الصين تحذر أمريكا من التراجع عن “سياسة الصين الواحدة”

الصين تحذر أمريكا من التراجع عن “سياسة الصين الواحدة”

طوفان الأقصى : جوزيه ساراماغو: من أحجار داوود إلى دبابات جُليات
محسن مرزوق نموذجاً : صبيان “الثورات الملونة” في تونس “كومبارس” للأمريكي و”الخليجي”؟  
مالكة العاصمي : الغرب يخطط لتقسيم المغرب وربط الأمازيغية بـ”إسرائيل” وجعل العرب “غزاة”

حذرت صحيفة “غلوبال تايمز” الصينية، الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب من أن “سياسة الصين الواحدة غير قابلة للتفاوض” وأن التخلي عنها قد يدفع بكين إلى تقديم الدعم لأعداء الولايات المتحدة. وجاء التحذير الصيني بعد أن كان ترامب قد شكك الأحد بإمكان أن تواصل واشنطن تبني “سياسة الصين الواحدة” مشترطا على بكين تقديم تنازلات في قضايا كالتجارة وغيرها.

ووفق تقارير خبراء ظهرت في أيار الماضي، فإن مواطني الصين هم أكبر المستثمرين في سوق العقارات الأمريكية، حيث أنهم وظفوا في عامي  2010-2015 نحو 110 مليارات دولار. وبذلك أصبح الصينيون يشغلون المركز الأول في هذا المؤشر في الولايات المتحدة، ومن ثم يأتي الكنديون والهنود.  وتوقعت هذه التقارير أن ترتفع هذه الاستثمارات إلى 218 مليار دولار مع حلول 2020.

وجاء في مقال نشرته “غلوبال تايمز” اليوم الإثنين، في النسخة الإلكترونية، ولا يحمل توقيعا، إن “سياسة الصين الواحدة لا يمكن المساومة بها”، واصفا ترامب بأنه “جاهل في الدبلوماسية تماما كطفل”. وحذر المقال من أنه إذا دعمت الولايات المتحدة استقلال تايوان وزادت مبيعات الأسلحة للجزيرة، فإن الصين قد تقدم الدعم “لقوى معادية للولايات المتحدة”. وسأل المقال “ما الذي يمنعنا من دعم (تلك القوى) في شكل علني، أو بيعها أسلحة سرا”.

ونسبت “غلوبال تايمز” إلى باحث صيني وصفه ترامب بـ “المبتدئ” في الدبلوماسية مع فهم “سطحي جدا” لشؤون تايوان والعلاقات الصينية – الأميركية. وكان الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب قد صرح لقناة فوكس نيوز الأحد قائلاص : “لا أعلم لماذا علينا أن نتقيد بسياسة الصين الواحدة إلا في حال أبرمنا اتفاقا مع الصين يتعلق بقضايا أخرى، بينها التجارة”.  وبالإضافة إلى التجارة، رأى ترامب أن الصين لا تتعاون مع الولايات المتحدة في مجالات تتعلق بعملتها، أو بكوريا الشمالية أو بحر الصين الجنوبي.

وتأتي تصريحات ترامب ردا على سؤال حول قبوله الشهر الجاري تلقي مكالمة هاتفية من رئيسة تايوان تساي انغ وين، في خرق لتقليد دبلوماسي أميركي مستمر منذ عقود. وأثارت المكالمة الهاتفية غضب بكين التي تعتبر الجزيرة التي تتمتع بحكم ذاتي إقليما مارقا على طريق التوحيد. بالقوة إن دعت الحاجة.ولم يسبق لأي رئيس أميركي فعلي أو منتخب أن تحدث إلى رئيس تايواني منذ قطعت واشنطن علاقاتها الدبلوماسية مع الجزيرة المستقلة بحكم الأمر الواقع العام 1979.

وهناك ترابط كبير بين اقتصاد الصين والولايات المتحدة. فالخزانة الأمريكية مدينة للصين في السندات الحكومية الأمريكية. إذ يعتبر الصينيون أكبر وأول حملة أجنبي للسندات المالية الأمريكية في العالم، بما في ذلك العقارية التي تصدرها شركات عقارية مالية أمريكية مثل فاني ماي وفريدي ماك. وهذه الشركات التي باتت نصف حكومية، مدينة حاليا للصين بمبالغ تصل الى 207,9 مليار دولار. وهذه الديون مضمونة بالعقارات. وفي حال لم تتمكن أي من هذه الشركات من تسديد الالتزام للطرف الصيني فهذا يعني وضع يده على العقارات المرهونة.

مركز الحقول للدراسات والنشر
الإثنين، 12 كانون الأول، 2016

Please follow and like us: