خصوصاً، كما يعول على عودة وزراء المردة وحزب الله الى الحكومة». وعلمت «البناء» أن «حزب الله يقوم بجهود حثيثة مع التيار الوطني الحر في هذا السياق، لكن لا نتائج نهائية حتى الآن لكن الاتصالات مع التيار لم تتوقف ولم تصل الى طريق مسدود».
.. و«التيار» إلى المحطة الفاصلة
ورفع التيار الوطني الحر من درجة التحدي ومنح القوى السياسية مهلة زمنية قبل المحطة الفاصلة للتحرك والتي حدّدها في 28 أيلول و13 تشرين المقبلين، إذا لم تتحقق مطالبه. وأشار تكتل «التغيير والإصلاح» خلال اجتماعه الأسبوعي في الرابية الى أن «التيار في مرحلة التحضير للتحرك الشعبي المتدرج تحت عنوان الميثاق، وعندما نتحرك لن يقف تحركنا وأعذر مَن أنذر، فهو لن يتوقف قبل الرئاسة وقانون الانتخاب بالمعايير الميثاقية لا أكثر ولا أقل».
وتابع: «في الحوار والرئاسة وقانون الانتخاب والحكومة مطلبنا ميثاقي وطني جامع، ومَن يرغب بنا يأتي إلينا بالحلول الميثاقية وليس بأي حل سلطوي، لأن الميثاق عهد وليس صفقة، والبوصلة واضحة ولن نضيع ولن يغرقنا أحد في متاهات أخرى». ولفت الى أن «الموعدين في 28 أيلول حيث محطة الاستحقاق الرئاسي الوطني و13 تشرين الأول، حيث المحطة الفاصلة إذا ما وصلنا إلى استحقاقاتنا وسلطاتنا ومواقعنا معلقة على خشبة الكيد والظلم، إنها المحطة الفاصلة، محطة العماد عون بامتياز».
.. وفرنجية في بكركي
وعلى المقلب الرئاسي خرقت زيارة رئيس تيار المرده النائب سليمان فرنجية، الى الديمان الستاتيكو الرئاسي، حيث استقبله البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي وعقدا خلوة استمرت ساعة ونصفاً.
الطراس والمولوي
أمنياً، تفاعلت قضية إلقاء القبض والإفراج عن مفتي راشيا السابق الشيخ بسام الطراس المشتبه بتورطه في تفجير كسارة ـ زحلة في 31 آب الماضي، وأصدرت المديرية العامة للأمن العام بياناً توضيحياً، استغربت فيه صدور مواقف وشعارات وتوزيع بيانات ورسائل تهديد من مواقع من المفترض بها أن تحترم القانون، وتقف الى جانب المؤسسات الأمنية الرسمية، وأكدت أنها «لم تكن يوماً الجهة الصالحة لأي استغلال سياسي من أي جهة أتى، وليست المكان الصائب للمنافسة وتصفية الحسابات بين القوى، وأن التحقيق مع الشيخ الطراس جاء إثر الاعترافات التي أدلى بها الموقوفون في عملية التفجير الإرهابية، وكان بناء لإشارة القضاء المختص وبإشراف مفوض الحكومة المعاون لدى المحكمة العسكرية الذي افرج عنه «رهن التحقيق» لاحقاً، وحجز جواز سفره، خصوصا لجهة اجتماع الشيخ بسام الطراس مع الموقوفين ع.غ. و ب.خ. ومع مطلوب آخر يُدعى ابو البراء في تركيا.
وقالت مصادر مطلعة لـ «البناء» إن «لا علاقة للامن العام بإطلاق سراح الطراس بل إن إطلاق سراحه كان بناءً على قرار قضائي»، معتبرة أن «ما حصل هو نموذج للقضاء الواقع تحت تأثير السلطة السياسية والضغط الطائفي وتكرار لإطلاق سراح الإرهابي شادي المولوي بعد ضغوط سياسية وطائفية على القضاء». ولفتت الى أن ذلك يأتي في سياق استغلال المسألة المذهبية والطائفية لمنع الأمن العام والقضاء عن حفظ الأمن في البلد وإطلاق سراح الطراس محطة من فضائح الدولة لا سيما وأنه ينتمي الى تنظيم داعش الإرهابي، بحسب اعترافات الموقوفين في تفجير كسارة».
