أما الرئيس برّي الذي اشترط عدم مشاركة باسيل للنائب عون في الزيارة، فأوجز على طريقة السهل الممتنع ما دار بينه وبين عون بكلمات قليلة: «سمع مني وسمعت منه، والاختلاف في الرأي لا يفسد في الود قضية». وبدا من أجوبة عون المنفعلة بعد لقائه الرئيس برّي وتوتره السريع في حواره مع الصحافيين أن اللقاء لم يكن مثمراً، وأن الرئيس برّي ما زال على موقفه الرافض لتأييد ترشيحه، وهو ما أشار إليه الأخير في تصريحه بقوله: طلبنا دعمه، ولكن كل أنسان حر في قراره. أما أوساط الرئيس برّي فأوضحت أن الموقف المقتضب الذي أعلن بعد زيارة عون يعبّر عن نفسه، مشيرة إلى أن رئيس المجلس ما زال على موقفه …
/++++++++++++++++++++++++++++++++/
النهار//
“مخاطرة” الحريري إلى الذروة و”كتلة” للأوراق البيضاء//
“مع ان الفصول المتعاقبة التي واكبت اعلان الرئيس سعد الحريري أمس تبنّيه المتوقع لترشيح العماد ميشال عون لرئاسة الجمهورية لم تنطو على أي مفاجآت لهذه الجهة، فإن ذلك لم يحجب الطابع المفاجئ المقابل لمسارعة عدد من أعضاء كتلة “المستقبل” وعلى رأسهم الرئيس فؤاد السنيورة رفضهم انتخاب عون في ما يمثل تطوراً غير مسبوق من حيث أثمان “المخاطرة” التي اعترف الرئيس الحريري نفسه بأنه يُقدم عليها. ولا تقف مخاطرة الحريري عند حدود افتراقه وبعض أعضاء رفاق دربه في هذا الخيار بل تمددت في اتجاه تنامي كتلة ناخبة جديدة هي “كتلة الاوراق البيضاء” التي يبدو انها راحت تستقطب مواقف نواب من اتجاهات مختلفة ستكون الأيام الفاصلة عن موعد جلسة 31 تشرين الاول كفيلة بتحديد حجمها وتأثيرها في مجريات الريح الانتخابية إذا لم تحصل تطورات دراماتيكية اضافية غير محسوبة وهو أمر لا يمكن استبعاده اطلاقاً. والحال أنه لا يكفي ان يخرج العماد عون من خلوته والرئيس الحريري في “بيت الوسط” بخطاب “رئاسي” ناجز كأن الرئاسة صارت معقودة اللواء تماماً للجنرال، بل ان أجواء التحفظ الثقيل طبعت لقاءه السريع ورئيس مجلس النواب نبيه بري في عين التينة على رغم حرصهما على اضفاء مسحة دافئة على لقاء كسر القطيعة والتمهيد للقاء آخر لا يعرف متى تسنح فرصته وظروف تعمقهما في ملف “عهد عون” ما دام بري مسافراً غداً الى جنيف ولن يعود إلا عشية موعد 31 تشرين الاول.
بذلك بدا واضحاً ان الحريري بلغ ذروة خياره ومخاطرته باعلان تبنيه ترشيح عون، مفنداً في الكلمة المسهبة التي ألقاها في “بيت الوسط” عصراً ظروف البلاد والدوافع التي أملت عليه اتخاذ هذا الخيار ورمى الكرة بأثقالها النارية المتبقية في مرمى الآخرين ولا سيما منهم حلفاء الجنرال وأبرزهم “حزب الله”. واتسمت كلمة الحريري بعرض شامل وتفصيلي لمساره ومسار “تيار المستقبل” منذ اغتيال الرئيس رفيق الحريري بلوغاً الى أزمة الفراغ الرئاسي واتخاذه الخيارات المتعاقبة في تبني المرشحين الأربعة، معلناً للمرة الاولى “اننا وصلنا والعماد عون في حوارنا أخيراً الى مكان مشترك اسمه الدولة والنظام واتفقنا بصراحة على ان أحداً لن يطرح أي تعديل على النظام قبل اجماع وطني من جميع اللبنانيين”. واذ أعلن أيضاً “الاتفاق على تحييد دولتنا بالكامل عن الأزمة في سوريا”، أوضح ان القواعد التي “التقينا عليها ان العماد عون مرشح لجميع اللبنانيين وما نحن في صدده هو تسوية سياسية بكل معنى الكلمة”. واعترف الحريري “بأنها مخاطرة سياسية كبرى لكنني مستعد ان أخاطر بنفسي وبشعبيتي وبمستقبلي السياسي ألف مرة لأحميكم جميعاً… ولو أردت ثروة لما دخلت الحياة السياسية أصلاً وأنفقت فيها كل ما ورثت دفاعاً عن حلم من أورثني”. أما العماد عون فتحدث عقب لقائه الحريري عن أمنياته أن “يكون عهداً ناجحاً”، مشدداً على انه “بالحوار لا أحد يخسر”. وقال: “ليست هناك اتفاقات ثنائية وثلاثية ورباعية بل اتفاق على ادارة شؤون البلد”.
ولم تنسحب الأجواء الاحتفالية على لقاء عون وبري إذ لم يستمر سوى نصف ساعة اكتفى بعده عون بالقول إن “الجو جيد ونحترم رأيه، “فيما اكتفى بري بالقول: “سمعت من دولة الرئيس وسمع مني ولا يفسد الاختلاف في الود قضية”. وعلم ان بري كرر لعون التزامه حضور جلسة 31 تشرين الأول لكن موقفه من رفض انتخابه لم يتبدل.
أما التطور اللافت الذي سابق اعلان الحريري تبنّيه ترشيح عون، فتمثل في اعلان الرئيس السنيورة انه سيقترع بورقة بيضاء ولن ينتخب عون. وكرّت سبحة الرافضين من كتلة “المستقبل” وشملت النواب أحمد فتفت وعمار حوري وسمير الجسر ورياض رحال، فيما أعلن نائب رئيس مجلس النواب فريد مكاري الذي تقدم الحضور في “بيت الوسط” الى جانب السنيورة انه لن يقترع أيضاً لعون وسيقترع بورقة بيضاء.
الحريري: منذ آب
وفي دردشة بعد يوم النشاط الطويل أبلغ الرئيس الحريري “النهار” انه “مطمئن” الى النتائج التي إنتهت اليها مبادرته بترشيح العماد عون لرئاسة الجمهورية. وقال انه لا يرى تأجيلاً لجلسة الانتخاب في 31 من الجاري “إلا اذا أرداوا ذلك” في إشارة الى ما يتردد عن مسعى لتأجيل الجلسة لتسوية العلاقة المتوترة بين الرئيس بري والعماد عون. وفي شأن العلاقة بينه وبين الرئيس بري قال الحريري ان صداقة قوية تجمعه برئيس المجلس “ولا يمكن الزعل أن يستمر بإعتبار ان لا مكان للزعل في السياسة. وإذا كان للرئيس بري أن يزعل فالأمر متعلّق بحلفائه”. وأكد ان “الحليف الوحيد للنائب سليمان فرنجية هو سعد الحريري فيما لم يقدم له حلفاؤه شيئاً”. وكشف انه أبلغ من يعنيهم الأمر منذ آب الماضي انه لا يستطيع الاستمرار في واقع الفراغ الرئاسي. وأعرب عن عتبه على من عارض خطوته في ترشيح عون على رغم انه كان واضحاً في إعلان منطلقاتها.
