“تنتهي استشارات التأليف غير الملزمة اليوم، للوقوف على مطالب الكتل النيابية، ليس حول شكل الحكومة التي سيشكلها الرئيس سعد الحريري بل حول الحقائب والمطالب المتعلقة بها، بعدما سال لعاب الكتل ورؤسائها والأحزاب التي تقف وراءها لالتهام ما يمكن التهامه مع تسليم هؤلاء بأن فترة السبعة أشهر لعمر حكومة الانتخابات لا تستأهل معارك على الحصص، وإن ادرجها البعض في إطار ربط نزاع لمرحلة ما بعد الانتخابات، بعدما برزت في الأفق معالم مرحلة سياسية محلية، ولبنانية ـ دولية، حيث يتأكد يوما بعد يوم، ان «الانفراجة السحرية» بانتخاب الرئيس وتأليف الحكومة، وتبدل المناخ السياسي في لبنان، بحيث حلت التهدئة محل التصعيد، وانضوى الجميع في بوتقة ..
/+++++++++++++++++++++/
النهار//
ولادة سريعة للحكومة الأولى للعهد//
“انخرطت القوى السياسية والحزبية جمعاء بسرعة تسابق أيام الأسبوع الرئاسي الذي نقل لبنان من ضفة الى أخرى بلمح البصر، في ورشة تأليف الحكومة الجديدة من خلال الاستشارات التي يجريها الرئيس المكلف سعد الحريري الذي تراكم في سجل يومه الاول من هذه الاستشارات ما يشبه “البازل” المعقد للوائح المطالب بالحقائب الوزارية والتي لن يمضي اليوم الثاني الا وتكون قد وضعته أمام اختبار استيلاد حكومته من خروم “الشهيات” المفتوحة على الغارب. والحال ان القوى السياسية التي ذابت هوياتها الموالية والمعارضة امام انفتاح “البازار” الوزاري تدرك تماما ان سيد العهد الجديد الرئيس العماد ميشال عون والرئيس الحريري يرغبان في ولادة سريعة للحكومة يكون من شأنها تثمير الزخم الذي تحقق للبلد والذي كان من جملة تجلياته عودة الانفتاح الخارجي على لبنان بما يوجب عدم الاستغراق طويلاً في عملية تأليف الحكومة. ولذا تميزت الاستشارات التي يجريها الرئيس المكلف بوضوح المطالب التي طرحتها الكتل النيابية بما يسهل من جهة على الحريري فرز المطالب والشروع في مهمته الصعبة للتوفيق بين التوازنات السياسية والطائفية والمناطقية في مسودة التأليف ولكن أيضاً بما يجعل هذه المهمة محفوفة بالتعقيد بفعل رفع سقوف المطالب وحجز الحقائب.
وفي المعلومات المتوافرة لدى “النهار” ان الرئيس المكلف، وعلى رغم تصاعد المطالب وتشابكها وخصوصاً من حيث الحقائب السيادية الاربع المال والداخلية والخارجية والدفاع وحقائب الخدمات الاساسية، بدا مساء أمس متفائلاً بامكان انجاز مهمته بالتشاور مع الرئيس عون في غضون اسبوع الامر الذي اذا تحقق سيشكل خرقاً سريعاً غير متوقع لا يزال كثر يشككون في القدرة على اتمامه في هذه الفترة القياسية، الا اذا تبين ان ثمة تفاهمات متعددة الطرف معقودة خلف الابواب المغلقة من شأنها ان تشكل كاسحات ألغام أمام عملية التأليف. وتشير المعلومات الى ان من ابرز العقد التي ظهرت أمس مطالبة أربع جهات بوزارة المال المعقودة اللواء دوماً للفريق الشيعي من خلال كتلة رئيس مجلس النواب نبيه بري.
وقالت أوساط مواكبة للاستشارات الجارية لـ”النهار” ان ثمة اتجاهاً شبه نهائي الى تشكيل حكومة ثلاثينية بغية الافساح لاوسع مشاركة سياسية فيها وان الحكومة التي ستشكل تحت شعار التوافق والوحدة الوطنية لن يستبعد اي فريق عنها بما فيها قوى عارضت انتخاب الرئيس عون مثل “المردة ” والكتائب. كما ان الحكومة لن تكون هذه المرة تحت وطأة الثلث المعطل لانتفاء الذرائع التي تعيد طرحه في ظل خلط الاوراق والتحالفات الذي واكب انتخاب الرئيس عون. ولفتت الاوساط الى امكان ضمّ التشكيلة الحكومية وزراء دولة، كما ان اشتداد وطأة الشروط الاستيزارية قد يدفع الرئيسين عون والحريري الى التفاهم على حكومة تكنوقراط تجنبا لاطالة عملية التأليف.
وبات ثابتاً ان الرئيس بري سيفاوض حول حصة كتلته وحصة “حزب الله ” معاً، بعدما عبّر الامين العام للحزب السيد حسن نصرالله أمس عن أكثر مواقفه وضوحا لهذه الجهة، بل اعتبر بعض المواقف التي اطلقها بمثابة رسم لخطوط حمر استباقية لعملية التأليف عشية اللقاء الاول من نوعه منذ سنوات للحريري و”كتلة الوفاء للمقاومة” اليوم. وفي كلمته أمس حرص السيد نصرالله على توزيع الاشادات بحلفائه بدءا بالرئيس عون الذي وصفه بانه ” رجل صادق وشجاع ولا يبيع مواقفه”، كما أشاد بالنائب سليمان فرنجية “الرجل الرجل الذي يمكن ائتمانه على المقاومة”. وخص الرئيس تمام سلام أيضاً بشكر على ما ابداه من ” صبر وحكمة وتحمل”. اما في الموضوع الحكومي، فدعا الى تشكيل حكومة وحدة وطنية قائلا ان الرئيس المكلف ” سيسعى الى ذلك وهذا أمر جيد ” واستدرك ” اننا لن نشارك في حكومة لا يشارك فيها الرئيس بري وان من يفاوض باسم حزب الله وحركة امل حول الحقائب هو الرئيس بري “.
مجموعة الدعم في بعبدا
في غضون ذلك عقد امس اللقاء الاول للرئيس عون بعد انتخابه وسفراء مجموعة الدعم الدولية للبنان. وقد أبلغهم أن “جمع اللبنانيين حول سياسة داخلية وطنية سيليه جمعهم حول سياسة خارجية واحدة ايضا بعد تذليل كل التعقيدات التي تعترض ذلك الآن”.
وعلمت “النهار” من مصادر ديبلوماسية ان رئيس الجمهورية رحب بالمذكرة التي تسلمها من وفد سفراء مجموعة الدعم الدولي للبنان. وأوضحت ان المذكرة تتعلق بالسيادة و”إعلان بعبدا” وتطبيق القرارات الدولية المتعلقة بلبنان. وهي تدعو الى إنجاز تشكيل حكومة ذات طابع وحدة وطنية في أسرع وقت لمواجهة تحديات المرحلة المقبلة.
كما علمت “النهار” ان موضوع اللاجئين السوريين كان في صلب المناقشة التي ترافقت مع إعداد المذكرة. فوقت دعا أحد السفراء لبنان الى تقديم مساعدة معنوية لتحمل أعباء اللاجئين كان هناك موقف مقابل من سفير بارز شدد فيه على ان لبنان هو في أشد الحاجة الى المساعدة ولاسيما منها المادية لكي يضطلع بدوره في إستضافة اللاجئين.
الامم المتحدة
وفي نيويورك ( “النهار” ) رحب الأمين العام للأمم المتحدة بان كي – مون في أحدث تقرير له عن تنفيذ القرار 1701 أعدته المنسقة الخاصة للمنظمة الدولية في لبنان سيغريد كاغ بانتخاب رئيس للجمهورية ” كنتيجة للجهود الدؤوبة بين الزعماء السياسيين للتوصل الى حل ذي ملكية لبنانية”، مهنئاً الرئيس عون بتوليه الرئاسة. وقال إن “ملء الشغور الرئاسي كان خطوة طال انتظارها لتجاوز الأزمة السياسية والدستورية في لبنان”، آملاً في أنها “ستمكن الآن من تعبيد الطريق لإحراز تقدم سياسي أوسع من دونه سيبقى لبنان في حال من الشلل”. واعتبر أن “تأليف حكومة موحدة وفاعلة واجراء الإنتخابات النيابية في أوانها مهمان لحياة وصدقية أي جهد لتجاوز الأزمة الراهنة”، مضيفاً أن “حكومة تتألف على أساس احترام لبنان والتزامه المبادىء والتعهدات التي ترسخ استقراره ومكانته ستكون مهمة لتوجيه البلاد بوضوح مع الدعم المتواصل من المجتمع الدولي”. ولاحظ أن “انتخاب الرئيس وتشكيل الحكومة الفاعلة والموحدة، وإجراء الإنتخابات النيابية بحلول أيار 2017، أمور ستختبر قدرة النظام السياسي اللبناني على العودة بلبنان الى العملية الدستورية والديموقراطية واستعادة الثقة باستقراره، محلياً ودولياً”.
