تؤكد ميادين الحرب في سوريا على أهمية الـ"ميني درون" أو "الطائرات من دون طيار" الصغيرة في إدارة وخوض المعارك البرية التكتيكية والإستراتيجية التي تجري هناك. وكشفت التقارير الصحفية أن جيوش روسيا والولايات المتحدة تخصص جهوداً وموارد كبيرة لإنتاج أو إسكات روبوتات جوية من نوع الـ"ميني درون" وحتى الـ"ميكرو درون" الصغيرة جداً، اعتماداً على الخيرة المكتسبة في السماوات السورية.
طباعة "درون" بتقنية ثلاثية الأبعاد
ونقل موقع "دوت إميرات" إعلان وزارة الحرب الأميركية عن مشاركة جنود أميركيين بإجراء اختبار قام به باحثون من الجيش، على طائرة صغيرة بدون طيار مطبوعة بالتنقية ثلاثية الأبعاد "3D" وأصبحت متاحة للطلب لمهام محددة.
ونقلت الوزارة عن إريك سبيرو، كبير فريق العمل ومدير مشروع إنتاج تلك الطائرات التابع للجيش الأميركي: "ابتكرنا عملية لتحويل احتياجات الجندي أثناء مهامه إلى نظام طائرات صغيرة الحجم بدون طيار مطبوعة بالتقنية ثلاثية الأبعاد".
وأوضحت الوزارة أنه بناء على هذا المفهوم، فإنه فور احتياج دورية ما إلى دعم طائرات بدون طيار يقوم الجنود بإدخال متطلباتهم إلى برمجيات التخطيط للمهمة، ويكون النظام مبرمجا على التعرف على التكوين الأمثل للمركبة ويقوم بطباعتها وتسليمها في غضون 24 ساعة.
وقال الباحثون إنهم شعروا بأن الدمج بين الطباعة ثلاثية الأبعاد والطائرات بدون طيار هو حل تكنولوجي طبيعي. وقضى الفريق عدة ساعات في اختبار وتنويع التصميمات لضمان أن كل شيء يمضي كما يتوقعون.
إسكات "الدرون" الصغيرة … جدا
وقال موقع "أخبار قطر" إن الجيش الروسي سيبدأ باستخدام مجمع إلكتروني حربي من طراز "ريبيلنت"، بوسعه إسكات طائرات من دون طيار مهما كانت صغيرة. وبحسب ما نقلته صحيفة "إزفيستيا"
فإن السلاح الجديدة ذاتي الحركة، ويستطيع إسكات "درونات" لا يزيد طولها عن بضع سنتمترات. ويكتشف "ريبيلنت" أهدافه بشكل مستقل. ثم يقوم بتحييد هذه الروبوتات الجوية، عبر إسكات قنوات التحكم فيها بواسطة التشويش الإلكتروني الموجه، وتعطيل أجهزة ملاحتها وأجهزة القياس.
وينقل "ريبيلنت" على منصة شاحنة "ماز – 6317" حيث ينصب أيضا مركز للقيادة وهوائي تلسكوبي طويل. وهو مزود بمنظومة بصرية قوية ومحطة استطلاع حساسة جدا قادرة على العمل ليلا ونهارا، في الظروف الجوية المختلفة، والتعرف على أي درونات مهما كانت صغيرة. وذلك على مدى 35 كيلومتر. وأشارت الصحيفة إلى أن تجربة نموذج "ريبيلنت" قد أنجزت بنجاح حيث تم تأكيد كل مواصفاتها التقنية، وجهوزيتها التامة لتسلم إلى الجيش الروسي.
ميداين حروب "الدرون" تتسع
ولا تنحصر حروب "الدرون" بالجيهات العسكرية في سوريا، بل تمتد إلى العراق وأفغانستان وأوكرانيا. وأفادت تقارير صحفية في الشهر الماضي بأن الطائرات دون طيار التي توردها الولايات المتحدة إلى أوكرانيا لاستخدامها في القتال بشرق البلاد قديمة جدا وقد تتعرض بسهولة لهجمات إلكترونية.
وأشارت الوكالة إلى أن مجموعة الطائرات الاستطلاعية الأمريكية دون طيار التي أرسلت إلى أوكرانيا لم تبرر آمال الجانب الأوكراني، مضيفة أن استخدام الطائرات المذكورة عديم الفائدة في الجبهة تقريبا بسبب وجود ثغرات فيها أمام هجمات إلكترونية روسية وكذلك نظم لإشارات الرادارات.
مركز الحقول للدراسات والنشر
الأحد، 08 كانون الثاني، 2017