ولفتت إلى أن «النيابة العامة لدى المحكمة العسكرية هي التي أفرجت عن الطراس التي تتبع الى مدعي عام التمييز القاضي سمير حمود الذي يتبع بدوره الى وزير العدل». ولفتت المصادر الى أن «التحقيقات أثبتت أن عبوة كسارة كانت تستهدف مواكب المشاركين في مهرجان تغييب الإمام المغيب موسى الصدر ورفيقيه».
وحذرت المصادر من تداعيات قرار إطلاق سراح الطراس وغيره من الإرهابيين على الوضع الأمني وعمل الأجهزة الأمنية والقضائية في حفظ الأمن، مشيرة الى أن «انتماء الطراس الى داعش دليل على ان التنظيم لا يزال يعمل بحرية عبر خلاياه وأن أطرافاً في الداخل لا تزال تؤمن له الغطاء الأمني والسياسي».
وأشارت مصادر عسكرية لـ «البناء» الى الحركة النشطة لعدد من الخلايا الارهابية في الآونة الاخيرة في مناطق البقاع الاوسط، إلا أنها طمأنت الى أن هذه الخلايا تخضع لمراقبة دقيقة من قبل الأجهزة الأمنية لا سيما الامن العام واستخبارات الجيش ولفتت الى ضرورة ملاحقة المسلحين في جرود عرسال وقطع الشريان بين مناطق المسلحين والمخيمات، الأمر الذي يزيد في حصار الخلايا في الداخل التي تتواصل مع قيادات الارهابيين الموجودين في الجرود. وأشارت المصادر الى مكان عمل هذه الخلايا في المناطق القريبة من مخيمات النازحين السوريين، مضيفة: «على سبيل المثال منطقة قب الياس تحوي 75 الف نازحٍ وعدد سكانها 22 الفاً وبلدة بر الياس تحوي 110 آلاف نازح ومن ضمن هؤلاء مئات من المسلحين».
وعلمت «البناء» أن ضغوطاً يمارسها وزيرا الداخلية والعدل نهاد المشنوق وأشرف ريفي وأمين عام تيار المستقبل أحمد الحريري على القضاء لإطلاق سراح الموقوفين في تفجير كسارة.
وفي غضون ذلك، أحال مفوض الحكومة لدى المحكمة العسكرية القاضي صقر صقر ملف التحقيقات في انفجار العبوة في محلة كسارة، الى مديرية المخابرات في الجيش اللبناني لضمّه الى الملف الأساسي، وللتوسّع في التحقيق.
أزمة النفايات إلى الحل
على صعيد آخر، اتجهت أزمة نفايات المتن وكسروان اعتباراً من يوم أمس الى الحل، مع بدء شركة «سوكلين» جمْع النفايات الجديدة المرميّة في الشوارع، تاركة النفايات القديمة على عاتق البلديات لجَمْعها في مواقع مخصّصة لتخزينها. وللغاية، عُقد اجتماع بعد الظهر بين «سوكلين» ومجلس الإنماء والإعمار للبحث في الملف.
/+++++++++++++++++++/
اللواء//
روسيا تؤيِّد التمديد 48 ساعة وتطالب واشنطن بالمزيد لدعم وقف إطلاق النار//
خروقات محدودة للهدنة السورية والمناطق المحاصرة تنتظر المساعدات الموعودة//
”سُجلت امس خروقات في أرياف العديد من المحافظات السورية في ثالث أيام الهدنة التي أبرمت بين واشنطن وموسكو، وتمثلت الخروقات في قصف لقوات النظام على المعارضة وأحياء سكنية في مناطق متفرقة من البلاد، في حين، تنتظر المناطق المحاصرة بفارغ الصبر وصول قوافل المساعدات الانسانية الموعودة التي لا تزال عالقة رغم انحسار اعمال العنف الى حد كبير”.
وأعربت روسيا عن تأييدها لتمديد الهدنة 48 ساعة اضافية، بموجب الاتفاق الذي تم التوصل اليه بينها وبين الولايات المتحدة الاسبوع الماضي في جنيف.
واعلن الجنرال فيكتور بوزنيخير من رئاسة اركان القوات الروسية في لقاء صحافي ان بلاده تؤيد تمديد العمل بالهدنة في كل انحاء سوريا لمدة 48 ساعة.
وصرح بوزنيخير ان روسيا «تؤيد تمديدا جديدا لوقف اطلاق النار في كل الاراضي السورية لمدة 48 ساعة».
