افتتاحيات الصحف اللبنانية، يوم الخميس 10 تشرين الثاني، 2016

افتتاحيات الصحف اللبنانية، يوم الإثنين 21 آب، 2023
افتتاحيات الصحف اللبنانية، يوم الثلاثاء 22 كانون الأول، 2020
افتتاحيات الصحف اللبنانية، يوم الأربعاء 24 كانون الثاني، 2018

ويبقى السؤال: هل نحن أمام «نظام عالمي جديد»، و «أميركي داخلي»، تفرضه تعهدات ترامب الانتخابية أولاً، لو نفذها؟ أم سيعاد تدوير الزوايا للحفاظ على المنظومة السياسية والعسكرية بنسختها وتوجهاتها الحالية التي تحكم العالم؟ وهل سيكون التعويل على تدخل اميركي أقل وانسحاب عسكري وحوار مع روسيا في عهد ترامب، صائباً، أم سيكون أحد «الصقور» الأميركيين الجدد، أو «المتعولم» على طريقته تماشياً مع إدارته لعالم الأعمال التي يتقنها، كما تشي بعض الأسماء التي بدأت تترشح عن فريقه الوزاري المحتمل؟. وحاولت الولايات المتحدة، أمس، احتواء زلزالها السياسي الذي أحدثه فوز ترامب …
دونالد ترامب
/++++++++++++++++++++++++/
النهار//
أميركا تجاوزت صدمة فوز ترامب “رئيس الكلّ”//
فاجأ المرشح الجمهوري للرئاسة الأميركية دونالد ترامب (70 سنة) العالم اذ ألحق هزيمة غير متوقعة بالمرشحة الديموقراطية هيلاري كلينتون (69 سنة) في الانتخابات التي أجريت الثلثاء، ليصير الرئيس الـ45 للولايات المتحدة، ولينهي ثمانية أعوام من حكم الديموقراطيين ويدفع الولايات المتحدة إلى طريق جديد غامض.

واستفاد قطب العقارات الثري من موجة استياء من الساسة المخضرمين ليقتنص المنصب من كلينتون التي قدمت أوراق اعتماد منها أنها كانت زوجة رئيس أميركي سابق وعضو في مجلس الشيوخ ووزيرة خارجية سابقة. وحصل ترامب على 279 مندوباً من اعضاء المجلس الانتخابي، فيما حصلت كلينتون على 228. وسيكون ترامب أكبر رئيس أميركي يتولى المنصب بعد حملة مريرة سببت انقساما في المجتمع الأميركي وتركزت الى حد كبير على شخصية المرشحين.

وظهر ترامب مع عائلته أمام حشد من أنصاره المبتهجين في قاعة فندق بنيويورك. ورأى في خطاب الفوز أن الوقت قد حان لانهاء الانقسامات والوصول إلى أرضية مشتركة بعد حملة أظهرت خلافات عميقة بين الأميركيين. وقال: “حان الوقت كي نعمل كشعب متحد… سأكون رئيسا لكل الأميركيين”. وانتعشت الاسواق بعد تراجع كبير احدثته نتيجة الانتخابات التي جاءت مخالفة لكل توقعات استطلاعات الرأي. وكشف أنه تلقى اتصالاً هاتفياً من كلينتون لتهنئته بالفوز وأشاد بالخدمات التي قدمتها للبلاد وبحملتها التي خاضتها بكل ضراوة.

كلينتون

كذلك القت كلينتون كلمة غلب عليها التأثر في قاعة بأحد فنادق مانهاتن، مما جاء فيها: “آمل في ان ينجح بصفته رئيساً لجميع الاميركيين”، لكنها لاحظت ان الانتخابات اظهرت ان الولايات المتحدة “منقسمة اكثر مما كنا نعتقد”. وقالت إن على الاميركيين ان يتحلوا بـ”الانفتاح” على حيال ترامب وان “يمنحوه فرصته لادارة” البلاد. ولفتت الى ان الانتقال السلمي للحكم “قيمته مقدسة” في الديموقراطية الاميركية.

أوباما

وبعد ساعات من صدور النتائج، خاطب الرئيس الاميركي باراك اوباما من البيت الابيض الاميركيين، قائلاً إن أميركا باسرها تتمنى “النجاح” لترامب بعد انتخابه المفاجئ، وأشاد بالتصريحات الاولى التي ادلى بها. واضاف: “نحن أولا اميركيون، ولسنا ديموقراطيين أو جمهوريين”، معرباً عن أمله في انتقال هادئ للحكم بعدما كان وصف ترامب خلال الحملة الانتخابية بانه يشكل تهديداً للديموقراطية. وكان أوباما اتصل صباحاً بترامب لتهنئته ودعاه الى زيارة البيت الابيض لاجراء محادثات اليوم.

وأعلن البيت الأبيض أن أوباما يأمل في استمرار التقليد الأميركي المتمثل في عدم استخدام من هم في السلطة نظام العدالة الجنائية ضد الخصوم السياسيين. فقد سئل عن تعهد ترامب سجن منافسته كلينتون، فأجاب الناطق باسمه جوش إيرنست: “لدينا تقليد قديم في هذا البلد… ألا يلجأ من هم في السلطة الى استخدام نظام العدالة الجنائية للانتقام السياسي… الرئيس يأمل أن يستمر ذلك”. وسيغادر اوباما البيت الابيض في 20 كانون الثاني 2017 بعد ثماني سنوات في السلطة.

وأفاد البيت الابيض أن تقرير الاستخبارات اليومي الذي يحصل عليه أوباما، سيقدم نسخة منه الى ترامب ونائبه مايك بنس واعضاء آخرين في فريق الرئيس المنتخب. واقفل مؤشر داو جونز مرتفعا 1.38 في المئة، كما ارتفع ستاندارد آند بورز 500 وناسداك 1,09 في المئة وفقا لبيانات غير رسمية.

ردود الفعل

وتوالت ردود الفعل على الانتخاب من انحاء العالم. وهنأ الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، ترامب معربا عن أمله في تحسن العلاقات الروسية- الاميركية التي تشهد “وضعاً صعباً”. وسارعت زعيمة الجبهة الوطنية الفرنسية مارين لوبن الى تهنئة ترامب و”للشعب الاميركي الحر”. كما هنأه البريطاني نايجل فاراج الذي كان من أبرز الداعين الى خروج بريطانيا من الاتحاد الاوروبي. وهنأ زعماء العالم الرئيس للولايات المتحدة، فيما سادت اجواء قلق وخوف في آسيا بسبب مواقفه المعلنة المثيرة للجدل من المسلمين والتي ادلى بها خلال الحملة الانتخابية. وحذر الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند من “مرحلة من الغموض”. ولاحقاً اعلنت الرئاسة الفرنسية ان هولاند ابلغ ترامب أنه يريد إجراء مناقشات معه في أسرع وقت ممكن.

وفي رسالة تهنئة مشتركة لترامب بفوزه، وجه رئيس المفوضية الاوروبية جان – كلود يونكر ورئيس المجلس الأوروبي دونالد توسك “دعوة اليه للتوجه الى اوروبا لعقد قمة بين الاتحاد الاوروبي والولايات المتحدة في الفرصة الاولى الممكنة”، مؤكدين ان “تعزيز العلاقات بين الطرفين مهم أكثر من اي وقت مضى”. وقال توسك: “لا أظن اليوم أنه يمكن بلداً الادعاء أنه كبير اذا بقي معزولا”، في اشارة الى شعار “استعادة عظمة أميركا” الذي طرحه ترامب. وقال رئيس المجلس الاوروبي في بيان باسم الدول الـ28 الاعضاء في الاتحاد ان “اوروبا والولايات المتحدة لا يملكان بكل بساطة خياراً آخر سوى التعاون الوثيق الى اقصى حد ممكن”.

وعرضت المستشارة الالمانية أنغيلا ميركل على الرئيس الاميركي المنتخب “التعاون الوثيق” الذي يستند الى القيم المشتركة للديموقراطيات الحرة. واعربت عن أملها في لقائه قبل ايار.

وفي الشرق الاوسط، وصف رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو الرئيس الاميركي المنتخب بأنه “صديق حقيقي لدولة اسرائيل”، فيما أمل الرئيس الفلسطيني محمود عباس ان يحقق الرئيس الجديد السلام في المنطقة. كما هنّأ كل من العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز والرئيس المصري عبد الفتاح السيسي ترامب. وقال الرئيس الايراني حسن روحاني إن فوز ترامب الذي انتقد مراراً الاتفاق النووي الذي وقع في عهد باراك اوباما، لا يمكن ان يؤدي الى الغاء هذا الاتفاق.

/++++++++++++++++++++++++/
السفير//
تدوير زوايا أميركي لاحتواء الشقاق والصدمة.. ونشوة إسرائيلية//
زلزال ترامب: عالم متوجّس وصقور عائدون!//
عندما تتفلتُ الصدمة من عقالها، ستقود حتماً إلى الحالة التي تجلّت بها أمس في العالم. من أصغر مذيعة أخبار على أصغر قناة محلية أميركية، إلى حكومات دول، وشعوبٍ تسمرت بانتظار العدّ العكسي لانتخابات رئاسة «الدولة العظمى».. زلزال 8 تشرين الثاني 2016 لم يوفر أحداً.

أن يصل دونالد ترامب، إلى سُدّة الحكم في الولايات المتحدة، لم يكن أمراً يجوز فيه الكثير من الغرابة، بعدما لقي خطابُه الشعبوي آذاناً صاغية لدى شريحةٍ «صامتة»، وربما تشبهه، من الناخبين أوصلته إلى الترشح باسم حزبه، لكن ظلّ هناك من لا يريد أن يصدّق، حتى النهاية، وأن يلاحق «انحياز» استطلاعات الرأي، التي لم تتوقع فوز خيار «البريكست» في حزيران الماضي، ولا نتيجة انتخابات أميركا، وقد يخيبُ ظنُّها ربما في فرنسا في نيسان المقبل، أو في أي دولة أخرى من دول العالم الاول. هناك جنوح شعبي نحو الانعزال، والتقوقع داخل القومية، قد أصبح حقيقة واقعة في العديد من دول هذا العالم.

ويبقى السؤال: هل نحن أمام «نظام عالمي جديد»، و «أميركي داخلي»، تفرضه تعهدات ترامب الانتخابية أولاً، لو نفذها؟ أم سيعاد تدوير الزوايا للحفاظ على المنظومة السياسية والعسكرية بنسختها وتوجهاتها الحالية التي تحكم العالم؟ وهل سيكون التعويل على تدخل اميركي أقل وانسحاب عسكري وحوار مع روسيا في عهد ترامب، صائباً، أم سيكون أحد «الصقور» الأميركيين الجدد، أو «المتعولم» على طريقته تماشياً مع إدارته لعالم الأعمال التي يتقنها، كما تشي بعض الأسماء التي بدأت تترشح عن فريقه الوزاري المحتمل؟

وحاولت الولايات المتحدة، أمس، احتواء زلزالها السياسي الذي أحدثه فوز ترامب، أولاً بخطاب مقتضب ألقاه هو نفسه، تعهد فيه أن يكون رئيساً لجميع الاميركيين، وثانياً بخطاب ديموقراطي هادئ، لا يخلو من الإقرار بالهزيمة، عكسته كلمتا كل من الرئيس الاميركي والمرشحة عن حزبه هيلاري كلينتون. لكنْ كلا الحزبين، الديموقراطي والجمهوري، سيتحتم عليه التعاطي مستقبلاً مع مأزقه، علماً أن الحزب الديموقراطي، الذي خرج بصدمة اكبر، بعد تعاطيه طوال فترة الانتخابات مع فكرة حاول إقناع نفسه بها، هي أن الحزب المنافس هو وحده من يعيش في ورطة، سيعيش لفترة غير قصيرة، في حالة فوضى، معتبراً أن خياره بترشيح هيلاري كلينتون هو ما قاده إلى الخسارة.

وحذرت عناوين الصحف الأميركية التي صدرت في يومٍ من الذهول، من «الخطر»، مع وصول رئيس يفتقر إلى الخبرة السياسية، معتبرةً أن انتصار خيار ترامب هو أقل ما يقال فيه إنه «تراجيديا اميركية»، وانتصار لقوى في الخارج والداخل تنادي بالعداء للمهاجرين والاستبداد والعنصرية.