الرئيس السنيورة الذي أعلن بعد المؤتمر الصحافي للحريري عن معارضته لترشيح عون، صرح لـ”النهار” بأنه يجب إنتظار موقف الطرف الآخر في الفترة الفاصلة عن 31 من الجاري. وأفاد انه لا يزال يرى “سنونوة واحدة فقط فيما المطلوب أكثر من سنونوة لكي نتحدث عن الربيع”.
كذلك صرّح وزير الداخلية نهاد المشنوق لـ”النهار” بأن فريق “المستقبل” حمل ليل أمس الى لقاء الحوار مع “حزب الله” في عين التينة خطاب الرئيس الحريري. وشدد على ان المساعي ستتواصل حتى موعد جلسة الانتخابات الرئاسية لكي تصل الى نتائجها المرجوّة. وبعد انعقاد الجولة الـ35 للحوار بين “المستقبل” و”حزب الله” ليلاً صدر بيان جاء فيه: “تم البحث في المستجدات السياسية، وأكد المجتمعون حرصهم الكبير على استمرار التواصل بين جميع الأطراف لتحقيق تفاهمات وطنية جامعة”.
الأمم المتحدة
ومن نيويورك كتب مراسل “النهار” علي بردى انه عشية صدور تقريره الجديد عن تنفيذ القرار 1559 وفي ضوء تبني الرئيس الحريري ترشيح العماد عون لرئاسة الجمهورية، أعلن الأمين العام للأمم المتحدة بان كي – مون أنه يواصل تشجيع الزعماء السياسيين في لبنان على “اتفاق مساومة بهدف انهاء الأزمة الدستورية والسياسية في لبنان”. وقال ديبلوماسي في مجلس الأمن إن أعضاء المجلس “يراقبون عن كثب” التطورات السياسية “المثيرة للإهتمام” في لبنان.
وسألت “النهار” الناطق بإسم الأمم المتحدة ستيفان دوجاريك عن تعليقه على التطورات الأخيرة، فأجاب بأن “المنسقة الخاصة للأمين العام في لبنان سيغريد كاغ لا تزال منخرطة عن قرب مع كل أصحاب المصلحة في شأن ايجاد حل للجمود السياسي”، مشيراً الى “أنها تجتمع على أساس متواصل مع الزعماء السياسيين”. وأضاف أن “مشاوراتها تركز على الحاجة الى ضمان الصدقية والجدوى من أي مقاربة لحل الأزمة”. وأضاف أن “الأمين العام، طبقاً لما يدعو اليه مجلس الأمن في بيانه الرئاسي لهذا الصيف، يواصل التشجيع على اتفاق تسوية بهدف انهاء الأزمة الدستورية والسياسية في لبنان”.
/++++++++++++++++++++++++++++++++/
السفير//
لقاء بارد بين بري و«الجنرال».. والعيون مفتوحة على الأمن//
«كن عوني.. فأكون سعدك»!//
“في الثالث عشر من تشرين الأول 1990، خرج الضابط ميشال عون من القصر الجمهوري، مهزوماً. كانت هزيمته الأولى، عندما أقر النواب اللبنانيون اتفاق الطائف في مدينة الطائف السعودية، وهزيمته الثانية، عندما قررت «القوات اللبنانية» بشراكة كاملة مع بكركي، أن تشكلا معاً رافعة مسيحية للمظلة الإقليمية ـ الدولية التي كرّست وثيقة الوفاق الوطني، وهزيمته الثالثة، عندما نجح حافظ الأسد في انتزاع تفويض دولي ـ إقليمي، بعد مشاركته في حرب تحرير الكويت، فكان له وحده ملف لبنان، وكان ميشال عون هو أولى ضحايا التفويض.
في الحادي والثلاثين من تشرين الأول 2016، أي على مسافة أكثر من ربع قرن من هزيمة عون على يد «الطائف» وأدواته المحلية والخارجية، سيدخل «الجنرال» الى القصر الجمهوري، بصفته وصياً على إعادة تجديد خلايا «الطائف» لمدة ست سنوات، هي المدة الكاملة للعهد الرئاسي.
هو مشهد سياسي جديد، يغادر معه العماد ميشال عون كل تاريخه الانقلابي، ويصبح حارسا للصيغة التي طالما كان يشكو منها وينتظر «اللحظة التاريخية» للانقضاض عليها، فإذا بالفرصة الرئاسية، لا بل الرئاسة نفسها، تجعله يعيد النظر في أدبياته.. وصولا إلى إعادة صياغتها بما يتلاءم وبدلة الرئاسة الأولى.
نجح ميشال عون في اجتذاب «حزب الله» قبل الآخرين منذ سنتين ونصف سنة، فكان السيد حسن نصرالله صادقا في التزامه معه منذ اليوم الأول، لا بل جرت مسايرته في مرحلة ما، بحيث لا يكون «حزب الله» أول من يبايعه رئاسيا، فتأجل الإعلان الى اللحظة التي اختارها «الجنرال».. وهكذا كان.
و«غلطة الشاطر بألف غلطة». لم يقلها سعد الحريري بالفم الملآن أمس. لكنها الحقيقة المؤلمة التي لطالما صارح بها البعض في الداخل والخارج. كان ترشيح سليمان فرنجية خطوة استباقية تهدف الى كسر مسار متدحرج كانت تبدّت ملامحه منذ التفاهم على «إعلان النيات» بين «القوات» و «التيار الوطني الحر» في بداية صيف 2015. شعر الحريري أن كل ما صنعه وراكمه منذ 10 سنوات ذهب هباءً.. وها هو حليفه المسيحي الأول سمير جعجع يضع يده بيد الخصم المسيحي الأول ميشال عون. لذلك، صار وصول فرنجية سلاحاً بحدين، أولهما كسر التحالف الماروني الجديد وثانيهما إحراج «حزب الله» بمرشح لا يمكن أن يرفضه.
نام سليمان فرنجية قبل سنة تقريبا، رئيساً للجمهورية، لكن سرعان ما تبين له أن «حزب الله» لا يناور والالتزام واضح ولا يحتمل أي التباس. طار المشروع الحريري الثاني ليس بسبب رفض «حزب الله» بل عندما قال جعجع بالفم الملآن من معراب: «مرشحي لرئاسة الجمهورية هو ميشال عون».
بهذا الإعلان، «ذبح» رئيس «القوات» حليفه سعد الحريري. صحيح أن المستهدف من خطوة جعجع هو إسقاط ترشيح فرنجية نهائياً، وليس الخروج من آل الحريري، لكن ما بعد تلك الخطوة لا يشبه ما قبلها، حتى نظرة رئيس «المستقبل» الى جعجع تغيرت جذرياً، برغم التكاذب الدوري المشترك بين الجانبين.
أما وأن الحريري له أسبابه الشخصية من وراء العودة الى السرايا الكبيرة، فقد أوجد له من هم حوله من «أصدقاء» و «مستشارين» ووزراء مخضرمين، الفتوى الموجبة: أنت تفتدي «الطائف» بترئيس ميشال عون. هذه بضاعة لا تكسد. يمكن تسويقها في السعودية وعند كل حريص على الصيغة ومن خلالها على الاستقرار.. والأهم عند جمهورك.
هذا هو جوهر خطاب الحريري، أمس، في معرض سرده للأسباب الموجبة لترشيح عون. لم يتحدث الحريري عن تفاهم أو صفقة لكنه أشار صراحة إلى وجود اتفاق سياسي كامل يشمل كل سنوات العهد، أول حروفه أن يكون الحريري رئيسا لكل الحكومات (وهو التزام نظري)، لكن الأهم عدم المس بالطائف وتحييد لبنان عن الصراع السوري وإطلاق عجلة المؤسسات وتحريك الاقتصاد. لكأنه قالها بصراحة لـ «الجنرال» إن مسؤوليتك أن تعينني.. «فأكون سعدك».
لم يقنع الحريري أهل بيته بخياراته وهو كان يتمنى لو أن «الجنرال» أعانه قبل ذلك، بأن يسحب سلسلة ألغام من هذا الدرب السياسي الجديد في لبنان. درب يرسم مسارات جديدة ويخلط أوراق جميع الفرقاء، بما فيها معسكرات الثامن والرابع عشر من آذار وما بينهما من وسطيين أو «منتظرين».
الدليل على ذلك ما أصاب علاقة الحريري بالرئيس نبيه بري وليس ما أصاب علاقة الأخير بالعماد عون. ليس هناك حد أدنى من العتب في عين التينة لا على «الجنرال» ولا على «حزب الله». هذان الاثنان يترجمان ما اتفقا عليه في السر والعلن، ولكن الأزمة مع سعد الحريري الذي كان قد التزم أكثر من مرة مع بري وسرعان ما بدد التزاماته وأخلّ بها. هذا الكلام بلغ مسامع سعد الحريري من المعاون السياسي لبري الوزير علي حسن خليل، مثلما سمعه، ليل أمس، نادر الحريري من خليل في جلسة الحوار الثنائي بين «المستقبل» و «حزب الله» في عين التينة، وهي كانت جلسة رئاسية بامتياز كادت تنقلب فيها الأدوار والإدارة، حتى أن الحاج حسين الخليل، لعب دور الراعي، محاولا تذليل شقة الخلافات بين «المستقبل» و «أمل»، لكن الوقائع كانت تترجم في الطبقة الثانية من عين التينة.
فقد كان استقبال الرئيس نبيه بري للعماد عون فاترا وباردا وقصيرا ولم تتخلله لا حفاوة بروتوكولية ولا غذائية ولا مشهدية. كان الرئيس بري صريحاً مع «الجنرال»: مشكلتي ليست معك. أنا ملتزم بحضور جلسة 31 تشرين وسأصوّت ضدك، وإياك أن تسمع لمن يقول لك إنني سأقاطع. لكن الأهم من ذلك كان تأكيد بري أنه لن يعطي صوته لسعد الحريري في الاستشارات النيابية الملزمة، «وأنا ملتزم منذ الآن بعدم تسميته رئيسا للحكومة، وقراري حاسم بالذهاب إلى المعارضة».
يشي مشهد البارحة باختلاف الأدوار والتحالفات. هنا، ثمة استدراك جوهري. تحالف «حزب الله» و «أمل» هو «تحالف استراتيجي ثابت ولا يتزحزح»، وهذه النقطة سيؤكدها الأمين العام لـ «حزب الله» السيد حسن نصرالله يوم الأحد المقبل في احتفال ذكرى تأبين الشهيد «الحاج علاء»، وسيضمّن خطابه المتلفز تأكيدا لأهمية الحوار والانفتاح وإبرام التفاهمات الضرورية لحماية العهد الجديد.
ماذا بعد؟
لننتظر «برمة العروس» التي ستقود «الجنرال» إلى دارة وليد جنبلاط ومن بعدها إلى بنشعي ومعراب، والأهم أن تكون العيون مفتوحة على الأمن في هذه الأيام العشرة الفاصلة عن جلسة الانتخاب. كل التجارب تشي بأن مسارات كهذه لم تنكسر إلا بالأمن..
/++++++++++++++++++++++++++++++++/
الأخبار//
الحريري يتبنّى مرشّح حزب الله//
“ليست خطوةً سهلة عليه، أن يقوم الرئيس سعد الحريري بإعلان ترشيح العماد ميشال عون لرئاسة الجمهورية، وسط امتعاض وغضب من مؤيّديه على الخطوة، واعتراض نوّابٍ من كتلته لا يقلّ عددهم عن عشرة، بينهم الرئيس فؤاد السنيورة ونائب رئيس مجلس النواب فريد مكاري.
بعد سنتين ونصف سنة من العناد والعرقلة والرفض والخضوع للقرار السعودي برفض وصول الجنرال ميشال عون إلى قصر بعبدا، عاد الرئيس سعد الحريري إلى ترشيح رئيس تكتّل التغيير والاصلاح لرئاسة الجمهورية، وهو المرشّح الأوّل والأخير لحزب الله، هادراً بذلك سنوات من وقت اللبنانيين واستقرار السلطة. تخلى الحريري عن مرشحه الاول سمير جعجع، وعن المرشح التوافقي، وعن النائب سليمان فرنجية، بعد أن سقطت كل رهاناته.
ولم يصل رئيس «المستقبل» إلى هذا الاقتناع إلّا بعد أن أيقن حجم المأزق الذي وصل إليه، على صعيد أعماله التجارية وتنظيمه السياسي والإداري، وانحسار التأثير السعودي عن الساحة اللبنانية شيئاً فشيئاً. وبكثير من الوضوح، لم يخفِ الحريري أمس في خطابه الذي أعلن فيه ترشيح عون رسمياً، من منزله في وسط بيروت، ظروفه الشخصية والسياسية، علّه يبرّر أمام جمهوره «حكمته» الأخيرة، بالانصياع لإصرار حزب الله، وترشيح عون.
وبعد الإعلان، جاء الزمان الذي لم يعد فيه كسر قرارات الحريري حكراً على الوزير أشرف ريفي أو النائب خالد ضاهر في عزّ تمرّده على وريث رفيق الحريري. فمن بيت الحريري نفسه تعمّد الرئيس فؤاد السنيورة، رئيس كتلة المستقبل النيابية (لصاحبها سعد الحريري)، أن يعلن جهاراً اعتراضه على الترشيح ورفضه التصويت لعون. وإذا كان السنيورة رئيساً سابقاً للحكومة ورئيساً للكتلة ورأيه «معتبراً»، مثله مثل نائب رئيس مجلس النواب فريد مكاري الذي أعلن بدوره رفض الترشيح، فإن نوّاباً لم يصلوا إلى المجلس النيابي لو أن الحريري لم يُصعدهم في «البوسطة» التي قادها بعد اغتيال والده، تجرّأوا على رفض الترشيح. ويسجّل حتى الآن اعتراض النواب سمير الجسر، أمين وهبة، نضال طعمة، عمار حوري، رياض رحال، محمد قباني، معين المرعبي، وأحمد فتفت، فضلاً عن رئيس الحكومة تمّام سلام، الذي وإن لم يكن عضواً في كتلة المستقبل، فإنه من أبرز وجوه تكتّل لبنان أوّلاً. غير أن اعتراض السنيورة وآخرين في المستقبل وغيره، لا يستند حصراً إلى رفض الخضوع لمطلب حزب الله، بل إلى معطيات يتحدّثون عنها عن رفضٍ دولي، وبالتحديد أميركي وفرنسي وعدم رضى سعودي على خطوة الحريري، علماً بأن مؤيّدي الترشيح في كتلة المستقبل والمقرّبين من الحريري، يستندون إلى معطيات معاكسة، عن رضىً دولي على خطوات الحريري، وشبه حياد السعودي.