وحض الأطراف اللبنانيين على “التزام الدستور اللبناني والميثاق الوطني”، مناشداً جميع الزعماء اللبنانيين “اللجوء الى الحوار البناء، بما في ذلك من خلال الآليات القائمة، في التفاوض على اتفاق حل وسط لإنهاء الأزمة السياسية والمؤسسية”. وندد بـ”مشاركة مواطنين لبنانيين في الصراع السوري في انتهاك لسياسة النأي بالنفس التي اتفق عليها جميع الأطراف”، ورأى أن “التدخل العسكري الخارجي لحزب الله وعناصر لبنانية أخرى يعرض لبنان لخطر شديد وقت ينبغي أن تتركز كل الجهود على حمايته من تأثير الأزمات الإقليمية”، مجدداً مطالبته “حزب الله” وجميع الأطراف اللبنانيين بـ”وقف أي تورط في الصراع السوري”.
/+++++++++++++++++++++/
السفير//
نصرالله للحريري: لا توفّرنا لتسهيل ولادة حكومتك!//
“يوماً بعد يوم، يتّضح أن المسار السياسي الإيجابي الذي انطلق، الاثنين الماضي، بانتخاب ميشال عون رئيساً للجمهورية، وتكليف سعد الحريري برئاسة الحكومة، سيستمر بالزخم نفسه، لكن مشروطاً بتحوّل كبير في الأدوار والتوازنات والمواقف، لمصلحة تثبيت المعادلة الرئاسية ـ الحكومية ـ السياسية الجدية، ومن خلالها الاستقرار اللبناني، بوصفه مطلباً محلياً وإقليمياً ودولياً في المرحلة الراهنة.
يقتضي ذلك قبل كل شيء «التواضع» في السياسة. وهذه هي «المدرسة» التي أراد الأمين العام لـ «حزب الله» السيد حسن نصرالله، أن يطالب حلفاءه وخصومه بالانتماء اليها، وذلك ربطاً «برسائل سياسية إيجابية» تم تبادلها في الأيام الأخيرة، بين أعلى المراجع اللبنانية التي تقف على طرفي نقيض، وذلك للمرة الأولى منذ نحو عقد من الزمن.
قد يستدعي ذلك طرح أسئلة حول وجود أبعاد خارجية لهذه «السلاسة السياسية» غير المسبوقة، فإذا تعذّر العثور عليها، فلا بأس من تغليب «الوطنية اللبنانية» على ما عداها، خصوصاً عندما تصبح هذه «الوطنية» مطلوبة خارجياً، وهذا ما عبر عنه سفراء مجموعة الدعم الدولية، أمس، من القصر الجمهوري، وما سيعيد التأكيد عليه الموفدون الدوليون والإقليميون المتوقع تدفقهم الى بيروت في غضون الأسبوع المقبل.
في الانتظار، لم تحمل الاستشارات النيابية غير الملزمة لرئيس الحكومة المكلف، أمس، أية مفاجآت، بل شكلت نسخة عن كل الاستشارات التي سبقتها منذ الاستقلال حتى الآن، مع اختلاف التسميات النيابية والأعداد والحقائب والأسباب الموجبة لرفع سعر هذه الكتلة أو تلك، وكل ذلك من ضمن «بازار» سياسي ـ نيابي مفتوح، لا يلزم الرئيس المكلف نهائياً.
ولعل المفيد في هذه المرحلة رصد حركة مشاورات جبران باسيل ونادر الحريري، وحركة هذا أو ذاك منهما، في اتجاه «الخليلين»، كما في اتجاه بعض الحلفاء، شرقاً وغرباً، شمالاً وجبلاً.
ووفق أحد المتابعين للملف الحكومي، يصح القول إن خطاب السيد نصرالله، أمس، «يشكل بوصلة إلزامية للتأليف الحكومي، إذا التزم المعنيون بمندرجاتها، فيمكن الفوز بتوليفة حكومية بأسرع مما يتوقع كثيرون، وإذا تعذر ذلك، فلن تكون الأمور سريعة، كما يشتهي البعض».
وعلى سبيل المثال لا الحصر، فإنه في لحظة دخول نواب «تكتل التغيير والإصلاح» للاجتماع بالحريري في مجلس النواب، لم يكن السيد نصرالله، قد أنهى مقاربته السياسية للملف الحكومي؛ وبالتالي، فإن «النسخة» التي عبر عنها إبراهيم كنعان، أمام الرئيس المكلف (وزارة سيادية كالمالية أو الداخلية وأخرى خدمية واثنتان «أساسيتان» مع عبارة أن «الطاقة» تعنينا)، وهي حقائب لا تُحتسب منها حصة «الطاشناق» (وزير واحد) ولا «المردة» (وزير واحد) ولا «القومي» (وزير واحد)، بدت كأنها «نسخة قديمة مستهلكة» ولا تمتّ بصلة الى المعنى السياسي الذي شرحه السيد نصرالله.
ما قاله الأمين العام لـ «حزب الله» يعني أن ما بعد الحادي والثلاثين من تشرين الأول، هو غير ما قبله. وهو كلام موجَّه بالدرجة الأولى الى الرئيس العماد ميشال عون ومعاونيه وأبرزهم جبران باسيل. صار مطلوباً من «التيار» أن يقدّم نسخة جديدة يصح القول فيها «ميشال عون الثاني». فالجنرال الرئيس بات مطالَباً بأن يطمئن الآخرين وأن يكون أباً للجميع؛ وبالتالي، عليه أن يكون رحباً وقادراً على تبديد مخاوف الآخرين، كما وقف معه حلفاؤه في عز محاولات استهدافه طوال عقد من الزمن.
نصرالله: عون جبل.. جبل
ولعل الرسالة الأهم التي أراد السيد نصرالله، توجيهها، تمثّلت في التأكيد على الحلف الوثيق مع الرئيس نبيه بري والإشارة المعروفة بأن «حزب الله» لن يشارك في الحكومة المقبلة من دون «أمل»، مطالِباً «التيار الحر» بعدم المشاركة في حكومة لا يتمثل بها الرئيس بري، على قاعدة التعامل بالمثل وردّ الجميل.
يأتي ذلك في موازاة الدعوة إلى تشكيل حكومة وحدة وطنية، في سياق كلمة طغى عليها التفاؤل والدعم الكامل للعهد الجديد، وكان لافتاً للنظر تجيير السيد نصرالله تسمية حصة الحزب في الحكومة الى بري، وبالتالي جعله مفاوضاً وحيداً باسم «الثنائي الشيعي» لا بل باسم كل مكوّنات «8 آذار» كـ «المردة» و «القومي» و «البعث» وطلال ارسلان و «الطاشناق».
وفي كلمة تلفزيونية خلال حفل تكريمي للقيادي الحزبي الراحل مصطفى شحادة في حسينية زقاق البلاط، دعا نصرالله إلى إغلاق الملف الرئاسي، نافياً أن تكون هناك أية صفقة بين الحزب وعون. وقال: «كل ما بيننا هو الثقة، ونحن اليوم مطمئنون جداً، لأن الذي يسكن قصر بعبدا هو رجل وقائد وصادق وشجاع ووطني وشخصية مستقلة وجبل.. جبل ولا يُشرى ولا يُباع «ولا يبرم ولا يفتل» ولديه ثوابت ولديه مبادئ يثبت عليها ويسير عليها».
وفي إطار تأكيده على العلاقة مع بري، توقف أمام الدور الإيجابي الكبير الذي قام به الأخير في يوم انتخاب عون، وإدارته الدقيقة والممتازة لإنجاز هذا الاستحقاق.. «باللعبة السياسية كان الرئيس بري يستطيع وأيضاً معه آخرون، أن يطيّروا النصاب، لكنه لم يفعلها وحافظ على الميثاق». وقال إن «مجريات جلسة 31 تشرين الأول هي شهادة كبيرة للرئيس نبيه بري».