واضاف ان الطيران الروسي قصف مساء الثلاثاء جهاديين في تنظيم الدولة الاسلامية شمال تدمر، وهي اولى الضربات التي تعلن روسيا مسؤوليتها عنها منذ بدء تطبيق الهدنة التي يستثنى منها التنظيم وجبهة فتح الشام (جبهة النصرة سابقا) المتطرفان. واكد الجنرال «ان وقف اطلاق النار غير مطبق بشكل تام. الفصائل المقاتلة السورية خرقت الهدنة 60 مرة في الساعات الـ48 الماضية».
واعلن المسؤول عن المركز الروسي للتنسيق في سوريا الجنرال فلاديمير سافتشينكو ان طريق الكاستيلو المحور الرئيسي لنقل المساعدات الانسانية الى حلب حيث نشر مركز مراقبة روسي، استهدف بقذائف هاون.
وافاد ان هذا الوضع «يطرح تهديدا على انسحاب القوات» السورية من هذا المحور والمقرر الخميس في الساعة 06.00 ت غ.
وفي اتصال هاتفي مع وزير الخارجية الاميركي جون كيري دعا وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف واشنطن الى الضغط على قوات المعارضة المعتدلة لتنأى بنفسها عن جبهة فتح الشام.
وكان وقف لاطلاق النار بين قوات المعارضة والجيش السوري دخل حيز التنفيذ الاثنين في الساعة 19.00 بالتوقيت المحلي (16.00 ت.غ) بموجب اتفاق بين الروس والاميركيين.
وكانت موسكو اعلنت في نهاية الاسبوع ان الهدنة في حال احترمت قد تمدد لفترة من 48 ساعة اي حتى مساء الجمعة.
ووقف المعارك سيسمح بنقل المساعدات الانسانية العاجلة الى مئات الاف الاشخاص الذين يعيشون في المناطق المحاصرة خصوصا في احياء حلب الواقعة تحت سيطرة المعارضة. وكانت عشرون شاحنة محملة بالمساعدات تنتظر عند الحدود التركية لكن عبورها لا يبدو وشيكا اذ تطالب الامم المتحدة بضمان امنها.
ولا يزال الجيش السوري منتشرا على طريق الكاستيلو محور الامداد الرئيسي في شمال حلب الذي يجب ان تمر المساعدات عبره بينما يدعو الاتفاق الروسي الاميركي الى «نزع السلاح» في هذه الطريق.
وكان مبعوث الامم المتحدة الخاص الى سوريا ستيفان دي ميستورا طالب الثلاثاء «بضمانات بعدم التعرض للسائقين وللقوافل».
كما اعلن الامين العام للامم المتحدة بان كي مون امس أنه يجري محادثات مع موسكو وواشنطن لتضغطا على جميع الاطراف في سوريا من اجل ضمان أمن قافلة مساعدات تابعة للامم المتحدة مستعدة للتوجه الى مدينة حلب.
وصرح بان امام صحافيين ان الامم المتحدة «مستعدة تماما» اعتبارا من الاربعاء لإرسال عشرين شاحنة محملة بالمساعدات الى حلب ، الا ان الوضع الأمني لا يسمح بذلك في الوقت الحالي، مضيفا ان الشاحنات «ظلت على الحدود» مع تركيا.
وشدد على أنه «من الضروري جدا ضمان الترتيبات الامنية اللازمة» من أطراف النزاع لتتمكن الشاحنات من التحرك.
واضاف انه يعول على روسيا من جهة لممارسة ضغوط على النظام السوري وعلى الولايات المتحدة من جهة اخرى لإقناع الفصائل المقاتلة.
ومنذ دخول اتفاق وقف الاعمال القتالية حيز التنفيذ مساء الاثنين، توقفت المعارك بشكل كامل تقريبا بين قوات النظام ومسلحي المعارضة على مختلف الجبهات، باستثناء بعض النيران المتقطعة بحسب ناشطين والمرصد السوري لحقوق الانسان والامم المتحدة.
وتم التوصل الى الهدنة بعد أسابيع من المداولات بين واشنطن وموسكو بهدف تشجيع استئناف عملية التفاوض لإنهاء النزاع الذي أوقع اكثر من 300 ألف قتيل وتسبب بتشريد الملايين منذ آذار 2011.