وكان لافتاً ظهور ترشيحات لفريق ترامب المحتمل. وذكر موقع «بوليتيكو»، ومعه الـ «نيويورك تايمز»، أن فريقه الانتخابي امضى أشهراً بهدوء في صياغة لائحة بأسماء تضم بعضاً من عمالقة قطاع الصناعة الاميركي، والناشطين المحافظين، لقيادة الإدارة الأميركية المقبلة. ومن بين الاسماء المرشحة، المسؤول الخضرم في «غولدمان أند ساكس» ستيفن ميوشين، وفوريست لوكاس، مؤسس شركة المنتجات النفطية «لوكاس أويل»، لوزارة المالية، والرئيس السابق لمجلس النواب نيوت غينغرش والسفير السابق لدى الامم المتحدة جون بولتون، لوزارة الخارجية، والمستشار السابق لدى مجلس الامن القومي ستيفن هادلي، للدفاع (الاخيران بولتون وهادلي من كبار صقور المحافظين الجدد). كما قد يكرم ترامب أبرز داعميه، كحاكم نيويورك السابق رودولف غولياني، أو حاكم نيوجيرسي كريس كريستي، بمنصب المدعي العام الاميركي.

وفي المحصلة، فإن رئاسةً ومجلسي شيوخ ونواب جمهورية، هي ما أفرزته نتيجة انتخابات الثامن من تشرين الثاني في الولايات المتحدة. هو الوضع الأمثل ربما لقيادةٍ متجانسة، بعد سنوات عجاف على الصعيد الداخلي، وسط الصدام الذي احتدم بين إدارة باراك اوباما والكونغرس على ملفات عديدة. الحزب الجمهوري، الذي خرج منتصراً ومهزوماً في آن معاً، سيستغل فوز ترامب، للقضاء أولاً على إرث اوباما، وليس خفياً أن ملف «اوباما كير» وتعيين رئيس للمحكمة العليا، سيكونان أول اختبارين سهلين لهذا التجانس بين البيت الأبيض و «الكابيتول»، لكن اختبارات أكبر، وأهم، ستكون لاحقاً على المحك، منها على سبيل المثال، «جدار المكسيك العظيم» و «ملف الهجرة»، وقرارات تتعلق بملفات خارجية أكثر تعقيداً.

أما الغموض الأكبر فهو ما يكتنف السياسة الخارجية الأميركية المقبلة، من التجارة العالمية إلى العلاقات مع الصين وروسيا واوروبا ومنظومة «الناتو» ودول الخليج، والقضية الفلسطينية، والعالم العربي ما بعد «الربيع العربي»، ومحاربة التطرف، وصولاً إلى الاتفاق النووي مع إيران، والتطبيع مع كوبا، إلى ملف اميركا اللاتينية، وأفريقيا والوجود العسكري المتزايد في أكثر من بقعة في العالم.

وقد عبرت الكثير من هذه الدول عن هواجسها بشأن العلاقة المقبلة مع الولايات المتحدة، ربما باستثناء العالم العربي الذي «هنأ وبارك وأمل استمرار التعاون»، في معزوفةٍ تتردد كلما وصل رئيس أميركي جديد إلى البيت الابيض. وترددت أنباء من القاهرة أن مصر التي لم تكن على ودّ كامل مع باراك اوباما والتي اتصل رئيسها عبد الفتاح السيسي بالرئيس الأميركي المنتخب، ستكون المحطة الاولى في الشرق الأوسط للرئيس الأميركي الجديد.

وحدها اسرائيل، لم تخفِ نشوتها، ناعيةً احتمالات التسوية السلمية، التي لم يحاول أي من أسلاف ترامب يوماً إنجازها جدّيا. وفي فرنسا، كانت زعيمة اليمين المتطرف اول من هنأ ترامب فور إعلان فوزه، معتبرةً أن «رفض العولمة المتفلتة، والهدوء في العلاقات الدولية، وخصوصاً مع روسيا، والانسحاب من الحملات الحربية، وهي سبب موجات الهجرة الكبيرة التي نحن من ضحاياها، هي تعهدات إذا تم الالتزام بها، فستكون مفيدةً لفرنسا». وأعلنت الحكومة الكوبية التي لم تعلق بعد على انتخاب ترامب رئيسا، أنها ستجري تدريبات عسكرية جديدة لمواجهة غزو محتمل.

وعلى غرار نظيره الصيني شي جينبينغ، هنأ الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الرئيس الأميركي الجديد، معرباً عن أمله العمل المشترك «لإخراج العلاقات الأميركية ـ الروسية من حالتها الصعبة». وقال متحدّث باسم الكرملين إنّه يأمل تحسّن الحوار بشأن سوريا بعد انتخاب ترامب.

اوروبياً، دعت وزيرة خارجية الاتحاد الاوروبي فيديريكا موغيريني وزراء خارجية الاتحاد الى اجتماع استثنائي الأحد في بروكسل «من أجل تبادل وجهات النظر حول طريقة المضيّ قدما في العلاقات بين الاتحاد الاوروبي والولايات المتحدة بعد الانتخابات الاميركية». وفي الولايات المتحدة، وبعد يوم انكسار تاريخي، ونهاية حلم بالاستمرارية السياسية لعائلة نافذة في واشنطن، عرضت المرشحة الديموقراطية هيلاري كلينتون التعاون مع ترامب، لكنها شددت على أن نتائج الانتخابات الرئاسية أظهرت مدى الانقسام الذي تعيشه بلادها، فيما أكد الرئيس الاميركي المغادر بعد ولايتين، أن الولايات المتحدة بأسرها تتمنى «النجاح» للرئيس الجديد بعد انتخابه، على أن يلتقيه اليوم في البيت الأبيض. وقال اوباما «كل من يخسر في انتخابات يحزن، لكن في اليوم التالي علينا ان نتذكر أننا في الحقيقة جميعا ضمن فريق واحد»، معرباً عن أمله انتقالا هادئا للحكم، مشدداً على قدرة بلاده على إعادة التقارب بعد اي حملة انتخابية مهما كانت حدتها. وأضاف «لسنا ديموقراطيين اولاً، ولا جمهوريين اولاً، إننا اميركيون اولا. كلنا نريد الأفضل للبلاد. وهذا ما سمعته في خطاب ترامب بالأمس، وعندما تحدثت اليه مباشرة، وكان ذلك مشجعا». كذلك شدد الرئيس الذي يغادر البيت الابيض بعد شهرين على أهمية «احترام المؤسسات والقانون» و «الاحترام المتبادل بين الافراد» متمنيا أن يكون الرئيس المنتخب مخلصا لروحية كلماته الاولى بعد الفوز. وأوضح أنه «ليس سراً وجود خلافات كبيرة في وجهات النظر بيني وبين الرئيس المنتخب»، لافتا الى أن خلافات كبرى كانت موجودة أيضا قبل ثماني سنوات مع الرئيس الاسبق جورج بوش الابن. كما أعرب عن «اعتزازه» بكلينتون.