كما أشاد بـ «الحليف الشريف الوزير سليمان فرنجية»، مشيراً إلى أن الأخير «كان عنده فرصة ذهبية أن يُنتخب رئيساً، ولكن من اليوم الأول التزم معنا»، بما في ذلك بمقاطعة جلسات كان يفترض أن تنتخبه رئيساً بعد ترشيحه من قبل الحريري!
وكرّر نصرالله دعوته الى الجميع للتعاطي بإيجابية مع العهد الجديد، «ولنعتبر كلبنانيين أننا أمام فرصة وطنية كبرى للانطلاق من جديد وللعمل سوياً من أجل الحفاظ على بلدنا ومعالجة أزماته ومواجهة التحديات القائمة في هذا المحيط المتلاطمة أمواجه. ونحن رهاننا كبير جداً في حزب الله على قدرة الرئيس ميشال عون والعهد الجديد على إدارة كل الاستحقاقات الوطنية المقبلة».
مستعدّون للتسهيل والتعاون
وعلى صعيد الملف الحكومي، ذكّر «بأننا لم نسمِّ الرئيس سعد الحريري لرئاسة الحكومة ولم نسمِّ أحداً أساساً، ولكننا قمنا بكل التسهيلات الممكنة ليحصل هذا التكليف، ولتبدأ مرحلة جديدة».
وقال إن «هذا البلد يحتاج إلى حكومة وحدة وطنية، يحتاج الى تضافر كل القوى، يحتاج إلى تعاون كل القوى. هناك البعض يتمنى أن يكون أحدٌ ما بالمعارضة حتى هو يعني يقشّ شمال ويمين؛ هؤلاء مشتبهون. على كل حال الرئيس المكلف قال إنه سيمشي ويسعى بهذا الاتجاه وهذا جيد. هذه بداية جيدة».
وذكّر «بأننا كنا نرفض أن ندخل نحن والرئيس بري إلى حكومة لا ترضي تكتل الإصلاح والتغيير والتيار الوطني الحر». وقال إنه «إذا كان الرئيس بري وحركة امل في الحكومات السابقة كانوا يقولون نحن لا نشارك إذا لم يشارك التيار الوطني الحر وحزب الله بالحكومة، فطبيعي جداً أن يأتي حزب الله ويقول: إذا لم يشارك الرئيس بري وحركة أمل فنحن لا نشارك»، وذهب الى حد القول إنه «من حق الرئيس بري على تكتل الإصلاح والتغيير والتيار الوطني الحر أن لا يشارك في حكومة لا يشارك فيها الرئيس نبيه بري. ليس المطلوب أن يعلنوا ذلك، ولكن المطلوب أن يفعلوا ذلك».
وأكد أن «المعني بالتفاوض حول الحقائب وتشكيل الحكومة بالنيابة عن حركة أمل وعن حزب الله سوياً هو الرئيس نبيه بري. هو معنيّ أن يفاوض حول حقائب، حول أعداد. نحن لسنا جهة مفاوضة. طبعاً نحن نتابع مع الرئيس بري في اتصالاته، في النتائج التي وصل إليها، نحن على الخط تماماً، ولكن هو المعني بهذا التفاوض». وأكد أنه «في حال كان الناس واقعيين وصادقين وإيجابيين وبادلوا الإيجابيات بإيجابية، تمشي الأمور بسرعة».
وقال إن القوى التي سهّلت التكليف حريصة على تأليف الحكومة في أسرع وقت ممكن، «لكن المطلوب الإيجابية، التعاون، والقناعة بعدم الإقصاء وبضرورة التعاون جميعاً، وأنا سمعت في اليومين الماضيين كلاماً مشجّعاً بالحقيقة، أنه نريد أن نتجاوز خلافاتنا. نحن وفريقنا لدينا نية تعاون ونريد لهذا العهد أن ينجح. ربما معنيون أكثر من سوانا بأن ينجح هذا العهد، وأيضاً نحن نريد لهذه الحكومة أن تؤلَّف وأن تنجح».
وقال نصرالله: «نحن ننتظر نتيجة المباحثات والمحادثات الحكومية لنرى إلى أين تصل الأمور. إذا كنا نحن نستطيع في مكان ما أن نساعد أو أن نقوم بدور إيجابي لتسهيل الأمور فلن نوفر جهداً، ولكن الأصل هو أن يتم التعاطي مع مَن يفاوض باسمنا جميعاً بالصدق والإيجابية المطلوبة».
وشدّد على أن اللبنانيين أمام فرصة جديدة، «اليوم نحن بلدنا مستقر أمنياً بنسبة كبيرة. هذا بفضل تضحيات الجيش والأجهزة الأمنية ورجال المقاومة ووعي الناس وتفهّم القوى السياسية. توجد مجموعة عوامل توصل إلى الأمن في لبنان، لا يوجد عامل واحد وحيد يُنسَب إليه هذا الفضل وهذا الإنجاز، هذا إنجاز مهم».
وختم في الملف اللبناني بالقول «لدينا عهد جديد وفرصة حكومة جديدة، ولدينا وضع في الإقليم مضطرب جداً، ولا يوجد أفق، بالعكس، (هناك) المزيد من الحروب المشتعلة… ونحن كلبنانيين نحن أمام فرصة تاريخية لنحميَ بلدنا ونتعاون لنحلَّ ما نقدر عليه من مشاكله، ونؤجل القضايا العالقة، ونعيد إحياء المؤسسات، ولكن هذا كله له علاقة بالروح الإيجابية والنية الصادقة والطيبة».
/+++++++++++++++++++++/
الأخبار//
نصر الله للعونيين: لا تُشارِكوا في الحكومة بلا «أمل»//
“أضاف السيد حسن نصرالله جرعةً من الإيجابية الى مسار التسوية في البلد، التي يبدو أن وتيرة أحداثها تتسارع. اعلن أن حزب الله فوّض أمر حصته الحكومية إلى الرئيس نبيه بري، داعياً تكتل التغيير والإصلاح إلى عدم المشاركة في أي حكومة لا تشارك فيها حركة أمل.
الثقة هي الجامع بين رئيس الجمهورية العماد ميشال عون وحزب الله، «ونحن تكفينا هذه الثقة» بحسب ما أكد الأمين العام لحزب الله السيّد حسن نصرالله. الرجل مُطمئن إلى أن من يسكن قصر بعبدا هو «قائد وشجاع وجبل». الحليف يعرف حليفه جيداً، «نحن نثق بالعماد عون وبالنسبة لنا هو رجل صادق وواضح وشفاف ومستقل ووطني».
يجد نصرالله نفسه في كلّ مناسبة مضطراً إلى أن يعيد تأكيد العلاقة الوثيقة التي تجمع حزبه بالتيار الوطني الحر وزعيمه السابق. يعود السبب إلى وجود من يُصر «حتى بعد الانتخاب على أنه صاحب الفضل في انتخاب عون، وعلى أن حزب الله لا يريد العماد عون رئيسا». وذلك على الرغم من أنّ «الحزب» ظُلم خلال سنتين ونصف سنة «واتُهمنا كثيراً بما خص الانتخابات الرئاسية وعلى نحو أساسي أن حزب الله لا يريد رئيسا في لبنان»، مُقدماً نصيحة إلى من«ظلمنا أن يراجع ما كتب عنا. فالكلام عن أننا لم نكن نريد عون رئيساً وأن مشروعنا هو الفراغ كلام واهم، ولم نكن في أي يوم خداعين أو كذابين على العماد عون ونحن قلنا منذ سنتين ونصف سنة اتفقوا معه». وقيل الكثير أيضاً عن «أننا نسجن الإستحقاق بانتظار ما سيحدث في سوريا، ولكن الحقيقة غير ذلك، وتبين أن الإنتخابات الرئاسية لا علاقة لها بالملف النووي الإيراني والأحداث في سوريا. ايران وسوريا أرادتا أن يكون الإستحقاق لبنانيا بحتا». المهم بالنسبة إلى السيّد، أنه بعد 31 تشرين الأول «يوم آخر في لبنان لأنه بات لدينا رئيس جديد للجمهورية».
المناسبة التي ألقى خلالها نصرالله كلمته هي الإحتفال الذي أقيم أمس تكريماً للقائد المقاوم الراحل مصطفى شحادة (أبو أحمد) في منطقة زقاق البلاط البيروتية، حيث أوضح أنه في الموضوع الرئاسي «لم تكن بيننا (الحزب وعون) صفقة رئاسية». الأمين العام طلب العودة إلى ما كُتب في الصحافة عن أنّ دعم حزب الله لعون يتخطى الصدق والوفاء إلى الحسابات السياسية، فقال «دعمنا ترشيحَه لأنه شفاف ومستقل وهو رجل لا يُشترى ولا يباع إنما يثبت على المبادىء ولا يتبع أحداً».
لم ينسَ نصرالله «رفع القبعة» لرئيس مجلس النواب نبيه بري لأنه «أثبت مرة جديدة أنه رجل دولة بامتياز، وأنه الضمانة الوطنية الكبرى في الزمن الصعب، ويجب أن يُحفظ له ذلك ممن اختلف معه». فبري، من وجهة نظر شريكه، أدى دوراً إيجابياً بـ«إدارته الدقيقة لإنجاز الإستحقاق رغم إعلانه أنه لن ينتخب عون، كما كان بإمكانه تطيير النصاب لكنه لم يفعل». أما رئيس تيار المردة النائب سليمان فرنجية، فهو «الحليف الشريف»، الذي كان يملك «فرصة ذهبية للوصول الى بعبدا ورغم ذلك التزم معنا، وقال لنا لن أذهب إلى جلسة الانتخاب حتى لو كنت أنا الرئيس ما لم تكن كتلة حزب الله مشاركة فيها».
بعد توجيه التحية إلى بري وفرنجية والحزب السوري القومي الاجتماعي والنائب طلال ارسلان وحزب البعث، أسف نصرالله لأن «بعض النواب خلال جلسة الانتخاب أذوا صورة المجلس النيابي وصورة البلد ككل». في الملّف الحكومي، وجّه نصرالله التحية أيضاً إلى رئيس حكومة تصريف الأعمال تمام سلام على «حكمته وصبره. لبنان كان يحتاج إلى شخصية كهذه وهو بذل جهوداً كبيرة». أما في ما خص تكليف الرئيس سعد الحريري تأليف الحكومة، فأكد نصرالله أن «مصلحة لبنان هي في حكومة وحدة وطنية»، معترضاً على منطق معارضة، وموالاة في الحكم، وكأنّ من يُطالبون بذلك لا يُدركون الواقع اللبناني.
وذكّر بالفترة، التي «كنا فيها نحن والإخوة في حركة أمل نقف إلى جانب الإخوة في تكتل التغيير والإصلاح والتيار الوطني الحر عندما كانوا يتعرضون لأي غبن، وكنا نرفض الدخول بأي حكومة فيها أي إجحاف لهم». وانطلاقاً من مبدأ المساواة والعدل بين جميع الحلفاء، أعاد نصرالله التأكيد أنّ «حزب الله لن يشارك في أي حكومة لا تشارك فيها حركة أمل». لا بل أكثر من ذلك، «من حق الرئيس بري على تكتل التغيير والاصلاح والتيار الوطني الحر ألا يشاركا في أي حكومة لا يشارك فيها. ليس عليهم قول ذلك، ولكن العمل عليه».
تحدّث نصرالله عن اللقاء الذي سيُعقد اليوم في المجلس النيابي بين الحريري وكتلة الوفاء للمقاومة في إطار الإستشارات الحكومية. ستُبلغ الكتلة الرئيس المُكلف حين تلتقيه أنّ «المعني بالتفاوض عن حصة حزب الله وحركة أمل هو الرئيس نبيه بري، وطبعاً هو يتواصل معنا ويُبلغنا نتائج محادثاته».
طغت الإيجابية على كلام الأمين العام، الذي أكد أنّه في الملف الحكومي «ليس هناك أحد منا يريد أن يعطل أو يؤجل أو يعرقل، إنما لا بدَّ من إجراء نقاش طبيعي وعلى البعض التعاطي بايجابية، فتمشي الامور على نحو سهل وطبيعي»، مضيفاً بأنّه «ليس هناك من يريد تفشيل عمل الرئيس المكلّف سعد الحريري، وإنما من سهّل التكليف حاضر لتسهيل التأليف، لكن عبر التعاطي بايجابية والتعاون». ما يريده حزب الله هو أن «ينجح العهد ونحن نريد لهذه الحكومة أن تنجح».
بعيداً عن الملّف اللبناني، استغرب نصرالله اتهام الجيش اليمني من قبل المملكة العربية السعودية بأنه يريد استهداف مكة المكرمة»، واضعاً هذا الإتهام في إطار وجود «كذبة سعودية تريد من العالم كلّه أن يصدقها رغم عدم وجود أي دليل على الافتراء السعودي».
/+++++++++++++++++++++/
اللواء//
الحقائب السياديّة تفتح شهيّة الكتل.. والتأليف يسابق الوقت//
الحريري الی بعبدا بعد انتهاء الإستشارات ونصر الله يفِّوض برّي ويطالب تكتُّل الإصلاح بالوفاء له//
“تنتهي استشارات التأليف غير الملزمة اليوم، للوقوف على مطالب الكتل النيابية، ليس حول شكل الحكومة التي سيشكلها الرئيس سعد الحريري بل حول الحقائب والمطالب المتعلقة بها، بعدما سال لعاب الكتل ورؤسائها والأحزاب التي تقف وراءها لالتهام ما يمكن التهامه مع تسليم هؤلاء بأن فترة السبعة أشهر لعمر حكومة الانتخابات لا تستأهل معارك على الحصص، وإن ادرجها البعض في إطار ربط نزاع لمرحلة ما بعد الانتخابات، بعدما برزت في الأفق معالم مرحلة سياسية محلية، ولبنانية – دولية، حيث يتأكد يوما بعد يوم، ان «الانفراجة السحرية» بانتخاب الرئيس وتأليف الحكومة، وتبدل المناخ السياسي في لبنان، بحيث حلت التهدئة محل التصعيد، وانضوى الجميع في بوتقة احياء المؤسسات وتحييد لبنان عن الأزمات المشتعلة في المنطقة، سواء في حلب أو الموصل أو مدن وجبهات اليمن، ثابتة وصلبة في مسيرة يتعاون فيها الاقوياء في الطوائف لمنع اهتزاز الصيغة، والحفاظ على مرتكزات دولة لبنان الكبير، في ظل تلاعب بالخرائط من المتوقع ان تتوضح معالمه بعد انتخابات الرئاسة الأميركية التي تبدأ الثلاثاء المقبل.
وتلخص مصادر نيابية واسعة الاطلاع اليوم الأوّل من استشارات الرئيس الحريري في مجلس النواب والروح العامة لها بأنها متعاونة ومتفائلة وعلى قناعة بأن مرحلة جديدة من الوفاق الذي أنتج الرئيس وأسهم في تكليف صاروخي للرئيس الحريري، انطلقت مع سقوط المحاذير والحواجز، وتقديم ما يلزم من تسهيلات بتسمية الرجل الذي لاقى حلف «حزب الله» – عون عند منتصف الطريق، وأوصل رئيس تكتل «الاصلاح والتغيير» إلى قصر بعبدا، وأعاد الرئيس الحريري إلى السراي الكبير، فيما عوم هذان الحدثان دور الرئيس نبيه برّي المحوري في عملية تأليف الحكومة والتفاوض بأسم «حزب الله» أيضاً على الحصة الشيعية في الحكومة العتيدة، علماً أن محاولة «التيار الوطني الحر» لتنظيم الحشد الشعبي في «قصر الشعب» غداً الأحد توحي بخلاف ذلك، من خلال تصوير ان الشعب هو الذي فرض عون رئيساً.
وإذا كانت الأوساط المعنية بالتأليف أكدت ما نشرته «اللواء» عن الخطوط العريضة لحكومة الرئيس الحريري الثانية، فإنها حددت مهلة زمنية لولادة الحكومة تنطلق من أسبوعين، مرّ منهما أربعة أيام ولا تتجاوز الأربعة أسابيع.
ورأت هذه الأوساط ان تفاهما ما حصل بين الرئيسين ميشال عون والحريري على بذل الجهود القصوى لإصدار مراسيم الحكومة بين 20 و21 الجاري، أي خلال أسبوعين أو ثلاثة.
وكشف مصدر مطلع على الاتصالات الجارية لـ«اللواء» ان تفاهماً حصل أيضاً على عدم المس بالتوزيع الطائفي الحالي للحقائب السيادية، وتحرير الوزارات الخدماتية والعادية من هذا المعيار.
ورأى هذا المصدر ان الاهتمام الدولي والعربي بلبنان يُشكّل حافزاً لرئيس الجمهورية والحكومة للاحتفال بعيد الاستقلال، في ظل حكومة مؤلفة، وأن كان ليس من السهل ان تمثل امام مجلس النواب وتنال الثقة قبل العيد.