وبدا لافتاً غياب أيّ ممثّل لحزب القوات اللبنانية في احتفالية إعلان الترشيح، ولم يُسجّل لرئيس الحزب سمير جعجع أي موقف أمس.
خضع الحريري إذاً لإرادة حزب الله، حرصاً على البلد أو طمعاً في السلطة لا فرق. وإذا ما سارت الأمور بشكلها الطبيعي، فإن جلسة 31 الحالي في مجلس النواب ستكون موعداً أكيداً لانتخاب عون رئيساً للجمهورية، وموعداً لما يليه من استشارات نيابية ملزمة، من المفترض أن تعيد الحريري إلى السلطان الذي فقده، من دون ثروة هذه المرة، ومن دون «أعداء» اعتاد الحريري تحريض جمهوره عليهم، بل من دون حلفاء موثوقين كالرئيس نبيه بري الغاضب على رئيس المستقبل. ولم يحسم النائب وليد جنبلاط موقفه بعد. ومن المنتظر أن يعلنه غداً، في ظل وجود 3 احتمالات: أن يُصوّت لمرشحه هنري حلو في الدورة الاولى، فيما تنقسم كتلته بين عون وحلو في الدورة الثانية، هذا في حال لم يحصل عون على أصوات ثلثي النواب فيفوز من الدورة الأولى؛ أن يصوّت لحلو مع كامل أعضاء كتلته في الدورتين الأولى والثانية؛ أن يصوّت مع النواب الحزبيين في كتلته لعون من الدورة الاولى، ويترك الحرية للنواب غير الحزبيين.
حزب الله لا يزال ملتزماً الصمت. ولم يتّضح بعد ما إذا كان أمينه العام السيد حسن نصرالله سيكشف عن خيارات الحزب في الخطاب الذي سيلقيه الأحد المقبل في ذكرى مرور أسبوع على استشهاد القيادي في المقاومة حاتم حمادي. لكن المؤكد أن الحزب سيبدأ مساعي لمحاولة تقريب وجهات النظري بين حلفائه عون وبري والوزير سليمان فرنجية. وقبل أن يباشر الحزب مساعيه، زار عون برّي في عين التينة، عقب زيارته الحريري في وادي أبو جميل. وبحسب المعلومات، فإنّ بري أكّد لعون أنه لن يقاطع جلسة 31 الشهر، وأن مواقف كل الأطراف باتت مفهومة وواضحة ولا ضرورة للتأجيل. غير أن رئيس المجلس أكّد لزائره أنه ملتزم بترشيح الوزير سليمان فرنجية، ما دام الأخير مرشحاً. من جهته، أكّد عون لبرّي أنه يعلم بقراره ويحترمه، و«أنا هنا لأن من واجبي أن أزورك». وبعد أن سأل برّي عمّا يحكى عن ورقة موقّعة بين الوزير جبران باسيل ونادر الحريري وجعجع، أكد عون أن «كل الكلام عن تفاهمات وصفقات واتفاقات وأوراق موقعة غير صحيح ولا أساس له».
وتزامنت زيارة عون لعين التينة مع موعد جلسة الحوار التي يرعاها برّي بين حزب الله وتيار المستقبل بحضور ممثل بري الوزير علي حسن خليل. وبحسب مصادر شاركت في الجلسة، فإن حزب الله كان واضحاً في موقفه أمام المستقبل وأمام حركة أمل، أن تأييده لعون معروف وسيشارك في الجلسة، وأن الانتخاب سيجري في 31. وسمع موفدو المستقبل تأكيداً من كل من الحزب وأمل أنهم سيشاركون في الجلسة. من جهته، تحدث خليل في جلسة الحوار عن ورقة موقّعة بين باسيل ونادر الحريري، فنفى الأخير سائلاً: «من وين بتجيبو هالأخبار؟». كذلك فإن ممثّلي حزب الله أكدوا أنهم استفسروا عن هذا الأمر، ولديهم تأكيدات أن هذا الأمر غير صحيح.
/++++++++++++++++++++++++++++++++/
اللواء//
الحريري يُبْحِر بترشيح عون: مخاطرة سياسية كبرى//
جنرال الرابية في بيت الوسط شاكراً الترشيح.. ولقاؤه مع برّي يكرّس الخلاف//
“أبحر الرئيس سعد الحريري على سفينة ترشيح النائب ميشال عون للرئاسة الأولى، في قرار كبير، ليس في توقيته، بل في إثاره التي تشكّل منعطفاً على طريق إنهاء الشغور الرئاسي.
ولم يتوان رئيس تيّار «المستقبل» وهو يعلن من «بيت الوسط» قراره بدعم ترشيح رئيس تكتل «الاصلاح والتغيير» ان ما يقدم عليه «مخاطرة سياسية كبرى لحماية لبنان وحماية النظام وحماية الدولة وحماية النّاس، معلناً عن تفاؤله بأن «مرحلة جديدة ستنبثق بعد انتخاب رئيس الجمهورية من خلال تعزيز الأمن والوحدة الوطنية في وجه الحرائق المحيطة بنا، وليعود لبنان نموذجاً للدولة الناجحة والعيش الواحد الحقيقي في منطقتنا والعالم».
واعتبر ان الالتقاء على انتخاب عون هو «تسوية سياسية»، مخاطباً جمهوره بأنه «يعلم ما يقال في ضوء التجارب والتشكيك بنوايا «حزب الله» الحقيقية». وقال: «ربما يقول لي البعض هذه ليست تسوية هذه تضحية بشخصك وشعبيتك وربما بأصوات ناخبين لك في الانتخابات النيابية المقبلة»، عازياً قراره أيضاً إلى انه «يخاطر من دون أي خوف، لأن خوفه الوحيد هو على لبنان».
وفي مطالعة استهل بها خطابه امام حشد من نواب وانصار وكوادر تيّار «المستقبل» فضلاً عن الصحافيين، اعتبر الحريري ان خياره هو ما كان سيقدم عليه والده الرئيس الشهيد رفيق الحريري فيما لو واجه وضعاً مماثلاً، لابعاد الفتنة والحرب الأهلية، ومن أجل مصلحة لبنان واستقراره وأمنه وسيادته، مؤكداً ان القرار يأتي بعد التوافق مع النائب عون على عدّة نقاط اهمها: الدولة والنظام فهو ونحن لا نريد للدولة والنظام ان يسقطا، ولا تعديل يدخل على النظام قبل إجماع وطني من قبل كل اللبنانيين.
وكشف انه في حواره مع عون وصل إلى اتفاق لاطلاق عملية الدولة والمؤسسات والاقتصاد والخدمات الأساسية وفرص العمل، واتفقنا أيضاً على تحييد الدولة اللبنانية بالكامل عن الأزمة السورية، هذه أزمة نريد حماية بلدنا منها، فإذا انتهت هذه الأزمة واتفق السوريون على نظامهم وبلدهم ودولتهم نعود إلى علاقات طبيعية معها.