وفاز ترامب بـ279 من الناخبين الكبار، مقابل 228 لكلينتون، بحسب آخر حصيلة لـ «نيويورك تايمز»، حاصداً أصوات ولايات متأرجحة مثل فلوريدا واوهايو وكارولينا الشمالية، وولايات كانت ترجح فوز الديموقراطيين، كميشيغان.

/++++++++++++++++++++++++/
الاخبار//
البيت الأبيض… مصحة مجانين!//
تثير شخصية دونالد ترامب الإشكالية الكثير من المخاوف، وتجعل البعض يخشى من أن يكون نزيل البيت الأبيض الجديد مصاباً بضرب من الجنون. لكن دراسة أميركية صادرة عن مؤسسة طبية مرموقة، تشير إلى أن ترامب ليس الرئيس الأميركي الوحيد المصاب باضطرابات عقلية. تحليل / عثمان تزغارت ـ باريس / كان البيت الأبيض، على مر الحقب، أشبه بـ»مصحة مجانين» يعاني نزلاؤها البارانويا، وجنون العظمة، والانحرافات السادية، واضطرابات المزاج المرضية، وغيرها من الأعراض العقلية غير المتوقعة لدى رؤساء قوة عظمى تزعم أنها تقود «العالم الحر».

ما إن بدأت استطلاعات الرأي تشير، مطلع الصيف الماضي، إلى أن ترامب أصبحت لديه حظوظ جدية للفوز بالرئاسة الأميركية، حتى بدأت المخاوف تخرج الى العلن، محذرة لا من تطرفه وشططه وعنصريته فحسب، بل أيضا ــ وأساساً ــ مما يعانيه من عوارض نفسية يرى فيها الاختصاصيون مؤشرات على اختلال عقلي مرتبط بعصاب اضطراب الشخصية النرجسي.

في مطلع آب الماضي، أطلقت كارين باس، العضو الديموقراطي في الكونغرس، حملة طالبت فيها بعرض ترامب لفحوص نفسية للتثبت من توازنه النفسي وصحته العقلية، تحت الهاشتاغ #DiagnosseTrump. ونقلت كارين باس عن خبراء في علم النفس أن طباع ترامب التي تتسم بـ»التهور وعدم القدرة على التحكم في النفس والعجز عن ضبط عواطفه» تنم عن إصابته بعصاب «الانحراف النرجسي» Narcissistic Perversion.

مطلع أيلول الماضي، انضم إلى المحذرين من اضطرابات ترامب العقلية نائب سابق في الكونغرس، من المعسكر الجمهوري هذه المرة، وهو جو سكاربوروغ، الذي استند هو الآخر إلى خبراء نفسانيين للقول إنّ «الملياردير صاحب الطباع النارية» يعاني عصاب «الاعتلال الاجتماعي» Sociopathy. وهو مرض عقلي بالغ الخطورة بالنسبة لشخص يستعد لتولي الحكم في دولة عظمى، إذ يشير «القاموس التشخيصي والإحصائي للاضطرابات العقلية» إلى أن هذا المرض العصابي عبارة عن «اضطراب في الشخصية يتسم باحتقار المعايير والضوابط الاجتماعية، وصعوبة التفاعل عاطفيا أو الشعور بمعاناة الغير، وبميل كبير نحو الاندفاع الغريزي».

وبالرغم من أن أنصار ترامب سعوا إلى الرد على هذه الحملات، مستندين بدورهم إلى علماء نفسانيين، للقول بأن هذا النوع من «التشخيص عن بعد» يفتقر الى الصدقية لأن «من يتحدثون عن الاضطرابات العقلية لترامب لم يعاينوه شخصيا، بل اكتفوا برصد سلوكه عبر وسائل الإعلام»، فإنّ شخصية مرجعية في مجال علم النفس، جيفري فلاير، وهو العميد السابق لكلية الطب في هارفادر، حسم هذا الجدل لمصلحة منتقدي ترامب. وقال فلاير إنّ «ترامب ليس مصاباً بعصاب الاعتلال الاجتماعي فحسب، بل إنّ حالته جديرة بأن تورد في القواميس الطبية بوصفها خير تعريف لأعراض هذا المرض».

لكن ترامب، بالرغم مما يتسم به من طبع ناري وشطط لفظي وسلوك فظ، ليس أول رئيس أميركي تحوم الشكوك حول توازنه وصحته العقلية. وذلك ما كشفته دراسة بالغة الجدية، أعدها مركز الدراسات الطبية في «جامعة ديوك»، ونُشرت في مجلة عملية مرموقة هي Journal of Nervous and Mental Disease.

لإعداد هذه الدراسة، قامت مجموعة من الباحثين بتحليل الخلفيات النفسية لكافة رؤساء الولايات المتحدة، منذ اعلان الاستقلال، عام 1776، حتى تنحية ريتشارد نيكسون من الحكم في آب 1974. وجاءت النتائج مذهلة، إذ تبين أنّ 49 في المئة من الرؤساء الأميركيين الذين تداولوا على الحكم كانوا يعانون أعراض اضطرابات عقلية ونفسية شتى. يتصدر تلك «الاضطرابات الرئاسية» مرض الاكتئاب (بنسبة 24 في المئة)، يليه اضطراب المزاج المرضي أو الثنائية القطبية Bipolarity (8 في المئة)، ثم تأتي بنِسَب أقل أعراض الوساوس القهرية والانحرافات السادية والقلق المرضي والهوس الجنسي وإدمان الكحول.

أشهر نموذج عن نزلاء البيت الأبيض المصابين بالثنئاية القطبية (اضطراب المزاج المرضي)، هو تيودور روزفلت (1901 – 1909)، إذ كان مزاجه يحتد أحيانا إلى درجة العراك بالأيدي مع أحد الجنود في البيت الأبيض، ما أدى إلى تلقيه ضربة موجعة تسببت له في عاهة مستديمة بعينه اليسرى. وينقلب مزاجه أحيانا إلى النقيض، فيصبح مسالماً إلى حد رفضه إطلاق النار على أحد الدببة خلال رحلة صيد، متعللا بأن الدب المسكين كان بلا دفاع. وهو ما جعل الأميركيين لاحقا يطلقون اسمه، تيدي، على الدببة القماشية.

من جهته، كان الرئيس وودرو ويلسون (1913 ــ 1921) يعاني الاكتئاب الحاد. وشخّص فرويد أسباب ذلك بعقدة ناجمة عن هوسه بالتشبه بوالده الذي كان قساً بروتستانتياً، ما دفع إلى التعويض عن ذلك خلال توليه الحكم، بنوع من جنون العظمة جعله يقارن نفسه بالسيد المسيح.