وفي السياق، نفت مصادر دبلوماسية روسية المعلومات التي تحدثت عن موفد روسي سيصل إلى بيروت خلال ساعات للتحضير لزيارة مسؤول روسي رفيع.
وكانت الخارجية الأميركية قالت في بيان لها بعد تكليف الرئيس الحريري ان «الولايات المتحدة الأميركية تدعم السلام والاستقرار في لبنان، وهي ستقدم ما يلزم من مساعدات تصب في هذا الاتجاه»، فيما توقف بيان الخارجية الفرنسية عند الحوار الجاري عبر فرنسا مع كل من بيروت والرياض لإحياء برنامج المساعدات السعودي لتسليح الجيش اللبناني بسلاح فرنسي.
وقال المتحدث باسم الخارجية الفرنسية روسان نادال، أمس، ان «صفقة دوناس (وهو التعبير الفرنسي للمنحة السعودية لتسليح الجيش) تشكّل استجابة للاحتياجات الحالية للقوات المسلحة اللبنانية، مذكراً بالمخاطر التي على لبنان مواجهتها في إطار إقليمي غير مستقر».
وفي ما خص عمليات التأليف، لاحظ دبلوماسي غربي ان مهمة الرئيس الحريري بتأليف الحكومة ربما تستغرق وقتاً نظراً للتعقيدات والانقسامات السياسية في لبنان، مستبعداً ان تكون عملية التشكيل سهلة، بسبب شهية المستوزرين ورفع سقف المطالب، ومطالبة العهد والرئيس المكلف بتسديد فواتير الدعم والانتخاب.
اما وزير الخارجية الفرنسية جان – مارك ايرولت فشدد في تصريح له على العمل السريع من أجل حكومة جامعة في لبنان، معتبراً ان تشكيل مثل هذه الحكومة ضروري للخروج من الأزمة التي يمر بها لبنان، لكي يرد على التحديات التيتواجهه، ولكي تساعده الأسرة الدولية بشكل أفضل.
نصر الله
وبالتزامن مع اليوم الأول من الاستشارات قدّم الأمين العام لحزب الله السيّد حسن نصر الله مراجعة ومطالعة «إرشادية» لما يمكن أن يستقر عليه الوضع الحكومي.
فبعد أن غمز من قناة رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع لجهة ما تداوله من مواقف من أن «حزب الله» كان يريد الفراغ ولا يريد انتخاب عون، كشف عن أن لا تفاهمات ولا اتفاقات مع الرئيس المنتخب، وكل ما في الأمر أن الثقة هي التي تحكم العلاقة مع عون الذي يسكن بعبدا اليوم، واصفاً إياه «بالجبل» وهو لا يستأثر إلا بما يراه مناسباً.
ولم ينسَ السيّد نصر الله أن يوجه التفاتة خاصة للنائب سليمان فرنجية الذي يؤتمن على المقاومة والوطن، واصفاً إياه «بالحليف الشريف».
وفي إطار الرسائل التي وصفت بأنها ذات دلالة، التنويه بأداء الرئيس تمام سلام والإشادة بدور الرئيس برّي في إدارة جلسة انتخاب عون، معتبراً أنه «ضمانة وطنية كبرى في الزمن الصعب».
وبعد أن أعلن كل الثقة بإدارة العماد عون للعهد بكفاءة عالية، توقف عند تأليف الحكومة، داعياً إلى انتظار ما سيعلنه رئيس كتلة الوفاء للمقاومة النائب محمّد رعد بعد لقاء الرئيس الحريري، كاشفاً عن تسهيلات قدّمت لكي يحصل تكليف الرئيس الحريري، وذكّر «التيار الوطني الحر» بأن حركة «أمل» و«حزب الله» ربطا مشاركتهما في الحكومات السابقة عندما كانت تجري مفاوضات التأليف بمشاركة التيار، وقال «ما لم تُشارك حركة «أمل» فنحن لن نشارك في الحكومة».
وأكد أن «من حق الرئيس برّي على «التيار الوطني الحر» إذا لم تشارك حركة «أمل» في الحكومة أن لا يُشارك التيار الوطني بها»، معلناً أن المعني بالمفاوضات للتفاوض على الحكومة والحقائب الوزارية عن «حزب الله» وحركة «أمل» هو الرئيس برّي فقط، وأن «حزب الله» لن يفاوض على أي شيء في الحكومة». وقال: «يمكن أن يقول أحد أن «حزب الله» و«أمل» وسوريا لا يريدون للرئيس الحريري أن يؤلف الحكومة، وهذا غير صحيح.
وأكد الأمين العام لحزب الله، في احتفال تكريم لأحد قيادييه مصطفى شحادة في زقاق البلاط، أن من سهّل التكليف حريص على أن يكون هناك تأليف بأسرع وقت.. ونحن نريد للحكومة أن تؤلّف وتنجح».
ولاحظ مصدر نيابي في 14 آذار أن رسالة السيّد نصر الله التي جاءت في توقيت مناسب لبنانياً، تؤكد أن حزب الله لن يفرّط بالعهد، ولا بالرئيس برّي، ولن يعرقل مهمة الرئيس الحريري.
مشاورات اليوم الأول
فكيف كانت حصيلة مشاورات اليوم الأول في ساحة النجمة؟
1- على صعيد الكتل المسيحية: حزب الكتائب أعلن أنه تلقى عرضاً للمشاركة في الحكومة وهو يدرس الموقف الذي يتوقع أن يكون إيجابياً، و«القوات» طالبت على لسان النائب جورج عدوان بحقائب ثلاث: سيادية وخدماتية وعادية، وفقاً لما أشارت «اللواء» أمس.
إلا أن النائب فرنجية الذي اعتبر أن استدعاء الرئيس عون له للمصارحة من شأنه أن يطوي صفحة الاستحقاق الرئاسي وما انتابها من مؤشرات سلبية، غمز من قناة عدم المشاركة في الحكومة إذا ما عُرضت عليه وزارة دولة، في وقت تحدثت أوساط قريبة منه من أنه يرغب بالحصول على إحدى الوزارتين العمل أو الشؤون الاجتماعية.
أما تكتل «الاصلاح والتغيير» الذي آلت رئاسته إلى الوزير جبران باسيل، فإنه ماضٍ في تكريس فصل حصة الرئيس عن حصة التيار، بمعنى انتزاع نصف الحصة المسيحية في الحكومة الثلاثينية.
2- وعلى صعيد الكتل الإسلامية، وحده النائب وليد جنبلاط بدا قنوعاً، فهو كشف أنه طلب الحد الأدنى من الرئيس الحريري، فيما المعروف أن الثنائي الشيعي يرغب في الحفاظ على الوزارات التي تكرّست عبر الحكومات السابقة، لا سيما وزارة المال، حيث أكدت مصادر مطلعة أن لا مشكلة في أن تبقى مع حركة «أمل»، في حين أشار الرئيس فؤاد السنيورة إلى ضرورة المداورة في الحقائب بحسب النظام الديمقراطي، بعدما تعذّرت بعدم إجراء الانتخابات النيابية.
وينتظر أن تتبلور المواقف أكثر اليوم مع انتهاء المشاورات مع كتلة «المستقبل» النيابية و«الوفاء للمقاومة» والنواب المستقلين، ثم يتوجّه الرئيس الحريري إلى بعبدا لإطلاع رئيس الجمهورية على نتائج مشاوراته.
قصر الشعب
وفي سياق استعادة «مشهدية قصر الشعب» التي دعا إليها «التيار الوطني الحر» أمس لتكون عنوان الحشد الذي ينظمه غداً في قصر الشعب، حيث ستكون كلمة للرئيس عون، متوجهاً إلى الحشد قائلاً: «يا شعب لبنان العظيم»، أكّد رئيس الجمهورية أمس، ان جميع مكونات الشعب اللبناني التقت على تبني خطاب القسم، والتزام تحقيق ما ورد فيه خلال ولايته الرئاسية، معتبراً ان جمع اللبنانيين حول سياسة داخلية وطنية سيليه جمعهم حول سياسة خارجية واحدة أيضاً بعد تذليل كل التعقيدات التي تعترض تحقيق ذلك حتى الآن، في إشارة إلى الانقسام حيال تورط «حزب الله» في الحرب السورية.