ولئن كان بعض أعضاء كتلته، وفي مقدمهم الرئيس فؤاد السنيورة والنواب فريد مكاري وأحمد فتفت وعمار حوري ومحمّد قباني جاهروا بامتناعهم عن التصويت لعون مع التمسك بالرئيس الحريري ووحدة الكتلة، فإن مصادر قريبة من تيّار «المستقبل» توقعت ان تحدث الحيثيات التي بنى عليها الرئيس الحريري خياره صدمة إيجابية لدى أنصاره ومؤيديه على الرغم من بعض المظاهر التي انتشرت في احياء الطريق الجديدة حيث ارتفعت صور للرئيس برّي وذلك في ضوء المسار الذي سيسلكه ترشيح عون، وطي صفحة التجاذبات حول هذه الخطوة الكبيرة والجريئة.
وقالت أوساط الرئيس الحريري انه سبق وأبلغ الرئيس نبيه برّي عندما زاره في عين التينة في آب الماضي ان الأمور لا يمكن ان تمضي على النحو الذي سارت عليه منذ الفراغ الرئاسي الذي ضرب البلاد مع انتهاء ولاية الرئيس ميشال سليمان في 25 أيّار 2014، وانه يتجه الىخطوة ما باتجاه إنهاء الفراغ، ملمحاً إلى خيار النائب عون. وأضافت هذه الأوساط ان جلسة 31 تشرين الأوّل الحالي، التي تصادف الاثنين، ستكون حاسمة لجهة انتخاب عون رئيساً للجمهورية.
في المقابل، عكست مصادر سياسية أجواء فيها بعض الترقب والحذر من خطوة الحريري، لمتابعة نتائجها وتداعياتها، في ضوء التساؤلات الكبيرة، عمّا إذا كانت ستؤدي الى خواتيم سعيدة توصل عون إلى رئاسة الجمهورية أم تجهض كسابقاتها، وهل إذا وصل عون إلى قصر بعبدا سيصل الرئيس الحريري إلى السراي وتنفذ الالتزامات لتسهيل مهمته في تأليف الحكومة أم تبقى الأمور تدور في دوّامة التأليف مثلما حصل مع اسلافه سابقاً؟ وكيف سيستوعب الرئيس الحريري التمايز الحاصل داخل كتلة «المستقبل» بعد ان أعلن رئيس الكتلة الرئيس السنيورة ونائب رئيس المجلس معارضتهما انتخاب عون، مثلما فعل نواب آخرون في الكتلة، فيما امتنع نصف أعضائها عن الحضور إلى «بيت الوسط» لمتابعة وقائع إعلان خيار الحريري؟
عون: من البهجة إلى الصدمة
وما كاد الرئيس الحريري ينهي بيانه، حتى وصل النائب عون يرافقه الوزير جبران باسيل إلى «بيت الوسط»، ودام الاجتماع بين الرجلين ساعة كاملة غادر بعدها الوزير باسيل، فيما كشف عون في تصريح كان الى جانبه الرئيس الحريري انه شكره على دعم ترشيحه وتعهد واياه على حل أزمة لبنان والنهوض به اقتصادياً، شارحاً كيفية الوصول إلى التسوية أو الحل، وممهداً من هناك (أي من «بيت الوسط») بزيارة عين التينة بكلام عن الميثاقية بناه على ما كتبه ميشال شيحا من ان سيطرة طائفة على طائفة يعني إلغاء لبنان، كاشفا (أي عون) ان هويته مشرقية، أي تراكم الحضارتين الإسلامية – المسيحية، واصفاً لبنان بأنه «جوهرة الأرض وجوهرة العالم»، وانه في الحوار لا أحد يربح ولا أحد يخسر، آملاً بعهد جديد يعاد معه اعمار لبنان واسترداد وحدته، رافضاً المحاكمات على النوايا أو الشائعات.
وبقدر ما كانت الأجواء مريحة في «بيت الوسط» بدت مسمة وصادمة للنائب عون الذي شرب فنجان شاي مع الرئيس برّي، وقال انه «لا يتدخل في حرية الآخر، معرباً عن احترام حرية قراره.
ولدى سؤاله عن لقاء آخر، أكّد بالايجاب، كاشفاً ان برّي سيسافر، وانه قدم ايضاحات وتفاهم مع رئيس المجلس حول انتخابات الرئاسة.
اما الرئيس برّي الذي اشترط عدم مشاركة باسيل للنائب عون في الزيارة، فأوجز على طريقة السهل الممتنع ما دار بينه وبين عون بكلمات قليلة: «سمع مني وسمعت منه، والاختلاف في الرأي لا يفسد في الود قضية».
وبدا من أجوبة عون المنفعلة بعد لقائه الرئيس برّي وتوتره السريع في حواره مع الصحافيين أن اللقاء لم يكن مثمراً، وأن الرئيس برّي ما زال على موقفه الرافض لتأييد ترشيحه، وهو ما أشار إليه الأخير في تصريحه بقوله: طلبنا دعمه، ولكن كل أنسان حر في قراره.
أما أوساط الرئيس برّي فأوضحت أن الموقف المقتضب الذي أعلن بعد زيارة عون يعبّر عن نفسه، مشيرة إلى أن رئيس المجلس ما زال على موقفه الذي أعلنه في مجلس النواب وهو أنه سيحضر جلسة الانتخاب، لكنه لن يصوت لصالح العماد عون، غير أنه سيهنّئ من سيفوز وهو منكبّ على إعداد الخطاب الذي سيلقيه في المناسبة.
وأشارت هذه الأوساط إلى أن اللقاء هو إبن ساعته، وأن برّي شفاف، وأن جلسة الانتخاب تحتاج إلى نصاب 86 نائباً، ومن يريد كسب المعركة في الجولة الأولى عليه تأمين هذا النصاب.
وفي معلومات «اللواء» أن الرئيس برّي الذي يغادر السبت إلى جنيف على رأس وفد نيابي يضم من بين أعضائه النائب ياسين جابر وعضو تكتل «الاصلاح والتغيير» النائب جيلبرت زوين وبعض الإداريين في المجلس، للمشاركة في مؤتمر البرلمان الدولي، سيعود السبت في 29 الحالي، ليترأس الجلسة النابية يوم الاثنين في 31 والمخصصة لانتخاب الرئيس، وسط رهانات عونية كبيرة على إنهاء هذا الاستحقاق وعدم إرجائها إلى أي وقت آخر.
خارطة المواقف والتحالفات
فكيف ستسير التطورات الرئاسية على صعيد المواقف والأرقام والتصويت والتحالفات؟
1-بعد زيارة عين التينة التي لم تستغرق أكثر من 12 دقيقة وصولاً ومكوثاً وذهاباً، طلب عون موعداً لزيارة النائب وليد جنبلاط، والذي يمكن أن يحصل اليوم، لكن لم يعرف إذا كان سيزور المرشح الرئاسي النائب سليمان فرنجية الذي سيطل على الرأي العام يوم الاثنين في 24 الجاري عبر شاشة L.B.C.I.
2- استبق الحزب التقدمي الاشتراكي زيارة عون بالتذكير بأن لديه مرشحه النائب هنري حلو وأن اللقاء الديموقراطي سيعقد غداً اجتماعاً في كليمنصو لتحديد الموقف النهائي، في ضوء إعلان الرئيس الحريري والانقسام داخل كتلته، وعزم الرئيس برّي التمسك بموقفه، واصطفاف معظم نواب الشمال، سواء كانوا من كتلة «المستقبل» أو الرئيس نجيب ميقاتي، باستثناء النائبين محمد الصفدي وخالد الضاهر في معارضة انتخاب عون.
وفي معلومات «اللواء» أن الموقف داخل «اللقاء الديموقراطي» يتأرجح بين إلزام الحزبيين وعددهم خمسة نواب، بالتصويت لصالح عون وترك الحرية لسائر الأعضاء الآخرين، أو اتخاذ موقف يتناغم مع الرئيس برّي والمعارضة داخل كتلة «المستقبل» الأمر الذي من شأنه أن يُعيد خلط الأوراق لمصلحة النائب فرنجية.
على أن نواب كتلة «المستقبل» الذين يعترضون على تسمية عون ما يزالون يدرسون خياراتهم بين من يضع ورقة بيضاء أو من سيصوت لمصلحة النائب فرنجية، علماً أن هؤلاء لا يميلون إلى الاصطدام بموقف الحريري أو إضعافه ويفضلون الورقة البيضاء، مثلما أعلن النائب مكاري.
3- أما بالنسبة لكتلة نواب الكتائب فما يزال الاتجاه لديه هو هو، وهو الاقتراع بورقة بيضاء، فيما عبّر وزير الاتصالات نائب البترون بطرس حرب عن امتعاضه عبر تويتر بقوله: «مبروك للشعب اللبناني لقد انتصر الابتزاز السياسي».
4- في هذا الوقت، كانت كتلة «الوفاء للمقاومة» تستبق إعلان الحريري وزيارة عون «لبيت الوسط» وانعقاد الجولة 35 للحوار الثنائي بين المستقبل و«حزب الله» في عين التينة، بالتأكيد على إنجاز الاستحقاق الرئاسي وإنهاء الشغور ضمن مسار جدّي وبخطوات عملية وضرورية، مشددة على التفاهم والانفتاح الإيجابي المتبادلين بين مختلف المكونات السياسية في البلاد.
وهذا ما أكد عليه بيان الجلسة 35 من الحوار الثنائي التي انعقدت مساء أمس، حيث بحثت التطورات المتعلقة بالرئاسة الأولى، وجاء في البيان: «إن المجتمعين أكدوا على حرصهم الكبير على استمرار التواصل بين جميع الأطراف لتحقيق تفاهمات وطنية جامعة».
وكشف مصدر مطلع لـ«اللواء» أن الجلسة تخللها عتاب وانتقاد من الوزير علي حسن خليل في ما خص الاتفاقات بين «المستقبل» وعون، لكن ممثلي المستقبل أكدوا أن التفاهم الذي تمّ هو تفاهم وطني خلافاً لكل ما يقال، واتفق على استمرار الحوار.
/++++++++++++++++++++++++++++++++/
البناء//
ترنُّح هدنة اليمن… وتقدّم في جنيف بين الخبراء يمدّد هدنة حلب//
دمشق تُنذر بإسقاط الطائرات التركية التي تخترق أجواءها//
الحريري يكسر المحرَّمات… وعون لكسر جليد عين التينة//
“ترنّحت الهدنة اليمنية مع تبادل الاتهامات بالمسؤولية عن فشل يومها الأول بين الرياض وصنعاء، ومواصلة المساعي الدولية لترميمها، بينما تمدّدت هدنة حلب لأيام في ضوء النتائج المتقدّمة التي حققها الخبراء في جنيف، بعد ظهور بدايات واعدة لتعاون سعودي قطري تركي في مساعي الفصل بين جبهة النصرة والجماعات المسلحة المحسوبة على الثلاثي الذي تولى قيادة الحرب في سورية، بالتنسيق والشراكة مع واشنطن، وفقاً لمصادر روسية متابعة لمحادثات الخبراء الروس والأميركيين ودول الثلاثي التركي القطري السعودي في جنيف.
التحوّل الأبرز كان ردّ دمشق على غارة تركية استهدفت مناطق الأكراد في سورية، بالإعلان عن عزم الدفاعات الجوية السورية التصدّي لكلّ خرق تركي للأجواء السورية، مهدّداً بإسقاط أيّ طائرة تركية تدخل الأجواء، ويستكمل هذا التهديد ما سبق وحمله بيان سابق للخارجية السورية منذ اليوم الأول للهدنة قبل أكثر من شهر لم تحترمه تركيا، لكنه يضع التدخل التركي في سورية أمام تحدّ كبير، فالتورّط في مواجهة الردّ السوري سيتكفل بالتورّط مجدّداً بالمواجهة مع روسيا، والجرح معها لم يكد يلتئم، والتراجع أمام التهديد السوري سيسقط ما تدّعيه أنقرة من مهابة الدولة العظمى لمشاغباتها في كلّ من سورية والعراق.
لبنان تصدّر الأحداث الدولية والإقليمية، مع إعلان رئيس تيار المستقبل سعد الحريري تبنّي ترشيح المرشح الرئاسي المدعوم بقوة من حزب الله، الواقف على الخطّ المقابل للحريري في الحروب الإقليمية الدائرة في المنطقة من سورية إلى العراق فاليمن، والتي يتصدّر فيها حزب الله جبهة حلفائه، ويتخندق فيها الحريري على الضفة السعودية التي تقود الحرب على حزب الله وحلفائه الإقليميين.
كسر الحريري المحرّمات مرتين، مرة بالخضوع لإصرار حزب الله باعتبار ترشيح العماد ميشال عون معبراً إلزامياً لملء الفراغ الرئاسي، ومرة بخوض مغامرة تشقق كتلته النيابية من بوابة خياره الرئاسي الجديد، على خلفية مَن يتمسك بالنظر للترشيح من بوابة الخيارات الإقليمية ذاتها، ويرى الترشيح هزيمة واستسلاماً، ومَن يسير وراء الحريري باعتباره الزعيم الصانع للمكانة الشعبية للكتلة التي يتزعّمها.
بكسر الحريري للمحرّمات وتلبية ما طلبه حزب الله بالسير بترشيح عون، ومن ثم بقبول الإعلان أولاً ثم السير بالتعاون لتذليل العقبات، خلافاً لما فعل يوم رشح فرنجية وعلّق حزب الله نعلن موقفنا عندما يصير الترشيح رسمياً، وردّ الحريري يعلن الترشيح رسمياً عندما يصير خارطة طريق للانتخاب.
أول الخطوات الناتجة عن كسر الحريري للمحرّمات كانت توجه العماد عون كمرشح قوي للرئاسة إلى عين التينة لكسر الجليد مع رئيس المجلس النيابي نبيه بري، تمهيداً لبدء الحوار. وهو حوار أخذ حزب الله على عاتقه البدء بخوض غماره الصعبة بعد هذا الترشيح العلني، ولا يبدو أنه سيبدأ قبل عودة الرئيس بري من سفره بعد أسبوع وقبيل أيام من موعد جلسة الانتخاب في الحادي والثلاثين من هذا الشهر، ما يطرح أسئلة حول مستقبل هذه الجلسة، بين التأجيل والخروج بدون انتخابات رئاسية منها، في ضوء تمسّك حزب الله بربط الخطوة الحاسمة بمسار الاستحقاق الرئاسي لدخول العماد عون إلى قصر بعبدا وفق إنجاز تفاهم يضمن الشراكة في خيارات واحدة مع الرئيس بري.
الحريري: أرشح عون للرئاسة
كما أوحت معطيات ومؤشرات الأيام القليلة الماضية، أعلن الرئيس سعد الحريري أمس، تأييد ترشيح العماد ميشال عون لرئاسة الجمهورية في خطوة ستفتح باب التأويلات والتحليلات حول مصير جلسة 31 الشهر الجاري وعن كونها الأخيرة والحاسمة وتفتح أبواب القصر أمام الرئيس العتيد أم ستحدث مفاجآت سياسية في ربع الساعة الأخير تؤدي الى تأجيلها إفساحاً في المجال أمام توسيع مروحة التفاهمات لتأمين التوافق السياسي الشامل.
وقال الحريري في كلمة من بيت الوسط: إن هذا القرار نابع من ضرورة حماية لبنان وحماية النظام وحماية الدولة وحماية الناس، لكنه مرة جديدة قرار يستند إلى اتفاق بأن نحافظ معاً على النظام ونقوي الدولة ونعيد إطلاق الاقتصاد ونحيّد أنفسنا عن الأزمة السورية. اتفاق يسمح لي أن أعلن تفاؤلي، بأننا بعد انتخاب رئيس الجمهورية، سنتمكن من إعادة شبك أيدينا معاً لنقوم بإنجازات يستفيد منها كل مواطن ومواطنة ولنعزّز أمننا الداخلي ووحدتنا الوطنية في وجه كل الحرائق المشتعلة حولنا، ونعود لنجعل من لبنان نموذجاً للدولة الناجحة والعيش الواحد الحقيقي في منطقتنا والعالم».
وغاب النواب أحمد فتفت ومحمد قباني وعمار حوري عن مشهدية بيت الوسط، حيث أكدوا أنهم لن يمنحوا أصواتهم لعون، وقال حوري لـ «البناء»: «أكتفي بالنص المعبر الذي وزّعته وموقفي منطقي ومنسجم مع نفسي ولم يتغيّر لا الآن ولا في المستقبل حتى يقضي الله أمراً كان مفعولاً كما ولن أصوّت في جلسة 31 الى العماد عون». وأوضح حوري أن «موقفي وزملائي في الكتلة لم يتم بالتنسيق مع الرئيس الحريري كما لم يكن توزيعاً للأدوار داخل الكتلة».
ورغم حضوره الى جانب الحريري، أكد رئيس كتلة المستقبل فؤاد السنيورة أنه لن ينتخب عون، كما أعلن ذلك نائب رئيس المجلس النيابي فريد مكاري، بينما تحدثت مصادر مستقبلية أن 7 نواب في الكتلة لن يصوّتوا لعون.
عون: الميثاقية لا الثنائية
وعقب خطاب الحريري، حطّ العماد عون في بيت الوسط يرافقه الوزير جبران باسيل والتقى رئيس المستقبل في خلوة دامت نصف ساعة خرج بعدها عون ليؤكد في كلمة أمام الإعلاميين أن «لا اتفاقات ثنائية أو ثلاثية أو رباعية، بل هناك اتفاق واحد على إدارة شؤون البلاد»، وقال: «تعاهدنا سوياً من أجل إنجاز المهمة وإخراج لبنان من أزمته. لقد توصّلنا إلى الحل، لأننا كنا نلتقي على مبدأ أن هناك مشكلة في لبنان، وبدأنا بالتحاور، فعبر الحوار لا أحد يخسر، ولبنان يربح لأن النتيجة للجميع. وكانت هناك مواضيع نريد الكلام عنها، كالميثاقية فهي ليست للمسيحيين فقط، وإنما هي عهد بين جميع المسلمين والمسيحيين بالعيش المشترك على قاعدة المساواة. ولذا، لا ثنائية في الميثاقية».
أضاف: «من يحاول إلغاء طائفة والسيطرة عليها يلغي لبنان الرسالة الذي يجب أن نحافظ عليه. وهذا ما تفاهمنا عليه». وتابع: «نؤكد أن مَن يعارضون اليوم ينطلقون في موقفهم من معتقدات مسبقة، وغداً سيعودون فنحن لسنا هنا من أجل الكيدية. أنا مشرقي والمشرقية تراكم للحضارة المسيحية والإسلامية، ولبنان هو جوهرة العالم. هل يمكنكم أن تتصوّروا ما يجري في العالم ونحن لا نزال نحافظ على استقلالنا».
من جهتها أكدت كتلة «الوفاء للمقاومة» خلال اجتماعها أمس، أنها «ترقب الخطوات العملية والضرورية ضمن مسار جدي يؤدي إلى إنجاز الاستحقاق الرئاسي ويطلق دينامية العمل المنتظم في مؤسسات الدولة كافة وفق وثيقة الوفاق الوطني وأحكام الدستور والقوانين المرعية الإجراء».
كسر الجليد بين الرابية وعين التينة
وفي غضون ذلك، انتقل عون من بيت الوسط إلى عين التينة في محاولة لكسر الجليد السياسي مع رئيس المجلس نبيه بري الذي استقبله قرابة ربع ساعة وخرج بعدها عون ليؤكد أن «واجبنا إطلاع رئيس مجلس النواب على مسار الأمور في ما يتعلق بالنشاطات حول انتخابات رئاسة الجمهورية. وتبادلنا الآراء حول الوضع القائم وحول بعض الإيضاحات، فأحياناً هناك جو من الشائعات والخبريات لا تركب أحياناً على قوس قزح، وتفاهمنا حول الموضوع. وشربنا فنجان شاي».
وفي ردّه على أسئلة الإعلاميين قال عون: «جئنا كي نشرح الأوضاع كلها، ولا أحد يتدخّل في شأن حرية الآخر، ماذا سيفعل ولا أحد طلب من الآخر، لكن أكيد نحن نطلب دعم بري، ولكن نحترم حرية قراره في النهاية. والآن الرئيس مسافر. وبالتأكيد هناك لقاء آخر بعد عودته».
واكتفى الرئيس بري بعد اللقاء بالقول: في هذا اللقاء بين دولة الرئيس عون وبيني، سمع مني وسمعت منه. والاختلاف في الرأي لا يفسد في الودّ قضية».
وقال مصدر مقرّب من الرابية لـ «البناء» إن «خطوة الحريري بترشيح عون ستأخذ ديناميكية جديدة لإعادة إنتاج منطق الدولة وستزخم شعبياً ودولياً وإقليمياً وستسلك الطريق اللازم لإعادة استنهاض القوى السياسية لتلتفّ حول هذا الهدف الوطني الكبير. وبالتالي قرار الحريري فتح المسار الطبيعي للرئاسة وقرّب عون من بعبدا أكثر من أي وقت مضى وتجاوز معظم المعوقات».
وأوضح المصدر أن «اللقاء بين بري وعون طبيعي، والمشكلة لم تكن بين الطرفين بمعزل عن تأييد بري لعون للرئاسة أم عدمه، فبري لديه التزام مع مرشحه الوزير سليمان فرنجية ولا يريد انتخاب عون، غير أن هناك مساحة مشتركة واسعة بين عين التينة والرابية ترجمت في السابق من خلال الاتفاق على كل الأمور بما فيها رئاسة الحكومة والنفط وقانون الانتخابات ورئاسة المجلس».