ولعلّ الرئيس الذي انعكست اضطراباته العقلية بالقدر الأكبر من الخطورة على بلاده، وعلى العالم، هو كالفين كوليدج (1923 ــ 1929)، الذي كان رئيساً تقدمياً بالرغم من انتمائه إلى الحزب الجمهوري، وكان يعدُ بمنح الحقوق المدنية للسود. لكن فُجع بعد عام واحد من توليه الحكم بفقدان ابنه في حادث مروع، ما تسبب في اختلال نفسي ولّد لديه انحرافا ساديا حادا. وقد برز ذلك في مناسبات شتى، حيث كان يتلذذ بغرز إبر صنانير الصيد في أيدي حراسه. كما لوحظ الأمر، في احدى المرات، خلال مناسبة عامة، حين أصيبت زوجته بجراح، فلم يقم بإسعافها، مكتفيا بالتفرج عليها بلذة صادمة. وكان الانطباع السائد، تاريخياً، أن قصور الحكومة عن اتخاذ الإجراءات اللازمة لتفادي الانهيار الاقتصادي الشهير، عام 1929، كان مرده الى الاكتئاب الحاد الذي كان يعانيه الرئيس كوليدج، إذ كان ينام أغلب الوقت، ولا يصحو لأكثر من اربع ساعات في اليوم. لكن الدراسة كشفت أنه كان يعرقل عمداً الإجراءات الاحترازية المضادة للانهيار الاقتصادي بدافع التشفي السادي بمواطنيه.

للأسف، تتوقف الدراسة عند ولاية نيكسون عام 1974، لأن السرية لا تزال تحيط بسير نزلاء البيت الأبيض اللاحقين، ما يفوّت فرص اكتشاف المزيد عن العاهات العقلية لباقي الرؤساء، وبالأخص منهم رونالد ريغان وجورج بوش الابن، اللذين يمثل ترامب امتداداً للشطط والبذاءة اللذين وسما أسلوبهما في الحكم.

/++++++++++++++++++++++++/
البناء//
المفاجأة الأميركية: ترامب رئيساً… لا نريد حروباً بل تعاون وشراكة//
كيري مرشحاً للخارجية: للتعاون مع موسكو وإنجاز التسويات… والمصالحة//
هل تتحمّل القوات مسؤولية تعطيل العهد وتأجيل ولادة الحكومة بـ «التعجيز»؟//
وقعت المفاجأة التي كانت «البناء» متفرّدة في الإشارة إليها كفرضية ممكنة الحدوث، بعدما عنونت أول أمس «احتمالات حصول ترامب على الأغلبية وفوز كلينتون بتصويت كبار الناخبين»، وبعدما أبقت الباب مفتوحاً أمس للمفاجأة، رغم كلّ التوقعات بفوز كاسح للمرشحة الديمقراطية هيلاري كلينتون، ففاز دونالد ترامب بالسباق إلى البيت الأبيض، وفاز الخارج من تلفزيون الواقع على الممثلة الاستعراضية الآتية من مسرح برودواي، كما حمل عنوان «البناء» أمس، وفوز ترامب كما فتحت «البناء» لعيون قرائها على فرضية فوزه، نابعان من الصلة التي تربط السباق الرئاسي الأميركي بقياس تأثير حاصل حروب المنطقة على الداخل الأميركي، ومدى نجاح صمود سورية وصعود روسيا وثبات إيران، وبسالة المقاومة، في إيصال الأميركي إلى اليأس من جدوى الإنكار والمكابرة، والانتقال إلى التأقلم مع مرحلة عنوانها «لا للحروب نعم للمشاركة»، قالها ترامب فور فوزه. كما كانت مرحلة الرئيس باراك أوباما علامة الانتقال من الحروب الخشنة إلى الحرب الناعمة التي جاءت بحلة «الربيع العربي» وهدفت لخطف سورية من حضن الجغرافيا السياسية لمحور الاستقلال الوطني والمقاومة إلى محور الاستتباع والخنوع والتأقلم مع «إسرائيل» الكبرى والعظمى معاً.

كما قال وصول أوباما قبل ثماني سنوات إنّ الأميركيين يسلّمون بفشل حربيهما في أفغانستان والعراق، قال وصول ترامب إنّ الأميركيين يسلّمون بفشل حروبهم في ليبيا وسورية واليمن، وإنهم يتّجهون لبيتهم الداخلي بحثاً عن ترميم اقتصاد متهالك ونسيج اجتماعي مضطرب، بعد سقوط الآمال بعائدات الفوز بالحروب مزيداً من الثروات المنهوبة، كرشوة تقليدية ينقلها المستعمر لداخل اقتصاد بلاده انتعاشاً وأرباحاً، يقدّمها لشعوبه ويشتري بها صمتها، بل شراكتها في تشجيعه لخوض المزيد من الحروب.

عندما قال الأميركيون لا لهيلاري كلينتون، قالوا لا للمزيد من الحروب الواهمة، ولا للمزيد من السير وراء انفصام الشخصية الذي يجمع الدولة التي ترفع راية الديمقراطية وحقوق الإنسان شعاراً لحروبها، وتخوض هذه الحروب وراء السعودية وهي الدولة الأشدّ انتهاكاً لحقوق الإنسان وابتعاداً عن الديمقراطية. وكيف يستقيم هذا الحلف أخلاقياً، ما دام قد فقد بريق القدرة على تحقيق المصالح؟ وعندما قال الأميركيون نعم لدونالد ترامب، قالوا نعم لترتيب البيت الداخلي، والبحث بكيفية إنعاش الاقتصاد بقوة تدابير الداخل، لا حروب الخارج.

المفاجأة بحجم زلزال يهزّ العالم، فالحدث يغيّر وجهة الدولة الأولى في العالم في صناعة الحروب، وتسقط مع الزلزال آمال سعودية بمواصلة هذه الحروب، فتنفتح سورية ويتقدّم اليمن، نحو أحد خياري التسويات الدراماتيكية أو الحرب الحاسمة، تسوية أقرب للاستسلام، أو حرب أشبه بحكم الإعدام.