وشدّد عون خلال استقباله سفراء مجموعة الدعم الدولية، على ان تطبيق القوانين هو المعيار الوحيد الذي يرسم حركة الدولة ومؤسساتها، سواء كانت أمنية أو إدارية لإنهاء حالة التراخي، مشيراً إلى ان أولويات المرحلة المقبلة هي إنجاز قانون جديد للانتخابات النيابية التي سوف تجري في موعدها في شهر أيّار المقبل.
/+++++++++++++++++++++/
البناء//
جبهات ساخنة في حلب ومشاريع لليمن… واحتدام التنافس الرئاسي الأميركي//
نصرالله يرسم ثوابته الحكومية: بري ممرٌ إلزاميّ… والثقة بعون ثلثٌ ضامن//
فرنجية وأرسلان وكرامي لحكومة الثلاثين والتمثيل الحزبي على الطاولة//“بينما يضيق هامش الوقت أمام المتنافسين في انتخابات الرئاسة الأميركية قبل ثلاثة أيام من اليوم الفاصل الثلاثاء المقبل، تضيق المسافات الفاصلة بين المرشحَين الديمقراطية هيلاري كلينتون والجمهوري دونالد ترامب، ويتناوب المرشحان على تصدّر استطلاعات الرأي في ضوء كيفية احتساب تصويت الولايات المتأرجحة غير المحسومة تقليدياً لأيّ من الحزبين والتي تقول غالباً الكلمة الفصل لصالح المرشح الفائز في الانتخابات وتتقدّمها كاليفورنيا وأوهايو. وقد سجلت الاستطلاعات نجاح ترامب في التفوّق على كلينتون في كسب أصواتها بعما بقيت شهوراً شبه محسومة النتائج لحساب كلينتون، وقد شرحت مصادر متابعة للانتخابات ما يجري عشية يوم الاقتراع، باعتباره الاختبار السياسي والعملاني الأكبر لأجهزة الأمن التي تشكل حكومة الظل في صناعة المشهد الانتخابي، رغم الضباب الكثيف الذي ينتشر أمام العملية الانتخابية، فالتوازن الهشّ بين الحزبين المتنافسين تاريخياً، يجعل من يملك قدرة التحكم بـ 5 من اتجاه الناخبين قادراً على حسم الرئاسة، لأيّ من مرشحي الحزبين اللذين لكلّ منهما ولايات مؤيدة تقليدياً، لتصير ما تعرف بالولايات المتأرجحة ميدان التنافس، وهي متأرجحة أصلاً لوجود نسبة هامة من ناخبيها لا تنتمي لأيّ من الحزبين، ومَن يكسب تصويت هذه الفئة يكسب الانتخابات الرئاسية كلها، ومثلما يشتغل الحزبان على كسب هذه الفئة تشتغل أجهزة الأمن الممسكة بالقدرة على فتح ملفات للمرشحين كملف التهرّب الضريبي لترامب وملف تهريب المراسلات الحكومية عبر البريد الإلكتروني الشخصي لكلينتون، وتتحكّم جرعات التسريب كمّاً ونوعاً بوقائع التحقيقات في الملفات بتصنيع تأرجح الأصوات بين المرشحين المتنافسين، بينما تدور في الكواليس مفاوضات شاقة ومتشعّبة بين صانع القرار الفعلي أو حكومة الظلّ وكلّ من المرشحين لبلورة القرار النهائي بالتصويت لحساب أيّ منهما، ومثلما كانت المفاوضات مع الرئيس باراك أوباما قد جعلت رئاسته محكومة بسقفي الانسحاب من العراق وأفغانستان، تبدو الرئاسة الحالية محكومة بسقوف التسويات مع طهران وموسكو، كما تقول المصادر المتابعة، ويدور حولها تطويع الخطابات الشعبوية للمرشحين، بمثل ما تدور مفاوضات أخرى لمراكز ضغط يمثلها تجمّع الشركات الكبرى الذي ينشط على وسائل الدعاية ويدفع التبرّعات، ويملك قدرات تأثير عالية على نسبة تتراوح بين 1 و2 تصير مؤثرة في التنافس الحادّ بين المرشحين ومحور التفاوض السياسة الضريبية من جهة، والتأمينات الاجتماعية من جهة أخرى، وحصيلة خيارات حكومة الظلّ الأمنية ومجموعات ضغط التكتل الاقتصادي تتقرّر هوامش المنافسة، فإن كان الخيار واحداً حسمت المعركة سلفاً وإنْ تضاربت الخيارات صارت الهوامش في الانتخابات لمصادفات التصويت واسعة كما جرى مع جورج بوش الإبن.
مع اقتراب موعد الانتخابات الأميركية التي تحتلّ حيّزاً من الاهتمام العالمي، أقلّ من كلّ مرة، تقترب جبهات سورية خصوصاً في حلب من تطورات حاسمة مع فشل الهجوم الثاني للجماعات المسلحة بعد فشل هجومها الأول من محاور ضاحية الأسد نحو الأكاديمية العسكرية، بينما تكبّدت جبهة النصرة في هجومها الثاني على محاور حلب الجديدة، وحي الزهراء المزيد من الخسائر، لتنقل المعلومات الآتية من حلب عن استعدادات سورية وروسية مع الحلفاء لهجوم كبير لم يُعرف ما إذا كان سيستهدف مدينة الباب أم الأحياء الشرقية في حلب أم جنوب غرب حلب، فيما تزايدت الأنباء عن تقدّم في المشاورات السياسية الهادفة لحلّ سلمي في اليمن، خصوصاً مع إشارات إيجابية من صنعاء نحو المبادرات وضغوط غربية على السعودية لتعديل موقفها.
لبنان الذي نجح بقطف ثمار المتغيّرات الدولية والإقليمية في إنهاء الفراغ الرئاسي وبدء المشوار نحو تشكيل حكومة وحدة وطنية، راسماً الطريق لطلائع خيارات التسوية في المنطقة وشكلها وظروف ولادتها، كان كلام الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله الحدث الأبرز فيه مع تحديده لثوابت حزب الله، الذي شكّل الراعي الأهمّ للتسوية التي أوصلت العماد ميشال عون لرئاسة الجمهورية وفتحت الطريق لوصول الرئيس سعد الحريري إلى رئاسة الحكومة.
أكد السيد نصرالله أنّ رئيس مجلس النواب نبيه بري ممرّ إلزامي لولادة الحكومة، كما كان العماد عون ممراً إلزامياً لملء الفراغ الرئاسي. وقال إنّ الرئيس بري سيفاوض بالنيابة عن حركة وأمل وحزب الله معاً، وإنّ الحكومة المرتجاة حكومة وحدة وطنية متحرّرة ضمناً من شرط الثلث الضامن بقوله الصريح نثق بالعماد ميشال عون، وإنّ التطلع لتضمّ الحكومة جميع الأطراف، متوقفاً بصورة لافتة تمثل رسالة واضحة عند مسيرة النائب سليمان فرنجية، وتعامله الأخلاقي مع التزامه عدم تأمين النصاب لجلسة سينتخب فيها رئيساً تضامناً مع حزب الله الذي يقاطع الجلسات إلى حين ضمان وصول العماد عون إلى الرئاسة، راسماً خارطة طريق لضمّ جميع المكونات إلى الحكومة لتوسيع نطاق التوافق وصناعة مناخ يحيط انطلاقة العهد بما يكفل توفير أفضل مناخات الاستقرار.
المعلومات التي حصلت عليها «البناء» تؤكد أنّ التفاعل الإيجابي مع طروحات السيد نصرالله قائم من قبل رئيس الجمهورية والرئيس المكلف، وأنّ علامات هذا الانفتاح بدأت بالبحث جدياً بصيغة تمثيل النائب فرنجية والحقيبة المناسبة في حال مشاركته شخصياً أو تمثيله بالنائب السابق كريم الراسي أو الوزير ريمون عريجي، كما البحث بتوزير الوزيرين السابقين طلال أرسلان وفيصل كرامي، الأول بحساب التوافق الدرزي في حال حكومة ثلاثينية، الثاني بحسابات الانتخابات النيابية وتحالفاتها الطرابلسية، فيما تجري مناقشة التمثيل الحزبي من خارج الكتل الممثلة للتفاهمات الكبرى في الطوائف على قاعدة ثنائية تمثيل «الكتائب» و«القومي» سواء بربط التمثيلين ببعضيهما، أو بصيغ التمثيل والطوائف التي يحتسب من حصتها، والمواقع السياسية والرئاسية التي ستحسب عليها حصصهما في حال سارت الأمور بهذا الاتجاه.