ويفترض ان تتيح الهدنة نقل المساعدات الانسانية بدون عراقيل الى مئات الاف المدنيين المحاصرين في حوالى عشرين مدينة وبلدة، وغالبيتها من قوات النظام. واستبعد مسؤول في مكتب الامم المتحدة لتنسيق الشؤون الانسانية احتمال ان يتم توزيع هذه المساعدة الانسانية.
وقال ديفيد سوانسون، الناطق باسم مكتب الشؤون الانسانية في غازي عنتاب في تركيا «على أساس ما سمعناه على الارض، من غير المرجح ان يحصل هذا الامر اليوم» (امس).
وأضاف ان الهدنة التي تبدو صامدة «تعطينا الامل، وهي الفرصة الوحيدة منذ فترة طويلة لإيصال المساعدات».
وأكد سوانسون ان عشرين شاحنة محملة بحصص غذائية كافية لحوالى اربعين ألف شخص جاهزة لعبور الحدود التركية.
وقال «ما ان نحصل على الموافقة، يمكننا التحرك». وتابع «المساعدة لن تسلم فقط الى حلب، ان الامم المتحدة في سوريا تسعى ايضا الى تقديم المساعدة الى مناطق اخرى محاصرة أو يصعب الوصول اليها».
وتعتزم الامم المتحدة البدء بتوزيع المنتجات الغذائية في الاحياء الخاضعة لسيطرة المعارضة في حلب حيث لم يتلق اكثر من 250 الف شخص المساعدات من المنظمة الدولية منذ تموز.
وبهدف ايصال المساعدات الانسانية الى المناطق المحاصرة في حلب حيث ينتظر السكان المواد الغذائية بشكل يائس، أقام جنود روس نقطة مراقبة على طريق الكاستيلو، محور الطرق الاساسي لنقل المساعدات من تركيا الى أحياء المدينة الشرقية التي تسيطر عليها الفصائل المقاتلة. لكن بحسب مصدر أمني سوري، فإن النظام لم ينسحب بعد من هذا المحور.
وعمّ الهدوء لليلة الثانية على التوالي حلب، المدينة الكبرى في شمال سوريا، بحسب مراسلي وكالة فرانس برس في الاحياء الشرقية وكذلك الغربية التي يسيطر عليها الجيش السوري. وحلقت طائرات فوق المنطقة لكن بدون شن غارات.
وأعلن المرصد السوري لحقوق الانسان انه لم يسقط أي قتيل مدني منذ بدء سريان الهدنة مساء الاثنين، رغم حصول إطلاق نار متقطع في محافظة حلب.
وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن ان اتفاق وقف الاعمال القتالية «إيجابي جدا ومطبق إلا بعض الخروقات القليلة التي لم تتسبب بمقتل مدنيين سوريين».
واكدت رئاسة اركان القوات الروسية ان الفصائل المقاتلة خرقت الهدنة 60 مرة في الـ48 ساعة الماضية.
وكان وزير الخارجية الاميركي جون كيري الذي تفاوض على اتفاق وقف اطلاق النار مع نظيره الروسي سيرغي لافروف اعتبر الهدنة «الفرصة الاخيرة لإنقاذ البلاد».
لكن الشكوك حول استمرارها لا تزال قائمة بعد فشل اتفاقات تهدئة عدة سابقة في الحرب المعقدة التي تشمل اطرافا عديدة.
ويستثني الاتفاق الجماعات الجهادية من تنظيم «الدولة الاسلامية» وجبهة فتح الشام اللذين يسيطران على مناطق واسعة في البلاد، على غرار الاتفاق السابق الذي تم التوصل اليه في شباط الماضي واستمر لأسابيع.
واذا صمد اتفاق وقف الاعمال القتالية لمدة أسبوع، يفترض أن يؤدي الى تعاون غير مسبوق بين موسكو وواشنطن لمواجهة التنظيمين الجهاديين.
واعلن الجيش الروسي من جهة اخرى انه قصف مساء الثلاثاء مواقع لمقاتلي تنظيم الدولة الاسلامية في شمال تدمر.
وأضاف بوزنيخير أن القوات المسلحة الروسية قتلت 250 مسلحا ودمرت نحو 15 سيارة نقل صغيرة محملة بالمدافع الرشاشة والمدافع المضادة للطائرات. وتابع قوله «المعركة ضد الدولة الإسلامية مستمرة».