في السؤال عن الإدارة الجديدة لترامب، تقول مصادر متابعة في واشنطن إنّ ترامب لن يلبّي رغبة هيلاري كلينتون بالحصول على وزارة الخارجية، كما فعلت بكلامها عن الاستعداد للتعاون، كما فعلت بعد فشلها في الحصول على ترشيح حزبها بالمنافسة مع الرئيس باراك أوباما، وانتهى بها الأمر في وزارة الخارجية، لكن ترامب مهتمّ بتوحيد الحزبين ولمّ شملهما، وتقديم صورة جادّة لرئاسته في السياسة الخارجية، والاستثمار على لغة الشراكة والتعاون مع روسيا، وتعميق سياسة التسويات والتفاهمات. ولذلك فالأرجح أنّ مرشحه الأوفر حظاً لوزارة الخارحية، وأبرز وجوه إدارته سيكون وزير الخارجية الحالي جون كيري، الذي تقول المصادر إنّ عمله مع ترامب سيتيح له ترجمه توجهاته التسووية بصورة أوضح وأقوى بعد تحرّره من ضغوط الشراكة مع فريق أوباما الذي يضمّ دعاة التعطيل للتسويات كحال وزير الدفاع أشتون كارتر، وأنّ ترامب الراغب بالتفاهم مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لن يجد مهندساً يحوّل هذه الرغبة إلى رؤية سياسية ويترجمها خطوات عملية، مثل كيري الذي قطع أشواطاً في هذا الطريق، ويملك قدراً عالياً من الخبرة مع نظيره الروسي سيرغي لافروف، وثقة عالية من الإدارة الروسية، عدا عن مكانته المعنوية في الرأي العام الأميركي كشخصية تنتمي للنخبة التي يحتاجها ترامب لتسويق عهده، ولمّ شمل الحزبين حوله، وتغيير الصورة النمطية التي رسمت حوله، فيكون خيار كيري بداية كوزير للخارجية ولاحقاً كمستشار للأمن القومي، وهو الشخصية التي نافست على الرئاسة الرئيس الجمهوري السابق جورج بوش في ولايته الثانية، مع احتمال كبير بالاستعانة بشخصية ديمقراطية ثانية لا تقلّ وزناً هي آل غور المفكّر البيئي والاقتصادي الذي خسر المنافسة مع بوش في ولايته الأولى.

في لبنان وقع فوز ترامب على الفريق المنتظر للخيارات السعودية وقوع الصاعقة، وينتظر أن يحكم مواقفهم من الحراك الداخلي نحو تسريع تشكيل الحكومة الأولى لعهد الرئيس ميشال عون، بينما كان الرئيس سعد الحريري يرى في خطوته السير بالخيار الرئاسي للعماد عون استباقاً ناجحاً للمتغيّرات، ليصير السؤال عن درجة تأثير ذلك على إقناع حزب القوات اللبنانية بالتخلي عن الذرائع التعجيزية لتعطيل ولادة الحكومة بانتظار مشترك مع الرياض عنوانه، تجميد التسوية حتى بداية عهد هيلاري كلينتون المفترض، والذي صار أدراج الرياح. فهل ستقتنع القوات وتتخلّى عن عقدة الحقيبة السيادية التي تعطل ولادة قريبة للحكومة التي اكتملت تقريباً معالمها من التشكّل؟

كوما أميركية بعد فوز ترامب

لا تداعيات مباشرة في المدى المنظور لفوز دونالد ترامب في الانتخابات الأميركية على لبنان والمنطقة ولا تغيير جوهرياً في السياسات الأميركية القائمة، وأي تعديل ربما نشهده في منتصف العام المقبل بعد أن يكون ترامب قد عيّن فريق عمله وأصدر التوجيهات السياسية الجديدة. فحزب الحرب الحاكم اليوم لن يسلّم لترامب بسهولة بتغيير التوجهات الاستراتيجية تجاه الملفات الكبرى. فالأمر يرتبط بمدى قدرة الرئيس الجديد على التغيير، فهل ينصاع الى حزب الحرب وسياساته أم يواجهها ويصار الى إزاحته بشكلٍ أو بآخر؟ فالرئيس باراك أوباما سيبقى رئيساً للولايات المتحدة حتى يسلّم المنصب لترامب في كانون الثاني المقبل، لكن في العرف الأميركي لا يجوز للرئيس الذي انتهت ولايته اتخاذ قرارات من دون اطلاع الرئيس المنتخب عليها وأخذ موافقته، الأمر الذي سينعكس كوما أميركية و غياباً عن السمع للولايات المتحدة تجاه ملفات العالم لأشهر مقبلة، وبالتالي لا تعديل قريباً في المشهد السوري، فالميدان هو الذي يحكم كما لا سياسة أميركية خاصة في لبنان الذي يعتبر جزءاً تفصيلياً من منظومة المصالح الأميركية في المنطقة. فالاهتمام الأميركي ينصبّ على الملفات الإقليمية، وليس على لبنان الأمر الذي يساعد في إنجاح التسوية الداخلية اللبنانية.

هل ينتقم جعجع من الجيش مرة جديدة؟

على صعيد مشاورات تأليف الحكومة التي يجريها الرئيس المكلف سعد الحريري والتي تبدو عالقة عند عقدة الحقيبة السيادية لحزب القوات اللبنانية الذي يطالب بواحدة من الحقائب السيادية الأربع. فإذا كانت وزارة المال قد حُسمت لحركة أمل والداخلية لتيار المستقبل والخارجية للتيار الوطني الحرّ على الأرجح للوزير جبران باسيل، فهل تسند وزارة الدفاع الى القوات كي تبصر الحكومة النور قبل عيد الاستقلال؟ مصادر مطلعة في 8 آذار حذرت من إسناد وزارة الدفاع الوطني التي لها خصوصية الى حزب القوات الذي يملك تاريخاً أسود في الحرب على الجيش اللبناني، مذكّرة بقيام رئيس القوات سمير جعجع خلال حرب الإلغاء بسجن 73 ضابطاً في الجيش في سينما في جونية لمدة 4 أشهر، وثلاثون منهم لا يزالون في الخدمة الفعلية، وتساءلت المصادر: هل سينتقم جعجع من الجيش مرة أخرى؟

وشدّدت المصادر على أن حزب الله وأمل لا يمكن أن يوافقا على أن تذهب وزارة الدفاع الى جعجع حتى وإن لم يشاركا في الحكومة، لأن ذلك سيؤدي الى ضرب معنويات الجيش وتعديل عقيدته القتالية المعادية لإسرائيل وللإرهاب، كما يمس التنسيق مع المقاومة، مؤكدة أن رئيس الجمهورية العماد ميشال عون كقائد سابق للجيش لن يوافق أيضاً . كما أكدت المصادر أن وزارة المالية لم تعد قيد البحث والمساومة بل باتت محسومة للشيعة، وهذا متفق عليه بين الرئيس نبيه بري وحزب الله ولا حكومة من دون تلبية مطالب بري.