وأشار المصدر الى أن «الرابية تضع كل الاحتمالات في حساباتها في جلسة 31 المرتبط مصيرها بمشاورات ولقاءات الأيام الفاصلة عن موعدها». ولفت الى أن «عون يفضل الإجماع الوطني حول انتخابه، لكنه سينزل الى جلسة الانتخاب المقبلة وسيخوض المعركة في حال استمرّ فرنجية على ترشيحه»، واستبعد المصدر حصول مفاجآت في جلسة الانتخاب أو نصب فخاخ لعون، مضيفاً: «حتى لو حصل هذا الأمر فعلى جميع الكتل حينها درس مصالحها وحساباتها وتحمل النتيجة السياسية المتأتية عن موقفها على المستوى الوطني». لكن المصدر أكد أن «هناك متسعاً من الوقت لتذليل التشنج والوصول الى تفاهم بين عون ورئيس المجلس نبيه بري ولدينا 10 أيام فاصلة. وهناك لقاءات عدة ستجمع بري وعون وقد تؤدي في نهايتها الى تغيير موقف رئيس المجلس».
ولم يطلب الحريري بحسب مصادر «البناء» موعداً جديداً للقاء الرئيس بري، وبالتالي لم يحدد اللقاء بينهما حتى الآن بعد أن رفض بري استقباله منذ أيام. وفي المقابل رصد اتصال أمس بين عون ورئيس اللقاء الديمقراطي النائب وليد جنبلاط تمّ خلاله الاتفاق على لقاء قريب.
فرنجية: سأخوض المعركة بالتنسيق مع بري
شظايا قنبلة الحريري الرئاسية وصلت الى بنشعي رغم أنها لم تتفاجأ باحتفالية بيت الوسط، فالحريري كان يطلعها على تطور مسار الأمور وأنه سيتجه الى ترشيح الخصم الرئاسي لفرنجية، غير أن ذلك لم يغير أو يبدل في القناعات السياسية لزعيم زغرتا ولا في استمراره في المعركة حتى النهاية. هذا ما نقلته مصادر المردة لـ «البناء» والتي أكدت أن «فرنجية مستعد لخوض المعركة الرئاسية في الجلسة المقبلة حتى النهاية وهو على تنسيق دائم ومستمر مع الرئيس بري والموقف الذي سيتخذه سيكون بالتضامن مع بري»، وتطمئن المصادر إلى أن زيارة عون الى عين التينة لن تغيّر حتى الآن بموقف فرنجية كما لم تغير بموقف بري لا الآن ولا في المستقبل، فبري مصرّ على موقفه بأنه لن ينتخب عون».
ماذا سيسمع عون في بنشعي؟
وعن رهان فرنجية على أكثرية تنتخبه في المجلس، قالت المصادر: «فرنجية لديه الحظوظ بالفوز أكثر من عون في حال تركت الكتل الخيار لأعضائها»، ولم يطلب عون موعداً من بنشعي حتى الآن، كما أكدت المصادر التي أوضحت أن «أبواب بنشعي مفتوحة لعون لزيارتها، لكنه سيسمع من فرنجية موقفاً واضحاً من مسألة الرئاسة ولا مسايرة وسيؤكد لعون أنه مستمر في ترشحه ولم ينسحب ولن يقايض انتخاب عون بشروط أو حقائب وزارية».
ولفتت المصادر الى أن «الحريري نسّق مع فرنجية خياره بترشيح عون وكان أول من أبلغه بأنه سيسير في هذا الخيار، ولكن فرنجية أسدى له نصيحة خلال لقائهما بأن لا يدخل في هذه المغامرة نظراً لتاريخ عون غير الثابت على مواقفه. فرد الحريري بأنه سيضحي في سبيل لبنان». ولفتت المصادر الى أن «خطوة الحريري كانت نتيجة الابتزاز السياسي الذي تعرض له من عون». وتؤكد على العلاقة الجيدة مع حزب الله وأن التحالف ثابت في الاستراتيجيا والسياسة الخارجية والقضايا الوطنية الكبرى وفي طليعتها خيار المقاومة، رغم التباين في وجهات النظر إزاء الملفات السياسية الداخلية، كما ولن يفت الخلاف حول الرئاسة في عضد التحالف بين أمل وحزب الله وعون والمردة، فهم في خط سياسي استراتيجي واحد».
وعن موقف المردة من رئاسة الحكومة وترشيح الحريري قالت المصادر: «لم يحسم هذا الأمر، لكن لا مانع من المشاركة في الحكومة، لكن هذا نقرره بالتنسيق مع بري وفريق 8 آذار».
..وجلسة منتجة للحكومة
وحضر المشهد الرئاسي المستجدّ على طاولة مجلس الوزراء عبر مواقف لعدد من الوزراء على هامش الجلسة العادية التي ستكون الأخيرة، إذا ما وصلت التسوية الرئاسية الى خواتيهما الإيجابية.
وعقدت الجلسة برئاسة الرئيس تمام سلام، وحضور الوزراء الذين غاب منهم وزيرا الإعلام رمزي جريج بداعي السفر والخارجية والمغتربين جبران باسيل، وأقرّت 160 بنداً أبرزها التعيينات والخلوي والمعاينة الميكانيكية وزيادة التعرفة على الكهرباء بنسبة 39 في المئة.
وعلمت «البناء» أن وزير التربية الياس بو صعب عطّل قراراً بمنحة تقدر بمليون دولار الى إحدى المناطق، كما شهدت الجلسة بعض السجالات حول البنود أبرزها بين بو صعب ووزير المال علي حسن خليل على أحد البنود المتعلقة بوزارة التربية. وتمّ نقاش بند مناقصات الخلوي ولم يتم الاتفاق عليه، فتمّ تأجيله الى الجلسة المقبلة لإقراره بعد أن رأى الوزراء إيجابية في طرح وزير الاتصالات بطرس حرب.
وقال وزير الشؤون الاجتماعية رشيد درباس لـ «لبناء»: «صحيح أن الحكومة أنتجب وأنهت جدول الأعمال في الجلسات المتعاقبة الثلاث، لكن والآن قد أصبحت الحكومة في نهايتها، فالجلسات حوّلت الحكومة الى مجلس طوائف وليس مجلس وزراء نتيجة التعطيل المتبادل للمشاريع بمنطق عقلية المقاطعجية السياسية».
..وحوار ثنائي بين حزب الله والمستقبل
وبالتزامن مع لقاء بري – عون شهدت عين التينة جلسة للحوار الثنائي الـ35 بين «حزب الله» و «تيار المستقبل»، بحضور المعاون السياسي للامين العام لـ «حزب الله» حسين الخليل، الوزير حسين الحاج حسن، النائب حسن فضل الله عن الحزب، ومدير مكتب الرئيس سعد الحريري السيد نادر الحريري والوزير نهاد المشنوق والنائب سمير الجسر عن تيار «المستقبل». كما حضر الوزير خليل.
وتمّ البحث، بحسب بيان، في المستجدات السياسية، وأكد المجتمعون حرصهم الكبير على استمرار التواصل بين جميع الأطراف لتحقيق تفاهمات وطنية جامعة.