نصرالله: دعم إضافي للعهد وتفويض لبري
ضخّ الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله جرعات من الدعم الإضافية في شرايين العهد الجديد، كما فكك الألغام السياسية أمام طريق الرئيس المكلف لتشكيل الحكومة بعدما قدّم الحزب التسهيلات له بمرحلة التكليف كما أعلن السيد نصرالله. فثقة سيد المقاومة برئيس الجمهورية العماد ميشال عون مطلقة، ووصفه إياه بالرجل الشجاع والصادق حرّرت الرئيس سعد الحريري من عقدة الثلث الضامن لفريق المقاومة في الحكومة العتيدة. فهذا الثلث الذي كان فريق 8 آذار يواظب على التمسك به في الحكومات المتعاقبة بعد اغتيال الرئيس رفيق الحريري قد يبقى في عهدة رئيس الجمهورية في الحكومة العتيدة في إطار تفاهم سياسي واسع يكون فيه الرئيس الشريك الأساسي والضامن له. كما وفر السيد نصرالله على الحكومة الاستعانة بقواميس العالم لإيجاد صياغة توافقية للبيان الوزاري، لا سيما في ما يتعلق بالمقاومة التي وردت في خطاب الرئيس عون في المجلس النيابي الذي كان محطّ إجماع الأطراف وفي مقدمتهم حزب الله.
وأجرى السيد نصرالله جردة حساب للتيار الوطني الحر فاصلاً بينه وبين رئيس الجمهورية ودعا «التيار» للتصرف مع الرئيس بري، كما كان يتصرف بري وحزب الله معه في كثير من المحطات، لا سيما عندما رفضا دخول حكومات عدة استبعدت «التيار».
وفي كلمة له خلال الاحتفال التكريمي للقائد الراحل الحاج مصطفى شحادة في زقاق البلاط، أكد السيد نصرالله إننا في حزب الله لم نسمّ أيّ أحد لرئاسة الحكومة، لكنّنا قدّمنا كل التسهيلات لكي يحصل هذا التكليف.
مرونة السيد نصرالله في التكليف والثلث الضامن والبيان الوزاري لم تنسحب على تركيبة الحكومة والحقائب الذي فوّض أمر التفاوض بشأنها لرئيس المجلس النيابي نبيه بري، فأكد السيد نصرالله أن «حزب الله يريد حكومة وحدة وطنية، وأنه لن يتدخل في المفاوضات إلا من أجل الاطلاع على النتائج من قبل الرئيس بري»، موضحاً أنه إن لم يشارك الرئيس بري في الحكومة المقبلة فإنّ حزب الله لن يشارك فيها، قائلا: «من حق الرئيس بري على تكتل التغيير والاصلاح ألا يشارك في حكومة لا تشارك فيها حركة أمل».
وقالت مصادر مطلعة لـ «البناء» إنّ «حزب الله لم يسمّ الرئيس الحريري أو الرئيس فؤاد السنيورة في أيّ من الحكومات الماضية، وهذا لا يعني أنه لم يشارك في تلك الحكومات المتعاقبة. وهذه القاعدة المعمول بها مستمرة، والحريري أكثر من يعرفها والكارت الأخضر الذي رفعه السيد نصرالله في خطاب النصر في 13 آب الماضي بأنه لا يمانع عودة الحريري الى رئاسة الحكومة كان الإيذان الأول بعودة الحريري للحكومة، وهذا أهمّ من الاعتبارات الدستورية والأغلبية النيابية التي يحظى بها الحريري.
وشدّدت المصادر على أنّ «الحريري كان مُصراً أن يسمع من حزب الله في جلسة الحوار الثنائي بين المستقبل وحزب الله التي سبقت خطاب النصر في 13 آب الماضي جواباً على سؤال أننا إذا وافقنا على انتخاب عون رئيساً ما هو موقف حزب الله من رئاسة الحكومة، فأبلغ الوزير جبران باسيل الحريري أن لا مشكلة لحزب الله بعودتك لرئاسة الحكومة ثم أبلغ الحاج حسين الخليل السيد نادر الحريري الموقف نفسه، ثم توّج بكلام السيد نصرالله في خطاب النصر بأن لا مشكلة بعودة الحريري إذا انتخب عون».
ولفتت المصادر الى أنه «عندما يفوض حزب الله الرئيس بري التفاوض عن أمل والحزب بمسألة تشكيل الحكومة فيكون قد ألزم نفسه بنتيجة التفاوض التي يقودها بري بالتشاور مع الحزب أكانت سلبية أم إيجابية». وأوضحت أن «المسألة لدى الثنائي الشيعي أكبر وأعمق وأبعد من مسألة حصص وزارية بل مسألة التفاهم على العناوين السياسية التي ستتصدى لها حكومة الحريري في المرحلة المقبلة وأهمّها قانون الانتخاب». وكشفت المصادر عن «قرار حاسم لدى قيادة حزب الله قرار بعدم المشاركة في الحكومة إذا رُفضت مطالب بري، مستبعِدة ولادة حكومة من دون الثنائي أمل وحزب الله ومن يعتقد بأنّ البلد يسير من دونهما فهو واهم».
..والحريري بدأ مشاوراته بـ «لقاء العسل»
في غضون ذلك، بدأ الرئيس المكلف سعد الحريري المشاورات النيابية غير الملزمة لتأليف حكومة في المجلس النيابي بلقاء مع الرئيس بري.
ونقلت مصادر مستقبلية لـ «البناء» أن «اللقاء بين الرئيسين بري والحريري كان إيجابياً» و«أحلى من العسل» وأكدت أنّ العلاقة بين الطرفين عادت الى سابق عهدها ومرت غيمة الصيف التي سبقت ورافقت مسألة انتخاب الرئيس والدليل موقف الرئيس بري وكتلته بتسمية الحريري لتكليف الحكومة في الاستشارات، مشددة على أنّ «بري قامة وطنية كبيرة وحاجة للبلد وجوهرها لا يظهر إلا في الأزمات». وأضافت المصادر أنّ الحريري «يأمل من جميع الكتل التي أعلنت مواقف إيجابية أن تترجمها الى أفعال من خلال إظهار المرونة في عملية التأليف وأن لا يكون هناك تعقيدات وفيتوات لأنّ الحريري سيعمل على تسريع تشكيل الحكومة لتولد قبل عيد الاستقلال إذا أمكن لتأخذ ثقة المجلس النيابي وتبدأ عملها على الأرض بإزالة مخلفات وآثار تجميد البلد منذ سنوات». وإذ نفت المصادر تمسك تيار المستقبل بحقائب معينة، أوضحت أنه «يطالب بما درجت العادة في تشكيل الحكومات خصوصاً أنّ تياراً واسعاً وكبيراً كالمستقبل يستحق وزارة سيادية وأخرى خدمية وفي الوقت نفسه همّ الحريري الأول ولادة هذه الحكومة».
وبعد الرئيس بري التقى الرئيس المكلف رئيس حكومة تصريف الاعمال تمام سلام، فالرئيس فؤاد السنيورة الذي رأى «أننا بحاجة الى تشكيل حكومة بشكل سريع وذلك يقتضي تعاون جميع المعنيين لتسهيل عملية التأليف». ثم التقى نائب رئيس مجلس النواب فريد مكاري.
وختم الحريري جولة استشاراته الاولى بالتشاور مع كتلة «التنمية والتحرير»، وقد أعلن النائب أنور الخليل بعد اللقاء أن «الاجتماع كان مفيداً ومنتجاً وصريحاً للغاية ولم نطلب حقائب معينة على الإطلاق بل طلبنا من الحريري أن تكون عملية توزيع الحقائب عادلة بين الأفرقاء».
وفي حين وصف الحريري الجولة الصباحية بـ «الإيجابية والجيدة»، استهلّ الجولة الثانية بلقاء كتلة نواب التيار الوطني الحر التي طرحت مسألة المداورة في الحقائب»، ثم التقى الحريري كتلة القوات اللبنانية، حيث أكد النائب جورج عدوان بعد الاجتماع أن «من يريد أن يمارس المعارضة أو التعطيل الباب مفتوح له أن يكون خارجها ونحن كقوات حريصون على أن تكون الحكومة متجانسة». وأكد رئيس حزب الكتائب سامي الجميّل وكتلته، بعد لقائه الرئيس المكلف أنه «في هذا الجو الإيجابي الموجود في لبنان، لا يمكننا ألا أن نكون إيجابيين، ونعطي فرصة لإنقاذ لبنان من واقعه المرير». وطالب رئيس الحزب الديمقراطي اللبناني طلال أرسلان بتمثيل كل الكتل من دون استثناء وبتمثيل الحزب الديمقراطي.
ووصفت مصادر في كتلة التغيير والإصلاح لـ «البناء» اللقاء مع الحريري بالجيد والمريح، مؤكدة أن «الجميع متفق على أن صفحة جديدة قد فتحت وعهداً جديداً قد بدأ مع انتخاب الرئيس عون وتكليف الحريري تشكيل الحكومة». وأوضحت المصادر أن «لا تصوّر حاسم وكامل للحكومة لدى الحريري ولا يزال الأمر في بدايته ويتزوّد من الكتل النيابية بآرائها وتصوراتها لشكل وتركيبة الحكومة، لكن لم يفصح عن تصوّره النهائي». ولمست المصادر من الرئيس المكلف أنه «ضنين على التعاون لإنجاح العهد وإزالة العقد التي تعترض تشكيل الحكومة كي تولد بسرعة وينطلق العهد بقوة واندفاعة».
وطالب التيار الوطني الحر بحسب المصادر بحقائب سيادية وأن يكون التوزيع مرتبطاً بالأحجام النيابية وبالميثاقية، مرجحة أن «تكون الحكومة ثلاثينية». ولفتت المصادر إلى أن طرح التيار الوطني الحر مبدأ المداورة في الوزارات رغم أهميته، لكن لا يبدو أننا قادرون على تطبيقه في هذه الحكومة التي سيكون عمرها قصيراً ومهمتها إجراء الانتخابات النيابية»، ونقلت المصادر ارتياح الرئيس عون لمسار الأمور والمشاورات والتعاون الذي أبداه الجميع، كما نقلت تشديده على «الإسراع في تشكيل الحكومة وإصراره أن تكون وحدة وطنية وأن لا يتمّ إقصاء أيّ فريق وتوزيع عادل للوزارات»، مؤكدة أنّ «العلاقة بين عون وبري تتحسّن تدريجياً وستكون منتجة لمصلحة البلد في المستقبل».
وعلمت «البناء» من مصادر في كتلة الكتائب أنّ الرئيس الحريري تمنى على الكتائب المشاركة في الحكومة، لكنها رأت أن من المبكر الحديث في هذا الموضوع الذي يحتاج لاجتماعات أخرى مع الحريري لنتخذ القرار في حينه، مشدّدة على أنّ اللقاء كان ممتازاً وأكدت كتلة الكتائب للحريري وقوفها معه ودعمها الشامل ولم تطالب الكتائب بوزارة محددة.
ولمست المصادر من الحريري «ولادة سريعة للحكومة التي سيتراوح عددها بين 24 و30 وزيراً»، موضحة أن ما كان يعرقل تشكيل الحكومات السابقة هو عقدة توزير الوزير جبران باسيل وفي حقائب معينة فضلاً عن أن «كل الأطراف تستعجل التأليف لاعتبارات عدة». وأشارت الى أنّ «العلاقة مع رئيس الجمهورية بمعزل عن المواقف السابقة، لكن وبعد أن أصبح عون رئيساً للجمهورية لا بدّ أن نتعامل معه ونقف الى جانب العهد الجديد إذا كانت سياساته صائبة».
أما رئيس تيار المرده سليمان فرنجية فصرّح بعد لقاء كتلته الحريري: «طالبنا أن يكون لكتلتنا حقيبة أساسية وسننسق مع الرئيس بري في هذا الإطار، وإن كان هناك من إحراج، فنحن لسنا متمسكين بأي وزارة».
كما التقى الحريري النواب محمد الصفدي، وعاصم قانصوه وأحمد كرامي.
وختم الحريري مشاوراته بلقاء كتلة «اللقاء الديموقراطي» برئاسة النائب وليد جنبلاط الذي قال: «يجب أن نلتقط هذه الإشارة التاريخية المتمثلة بانتخاب العماد ميشال عون رئيساً وتكليف الرئيس سعد الحريري بتشكيل الحكومة، لأنها فرصة إيجابية للبنان، لكي نستطيع إكمال المشوار»، معلناً أنّ اللقاء الديمقراطي «تقدّم بالحدّ الادنى للمطالب، ولكن المهمّ لدينا سرعة التشكيل ولنهتم بشؤوننا الداخلية».
ويستكمل الحريري المشاورات اليوم، والأبرز فيها اجتماعه مع كتلة «الوفاء للمقاومة».
عون: قانون الانتخاب أولوية
وأكد الرئيس عون، أنّ «جميع مكونات الشعب اللبناني التقت على تبني خطاب القَسَم الذي سيلتزم رئيس الجمهورية العمل على تحقيق ما ورد فيه خلال ولايته الرئاسية»، معتبراً أنّ «جمع اللبنانيين حول سياسة داخلية وطنية سيليه جمعُهم حول سياسة خارجية واحدة أيضاً، بعد تذليل كلّ التعقيدات التي تعترض تحقيق ذلك حتى الآن». مشيراً الى أنّ «أولويات المرحلة المقبلة هي إنجاز قانون جديد للانتخابات النيابية التي سوف تجرى في موعدها في شهر أيار المقبل».
واستقبل عون عدداً من المسؤولين الأمنيين منهم المدير العام لقوى الامن الداخلي اللواء ابراهيم بصبوص يرافقه رئيس فرع المعلومات العميد عماد عثمان ومدير المخابرات العميد الركن كميل ضاهر ومدير عام الأمن العام اللواء عباس ابراهيم، اضافة الى قيادات روحية.
ومواقف دولية
وكان رئيس الجمهورية التقى أمس، سفراء مجموعة الدعم الدولية للبنان، وقد دعت المنسقة الخاصة للأمم المتحدة في بيروت سيغريد كاغ عقب الاجتماع الى إتمام الانتخابات النيابية في موعدها، وشدّدت على ضرورة صون الاستقرار اللبناني بعيداً من الصراعات.
وبرز أمس موقفان فرنسيان لافتان حيال الوضع المستجد في لبنان وعقود التسليح الفرنسية مع الدولة اللبنانية، الأول على لسان وزير الشؤون الخارجية والتنمية الدولية الفرنسي جان ـ مارك إيرولت الذي شجع «جميع الأطراف اللبنانية على العمل السريع من أجل حكومة جامعة». مضيفاً أنّ «هذا الخروج من الأزمة يمرّ عبر تشكيل سريع لحكومة جامعة لا بدّ منها، لكي يردّ لبنان على التحديات التي تواجهه، ولكي تساعده الأسرة الدولية بشكل أفضل، خصوصاً في المجالات الأمنية والاقتصادية والإنسانية وأشجع جميع الأطراف اللبنانية على العمل في هذا الاتجاه، عبر مواصلة السير في طريق المسؤولية والتسوية وذلك من أجل المصلحة العليا للبلد».
أما الثاني فمن الناطق باسم وزارة الخارجية رومان نادال الذي أعلن في مؤتمره الصحافي رداً على سؤال حول مصير العقد اللبناني ـ السعودي ـ الفرنسي لمدّ القوات المسلحة اللبنانية بالسلاح: «في مواجهة المخاطر المحدقة التي يواجهها لبنان بسبب الظرف الإقليمي غير المستقرّ، تتشبّث فرنسا بمساعدة السلطات والقوات المسلحة اللبنانية. ويشكل عقد «دوناس» جواباً على الحاجات الراهنة للقوات المسلحة اللبنانية ولدينا حوار وثيق مع لبنان والعربية السعودية حول هذا الموضوع».
كما تلقى الحريري برقية تهنئة من وزارة الخارجية الأميركية على تنصيبه رئيساً للوزراء، مضيفة: «اليوم اتخذ لبنان خطوة هامة أخرى لبناء مستقبل أفضل لمواطنيه».
وفي السياق، أفادت «الوكالة الوطنية للاعلام» أن وفداً روسياً سيصل الى بيروت خلال الساعات القليلة المقبلة، تحضيراً لزيارة مرتقبة لشخصية روسية رفيعة المستوى لم يُكشف عن اسمها حتى الآن، ومن المتوقع أن تصل الى لبنان خلال الأيام القليلة المقبلة، وذلك لتهنئة الرئيس عون بانتخابه رئيساً للجمهورية، ولإجراء محادثات مع المسؤولين اللبنانيين بشأن المستجدات في لبنان والمنطقة.
كما تحدّثت مصادر عن زيارة يقوم بها وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف الى لبنان الثلاثاء المقبل لتهنئة الرئيس عون.