وقالت مصادر مستقبلية لـ البناء إن الرئيس الحريري لم ينجز الصيغة الأولية للتشكيلة الحكومية بعد ولم تحصل جوجلة نهائية للأسماء والحقائب التي حسم جزء كبير منها بانتظار الاتصالات لإنجاز ما تبقى . وشدّدت المصادر على أن هناك لائحة بأسماء الشخصيات التي ستدخل الحكومة من حصة تيار المستقبل، وبات المؤكد فيها النائب عن البقاع جمال الجراح والنائب السابق عن طرابلس مصطفى علوش، لكن الحريري سيحسم الأمر ويختار منها على أساس الحقائب التي ستعطى للمستقبل . وأشارت الى أن المشاورات مستمرّة بشأن عقدة القوات، ولم يُحسم الأمر بعد، ولم تؤكد المصادر انتهاء تشكيل الحكومة قبل عيد الاستقلال رغم الجهود التي يبذلها الحريري الذي سيلتقي رئيس المجلس قريباً لإطلاعه على نتائج المشاورات حتى الآن والصيغ المقترحة ليطّلع بعدها رئيس الجمهورية على الصيغ النهائية.

وكان الحريري استقبل مساء أمس، في بيت الوسط رئيس اللقاء الديمقراطي النائب وليد جنبلاط يرافقه النائب مروان حمادة بحضور المستشار الدكتور غطاس خوري. وتناول اللقاء، الذي تخللته مأدبة عشاء، البحث في آخر المستجدات السياسية ولا سيما المسار المتعلّق بتأليف الحكومة الجديدة.

بري: النسبية تنقلنا الى مفهوم المواطنية

وأمل الرئيس بري خلال لقاء الأربعاء النيابي «في الإسراع بتشكيل الحكومة قبل عيد الاستقلال»، مشيراً الى «رغبة جدّية في تأليفها في أسرع وقت للانصراف الى العمل لا سيما من أجل إقرار قانون جديد للانتخابات ومعالجة الملفات الحيوية المطروحة»، ومشدداً «على ضرورة أن يكون القانون الجديد مبنياً على النسبية بما يؤدي الى الانتقال من المفهوم الطائفي والمذهبي الى مفهوم المواطنية». وانضمّ الرئيس بري الى مَن ينادون بمكافحة الفساد وبأن يكون من اولويات العهد الجديد، فشدّد «على أن مكافحة الفساد تستلزم تعزيز سلوك المسارات الدستورية والقانونية»، مؤكداً «على تنشيط عمل القضاء والهيئات الرقابية في هذا المجال».

..وجلسة للحوار الثنائي في عين التينة

وعقدت جلسة الحوار الـ36 بين حزب الله و«تيار المستقبل ، مساء أمس، في عين التينة، بحضور المعاون السياسي للأمين العام لـ حزب الله حسين الخليل، وزير الصناعة في حكومة تصريف الأعمال حسين الحاج حسن، النائب حسن فضل الله عن الحزب، ومدير مكتب الرئيس سعد الحريري السيد نادر الحريري ووزير الداخلية والبلديات في حكومة تصريف الأعمال نهاد المشنوق والنائب سمير الجسر عن تيار المستقبل . كما حضر وزير المال في حكومة تصريف الأعمال علي حسن خليل. وبعد الجلسة، صدر البيان الآتي: جرى تقييم الأجواء السائدة، بعد تحقيق إنجاز الانتخابات الرئاسية وما تركته من انعكاسات إيجابية على الوضع الداخلي. كما جرى تأكيد ضرورة الإسراع في تشكيل الحكومة الجديدة والاستفادة من مناخات الانفتاح بين القوى السياسية .

«التمييز العسكرية» أخلت سبيل الطراس

على صعيد آخر، صادقت محكمة التمييز العسكرية برئاسة القاضي طاني لطوف، على قرار قاضي التحقيق العسكري الأول رياض أبو غيدا تخلية سبيل الموقوف بسام الطراس. وردت استئناف مفوض الحكومة لدى المحكمة العسكرية القاضي صقر صقر بفسخ القرار، وبذلك تصبح تخلية سبيل الطراس محققة. وتوجّه الطراس فور تخلية سبيله الى دار الفتوى للقاء مفتي الجمهورية عبد اللطيف دريان ترافقه عائلته والمحامية زينة المصري التي أكدت أن لا علاقة لملف الطراس بملف كسارة.

وأبدت مصادر عسكرية استغرابها إزاء قرار المحكمة العسكرية إخلاء سبيل الطراس، وهي نفسها التي حكمت الوزير السابق ميشال سماحة على نية الجرم الذي لم يرتكبه، بينما أثبتت التحقيقات وباعتراف الطراس نفسه أنه متورّط بمتفجرات كسارة واللبوة والناعمة ، وأوضحت المصادر لـ البناء أن جهاز الأمن العام كان أول من ألقى القبض على الطراس بعد اكتمال ملفه وسلّمه للقضاء، وبعدها انتقل الملف الى فرع المعلومات ، وأشارت الى أن قرار محكمة التمييز سياسي لا قانوني وتمّ تحت ضغط الشارع، كما حصل مع الإرهابي شادي المولوي عندما أطلق سراحه ليتبين لاحقاً أنه أمير داعش في الشمال، وكما حكمت على سماحة تحت ضغط الشارع . وتساءلت المصادر: هل ستبقى محكمة التمييز العسكري تصدر أحكاماً تحت ضغط الشارع؟ ورأت المصادر أن الحل يكمن بإعادة النظر من قبل العهد الجديد بتركيبة محكمة التمييز العسكرية التي كانت من صنع الرئيس السابق ميشال سليمان ووزير الدفاع سمير مقبل، فهل سيكون ثمن هذا القرار سياسياً على قضاة العسكرية كما منحت الوزيرة أليس شبطيني وزارة كمكافأة لها على إخراجها أكثر من عميل إسرائيلي من السجن؟

في المقابل استبعدت مصادر إسلامية أي تسوية بملف الطراس، مؤكدة لـ البناء أن ملفه فارغ وأبلغ قاضي التحقيق رياض أبو غيدا المفتي دريان وكل المراجع المعنية بأن لا إثباتات تدين الطراس . ولفتت المصادر الى أن الطراس كان على صلة بشخص سوري أكدت المعلومات أنه ينتمي الى تنظيم داعش لكن الطراس لم يكن على علم بأن صديقه ينتمي الى التنظيم، كما أن الطراس لا علاقة له بأي من التنظيمات الإرهابية ولم يثبت في التحقيقات أنه تستر على الشخص الداعشي، ولو أثبت عليه ذلك لما أخلي سبيله ، ولفتت الى أن أي سياسي لن يدخل الآن بتسوية بملف شخص له علاقة بالنصرة أو بداعش، وكشفت المصادر أن ما أخّر التحقيق مع الطراس وقرار الإفراج عنه هو وجود برنامج تشفير في هاتفه، الأمر الذي أحيط بشكوك القضاء ولم يستطع فرع المعلومات فتح البرنامج وتم إرساله الى دولة أجنبية لإخراج المعلومات منه ولم يتم العثور على أدلة تثبت تورطه مع أي تنظيم إرهابي . كما كشفت أن المفتي دريان أصدر تعميماً على خطباء المساجد لإثارة مظلومية الطراس على المنابر، وتساءلت: هل كان المفتي ليصدر هذا التعميم لو كان الطراس إرهابياً؟ وقالت مصادر أخرى إن الطراس تراجع أمام القضاء عن كل اعترافاته وإفاداته أمام الأمن العام وفرع المعلومات. وحاولت البناء الاتصال بمحامية الطراس زينة المصري للاستيضاح منها عن الأمر إلا أنها لم تجب على الاتصال.

/++++++++++++++++++++++++/
اللواء//
صعود الشعبوية في أميركا: ترامب رئيساً//
إهتزاز الأسواق والبورصات العالمية.. قلق أوروبي وإيراني وارتياح روسي وترقّب عربي//
فاجأ المرشح الجمهوري للرئاسة الأميركية دونالد ترامب العالم بعد أن ألحق هزيمة غير متوقعة بالمرشحة الديمقراطية هيلاري كلينتون في الانتخابات التي جرت امس الاول لينهي ثمانية أعوام من حكم الديمقراطيين وبداية صعود الشعبوية في أميركا. وحصد اصوات 290 من كبار الناخبين من اصل 270 تلزمه لدخول البيت الابيض في 20 كانون الثاني المقبل مقابل 228 لمنافسته الديموقراطية هيلاري كلينتون. وتمكن الجمهوريون من الاحتفاظ بالغالبية في الكونغرس الذي يشكل المفصل الاستراتيجي للتطبيق التام لبرنامج الرئيس المنتخب.

وظهر ترامب مع عائلته أمام حشد من أنصاره المبتهجين في قاعة فندق بنيويورك وقال إن الوقت قد حان لرأب الانقسامات والوصول إلى أرضية مشتركة بعد حملة أظهرت خلافات عميقة بين الأميركيين. وأضاف «حان الوقت كي نعمل كشعب متحد… سأكون رئيسا لكل الأميركيين.» وقال إنه تلقى اتصالا هاتفيا من كلينتون لتهنئته بالفوز وأشاد بالخدمات التي قدمتها للبلاد وبحملتها التي خاضتها بكل ضراوة. وفي خطاب النصر قال ترامب إن لديه خطة اقتصادية عظيمة تضم مشروعا لإعادة بناء البنية التحتية وستضاعف النمو الاقتصادي للبلاد.

وأثار فوزه تساؤلات في الداخل والخارج. وخلال حملته رفع ترامب شعار «أميركا أولا» متعهدا بأن تتخذ البلاد في عهده مسارا أكثر حمائية وتركيزا على الداخل. كما تعهد بفرض تعريفة بنسبة 35 في المئة على الواردات الأميركية. واهتزت الاسواق والبورصة وشهدت تراجعا كبيرا احدثته نتيجة الانتخابات التي جاءت مخالفة لكل توقعات استطلاعات الرأي، وذلك قبل ان تستعيد توازنها وتشهد بعض الانتعاش.   وبعد ساعات على صدور النتائج، توجه الرئيس الاميركي باراك اوباما من البيت الابيض الى الاميركيين، وقال ان اميركا بأسرها تتمنى «النجاح» لترامب مشيدا بالتصريحات الاولى التي ادلى بها.  كذلك القت المرشحة الخاسرة كلينتون كلمة غلب عليها التأثر.  وقالت في قاعة باحد فنادق مانهاتن «آمل في ان ينجح بوصفه رئيسا لجميع الاميركيين»، لكنها اعتبرت ان الانتخابات اظهرت ان الولايات المتحدة «منقسمة اكثر مما كنا نعتقد».

وتلقى العالم بفتور فوز ترامب فيما رحب اليمين المتطرف بالمقابل ببداية عصر جديد. وكان الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند اكثر تشاؤما إذ قال ان «هذه الانتخابات الاميركية تفتح مرحلة من الغموض»، داعيا اوروبا الى رص الصفوف. وعلى غرار نظيره الصيني شي جينبينغ، هنأ الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ترامب، متحدثا عن أفق «حوار بناء».  وسارع اليمين في دول عدة الى تهنئة ترامب.

أما في الشرق الاوسط، فقد اتسمت ردود الفعل الواردة حتى الآن من بعض الحكومات العربية بالحذر واكتفت بالتهنئة ودعوة ترامب الى حل الملفات الساخنة العديدة التي لم تتطرق اليها الحملة الانتخابية الاميركية الا بايجاز. فيما رحبت اسرائيل بفوز «صديق عزيز». وبعث خادم الحرمين الشريفين سلمان بن عبد العزيز ببرقية تهنئة الى ترامب، متمنيا له ان يوفق في تحقيق «الامن والاستقرار في منطقة الشرق الاوسط والعالم».

واشاد الملك السعودي في برقيته، بحسب ما ذكرت وكالة الانباء السعودية الرسمية، بـ»العلاقات التاريخية الوثيقة بين البلدين الشقيقين التي يتطلع الجميع الى تطويرها وتعزيزها في المجالات كافة لما فيه خير ومصلحة البلدين». وفي القاهرة، أجرى الرئيس عبد الفتاح السيسي اتصالا هاتفيا بترامب ووجه له دعوة لزيارة مصر، بحسب ما اعلنت الرئاسة المصرية. أما في طهران، فسارع الرئيس الايراني حسن روحاني الى التأكيد ان ترامب «لا يمكنه الغاء» الاتفاق النووي الموقع بين الدول الكبرى وطهران. وقال البيت الأبيض إن إدارة أوباما لا تزال ملتزمة بتنفيذ اتفاق باريس بشأن التغير المناخي والاتفاق النووي مع إيران في الشهور الأخيرة للإدارة في السلطة.

Please follow and like us: